اصلاح فيسبوك: تكفير ذنوب أم تغطية عيوب؟

مروة الاسدي

2018-01-22 04:00

ظهر موقِع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيس بوك" بدرجة مذهلة نتيجة تطوره القياسي على مختلف الاصعدة، ليصل بعد عقد من أنشائه الى ما يزيد على المليار مستخدم وقيمة تبلغ نحو 100 مليار دولار، فمُنذ أصبح الهاتف الذكيّ في يد الجميع، لم يعُد حِساب الفيس بوك كمالية، بل أولوية يزاحم فيها المستخدمين من جميع انحاء العالم.

يرى الخبراء في مجال الانترنت ان شبكات التواصل الاجتماعي تشهد نمواً متسارعاً يفوق المدونات بكثير، إذ احتل فيسبوك المركز الأول في ترتيب المواقع الأكثر زيارة في العالم، ثم توتير في المرتبة الثانية من حيث نسبة النمو على الشبكة في السنوات الأخيرة، ونظراً لأهمية شبكات التواصل الاجتماعي في عالم اليوم.

يراقب خبراء وسائل التواصل الاجتماعي عن كثب أثر التعديل الأخير الذي أعلنته شبكة فيس بوك، على صفحات وسائل الإعلام وعلى الدعاية في المنصة الرقمية الأكثر شعبية بالعالم. واللافت، أن المنشورات لن تظهر بعد اليوم بشكل تلقائي على شريط الأحداث لمستخدم يتابع صفحة وسيلة إعلامية أو ماركة تجارية، إلا إذا تداولها أقرباؤه.

قد يسفر التعديل الكبير في شريط الأخبار الذي أعلنته فيس بوك دون سابق إنذار لإعادة التركيز على أخبار الأقارب والأصدقاء عن ضحايا هي وسائل الإعلام الأكثر تعويلا على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما تتساءل وكالات الإعلان عن النوايا الفعلية الكامنة وراء قرار من هذا القبيل.

على صعيد ذي صلة، ردت شركة فيسبوك على انتقادات تعرضت لها من جانب باحثين وعاملين فنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات قالوا إن أكبر شبكة لمواقع التواصل الاجتماعي في العالم والشركات المنافسة لها تسببت في تغيير سلوكيات الناس وطريقة تعبيرهم عن مشاعرهم.

على صعيد اجتماعي خلصت دراسة جديدة الى وجود اثار سلبية لشبكة فيسبوك على شخصية مستخدميها تتعلق خصوصا بنقص التركيز والاضطراب في الحياة الاجتماعية، مشيرة الى ان اشخاصا عاشوا لاسبوع من دون استخدام هذه الشبكة الاجتماعية كانوا اكثر سعادة من الاخرين، كما بدأت فيسبوك تجارب على سلسلة ادوات اختيارية تتيح لمستخدمي شبكتها الحد من التفاعل مع شركائهم السابقين في حال الانفصال العاطفي اثر انتهاء العلاقة بينهم، في حين عدلت "فيسبوك" القواعد التي تفرضها على استخدام "أسماء حقيقية" على شبكتها والتي شكلت محط احتجاجات شديدة لا سيما من قبل المتشبهين بالجنس الآخر والمثليين جنسيا وضحايا العنف المنزلي، فيما يلي ادناه اهم واحدث الاخبار والدراسات رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول ابرز موقع تواصل اجتماعي "فيس بوك" في العالم.

ويشهد أشهر في موقع عالمي للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت (فيسبوك) تطورا مذهلا على أكثر من صعيد، لكنه هذا التطور قد يلحقه سلبيات وايجابيات، ومن الصعب أن نحدد ما إذا كانت سلبيات فيسبوك أكثر من إيجابياته أو العكس، لأن المشارك في هذا العالم الافتراضي يمكنه الوقوع على الإيجابيات والسلبيات معاً.

فقد يكون الإدمان على الحضور أو الإطلال على الآخرين داخل العالم الافتراضي هو حالة سلبية بعينها، لأنها تسبب الخروج من الحياة الواقعية. لكن في الوقت عينه، فإن هذا العالم الافتراضي يؤمِّن مساحة واسعة للتعبير عن الرأي والتواصل مع الآخرين.

اذاً ما فعله فيسبوك بعقولنا؟، كيف نتخلص من إدمان هذا الموقع الجاذب!، هل صُمم فيسبوك لتشتيت انتباهنا وانقسام اهتماماتنا وتفتيت أفكارنا، في مقابل ثروة من المعلومات التي نُجبر على استقبالها أو حتى تلك المسلية التي نختار الحصول عليها؟.

ربما لن يتذكر معظم مستخدمي فيسبوك كيف كانت الحياة قبله منذ أكثر من عشر سنوات، فالموقع الذي بدأ شبكة اجتماعية صغيرة لطلاب الجامعات، اتسع ليشمل أكثر من مليار مستخدم يقضون ثلث وقتهم على الشبكة في تصفحه!.

لا يوجد مجال للشك حول تغيير فيسبوك لحياتنا، إذ يتم الموقع عامه العاشر، وبصرف النظر فيما لو كانت فكرته وحياً أو تجربة محضة أو ضربة حظ أو الثلاثة معاً، قام العملاق الرقمي بتخطي توقعات الجميع.

زوكربرج في 2018

قال رئيس شركة فيسبوك مارك زوكربرج إن هدفه لعام 2018 هو وضع الشركة التي ساهم في تأسيسها على أرض أكثر صلابة، وكتب زوكربرج، البالغ من العمر 33 عاما وهو أحد أغنى الأشخاص في العالم، في منشور على الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم ”يشعر العالم بتوتر وانقسام ولدى فيسبوك الكثير لفعله“. وفي أعوام ماضية تضمنت قراراته للعام الجديد تعلم لغة الماندارين وقراءة كتابين شهريا والسفر إلى الولايات الأمريكية التي لم يكن قد قام بزيارتها قط، وهذا العام، وصف منشوره فيسبوك بأنه يقف في مفترق طرق يتطلب انتباهه. واستشهد بانتشار خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام فيسبوك من قبل روسيا ودول أخرى لنشر دعاية إعلامية منحازة إلى جانب انتقادات بكون فيسبوك منصة يمكن أن يُدمن من خلالها تضييع الوقت.

ويطالب قانون جديد في ألمانيا شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر بإزالة خطابات الكراهية التي تُبث عبر الإنترنت أو مواجهة غرامات. وفي الولايات المتحدة انتقد مشرعون فيسبوك بالفشل في منع عناصر روسية من استخدام منصته للتدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016، إلى جانب ذلك، أثار مسؤولون تنفيذيون سابقون بفيسبوك علانية أسئلة بشأن ما إذا كان استخدام الشبكة يؤدي إلى سلوكيات غير صحية، وقال زوكربرج إن التحدي الشخصي له في 2018 هو ”التركيز على إصلاح تلك المسائل الهامة“. وأضاف أن هذا التعهد ”قد لا يبدو تحديا شخصيا في ظاهره“ لكنه سيتعلم الكثير. ولم يقل ماذا سيتعلم، وكتب ”لن نمنع جميع الأخطاء أو الإساءة.. لكننا نقوم حاليا بعمل الكثير جدا من الإجراءات التي تفرض سياساتنا وتمنع إساءة استخدام أدواتنا“.

مجموعات سرية على فيسبوك استغلت لبيع الأسلحة والمخدرات

قالت شرطة شيكاجو إنها ألقت القبض على 50 شخصا لاستغلالهم ”مجموعات سرية“ على موقع فيسبوك لبيع الأسلحة والمخدرات وانتقدت أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم ووصفتها بأنها لم تقدم لها مساعدة خلال التحقيق الذي استمر عشرة أشهر.

ولم تذكر الشرطة تفاصيل عن الاتهامات التي وجهت إلى 50 رجلا وامرأة اعتقلوا يوم الخميس لكنها قالت إن هناك ”عشرات وعشرات“ من المجموعات السرية. وقالت الشرطة إنه تم توقيع أوامر لاعتقال 18 آخرين وإن الأغلبية لهم سجل جنائي.

وخلال مؤتمر صحفي لإعلان الاعتقالات انتقد مفوض شرطة شيكاجو إيدي جونسون فيسبوك باعتبار أنها لم تساعد الشرطة، وقال ”فيسبوك عليها مسؤولية أمام الناس الذين تقدم لهم خدماتها لضمان عدم استمرار هذه النوعية من الأمور“.

وعبر جونسون عن أمله في أن يمثل لفت انتباه الجمهور إلى الأمر ضغطا على فيسبوك ليسعى للقضاء على الأنشطة الإجرامية التي يمارسها بعض من مستخدميه الذين يبلغ عددهم مليارين على مستوى العالم، وقال جونسون ”من المؤكد أن بوسعها إنفاق القليل من المال لضمان ألا تحدث هذه النوعية من الأمور“، وقالت فيسبوك في رسالة بالبريد الإلكتروني ”نتحرى هذا التقرير حاليا لأن هذه هي المرة الأولى التي نخطر فيها به“.

وأضافت ”لا نسمح ببيع الأسلحة أو المخدرات على منصتنا. نتعاون بانتظام مع أجهزة إنفاذ القانون ونوضح كيف يمكن للمسؤولين تقديم طلب على موقعنا“، وامتنع أنتوني ريكيو قائد وحدة مكافحة الجريمة المنظمة في شرطة شيكاجو عن قول ما إذا كان المحققون أجروا اتصالات من قبل مع الشركة وقال إن الاتصالات ”جارية“.

فيسبوك يوسع نطاق تحقيق في مزاعم عن تدخل روسيا في استفتاء في بريطانيا

قالت شركة فيسبوك إنها ستجري بحثا جديدا شاملا في سجلاتها عن أي دعاية محتملة قد يكون عملاء روس نشروها أثناء التحضير لاستفتاء عام 2016 على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وشكا بعض المشرعين البريطانيين من أن شركة فيسبوك، صاحبة أكبر شبكة في العالم للتواصل الاجتماعي، لم تقم سوى ببحث محدود عن أدلة على أن الروس تلاعبوا بالشبكة وتدخلوا في النقاش الذي دار حول الاستفتاء.

وتنفي روسيا أي تدخل في الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وتعرضت شركات فيسبوك وتويتر وجوجل ويوتيوب لضغوط مكثفة في أوروبا والولايات المتحدة لمنع دول من استخدام خدماتها التكنولوجية في التدخل في الانتخابات في دول أخرى والتحقيق عندما تظهر أدلة على مثل هذا التدخل.

وكتب سايمون ميلنر مدير سياسات فيسبوك في بريطانيا في خطاب يوم الأربعاء إلى دميان كولينز رئيس لجنة التكنولوجيا والثقافة الإعلام والرياضة بالبرلمان البريطاني يقول إن بحث فيسبوك الجديد في بريطانيا سيتطلب قيام الخبراء الأمنيين بالشركة بتحليل بيانات تاريخية.

وأضاف ”نرغب في القيام بهذا العمل على وجه السرعة ونتوقع أن يستغرق استكماله عدة أسابيع“، وقالت فيسبوك في ديسمبر كانون الأول إنها توصلت فقط إلى دعاية قيمتها 97 سنتا نشرها عملاء روس قبيل التصويت في الاستفتاء البريطاني. لكن تحليلها شمل فقط الحسابات المرتبطة بخدمة دعاية يشتبه أنها روسية تحمل اسم انترنت ريسيرش ايجنسي، ووصف كولينز الشهر الماضي أبحاث فيسبوك الأولية بأنها غير كافية وقال يوم الأربعاء إنه يرحب باستجابة الشركة في الفترة الأخيرة.

قرار فيسبوك الحد من الاعلانات لن يطرح مخاطر مالية فعلية

يأتي قرار فيسبوك الحد من اعلانات الشركات ووسائل الاعلام على صفحات مشتركي الموقع بعد اشهر من الجدل حول هذا الموقع الاجتماعي الذي قد يخسر بذلك من عائداته على المدى القصير لكن الأمر سيصب في صالحه على المدى البعيد.

واكد المدير العام للموقع مارك زاكربرغ في رسالة مفتوحة نشرها الخميس على صفحته انه اراد اعطاء الاولوية لراحة المستخدمين البالغ عددهم ملياري شخص في العالم مع التلميح بان القرار مكلف للشركة.

ويأتي الاعلان بعد اقرار مؤسس أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم الاسبوع الماضي بحصول "اخطاء" وتعهده بمعالجتها في العام 2018، ويسعى زاكربرغ الى الخروج من الحلقة السلبية التي يدور فيها موقعه منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وكان انتهج سياسة مختلفة تماما ونفى في أواسط تشرين الثاني/نوفمبر 2016 مسؤولية فيسبوك في نتيجة الاقتراع الرئاسي الاميركي ووصف تلك الفكرة بأنها "مجنونة"، لكن عناصر عدة برزت وناقضت موقفه لاحقا. فقد أثبت موقع "بازفيد" ان المعلومات الكاذبة خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة للحملة الانتخابية لفتت انتباه المستخدمين اكثر من المقالات التي نقلت معلومات صحيحة، وبعدها بأقل من شهر غير الموقع لهجته وكثف الاجراءات للحد من الانتقادات خصوصا ولمنع نشر مضامين عنيفة او صادمة بعد ان بث شاب تايلاندي بشكل مباشر جريمة قتله لابنته وانتحاره، لكن الجدل لا يزال قائما والموقع يجد نفسه الان متورطا في التحقيق حول تأثير محتمل لروسيا على الانتخابات الرئاسية الاميركية.

ما أثر التعديلات الجديدة في فيس بوك على الإعلانات وصفحات وسائل الإعلام؟

فقد قالت شبكة فيس بوك التي تحولت لمنصة تنشر فيها المحتويات على أنواعها، من الإعلامية إلى تلك الترويجية والتجارية والتي لم تعد شديدة الجاذبية في نظر الجيل الشاب، إنها تريد العودة إلى أصلها، أي أن تكون منصة اجتماعية أولى أولوياتها نشر مضامين أفراد العائلة والأصدقاء، فتغير النهج هذا قد يزعزع النموذج الاقتصادي السائد في أوساط عدد كبير من وسائل الإعلام التي تعتمد اعتمادا تاما على جمهور فيس بوك وتجني الأرباح من الإعلانات على الإنترنت، ويقول نيكولا رفعت من مكتب المشورات "بيرينغ بوينت" إن "وسائل الإعلام المدمجة في المنصات قد تكبدت أصلا خسائر من جراء قرار فيس بوك لجم "مصائد النقرات" وهي ستعاني الآن المزيد من الأضرار".

ويؤكد جيريمي روبيول مدير الدراسات لدى "كزيرفي" أن "الأمر هو بمثابة تشكيك في علة وجود وسائل إعلامية مثل بازفيد وكونبيني وبروت وإليفنت"، أما بالنسبة إلى "وسائل الإعلام التقليدية التي تنشر جزءا من محتوياتها على فيس بوك لزيادة شعبيتها، فإنها قد تخسر إيرادات إعلانية طائلة". فقد تضطر وهي التي انتقدت بشكل لاذع أداة "إنستنت آرتيكلز" التي قدمتها فيس بوك للسماح للمحررين بنشر مقالاتهم مباشرة على المنصة لكن عائداتها الإعلانية قليلة، إلى أن تحد من تعاونها مع أكبر شبكة اجتماعية في العالم.

فالمنشورات لن تظهر تلقائيا على شريط الأحداث لمستخدم أعرب عن إعجابه بصفحة وسيلة إعلامية ما أو ماركة تجارية، إلا إن جرى تداولها من قبل أقربائه، غير أن جوان هوفناغل، المسؤول السابق في صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية الذي عين مديرا للتحرير في موقع "لوبسايدر" الجديد القائم بالكامل على خدمات التواصل الاجتماعي، لم يفقد الأمل. وصرح "استبقنا الأمر إذ كنا نعرف أنه سيحدث... ولا بد من النضال لتحصيل التزام فعلي لتداول المقالات والتعليق عليها من قبل المستخدمين".

ويحدو الأمل أيضا غييوم لاكروا مدير "بروت" الذي يكشف أن 90 بالمئة من نطاق انتشارنا قائم على تشارك المحتويات في أوساط المستخدمين. من ثم، فإن المعادلات الحسابية التي تعطي الأولوية للمضامين التي تولّد تفاعلات كثيرة هي لمصلحتنا".

فيسبوك: انشر تعليقات أكثر "لكي تشعر بأنك أفضل"

دافع موقع فيسبوك عن نفسه ضد ادعاءات بأنه يمكن أن يضر بسلامة المستخدمين وصحتهم العقلية، وقال فيسبوك في مدونة إنه رغم الأدلة على أن الموقع قد يؤثر سلبا على المزاج العام، فإن طريقة استخدامه هي التي تحدد مدى تأثيره على الشخص.

وأضاف فيسبوك أنه يمكن التغلب على سلبيات الموقع عن طريق زيادة الاستخدام والتفاعل بشكل إيجابي، لكن خبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي قال إن الطريقة التي صُمم بها فيسبوك تجعل من الصعب استخدامه بطرق أفضل.

وأثيرت تساؤلات الأسبوع الماضي حول تأثير فيسبوك على صحة مستخدميه، بعد تعليقات من شون باركر، أول رئيس لشركة فيسبوك، وتشاماث باليهابيتيا، المدير التنفيذي السابق للشركة، وقال باركر إن الموقع صمم بطريقة تساعد على ضمان عودة الشخص لاستخدامه مرة أخرى، وقال باليهابيتيا إن الشبكة الاجتماعية قد "مزقت المجتمع" واستغلت علم النفس البشري للحفاظ على مستخدميها، وردا على ذلك، قال فيسبوك إنه تغير كثيرا في السنوات الست الماضية منذ رحيل باليهابيتيا، وإنه لم يعد يركز فقط على توسيع قاعدة المستخدمين، وقال مدير البحوث في شركة فيسبوك، ديفيد جينسبيرغ، إن هناك نقاشا داخليا مستمرا في الشركة حول ما إذا كان الوقت الذي يقضيه الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي مفيدا أم لا.

فيسبوك ترد على انتقادها من باحثين ومختصين فنيين

وردت الشركة عبر إحدى المدونات التابعة لها يوم الجمعة بأن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون في صالح إسعاد الناس إذا استخدموا التكنولوجيا بأسلوب إيجابي، مثل التراسل مع أصدقاء، ونأوا بأنفسهم عن السلبية المتمثلة في أمور مثل الاكتفاء بمطالعة ما ينشره الآخرون.

وهذه ثاني مرة خلال أسبوع ترد فيها فيسبوك على انتقادات مما يعكس رغبة في الدفاع عن نموذج من الأعمال يترجم اهتمام المستخدمين إلى إيرادات عن طريق الإعلانات.

وأصدرت فيسبوك يوم الثلاثاء بيانا ردت فيه على مدير تنفيذي سابق يدعى تشاماث باليهابيتيا، قال خلال مؤتمر إن فيسبوك ”تمزق النسيج الاجتماعي“. وقالت فيسبوك إنه ترك الشركة منذ ست سنوات ولا علم له بالجهود التحسينية التي بذلتها الشركة في الآونة الأخيرة، لكن تشاماث تراجع عما كتبه وقال في تدوينة على فيسبوك الجمعة إنها ”إحدى قوى الخير في العالم“، وكانت دراسة نشرها باحثون أمريكيون في مارس آذار توصلت إلى أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لمدة ساعتين على الأقل يوميا يرتبط بمشاعر العزلة الاجتماعية، واعترفت فيسبوك في تدوينتها بما وصفته بالبحث العلمي الجاد والمقنع بشأن الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي وأشارت إلى بحثين في هذا الصدد.

ورغم ذلك قالت الشركة إن الدراستين لا تمثلان ”القصة الكاملة“. وأشارت لبحوث أخرى توصلت إلى أن مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي ربما جرى المبالغة بشأنها مؤكدة أن تلك المواقع بها فوائد كامنة إذا ما جرى استخدامها بالصورة الصحيحة.

مشروع قانون فرنسي يشترط موافقة الآباء على استخدام الأبناء القصر فيسبوك

اشترط مشروع قانون فرنسي إلزام جميع الأطفال دون سن 16 الحصول على موافقة آبائهم على فتح حساب على فيسبوك أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي، يأتي الشرط في إطار المشروع الذي طرح يوم الأربعاء على البرلمان ويسعى لتعديل قواعد خصوصية البيانات وزيادة الوصول إلى المعلومات التي تجمعها وتخزنها شركات الإنترنت بشأن أنشطة الأشخاص في الفضاء الإلكتروني وتبيعها في حالات كثيرة لشركات أخرى.

وقالت وزيرة العدل نيكول بيلوبيه للصحفيين ”الانضمام إلى فيسبوك سيشمل تفويضا من الآباء للقصر دون السادسة عشرة“، وكانت الوزيرة توضح الخطوط العريضة لمشروع قانون بشأن خصوصية البيانات الذي وافقت عليه الحكومة في اجتماع أسبوعي. وهو الآن في البرلمان لإقراره قبل أن يصبح قانونا، ويستهدف المشروع ضمان سهولة وصول المستخدمين لجميع البيانات التي تجمعها الشركات بما يتيح لهم على نحو أيسر تعديل أو حذف تفاصيل معينة، وقالت الوزارة إن الدخول على شبكة للتواصل الاجتماعي سيشمل وضع علامة في مربع لتأكيد الحصول على موافقة الآباء أو الأوصياء الشرعيين وأن وضع العلامة في المربع يصل إلى حد إعلان يحكمه القانون.

فيسبوك ينفي التنصت على محادثات مستخدميه من أجل الإعلانات

نفت إدارة شركة فيسبوك التنصت على محادثات المستخدمين التي تجري عبر الموقع، لإرسال إعلانات تتناسب مع اهتماماتهم، وقال روب غولدمان، نائب رئيس الإعلانات بالشركة "أنا المسؤول عن محتوى الإعلانات في فيسبوك، لم ولن نستخدم أبدا ما تقوله من أجل الإعلانات، هذا الأمر غير صحيح".

جاء ذلك ردا على سؤال طرحه مذيع أحد برامج تكنولوجيا شهير يدعى بي جي فوغت على صفحته على تويتر، وسأل فوغت في تغريدة "تحدث عدد كبير من المستخدين عن مشاهدة إعلانات على صفحتهم مرتبطة بمحادثات أجروها بالفعل مؤخرا مع مستخدمين آخرين، فهل هناك تفاصيل عن هذه الواقعة بالتحديد؟".

وأكد مسؤول فيسبوك أن الشركة لا تتنصت على المحادثات سواء على فيسبوك أو موقع انستغرام المملوك الذي تملكه أيضا، وذلك ردا على سؤال مستخدم أخر حول الإعلانات على الموقع، وتفاعل مئات المستخدمين مع السؤال الذي طرحه فوغت على تويتر، وتحدث الكثيرون عن وقائع حدثت لهم مع إعلانات فيسبوك.

