شخصية الطفل في السنة الأولى للمدرسة

جريدة الصباح

2016-10-06 09:36

د . نجاح هادي كبة

تؤكد الدراسات النفسية السلوكية ان الحدث الاول في ذاكرة الانسان غير قابل للمحو والنسيان على مرور الايام والسنين فالانسان يرتبط بذاكرته المنزل الاول الذي نشأ فيه وبدأ دخوله المدرسة الابتدائية ومربيته الاولى وهذا الارتباط يحدث لدى الانسان من طريق ارتباط هذه المثيرات بالاستجابات بقوة وقد اطلق العالم الروسي الشهير بافلوف( 1849 – 1936 م) على هذا الارتباط بين المثير والاستجابة ( قانون المرة الواحدة ) ولابد من ان اشير الى ان شخصية الطفل تتضح بعمر( 5-6) سنوات بحسب آراء فرويد

( 1856- 1939م ) وهو بدء دخول الطفل المدرسة الابتدائية والمثيرات التي يتعرض لها الطفل في المدرسة او في الاسرة كثيرة . وبناء على ذلك يرى علماء النفس ألا تكون استجابات الطفل للمثيرات التي تنعكس على سلوكه غير سليمة لاسيما في بدء دخوله المدرسة الابتدائية لذلك يتوجب توافر البيئة النفسية السليمة للطفل وهو يتعامل مع تلاميذ صفه او أفراد أسرته ولاسيما ان هناك فروقا فردية في هذه المرحلة بين الأطفال فبعضهم سريع النمو العقلي وآخرون بطيئو النمو العقلي ومن هنا يبرز دور المعلم بالأخذ بيد التلاميذ باستعمال الأساليب التربوية في تعليمهم او تربيتهم تربية سليمة , فأول ما يكسب رضا الطفل ويشده الى المدرسة هو مخاطبته بالكلمات المحببة لنفسه ( المثيرات ) مثل كلمة ( ابني ) التي ينبغي ان يخاطبه بها المعلم او المعلمة , كان يقال له : ( ابني حين تدخل الصف والمعلم قد سبقك بالدخول «دق» الباب بهدوء ) فيتعلم الطفل أسلوب الاستئذان في الدخول لصفه او غيره من الأمكنة المماثلة اذ يبدأ الطفل بالتعميم – بحسب رأي بافلوف –وهناك مثيرات اخرى على المعلم ان يأخذها بالحسبان في أسلوب تعليم الطفل لترسخ لدى الطفل قيم تعليمية وتربوية ( استجابات ) مثل استخدام المعلم الطباشير الملون في رسم حروف الهجاء على السبورة مع حسن تنظيم السبورة وعرض وسائل تعليمية من صور ورسوم على حيطان الصف تتعلق بالمادة التعليمية والاهتمام بجمالية الكتب والقرطاسية والتعليم من طريق اللعب والرسم او من طريق التعليم الوظيفي كتعليم الطفل كتابة بعض الاسماء كالنافذة والباب والكرسي من طريق تعليمه استعمالها فذلك كله وما يماثله مثيرات سترتبط بذاكرة الطفل وتكون استجابته للتعليم اكثر يسرا وسهولة ولايمكن ان تتعرض معلوماته عنها للمحو والنسيان لان كسب الجانب الوجداني (العاطفي) للطفل (التلميذ) يؤدي الى كسب الجانب المعرفي ويساعد على نمو شخصيته بصورة سليمة .

اما عن علاقة الطفل بأسرته في بدء دخوله المدرسة الابتدائية فيتطلب أيضا الاهتمام بالمثيرات التي تولد له استجابات سليمة منها توجيهه بأسلوب تربوي تنظيم كتبه وملابسه وعدم بعثرتها بعد عودته من المدرسة الى البيت فهي مثيرات تكشف عن استجابات نفسية في علاقته مع المدرسة او الأسرة ومدى انسجامه مع المعلم او التلاميذ كذلك يتوجب على الأسرة تهيئة الجو التعليمي الملائم للطفل كإبعاده عن الضوضاء والمشكلات العائلية واشباع حاجاته ومتابعته في علاقته مع المعلم والتلاميذ فان تلك مثيرات تولد استجابات سليمة لتنمية شخصية الطفل بشرط الا نستعمل معه العنف والإكراه والإرغام على تنفيذ الاوامر لان المثيرات غير السليمة تولد استجابات غير سليمة ولاسيما في بدء دخول الطفل المدرسة الابتدائية . هذه المرحلة التي ترتبط بها المثيرات في ذاكرة الطفل لتولد استجابات بقوة لأنها الحدث الاول في حياة الطفل ( التلميذ).

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي