المستشفيات: بيت الشفاء ام ثكنة الامراض؟
إسراء علي الفتلاوي
2017-10-26 05:07
تحولت أغلب المستشفيات العامة الى مستنقعات للجراثيم تحصد ارواح المرضى ومن يفلت من الموت يصاب بعاهة مستديمة أو يدخل في غيبوبة تنتهي بالوفاة.
هذا الامر ليس مبالغا فيه او مستحيل الحدوث، فعند زيارتي لعدد من المستشفيات الحكومية رصدت الإهمال التراكمي فيها على مستوى النظافة والخدمة، ولربما أصبح المريض يدخل الى المستشفى بمرض بسيط ليخرج خطير بسبب إهمال الجهات المعنية عن القيام بواجبها تجاه المؤسسات الصحية والرسمية تحديدا.
لذا بدأ اللجوء الى المستشفيات الخاصة يزداد يوماً بعد يوم بسبب توفر نسبة معينة من النظافة الصحية التي تضمن شفاء المريض بأقرب وقت، وضمان توفر الشفاء الذي يحتاجه على الأصعدة كافة، وهذا أحد عوامل عزوف الكثير من الناس عن مراجعة المستشفيات الحكومية بسبب تردي الواقع الصحي فيها.
لذا يجب التطرق لموضوع النفايات الخطرة مثل نفايات المستشفيات والتي يجب أن تتكاتف الجهود من جميع المؤسسات والجهات المعنية بالأمر لعلاج هذه المشكلة، لأن العمل الجماعي في هذا الموضوع له الأثر الكبير في حل مشاكل النفايات.
هنا وجهنا سؤالاً لبعض المراجعين المتواجدين في المستشفى لأخذ آرائهم حول موضوع انعدام النظافة في المؤسسات الصحية. وكان السؤال كالتالي: برأيكم هل كيف تقيمون مستوى العناية بالمريض والنظافة الصحية في المستشفيات العامة.
تلوث حتى في صالات العمليات
ام علي منتسبة في احدى المؤسسات الصحية تجيب على السؤال قائلة: "ان نسبة التلوث في المستشفيات الصحية عالية جدا حتى في صالات العمليات التي من المفترض ان تكون أنظف مكان في المشفى، الا انها في الحقيقية تعج بالميكروبات والجراثيم المتكاثرة على حافة السقوف والجدران الرطبة بسبب الاهمال وعدم الاهتمام بنظافتها والاستهانة بصحة المريض وحياته التي وضعت بين أيديهم، حتى أصبحت البكتريا تعيش في أجساد المرضى وتسبب لهم اخطار الامراض.
مخاطر العدوى
اما ام مسلم تقول عند دخول المستشفى او المركز الصحي لايوجد احتمال لضمان سلامة المريض من العدوى المنتشرة في المكان بالاضافة الى قلة الاهتمام بالنظافة الصحية التي تعتبر سمة للمؤسسات الصحية وضمان السلامة فيها ،مثال على ذلك الاسرة المخصصة لرقود المرضى في الردهات والصالات تبقى دون تبديل وعناية كافية تضمن تعقيمها وتخلصها من العدوى والبكتريا لمسببه للمرض التي قد تودي بحياة الناس الذين لايشكون من أمراض معديه وإنما لديهم أعراض إعياء وإرهاق بسيط يمكن معالجته والسيطره عليه من خلال الفحص والعلاج المخصص له ولكن عند الاهمال لمثل هكذا قضايا تصبح إعداد المرضى في تزايد مستمر دون الحصول على عناية وبالتالي سوف يزداد عدد الوفيات ونتكبد خسائر بشرية هائلة بالاضافة الى التي فقدناها في الحروب ولظروف التي يمر بها لبلاد.
