كيف أتخلص من السموم الرقمية؟
مروة الاسدي
2023-01-09 06:08
كثيراً ما يجد الأشخاص أنفسهم ملتصقين بشاشات الهواتف ويتنقلون إلى ما لا نهاية بين التطبيقات والأخبار مع هدر الوقت بلا وعي، انت ربما تعاني من هذه المشكلة، لكن لا تقلق فلست وحدك، هذا الإدمان او التعلق الرقمي ينتج عنه ما يسمى بالسموم الرقمية، خطورة هذا النوع من السموم في أن الاستخدام المكثف للهواتف الذكية يمكن أن يسبب تغييرات في الدماغ البشرية، فمع كل ضغطه على هاتفك أو حاسوبك ترسل دفعة من الدوبامين (هي مادة يفرزها الجسم تزيد الشعور بالسعادة)، إلى نفس المناطق في دماغك التي تستجيب للعقاقير المسببة للإدمان والخطيرة مثل الكوكايين.
اذ يشير الخبراء الى ان أضرار السموم الرقمية تتضمن م يأتي: تدني احترام الذات، مشاكل النوم، تزايد حالات الاكتئاب، الإصابة بالقلق، زيادة الوزن، الأكل غير الصحي، عدم ممارسة الرياضة، قلة إدارة الوقت، تصاعد المشاكل في العمل).
فيما يشير مصطلح الديتوكس التكنولوجي أو الديتوكس الرقمي إلى التخلص من السموم الرقمية من خلال الامتناع عن استخدام الأجهزة التقنية مثل الهواتف الذكية والكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي لفترة زمنية معينة.
فغالباً ما ينظر إلى إزالة السموم التي تسببها الأجهزة الرقمية على أنها وسيلة للتركيز على التفاعلات الاجتماعية الواقعية دون وجود تشتتات، فمن خلال التخلي عن استخدام الأجهزة الرقمية، حتى لو بشكل مؤقت، يمكن للأشخاص التخلص من الضغط الناتج عن الاتصال المستمر بالآخرين.
هناك بعض العلامات التي تُخبرك أنك بحاجة إلى القيام بالديتوكس والتخلص من السموم الرقمية، ومنها: الشعور بالقلق أو التوتر إذا لم تتمكن من العثور على هاتفك، الشعور أنك مضطر لفحص هاتفك كل بضع دقائق، الشعور بالاكتئاب أو القلق أو الغضب بعد قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، الانشغال أكثر من اللازم وبشكل زائد عن الحد بالتعليقات التي تصلك على مُشاركاتك، تخشى باستمرار أن يفوتك أي شيء ما يجعلك تستمر في التحقق من جهازك دوماً، لديك مشكلة في التركيز على شيء واحد دون التحقق من هاتفك بين الحين والآخر.
في حين هناك بعض الطرق التي يُمكنك من خلالها التخلص من السموم الرقمية، ويُمكنك اختيار ما يُناسبك من بينها، ومنها: قم بإيقاف تشغيل الإشعارات على هاتفك، تقوم العديد من تطبيقات الوسائط الاجتماعية بما في ذلك Facebook وInstagram وTwitter وPinterest ومواقع الأخبار بإرسال تنبيهات في كل مرة تتلقى فيها رسالة أو تُذكر في مُشاركة أو يضع فيها أحدهم منشور جديد.
بدلاً من التحقق من بعض التطبيقات أو مواقع الويب في كل مرة يتم فيها نشر قصة أو نشر أخبار جديدة، قم بتخصيص وقت معين كل يوم تقوم بمراجعة رسائلك أو المنشورات الجديدة، ثم خصص مقداراً معيناً من الوقت حوالي 20 أو 30 دقيقة، للرد على ما ترغب في الرد عليه، حاول التخلي عن جميع الأجهزة الرقمية لفترة قصيرة من الوقت، مثل يوم أو ما يصل إلى أسبوع، أو اختر يوماً واحداً ثابتاً من كل أسبوع ليصبح خالياً من استخدام الأجهزة.
إذا كان هناك تطبيق أو موقع أو لعبة أو أداة رقمية تستهلك الكثير من وقتك، فعليك التركيز على تقييد استخدامك لهذا العنصر بالتحديد.
هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للتأكد من أن الديتوكس التكنولوجي أكثر نجاحاً، مثل: أخبر أصدقاءك وعائلتك أنك تتخلص من السموم الرقمية واطلب مساعدتهم ودعمهم، البحث عن طرق حتى لا تُصاب بالملل والفراغ والحفاظ على الأنشطة الأخرى التي تُفضلها في متناول اليد، احذف تطبيقات الوسائط الاجتماعية من هاتفك لتقليل الإغراء وجعل الوصول إليها أصعب، حاول الخروج من المنزل، اذهب لتناول العشاء مع الأصدقاء أو الذهاب في نزهة، حاول تدوين التقدم الذي تحرزه وأفكارك حول التجربة.
وسائل التواصل الاجتماعي .. "فيكِ الخصام وأنتِ الخصم والحكم"!
تستخدم الشركات الناشئة تقنيات الربط والتشفير في تصميم تطبيقات التواصل الاجتماعي، في محاولة منها لأن تكون أكثر صحية وأمانا وديمقراطية. لكن هل تستطيع منافسة التطبيقات المسيطرة لعمالقة التكنولوجيا؟
قد يكون الإقلاع عن استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي أو الحد من استخدامها قرارا كبيرا في العام الجديد. إذ تشير دراسات إلى أن لذلك فوائد صحة بدنية وعقلية، وكثيرون ممن فعلوا ذلك بشكل دائم أو مؤقت، يتحدثون عن زيادة الإنتاجية والتركيز لديهم بل وحتى السعادة.
لكن التخلص مما يسمى بالسموم الرقمية ليس بهذه السهولة. إذ يستخدم الكثيرون منا تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي لأنها طريقة ملائمة للبقاء على تواصل مع الأصدقاء والعائلة ومواكبة الأخبار والمناقشات عبر الإنترنت.
بيد أنّ المشكلة تكمن في أن خوارزميات جميع المنصات الرئيسية، والمصممة لزيادة الوقت الذي يقضيه المستخدمون في تطبيقاتها، تستهدف جرنا إلى دوامة من الصور ومقاطع الفيديو التجارية والمسلية.
الحل بالنسبة للطبيبة الهولندية، إلسلين كوبيرز (33 عاما) كان في التحول إلى تطبيق غير تجاري وأقل شعبية. "إنه يمنحني تجربة مريحة وأكثر صدقية"، تقول لـ DW. فتطبيق "بي ريل BeReal" الذي تستخدمه كوبيرز، يسمح للمستخدم بنشر لقطة واحدة من حياته اليومية كل يوم.
كما يرسل إشعارات يومية في ساعات عشوائية غير محددة، ويمنح المستخدمين دقيقتين لالتقاط ونشر صورة لأنفسهم. و"دقيقتان ليست وقتا كافيا لعرض صورة مصطنعة ذات مظهر جيد". تقول كوبيرز وتضيف بأن "التطبيق لا يسمح حتى باستخدام الفلاتر. لذا فإن ما تنشره هو عرض حقيقي لما تفعله في تلك اللحظة".
على صفحتها الرئيسية (التسلسل الزمني) في التطبيق تشاهد كوبيرز صور أشخاص وهم يلعبون أو يتنزهون أو يأكلون طعامهم. بعض الصور مائلة وبعض الناس يظهر نصف وجوههم فقط. وتقول إنها تجد ذلك "أكثر إثارة من إنستغرام، المليء بالصور المعدلة المحسنة".
وقد ازداد عدد مستخدمي تطبيق بي ريل BeReal في صيف عام 2022 بشكل كبير جدا، بحيث احتل المرتبة 10 من بين أكثر التطبيقات الاجتماعية التي تم تحميلها، مما يسلط الضوء على جاذبية كبيرة لتجربة وسائط اجتماعية مختلفة وأقل إشكالية.
