حزب الله ما بعد الانتخابات أي دور داخلي

وماذا عن مشاركته في الحكومة؟

قاسم قصير

2018-05-29 04:20

كتب هذا المقال ونشر قبل الخطاب الاخير للسيد حسن نصر الله والذي اعلن فيه تشكيل ملف مكافحة الفساد والذي سيشرف عليه شخصيا ويتابعه النائب حسن فضل الله

تتركز الأنظار الدبلوماسية والسياسية والإعلامية في لبنان على دور حزب الله الداخلي بعد انتهاء الانتخابات اللبنانية، وتبرز العديد من التساؤلات، ومنها: كيفية تحويل الشعارات التي طرحها الحزب بشأن مواجهة الفساد، وماذا عن مشاركة الحزب في الحكومة الجديدة؟ وما المطالب التي سيطرحها؟ وكيف سيكون موقفه من رئيس الحكومة سعد الحريري إذا أعيد ترشيحه؟

وتأتي هذه التساؤلات بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات، سواء لجهة نجاح تحالف حزب الله - حركة أمل بالحصول على معظم المقاعد الشيعية من البرلمان، أو لجهة وصول عدد كبير من حلفاء الحزب الى البرلمان، وكذلك تراجع دور تيار المستقبل وتقدم دور القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

فكيف ينظر حزب الله إلى آفاق المرحلة المقبلة؟ وما مطالبه بشأن الحكومة الجديدة؟ وهل سينجح في مواجهة الفساد المستشري في البلاد؟

الدور الداخلي للحزب

بداية، ماذا عن الدور الداخلي لحزب الله؟ وهل سينجح في تطبيق شعار مكافحة الفساد الذي طرحه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله خلال الحملة الانتخابية؟

تقول مصادر مطلعة على أجواء حزب الله إن تعزيز دور حزب الله الداخلي هو تطور مهم واستراتيجي في مسيرة الحزب منذ نشوئه وحتى اليوم، فلأول مرة تعلن قيادة الحزب متابعتها كل تفاصيل الشأن الداخلي في جميع المجالات، وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي والمالي ومواجهة الفساد، وهذا القرار سيضع الحزب أمام تحديات كبيرة على صعيد علاقته مع بقية الأطراف، ونظراً لانتشار الفساد في مؤسسات النظام، وبسبب حجم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمالية التي يواجهها لبنان حالياً.

وتضيف المصادر: إن المركز الاستشاري للدراسات (وهو من مؤسسات الحزب البحثية) أعد منذ سنوات سلسلة دراسات تتناول مختلف الأوضاع الداخلية في لبنان، لكن التحديات الخارجية التي كان يواجهها البلد وعدم استقرار الوضع الداخلي، فرَضا تأجيل طرح هذه الدراسات والأبحاث، واليوم أصبحت الفرصة مناسبة، نظراً لتراجع المخاطر الخارجية، ولأن الوضع الاقتصادي والمالي وصل الى مستوى خطير.

وتتابع المصادر: إن معركة الفساد ليست معركة سهلة، وقد سبق أن أعلن السيد حسن نصر الله في أحد خطاباته أن محاربة الجيش الإسرائيلي أسهل من محاربة الفساد في لبنان، لكن رغم ذلك، ليس أمام قيادة الحزب سوى السعي لتطبيق الشعارات التي أُعلنت في الحملة الانتخابية، حيث ستشكّل هيئة خاصة لمكافحة الفساد وسيتولى الأمين العام للحزب متابعة هذا الملف، لكن ذلك لا يعني تحقيق نجاحات مباشرة، لأن هذه المعركة تتطلب متابعة دائمة، وهناك عقبات عديدة تواجه من يحارب الفساد، وإن كانت ظروف البلد الداخلية اليوم تشير إلى وجود توجه لدى جميع الأطراف لتحقيق انجازات عملية في هذا الميدان.

وأما تفعيل الدور الداخلي للحزب، فسيبرز من خلال أداء الحزب في البرلمان وفي الحكومة عبر متابعة كل الملفات التي تعني المواطنين، وسيكون لهذه الملفات الأولوية مقارنة بما كان يحصل في السنوات الماضية، حيث كانت المقاومة ومواجهة التحديات الخارجية تتقدمان على الشأن الداخلي.

الموقف من تشكيل الحكومة

لكن كيف يقارب حزب الله تشكيل الحكومة الجديدة، ولا سيما في حال إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة؟

تجيب المصادر المطلعة على أجواء حزب الله بأن هناك عدة مشكلات ستواجه تشكيل الحكومة الجديدة في حال تسمية الرئيس سعد الحريري لإعادة التأليف «وهذا هو المرجح»، ومن هذه المشكلات:

1- ما الحصص أو الوزارات التي سينالهما حزب الله؟ وهل سيحصل على حقيبة أساسية (وزارة الصحة أو الأشغال أو التربية أو الاتصالات)، لأنه لن يستطيع الحصول على وزارة سيادية لأسباب عديدة؟

2- ماذا عن تمثيل حلفاء الحزب، وهل سيتنازل الحزب عن إحدى الوزارات لمصلحة هؤلاء الحلفاء كما كان يحصل سابقاً، أم أنه سيطالب لهم بحصة خاصة بهم وسينال الحزب 3 وزارات؟

3- كيف سيكون التعاطي مع تعاظم دور «القوات اللبنانية»، وهل ستنال وزارات جديدة إضافة إلى ما كانت تناله في الحكومة السابقة؟

4- ماذا عن تمسك الرئيس نبيه بري بوزارة المالية وهل يُستجاب لمطلبه؟

وتؤكد المصادر أن حزب الله سيحرص على اختيار الوزراء من خارج المجلس النيابي، وهذا القرار اتخذته قيادة الحزب قبل الانتخابات، وان الوزير الحالي الحاج محمد فنيش سيكون أحد الوزراء الثابتين للحزب، على أن يعيَّن سائر الوزراء لاحقاً حسب الحقائب التي ستعرض.

وتعتبر المصادر أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يواجه عقبات ومشاكل داخلية وخارجية، لكن مصلحة الجميع أن يجري التشكيل بأسرع وقت، لأن الوضع الداخلي والاقتصادي لا يتحمل الكثير من التأخير، كذلك إن التطورات الإقليمية المتسارعة تتطلب العمل لتحصين الوضع اللبناني كي لا يتأثر بهذه التطورات، ولكن كل الاحتمالات واردة والأيام المقبلة ستحمل المزيد من المعطيات، سواء لجهة توضيح رؤية حزب الله للشأن الداخلي ودوره الحكومي، أو لجهة كيفية تشكيل الحكومة ومدى قدرة الرئيس المكلف على تذليل العقبات والمشاكل التي ستواجهه.}

* مجلة الأمان

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

مصائر الظالمينترامب يصدم العالم.. صنعنا التاريخفوز ترامب.. فرح إسرائيلي وحذر إيراني وآمال فلسطينيةالنظامُ التربوي وإشكاليَّةُ الإصلاح والتجديدالتأثير البريطاني على شخصية الفرد العراقي