ماذا عن الطوارئ؟
اما الشاب رضا محمد يقول لا توجد مؤسسة صحية تخلو من الجراثيم والاهمال حيث جربت اكثر من مركز صحي واغلب المستشفيات التي لدينا كذلك لا يوجد اهتمام من ناحية نظافة المريض ولحفاظ على سلامته حيث كنت احد المرضى يوماً ما وآتوا بي على سرير الطواري لارتاح ف تقيأت على السرير جاؤا عمال النظافة وأزالوا الغطاء الملوث بألقيئ ودعوني استرح ثم تقيأت مره اخرى على السرير دون غطاء عاد عامل النظافة نفسه واخذ يمسح السرير بالغطاء الملوث ذاته بعد دقائق ذهبت الى الصيدلية لجلب لعلاج بعدها عدت اسال الطبيب عن كيفية اخذه واذا بي ارى السرير نفسه بلا غطاء ومستلقي عليه مريض اخر يشكو من أعراض اخرى.
ويضيف محمد لا اجد العناية المطلوبة في المستشفيات والمراكز الصحية لذلك افضل الذهاب الى المستشفيات الأهلية حيث تتوفر كل سبل الراحة والعناية المطلوبة التي تبعث الراحة النفسية والطمأنينة التي تساعد على شفاء المريض وتحسن حالته الصحية.
حقوق المريض الى اين؟
على الصعيد نفسه، يرى علي حسين مراقب للشؤون الصحية انه حينما نحاول أن نلقي نظرة متفحصة على ما يجري في المستشفيات الحكومية، لاسيما في جانب ضعف الخدمات الصحية، فإننا سنحصل على نتائج مؤسفة تحدث على الارض ويمكن لمسها لمس اليد سواء من لدن المواطن او المسؤول او المتابع الحيادي، ذلك ان العنصرين الاولين ونعني بهما المواطن والمسؤول الصحي هما على طرفي نقيض، حيث يرغب الاول بعلاج نموذجي وبمعاملة انسانية تليق بالبشر، في حين يميل العنصر الثاني لتحقيق رغبة المواطن (وهي حق من حقوقه الملزمة للحكومة) الى الجانب الشكلي الذي يتنافى مع جوهر الخدمة الصحية.
بمعنى آخر أن عمل المسؤول الصحي يكون قاصرا لأسباب عديدة لذلك يكون شكليا في معظم الأحيان ولهذا تكون الخدمات الصحية المقدمة للمواطن متردية ولا تتناسب مع الجهد المفترَض بهذا الخصوص، وما بين المواطن والمسؤول يوجد المراقب والمتابع المحايد الذي يحاول ان يرصد الخلل في هذا المجال بروح المسؤولية والأمانة الاخلاقية والوطنية التي تفرض عليه أن لايميل الى هذا الطرف او ذاك.
وعليه يستمر مسلسل الإهمال والفساد داخل المستشفيات، فلابد أن تتخذ سلطات الدول موقفا إزاء ذلك للحد منه ولحماية أرواح الناس، وإقرار رقابة من وزارة الصحة على نشاط الشركات في القطاع الصحي، إضافة إلى وضع قواعد للبيع والشراء في مجال الصحة تمنع الاحتكار حتى لا يتم فرض سيطرة على القطاع الصحي الخاص.
لذا إن هذه الظواهر وغيرها لا تحتاج الى منظار دقيق لرصدها من قبل المسؤول او غيره، فهي ظاهرة للعيان ويمكن رصدها بسهولة ويسر، لكن المطلوب هو عمليات ادارة ناجحة وحازمة ترافقها نظرة إنسانية الى الفقير او المواطن الغير قادر على مراجعة العيادات والمستشفيات التي غالبا ما تعرض خدماتها مقابل أجور باهظة لا يتمكن على توفيرها سوى الأثرياء، أما الفقراء فتبقى عيونهم ترنو الى الله تعالى والى ذوي الضمير الحي والمسؤولين المخلصين لدينهم ولأنفسهم قبل أي شيء.
يذكر أن الواقع الصحي ما زال متردياً في غالبية المستشفيات الحكومية في المحافظات عموماً والعاصمة بغداد بشكل خاص لهجرة أكثر الأطباء المعروفين بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في بغداد، فضلا عن قلة الادوية، الأمر الذي يضطر المواطنين إلى الذهاب في غالبية الأحيان إلى الذهاب للمستشفيات الأهلية للحصول على الخدمات الطبية اللازمة وتلقي العلاج وبتكاليف باهظة.