بوكيمون غو.. هوس عالمي يحتكر عقول الشباب

مروة الاسدي

2016-07-27 09:03

على الرغم من الاحداث الساخنة والصاخبة في العالم خلال الآونة الاخيرة حيث شهدنا انقلابا عسكريا فاشلا تركيا، وهجمات ارهابية في فرنسا والمانيا واستقالات سياسية جماعية ومعارك سياسية بريطانيا، فضلا عن تذبذبات كبيرة في اسواق المال، كانت لعبة الكترونية تتضمن صيد الوحوش "بوكيمون غو" تهيمن فيه على الانترنت.

حيث تلاقي هذه اللعبة منذ اطلاقها القريب اقبالا كبيرا جدا على مستوى العالم كله، حتى ان حكومات عدة في العالم حذرت مواطنيها من المخاطر والمتاعب التي قد يسببها الاسترسال في اللعب مع الانفصال التام عن الواقع، مثل دخول مناطق محظورة او حقول الغام، او السقوط في مستنقعات، او التعرض للسرقة او ضربات الشمس وغير ذلك.

حيث ترتكز لعبة "بوكيمون غو" التي تمزج الحقيقة بالخيال على الواقع المعزز ويمكن الامساك بشخصياتها بواسطة كاميرا الهواتف الذكية، وتظهر هذه الكائنات في مواقع حقيقية تلتقطها كاميرا الهاتف او تظهرها اعتمادا على انظمة تحديد المواقع الجغرافية.

فباستخدام خدمة تحديد الموقع الجغرافي، تدفع اللعبة مستخدميها إلى البحث عن كائنات "بوكيمون" الصغيرة ذات الأشكال المتعددة والقوى السحرية المختلفة، والتي أطلقت كرسوم متحركة للتلفزيون وحققت نجاحا كبيرا قبل ما يقرب من عقدين.

ويتكرر المشهد نفسه في المتنزهات ومحطات القطارات والمقاهي والأراضي الواسعة، أشخاص يسيرون محدقين بهواتفهم الذكية "لصيد" الشخصيات الوهمية الصغيرة في العالم الحقيقي، وأطلقت ألعاب بوكيمون للأطفال في 1996 في اليابان وبيع عشرات الآلاف منها حول العالم، وتحول النجاح اللافت للعبة المجانية التي كانت تعتبر في السابق حكرا على الأطفال الذين لم يبلغوا مرحلة المراهقة، إلى ما يشبه الحالة الجنونية خلال الأيام الأخيرة، وتكاثرت الحوادث في البلدان التي تتوافر فيها، وشملت عدة مخالفات للقانون ودخول مواقع خاصة وانتهاك قانون السير وشكاوى في عدد من المدن حول العالم.

فقد أثار النجاح الكبير لأحدث لعبة فيديو من شركة نينتدو، وهي لعبة بوكيمون غو، ضجة كبيرة. فما هو السرّ وراء جاذبية تلك اللعبة؟.

اللافت للنظر أنه تحكى العديد من القصص على مواقع الإنترنت عن لاعبي "بوكيمون غو"، ممن يلتقون صدفة ببعضهم البعض خلال ممارسة اللعبة، وبالتالي من الواضح أن اللعبة تشجع على عملية التفاعل الاجتماعي؛ سواء عن طريق الشبكة العنكبوتية، أو وجهاً لوجه، وهو أمر غير اعتيادي.

أي أن "بوكيمون غو" قد تكون اللعبة المثالية لعصر وسائل التواصل الاجتماعي، ونحن مستعدون لها، كما يجادل بشيبيلسكي. وحسبما يلمح أيضا، فإن استعمال منصات التواصل الاجتماعي هيأتنا للمرور بهذا النوع من الخبرات والتجارب.

في الحقيقة، يبدو مؤكداً أن الطريقة التي تُلعب بها تلك اللعبة، والطريقة التي يُحكى عنها على الانترنت استولتا على جوهر شعار مارك زوكربيرغ بأنه ينبغي على وسائل التواصل الاجتماعي تفعيل "المشاركة بدون مشاحنات"، أي التعليقات والنشاطات التي تحصل طبيعياً وانسيابياً وتلبي مباشرة احتياجات ورغبات المشاركين.

وبالطبع ليس واضحاً كم ستطول فترة استعباد لاعبي البوكيمون غو. فاللعبة لا زالت جديدة. ولكن، كما يحصل مع كل النجاحات التي تحصل بين ليلة وضحاها، فهي ظاهرة أخرى تمكنت من الاستفادة من رغبات أساسية يتقاسهما أشخاص عديدون.

ومع القيام بهذا، ربما تكون "بوكيمون غو" قد كشفت شيئاً أكثر يتعلق بما يحفز الناس ويحركهم. وسواء كنت تستمتع بممارسة ألعاب الفيديو أم لا، فذلك بالتأكيد أمرٌ يستحق التأمل، وقد تكون لعبة "بوكيمون غو: خطرا كبيرا في أنحاء العالم أجمع، متسببة أحيانا بحوادث مميتة، مثل توقيف فرنسي في إندونيسيا دخل خطأ قاعدة عسكرية أو توجيه السلطات البوسنية إنذارا لمطاردي "بوكيون" لتحذيرهم من حقول الألغام.

كيف استولت لعبة "بوكيمون غو" على الانترنت؟

اثبتت التوليفة التي تفتق عنها ذهن الشركة التي تنتج لعبة "بوكيمون غو" بين اللعب والواقع نجاحا ساحقا، وبينما لا تزال خدمة تويتر هي المفضلة - دون منازع تقريبا - للحوارات والدردشة السياسية، تقول شركة سيميلارويب المتخصصة في تحليل اداء التطبيقات المختلفة إن للعبة "بوكيمون غو" الآن عددا من المستخدمين اليوميين من خلال الهواتف التي تستخدم نظام تشغيل اندرويد اكثر من عدد الذين يستخدمون تويتر في الولايات المتحدة.

وتقول سيميلارويب إن اللاعبين يستخدمون اللعبة لمدة 43 دقيقة يوميا بالمعدل، وهو وقت اطول من استخدام تطبيقات واتساب وانستاغرام وسنابشات، وبما ان "بوكيمون غو" تتطلب من اللاعبين التنقل والسير من جل اصطياد "بوكيمون"، يعني ذلك ان الرجل العادي الذي يستخدم اللعبة لمدة 7 ايام سيحرق 1795 سعرة حرارية، بينما ستحرق المرأة العادية 1503 سعرات (اي ما يعادل 7 قطع من معجنات الدونات بالشوكولاته بالنسبة للرجل و6 بالنسبة للمرأة).

ونشرت زهاء 15,3 مليون تغريدة تتعلق بلعبة "بوكيمون غو" في الاسبوع الاول لاطلاقها، وهو عدد يزيد عن التغريدات الـ 11,7 مليون المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في الاسبوع الذي شهد اجراء الاستفتاء في الاسبوع الرابع من الشهر الماضي، وضعف التغريدات الـ 7,5 مليون المتعلقة ببطولة يورو2016 الكروية في ايامها السبعة الأولى.

كما شهدت عمليات البحث المتعلقة باللعبة من خلال محركات البحث الالكترونية زيادة كبيرة ايضا، فقد بلغ عدد طلبات البحث عن "بوكيمومن غو" من حول العالم ما يوازي طلبات البحث عن "بريكسيت" (خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي) يوم التصويت في استفتاء حزيران / يونيو، وبلغ الولع باللعبة حدا بحيث تجاوز الاهتمام بها على الانترنت الاهتمام بذلك الموضوع الذي يعد من اكثر المواضيع اهتماما وهو المواقع الاباحية. بحسب فرانس برس.

وبالنسبة للعبة ذاتها، فمن الجدير بالذكر انه فيما تعد الطريقة الرئيسية لاصطياد البوكيمون هو العثور عليها فقط، يتطلب اصطياد النماذج الاكثر ندرة تفقيس بعض البيوض، ويستطيع اللاعبون جمع البيوض في مواقع معينة يطلق عليها "بوكيستوب Pokestops" وهي عبارة عن معالم عالمية مشهورة تظهر في اللعبة، ولكن على اللاعبين السير على اقدامهم لمسافات معينة من اجل ان تفقس هذه البيوض. فاكثر البوكيمون ندرة تتطلب مسيرة لا يقل طولها عن 10 كيلومترات، بينما لا يتطلب تفقيس بيوض البوكيمون الاقل ندرة الا مسيرة 5 كيلومترات او كيلومترين، وباطلاق "بوكيمون غو" في المزيد من الدول، فإنه من المتوقع ان شعبيتها ستزداد أكثر.

لائحة نصائح للاعبي بوكيمون لتجنب الخطر

اصدرت الحكومة اليابانية تعميما لمواطنيها الذين يلاحقون شخصيات لعبة بوكيمون، نصحتهم فيه بتجنب الاماكن الخطرة والحذر من ضربات الشمس، بعدما جعلت هذه اللعبة الكثيرين حول العالم يعرضون انفسهم للخطر او يدخلون مواقع محظورة سهوا وهم يصطادون الكائنات الافتراضية على هواتفهم النقالة. بحسب فرانس برس.

وحذرت السلطات اليابانية المواطنين قائلة في تعميم نشرته وكالة الانباء الرسمية "اثناء مغامراتكم، حضروا انفسكم لعدد من المتاعب"، وذكر التعميم بأن عددا من الاشخاص صدمتهم سيارات او وقعوا في مستنقعات او لسعتهم افاع او تعرضوا للسرقة وهم منهمكون تماما في البحث عن وحوش لعبة بوكيمون الافتراضية على شاشات هواتفهم، واضاف التعميم "تجنبوا الاماكن النائية، فقد تواجهون هناك وحوشا حقيقية"، ومن النصائح ايضا الاحتفاظ ببطارية احتياطية في حال تقطع السبيل باللاعب في مكان ناء، وتسجيل الدخول باسم وهمي حفاظا على الخصوصية الشخصية.

إرشادات خاصة بالسلامة لمستخدمي لعبة بوكيمون جو

أصدرت الشرطة الإسبانية إرشادات بشأن كيفية الاستخدام الآمن لألعاب الفيديو للواقع المعزز بعد إطلاق تطبيق بوكيمون جو، وتشمل نصائح الشرطة تنبيهات بأن المستخدمين موجودون "في العالم الواقعي" ويجب أن يكونوا على دراية بعقباته مثل إشارات المرور والسيارات، ويتجول مستخدمو اللعبة التي أنتجتها نينتندو اليابانية في أحياء ومناطق العالم الفعلي ليتعقبوا شخصيات كارتونية افتراضية على هواتفهم الذكية.

وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن الشرطة أصدرت توجيهاتها بعدما جرى إنقاذ اثنين من السائحين اليابانيين من نفق على طريق سريع في برشلونة حيث كانا يتجولان بحثا عن شخصيات بوكيمون.

وحذرت الشرطة مستخدميها من أن استخدام تكنولوجيا نظام تحديد المواقع الكوني (جي.بي.إس) في اللعبة يعني أن موقع المستخدمين بات مرئيا لآخرين الأمر الذي قد يجعلهم عرضة للهجمات أو السرقة وكذلك يشير إلى عدهم وجودهم في المنزل، وفي أنحاء الولايات المتحدة سار مستخدمو تلك اللعبة في حارات وأزقة مظلمة وفي أحياء خطرة بحثا عن الشخصيات الخيالية ليقعوا فريسة للمجرمين. بحسب رويترز.

