جرائم الاحتيال الالكتروني: الوجه الاخطر للحرب المعلوماتية
زينب شاكر السماك
2016-10-25 07:37
ان شبكة الانترنت هي اكبر وسيلة اتصال تسهل نقل المعلومات والملفات بين الاشخاص بطريقة سهلة وسلسلة وبدون اي معاناة باي وقت وبأقل التكاليف وبالصورة والطريقة التي تحب والتي تختارها انت, حتى اصبح العالم اليوم عبارة عن قرية صغيرة والخبر لايبقى على اخفاءه ساعة بسبب ظهور مواقع التواصل الاجتماعي هذه الشبكات جعلت العالم اكثر سهولة في التعاملات ونقل الاخبار وعلى التعارف وبناء المصالح المشتركة بين الافراد باقل التكاليف واسهل الطرق حيث ان الافراد من خلال هذه الشبكات صاروا قادرين على ابداء آراءهم وافكارهم وتصوراتهم وكذلك كسب ثقافات مختلفة من خلال الاطلاع على الثقافات الاخرى وبناء جسور التواصل معها حتى بات العالم مهوس بهذه البرامج ولايستطيع مفارقة اجهزة الحاسوب والموبايلات.
على الرغم من هذه المميزات العديدة التي قدمها "الإنترنت" للعالم، ولكن هناك من استخدمهذه الخدمة بالصور الخاطئة ولايخفى ايضا عن المناكفات والمؤامرات التي تحدث خلف هذه الشاشة والتي ادت الى انتشار الكثير من الجرائم والظواهر الغريبة بين متسللي الشبكات والأنظمة المعلوماتية وبين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومن بين الجرائم الاكثر خطورة وانتشارا جرائم النصب والاحتيال الالكتروني والتي أصبحت أخطر من جرائم الإرهاب, وبطرق واشكال متنوعه ومدروسة للنصب والاستيلاء على اموال الاخرين ولعل أبرزها ما تم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك" و"تويتر"، كونه أداة سهلة للتلاعب بالآخرين لسرقة أموالهم وهذا ماأدى الى وقوع الكثير من مستخدمين هذه المواقع فريسة الاحتيال والنصب عليهم.
وتشير الاحصائيات التي نشرتها جريدة لوسيل الاقتصادية في مارس/2016 حول خسائر الجرائم او الاحتيال الالكتروني عبر العالم إلى أن إجمالي الاحتيال المالي العالمي عبر التكنولوجيا الحديثة التي جعلت من العالم قرية صغيرة والمعنية بشبكة الإنترنت يفوق 312 مليار دولار سنويا وأن الجرائم الإلكترونية بمختلف أصنافها تكلف العالم أكثر من 400 مليار دولار سنويًا، حتى إن بعض تقديرات خبراء الأمن في المجال الإلكتروني أكدوا أنه كل 14 ثانية يتم تسجيل ما يزيد على 400 مليون عملية احتيال مالي.
تعتبر جريمة النصب عبر المواقع الالكترونية من أكثر الجرائم تطوراً حيث إن البعض من هؤلاء المجرمين يعمل بذكاء حاد ويسعى في خلق حيل وطرق تتناسب مع التطورات والاحتياطات المبذولة حتى ظهرت طرق متعددة ومتنوعة للاحتيال عبر وسائل التواصل، لأجل تمرير أعمالهم الإجرامية تحت غطاء يوهمون به الآخرين أن أعمالهم مشروعة. وقد رصدت شبكة النبأ المعلوماتية في هذا التقرير أشهر حالات النصب عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
الاحتيال في التسوق الالكتروني
ان التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي من اهم الظواهر التي انتشرت مؤخرا بسبب سهولة الوصول اليها عبر الانترنت والى المواد المطلوب شراءها اضافة الى انخفاض الاسعار ووصول البضاعة الى غاية بيتك. لقد أصبح بإمكانك و بكل سهولة أن تطلب كتاباً أو قطعة إلكترونية أو هدية او اي شيء تحتاجه من خلال المواقع التسوق الالكتروني الاان الموضوع تعدى وتطور عن المواقع الالكترونية الى انتشار صفحات خاصة عن التسويق الالكتروني واعلانات المتاجر والمحلات ومجموعات البيع والشراء كأنك تتجول وسط اسواق وكل حسب منطقته وحسب بضاعته, وكل شخص يمتلك سلع معينه للبيع يبدأ بعرضها في هذه المجموعات كبيع العقارات وبيع اغراض مستعملة وحتى المحلات تعرض احدث البضاعة كوسيلة دعاية وايضا اعلانات عن مواد تجميل وتنحيف وغيرها. بالإضافة الى نشر الاعمال اليدوية وبيعها عبر هذه الاسواق او المجموعات مثل اعمال الكروشيه اليدوي والخياطة وايضا عمل الإكسسوارات اليدوية والطبخات السريعة واي شخص لديه خبره او صنعه بأي شيء نشرها هناك.