وغرد توري هوفر "أحد زملائي بالعمل تلقى إعلانا يقول (لقد تقدمت بطلب زواج!) وذلك بعد دقائق فقط من تقدمه بالفعل للزواج، حتى قبل أن يخبر أي شخص"، وروت بيريجيت بوناسورو، عن موقف غريب حدث مع الإعلانات، وقالت "أعد القهوة في مطعم وأصبت بحروق، أخبرت زميلي ثم ذهبت لشراء كريم للحروق، وعندما عدت رأيت إعلانا على صفحتي عن نفس الكريم، رغم أنني لم أبحث عنه على الإنترنت".

ومن جانبها، نفت فيسبوك في بيان أي علاقة للإعلانات بما يقوله المستخدمون على الموقع، وقالت "نعتمد في تقديم الإعلانات على معلومات عن اهتمامات الشخص من خلال صفحته الشخصية، وليس بناء على ما يقوله".

وتشير إحدى النظريات إلى أن الصدفة البحتة هي التي تربط بين الأشخاص والإعلانات التي تصلهم، وربما كانت الإعلانات كانت تظهر على الفيسبوك من قبل لكن الشخص لم ينتبه إليها، وعندما يتحدث عنها تلفت نظره مرة أخرى.

وكانت بي بي سي قد نشرت تحقيقا العام الماضي عن حقيقة تنصت الهواتف الذكية على المحادثات، وقال البروفيسور ديفيد هاند، من إمبريال كوليدج لندن إن كل شيء يمكن أن يحدث ولا يجب استبعاده ويجب البحث دائما عن التفسيرات، وقال :"إذا اعتبرنا أن هناك فرصة ضئيلة لحدوث شيء ما، ثم هيئنا الظروف الملائمة لذلك، فإنه قطعا سوف يحدث".

فيسبوك تطلق تطبيقا للأطفال تحت 13 عاما

أطلقت فيسبوك تطبيق (ماسنجر كيدز) الذي سيمكن أكبر شركة للتواصل الاجتماعي في العالم من التوسع في سوق غير مستغلة حتى الآن للأطفال تحت سن 13 عاما بينما تمكن الآباء من التحكم الكامل فيما يراه أطفالهم.

وتشترط فيسبوك عادة أن يكون عمر مستخدمي موقعها للتواصل الاجتماعي 13 عاما على الأقل. لكن التطبيق الجديد يعطي فيسبوك فرصة لاجتذاب الأطفال الأصغر سنا في وقت تواجه فيه منافسة على سوق المراهقين من منصات تواصل اجتماعي أخرى مثل سناب تشات، وتوجد بالفعل حفنة من التطبيقات الأخرى التي يمكن للأطفال استخدامها بموافقة من آبائهم، كما أنهم يستطيعون التواصل فيما بينهم عبر الرسائل النصية على هواتفهم المحمولة.

وقالت فيسبوك إن الأبحاث أظهرت أن الأطفال الأصغر سنا يستخدمون التكنولوجيا بالفعل وبشكل دوري لكن من خلال تطبيقات مخصصة للمراهقين والبالغين مما يثير قلق الآباء من تواصل أطفالهم مع غرباء.

وفي ذات الوقت يوافق الآباء على السماح لأطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي طالما كانت هناك وسيلة للرقابة الصارمة عليهم. ويتطلب استخدام تطبيق (ماسنجر كيدز) أن ينشئ الآباء الحساب لأطفالهم ويوافقوا على من سيكونون على اتصال بهم.

ويمكن إدارة التطبيق بعد تنزيله على أجهزة الأطفال من خلال حساب الآباء على فيسبوك. وسيتمكن الأطفال من استخدام مكالمات الفيديو وإرسال صور ومقاطع فيديو ورسائل نصية إلى أصدقاء وافق عليهم آباؤهم، ولكن المتحدثة باسم فيسبوك لورن سفينسون قالت إن التطبيق متاح الآن في الولايات المتحدة فقط من خلال استخدام أنظمة تشغيل (آي.أو.إس) أو أبل فقط.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي