السرطان والثورة الجديدة في علاج الالتهاب الخارق
مروة الاسدي
2016-09-07 06:50
مرض السرطان هو أحد المسببات الأساسية لحالات الوفاة حول العالم، ومن المتوقع أن يرتفع عدد حالات الإصابة بهذا المرض الخطير بنسبة 70 في المائة خلال العقدين القادمين، فما هو داء المميت؟، السرطان هو الحالة المرضية التي تحصل عندما تبدأ خلايا معينة في الجسم بالتكاثر بشكل غير طبيعي يفوق حاجة الجسم، ما يشكل كتلة قد تتحول خلاياها إلى خلايا سرطانية خبيثة تنتقل لتصيب باقي أنحاء الجسم.
وبحسب الاطباء تنتشر أنواع مختلفة من السرطان بين الرجال والنساء لكن، ينتشر بين الرجال خصوصاً سرطان الرئة، والبروستات، والقولون، والمعدة، والكبد أما بين النساء، يشيع سرطان الثدي، والقولون، وعنق الرحم، والمعدة.
وتذكر المنظمة المسببات الخمسة الرئيسية للسرطان، وهي: زيادة الوزن، وعدم تناول الفاكهة والخضار بالكمية الكافية، وانعدام النشاط البدني، والتدخين، وشرب الكحول، وبعيداً عن النصائح الشائعة لتجنّب الإصابة بمرض السرطان، مثل مراعاة حمية غنية بالخضار والفاكهة، وتجنّب التعرض للشمس في ساعات الذروة، وتجنّب التدخين، جمعنا لكم في ما يلي بعض الطرق غير التقليدية التي يُنصح بها لتجنّب هذا المرض الخبيث: تناول حبة أسبرين صغيرة: أثبتت الدراسات أن تناول 81 ملغ من الأسبرين يومياً يقلل نسبة الإصابة بمختلف أنواع السرطان، ويتسبب بتراجع في سرطان القولون بنسبة 50 في المائة.
تناول حبوب منع الحمل: وجدت الدراسات أن تعاطي حبوب منع الحمل لفترة خمس سنوات تساعد في تقليل إمكانية الإصابة بسرطاني الرحم وبطانة الرحم بنسبة 50 في المائة، التقليل من تناول اللحم الأحمر: تشير بعض الدراسات إلى أن البروتينات الحيوانية تزيد من إمكانية الإصابة بالسرطان، خصوصاً سرطان القولون. وينصح بالتحديد بتجنب اللحوم المعالجة، مثل اللحم المقدد والنقانق واللحوم المعلبة.
تزويد الجسم بحاجته من فيتامين "دي": يرتبط افتقار الجسم لفيتامين "دي" بزيادة إمكانية الإصابة بمرض السرطان. لذا، احرص على تزويد جسمك بالقدر الكافي منه من خلال تعريض جلدك للشمس يومياً، وتناول الأغذية المدعّمة بفيتامين "دي"، والتي تقرأ المزيد عنها بالضغط هنا، قم بنشاط بدني لـ 30 دقيقة يومياً: يساهم النشاط البدني في محاربة السمنة، التي تعتبر المسبب الرئيسي للسرطان، ويكفي القيام بجهد معتدل، مثل المشي لنصف ساعة في اليوم، إلى جانب الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، وعادة ما تتفشى الأمراض السرطانية في الجسم من دون سبب محدد. وقد تكون متصلة أحيانا بفيروسات أو ملوثات أو مسببات جينية أو إشعاعات... غير أن نمط الحياة الصحي من شأنه لعب دور كبير في هذا المجال (كعوامل التدخين والوزن الزائد). ويعاني حوالى 640 مليون بالغ و110 ملايين طفل حول العالم من البدانة.
يرى الخبراء ان أورام المخ الثانوية تُعالج في مرضى سرطان الرئة عادة بالعلاج الإشعاعي لكامل المخ، قال باحثون إن العلاج الإشعاعي للمخ غير مفيد بالنسبة لمرضى سرطان الرئة، الذين انتشر لديهم المرض ووصل إلى المخ، وذلك وفقا لدراسة نشرت في دورية لانسيت الطبية المتخصصة، وفي احدث الدراسات أظهرت دراسة دولية حديثة أن زيادة الوزن من شأنها أن تزيد خطر الإصابة بثمانية أنواع من السرطان بينها ما يطال خصوصا المعدة والجهاز الهضمي والدماغ والجهاز التناسلي، كما أثبتت دراسة ألمانية طبية حديثة أن السلينيوم يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان الكبد، كلما تمكن الأطباء من الكشف مبكراً عن التغييرات التي تصيب الأنسجة، ازدادت فرص استئصال الأورام السرطانية بأقل المضاعفات الممكنة، الكشف المبكر عن السرطان قد ينقذ حياة الكثيرين من الأشخاص المصابين بهذا المرض، كما يبدو أيضا أن بعض أنواع العلاج الكيماوي للسرطان تعمل بشكل أكفأ حين تُعزز باستخدام عقار ميتادون المسبب للإدمان، ورغم أن فحصا مخبريا لم يجر حتى الآن، فإن من جرى علاجهم بهما أبدوا تحسنا واعدا، فيما يلي ادناه احدث الدراسات حول السرطان وسبل علاجه.
الوزن الزائد يتسبب بثمانية أنواع من السرطانات
أظهرت دراسة علمية أجراها المركز الدولي للبحوث بشأن السرطان ومقره في مدينة ليون الفرنسية. أن من شأن الوزن الزائد أن يزيد من خطر الإصابة بسرطانات المعدة والكبد والمرارة والبنكرياس والمبيض والغدة الدرقية، كذلك يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة خطر الإصابة بالورم السحائي (سرطان في الدماغ) والورم النخاعي، وفق نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة "ذي نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين".
وفي سنة 2002، خلصت هذه الهيئة التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الوزن الزائد يزيد خطر الإصابة بسرطانات القولون والمريء والكلى والثدي والرحم، وحلل الباحثون أكثر من ألف دراسة عن الصلة بين الوزن الزائد وخطر الإصابة بالسرطان، وخلصوا إلى أن الحد من الزيادة في الوزن على مر السنوات من شأنها السماح بتقليص خطر الإصابة بهذه السرطانات، وأشار رئيس مجموعة العمل التابعة للمركز الدولي للبحوث بشأن السرطان غراهام كولديتز وهو عضو في كلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس إلى أن "العبء السرطاني الناجم عن الوزن الزائد أو البدانة أكبر بكثير مما كنا نظن سابقا"، ولفت إلى أن "أنواعا عدة من السرطان تم تحديد صلتها أخيرا بالوزن الزائد لم تكن موجودة ضمن جملة المخاطر المرصودة المرتبطة بعامل الوزن"، وأشارت الدراسة إلى أن حوالى 9 % من السرطانات المسجلة لدى النساء في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط مرتبطة بالبدانة، ويمكن للمستويات المرتفعة من الدهون أن تزيد خطر الالتهابات وتحفز على إنتاج زائد للأستروجين والتستوستيرون والأنسولين، وهذه الأنواع من التخزين قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، ولفت كولديتز إلى أن اعتماد "عناصر حياتية صحية مثل النظام الغذائي المتوازن والاستقرار في الوزن والنشاط الجسدي والإقلاع عن التدخين، من شأنها أن تحمل أثرا كبيرا في تقليص خطر الإصابة بالسرطان".
العلاج الإشعاعي للمخ "غير مفيد" لمرضى سرطان الرئة
تُعالج أورام المخ الثانوية في مرضى سرطان الرئة عادة بالعلاج الإشعاعي لكامل المخ، قال باحثون إن العلاج الإشعاعي للمخ غير مفيد بالنسبة لمرضى سرطان الرئة، الذين انتشر لديهم المرض ووصل إلى المخ، وذلك وفقا لدراسة نشرت في دورية لانسيت الطبية المتخصصة، وأثبتت تجربة أجريت على أكثر من 500 مريض أن هذا العلاج لم يُطِل أو يحسن من جودة الحياة التي يعيشونها، مقارنة بأشكال أخرى من العلاج.
ويصاب أكثر من 45 ألف شخص بمرض سرطان الرئة سنويا في بريطانيا، وفي نحو ثلث حالات الإصابة بهذا المرض، ينتشر السرطان إلى المخ، وتُعالج أورام المخ الثانوية، وهي التي تظهر نتيجة سرطان في عضو آخر غير المخ، عادة باستخدام العلاج الإشعاعي الشامل للمخ، إلى جانب المركبات العضوية ووسائل علاج أخرى، وذلك لخفض الآثار الجانبية لعلاج السرطان، لكنها يمكن أن تسبب أعراضا جانبية خطيرة، مثل الغثيان والإجهاد المفرط، والإضرار بالجهاز العصبي.
وتوصلت الدراسة، التي شارك فيها أطباء وباحثون وشملت مرضى من مستشفيات بأنحاء بريطانيا المختلفة، إلى أنه لم يطرأ أي تحسن على جودة حياة المرضى، بعد نحو أسبوع من العلاج الإشعاعي لكامل المخ، ويصعب غالبا التنبؤ بتطور الحالة المرضية لهؤلاء المرضى، وتقول الدكتورة باولا مولفينا، استشارية الأورام بمستشفيات نيوكاسل التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، إن العلاج الإشعاعي لكامل المخ يستخدم لأنه كان يعتقد أنه يحد من انتشار الأورام، وأضافت قائلة "لكن في عيادات سرطان الرئة لدينا لم نشهد التحسن الذي تمنيناه لمرضانا، ونسبة البقاء على قيد الحياة ضئيلة، ولم تكد تتغير منذ الثمانينيات من القرن الماضي"، وأردفت قائلة: "أكثر من ذلك أن التسمم الناجم عن هذه التقنية يمكن أن يكون كبيرا، ويمكن أن يضر بالوظيفة المعرفية".
وتقول البروفيسورة روث لانغلي، من مجلس البحوث الطبية بكلية لندن الجامعية، إن الجراحة الإشعاعية، وهي نمط دقيق للغاية من العلاج الإشعاعي، تعد تقنية بديلة مفضلة، ولها أقل قدر من الآثار الجانبية.
لكن بعض العلماء يقولون إن العلاج الإشعاعي لكامل المخ ربما لا يزال ذا فائدة، وفي تعليق مرتبط بالدراسة كتبت الدكتورة سيسيل لي بيشو، من معهد "غوستاف روسِّي" لأبحاث السرطان في فرنسا: "نعتقد أن العلاج الإشعاعي الأمثل لكامل المخ إذا أعطي في الوقت المناسب للمريض المناسب يمكن أن يؤدي إلى التحسن حسب حالة كل مريض"، وقال العلماء إن كل وسائل العلاج يجب أن تُناقش مع المريض، مع أخذ نتائج تلك الدراسة في الاعتبار.
هل هذا هو العلاج لمرض السرطان؟
لسنوات، حيّرت الأمراض التي لا يمكن علاجها الأطباء، وأبرزها الايدز والسرطان، لكن، لا داعي للبحث بعيداً، فقد يكون العلاج لهذه الأمراض موجوداً في داخلنا، وهذا ما تبحث فيه مختبرات شركة "موديرنا" التي ترمي إلى إيجاد علاجٍ للأمراض المستعصية من خلال تحفيز الجسم على صناعة علاجها ذاتياً، أما العنصر الأساسي وراء هذا فهو البروتينات.
ستيغان بانسيل، الدير التنفيذي لـ "موديرنا": "قد تصاب بالمرض أحياناً فقط بسبب افتقار جسمك لبروتين معين، وإن عدت وحصلت عليه، ستعود لك صحتك"، إذا، ما هي طريقة إعادة هذا البروتين المفقود إلى جسمك؟، لسنوات، لطالما اعتمدنا على الشركات الدوائية لصناعة أدوية باهظة الثمن تزود الجسم بحاجته من البروتينات. لكن، تبقى فعالية هذا النوع من الأدوية محدودة، فقد تتحلل في مجرى الدم أو المجرى الهضمي.
تال زاكس، كبير المسؤولين الطبيين: "لا تستطيع البروتينات التي أُدخلت إلى الجسم من الخارج أن تدخل إلى خلايا الجسم بشكل فعال"، وهنا يأتي دور باحثي "موديرنا"، الذين يحقنون الجسم بحمض mRNA النووي الذي يحفز خلايا الجسم على إنتاج البروتينات التي ستشفيه، وبهذا يصنع الجسم دواءه الخاص.
تال زاكس، كبير المسؤولين الطبيين: "هكذا، سنحصل على بروتينات علاجية تعمل داخل الخلايا... تمكنا في "موديرنا" من تغير مزايا حمض mRNA النووي الذي نحقنه بشكل يجعل الخلية تعتقد بأنه قادم من الجسم بشكل طبيعي"، وأدى هذا الاكتشاف إلى علاج مجموعة كبيرة من الأمراض، من أمراض القلب إلى السرطان، ستيغان بانسيل، الدير التنفذي لـ "موديرنا": "نركز على الأمراض المعدية والأمراض الجينية النادرة، ونبحث إمكانية صناعة لقاحات مصممة خصيصاً لعلاج مرض السرطان".
السلينيوم.. "الجندي المجهول" في محاربة السرطان
دراسة ألمانية طبية حديثة أثبتت أن السلينيوم يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان الكبد. لكن ما هو السلينيوم وما هي مصادره في الغذاء؟، وجد أطباء مستشفى "شاريتيه" في برلين بأن عنصر السلينيوم النادر يمكنه أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، لاسيما سرطان الكبد. ولكن كيف يمكن الحصول على كميات من السلينيوم تكفي لمقاومة هذا المرض الخبيث؟ يعكف باحثون في معهد الطب الجامعي التابع لمستشفى "شاريتيه" ببرلين الألمانية على دراسة توصلت حتى الآن إلى أن وجود تركيز كبير لعنصر السلينيوم في الدم تقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
وأضاف البروفسور لوتز شومبورغ من معهد علم الأورام التجريبي لموقع صحيفة "آوغسبورغر ألغماينه" الألماني: "يعاني ثلث السكان (في ألمانيا) من نقص في السلينيوم، وبحسب بياناتنا فإن فرص إصابة هؤلاء بسرطان الكبد تزيد بخمس إلى عشر مرات عن تلك لدى من يحصل على كميات كافية من السلينيوم".
واعتمدت الدراسة، التي نشرت في "دورية التغذية الإكلينيكية" الأمريكية المختصة، على بيانات نحو 480 ألف شخص وفحص نسبة السلينيوم في دمهم قبل الإصابة بالسرطان. لكن قبل ذلك، ما هو السلينيوم وما هي الأغذية الغنية به؟ بحسب موقع "غيزوندهايتشتات برلين" الإلكتروني المعني بقضايا الصحة، فإن السلينيوم يصنف من العناصر النادرة، وهو يتواجد بشكل خاص في الأسماك وثمار البحر واللحوم والحليب والبيض والجوز البرازيلي، بالإضافة إلى القنبيط الأخضر (البروكولي) والفطر والبقوليات.
وفيما يعتبر السلينيوم صحياً للغاية، إلا أن العديد من الأوروبيين يعانون من نقص في هذه المادة، وسبب ذلك أن السلينيوم يصل إلى النباتات عبر الأرض، والأراضي الزراعية الأوروبية ليست غنية بهذا العنصر، وبالتالي فإن الأسماك واللحوم والخضروات المزروعة في أوروبا لا تحتوي على نفس كمية السلينيوم التي تحتويها الأسماك واللحوم والخضروات المزروعة في الولايات المتحدة، مثلاً.
خمسة فحوصات للكشف المبكر عن السرطان
كلما تمكن الأطباء من الكشف مبكراً عن التغييرات التي تصيب الأنسجة، ازدادت فرص استئصال الأورام السرطانية بأقل المضاعفات الممكنة، الكشف المبكر عن السرطان قد ينقذ حياة الكثيرين من الأشخاص المصابين بهذا المرض.
يعتبر التشخيص المبكر أمراً في غاية الأهمية لمنع نمو السرطان وانتشاره، إذ من الأسهل علاج السرطان في مراحله الأولى عندما يكون أصغر حجماً وتكون فرص نجاح علاجه أكبر بكثير، لاسيما بأن بعض أنواع السرطان تنشأ من مراحل ما قبل التسرطن، أي قبل تحولها إلى ورم خبيث، إذ قد يشير الكشف المبكر إلى إمكانية تضاعف خطر تطور الورم.
هذا ينطبق على سرطان القولون وسرطان الجلد وسرطان عنق الرحم. إليكم خمسة فحوصات ينصح بها واللجوء إاليها لأن الكشف المبكر قد يكون بمثابة وقاية لمنع تطور الحالة إلى وضع خطر، من خلال تنظير القولون (الفحص المنظاري للقولون) يمكن إزالة الأورام الحميدة أيضاً قبل تطورها لمرحلة الورم الخبيث. ويكون التنظيرغير مؤلم كلياً وذلك بفضل الأبحاث المتطورة. كما بات التحضير لإجراء التنظير في أيامنا هذه أقل إزعاجاً مما كان عليه سابقاً، حين كان يتحتم على المريض شرب أربعة ليترات من كبريتات الصوديوم من أجل تنظيف الأمعاء. وحديثاً تم تحسين هذا السائل ليصبح مذاق مادة تنظيف الأمعاء مقبولاً إلى حد ما، هذا بالإضافة إلى تخفيض الكمية المطلوبة إلى ليترين عوضاً عن أربعة.
وهناك حلول إضافية ممكنة كشرب 150 ميللتر من السائل لمرتين بشكل متعاقب، وشرب الكمية الباقية بسلاسة أكثر كالماء أو الشاي. ومن ناحية أخرى، يكون المريض تحت تاثير المخدر الموضعي أثناء إجراء التنظير بحيث لا يشعر بأي ألم.
يعتبر سرطان القولون خبيثاً بشكل خاص، إذ قد يتطور وينمو على مدى سنوات دون ظهور أية أعراض في المراحل المبكرة، وإن لم يتم الكشف عنه في الوقت المناسب قد يكون قاتلاً. الجدير بالذكر أن الفحص أو الكشف المبكر عن السرطان قد يمنع ما يقارب 80 في المائة من تطور الورم لهذه الحالة.
يتطلب الكشف عن سرطان الجلد فحص الجلد كلياً بالإضافة إلى فحص المناطق التي لا تتعرض للشمس إطلاقاً، كالثنيات تحت الوركين أو حول الأعضاء التناسلية أو خلف الأذنين.
ويتمكن طبيب الأمراض الجلدية الماهر من تحديد نوع بشرتك بنظرة واحدة فقط، ومن ثم التركيز أكثر على المناطق التي تتطلب اهتماماً خاصاً. فلو كنت من الأشخاص الذين تظهر لديهم الكثير من الشامات أو البقع الجلدية، من المؤسف القول أن نسبة إصابتك بسرطان الجلد أكبر من غيرك ممن لا يملكون العديد من هذه البقع والشامات. في هذه الحالة يتوجب على الطبيب أن يكون شديد الانتباه لعدد هذه البقع ونوعها وأماكن تواجدها.
أما إذا كنت من أصحاب البشرة البيضاء مع انتشار الكثيرمن النمش أو الكلف على بشرتك، فأنت أكثر عرضة للإصابة بسرطان الخلايا القاعدية - هذا الورم الخبيث الأكثر شيوعاً وانتشاراً من سرطان الجلد. وفي جميع الأحوال، فإن فرص نجاح العلاج والشفاء الكامل من كلا النوعين تصل إلى 90 في المائة، وقد تزيد هذه النسبة في حال تم الكشف عنه في الوقت المناسب.
أصبح (الماموغرافي) إجراءً معروفاً في عالم النساء، وهو التصوير الشعاعي للثدي، إذ يعتبر الأكثر شيوعاً في الوقت الراهن كوسيلة للكشف عن التغيرات المرضية في الأنسجة في وقت مبكر.
ويقوم الأطباء أثناء الفحص بالبحث عن علامات المراحل المبكرة لسرطان الثدي، كالكتل أو التكلسات الصغيرة التي لا يمكن الشعور بوجودها أثناء الفحص الذاتي للثدي، فضلاً عن إمكانية فحص الكتل الكبيرة المحسوسة.
ولتحقيق جودة عالية للصورة وأكثر دقة، يجب أن يضغط الثدي بين لوحين شعاعيين، حيث يتم أخذ صورتين للثدي من زوايا مختلفة. وقد يكون هذه الإجراء مؤلماً تبعاً لطبيعة أنسجة الثدي وحالة الجسم.
هذا النوع من الأورام الخبيثة الذي يشكل رعباً يصيب الرجال غالباً بعد سن الأربعين. لذا من المهم جدأً أن يقوم الرجال في منتصف العمر بالفحص وبشكل خاص لأن هذا الورم لا يمكن تشخيصه إلا في مراحل متأخرة، لاسيما أنه غير مصحوب بأية أعراض جانبية يمكن ملاحظتها أو تمييزها في مراحله المبكرة.
يقوم الطبيب بفحص غدة البروستاتا عن طريق استشعارها عبر المستقيم لفحص أية تغييرات في حجمها أو أمور غير طبيعية. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن إجراء الفحص عن طريق الأمواج فوق الصوتية عبر المستقيم أيضاً. ويتوجب على الطبيب أخذ عينة من الدم للكشف عن أية تركيزات عالية لمادة مضاد البروستاتا المحدد، التي تفرزها غدة البروستاتا للتأكد من وجود أو عدم وجود نمو سرطاني.
تنجم معظم حالات سرطان عنق الرحم عن فيروس الحليمي البشري (HPV) الذي ينتقل عبر الاتصال الجنسي. عموماً، تشفى هذه العدوى من دون وجود أعراض غير مريحة أو أمراض خبيثة. لكن بعض أنواع هذا الفيروس قد يكون خطيراً ويؤدي إلى الإصابة بالسرطان. للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم يُجرى فحص (مسح عنق رحم) الذي يساعد في الكشف عن التغييرات التي أصابت عنق الرحم في المراحل الأولى قبل التسرطن، مما يضاعف فرص علاجها قبل أن تتحول إلى ورم خبيث.
من ناحية أخرى، ظهور نتائج غير طبيعية لمسح عنق الرحم لا يعني بالضرورة وجود ورم خبيث. وحتى عند وجود الأنسجة المتضررة، من الممكن إزالتها والشفاء التام منها. لكن في الوقت الحاضر، ينصح الأطباء الشبان والشابات بالحصول على لقاح ضد فيروس الحليمي البشري لتجنب الإصابة ونقل هذا الفيروس.
علاج فعال للسرطان- عقار "ميتادون" مع العلاج الكيماوي
يبدو أن بعض أنواع العلاج الكيماوي للسرطان تعمل بشكل أكفأ حين تُعزز باستخدام عقار ميتادون المسبب للإدمان. ورغم أن فحصا مخبريا لم يجر حتى الآن، فإن من جرى علاجهم بهما أبدوا تحسنا واعدا.
قبل أكثر من ثمانية أعوام توصلت الباحثة المتخصصة بالأحياء الخلوية الدكتورة كلاوديا فريزن من جامعة أولم في ألمانيا إلى أنّ عقار ميتادون المسبب للإدمان يمكن أن يساعد في علاج الخلايا المصابة باللوكيميا وأنواع أخرى من الخلايا السرطانية. فبمجرد إضافة عقار ميتادونه في زرع خلوي مختبري إلى العلاج الكيماوي ماتت الخلايا المصابة باللوكيميا.
الباحثة تحدثت إلى فضائية "بايرشير روندفونك" الألمانية عن النجاح الباهر في علاج المصابين بالسرطان باستخدام هذه الطريقة. فقد عالجت الطبيبة خلال سنوات نحو 80 مريضا مصابين بأورام قاتلة، بخلط عقار تيموزولوميد بعقار ميتادون. وقد سبق لكل أولئك المرضى أن تلقوا تشخيصا كئيبا من أطبائهم المعالجين الذين توقعوا لهم ألا يعيشوا بعد صيف عام 2015!
لكن كل الذين عولجوا بالعقار الجديد عاشوا أطول من التوقعات، ومازال بعضهم حيا حتى اليوم حسب ما أفاد تقرير المحطة التلفزيونية.
قبل 3 أعوام، توصلت الطبيبة المختصة إلى أن آليات الخلايا باتت تعمل تحت تأثير العقار، وبهذا الخصوص تقول الدكتورة فريزن مديرة مختبر البحوث في جامعة أولم "من خلال التجارب المختبرية على الخلايا البشرية والحيوانية استطعنا أن نظهر ما يحدث للخلية السرطانية حين عززنا العلاج الكيماوي بعقار ميتادون".
ميتادون هو العقار المستخدم عادة في علاج المدمنين على تعاطي الهيرويين، ويبدو أن استخدامه متزامنا مع العلاج الكيماوي يُنشط استجابة الخلايا المصابة بالسرطان للعلاج الكيماوي مؤثرا على ما يجري في سطوح الخلايا السرطانية تحديدا. وبهذا الخصوص أشارت فريزن إلى أن "هذا يقود إلى امتصاص أسرع لعلاج السرطان التقليدي إلى داخل الخلايا السرطانية"، ومضت تقول "لاحظنا أن كمية اقل من العلاج الكيماوي يجري طردها خارج الخلايا السرطانية ثانية، ما يعني أنّ العلاج استقر داخل الخلايا لمدة أطول، وبتركيز أعلى قبل مرافقة استخدامه بعقار ميتادون".
التأثير المتبادل بين العلاجين خضع أيضا لعامل آخر، فالعلاج الكيماوي يزيد عدد المستقبلات الإدمانية على سطح الخلايا السرطانية، ما يعني أن مزيدا من الميتادون قد يستقر على سطح الخلية، وبهذا الخصوص تقول المتخصصة في بيولوجيا الخلايا " كلما ازداد عدد المفاتيح التي تطابق الأبواب، مرفقا بتزايد عدد الأبواب والأقفال، ازدادت إمكانية أن تُفتح إحداها، ما يؤدي إلى موت الخلية السرطانية".
من جانب آخر، الخلايا السليمة لا تتأثر بالعلاج لأنها تحمل عددا قليلا جدا من المستقبلات الادمانية على سطحها، وفي هذه الحالة فإن حالة الانهمار- التي تؤدي عادة إلى موت الخلايا- لا تتحفز للعمل بهذا العقار.
لكن الاختبارات أظهرت بوضوح أنّ العقارات المعروفة بمضادات الاوبيويد قد نجحت في اعتراض مبدأ المفاتيح والأقفال وتعطيله." وإن استخدام عقار مضاد للميتادون يعمل كما يحدث لو ألصقنا علكة بفتحة القفل، إذ تمتنع الآليات عن العمل" كما تقول فريزن.
لكن هذه النتائج لا يمكن تطبيقها على أشكال أخرى من السرطان، مثل سرطان البنكرياس والصدر والرحم والبروستات، حسب ما أكدت فريزن، تكنت الدكتور فريزن من إجراء تجاربها بفضل الدعم المالي الذي حصلت عليه عام 2009 من مؤسسة "دويتشه كريبس شتيفتونغ" المتخصصة بعلاج وبحوث السرطان، ومع ذلك فإن العلاج الذي بُذل للمرضى الثمانين لا يعتبر تجربة سريرية رسمية كاملة، لهذا السبب، وطبقا لقواعد إجازة العقار، فإنّ أول التجارب على العلاج الجديد لا تعد دليلا نهائيا على التأثير المتبادل لاستخدام عقار ميتادون مع العلاج الكيماوي.