الدواء.. أسعار بلا حدود، بلا انسانية
اسراء الفتلاوي
2016-06-22 01:41
الخط البياني لأسعار ادوية السرطان يرتفع بسرعة جنونية، نسبة الأمراض السرطانية في العالم تتصاعد بنفس السرعة، خطان متوازيان يتصاعدان، أسعار دواء السرطان من جهة، وزيادة مرض السرطان من جهة اخرى، حتى بات الحصول على العلاج، حلم كثيرين حتى في الدول الغنية المنتجة لعقار علاج السرطان، فأمريكا هي اكبر منتج لهذا الدواء، وهي تعج بمرضى السرطان، ولكن المرضى يشكون من تصاعد سعر دواء السرطان.
واذا كانت هذه الشكاوى تتصاعد في دولة مثل امريكا، ماذا سيقول فقراء العالم في بقية بقاع الأرض؟؟، فرنسا تعهدت بالتصدي لظاهرة ارتفاع اسعار علاج السرطان، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في مارس آذار إنه ضغط من أجل تنظيم أسعار الأدوية على مستوى العالم في اجتماع مع قادة الدول الأخرى في مجموعة السبع.
أما في امريكا فهناك معاناة كبيرة فعلا في هذا الجانب، فقد أوضحت دراسة جديدة أن الأمريكيين يدفعون أعلى أسعار في العالم لأدوية السرطان إلا أن تلك الأدوية هي الأبعد عن المتناول في الدول الأقل دخلا. وأجريت الدراسة في سبع دول وعرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاجو. وأظهرت الدراسة أن أقل سعر للأدوية يوجد في الهند وجنوب أفريقيا إلا أنه بعد حساب السعر كنسبة من الدخل وحساب تكلفة المعيشة تبين أن أسعار أدوية السرطان هي الأبعد عن المتناول في الهند والصين.
انها كما تبدو منافسة تقترب من الصراع بين (المادي و الانساني)، فمع ارتفاع أسعار أدوية السرطان الحديثة تعلو الأصوات المطالبة بالخصومات من جانب السياسيين والعاملين بالرعاية الطبية وشركات التأمين والمرضى وبعض الأطباء. وتقول شركات الأدوية إنها بحاجة لتحقيق أرباح لدفع المليارات اللازمة للأبحاث في مجال الأدوية. وتوفر العديد من الشركات برامج منخفضة التكلفة أو مجانية لغير القادرين على دفع ثمن الأدوية.
وتعد الصين من اكبر الدول المنتجة للدواء في العالم، ولكن هناك مشكلة (تقليد الدواء)، في الصين، حيث هنالك شركات كبيرة تقوم بصناعة الدواء المزيف، وهذا ما تعترف به الحكومة الصينية نفسها، فقد قالت إدارة الأغذية والأدوية في الصين إنها تجري تحقيقا مع ثلاث شركات لإنتاج المستحضرات الدوائية بشأن جرائم منها تداول أدوية مقلدة فيما تشن بكين حملة ضارية على الممارسات غير القانونية في البلاد وهي ثاني أضخم سوق للمستحضرات الدوائية في العالم. وقالت الإدارة إنها تجري تحقيقات مع شركات هوبي يونجفينغ ياويي وقانسو دادلي وقويتشو للصناعات الدوائية.
وفي هذا الجانب أعلنت حكومة الصين مؤخرا إنه سيجري تشديد الإشراف والرقابة على أسواق اللقاحات مع الاحتفاظ بسجلات أفضل عن العمليات الإنتاجية والتخزين والنقل وتغليظ العقوبة على مخالفي القوانين. وتشمل التعليمات الجديدة إخضاع اللقاحات لضوابط حكومية مشددة، وهناك حملة عالمية لتحديد اسعار الأدوية الخطيرة، وخاصة عقار السرطان والحد من أسعاره العالية، ليكون بمقدور المرضى به جميعا الحصول عليه.
تنظيم أسعار الأدوية عالميا
في هذا السياق قالت فرنسا انها ستضغط على شركائها في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى هذا الشهر لإطلاق عملية "لا رجعة فيها" للسيطرة على أسعار الأدوية الجديدة في إطار حملة عالمية لجعل أسعار الأدوية الضرورية لانقاذ الأرواح في متناول المرضى. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في مارس آذار إنه ضغط من أجل تنظيم أسعار الأدوية على مستوى العالم في اجتماع مع قادة الدول الأخرى في مجموعة السبع في إيسي- شيما باليابان يومي 26 و 27 من مايو أيار الجاري.
وذكرت المصادر أن القضية التي طرحت على جدول أعمال القمة وواصل وزراء الصحة العمل عليها في كوبي في سبتمبر أيلول حيث من المحتمل إشراك أطراف أخرى مثل شركات الأدوية نفسها. وقال مصدر مقرب من أولوند "نحتاج لتدشين هذه العملية بحزم ويريد الرئيس أن تكون عملية لا رجعة فيها." وقوبل ارتفاع أسعار الأدوية التي تساعد على إنقاذ الأرواح بانتقادات في جميع أنحاء العالم ويطالب نشطاء في الدول النامية بإصلاح نظام براءات الاختراع بما يجعل الأدوية الضرورية في متناول أيدي الجميع بحسب رويترز.
ومجموعة السبع موطن معظم شركات الأدوية الكبرى وبينما تحرص الحكومات على التصدي لارتفاع تكاليف الأدوية فإنها قد لا تكون راغبة في الدخول في مواجهة مع صناعة الأدوية لديها.
وسوف يتعين أن يوازن أي تنظيم بين الحاجة لابقاء التكاليف منخفضة وحاجة شركات الأدوية مثل فايزر الأمريكية وسانوفي الفرنسية للاحتفاظ بحوافز مالية من أجل الابتكار.
أدوية السرطان الأعلى سعرا
من جهتها أوضحت دراسة جديدة أن الأمريكيين يدفعون أعلى أسعار في العالم لأدوية السرطان إلا أن تلك الأدوية هي الأبعد عن المتناول في الدول الأقل دخلا. وأجريت الدراسة في سبع دول وعرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاجو يوم الاثنين.
وأظهرت الدراسة أن أقل سعر للأدوية يوجد في الهند وجنوب أفريقيا إلا أنه بعد حساب السعر كنسبة من الدخل وحساب تكلفة المعيشة تبين أن أسعار أدوية السرطان هي الأبعد عن المتناول في الهند والصين.
وحسب الباحثين في مركز رابين الطبي في بتاح تكفاه بإسرائيل الجرعات المطلوبة شهريا من 15 دواء من العقاقير المنتجة باستخدام التركيبة الدوائية دون علامة تجارية وثمانية من العقاقير المنتجة بعلامة تجارية والتي تستخدم في علاج مجموعة واسعة من أنواع السرطان ومراحله. وحصلوا على الأسعار من مواقع إلكترونية حكومية في أستراليا والصين والهند وجنوب أفريقيا وبريطانيا وإسرائيل والولايات المتحدة.
ومع ارتفاع أسعار أدوية السرطان الحديثة تعلو الأصوات المطالبة بالخصومات من جانب السياسيين والعاملين بالرعاية الطبية وشركات التأمين والمرضى وبعض الأطباء. وتقول شركات الأدوية إنها بحاجة لتحقيق أرباح لدفع المليارات اللازمة للأبحاث في مجال الأدوية. وتوفر العديد من الشركات برامج منخفضة التكلفة أو مجانية لغير القادرين على دفع ثمن الأدوية.
واستعان الباحثون بالناتج المحلي الإجمالي وإحصاءات تكاليف المعيشة من صندوق النقد الدولي لتقدير مدى القدرة على تحمل تكاليف الدواء. وتراوح متوسط الأسعار الشهرية للأدوية ذات العلامة التجارية بين 1515 دولارا في الهند و8694 دولارا في الولايات المتحدة. وبالنسبة للأدوية المنتجة باستخدام التركيبة الدوائية دون العلامة التجارية كان متوسط الأسعار هو الأعلى في الولايات المتحدة إذ بلغ 654 دولارا وكان هو الأقل في جنوب أفريقيا إذ بلغ 120 دولارا وفي الهند بلغ 159 دولارا بحسب رويترز.
وفيما يتعلق بالقدرة على الشراء توصلت الدراسة إلى أن أدوية السرطان أكثر ما تكون في المتناول في استراليا. ولم تضع الدراسة في الحسبان تكاليف الأدوية التي تدفعها الحكومة أو شركات التأمين الصحي أو المرضى أنفسهم وفقا لنظام التأمين الصحي لكل دولة. ووفقا لتقرير أصدرته شركة (آي.إم.إس هيلث هولدينجز) سيتجاوز الانفاق العالمي على أدوية السرطان 150 مليار دولار بحلول عام 2020 مدفوعا بظهور أنواع جديدة باهظة الثمن تساعد جهاز المناعة على مهاجمة الأورام.
استراتيجية موحدة لمحاربة السرطان
وربما منح نوع جديد من أدوية السرطان يزيل العبء عن جهاز المناعة في الجسد شركات الأدوية مكاسب مذهلة في الحرب ضد المرض المميت لكن إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية تقول إن عددا أكبر مما ينبغي من شركات الأدوية يركز على النهج ذاته.
وكان الطبيب ريتشارد بازدور مدير قسم منتجات الأورام في إدارة الأغذية والعقاقير يشير إلى العلاجات المصممة لتعطيل البروتين بي.دي.-1 الذي تستخدمه الأورام لغزو جهاز المناعة. ووافقت إدارة الأغذية والعقاقير على مثل هذه العلاجات لشركات ميرك وبريستول-مايرز سكويب وروش. وتطور خمس شركات أدوية أخرى على الأقل عقارات مشابهة بحسب رويترز.
وقال بازدور لرويترز خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام في شيكاجو الأسبوع الماضي "ينبغي أن يسأل الناس أنفسهم.. هل سنكون أفضل حالا لو أنفقنا هذه الموارد في البحث عن أدوية أخرى جديدة؟" وأقر بازدور بأن نجاح قلة من شركات الأدوية في علاج السرطان في سوق العقاقير الذي تبلغ قيمته 110 مليارات دولار يغري المنافسين مواصلة تطوير علاجات مشابهة بدلا من الاستثمار بكثافة في مناهج جديدة. وقال "الأمر يتعلق بتقليص المخاطرة مثلما هو الحال في كل شيء في مجال تطوير الأدوية."
الليثيوم مفتاح الحياة لمدة أطول
ويستخدم الليثوم في مجال الطب النفسي إذ انه يساعد على وقف التقلبات المزاجية وقالت دراسة إن "دواء متداول في الصيدليات قد يكون مفتاح الحياة لمدة طويلة بالنسبة لذباب الفاكهة على الأقل". وأثبتت التجارب أن "جرعات خفيفة من الليثيوم أطالت حياة ذبابة الفاكهة في المختبرات".
ويقول العلماء إن " هذا الاكتشاف مشجع وقد يؤدي إلى التوصل إلى أدوية جديدة لمساعدة الناس للعيش لمدة أطول وبصحة أفضل".
ويستخدم الليثيوم في مجال الطب النفسي إذ انه يساعد على وقف التقلبات المزاجية، إلا أن له الكثير من الآثار الجانبية الخطيرة عند تناول جرعات عالية منه. ولا تعرف كيف تعمل مادة الليثيوم على المخ بصورة كاملة، إلا أنها تمكنت من إطالة حياة ذبابة الفاكهة من خلال منع إفراز مادة كيماوية تدعى GSK-3.
وقالت المشرفة على الدراسة، البروفسورة ليندا بارتريدج، إن " النتائج المشجعة التي حصلنا عليها جراء إعطاء ذبابة الفاكهة جرعات قليلة من الليثيوم تجعلنا نتطلع إلى دراسة مادة GSK-3 في الكثير من الحيوانات ، ونحن نأمل في تطوير عقار لاختباره على الإنسان". ونشرت نتائج هذه الدراسة في Cell Reports ، وجاء فيها أن " ذبابة الفاكهة عاشت 16 في المئة مدة أطول عندما أعطيت جرعات منخفضة من مادة الليثيوم". وبينت الدراسة أن "إعطاء ذبابة الفاكهة جرعات عالية من الليثيوم قصر من عمرها" بحسب رويترز.
وأوضحت مساعدة البروفسورة بارتريدج، الدكتورة إيفانا بيجدوف أن " إعطاء جرعات منخفضة من الليثيوم لذبابة الفاكهة لا تطيل عمرها فحسب بل تحمي الجسم من ضغوط الحياة وتمنعه من إفراز الدهون لدى ذباب الفاكهة الذي أعطي جرعات اضافية من السكر". ورأت كلير بيل من جمعية "باركنسون" البريطانية، وهي مؤسسة خيرية لمكافحة الشلل الرعاشي وتقديم الدعم لمصابيه، إن " نتائج هذا البحث واعدة، ليس لأنها تساعد في بناء جيل صحي كبير في السن بل لأنها تقدم رؤى قيمة في الطريقة التي قد تعالج فيها أو حتى منع عوامل الشيخوخة مثل باركنسون". وقد استخدم أملاح الليثيوم في الماضي لمعالجة أمراض مثل النقرس والصداع النصفي. وفي الطب الحديث، يستخدم الليثيوم لمعالجة تغييرات المزاج ويجري النظر أيضا لعلاج ضعف الذاكرة، إلا أن لديه الكثير من الآثار الجانبية الخطيرة لدى تناوله بجرعات عالية.
الصين تحقق مع شركات أدوية
من جهتها قالت إدارة الأغذية والأدوية في الصين إنها تجري تحقيقا مع ثلاث شركات لإنتاج المستحضرات الدوائية بشأن جرائم منها تداول أدوية مقلدة فيما تشن بكين حملة ضارية على الممارسات غير القانونية في البلاد وهي ثاني أضخم سوق للمستحضرات الدوائية في العالم. وقالت الإدارة إنها تجري تحقيقات مع شركات هوبي يونجفينغ ياويي وقانسو دادلي وقويتشو للصناعات الدوائية. وقالت الإدارة في بيان إن لديها شكوكا في أن هذه الشركات انتهجت أساليب غير قانونية لإنتاج الدواء وطلب منها سحب منتجاتها.
وتسعى الصين جاهدة لتنفيذ برنامج للرعاية الصحية لتحسين الدواء المنتج محليا فيما توعدت بالضرب بيد من حديد على منتجي الأدوية الرديئة المستوى. وتضمنت فضيحة كشف النقاب عنها في الآونة الأخيرة تجارة غير مشروعة في لقاحات منتهية الصلاحية أو من الدرجة الثانية بالسوق السوداء ما أثار الرأي العام وأبرز مدى هشاشة الجهات الرقابية.
وتشمل القضية لقاحات غير قانونية لعلاج الالتهاب السحائي والسعار وأمراض أخرى قيمتها حوالي 90 مليون دولار يشتبه في أنها بيعت بكميات في أقاليم صينية متفرقة منذ 2011. وامتنعت متحدثة باسم إحدى الشركات الثلاث عن التعليق على التحقيقات فيما لم ترد شركتان على مكالمات هاتفية أخرى بحسب رويترز.
وأعلنت حكومة الصين إنه سيجري تشديد الإشراف والرقابة على أسواق اللقاحات مع الاحتفاظ بسجلات أفضل عن العمليات الإنتاجية والتخزين والنقل وتغليظ العقوبة على مخالفي القوانين. وتشمل التعليمات الجديدة إخضاع اللقاحات لضوابط حكومية مشددة في منظومة توزيع الأمصال واللقاحات المستخدمة في برامج التطعيم القومية. ويعكس التحرك السريع نسبيا للصين في شن حملة أوسع نطاقا اتجاها لتحسين جودة الأدوية المنتجة محليا والتخلص من سمعة الفساد والتقليد وسوء المنتج التي تلوث في هذا القطاع.
لقاح مضاد للإنفلونزا أكثر فاعلية
ورجحت دراسة بريطانية حديثة أن اللقاحات المضادة لفيروس الإنفلونزا تكون أكثر فاعلية إذ أُخذت في الصباح الباكر مقارنة بفاعليتها عند التناول في الظهيرة. وأضافت الدراسة أن استجابة الأجسام المضادة تكون أقوى قبل الحادية عشرة صباحا. وأكدت أن عملية التطعيم تكون أكثر جدوى عندما يعمل جسم الإنسان على الوتيرة الطبيعية بعيدا عن حالات الإجهاد والتعب.
وتضمنت عينة الدراسة، التي اجراها فريق بحثي بجامعة برمنجهام، 300 حالة جميعهم فوق سن 65 سنة. ويسبب فيروس الإنفلونزا حالة من الإعياء الشديد، وأحيانا يؤدي إلى الوفاة بين كبار السن. وجُربت عمليات التطعيم باللقاحات المضادة للفيروس على مجموعتين من المفحوصين الذين تناولوا لقاحات مضادة لثلاثة فئات من الإنفلونزا. وكشفت نتائج التجربة على عينة الدراسة أن هناك زيادة كبيرة في تركيز الأجسام المضادة بعد شهر واحد فقط بين من تلقوا اللقاح في الصباح الباكر مقارنة بمن تناولوه في الظهيرة، وذلك في فئتين فقط من فئات الإنفلونزا التي تطعمت منها عينة الدراسة.
أما بالنسبة للفئة الثالثة، فلم يكن هناك فرق كبير بين تناول اللقاح في الصباح واستخدامه في الظهيرة. وقالت آنا فيليبس، الاستاذة بكلية الرياضة، والتدريبات، وإعادة التأهيل بجامعة برمنجهام والمشرفة على الدراسة: "تعتبر هذه الدراسة أول تجربة عشوائية لإعطاء اللقاحات في أوقات مختلفة، وتوفر أدلة علمية على أن التطعيم في الساعات الأولى من الصباح يعزز تركيز الأجسام المضادة واستجابتها مع اللقاحات المضادة للإنفلونزا" بحسب رويترز.
وأضافت: "نعلم أن هناك تفاوت في استجابة الجهاز المناعي للفيروس على مدار اليوم، لذا أردنا أن نكتشف أثر ذلك على استجابة الأجسام المضادة للقاح." وأكدت أن تمكن فريق البحث من الكشف عن فاعلية أقوى للقاحات عند تناولها في الصباح الباكر لن يمكنهم فقط من وضع استراتيجيات تحصين، بل سيساعد أيضا على تطوير تلك الاستراتيجيات. وارتفع عدد الوفيات بسبب الإنفلونزا من كبار السن هذا العام في بريطانيا مقارنة بالرقم المسجل العام الماضي.
وتشير إحصائيات إلى أن عدد من يموتون بسبب الإنفلونزا في بريطانيا من الفئة العمرية فوق 75 سنة يتزايد بشكل مستمر على مدار 12 سنة مضت، وهو ما يرجعه خبراء إلى غياب فاعلية التطعيم باللقاحات المضادة للإنفلونزا. وشهد الأشهر الثلاثة الأولى من 2015 أكبر عدد من حالات الوفيات المسجلة في بريطانيا، وهو ما تزامن مع ذروة انتشار فيروس الإنفلونزا. وبلغ هذا العدد حوالي 24065 حالة وفاة بسبب الإنفلونزا في الربع الأول من العام الماضي مقارنة بعدد الوفيات بسبب الفيروس عام 2014، والذي بلغ 11865حالة. وسُجلت تلك الزيادة في شهر يناير 2015 فقط عندما كان انتشار الفيروس في ذروته.
وقالت راشيل إدغار، الأستاذة بجامعة كايمبريدج إن "هذه الدراسة ثرية وتلقي الضوء على أن الاستجابة للقاحات فيروس الإنفلونزا الموسمية تعتمد على الوقت الذي تتم فيه عملية التطعيم. وترجح أيضا أن التطعيم باللقاحات المضادة يكون أكثر فاعلية إذا نُفذ في الصباح الباكر." وأضافت أن الأمر لا زال يحتاج إلى المزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت استراتيجية التطعيم باللقاحات المضادة للإنفلونزا في الصباح يضفي على العملية قدر أكبر من الكفاءة.
اخفاء الآثار الجانبية لعقار ثاليدومايد
من جهته ذكر تقرير أمرت ولاية نورد راين فستفاليا الألمانية بإعداده أن الشركة التي أنتجت ثاليدومايد وهو عقار سبب تشوهات لآلاف المواليد نفذت حملة تضليل متعمدة عندما اكتشف خبراء لأول مرة الآثار الجانبية الخطيرة للدواء. وجرى تسويق ثاليدومايد الذي طورته شركة جروننتال الألمانية في الأسواق الدولية للحوامل أواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات لعلاج الغثيان في الصباح. وبيع العقار تحت اسم كونترجان في ألمانيا وباسم ديستافال في أماكن أخرى. وأضر العقار بنحو خمسة آلاف شخص في ألمانيا وحدها منهم 2400 على قيد الحياة وولد العديد من الضحايا بدون أذرع أو أرجل وبأطراف مشوهة وبأضرار شديدة في الجهاز العصبي.
وقال فرانك شونروك المتحدث باسم جرونتتال "نأسف بشدة لمأساة ثاليدومايد وستظل دائما جزءا من تاريخنا" مضيفا أن الشركة تجري حوارا بناء ومتواصلا مع الضحايا. وقال إن الشركة ستجري تقييما للدراسة التي أمرت بإعدادها وزارة الصحة بولاية نورد راين فستفاليا وإنه لن يعلق في الوقت الراهن على محتوياتها.
وذكرت الدراسة التي أعدتها جامعة مونستر إنه بمجرد أن بدأ الخبراء في تحديد ارتباط بين العقار وأضرار في الجهاز العصبي خرجت الشركة بمعلومات مغلوطة عن عمد وأخفت ما لديها من معلومات عن الأضرار الجانبية للعقار. وقالت الدراسة إن الشركة هددت برفع دعاوى تعويض للحفاظ عليه في الأسواق بعدما حقق مبيعات كبيرة. ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من نتائج الدراسة.
نجاح دواء جديد للانسداد الرئوي
وقد أثبت دواء بريو الجديد الذي تنتجه شركة جلاكسو سميث كلاين ويؤخذ عن طريق الاستنشاق أنه أفضل بشكل كبير من الأدوية المعتادة في دراسة بريطانية أجريت على نطاق واسع اختبرت الدواء في الاستخدام اليومي معطية المنتج دفعة بعد فشله في تجربة سابقة أجريت في عام 2015. وقالت الشركة إن الدراسة- التي اختبرت بريو في ممارسات يومية بمختلف أنحاء بلدة سالفورد- أظهرت أنه الأفضل في تقليل نوبات صعوبة التنفس الخطيرة لدى مرضى يعانون داء الانسداد الرئوي المزمن بحسب رويترز.
ووجدت الدراسة التي أجريت على 2800 مريض أن هناك انخفاضا واضحا إحصائيا تصل نسبته إلى 8.4 بالمئة في معدل تفاقم المرض متوسط الشدة أو الحاد مقارنة بالمرضى الذين يتناولون الأدوية المعتادة. وتأتي تلك النتيجة الإيجابية بعد تجربة إكلينيكية أخرى أكثر تقليدية أجريت في سبتمبر أيلول وجدت أن بريو - الذي يسوق في أوروبا باسم ريلفار - فشل في إطالة عمر مرضى داء الانسداد الرئوي المزمن والذي يعرف أحيانا باسم رئة المدخن. وتجرى في الوقت الراهن دراسة ثانية مماثلة في سالفورد على مرضى الربو ومن المتوقع ظهور نتائجها في 2017.
دعم التكنولوجيا الحيوية تحقق ارباحا كبرى
من ناحيتها تتوقع مؤسسة ويلكوم تراست الطبية الخيرية جني الأرباح بعد موافقة السلطات الأمريكية المعنية على اختبار تشخيصي جديد للسرطان وهو أول منتج تجاري تموله المؤسسة منذ بيع حصتها في قطاع صناعة الأدوية إلى شركة جلاكسو عام 1995. وأظهرت الموافقة القانونية الأمريكية كيف باتت كبرى المؤسسات الخيرية الطبية في العالم مصادر هامة لتمويل الشركات المبتدئة في مجال التكنولوجيا الحيوية وتحقيقها للأرباح عندما تنجح الشركات الصغيرة التي تدعمها. وحققت مؤسسة بيل وميليندا جيتس في الآونة الأخيرة أرباحا حجمها 80 مليون دولار من بيع حصة في شركة أناكور للمستحضرات الصيدلانية وهي شركة دعمتها لأبحاثها عن الأمراض المهملة والتي اشترتها الآن شركة فايزر.
وتُعتبر مؤسسة جيتس بمنحة قدرها 40 مليار دولار أكبر مؤسسة خيرية في العالم في حين تملك مؤسسة ويلكوم استثمارات بقيمة 18 مليار جنيه استرليني (26 مليار دولار). وهذا الحجم يجعل من المؤسستين قوتين هائلتين في سوق الدواء العالمية بحسب رويترز.
وحصل اختبار السرطان الجديد واسمه التجاري اكسومين على الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الجمعة بعد أن طورته شركة بلو ايرث التي تملكها شركة سينكونا الذراع الاستثمارية لويلكوم في التكونولوجيا الحيوية. وسينكونا مستثمر كبير في العديد من الشركات الأخرى التي تطور منتجات مبتكرة توفر فوائد هائلة للمرضى وبينها شركتان تعملان على علاج جيني للعمى ومشاكل الكبد. وتهدف سينكونا التي تملك 250 مليون جنيه استرليني قابلة للاستثمار على المدى الطويل إلى تحقيق عائدات قد تساهم في تمويل أنشطتها الخيرية كما تركز على الاحتياجات الطبية الضرورية وتساعد الشركات التي يصعب عليها الحصول على تمويل. وتتبع مؤسسة جيتس الخيرية وسيلة مختلفة إذ أنها تستثمر وفقا للبرنامج عبر تشجيع رجال الأعمال والشركات على السعي لتبني أفكار تخدم الصالح العام دون أن تكون غايتها الرئيسية تحقيق الأرباح.
لكن شركة جيتس حققت في صفقة شركة أناكور أرباحا مالية كبيرة بفضل ارتفاع ثمن حصتها نظرا لنجاح شركة الأدوية. وباعت المؤسسة 99 في المئة من حصتها في مقابل 86.7 مليون دولار في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أي أكثر 17 مرة من استثمارها الأساسي فيها عام 2013 والذي بلغ حينها خمسة ملايين دولار.
منافسة ام معركة لإنتاج البدائل الحيوية
في سياق اخر تتصارع أكبر شركتين للأدوية في سويسرا على إنتاج نسخ أقل سعرا من الأدوية الحيوية المكلفة وهو أحد الأسباب وراء تفكير نوفارتس في بيع حصتها التي تبلغ قيمتها 14 مليار دولار في منافستها روش. وتنتظر نسخة من عقار ريتوكسان الذي يعالج سرطان الدم والذي أنتجته روش موافقة أوروبية وتريد نوفارتس أن تنال نصيبا من المبيعات التي بلغت العام الماضي سبعة مليارات فرنك سويسري (7.1 مليار دولار).
لكن روش صعدت المعركة بإنتاج عقار جديد تحت اسم جازيفا تقول إنه أفضل ريتوكسان. ويبرز هذا استراتيجيات الشركتين المختلفة اختلافا بينا. فبعيدا عن إنتاج نوفارتس من الأدوية الجديدة تراهن الشركة العملاقة على أن البدائل الحيوية الأقل تكلفة التي تنتجها وحدتها ساندوز يمكن أن تجتذب الأرباح التي يجنيها منافسوها بينما ينصب تركيز روش على إنتاج أدوية جديدة لمواجهة ذلك. والبدائل الحيوية هي النسخ اللاحقة من المنتجات الدوائية البيولوجية التي يجري إنتاجها بعد انتهاء براءة اختراع المنتج الأصلي.
وقال رئيس نوفارتس التنفيذي جو جيمينيز الأسبوع الماضي "هل ينعكس ذلك الفكر على حصتنا في روش؟ بلى بالتأكيد." وأضاف أنه سيحقق "واحدة من أفضل عمليات المبيعات لأدوية الأورام" للتغلب على عقار ريتوكسان في أوروبا بحلول العام المقبل. واشترت نوفارتس ثلث أسهم روش التي يتمتع حاملوها بحق التصويت في أوائل الألفية الجديدة خلال محاولة فاشلة للاندماج. ومع تفكير جيمينيز في الانسحاب من روش تخلى عن المطالب بحصول نوفارتس على عائد إضافي مقابل هذه الحصة.