وتحذر إرشادات الشرطة المستخدمين من ألا يلهيهم حماس عملية الإمساك النادرة بشخصيات بوكيمون وتذكرهم بأن السلامة هي الأولوية، وأصبحت بوكيمون جو متاحة في إسبانيا في 15 يوليو/تموز في أعقاب إطلاقها في الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة الأسبوع الماضي. وحققت اللعبة نجاحا كبيرا مما عزز الحصة السوقية لنينتندو بواقع 17 مليار دولار فيما يزيد على أسبوع واحد فقط.

حمى بوكيمون جو تجتاح إندونيسيا رغم تحذيرات دينية وأمنية

يبدو أن مستخدمي لعبة بوكيمون جو الشهيرة على الهواتف المحمولة في إندونيسيا أكبر بلد إسلامي في العالم من حيث عدد السكان لن يسمحوا للفتاوى الدينية أو التحذيرات الأمنية بإثنائهم عن مهمة ملاحقة المخلوقات الكرتونية الافتراضية في عالم الواقع.

وحقق التطبيق الذي ينتمي لألعاب الواقع المعزز والذي أصدرته شركة نينتدو ويقوم فيه اللاعبون بملاحقة شخصيات افتراضية على شاشات هواتفهم في أرض الواقع شعبية كبيرة على مستوى العالم وزاد القيمة السوقية للشركة اليابانية بواقع المثلين تقريبا.

لكن لم يهلل الجميع لصدور اللعبة، وقال أميدان شابيراه لرويترز وهو مسؤول كبير لرويترز إن مجلس العلماء الإندونيسيين لم يصدر بيانا رسميا بشأن بوكميون جو لكنه قال إن للعبة "مضارا أكثر من المنافع" لأنها قد تلهي الناس عن أعمالهم ودراستهم.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولي أمن إندونيسيين قولهم إن اللعبة قد تتيح للأعداء جمع معلومات حساسة من بيانات القمر الصناعي. وحظر مسؤولون أيضا ممارسة اللعبة داخل محيط القصر الرئاسي، وقال متحدث باسم شركة بوكيمون التي أنتجت اللعبة بالاشتراك مع نينتندو إن اللعبة تهدف للمتعة وليس لإثارة مشاكل اجتماعية. بحسب رويترز.

ولم تطرح اللعبة رسميا بعد في البلد الذي يسكنه 250 مليون نسمة لكن عشرات الآلاف من الإندونيسيين يدخلون على اللعبة باستخدام موقع بديل على الانترنت للوصول إلى متاجر التطبيق في دول أخرى وتحميلها، وقال محمد رسجا إلهام وهو مقدم برامج في الإذاعة يبلغ من العمر 24 عاما يقوم باصطياد البوكيمون في طريقه من وإلى المنزل وخلال خمسة ساعات في عطلة نهاية الأسبوع، وأضاف "لن أتوقف عن اللعب إلا إذا كان السبب منطقيا".

مطاردو بوكيمون ينبغي ان يتجنبوا حقول الالغام

طلب من مطاردي لعبة "بوكيمون غو" في البوسنة تجنب حقول الالغام الموروثة عن الحرب اليوغوسلافية (1992-1995)،وقالت منظمة "بوسافينا بيز مينا" (بوسافينا من دون الغام) عبر فيسبوك، "تبلغنا ان مستخدمي تطبيق +بوكيمون غو+ يتوغلون الى مناطق خطرة من اجل القاء القبض على شخصيات بوكيمون".

وكانت بوسيفينا منطقة في شمال البوسنة شهدت معارك طاحنة وقد تبدلت خطوط الجبهة فيها كثيرا مخلفة حقول الغام عدة، واضافت هذه المنظمة غير الحكومية "نرجو من المواطنين عدم التوغل واحترام التحذيرات من خطر الالغام".

بعد 21 عاما على نهاية النزاع الذي اسفر عن سقوط مئة الف قتيل، لا تزال نسبة 2,3 % من اراضي البلاد اي مساحة 1145 كيلومترا مربعا مزروعة بعشرات الاف الالغام المضادة للافراد والدبابات فضلا عن قنابل اخرى غير منفجرة.

ويقيم نحو 550 الف شخص قرب مناطق خطرة ما يشكل 15 % من اجمالي عدد السكان، ومنذ انتهاء الحرب، قتل 604 اشخاص في حوادث الغام في البلاد من بينهم 74 خبيرا في نزع الالغام فيما اصيب 1131 بجروح بحسب اكبر منظمة مكلفة نزع الالغام في البلاد "بي اتش ماك".

لعبة "بوكيمون غو" محط نقاش في المجلس البلدي في برشلونة

كانت لعبة "بوكيمون غو" محط نقاش في المجلس البلدي لبرشلونة في اسبانيا حيث دعا المحافظون إلى حملة ترويجية للتذكير بمخاطر استخدام هذا التطبيق، وكما هي الحال في بقية بلدان العالم، أثار إطلاق هذه اللعبة انتقادات في إسبانيا حيث عثر على سائحين يابانيين يلاحقان "بوكيمون" في أحد الأنفاق الأكثر خطورة في برشلونة، في حين تم توقيف شابين دخلا مقر الحرس المدني في مدريد خلال ممارسة هذه اللعبة.

وقال ألبرتو فرنانديز دياز العضو البلدي من الحزب المحافظ في برشلونة "يحق للجميع أن يمرح ويتسلى ويلعب، لكن لا بد من التصرف تصرفا رشيدا"، واقترح أعضاء الحزب المحافظ على المجلس البلدي في ثاني المدن الكبرى في البلاد إطلاق حملية توعية كي يتجنب اللاعبون المناطق المكتظة ويحترموا الملكيات الخاصة وأماكن العبادة والمقابر، ورفضت البلدية العمل بهذا الاقتراح، باعتبار أن الشرطة الاسبانية تكفلت بتعميم توصيات حول استخدام هذا التطبيق.

السعودية: لجنة الإفتاء تجدد تحريمها للعبة "بوكيمون"

حرمت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية من جديد لعبة "بوكيمون" المثيرة للجدل. وكانت اللجنة ذاتها حرمت هذه اللعبة قبل 15 عاما، حيث بررت فتواها بالعديد من الحيثيات كاعتبارها من ألعاب "القمار والميسر". وجاء التحريم بحسبها، ردا على الكثير من الأسئلة التي تردها بهذا الخصوص.

أعادت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية نشر فتوى صادرة في 2001 تحرم لعبة "بوكيمون"، من دون الإشارة إن كان ذلك متعلقا بلعبة "بوكيمون غو" التي تعتمد على تقنية الواقع المعزز، وتكتسح العالم منذ مطلع تموز/يوليو.

فرغم عدم توافر "بوكيمون غو" رسميا في السعودية، تم تنزيلها بكثافة بصورة غير قانونية، وهي تستند إلى تقنية الواقع المعزز التي تضيف عناصر افتراضية إلى العالم الحقيقي الذي يظهر عبر الكاميرات الموجودة في الهواتف الذكية.

وأعلنت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على موقعها إعادة نشر الفتوى، بسبب تلقيها "أسئلة كثيرة" بشأن اللعبة، وحرمت الفتوى الصادرة عن اللجنة في 2001 لعبة بطاقات "بوكيمون" آنذاك، بعد أن اعتبرتها من ألعاب "القمار والميسر"، وكذلك بسبب "تبنيها نظرية التطور والارتقاء التي نادى بها داروين‘"، وأنها تحث على "الشرك بالله باعتقاد تعدد الآلهة"، كما ذكرت من دواعي تحريمها الشرعية "اشتمالها على رموز وشعارات لديانات ومنظمات منحرفة" منها "النجمة السداسية (...) التي لا يخفى على الجميع ارتباطها بالصهيونية العالمية، كما أنها تمثل شعار دولة إسرائيل ورمزها المقدس، كما أنها الرمز الأول للمنظمات الماسونية في العالم"، و"العديد من الصلبان المختلفة الأشكال"، إضافة إلى "المثلثات والزوايا" و"رموز من المعتقد الشنتوي" الساري في اليابان.

ضبط متحرش جنسي أثناء لعبه "بوكيمون جو" مع طفل

قُبِض على الجاني المسجل كمتحرش بالأطفال بعد ضبطه أثناء لعبه "بوكيمون جو" مع قاصر قرب محكمة في ولاية إنديانا الأمريكية، وكان راندي زويك قد وُضِع على قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية في أبريل/نيسان بعد اعترافه بالتحرش بطفل. وكانت شروط إطلاق سراحه تقضي بأن يتجنب الاتصال مع الأطفال.

شوهد زويك من قبل ضابط مكلف بمراقبة التزامه بشروط الإفراج عنه كان موجودا في مبنى المحكمة في غرينفيلد، ثم أخبر الشرطة بهذه المخالفة، وسيمثل المتحرش أمام القاضي في وقت لاحق اليوم، وفي تصريح لوكالات الأخبار، قال برينت إيتون المدعي العام لمقاطعة هانكوك "شاهد ضباط المراقبة راندي الذي يعرفونه جيداً يلعب مع طفل، وتعجبوا من جرأته! كيف واتته الجرأة لانتهاك شروط إطلاق سراحه في حديقة مبنى المحكمة".

وذكرت وسائل الإعلام في غرينفيلد أن الرقعة العشبية الخضراء خارج محكمة مقاطعة هانكوك أصبحت بقعة شعبية للاعبي بوكيمون منذ وضعتها اللعبة على الخارطة كمحطة وقوف، وإذا تقرر أن هذا الحادث يشكل انتهاكا لشروط الإفراج عنه، يمكن للقاضي إلغاء قرار إطلاق سراحه المشروط وإرسال زويك إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.

الحيل النفسية الكامنة وراء نجاح لعبة "بوكيمون غو"

يقول جون نوريس، رئيس قسم المحتوى بوكالة "روكيتميل" الرقمية في مدينة برايتون البريطانية، متحدثا عن لعبة بوكيمون غو: "كان سبب تحميلي لتلك اللعبة أساساً هو أن كثيراً من أصدقائي في الولايات المتحدة أصبحوا مهووسين بها".

ويضيف: "إنهم أناس بالغون وراشدون تماماً لكنهم بدون شك يخرجون عن أطوارهم ولعاً بها".

إنها من ألعاب الواقع المعزز الجديدة والمخصصة للهواتف المحمولة، ويعصف نجاحها بالعالم أجمع. حققت اللعبة، التي أصحبت متوفرة في الولايات المتحدة ملايين عمليات التنزيل في أقل من أسبوع. ويتيح التطبيق للاعبيه أن يتتبعوا و"يقبضون" على بوكيمون افتراضي يظهر في مكان ما في عالمهم المحيط بهم.

ومع أنها لا تتوفر بشكل رسمي في بريطانيا، استطاع لاعبون متحمسون من أمثال نوريس تثبيت ذلك التطبيق عبر بعض الطرق التقنية الملتوية، وبالطبع لم يشتهر التطبيق إلا بعد تزايد الجدال والنقاش حوله. وأحد الأسباب هو أن البعض أثاروا شكوكاً حول حقيقة مفادها أن تلك اللعبة تتيح مجالاً واسعاً للحصول على بيانات المستخدمين.

إذ أنها تطلع على تفاصيل البريد الالكتروني، وتواريخ البحث، مروراً بالتعرف على محتويات "غوغل درايف" للتخزين السحابي، وذلك عندما يسمح مستخدمو التطبيق أن تطلع اللعبة على حساباتهم لدى غوغل، وكذلك تلك الموجودة على أجهزة تستعمل نظام تشغيل "آي أو إس".

فأين تكمن قوة جاذبيتها؟، وهل كان من الممكن التكهن بنجاحها؟.

لعبة بوكيمون جو تدر المليارات لأبل

قالت نيدهام آند كومباني للسمسرة إن أبل ستحصد إيرادات بنحو ثلاثة مليارات دولار من لعبة بوكيمون جو خلال عام إلى عامين مع قيام اللاعبين بشراء "بوك كوينز" من متجر تطبيقاتها، ويمكن تحميل بوكيمون جو التي ابتكرتها نينتندو اليابانية مجانا لكن مستخدمي هواتف آي فون يستطيعون استخدام "بوك كوينز" لشراء مزيد من المزايا.

وتكلف الحزمة التي تحتوي على 100 "بوك كوينز" 99 سنتا من متجر تطبيقات أبل لكن السعر ربما يرتفع إلى نحو 99.99 دولار لحزمة تحتوي على 14 ألفا و500 "بوك كوينز"، وقالت لورا مارتن المحللة لدى نيدهام في مذكرة للعملاء "نعتقد أن أبل تستحوذ على 30 في المئة من إيرادات بوكيمون جو التي تنفق على أجهزة آي.أو.إس وهو ما يشير إلى اتجاه صعودي في العوائد"، وبلغ عدد مستخدمي بوكيمون جو في الولايات المتحدة بمفردها 21 مليونا في 18 يوليو تموز بعد أقل من أسبوعين من إطلاقها، وانتشرت اللعبة في 35 دولة وهي متاحة أيضا على أجهزة أندرويد. بحسب رويترز.

وحتى إغلاق حققت أسهم أبل مكاسب بلغت خمسة في المئة أو نحو 25 مليار دولار منذ إطلاق العبة في الولايات المتحدة في السادس من يونيو حزيران بينما تضاعفت أسهم نينتندو تقريبا.

"نينتندو" تتخطى "سوني" في البورصة

الى ذلك ارتفعت قيمة أسهم "نينتندو" بنسبة 14 % في بورصة طوكيو، لتبلغ زيادتها الإجمالية حوالى 120 % منذ انتشار حمى لعبة "بوكيمون غو" في العالم، وباتت قيمة الشركة في البورصة تتخطى قيمة منافستها "سوني" مع بلوغها عتبة 4500 مليار ين (39 مليار يورو)، وعند اغلاق التبادلات، وصل سهم "نينتندو" إلى 31770 ين (زيادة بنسبة 14,36 %)، أي أكثر من ضعف القيمة المسجلة له في 6 تموز/يوليو عشية إطلاق لعبة "بوكيمون غو"، ولم يطور مهندسو "نينتندو" هذه اللعبة لكن المجموعة اليابانية قدمت الدعم لشركة "ذي بوكيمون كومباني" التابعة لها ولاستوديوهات "نيانتيك" بغية إعدادها، ومع أن الشركة ليست منخرطة مباشرة في تصميمها، يتوقع المحللون أن يعزز الرواج الكبير للتطبيق نشاطات "نينتندو" في مجال الأجهزة المحمولة ويوسع قاعدة جمهورها. بحسب فرانس برس.

وأطلقت لعبة "بوكيمون غو" بداية في ثلاثة بلدان هي الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا قبل طرحها في أوروبا في 13 تموز/يوليو. وهي باتت منذ عطلة نهاية الأسبوع الأخير متاحة في 26 بلدا جديدا لكنها لم تسوق بعد في اليابان.

وتقوم هذه اللعبة التي تم تحميلها ملايين المرات على تقنية الواقع المعزز التي تضيف عناصر افتراضية الى العالم الحقيقي الذي يظهر عبر الكاميرات الموجودة في الهواتف الذكية. وهي تستخدم خاصية تحديد الموقع الجغرافي للسماح لمستخدميها بالعثور على كائنات "بوكيمون" الصغيرة ذات الأشكال المتعددة والقوى السحرية المختلفة والتي حققت نجاحا كبيرا قبل ما يقرب من عقدين، وساهمت حمى "بوكيمون" أيضا في زيادة سهم فرع "ماكدونالدز" في اليابان حيث تقدم دمى على شكل شخصيات اللعبة مع وجبات "هابي ميل" للصغار.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي