الصراصير تحوم هنا… العبارة التي أربكت مستخدمي فيسبوك في العراق
أوس ستار الغانمي
2025-12-02 04:27
في عالم منصات التواصل الاجتماعي، يمكن لجملة واحدة أن تثير جدلًا واسعًا بين ملايين المستخدمين، وتتحول من مجرد نص على الشاشة إلى موضوع للنقاش والتحليل. إحدى هذه العبارات الغريبة ظهرت مؤخرًا لمستخدمي فيسبوك في العراق تحديدًا: "الصراصير تحوم هنا… هل تريد كسر الصمت؟ اترك تعليقًا." هذه الجملة دفعت كثيرين إلى التساؤل عن سبب ظهورها، ومعناها، وهل هي جزء من سياسة فعلية للمنصة أم مجرد خطأ غير مقصود.
لغة غريبة ومثيرة للريبة
أول ما يلفت الانتباه في هذه العبارة هو استخدام كلمة "الصراصير"، وهي حشرة معروفة في جميع الثقافات بأنها مزعجة وتعيش في أماكن قذرة مثل فتحات الصرف والمجاري. عند وضع هذه الكلمة في سياق تحفيزي للمستخدم على التفاعل، يتولد شعور بالإهانة أو الاستهزاء، وكأن المنصة تصف المستخدم بطريقة غير مقبولة. وهذا يجعل أي شخص يقرأ العبارة يتوقف لحظة قبل أن يترك تعليقًا، مستغربًا: لماذا استخدمت هذه الكلمة بالذات؟
عادةً ما تعتمد منصات كبرى مثل فيسبوك لغة دقيقة، تخضع لاختبارات ترجمة ومراجعة لغوية، لتجنب إساءة المستخدمين في أي بلد. لكن ما حدث هنا يشير إلى وجود خلل في ترجمة النصوص أو اختيار استعارة غير مناسبة في النسخة العربية.
هل المقصود التعليقات المزعجة؟
أحد التفسيرات المنطقية هو أن العبارة كانت تقصد تحفيز المستخدمين على كسر الصمت مقابل التعليقات المزعجة أو السبام، لكن الترجمة العربية اختارت كلمة بعيدة عن السياق. من المعروف أن فيسبوك يعتمد على نظام ترجمة يجمع بين الترجمة الآلية والتطوع المجتمعي، وهو ما قد يؤدي أحيانًا إلى ظهور نصوص غير دقيقة أو تحمل إيحاءات سلبية لم تكن مقصودة.
التفسير النفسي والثقافي
العبارة أثارت ردود فعل قوية في العراق لأن الثقافة المحلية حساسة تجاه أي لغة تحمل إيحاءات ازدرائية، حتى لو كانت غير مقصودة. إضافة إلى ذلك، يتمتع العراقيون بنشاط كبير على منصات التواصل، خاصة في التعليقات والنقاشات الساخنة، مما يجعل أي نص غامض أو مثير للريبة سريع الانتشار والنقاش.
خلاصة القضية
ظهور عبارة "الصراصير تحوم هنا… هل تريد كسر الصمت؟" ليس هجومًا مقصودًا على المستخدمين، بل يعكس فجوة في الترجمة والإشراف اللغوي داخل فيسبوك. الخطأ، رغم بساطته، يكشف عن الحاجة الملحة للمنصات العالمية لمراجعة الترجمات الخاصة بكل دولة بعناية، واحترام الخصوصيات الثقافية، لتجنب سوء الفهم.
من جهة أخرى، تعكس هذه الحادثة تأثير الكلمات الصغيرة على تجربة المستخدم، وكيف يمكن لجملة واحدة أن تثير الريبة وتفتح الباب للشكوك حول نوايا المنصة. كما تظهر الحاجة لإجراءات صارمة لضمان جودة المحتوى والترجمة قبل نشره على ملايين الحسابات.