الحرب السيبرانية وفجوة المعرفة
مازن صاحب
2024-09-25 07:01
لا تتوقف برامج البحث والتطوير عن ديمومة تطور السلاح نوعيا.. لارتباط ذلك مع الاستراتيجية الشاملة لمنظومة الشركات متعددة الجنسيات في حساب الأرباح والخسارة بعد أن تحولت الإدارة الأمريكية إلى مجلس إدارة عليا لمصالح هذه الشركات عبر جهات العالم الاربع .
هكذا بكل بساطة استطاع الكيان الصهيوني تجاوز حواجز الأمن السيبراني وأحداث تفجير متعدد السلاسل لمعدات مختلفة للاتصال الشخصي في صفوف حزب الله اللبناني. السؤال ذي الاولوية القصوى... كيف يمكن تأمين حدود الدولة العراقية من اختراق مشابهة او كيف يمكن التعامل مع متغيرات سلطة الاستخبارات الأمريكية وتحالف الدول ضد الإرهاب مفتوح التعاون مع اغلب الأجهزة الأمنية العراقية.. حتى بات تعريف كلمة (تجسس) قانونيا غير متوافر الأركان في كل هذا الركام من علاقات مفتوحة النهايات في الأجهزة الأمنية العراقية سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو او مع الحرس الثوري الإيراني او حتى مع الأردن ومصر على سبيل المثال لا الحصر؟؟
في سبيل تثبيت الحقائق.. يبدو من الممكن طرح التساؤلات التالية :
اولا: في عالم تقنيات الاتمتة وعلوم الاتصال.. لا يمتلك العراق الحد الأدنى المقبول في أمن المعلومات السيبراني.. فكل التقانة اجنبية ترتبط بأقمار صناعية لدول منها ما يوصف بالعدو عند بعض الفصائل وصديقة عند اخرين.. فيما تنساب المعلومات في إدارة الاستطلاع العميق او معالجة الاهداف لاسيما لمثابات الارهابين الدواعش او الحدود العراقية كليا لصالح منظومة السيطرة الأمريكية وحلف الناتو.
ثانيا: ربما هناك بعض البرامج السيبرانية تحد من الاختراق لكن استخدام اجهزة وبرتوكول اتصال يرتبط بالأقمار الصناعية الاجنبية يقلل من كفاءة اي برامج حماية ميدانية.. فيما يصبح عامل الاستخبارات البشري الوحيد القادر على إيجاد فرضية الحصول الخاص على المعلومة بكل ما يعرف عنه من تحديات ميدانية مقابل سهولة فاعلية استخدام السائق الإليكتروني في الحرب السيبرانية.
ثالثا: كل ذلك يحتاج إلى استراتيجية دولة.. تبدأ في تعريف العدو والصديق وانتهاج سياسات عمل عراقية بحتة.. لا تتوافر لها الحدود الأدنى الموضوعية من الالتزام في نظام القيادة والسيطرة.. امام سلطة مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية.. واذا استفادت القوات العراقية من دروس الحرب على عصابات داعش. فان العمليات الأخيرة سواء في صحراء الانبار او تلول كركوك كانت قوة الاستخبارات الأمريكية فاعلة في إسناد القوات البرية العراقية وفق البيانات التي صدرت عن الجانبين الأمريكي والعراقي.
رابعا: المكابرة والمزايدات السياسية عن العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية... يتطلب إعادة النظر الشاملة بمنظومة القيادة والسيطرة.. هل ستكتفي بإدارة الحرب التقليدية ام انها تتطلب ردم فجوة المعرفة في الحروب السيبرانية؟؟
وكم تحتاج من المعدات المتطورة والتدريب والتأهيل لإنتاج مقاتل عراقي سيبراني؟؟
ومن يمنح هذه التقنية الرقمية للعراق وما نوع شروط استيرادها واستخدامها؟؟
لا اعتقد ان الكثير من هذه التساؤلات لها إجابات واقعا عند قيادات تحالف إدارة الدولة.. او الإطار التنسيقي بل حتى عند اللجان المتخصصة في مجلس النواب وحتى عند القضاء العراقي في توجيه تهمة الخيانة العظمى ( التجسس) لصالح دولة اجنبية!!!
فيما هناك الكثير من فرضيات الفرص لاستيعاب الذكاء الجامعي العراقي في تصنيع تقنيات الحروب السيبرانية وايضا برامج تطبيقية لمواجهة التهديدات للأمن الوطني العراقي.
ابسط نموذج له إيجاد مسابقة سنوية تجمع الأفضل من أفضل ما يتوفر في الجامعات العراقية لاقسام الحاسوب والتقنيات السيبرانية في معرض نوعي برعاية القائد العام للقوات المسلحة العراقية.. بجوائز قيمة.. عندها يمكن القول ان ثمة بداية حقيقية لردم فجوة المعرفة... لاسيما العراق والمنطقة تواجه فرضيات الحرب الشاملة الصهيونية... ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!