ما تأثير تكنولوجيا الميتافيرس والذكاء الاصطناعي في بيئات عمل 2024؟

Fifreedomtoday

2024-01-29 03:58

مع نهاية كل عام، وبداية عام جديد، تبدأ الافتراضات والاحتمالات في طرح نفسها خاصة فيما يتعلق بما هو قادم على صعيد التكنولوجيا وتأثيرها على بيئات العمل. السؤال المطروح حاليًا كيف سيكون تأثير الميتافيرس والذكاء الاصطناعي، في بيئات العمل 2024؟

الذكاء الاصطناعي: صديق أم عدو للعاملين؟

لقد استحوذ وصول ChatGPT قبل عام على الخيال الجماعي لـ 100 مليون مستخدم أسبوعيًا، بحسب تقرير لبلومبرغ، فإنه من المتوقع لعام 2024، أن الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر تطورًا وانتشارًا من أي وقت مضى، وسيتمكن العاملون من استخدامه لتنفيذ مهام مختلفة، بدءًا من كتابة البريد الإلكتروني وانتهاءً بمعالجة الصور والصوت.

لقد تعرف الموظفون على ما يعنيه مطالبة أدوات الذكاء الاصطناعي بكتابة رسائل البريد الإلكتروني، وتلخيص المستندات، ولكن في العام المقبل ستصبح هذه الأدوات أكثر تطورًا وستكون قادرة على الاستجابة للصور والأوامر الصوتية وربما تنفيذ المزيد من المهام المعقدة مع تدخل بشري أقل، وهو ما يعني تغييرًا جذريًا في تجربة العمل اليومية.

ولكن هل هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر أو سيزيد من قيمتهم؟

بعض الخبراء يرون أن الذكاء الاصطناعي سيكون شريكًا قيمًا للعاملين، وسيساعدهم على تحسين إنتاجيتهم وإبداعهم، ومن بينهم روي باهات، رئيس شركة بلومبرغ بيتا، الذي شدد على أن الذكاء الاصطناعي بات مهارة ضرورية للمهنيين في العصر الرقمي، منوها إلى ضرورة تعلم كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي واستخدامه بشكل فعال.

وأضاف “يجب أن يعلم المتقدمون للوظائف أن وضع مهارات الذكاء الاصطناعي في السيرة الذاتية سيصبح ضرورة”.

يأتي حديث باهات في ظل مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يهدد وظائف البشر أو يقلل من قدرتهم على التفكير بشكل نقدي ومستقل. وهذا ما يشعر به بعض العاملين الذين يواجهون صعوبة في مواكبة التغييرات التكنولوجية السريعة، ويحتاجون إلى تطوير مهارات جديدة والتكيف مع طرق عمل جديدة.

ميتافيرس: هل سيكون مكان العمل المستقبلي؟

ميتافيرس هو مصطلح يطلق على عالم افتراضي متصل بالعالم الحقيقي، حيث يمكن للناس التواصل والتعاون والتعلم والترفيه بواسطة أجهزة الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط، كما أنه يعد مفهومًا يجذب اهتمام الشركات الكبرى مثل ميتا (المعروفة سابقًا باسم فيسبوك)، التي تريد جعل ميتافيرس مساحة عمل جديدة للعاملين.

يقول نيك كليج، رئيس الشؤون العالمية في ميتا، في منشور على موقع LinkedIn: “نحن نعمل على بناء عالم معزز يمكنك الوصول إليه من أي مكان وبأي جهاز”.

واحدة من الشركات التي تساهم في تحقيق هذا الهدف هي Naer، وهي شركة ناشئة تقدم تطبيقًا للواقع المختلط لمكان العمل، تم اختيارها لتكون جزءًا من إطلاق سماعة الرأس الافتراضية Meta’s Quest 3، والتي تتيح للمستخدمين إنشاء واستخدام أفاتارات ثلاثية الأبعاد.

وفقًا لسوندر كفام، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Naer، فإن “تقنيات Avatar” تتطور بسرعة مذهلة، مضيفًا أن أماكن العمل الافتراضية توفر فوائد كبيرة فيما يتعلق بالإنتاجية والابتكار، وهذا ينعكس في توقعات النمو الهائلة لسوق الواقع الافتراضي، الذي من المتوقع أن يصل إلى 166 مليار دولار بحلول عام 2030.

ولكن ما الذي يدفع الشركات إلى الاستثمار في تكنولوجيا ميتافيرس؟ الإجابة بسيطة: الرغبة في تحسين الإنتاجية. وفقًا لميتا، سيتيح ميتافيرس للعاملين الوصول إلى مكان العمل من أي مكان وبأي جهاز، والتفاعل مع زملائهم وعملائهم بطريقة أكثر واقعية وممتعة، وسيستخدمون أفاتارات ثلاثية الأبعاد لتمثيل أنفسهم في العالم الافتراضي.

بحسب تقرير بلومبرغ، فإنه في الوقت الذي كان فيه التحول إلى ميتافيرس بطيئًا ومثيرًا للجدل، ولم يحظ بالكثير من الدعم حتى الآن، لكن، قد يكون هو الرهان الجريء الذي يستحق المحاولة مع “دخول الأجيال التي ترعرعت على التكنولوجيا والألعاب إلى بيئات العمل”.

هل نحن مستعدون للتغيير؟

في عام 2024، سيشهد مكان العمل تغييرات كبيرة بفضل التكنولوجيا الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وميتافيرس. وهذه التكنولوجيا ستفتح أبوابًا جديدة للعاملين، ولكنها ستطرح أيضًا تحديات ومخاوف. وسيحتاج العاملون إلى التكيف مع هذه التغييرات، وتطوير مهارات جديدة، والحفاظ على هويتهم وقيمهم.

ولكن السؤال الأهم هو: هل نحن مستعدون لهذا التغيير؟ وهل نحن قادرون على استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول ومستدام؟ وهل نحن نثق في أنفسنا وفي بعضنا البعض كفاية لمواجهة التحديات المستقبلية؟ هذه هي الأسئلة التي يجب أن نسألها لنفسنا، وليس فقط للتكنولوجيا.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي