تويتر بات يغرد بعيداً عن مستخدميه!
مروة الاسدي
2015-12-22 10:50
يعد موقع تويتر، واحدا من أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شهرة، والتي تربط بين الأشخاص وبعضهم وبين المشاهير ومحبيهم، ولكن شركة تويتر اليوم تواجه مرحلة عصيبة جدا حيث أظهر تقريرها الفصلي الخاص بالإيرادات تراجع سعر أسهمها تراجعا كبيرا، ويصارع الموقع الاجتماعي في جبهات عدة، وهناك قلق دائم في نيويورك ولدى المستثمرين في وول ستريت، ولم يعد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت يهتمون كثيرا بتويتر الذي تضاءلت مكانته أمام إنستغرام وسناب تشات وواتس آب وغيرها.
والسؤال هنا: هل هناك بصيص من أمل لتدارك هذا التدهور؟، بالتأكيد، فبالنسبة لمنصة اجتماعية دعمت قادة دوليين ونجوما رياضيين، بين أعضائه، يجب أن يكون هناك وسيلة ما لإيجاد مستقبل مشرق لتويتر وميزانها المصرفي، وهذا ما يتعين على شركة تويتر فعله لإرضاء المستثمرين والمستخدمين كليهما.
على الصعيد نفسه تحول تويتر خلال السنوات الاخيرة الى المنبر الاول للراي العام في الخليج وخصوصا في السعودية التي اعتبرت عاصمتها الرياض في 2012 عاشر مدينة مغردة في العالم، وفي 2013 تجاوز عدد مستخدمي الموقع النشطين في المملكة خمسة ملايين شخص، ليسجل تويتر في هذا البلد اعلى نسبة انتشار له في العالم بالمقارنة مع عدد السكان، ويستخدم الموقع الجميع تقريبا في المملكة، من السلفيين المتشددين الى الليبراليين، ومن الامراء والوزراء الى اشخاص مجهولين اصبحوا نجوما.
ويتسبب تويتر بصداع للسلطات في دول الخليج التي تحكم السيطرة على الاعلام التقليدي، فيما صدرت احكام بالسجن على عدد من الناشطين بسبب تغريدات اعتبرت مسيئة للدين او للحاكم، وفي الخليج عموما، يستخدم المغردون تويتر للنقاش في اي موضوع سخيف او مهم عبر "هاشتاغات" تنتشر بشكل واسع وسريع، وتتناول مواضيع تتراوح بين "#ما الغذاء اليوم" وحملات مثيرة للجدل مثل تلك التي تدعو الى قيادة المراة للسيارات في السعودية.
ضمن اطار الموضوع اعترف تويتر بالفشل في التعامل مع الإساءات والحسابات الوهمية، حيث تعرض عدد من المشاهير لاساءات عبر تويتر اضطرتهم لاغلاق حساباتهم، ويأتي اعتراف تويتر بشأن فعالية سياساتها في التعامل مع الاساءات مع أنباء حول اتفاق مع غوغل لجعل التغريدات المكونة من 140 حرفا قابلة للبحث على محرك البحث الشهير، وكان الجدل حول استخدام أشخاص تويتر للاساءة للأخرين سواء من حساباتهم الشخصية أو من حسابات وهمية أثار اهتمام وسائل الإعلام لسنوات، ومؤخرا حذرت "تويتر" بعض مستخدميها من أن خللا في الأمن الالكتروني قد يكون اصاب حساباتهم مع امكان ضلوع "جهات مدعومة من إحدى الدول" في العملية، في خطوة نادرة لهذه الشبكة الاجتماعية، علما إن تويتر هو موقع تواصل إجتماعي لا يقل أهمية عن الفيس بوك ويعتبر المنافس الأكبر له, ويقدم خدمة مصغرة لمستخدميه من المغردين, تمكنهم من إرسال تحديثاتهم برسالة لا تزيد على (140) حرفاً للرسالة الواحدة إلى صفحاتهم الخاصة, ويمكن للزوار قراءتها وكتابة الردود عليها, ويتميز تويتر بسرعة إيصال المعلومات خصوصاً الإخبارية".
أي الشعوب أكثر "هوسا" بتويتر؟ الإجابة: السعودية
تم بشكل غامض "ايقاف" حساب على موقع تويتر يتابعه اكثر من مليون مشترك بعد ان اشتهر بتعليقاته على تصرفات الاسرة المالكة في السعودية والاحداث في المملكة، ووجد مستخدمو تويتر الراغبين في متابعة حساب "مجتهد" رسالة تقول ان الحساب "اوقف" دون مزيد من التفاصيل، وتبين ان بعض المعلومات التي بثها مستخدم هذا الحساب كانت خاطئة لكن بعضها لم يكن كذلك مثل الاعلان عن وفاة العاهل السابق الملك عبد الله قبل ساعات من الاعلان الرسمي عن وفاته في 23 كانون الثاني/يناير، ونشرت رسائل عبر تويتر قالت ان الحساب علق مؤقتا بعد نشره رسالة تحدثت عن اصابة خادمة اجنبية بجروح. لكن اثر ذلك اعيد تفعيل الحساب بحسب صاحبه.
على صعيد ذي صلة وصف مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ تويتر بأنه مصدر لـ"الأكاذيب والأباطيل"ـ معتبرا أن هذا الموقع سُّخر من طرف الكثيرين لـ"إساءة الظن بالمسلمين وقدح الإسلام"، تناقلت صحف خليجية تصريحات لمفتي عام السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وصف فيها تويتر بأنه موقع لـ "كل شر وبلاء" ومصدر لـ "الأكاذيب والأباطيل"، واعتبر مفتي المملكة أن هذا الموقع سُّخر من طرف الكثيرين لـ "ترويج الأكاذيب وإساءة الظن بالمسلمين وقدح الإسلام"، وأضاف أنه "للأسف استغلت هذه التقنيات في الأمور التافهة"، داعيا عدم الأخذ بكل ما ينشر على هذا الموقع، وأعرب المفتي عن أسفه من أن الناس يتهافتون على كل ما يكتب في تويتر من تغريدات على أنه مصدر للثقة.
وسبق لمفتي السعودية أن دافع عن مسؤولي بلاده إثر شنه هجوما على هذا الموقع في العام الماضي، حيث اعتبر أن مغردين يسعون إلى "نشر الفرقة والفوضى في البلاد والتحريض ضد قيادات الوطن"، ونعت تغريداتهم بـ"التهريج"، وأشارت بعض الأرقام إلى أنه يوجد في المملكة أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم لتويتر، ينشرون 50 مليون تغريدة كل شهر. ويتزايد عددهم بكثافة كبيرة ما جعل الموقع مرجعا للمهتمين بالشأن السعودي لرصد توجهات الرأي العام في هذا البلد.
احذروا خطر القرصنة!
كتبت "تويتر" في رسالة موجهة لبعض مستخدميها خلال اليومين الماضيين "نحيطكم علما على سبيل الاحتياط بأن حسابكم على تويتر جزء من مجموعة صغيرة من المستخدمين الذين ربما قد تعرضوا لاستهداف من جهات مدعومة من احدى الدول"، وأضافت "نعتقد أن هذه الجهات (المرتبطة بشكل محتمل بحكومة) تمكنت من محاولة الحصول على معلومات مثل عناوين بريد الكتروني وتلك الخاصة ببروتوكول الانترنت (آي بي) و/او ارقام الهواتف"، وأكدت "تويتر" أنها تجري "تحقيقات فاعلة بشأن هذه المسألة" حتى في ظل "عدم وجود اي أدلة حتى اللحظة على أنهم حصلوا على معلومات خاصة بحسابكم". بحسب فرانس برس.
وتم ارسال اولى هذه الرسائل من "تويتر" من ثم خلال عطلة نهاية الاسبوع. ومن غير المعلوم حاليا عدد المستخدمين المعنيين بهذه المسألة لكن يبدو أنه قليل، وسبق لشبكة "تويتر" أن حذرت مستخدميها في الماضي ازاء انتهاكات محتملة للأمن الالكتروني خصوصا في شباط/فبراير 2013 حين حذرت 200 الف عضو في الشبكة الاجتماعية من تعرض كلمات السر وعناوين البريد الالكتروني للقرصنة.
على صعيد تكنلوجي، قالت شبكة "تويتر" للتواصل الاجتماعي أنها ستبدأ برصد التطبيقات الموجودة على الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية لمستخدميها، وذلك بهدف تقديم إعلانات موجهة، ولفت موقع التغريدات في رسالة على مدونتها الرسمية "إننا نجمع ونحدث بشكل موسمي قائمة التطبيقات المحملة على أجهزتكم المحمولة، بما يساعدنا على تزويدكم بمحتويات تتناسب مع متطلباتكم من شأنها أن تهمكم".
كما أكدت الشبكة أن قائمة التطبيقات وحدها هي التي يتم جمعها دون أي تجسس على طريقة استخدامها. وأوضحت "تويتر" أن هذا الأمر سيتيح لها على سبيل المثال تحسين اقتراحاتها للحسابات التي يمكن للمستخدمين متابعتها، أو تقديم إعلانات موجهة بشكل أفضل ضمن خانة "المحتويات الإعلانية" في شريط الأحداث الخاص بمشتركي "تويتر".
لكن مستخدمي هذه الشبكة الاجتماعية بإمكانهم وقف هذه الخاصية عبر تشغيل وظيفة تسمح لهم بالحد أو بمنع الاستهداف الإعلاني على أجهزة شركة "آبل" بالإضافة إلى عدد كبير من الماركات التي تستخدم نظام تشغيل "أندرويد" التابع لشركة"غوغل".
الفشل في التعامل مع الإساءات والحسابات الوهمية
الى ذلك أقر الرئيس التنفيذي لموقع تويتر ديك كوستولو بأن الشركة المسؤولة عن موقع التواصل الشهير أخفقت في التعامل مع الاساءات والحسابات الوهمية، وقال في رسالة إلى العاملين بالشركة، سربت إلى موقع فيرج المعني بأخبار التكنولوجيا، إن مثل هذه الممارسات أسهمت في إبعاد المستخدمين عن الموقع بشكل كبير، وأضاف "لقد أخفقنا لأعوام في التعامل مع الاساءات والحسابات الوهمية على الموقع".
وأردف "الأمر ليس سرا فهو محور حديث بين الناس فنحن نخسر مستخدم تلو الآخر بسبب الفشل في التعامل مع مشاكل الحسابات الوهمية التي يواجهونها يوميا"، وتعهد باتخاذ إجراءات مشددة ضد من ينتهكون قواعد الموقع، كانت عدة شخصيات بارزة كفت عن استخدام حساباتها على الموقع الشهير بسبب اساءات الكترونية.
كان الموقع تعهد في مدونة نشرت ديسمبر/كانون الأول الماضي باجراء تغييرات في غضون شهور بما يتيح للمستخدمين الابلاغ بصورة أبسط عن الإساءات، مشيرا إلى ان تويتر لم يحقق اي نجاح يذكر في هذا المجال.
ماذا يجب أن تفعل شركة تويتر لإنقاذ نفسها؟
في سياق متصل تهاوت أسهم تويتر، لتتراجع بنحو عشرة في المئة بعد ساعات من بداية التداول. ولا يعود ذلك إلى أدائها المالي المتهاوي لكن لأن الشركة التي ابتكرت خاصية التغريد من خلال 140 حرفا فقط فشلت في ضم ما يكفي من المستخدمين الجدد.
وخلال الثلاثة أشهر الأخيرة، اجتذبت تويتر 4 ملايين مستخدم جديد. وعلى الرغم من هذا، يعد ذلك تقدما بنسبة 11 في المئة في عدد المستخدمين مقارنة بالعام الماضي، لا يزال عدد المستخدمين النشطين شهريا البالغ عددهم 320 مليونا بعيدا عن تقديرات لمحللين كثر بلغت 324 مليون مستخدم، ولا يمثل هذا بداية جيدة لجاك دورسي، الذي تأكد توليه منصب الرئيس التنفيذي لتويتر هذا الشهر، وبالنسبة للمستثمرين، يشكل حجم المستخدمين ومدى سرعة ارتفاع ذلك العدد معيارا ليس فقط فيما يتعلق بالحالة الصحية لتويتر، بل بشأن أهدافها المستقبلية أيضا.
وفي الربع الماضي، تسبب دروسي في انخفاض أسهم تويتر بعدما قال إنه غير راض عن حجم نمو المستخدمين وإن المنتج معقد جدا، وهو ما يؤدي إلى صعوبة في استخدامه، ومنذ ذلك الوقت، بدأ دورسي، الذي يدير كذلك شركة سكوير (Square) لتحويل الأموال، في محاولة إصلاح هذه المشكلة، وفي وقت مبكر من هذا الشهر، قلص دورسي نحو 8 في المئة من الموظفين في تويتر. وفي نفس الوقت تقريبا، أطلقت تويتر خدمة "مومنتس" لمتابعة البرامج والأحداث الهامة لحظة بلحظة. بحسب البي بي سي.
ومنذ فترة قصيرة، أطلقت تويتر كذلك خاصية لاستطلاع الرأي تسمح للمستخدمين بالتعليق على الاستطلاع باختيارين، وربما تكون محاولات دورسي لإنعاش الشركة التي شارك في تأسيسها قد بدأت لتوها، لكن سيتعين عليه فعل المزيد لإقناع المستثمرين بأن معدل نمو المستخدمين قريب للغاية.
الرئيس التنفيذي لتويتر، جاك دورسي، سرح أكثر من 300 موظف هذا الشهر خلال مكالمته الجماعية مع المستثمرين، ذكر دورسي أن هناك إحصائيات تشكل عقوبة لتويتر، وتتمتع شركة تويتر في أسواقها المستهدفة - في العالم الغربي، بصورة رئيسية - بنحو 90 في المئة من الاعتراف بين عموم السكان، وهي الأرقام التي تجعل منها اسما مألوفا وعلامة تجارية تتردد في وسائل الإعلام باستمرار.
لكن على الرغم من ذلك الوعي، لا تتمتع تويتر غالبا إلا بأقل من 30 في المئة في نفس المناطق. ورغم وجود الكثيرين الذين يعرفون تويتر، فإن ثمة القليل ممن يتحمل العناء في الاشتراك والتواصل عبر الموقع، لماذا؟ يعتقد دورسي بأن الناس تواجه صعوبة كبيرة في فهم الأمر. ولمواجهة هذه المشكلة، أعطى دورسي توجيهاته إلى فريقه للعمل على أدوات تجعل الأمر أسهل في الاستخدام. وتعد الخاصية الرئيسية لهذه الطريقة من التفكير هي خدمة "مومنتس" (Moments)، التي تجمع التغريدات على أساس الأحداث التي تهتم به لا على أساس الأشخاص الذين تتابعهم.
وقال دورسي للمستثمرين "منتجاتنا بحاجة إلى تغيير بطريقة جذرية لجذب ذلك الحشد من المستخدمين"، لكن ذلك سيكون صعبا للغاية، فدورسي عليه أساسا أن يدرك أنه بحاجة إلى التفكير في إنشاء تويتر جديد دون أن يحل في الوقت ذاته تويتر الحالي، فالمهمة ضخمة للغاية عندما تضع في الاعتبار أن عدد الخصائص الرئيسية التي جعلت تويتر موقعا مشهورا قليل وهي التي ابتكرتها تويتر نفسها في البداية، الهشتاغ؟ ابتكرها مستخدم. وإعادة التغريد؟ ابتكرها مستخدم أيضا. حتى الإصطلاح على أن استخدام @ للإشارة إلى مستخدم آخر ابتكره كذلك مستخدم وإن كان الأمر دون قصد، عندما يتحدث دورسي عن مهمة تويتر تحت قيادته، فالأمر يتعلق بالسهولة والسرعة من خلال أدوات سهلة يتعين إصدارها بسرعة، وفي السياق ذاته، يجب بذل جهود كبيرة لتعزيز تويتر كمكان للتفاعل فيه (أو إرسال الشكاوى) مع العلامات التجارية الأخرى. وإن كنت علامة تجارية، فإن الأدوات التي تسمح لك بمراقبة جهودك على تويتر، سواء أكانت إعلانات أم مجرد حضور، تؤدي دورا مهما في الأمر.