وقد انتشر في السنوات الأخيرة عدد لا يحصى من الشركات الناشئة، بدرجات متفاوتة من النجاح، أو فرص المنافسة مع عمالقة التكنولوجيا.
الجدل الذي يحيط بمعظم المنصات الاجتماعية الكلاسيكية مثل تيك توك أوفيسبوك أو يوتيوب، سببه الطريقة التي تعمل بها الخوارزميات أو نموذج العمل التجاري.
فالوقت الذي يقضيه المستخدم العادي على تطبيقات وسائل التواصل مجزأ ويباع للمعلنين من قبل شركات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تقوم الأنظمة الأساسية بتحليل بيانات مستخدميها لتحسين التطبيقات وبيعها أحيانا إلى طرف ثالث.
نموذج العمل هذا هو ما يقود بشكل أساسي إلى مشاكل وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة: التأثير الضار على الصحة الجسدية والعقلية وإمكانية الإدمان وقضايا خصوصية البيانات وانتشار المعلومات الخاطئة وتشكيل ما يسمى "بغرف الصدى" حيث يتلقى المستخدمون ويعرض لهم بشكل أساسي الأفكار والمستخدمون الذين يتناغمون مع وجهات نظرهم الخاصة.
وتشير ورقة بحثية، نشرها في ديسمبر/ كانون الأول 2022 كريستيان مونتاغ، أستاذ علم النفس في جامعة أولم في جنوب غرب ألمانيا، إلى روابط النماذج الوظيفية للتكنولوجيا الكبيرة. ويقول مونتاغ لـ DW "طالما يدفع المستخدمون بياناتهم الشخصية مقابل استخدام خدمات وسائل التواصل الاجتماعي، أعتقد أن هذه المشاكل لن يتم حلها".
تحاول منصات التواصل الاجتماعي البديلة تجنب هذه المشاكل من خلال تصميم هياكل شبكة لامركزية، فبدلا من الخوارزميات يتحكم المستخدمون أو مجموعات المستخدمين في تدفق المحتوى عبر المنصة الاجتماعية.
وتطبيق ماستودون Mastodon هو واحد من تلك المنصات الاجتماعية، فبدلا من خادم رئيسي واحد، تدير مجموعة من الخوادم المترابطة الحسابات وما ينشره المستخدمون، مع وجود قواعد وبروتوكولات خاصة بكل خادم.
يسمح هذا التكوين وطريقة الربط هذه المعروفة باسم فيديفيرز Fediverse، للمستخدمين من خادم واحد بالتفاعل مع المستخدمين والمجموعات من الخوادم الأخرى.
ومقارنة بمنصة مثل تويتر تتمتع المجموعات على ماستودون بحرية أكبر في وضع إرشاداتها الخاصة. لكن محتواها يعرض للجمهور عبر مستخدميها الذين هم في الغالب أعضاء في مجموعات متعددة، مما يمنعهم من التحول إلى دوائر مغلقة في مثل ما يسمى بـ"غرف الصدى" الموجودة حاليا في المنصات الكبيرة المعروفة.
ومثل العديد من التطبيقات الأخرى المشابهة يحاول تطبيق ماستودون أيضا تفويض أو إعطاء قرار حذف المشاركات الضارة أو المسيئة لتصويت المستخدمين. وتترك بعض التطبيقات القرار لهيئات أو لجان مختارة عشوائيا.
وبعد استحواذ إيلون ماسك على منصة تويترتصدر ماستودون عناوين الصحف كأحد التطبيقات التي بدأ المستخدمون الاشتراك فيها بعد تركهم تويتر.
كما قامت بعض التطبيقات البديلة الأخرى مثل ستيم Steem أو مايند Mind بدمج تقنية سلسلة الكتل "بلوك تشين blockchain" في وظائف تحقيق الدخل الخاصة بها. فمن أجل مكافأة منشور ما يمكن للمستخدم استخدام الرموز المشفرة التي يمكن تتبعها، وبالتالي غالبا ما تكون أكثر شفافية من المعاملات العادية.
ويعني هذا أن جميع المعاملات تحدث داخل النظام الأساسي، وكيفية رعاية المنشور ومن قبل من مسألة واضحة، وأثار بعض الخبراء شكوكا حول ما إذا كانت التطبيقات المستندة إلى طريقة الربط "فيديفيرز" يمكن أن تكون مستدامة. إذ يمكن أن تجعل الطبيعة اللامركزية لهذه المنصات، من الصعب الإشراف على المحتوى ومعالجة المشاركات غير الملائمة أو الضارة. ومع عدم وجود سلطة مركزية تشرف على "فيديفيرز" يمكن أن تتحول إلى بيئة أقل أمانا وترحيبا بالنسبة للمستخدمين.
ومع ذلك، فإن كريستيان مونتاغ، أستاذ علم النفس في جامعة أولم، متفائل بشأن مستقبل هذه التجارب ويقول لـ DW إنه يعتقد "أن يكون المستقبل لـ Fediverse" ، مشيرا إلى حقيقة أن المنافسة مع المنصات الرئيسية الحالية لن تكون سهلة. ويضيف أن التطبيقات الجديدة لديها أنظمة معقدة فيما يتعل بسهولة الاستخدام، في حين أن المنصات العملاقة الحالية قد تشكلت من خلال سنوات من الاختبار وهيأكثر ملاءمة ولديها تجربة في جذب المستخدمين.
فيما تسعى الشركات الناشئة جاهدة لخلق بدائل أفضل، تدفع بعض المجموعات والمبادرات لمحاسبة شركات التكنولوجيا العملاقة. ومركز التكنولوجيا البشرية The Center for Human Technology (CHT) هو واحد منها، والذي كان يقوم بحملة من أجل سياسات أكثر صرامة للسيطرة على شركات وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشير مونتاغ إلى أنتنظيم وضبط عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي والتخفيف من الأضرار التي يسببونها، مسألة مهمة كابتكارات السوق. وإلى جانب التخفيف من الأضرار التي تسببها شركات التكنولوجيا العملاقة، فإن إدخال اللوائح التنظيمية يمكن أن يجعل المنافسة ممكنة بالنسبة للشركات الناشئة الجديدة.
ويقول مونتاغ: إننا بحاجة إلى بروتوكولات تمكن المستخدمين من التواصل عبر الأنظمة الأساسية، مثل الطريقة التي يكون بها شخصان على الهاتف مع بعضهما البعض من مزودين مختلفين.
ويدور حاليا "نقاش بين الباحثين حول ما إذا كان أفضل وصف لمواقع التواصل الاجتماعي هو أنها منفعة عامة. في مثل هذه الحال علينا تصور دفع رسوم اشتراك للمنصات اللامركزية التي تحترم خصوصيتنا" يقول مونتاغ، .
ويؤكد مونتاغ أن فصل وسائل التواصل الاجتماعي عن نموذج الأعمال التجارية الذي يعتمد على بيانات المستخدمين ووقتهم، هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها التوصل إلى منصات تواصل اجتماعي "صحية أكثر!".
هل تقضي يومين في الطبيعة بدون إنترنت مقابل هذا المبلغ؟
غالباً ما يشارك الأشخاص الصور للأنشطة اليومية وغير العادية عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك يعني البقاء على اتصال بالإنترنت طوال الوقت، ويؤدي ذلك إلى الإجهاد ووقت أقل للنشاط البدني، وفقاً لشركة "Satellite Internet"، وهي شركة توفر خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، والتي تُستخدم بشكل أساسي في المناطق الريفية، وأخذت الشركة، التي تتخذ من مدينة سالت ليك الأمريكية مقراً لها، على عاتقها توفير فترة راحة من التكنولوجيا لمقدم طلب محظوظ على هيئة وظيفة أحلام مدتها 48 ساعة.
سيتم مكافأة الفائز الذي تم اختياره عشوائياً مقابل الذهاب لتمضية 48 ساعة بدون استخدام أي وسيلة من وسائل التكنولوجيا، وسيحصل الفائز على مبلغ 1000 دولار مقابل تجنب جميع وسائل التواصل الاجتماعي وتسجيل الخروج من البريد الإلكتروني وتويتر.
ويشكل التحدي، أو المكافأة، في تمضية المدة داخل عربة سكن متنقلة ومحيطها في حديقة وطنية أمريكية. ولن يتم توفير عربة السكن المتنقلة، ولكن سيتم سداد تكلفة إيجار واحدة، بمبلغ ألف دولار كحد أقصى، منفصلة عن 1000 دولار لإكمال تجربة التخلص من السموم الرقمية، ويقول الباحث في فريق العمل لدى الشركة، تيم تينشر، إنهم فعلوا شيئاً مشابهاً العام الماضي، إلا أن الفائز كان عليه البقاء في "حديقة شجرة جوشوا الوطنية"، ولم يكن لديه حرية الاختيار من بين المتنزهات الأمريكية.
ويوضح تينشر أنهم نحن يدركون أن البقاء على اتصال أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، إلا أن هذا لا يعني أننا ما زلنا عرضة لقضاء وقت طويل أمام الشاشة"، وعلى الرغم من أن جائحة فيروس كورونا أدت إلى العودة إلى الطبيعة، وتقدير الأماكن الرائعة في الهواء الطلق، إلا أن العاملين في "Satellite Internet" يقولون إنهم أردوا "إيجاد طريقة لمساعدة شخص ما على الابتعاد عن العالم والعودة إلى الانسجام مع الطبيعة"، إذ أن الذهاب في نزهة وإعلام جميع متابعيك على وسائل التواصل الاجتماعي بأنك أصبحت جزءاً من الطبيعة يعد مختلفاً تماماً عن الذهاب في نزهة وترك هاتفك النابض بالحياة الرقمية.
ويجب أن يكون عمر المشارك 25 عاماً أو أكثر، وأن يكون لديه رخصة قيادة صالحة وأن يكون مؤهلاً للعمل في الولايات المتحدة. وسيتم اختيار الفائز في 23 سبتمبر/ أيلول المقبل، وستبقى مواعيد السفر متروكة لاختيار الفرد.
وسيتم السماح باستخدام التكنولوجيا من أجل الوصول إلى الوجهة، ويمكن اختيار أي حديقة أمريكية وطنية، ولكن بمجرد الوصول إلى موقع تخييم عربة سكن المتنقلة، سيتم حظر استعمال الهاتف والحاسوب وأي تقنيات أخرى اعتدت على استخدمها.
ومع ذلك، لا يتعين على الفائز أن يتحلى بالشجاعة ويخوض تجربة التخلص من السموم الرقمية وحده. إذ يقول تينشر إن لديهم حرية اصطحاب من يختارون. وفي نهاية التجربة التي تبلغ مدتها 48 ساعة، ستوفر لك شركة "Satellite Internet" نقطة اتصال محمولة لمشاركة تجربة التخلص من السموم الرقمية عبر الإنترنت.
خمس خطوات للتخلص من السموم الرقمية
يحاول العلماء منذ سنوات البحث عن إجابة السؤال حول ما اذا يسبب استعمال الهاتف المحمول في الإصابة بمرض السرطان حقا أم لا، ولكن الجدل والنقاش لا يزال مستمرا، قالت دانييلا أوتو مؤلفة كتاب "ديجيتال ديتوكس" (التخلص من السموم الرقمية)، إن الاعتماد على الهاتف الذكي له مخاطر، إذ يمكن أن تؤدي زيادة الانتباه للهاتف الذكي إلى الإجهاد النفسي واضطرابات النوم، وأضافت أنه مع الإدمان على الهاتف الذكي يصبح أيضا التركيز في الأنشطة طويلة الأمد صعبا، لأن الهاتف الذكي يقاطعها باستمرار.
وتقدم أوتو في كتابها نصائح للتغلب على إدمان الهاتف الذكي والتخلص من السموم الرقمية:
1. التفكير:
قبل أن تبدأ في حل المشكلة أنت بحاجة للاعتراف بها، خذ وقتا للتفكير في المدة التي تقضيها في استخدام الهاتف الذكي، وقالت أوتو إن الأمر أشبه قليلا بالأكل، إذ لا يدري كثير من الأشخاص عدد السعرات الحرارية التي يأكلونها لأنهم لا يفطنون لها أو لا يشعرون بها.
2. التعطيل:
تنطلق الإشعارات والنغمات من برنامج يمكنك التحكم فيه، لذلك قم بتعديل إعدادات التطبيقات لخفض سيل المنبهات القادمة من الجهاز.
3. التجاهل:
عندما تصلك رسالة تشعر بالحاجة للرد عليها فورا، ولكن ذكّر نفسك أنك لست تحت أي التزام للرد بسرعة، وأنه لا بأس من الرد بعد فترة مثلما يفعل الكثيرون.
4. الاستراحة:
أخذ استراحة مقصودة من استخدام الهاتف الذكي وإرساء طقوس معينة، مثلا اقرأ كتابا أو تمشى أو ببساطة لا تفعل شيئا وقل "هذا وقتي دون الهاتف".
5. التحدث:
كتابة الرسائل يستغرق وقتا ويحد من عمق الحوار وتقاسم المعلومات، وتوصي أوتو بالإقلال من الكتابة والإكثار من التحدث عبر الهاتف الذكي، فهي مقتنعة أنه بإمكانك إبداء مزيد من التعاطف خلال مكالمة هاتفية أكثر من استخدام "عشرة آلاف إيموجي".
نصائح للتخلص من السموم الرقمية
يؤدي استخدام الهاتف الذكي بكثرة إلى الإضرار بأجسادنا وعقولنا وحتى مشاعرنا، وفي حين تمتلك التكنولوجيا فوائد ومزايا تجعل حياتنا أسهل، فإنها سيف ذو حدين، ولها من السلبيات الكثير، وذلك وفقا لمقال نشرته صحيفة "الموندو" الإسبانية، للكاتبة لويزا فاليريو.
وحذرت الكاتبة من تأثير موجات الإشعاع التي تطلقها الأجهزة الإلكترونية المتطورة، كما قد يسبب الضوء المنبعث من الشاشة عدة مشاكل لكل من الدماغ والعينين، لا سيما عند استخدام الجهاز في الظلام، حيث يسبب هذا النوع من الضوء اضطراب النوم والشعور بالإرهاق.
وأضافت الكاتبة أن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تسبب مشاكل في الرقبة وآلام العمود الفقري، ويرجع ذلك في الأساس إلى الانحناء الدائم لمشاهدة الشاشة.
ولعضلات اليدين والذراعين نصيب من هذه التأثيرات السلبية، حيث يمكن للمستخدم أن يصاب بمتلازمة النفق الرسغي، التي تحدث بسبب الضغط الزائد على العصب الوسيط عند قاعدة الرسغ. ويمكن للإفراط في استخدام هذه الأجهزة تقليل نشاط المستخدم والتسبب في السمنة.
أما على المستويين العاطفي والنفسي، فقد يتسبب إدمان المحمول في التعرض لظاهرة النوموفوبيا، أو الخوف من عدم وجود الهاتف الذكي، أو عدم القدرة على الوصول إليه. وتضاف إلى هذه الأعراض الإصابة بالاكتئاب والقلق الدائم من عدم القدرة على مواكبة كل جديد في مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت الكاتبة تصريح خبير التدريب في مجال الحياة والعمل دافيد بيخارانو، الذي قال إن إدمان الهاتف المحمول قد يسبب أزمات شخصية والاكتئاب وزيادة مستويات التوتر والقلق. وهذا النوع من الناس قد تظهر لديهم أنماط سلوكية تشبه من يعانون من إدمان المخدرات.
ولم يكتفِ دافيد بهذا القدر، وذكر أن إدخال هذه الأجهزة إلى نظامنا اليومي أدى إلى تحول كبير في عاداتنا، حيث إن الهاتف المحمول الذي يفترض أن يقربنا من الآخرين أصبح يفعل العكس، وبشكل عام، نحن نلازم فقاعاتنا الافتراضية ونمتنع عن التفاعل مع الآخرين في العالم الواقعي، مما يجعلنا نعيش في وحدة تامة.
وأوضح بيخارانو أن تكنولوجيا الهواتف الذكية والإنترنت أسهمت في ربط الصلة بين الناس في مختلف أنحاء العالم، لكن تأثيراتها السلبية مرتبطة بالاستخدام المفرط وغير المناسب لهذه التكنولوجيا. والسبب وراء ذلك هو عدم وجود توعية كافية بقواعد استخدامها ومختلف جوانبها الإيجابية والسلبية.
ولتفادي حدوث ذلك، ينصح الخبير الإسباني بأخذ عطلة رقمية من أجل التخلص من السموم التكنولوجية، وذلك عبر قضاء بضعة أيام بعيدا عن الروتين اليومي، وبعيدا عن التكنولوجيا والأجهزة الذكية، لكي يعيد الإنسان ربط الصلة مع نفسه، ويخفض مستويات التوتر والإرهاق التي يسببها الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة.
ونقدم لك هنا نصائح للتخلص من السموم التكنولوجية:
1- لا تنم والهاتف الذكي قريب منك
يجب تجنب وضع الهاتف بجانب السرير عند الخلود إلى النوم. ويبدو هذا الحل منطقيا إذا أردنا النوم بشكل جيد في الليل أو التخطيط بشكل فعال لكامل اليوم فور الاستيقاظ، وذلك بمنأى عن التشويش الذي يحدثه وجود الهاتف.
2- اضبط أوقات تفقد بريدك الإلكتروني والإشعارات
أوردت الكاتبة أنه يجدر بنا تخصيص وقت معين لقراءة الرسائل والرد عليها كل يوم، إذ إن تفقد صندوق البريد الإلكتروني مرة أو مرتين فقط يوميا ولمدة لا تتجاوز 45 دقيقة يكون أكثر من كاف في أغلب الأحيان.
3- اترك هاتفك الذكي على بعد أمتار منك
قالت الكاتبة إن أفضل طريقة للتخلص من الإدمان هو وضع هذا الجهاز على بعد أمتار من المكان الذي تجلس فيه، ويفضل أن يكون ذلك في مكان خارج إطار رؤيتك. وتكون هذه الطريقة مفيدة للتوقف بعض الوقت عن تفقد شبكات التواصل الاجتماعي، بما أنك ستضطر في كل مرة للوقوف والمشي لبضعة أمتار من أجل أخذ الهاتف، وهو ما سيجعلك تفكر في ما إذا كان ذلك يستحق العناء.
4- اجعل مظهر هاتفك مملا
تطرقت الكاتبة إلى حل أكثر ابتكارا، وهو تجنب تزيين الهاتف وجعله يشد الأبصار بشكل يجعلنا عاجزين عن الابتعاد عند ساعات طويلة. وفي هذا الصدد، ينبغي عليك تحويل لون هاتفك إلى اللون الرمادي مثلا، وهو ما سيثبط التحفيز البصري للشاشة والحد من إدماننا على الهاتف.
5- استعن بتطبيقات الحد من الاستخدام
إذا كانت هذه الحلول التطبيقية غير كافية، يمكنك اعتماد بعض التطبيقات التي تسمح بغلق المواقع بعد استخدامها فترة محددة من الزمن، أو تحديد عدد المرات التي يسمح لنا خلالها بتصفح الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك دائما وضع تطبيقاتك المفضلة في ملفات يصعب الوصول إليها.
6- احتفظ بهاتفك داخل الحقيبة
بإمكاننا وضع هواتفنا في حقيبة ما وتوجيه طلب إلى الأشخاص الذين نجلس رفقتهم أن يضعوا هواتفهم داخلها بعيدا عن متناول أيديهم. وفور القيام بذلك، سيتسنى التركيز على الحوار وتجنب كل الملهيات.