للوقاية من الاكتئاب.. العلاج الذهني أم الفطر السحري؟
مروة الاسدي
2016-06-13 01:35
الاكتئاب أحد أشكال المرض العقلي الأكثر شيوعا ويؤثر على أكثر من 350 مليون شخص في أنحاء العالم، وتصنفه منظمة الصحة العالمية باعتباره السبب الرئيسي للعجز على مستوى العالم، ويشمل العلاج عادة إما الأدوية أو شكلا ما من العلاج النفسي أو الجمع بين الأسلوبين، ولكن حوالي نصف الذين عولجوا من الاكتئاب لا يستطيعون التحسن باستخدام المستوى الأول من مضادات الاكتئاب كما أن حوالي ثلث المرضى مقاومون لكل الأدوية المتاحة، ولم يكن الأطباء قادرين إلى الآن على معرفة ما إذا كان المريض سيستجيب لمضاد الاكتئاب الذي يقترحونه أم سيحتاج خطة علاج أقوى منذ البداية، ونتيجة لذلك كان المرضى يعالجون غالبا بأسلوب التجربة والخطأ بتجربة عقار بعد عقار لشهور ولا يشهدون غالبا تحسنا في الأعراض، في احدث تطور لعلاج الاكتئاب، أوضحت دراسة جديدة أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المتكرر فإن تغيير الصور السلبية عن الذات من خلال العلاج الذهني قد يساعدهم أكثر من أي نوع آخر من العلاج، ويركز العلاج المعرفي على أن تحل أنماط بناءة من التفكير محل أنماط التفكير السلبية، ويركز التأمل الذهني على إدراك الأفكار والمشاعر الواردة وقبولها دون الاستجابة لها.
ضمن اطار الموضوع وفق دراسة حديثة أجراها فريق دولي من الباحثين، وُجِدَ أن حالات الاكتئاب تؤثر بشكل مباشر على الجسم والعقل على حد سواء، كما أنها تؤدي إلى خلل في الطريقة التي تُمكن الجسم من مهاجمة الجزيئات الضارة.
يؤدي الاكتئاب بالأساس إلى تغير فيما يعرف بـ"الإجهاد التأكسدي"، حيث يُسبب ذلك خللاً في إنتاج الجزيئات الحرة، ويؤثر بشكل مباشر على قدرة الجسم على التعامل معها ومع المواد المضادة للأكسدة، حيث تقول الدراسة في النهاية، إن الاكتئاب يمكن معاملته كمرض يؤثر على الصحة الجسمانية والعقلية للشخص المصاب به.
على الصعيد نفسه قال علماء إن أعراض الاكتئاب التي تتزايد تدريجيا بمرور الوقت لدى المتقدمين في السن قد تشير لعلامات مبكرة لمرض الخرف، من جهتها باحثة في علم النفس بجامعة واشنطن "تشير هذه دراسة حديثة إلى أن إساءة معاملة الطفل والصدمات لا تساعد وحسب في توقع زيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب المزمن عند البلوغ بل تقلص أيضا من احتمالات الاستجابة للعلاج بمضادات الاكتئاب".
فيمل تشير دراسة أمريكية شملت عينة صغيرة الحجم إلى أن كبار السن الذين يعانون من فقدان حاد في السمع قد يساعد زرع قوقعة أذن لهم على تحسين أعراض الاكتئاب.
في سياق متصل أوضحت دراسة جديدة أن ليلة من الأرق قد تؤدي إلى الحد من الشعور بالاكتئاب في اليوم التالي إلا أن عدم أخذ قسط كاف من النوم لفترة طويلة يرتبط بالإصابة باكتئاب أسوأ لدى الشابات، الى ذلك طور علماء اختبارا للدم يمكنه التنبؤ بما إذا كان مريض الاكتئاب سيستجيب لمضادات الاكتئاب الشائعة وهو اكتشاف قد يجلب حقبة جديدة للعلاج المصمم ليناسب كل حالة على حدة.
على صعيد ذي صلة قال علماء إن مادة السيلوسيبين وهي المادة المخدرة في الفطر السحري ربما تكون ذات يوم علاجا فعالا للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب الحاد والذين لا تحقق معهم وسائل علاجية أخرى أي نجاحـ وينمو الفطر السحري في جميع أنحاء العالم ويستخدم منذ العصور القديمة لأغراض غير طبية وفي الطقوس الدينية.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 350 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب وهو اضطراب ذهني شائع من أعراضه الحزن واللامبالاة والإرهاق والشعور بالذنب والتقدير المنخفض للذات والنوم المتقطع وفقدان الشهية وقلة التركيز.
وفقا لكبير الباحثين ويلم كويكن من جامعة أوكسفورد البريطانية فإن مزج أساليب العلاج الذهني بالعلاج المعرفي ينبغي أن يكون خيارا بالنسبة للمرضى، وقال كويكن لرويترز هيلث في رسالة بالبريد الإلكتروني "الأمر يتعلق بالخيار بالنسبة للمرضى وإضافة خيار آخر للأشخاص المعرضين بشكل كبير للإصابة بالاكتئاب مرة أخرى كي يظلوا بحالة جيدة على المدى الطويل"، وقال ريتشارد ديفيدسون الذي كتب الافتتاحية المصاحبة للدراسة "عندما يتم المزج بين العلاج الذهني والعلاج المعرفي فإن أحد الأشياء التي نشهدها هي تدريب الناس على اعتبار أفكارهم مجرد أفكار وألا يقعوا في شراكها". بحسب رويترز.
وحلل فريق البحث بيانات 1258 مشاركا من تسع تجارب عشوائية محكومة قارنت بين العلاج المعرفي المستند إلى العلاج الذهني بأشكال أخرى من العلاج للاكتئاب المتكرر بين الأشخاص الذي خرجوا بشكل كامل أو جزئي من حالة اكتئاب، وبشكل عام فإن الأشخاص الذين تلقوا العلاج الذهني المعرفي كانوا أقل عرضة بنسبة 31 في المئة للإصابة بالاكتئاب مرة أخرى بعد 60 أسبوعا مقارنة بأشخاص تلقوا أشكالا أخرى من العلاج.
وكان هذا النوع من العلاج مفيدا بغض النظر عن العمر والجنس والتعليم والحالة الاجتماعية، لكن فائدته تجلت بشكل واضح بين الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب الحاد مقارنة بأنماط أخرى من العلاج.
الاكتئاب قد يصيبك بالأمراض العضوية والعقلية!
حسب تقرير أعدته صحيفة الإندبندنت البريطانية، لدراسة التغيرات التي يُحدِثها الاكتئاب على الجسم، قام فريق الباحثين من جامعة غرناطة الإسبانية بإجراء إعادة تحليل لـ29 دراسة سابقة تضمنت 3961 حالة.. النتائج التي توصل إليها الفريق ونشرت في مجلة Journal of Clinical Psychiatry الدورية العلمية، أظهرت أن مرضى الاكتئاب الذين تم علاجهم، والذين كانوا يواجهون مشكلة في استعادة معاملات الأكسدة، انضبطت مستوياتها لديهم فيما بعد لتصل إلى مستواها الطبيعي في الدم.
وقال برايان دو، مدير العلاقات الخارجية لإحدى الجمعيات الخيرية للصحة النفسية، إن الدراسة يمكن أن تكون بمثابة حجر الأساس في فهم العلاقة بين الصحة الجسدية والنفسية، ويضيف "لقد كان واضحاً دائماً أن العلاقة بين الصحة الجسدية والنفسية وثيقة، فإن كان لديك مرض جسدي مزمن، تتأثر حالتك النفسية بشكل واضح. وبالمثل، إن كان لديك أمراض نفسية فإنها غالباً ما تؤثر على صحتك الجسدية. حالياً، يقل معدل أعمار أولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية حادة بـ20 عاماً عن غيرهم ممن لا يواجهون مثل تلك المشاكل". بحسب هافينغتون بوست عربي.
وأضاف دو "يتعامل النظام الصحي مع كلتا الحالتين بشكل منفصل، إلا أننا يجب أن نطور فهمنا العلمي للحالات، ولا يجب أن نفصل الأمرين عن بعضهما، فخدمات الصحة الجسدية والنفسية يجب أن تُقدم معاً للتأكد من أن يتلقى الشخص العلاج المناسب الذي يحتاجه بالأساس".
بدوره، قال أنطونيس كوزوليس، مسؤول برامج التطوير بمنظمة الصحة النفسية، "في الوقت الذي وجدت فيه عدة دراسات علاقة مباشرة بين إجهاد الأكسدة ومشاكل الصحة العقلية، لا نعرف سبب العلاقة تحديداً حتى الآن؛ ولهذا السبب تعتبر الدراسات التي تتناول تحليلاً لدراسات سابقة -مثل الدراسة المذكورة- تعد مصدراً مهمًّا للغاية في البحث عن الأدلة في هذه النقطة"، وأضاف "لم نتمكن بعد من الوصول إلى تفسير كامل للعلاقة بين الاكتئاب وبعض الأمراض الجسدية مثل السرطان، على الرغم من أن 1 من كل 4 مرضى بالسرطان مصاب بالاكتئاب. الاختلالات في النظم بشكل عام مترابطة، إلا أن ما يكشفه هذا البحث قد يقودنا نحو المزيد من تفسيرات تلك الروابط".
خطر الإصابة بالخرف
وتوصلت دراسة إلى أن الأشكال الأخرى من الأعراض مثل الاكتئاب المزمن قد لا يكون لها علاقة، ودرس باحثون هولنديون أشكالا مختلفة لتطور الاكتئاب لدى كبار السن بمرور الوقت وكيف يرتبط ذلك بأية مخاطر، وانتهوا إلى أن تدهور الاكتئاب قد يكون مؤشرا على مرض الخرف، وتتبع البحث، الذي نشر في دورية لانسيت للأمراض النفسية، أكثر من 3 آلاف شخص تبدأ أعمارهم من 55 عاما ويعيشون في هولندا.
وكان جميعهم يعانون من الاكتئاب لدى بدء الدراسة لكن دون أي أعراض للخرف، وقال الدكتور م. عرفان إكرام، من المركز الطبي لجامعة إيراسموس في روتردام بهولندا، إن الأعراض الاكتئابية التي تتزايد تدريجيا بمرور الوقت قد تكون أفضل مؤشر مسبق على حدوث إصابة بالخرف في وقت لاحق بالمقارنة بالاشكال الأخرى للاكتئاب، وأضاف قائلا:"هناك عدد من التوضيحات المحتملة منها أن الاكتئاب والخرف قد يكونا عرضين لمرض آخر، أو أن زيادة الأعراض الاكتئابية هي بداية الخرف لدى كبار السن".
فالمجموعة التي عانت من أعراض تزايد الاكتئاب بمرور الوقت هي فقط التي تزايد بينها خطر الإصابة بالخرف. فنحو شخص من كل خمسة في هذه المجموعة ( 55 من 255) عانى من الخرف، في حين أن الآخرين الذين تراجعت لديهم أعراض الاكتئاب أو ظلت على حالها تضاءل بينهم خطر الإصابة.
فعلى سبيل المثال، أولئك الذين عانوا مستويات منخفضة ولكن مستقرة من الاكتئاب أصيب نحو 10 بالمئة منهم بالخرف، وتظل الطبيعة الدقيقة لعلاقة الاكتئاب بخطر الإصابة بالخرف غير معروفة، فهما يحدثان عادة معا، ولكن الدراسة الهولندية من بين أول الدراسات التي تنظر في الأنماط المختلفة من أعراض الاكتئاب.
وقالت الدكتورة سايمون ريبرموند، من جامعة نيوساوث ويلز بسيدني في أستراليا، إن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لفهم العلاقة، وأضافت في مقالة متصلة بالموضوع في مجلة لانسيت أن "التركيز على عوامل أسلوب الحياة مثل النشاط البدني والشبكات الاجتماعية، وعوامل المخاطر الحيوية مثل أمراض الأوعية الدموية والتركيز العالي لهرمونات التوتر والتغيرات العصبية المرضية قد يجعلنا نقترب خطوة نحو علاج جديد واستراتيجيات وقائية."
ويتنوع الاكتئاب بدرجة كبيرة من شخص لآخر. فبعض الناس يعانون الأعراض الاكتئابية لوقت قصير، والبعض الآخر يتعرض لانتكاسات، والبعض الثالث يعاني الاكتئاب طول الوقت.
وقال دكتور سيمون ريدلي، مدير مركز بحوث الزهايمر البريطاني، إن أي شخص يشعر بقلق إزاء أي من هذه الحالات عليه الحصول على مساعدة، وأضاف قائلا إن "نتائج الدراسة تشير إلى أن المستوى المنخفض للاكتئاب قد لا يطور مرض الخرف، ولكن تدهور الأعراض لمن هم فوق 55 عاما قد يكون مؤشرا مبكرا على أمراض مثل الزهايمر"، وتابع :"من المهم تذكر أن عددا محدودا نسبيا من الناس الذين عانوا أعراض الاكتئاب ظهر لديهم مرض الخرف خلال الدراسة التي استغرقت 11 عاما، ولكن أي شخص يشعر بالقلق حول أي من هذه الحالات عليه التحدث إلى طبيب".
زراعة قوقعة الأذن
تشير دراسة أمريكية شملت عينة صغيرة الحجم إلى أن كبار السن الذين يعانون من فقدان حاد في السمع قد يساعد زرع قوقعة أذن لهم على تحسين أعراض الاكتئاب، وقال كبير معدي الدراسة الدكتور فرانك أر.لين من مركز الشيخوخة والصحة في معهد جونز هوبكنز الطبي في بالتيمور "من المعروف منذ فترة طويلة أن فقدان السمع عامل قد يسهم في أعراض الاكتئاب لدى البالغين"، وقال لين لرويترز هيلث عبر البريد الالكتروني "في دراستنا سجل المرضى الذين زرعت لهم قوقعة (والذين كانوا يعانون من ضعف أكثر حدة في السمع في البداية) نتائج في اختبار الاكتئاب أسوأ ممن حصلوا على أجهزة مساعدة للسمع.
"وأظهرت كل من المجموعتين تحسنا في نتائج اختبار الاكتئاب بعد العلاج ولكن التحسن في أعراض الاكتئاب في المجموعة التي زرعت لها قوقعة كان كبيرا"، ويقول فريق الدراسة إن أبحاث سابقة ربطت ضعف السمع بخطر الإصابة بالاكتئاب وبأسباب مختلفة محتملة للإصابة به من بينها تأثير فقدان السمع على العزلة الاجتماعية والوحدة وزيادة الاعتماد على شخص يتولى رعايته وفي نهاية الأمر إلى تدهور نوعية الحياة. بحسب رويترز.
وتابع الباحثون 113 شخصا كانت أعمارهم 50 عاما أو أكبر يعانون من فقد السمع وحصلوا على أجهزة تساعدهم على السمع أو زرعت لهم قواقع بالأذن فيما بين عامي 2011 و2014. وأكمل المشاركون استبيانات لتحديد مستوى اكتئاب الشيخوخة قبل حصولهم على أجهزة تساعد على السمع ومرة أخرى بعد ستة أشهر و12 شهرا بعد حصولهم على هذه الأجهزة، وتم تصنيف الاكتئاب وفقا لمقياس يبدأ من صفر وحتى 15 بحيث تشير الدرجة الأعلى إلى قدر أكبر من أعراض الاكتئاب.
واعتبر فريق الدراسة تسجيل خمس نقاط أو أكثر "مؤشرا على الاكتئاب." وأشاروا إلى أن ثمانية ممن زرعت لهم قواقع وخمسة ممن حصلوا على أجهزة تساعد على السمع سجلوا نقاطا تدخل في نطاق الاكتئاب، وكان نصف المشاركين تزيد أعمارهم عن سبعين عاما. وفي بداية الدراسة كانت مؤشرات الاكتئاب منخفضة بشكل عام بين الأشخاص الذين حصلوا على أجهزة سمع على نحو أكبر ممن زرعت لهم قواقع مع تسجيل مجموعة أجهزة السمع 1.5 نقطة في المتوسط ومجموعة زرع القواقع 2.6 في المتوسط.
وبعد ستة أشهر تراجعت نقاط الأشخاص الذين زرعت لهم قواقع بنسبة 31 في المئة إلى 1.8 في المتوسط في حين سجلت مجموعة أجهزة السمع 1.1 في المتوسط بتراجع 28 في المئة وذلك وفقا للنتائج التي نشرت في دورية جاما لطب الأذن والحنجرة على الانترنت، وعند تمام 12 شهرا حقق الأشخاص الذين زرعت لهم قواقع مزيدا من التقدم حيث بلغت نسبة التراجع في مؤشرات أعراض الاكتئاب 38 في المئة بالمقارنة من حالتهم قبل زرع القواقع، وفي النهاية قال لين إن كثيرين يعتقدون أنه مادام فقد السمع أحد الملامح العادية للشيخوخة فهو لا يعد مشكلة خطيرة ولكن فقد السمع يمكن أن تكون له آثار مهمة وضارة على صحتنا وعلى أداء وظائفنا بشكل عام ومن بينها التدهور الإدراكي والخرف والاكتئاب"، وقال "الأهم هو أن علاج فقد السمع قد يحدث فرقا بالنسبة لكثيرين ممن يعانون من فقد السمع".
الأرق المزمن يزيد الاكتئاب لدى الشابات
قال ديفيد ايه. كالمباتش المشرف على الدراسة بكلية الطب بجامعة ميشيجان في آن أربور "الرسالة بشكل عام هي أن قلة النوم والحرمان من النوم الجيد يؤديان إلى حالة مزاجية سيئة وهو ما يزيد النوم سوءا"، وأضاف أن هذه العلاقة كانت واضحة لدى الشابات اللاتي يتمتعن بصحة جيدة وليس فقط لدى من يعانين من الأرق أو الاكتئاب، وشملت الدراسة 171 طالبة جامعية وجرت على مدار أسبوعين وبدأت بسؤال كل طالبة بشكل مباشر وتقييم مستويات القلق والاكتئاب ومتابعة ذلك بتقرير يومي تقدمه كل طالبة عن حالتها المزاجية وشعورها بالقلق. وقدمت الشابات أيضا تقريرا عن فترة نومهن والوقت الذي احتجن له حتى يستغرقن في النوم ومعدلات جودة النوم كل ليلة.
وفي المتوسط تراوح نوم النساء بين سبع ساعات و22 دقيقة كل ليلة وكن بحاجة إلى 21 دقيقة للاستغراق في النوم. وفي المجمل ذكرن أن معدل نومهن كل ليلة "مقبول"، وفي بداية الدراسة جرى تصنيف ثلث النساء على أنهن في نطاق "خطر" الإصابة بالاكتئاب وجرى تصنيف 17 في المئة على أنهن في حالة قلق بالغة، والنساء اللائي سجلن معدلات نوم أقل كل ليلة على مدار الأسبوعين كن أقرب إلى الإصابة باكتئاب بالغ أو عدم القدرة على التمتع بالأشياء، وقال كالمباتش إن ليلة من الأرق قد تحسن المزاج في اليوم التالي ولكن لسوء الحظ فان الآثار العلاجية لها لا تدوم طويلا ولأن الحرمان المزمن من النوم يزيد من الشعور بالاكتئاب فان آثاره العلاجية على الاكتئاب متواضعة على أفضل تقدير.
ارتباط البلوغ المبكر للفتيات بالاكتئاب
تشير دراسة صينية إلى أن الفتيات اللائي يصلن للبلوغ وتنمو صدورهن قبل غيرهن ربما يزيد لديهن خطر الاكتئاب أيضا، وحلل باحثون بيانات بشأن توقيت البلوغ واكتئاب المراهقين بالنسبة لنحو 5800 طفل وُلدوا في هونج كونج في 1997، وقال الباحثون في دورية طب الأطفال إنه بالنسبة للذكور فإن توقيت نمو الأعضاء التناسلية ليس له صلة بوجود الاكتئاب، لكن بالنسبة للإناث فان كل سنة زيادة في السن في وقت نمو صدورهن مرتبط باحتمال تراجع الاكتئاب بنسبة 17 في المئة حسبما تقول الدراسة.
وقالت ماري سكولنج وهي باحثة في جامعة هونج كونج ومدرسة (سي.يو.ان.واي) للصحة العامة وسياسة الصحة في نيويورك إن "نمو الصدر لدى الفتيات أوضح من نمو الأعضاء التناسلية لدى الفتيان"، وأضافت عبر البريد الالكتروني "نمو الصدر لدى الفتيات ربما مرتبط بشكل أقوى بظهور أنهن كبرن وأصبح لهن دور اجتماعي أكثر نضوحا وهو ما يصعب عليهن التكيف معه". بحسب روريترز.
ولفهم الصلة بين توقيت البلوغ واكتئاب المراهقين راجع الباحثون الملفات الصحية بشأن نمو الأعضاء التناسلية للأطفال وبيانات من استبيانات بشأن الاكتئاب أكملها المشاركون وآباؤهم عندما كان عمر المراهقين 14 عاما تقريبا في المتوسط.
وقالت كارولين مكارثي وهي طبيبة أطفال وباحثة نفسية في جامعة واشنطن ومعهد سياتل لأبحاث الأطفال والتي لم تشارك في هذه الدراسة إن "هذه الدراسة تتوافق إلى حد كبير مع دراسة أوسع تشير إلى أن الفتيات اللائي يصلن إلى سن البلوغ مبكرا يواجهن خطرا أكبر بالتعرض لعدد من مشكلات الصحة السلوكية بما في ذلك اضطراب الأكل"، وأضافت "زيادة خطر الاكتئاب المرتبط بالنمو المبكر لا تنطبق على الأولاد وهو الأمر الذي قد يعود للاختلافات البيولوجية في عملية البلوغ أو لحقيقة أن النضج الجسدي بالنسبة للأولاد يعد بشكل عام تجربة إيجابية من الناحية الاجتماعية".