ترتبط هذه المجالات كثيراً بحالات النصب عبر الإنترنت من خلال شراء عروض ليست حقيقية أو شركات تكون وهمية، عروض الربح السريع هي أكثر الموضوعات التي يقبل عليها الأشخاص، وتغري الكثير من المحتالين لاستخدامها من أجل إيقاع الآخرين بها حيث تحولت التجارة الإلكترونية إلى فوضى بسبب ممارسات بعض الشركات مجهولة الهوية والنصابين الذين يروجون سلعاً رديئة وأحياناً وهمية عبر إعلانات تطارد المستهلكين على مواقع التواصل الاجتماعي المشكلة تتعلق بالعروض السخية أو أسعار قد تكون مغرية، بشكل قد يدفع الأشخاص للإقبال عليها، مما يجعلهم فريسة لبعض المحتالين ويتم الاستيلاء على أموالهم في منتجات أو خدمات ليست بحقيقية.
و ظاهرة المندوبات الالكترونية (دلالية بصيغة الكترونية) التي هي عبارة عن ظهور شركات وهمية او لاتحمل ماركات معروفة والشركات تكون ذا اختصاصات متنوعة اما مواد تجميل او مواد تنحيف وحتى قطع الغيار وشركات ادوية ايضا هذه الشركات تجمع اعداد لابأس منها من المناديب الذكور او المندوبات الاناث ويفضل الاناث كثيرا لما للأنثى طريقة اقناع للمقابل وهذه المندوبة لاتتعامل مع الشركة مباشرة لابل من خلال مندوبة اخرى وتلك من خلال اخرى وهكذا وكلما جمعت المندوبة مندوبات اخريات تكون لديها نقاط اكثر والنقاط تكون عبارة عن فتح مبلغ اكبر لسحب البضاعة..
تحدثت ميسون البالغة من العمر28 عام بهذا الخصوص لشبكة النبأ المعلوماتية قالت:
حدثتني احدى صديقاتي عبر الماسنجر وقالت لي تودين العمل داخل البيت وبدون اي جهد وعدم ترك بيتك واطفالك سررت كثيرا بهذا الكلام وقلت لها كيف يكون ذلك اجابتني مندوبة مبيعات الى شركة معينة وكيف تكون طريقة العمل اجابت وذلك من خلال نشر اعلانات المنتج والترويج عن فوائده واسعاره وماعليك الا ان تجتذبي الزبون.
وعند جمعك عدد معين من الطلبيات سنعطيك حساب وايدي على مصرف معين وتودعين النقود ونسلم اليك البضاعة بعد يوم ويجب ان تتوفر لديك خدمة توصيل ايضا وبالمقابل تبيع الشركة اليك المنتج بسعر الجملة وانت تتحكمين بالسعر الذي تبيعنه ويتوقف هذا على مدى استيعابك وكيف تجتذبين الزبون حتى يشتري بالسعر الذي تودينه وطبعا الربح ضعف المبلغ يكون.
اضافة ميسون: قبلت مبدئيا وبعدها اضافتني على غرفة دردشه عبر الواتس اب وكانت تحتوي على تقريبا 25الى 30 فتاة من مختلف محافظات العراق وبعدها استقبلتني الأدمن وكانت ايضا مندوبة لكنها تحمل نقاط اضافية بسبب استقطابها عدد كبير من المندوبات والزبائن ايضا وبدأت بعرض المواد واسعارها حسب الشركة واسعار البيع التي يرجع فائدتها الي وفوائد المنتجات وكيفية الترويج عنها عبر المجموعات التسويقية.
مبينة: طبعا المنتوجات كانت عبارة عن مواد تنحيف وتجميل ومشهي غذاء للأطفال ومنتج لمنع تساقط الشعر وغيرها.. سألت وهل هذه المواد صالحة فعلا وتحمل هذه الميزات وهل يوجد ضمان لهذه المنتجات كان الجواب متذبذب, واذا كانت كذلك لما لاتتواجد بالأسواق؟ واين هي الشركة التي اروج لبضاعتها نحن مروضات ولايوجد من يقودنا انتابني الخوف واحسست انها عملية نصب واحتيال فقررت ان لااعمل معهم وانسحبت من الدردشة.
من هنا نجد ان هذه الشركات قد نصبت على المندوبات من خلال اغرائهن بالربح الوفير والعمل السهل البسيط حتى يبتاعن للشركة اكثر عدد من المواد والفتيات بقصد او دون قصد قد عملن على النصب والاحتيال من خلال ترويج وبيع بضاعة لايعرفن مدا صلاحيتها وماهو مصدرها وبحدوث اي مشكلة ستكون المندوبة هي المسؤولة الوحيدة والشركة لن تتحمل اي شيء لان المندوبة لاتتعامل معها مباشرة.
والطرق تنوعت وتفننت بالاحتيال بالتسوق الالكتروني ليس فقط بمواد التجميل او الملابس او حتى الادوية لابل وصل الى بيع العقارات بدون خوف او رحمة حيث تحدث الى شبكة النبأ ابو احمد عن شراءه قطعة ارض عن طريق الفيس بوك وكانت الكارثة التي اذهلته:
يقول ابو أحمد البالغ من العمر 40 عام: نشر احد الاشخاص في احدى مجموعات البيع والشراء في الفيس بوك فرص استثمارية بيع قطع اراضي بأسعار مناسبة جدا, اغرتني العبارة وتحدثت الى صاحب المنشور عبر الماسنجر ابلغني بأنه محتاج ويريد ان يبيع بهذا المبلغ الباهظ شعرت بسعادة لحصولي على هذه الفرصة الثمينة طلبت ان اشاهد القطعة ووافق على ان لاابلغ احد لان الطلبات كثيرة عليه, وانا لم ابلغ احد حتى استحوذ على هذه الفرصة الثمينة.
اضاف: اتفقنا نلتقي في اليوم التالي بمكان القطعة بعد ان اخذت رقم جواله, ذهبت وكان الوقت تقريبا 3 ظهرا ولم يكن احد بالشارع دخلنا على القطعة واتفقنا وقال ان لم اعطه عربون سيبيعها لغيري وخاصة ان المبلغ مغري وهو محتاج اليه جدا واعطيته مبلغ من المال عربون بعد ان كتب لي مكاتبة واتفقنا ان نكمل اجراءاتها على اليوم التالي وعندما اتصلت به كان رقم الموبايل مغلق وحسابة مغلق والصاعقة كانت المكاتبة مضروبة ايضا وعندما سألت عن قطعة الارض كان لها صاحب ولكنه خارج البلد.
ومن خلال هذه القصة نتعرف ان هناك طرق استقطاب للضحية من خلال الاغراء بالمبالغ المغرية والعبارات المزيفة ممايجعل الضحية هو الذي يستعجل الامر.
هذا لايعني ان التسويق الالكتروني ليس جيدا لابل يجب على كل شخص يرغب بالتسوق عبر الانترنت ان يعرف ماركة هذا المنتج وان يتسوق من مواقع الكترونية معروفة او اشخاص معروفين وان يتأكد من جميع الحيثيات والامور القانونية قبل ان يتورط ويشتري شيء معين.
الاحتيال في عروض الوظائف
تجتذب شريحة الشباب الى عروض الوظائف التي تنشر في شبكات التواصل الاجتماعي سواء كان الاعلان في قطاع خاص او عام وذلك بسبب حاجة الخريجين للوظيفة ورغبتهم في كسب العمل وفي ظل قلة الوظائف وغياب الوظيفة الحكومية بالمقارنة مع كثرة الخريجين هذا كله ادى الى انتشار ظاهرة مواقع التوظيف الالكترونية وشركات الوظائف الوهمية التي اجتاحت الدول العربية حيث ان اغلب هذه المواقع قامت بالاحتيال والتلاعب بالخريجين من دون رقابة من الجهات المختصة حيث تطلب شركات ومواقع التوظيف من الخريج بعد توظيفه راتب شهر أو مبلغاً مالياً مقابل أن يقدم المكتب أو الموقع له وظيفة العمر، والتي قد لا تتلاءم أحيانا مع طالب الوظيفة، الأمر الذي يدفعه إلى ترك الوظيفة والبحث عن غيرها. وعلى الرغم من غياب المعلومات الكافية بشأن نشاط هذه المواقع وعدد الذين تم توظيفهم عن طريقها فقد أصبح المحتالون اليوم يبتكرون أفكاراً جديدة للاحتيال على الأشخاص والعديد من حالات الاحتيال تأتي على شكل عروض عمل وهمية فقد أصبح العديد من المحتالين اليوم يتواصلون مع الأشخاص لأخذ بياناتهم الشخصية وقد يلجأ بعضهم لاستخدام مواقع التوظيف للاحتيال على الأشخاص.
وقد نشر موقع رصد نيوز الالكتروني حادثة اعلان مزيف لشركة طيران تطلب مضيفات للعمل على طائراتها ومرفق بالأعلان رقم هاتف للنصاب، وفور الاتصال به ، يجري مقابلة عبر الهاتف للضحية، ثم يطلب منها بدلًا من الحضور لإجراء مقابلة لكشف الهيئة أن تقوم بإرسال بعض الصور بملابس قصيرة للتأكد من ملائمة مواصفاتها الجسدية لارتداء زي المضيفات، و عند إرسال الصور يبدأ النصاب في مساومة الفتاة، و في حالات أخري يخبر النصاب ضحيته أن موعد الكشف الطبي ينتهي بنهاية اليوم، و نظرًا لعدم استطاعة الفتاة الذهاب قبل انتهاء المهلة لإجراء الكشف يعرض النصاب عليها حل أخر و هو إجراء الكشف الطبي عبر محادثة فيديو في سكايب، ليقوم النصاب بمساومة الفتاة و اسرتها بالفيديو الذي قام بتسجيله لها.
لذا على كل خريج او طالب عند شروعك للتقديم الى وظيفة ماعليك الا اولا ان تقرأ جيدا الشروط والرواتب المقدمة من الشركة وتقارنها بحيثيات العمل وعندما ترى ان هناك عرض مغري جدا اعلم ان هناك شيء مخبئ خلف هذا العرض. بعدها انتقل الى ماركة الشركة واهدافها هل اسم الشركة معروف ام لا هل هي داخل بلدك هل لديها فرع حتى تستطيع زيارته ومن ثم انتبه على البريد الالكتروني تملك معظم الشركات الرائدة عناوين إلكترونية خاصة بها. فان تلقيت بريد إلكتروني يحمل عنوانGmail أو Hotmail، احرص على إجراء بحث حول الشركة قبل المواصلة في عرض العمل. فأحياناً قد يبدو بأن بريد الاحتيال قادم من شركة حقيقية. احرص دوماً على الاطلاع على عنوان البريد الإلكتروني، وتحقق منه من خلال زيارة موقع الشركة. واثناء ملئ الاستمارة اذا لاحظت هناك اسئلة شخصية جدا او بمعنى سرية وليس لها ارتباط بالعمل وخاصة اذا كانت هناك مسجات تروجيه او تشجيعية حتى يتم الاجابة عن الاسئلة كأن يكون انت ضمن المنتخب من قبل الشركة شرط الاجابة عن هذه الاسئلة تجنب الاجابة عنها مطلقا وبذلك تؤمن نفسك من الاحتيال او النصب بحجة الوظيفة.
الاحتيال عبر التسول الالكتروني
مع تطور المجتمع ودخول التواصل الالكتروني تطور التسول واصبح قطاعاً مستقلاً بذاته في الإنترنت، من السهل على بعضهم امتلاك اسم نطاق ثم تبدأ عملية التسول عبر مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أبرزها برنامج الواتساب وتويتر والفيس بوك وغيرها عن طريق رسائل متعددة تثير القلب والوجدان تصل بشكل يومي إلى المستخدمين من شتى بقاع الأرض لا أحد يعلم مصداقيتها من زيفها.
ليس كل متسول يعتبر قليل ذات اليد أو فقيرا ومعدما وليس كل متسول عليلا أنهكته الأمراض المستعصية، وإنما بعضهم اتخذ هذه الوسيلة مهنة مربحة لا تتطلب أدنى جهد ويجني منها ربح وفير, وكون المتسول مجهول الهوية فلا يمكن التفطّن لاسمه الحقيقي أو سنه أو مكانته الاجتماعية، وهذا الأمر سيجنبه الخزي والعار الذي قد يلحق بالمتسولين التقليديين. كما اتضح أن البعض من المتسولين له ارتباط بدعم المنظمات الإرهابية وهذا هو الأخطر والأهم، ولذا كان لزاماً أمام هذه الظاهرة التي طال امدها وتعددت اساليبها التوقف عن التعاطف مع المتسولين وابلاغ جهات الاختصاص لتتعامل معهم حيث ان معظم وسائل التواصل أصبحت بؤرة للنصب ويجب الحذر من إرسال مبالغ لجهات مجهولة.
ففي إحدى القضايا والتي تتعلق بالجمعية الخيرية، التي أسسها عادل الحق وعمره 21 عاماً يقيم في ساتون أشفيلد في مقاطعة نوتنجها مشاير في لندن تبين أنه يقوم بجمع التبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويستخدمها لشراء مؤشرات الليزر ذات الطاقة العالية ونظارات للرؤية الليلية وحقائب سرية مضادة للماء لحفظ الأموال.
وفي تقرير منفصل للشرطة، في شباط/2016، تم سجن عادل الحق لمدة 12 شهراً بعد تحقيقات كشفت عن تورطه بتمويل الإرهاب، عبر إرسال دفعات مالية لمقاتلي داعش في سوريا.
وكان الحق، استخدم موقع تويتر لاستجداء الأموال “لمساعدة الناس في سوريا التي مزقتها الحرب”، ولكنه أرسلها بدلاً من ذلك إلى مقاتلي داعش. كما حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات إضافية بعد قيامه بمساعدة أحد الأشخاص للسفر إلى سوريا. بحسب تقرير صادر عن هيئة الجمعيات الخيرية في بريطانيا نشره موقع عراق برس
وفي السياق نفسه, قال استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد آل جلبان لـ “عين اليوم”: “أن على الأسرة أن تقوم بتوعية أبنائها حول هذه الممارسات من التسول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الأسرة ومؤسسات المجتمع أن توجه العمل الخيرى لدى الشباب للجهات الرسمية التي تقدم بالفعل الخدمات للجهات المستحقة.
وقال جلبان: “إن التسول أخذ أوجهًا كثيرة يتم خلالها استغلال تعاطف الناس وحبهم لفعل الخير وهم لا يعلمون أن هناك مستفيدين غير مستحقين يقومون بالمتاجرة بمشاعر الناس، والتي يجب أن يقف المجتمع بقوة أمام هذه الممارسات ولا يتم التعاطف معها حتى لا تجد طريقها للمجتمع وعلى الأسرة والمدرسة أن تقوم بعملية تنوير المجتمع لأوجه الخير حتى يتم توجيه هذه الأموال للجهات المستحقة بما يخدم تكاتف المجتمع، ويحقق الحكمة الربانية من الصدقة والتواصل بتقديم الزكاة في إطار حقيقي بعيدًا عن التزييف والمتاجرة”.
الاحتيال عبر اسئلة الامتحان
اعتدنا قديما ان يكون الغش بالامتحان على شكل قصاصات او تكتب الاجابة باليد والكثير من الطرق التي تجعل الطالب يلجئ اليها للسهولة ولكن الان الطرق اختلفت وبدت اسهل من قبل فالطالب لايريد دخول الامتحان والخوف من المراقب وتعب كتابة القصاصة وبدأ يبحث عن طرق اسهل للغش بدل من القديمة وبوجود مواقع الاتصال الالكترونية وكثرة المحتالين فيها لايوجد شيء صعب حتى باتت الان الاسئلة الوزارية تتوفر بين يديه قبل دخوله الامتحان وفي اغلب الاحيان تأتي الاسئلة مع الحل ويدخل الطالب جاهز وبدون ادنى تعب.
ان ظاهرة تسرب الاسئلة وخاصة الاسئلة الوزارية عبر مواقع التواصل من الامور الخطرة على المجتمع والمشكلة انها باتت علنية وبجميع مواقع الاتصال الاجتماعي الفيس بوك وتويتر والواتس اب وحتى التيليجرام, بدل ان يجلس الطالب بغرفته حتى يقرأ يبدأ يبحث في المواقع الالكترونية عن الاسئلة الوزارية او حتى المرشحات واغلب الاحيان تكون عبارة عن نصب واحتيال يأخذون المال وبالمقابل تكون الاسئلة ليست الاسئلة الوزارية.
ان احتراف الاحتيال بهذا الجانب متقن ومتفنن حيث يأخذ المحتال اسئلة من اي موقع او اي ملزمة ويضعها في فورمة اسئلة الامتحانات الوزارية مما تجعل الطالب يتوهم بها وكأنها الاسئلة الوزارية ويروجون على اسئلة المادة الفلانية قبل يوم الامتحان والطلبة تبدأ بالدخول والمزايدة على الاسئلة. والمضحك المبكي اذا كان الطالب ليس لديه قدرة ماليه يستطيع ان يشتري بها الاسئلة بكاملها بإمكانه شراء سؤال او سؤالين من الاسئلة وبعدها يتفاجئ الطالب في اليوم التالي انها ليست الاسئلة الحقيقية وعندما يسأل المختص عن بيع الاسئلة يجيبه تغيرت الاسئلة بآخر لحظة والطالب الساذج يصدق ويعود ويكرر الكرة مرة ثانية.
ومن هذه الحالات قصة سارة علي التي تحدثت الى شبكة النبأ المعلوماتية حول اخاها الذي قد رسب بسبب هذه المجموعات المحتالة وتقول:
اخي بالصف السادس اعدادي ومستواه الدراسي جيد حتى انه عند دخول البكلوريا دخل بجميع المواد ولكن كان يطمح بالكثير وبدون تعب او جهد مثل اي طالب حتى دعاه احد اصدقاءه على كروب بالتيليجرام كان اسم الكروب الاسئلة الوزارية والمرشحات الوزارية للصف السادس الاعدادي.
اضافة سارة: كان الكروب على طول اليوم مرشحات للمواد وفي نهاية اليوم تبدأ المغريات اسئلة المادة الفلانية اذا تريدها ادخلي خاص وبالمقابل ترسل رصيد فئة 50 او 100 وتبدأ المزايدات والمناقصات حول الاسئلة حتى الصباح وقبل ساعة من الامتحان تكون الاسئلة مقابل كرت فئة 5 وكان اخي يشتري الاسئلة بعد ان اعطيه المبالغ.
مؤكدة: وعندما تأتي اسئلة الامتحان الحقيقية تكون بعيدة كل البعد عن الاسئلة التي اشتراها وحتى المرشحات لاشيء منها يأتي كأن الامر مقصود ولكن مع الاسف اخي والكثير من الطلبة ينساقون وراء هذه الامور والأتعس من ذلك يستمر على امل ان تكون احدى هذه الاسئلة صائبة وهكذا الى ان تحطم مستقبل اخي ورسب بصفه.
في غياب الرقابة القانونية من قبل وزارة التربية وصل الاحتيال الالكتروني الى طلبة المدارس وبخصوص امر جدا حساس ويمس الوزارة ولاننكر ان هناك فعلا تسريب بالأسئلة الوزارية لهذا السبب جعل المحتالين يلعبون بمشاعر الطلبة وليس اللوم على الطلبة فقط ولكن اللوم ايضا على الاهل حين يشجعون ابنهم على شراء الاسئلة واعطاء المبالغ المالية له حتى يحصل على الاسئلة بدلا من تشجيعه على الدراسة والمثابرة حتى ينال الشهادة بتعب وبذراعه مع الاسف نحن من نجعل السارق يسرقنا.