التيار الاصلاحي

من قاموس الامام الشيرازي

شبكة النبأ

2014-12-17 07:52

شبكة النبأ: عنوان كتاب للامام الراحل المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) صدر في العام 2003 ، همّ الكتاب والكاتب في المقام الاول اصلاح مافسد من واقع المسلمين واحوالهم، على مدى قرون عديدة، سواء بما قاموا هم به من ابتعاد عن دينهم، او ماقام به الاخرون من عزل لهم عن دينهم.

في النظريات السياسية والاجتماعية يقصد بالتيار الإصلاحي هو كل توجه سياسي أو اجتماعي أو ديني ضمن إتجاه عام معين من التوجهات السابقة الذكر، يدعوا الأفراد الذين في هذا التيار إلى تغييرات يعتبرونها غير انقلابية وليست جذرية بحيث تصلح أمور يعتبرونها خاطئة ضمن النوجه السائد أو السابق.

وهو عند الامام الراحل (من مقومات إعادة الإسلام إلى الحياة).

وهدف هذا التيار الاصلاحي لدى الامام الراحل هو (قطع سبيل المستعمرين) عن الاستمرار تحت الاستعمار العسكري، أو الاقتصادي، أو الثقافي، أو غير ذلك مما هو معروف. ولايكون ذلك ممكنا التخلص منه الا من خلال تيار إصلاحي عام. ماهي مقومات التيار الإصلاحي؟

ان التيار الاصلاحي الذي يدعو اليه الامام الراحل يقوم على عدد من المقومات هي كالتالي:

المنظمات بمختلف الوانها واشكالها واسماءها.

الأحزاب الحرة.

وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة، والمرئية وما أشبه، كالمنابر والدروس والمحاضرات، والجرائد والمجلات وحتى النشرات الجدارية.

ولا يخفى إن التيار الإصلاحي الذي يكون مقدمة لقيام الإسلام إنما يتحقق بأمور، من أهمها نشر الفكر والثقافة والتوعية بين الأمة، والتي ستنتشر عبر تلك الوسائل والمقومات.

بوجود تلك المقومات والعوامل المساعدة يمكن تبليغ الإسلام إلى الناس، المسلمين وغير المسلمين منهم.

ويؤكد الامام الراحل على غير المسلمين، وسبب ذلك ، (لأنهم عرفوا عن الإسلام غير ما هو عليه، وذلك بسبب الدعايات المختلفة، فزعموا أنه دين القتل وسفك الدماء وهتك الحرمات ومصادرة الأموال كما كان يفعله الأمويون والعباسيون والعثمانيون ومن أشبههم، وهم بعيدون كل البعد عن الإسلام وتعاليمه السمحة).

وهي تلك الصورة التي لاتفارق هذا المخيال غير الاسلامي، حتى في سنواتنا الراهنة بسبب مايرتكبه المسلمون بحق دينهم وتعاليمه..

هذا التيار الاصلاحي والذي يدعو اليه الامام الراحل بتلك المرجعية الاسلامية يتوقع منه ان يكون ممهدا لحكم الاسلام مرة اخرى، وهو من شروط حكم الاسلام، لان (الإسلام إنما يأتي إلى الحكم إذا حدث هناك تيار مناسب له).

يذكر الامام الراحل عددا اخر من المقومات اضافة الى السابقة، وهي مايمكن ادراجه تحت عنوان المقومات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يجب ان يعمل عليها التيار الاصلاحي، من ذلك:

تحصين النساء بالأزواج - عدم عزوبة الشباب - السكن للجميع - توفير فرص العمل - الاهتمام بالآداب الإسلامية - أن يكون المنهاج العام في المجتمع ما قاله سبحانه: ((ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم))، فإن المجتمع بالإضافة إلى احتياجه إلى ما سبق ذكره يحتاج أيضاً إلى حسن الخلق، بالمعنى الأعم للأخلاق - التمسك باللاعنف كمنهج في جميع الأمور - حسن العفو، قال سبحانه وتعالى في القرآن الحكيم: ((فاعفوا واصفحوا)) - ضرورة السعي لتشكيل الحكومات الصالحة، وعدم تأييد والتعاون مع الطغاة والظلمة، فإن بعض الأمور المذكورة في التيار الإصلاحي مرتبط بالحكام وبعضها بالفرد نفسه، فاللازم ـ في الشق الأول ـ السعي لأن يكون الحكم والحاكم صالحاً حسب موازين الإسلام - أن يكون الجميع أحراراً في جميع الأمور باستثناء المحرمات فقط - يجب أن يكون الحكم ـ بالنسبة إلى غير المعصوم (عليه السلام) المعين من قبل الله تعالى ـ بالانتخابات الحرة - أن يكون الأمر شورى بينهم في كل مراحل الحياة وفي جميع التجمعات، من رأس الحكومة إلى إدارة المدرسة الابتدائية، وحتى المعمل والمصنع الصغير وغير ذلك، فإن قوله سبحانه: ((وأمرهم شورى)) يشمل هذه الأمور أيضاً، كما يشمل ما فوق ذلك - الاهتمام بتقليل عدد الموظفين حسب ما أراده الإسلام ، أما زيادة عدد الموظفين كما هو الحال في الغرب وتعلم منه الحكام المسلمون، فذلك تضييق للدين والدنيا وإعراض عن أحكام الله سبحانه -  أن لا يكون هناك سجن إلا بقدر ضئيل جداً وبالرفق الإسلامي - يجب أن يكون العلم مباحاً للجميع، لا أن يكون في متناول الأغنياء دون الفقراء - يجب أن يكون القضاء إسلامياً، كما قرر في الكتاب الكريم وفي الروايات الشريفة وذكره الفقهاء في كتبهم ، فقد كان القضاء بسيطاً وبدون تعقيد - من الضروري اجتناب التعذيب مطلقاً، وقد نهى عنه الإسلام أشد النهي، ولم يدل دليل على وجود تعذيب في الإسلام إطلاقاً. كما يجب أن يتجنب أشد الاجتناب عن دماء الناس وقتلهم - يجب ألا يكون هناك نفي وإبعاد عن البلاد إطلاقاً، إلا في موارد قليلة جداً ذكرها الشرع المقدس على ما هو في كتاب الحدود - السعي لقلع جذور الفتنة والحروب من بلادنا، ولا يحصل ذلك إلا بتيار قوي يمتلك الأعصاب، ويتمتع بالقوة الإعلامية والحقوقية والوسائل التنظيمية التوعوية، ويعمل على طبق ما أراده الإسلام متصفاً بالسلم واللاعنف منهجاً، كي يتمكن من قلع كل ما هو غير إسلامي في بلاد المسلمين - الاهتمام بأن تكون الأمة أمة واحدة، كما قال الله سبحانه: ((وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)) - يلزم إشاعة قانون الأخوة الإسلامية بين جميع المسلمين الرجال والنساء - أن تكون المعادن مباحة للجميع، وكذلك غير المعادن مما أباحه الله سبحانه كالنفط والقير والملح وغيرها، القديمة والحديثة كالألمنيوم وما أشبه ذلك - أن لا تؤخذ الضرائب إلا بقدر ما قررّه الإسلام من حقوق وهي: الخمس، والزكاة، والجزية، والخراج فقط، وأما ما نراه اليوم من هذه الضرائب الكثيرة، فإنما هي لغرور الحكام وترفهم، ومخالفة لأحكام الشرع الحنيف - إرجاع قانون (من سبق) إلى الحياة.

اضافة الى تلك المقومات العامة يقدم الامام الراحل عددا من المقومات الفردية والتي يراها ضرورية للاصلاح، من ذلك:

(عدم تأييد الظلمة - التسهيل في أمر الزواج – التعاون - العمل دائما).

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي