صحة المرأة.. السمنة أكبر خطر والرياضة أفضل علاج

مروة الاسدي

2015-12-30 12:06

يبدو ان من ابرز الاختلافات بين الرجل والمرأة هو ما يتعلق بالصحة، إذ يؤثّر نوع الجنس، بشدّة، في صحة الإنسان وذلك بسبب الاختلافات البيولوجية وغيرها من الاختلافات القائمة بين الجنسين. ومن الأمور المثيرة للقلق بوجه خاص صحة النساء والفتيات، ذلك أنّهن يعانين، في كثير من المجتمعات، من الحرمان جرّاء التمييز الذي يواجهنه والذي تمتد جذوره إلى عوامل اجتماعية ثقافية.

ويرى بعض المتخصصين ان جسم المرأة يختلف تشريحيا في بعض أجزائه عن الرجل، مما يجعلها عرضة لأمراض لا تصيب الرجال، ولعل من ابرز الكوارث الصحية التي تصيب النساء هي السمنة التي تعد الخطر الأكبر الذي يهدد صحة المرأة والأجيال القادمة، حيث تؤثر السمنة على صحة المرأة أثناء الحمل، ومن ثم صحة الجنين، حيث أن صحة الأم أثناء الحمل لها تأثير على صحة الطفل في حياته لاحقا، إذ تؤثر على الظروف التي يعيشها الجنين داخل الرحم، ومن ثم تسبب مضاعفات خطيرة على صحته، من بينها الإصابة بمرض السكري، كما تزيد السمنة من خطر الإصابة بالكثير من الأمراض، من بينها سرطان الثدي، مرض السكري، وأمراض القلب.

على صعيد ذي صلة يبدو ان للرضاعة الطبيعية فوائد غير صحية فقد توفر ملايين الدولارات من تكاليف الرعاية الصحية، وهذا ما قاله باحثون "إنه يمكن توفير الكثير من أموال الرعاية الصحية اذا أرضعت المزيد من النساء أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة أربعة أشهر على الاقل علاوة على الفوائد الصحية للأم والرضيع، فيما اشارت دراسات سابقة إلى أن مشاكل المعدة والعيون والجهاز التنفسي شائعة أكثر بين الاطفال الذين يتغذون على ألبان صناعية. وفي الدراسة الجديدة يقول الباحثون إن الرضاعة الطبيعية ستوفر تكاليف علاج هذه المشاكل لهيئة الرعاية الصحية الوطنية البريطانية، كما اشار الباحثون إلى الابحاث التي تظهر تراجع الاصابة بسرطان الثدي بين الامهات اللاتي يحافظن على الرضاعة الطبيعية.

في حين ان الرياضة قد تحسن الأداء الجنسي للمصابات بتكيس المبيض، فقد ذكر الباحثون أن التغيرات الجسدية وتحسن المزاج والشعور بقدر أقل من القلق تؤدي إلى تحسن الأداء الجنسي وتخفيف الألم بين النساء اللواتي يعانين من هذا الخلل الهرموني، بينما قالت دراسة جديدة إن النساء في منتصف العمر تزداد مخاطر اصابتهن بأمراض القلب والسكري لكن العوامل الاجتماعية تلعب دورا كبيرا في هذا الأمر، في السياق نفسه تشير دراسة أخرى الى أنه على الرغم من أن التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الطمث تصيب الكثير من النساء بأعراض متشابهة فإن الاختلافات الثقافية يمكن أن تؤثر على ما يشعرن به في هذه المرحلة من العمر، وينقطع الطمث عند النساء في سن ما بين 45 و55 عاما. ومع انخفاض إنتاج المبايض لهرموني الاستروجين والبروجسترون في السنوات السابقة لانقطاع الطمث يمكن أن تواجه النساء أعراضا مثل عدم انتظام الدورة الشهرية والجفاف المهبلي وتقلب المزاج والأرق، الى ذلك توصلت دراسة أمريكية إلى أن تناول التوت الأزرق يوميا يمكن أن يخفض ضغط الدم المرتفع لدى النساء خلال فترة منتصف العمر، وأضافت أن ضغط الدم لدى النساء اللاتي أكلن التوت الأزرق المجفف لمدة شهرين انخفض كما زادت مستويات مادة كيماوية تؤدي إلى استرخاء جدران الأوعية الدموية، كما أفادت دراسة حديثة بان التدخين والتدخين السلبي يرتبطان بالعقم وانقطاع الطمث المبكر لدى النساء، وقال الباحثون إنه بالمقارنة بالنساء اللائي لم يدخنْ قط وأولئك اللاتي لم يتعرضن سوى للحد الأدنى من التدخين السلبي فان من مررن بتجربة التدخين أو التدخين السلبي بدرجة مكثفة أكثر عرضة لعدم الانجاب ولانقطاع الطمث قبل سن الخمسين، فيما يلي ادناه اهم الدراسات والابحاث رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول صحة المرأة.

في سياق متصل حذرت السيدة سالي ديفيس، مديرة الخدمات الطبية في انجلترا، من أن السمنة هي الخطر الأكبر الذي يهدد صحة المرأة والأجيال القادمة، وفي تقريرها السنوي، الذي يركز على المرأة هذا العام، قالت إن مواجهة السمنة يجب أن تكون أولوية وطنية للحد من "الكوارث الصحية المتزايدة"، وأنه يجب على قطاع صناعة الأغذية التعاون أو مواجهة ضريبة على السكر، كما طالبت ديفيس بإجراءات أفضل لمواجهة سرطان المبيض، ومناقشة مرض سلس البول بشكل أكثر انفتاحا، وعن السمنة، قالت إنها أمر شديد الخطورة، ويجب أن تكون أولوية لكل السكان، والنساء خاصة لأن السمنة تقصر أعمارهن.

وفي عام 2013، أظهرت إحصائية أن 56.4 في المئة من الانجليزيات بين 34-44 عاما يعانين من السمنة، وكذلك 62 في المئة ممن تقع أعمارهن بين 45-54 عاما، وقالت ديفيس لـ بي بي سي: "صار لزاما على المصنعين أن يعيدوا تشكيل سياساتهم. يجب أن تتوقف المتاجر عن تقديم عروض على الطعام غير الصحي، ووضعه قرب أبواب الخروج، وكذلك الحد من الدعاية له. الأمر وصل ذروته، وإذا لم يستجب قطاع الصناعات الغذائية، يجب أن نناقش فرض ضريبة على السكر"، طالب التقرير بإعادة هيكلة قطاع صناعات الأغذية، والتعاون للحد من الدعاية للطعام غير الصحي.

كما أشارت ديفيس إلى تأثير السمنة على صحة الأم أثناء الحمل، إذ تشير الأبحاث إلى أن السمنة تزيد من احتمال الإجهاض والولادة المبكرة، كما نفت ديفيس صحة ما يشاع من أن المرأة الحامل يجب أن تأكل ضعف الكمية المعتادة، وقالت إن الأهم هو اتباع نظام غذائي صحي من الخضروات والفاكهة، وتجنب تناول الكحول.

وبحسب نيك فاينر، الأستاذ بمعهد علوم القلب بيونيفرسيتي كوليدج لندن، فإن السمنة "تتسبب في تكلفة اقتصادية كفيلة بأن تُفلس الخدمات الصحية الوطنية"، كما يقدم التقرير 17 من التوصيات في عدد من مجالات صحة المرأة، من بينها توصية بحضور نوع جديد من العلاج النفسي لمن يعانون من اضطرابات في عادات تناول الطعام، وطالب التقرير بتوفير علاج أفضل لسرطان المبيض، الذي يتسبب في وفاة عدد كبير من النساء أكثر من أي سرطان آخر. وأوصت بإطالة مدة العمليات الجراحية للتأكد من استئصال الورم بالكامل، كذلك أكد التقرير على ضرورة زيادة الوعي بمشاكل النساء المتعلقة بموضوعات كسلس البول، وانقطاع الطمث. وأوصى بأن يسمح رؤساء العمل للنساء بمناقشة أعراض انقطاع الطمث بدون خجل، مما من شأنه تقليل أيام الأجازات المرضية، وتحسين حالتهن في مكان العمل.

الرضاعة الطبيعية قد توفر ملايين

قال باحثون بريطانيون إنه يمكن توفير الكثير من أموال الرعاية الصحية اذا أرضعت المزيد من النساء أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة أربعة أشهر على الاقل علاوة على الفوائد الصحية للأم والرضيع، وقال سوبهاش بوخريل خبير الاقتصاد الصحي بجامعة برونيل في لندن الذي قاد الدراسة "تظهر الدراسات أن هناك موقفا عاما غير متعاطف في الغالب تجاه الرضاعة الطبيعية خارج المنزل وقبولا للتغذية بالالبان الصناعية كوسيلة طبيعية وآمنة لتغذية الاطفال ونقصا في الخبرة والمعرفة بين العاملين في مجال الصحة بالرضاعة الطبيعية"، وقال بوخريل في رسالة بالبريد الالكتروني لنشرة رويترز هيلث "يتقيد اختيار النساء للبدء في الرضاعة الطبيعية أو الاستمرار فيها بالثقافة والمجتمع الذي يعشن فيه". بحسب رويترز.

وتوصل فريق الباحثين إلى أنه اذا زادت نسبة الرضع الذين يحصلون على رضاعة طبيعية في وحدات حديثي الولادة ببريطانيا إلى 75 بالمئة مقارنة بالنسبة الحالية وهي 25 بالمئة فان الدولة ستوفر 6.12 مليون جنيه استرليني (9.6 مليون دولار) تنفق على مشكلة التهاب الامعاء التي يصاب بها الاطفال المبتسرون.

الرياضة قد تحسن الأداء الجنسي

أظهرت دراسة برازيلية إن تقوية عضلات الذراعين والساقين والجذع قد تجعل ممارسة الجنس أقل ألما وأكثر متعة للنساء اللواتي يعانين من تكيس المبايض، وقالت الدكتورة كاثرين شريف مديرة مركز الرعاية الصحية للنساء في جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا التي لم تشارك في الدراسة "إنها دراسة مهمة لأن القليل من الدراسات يتناول الوضع الجنسي لدى المرأة ولانها تطرح أسئلة بشأن دور الرياضة في معالجة الاكتئاب والقلق والممارسة الجنسية"ـ وشملت الدراسة نساء ذوات وزن عادي وأخريات يعانين من زيادة الوزن ذكرن أن مشاكل زيادة الوزن تترافق مع هذا الخلل الهرموني وتسبب بدورها مشاكل نفسية قد تؤثر على الأداء الجنسي. بحسب رويترز.

وأوضحت شريف أن هذه هي "الدراسة الأولى التي تظهر أن تمارين العضلات (مقارنة بتمارين التنفس) تحسن عددا من أوجه الممارسة الجنسية لدى النساء البدينات اللواتي يعانين من تكيس المبيض مقارنة بالنساء البدينات اللواتي لا يعانين منه"، وذكر المعهد الأمريكي الوطني للتنمية البشرية وصحة الطفل أن تكيس المبيض يصيب بين خمسة وعشرة في المئة من النساء في عمر البلوغ ولا تعرف أسبابه على الرغم من ترجيح وجود أسباب وراثية.

وأشار فريق الباحثين إلى أن دراسة سابقة قد أظهرت أن النساء المصابات بتكيس المبيض تتدنى لديهن الثقة بالنفس بسبب مظهرهن وربما تعانين من مشاكل خلال ممارسة الجنس بينها الشعور بالألم، وشاركت في هذه الدراسة 43 امرأة تعاني من تكيس المبيض و51 لا يعانين من هذه الحالة وشاركت المجموعتان في نظام رياضي يركز على منطقة الفخذ والأرجل والأذرع والجذع وكانت قوة التمارين تزداد أسبوعيا وتزداد تنوعا مع تقدم البرنامج، وأجابت النساء اللواتي شاركن في الدراسة عن أسئلة بشأن الممارسة الجنسية مع بداية البرنامج ومرة ثانية بعد 16 اسبوعا، وقالت النساء المصابات إنهن مارسن الجنس بشكل أفضل وشعرن برغبة أكثر وألم أقل بشكل ملحوظ بعد مرور 16 أسبوعا على بداية الدراسة، كما ازدادت لديهن الرغبة الجنسية مقارنة بالنساء اللواتي لا يعانين من هذا الخلل الهرموني.

وقالت شريف في مقابلة مع رويترز هيلث "إن التمرينات تحسن المزاج سواء كانت النساء يعانين من تكيس المبايض أو لا"، وأشار الباحثون إلى إن إجراء المزيد من الدراسات سيكون أساسيا لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها وتحديد النوع الأفضل من التمارين الرياضية والفترة المناسبة لممارستها.

عوامل اجتماعية تؤثر في متلازمة الأيض

ذكر باحثون كوريون جنوبيون في دورية (انقطاع الطمث) أن تراكم الدهون حول الخصر وارتفاع ضغط الدم ومستويات سكر الدم والكوليسترول جميعها تشكل ملامح ما يسمى بمتلازمة الأيض التي تزيد بدورها مخاطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان، وتابع الباحثون من جامعة يونسي في سول وجامعة هاليم في تشونشيون 1200 امرأة كورية في صحة جيدة لمدة أربع سنوات في المتوسط ووجدوا أن وزن الجسم ومعدل ممارسة التمارين الرياضية والمستوى التعليمي والدخل كلها عوامل تنبئ بأكثر النساء عرضة للاصابة بمتلازمة الأيض في الفترة التي تسبق انقطاع الدورة الشهرية. بحسب رويترز.

وقالت الدكتورة جوان في.بينكيرتون المديرة التنفيذية لجمعية انقطاع الطمث في أمريكا الشمالية في بيان رافق صدور الدراسة "من الصعب على النساء خلال مرحلة انقطاع الطمث وما بعدها الحفاظ على وزن صحي ليس فقط بسبب التغيرات الهرمونية لكن أيضا بسبب التقدم في العمر وفقدان الكتلة العضلية وضغوط الحياة"، وأضافت "تبرز هذه الدراسة مدى أهمية العمل الجاد لمنع زيادة الوزن قدر الإمكان".

وحلل فريق الدراسة بيانات دراسة أكبر جرت في مدة زمنية طويلة وركزت على 1228 امرأة في صحة جيدة تترواح أعمارهن بين 45 و55 عاما ولا يتناولن مكملات هرمونية. وخلال أربع سنوات دخل نحو 30 في المئة من النساء مرحلة انقطاع الطمث وأصيب 14 في المئة تقريبا بمتلازمة الأيض، وفحص الباحثون عوامل اجتماعية تؤثر على الصحة ربما تنبئ بالنساء الأكثر عرضة للاصابة بمتلازمة الأيض ومتى ستظهر على الأرجح، وتجاوز احتمال اصابة النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن في الدراسة بمتلازمة الأيض أربعة أمثال النساء اللاتي يتمتعن بوزن صحي بينما زادت احتمالات اصابة البدينات بنحو 12 مرة، كما أن النساء الأقل دخلا كن أكثر عرضة للاصابة بالمتلازمة بمقدار المثلين سواء دخلن سن اليأس أم لا خلال فترة الدراسة، كما أشارت الدراسة إلى زيادة احتمالات الاصابة لدى المدخنات واللاتي لا يمارسن التمارين الرياضية، وقالت بينكيرتون إن من الممكن تجنب زيادة الوزن من خلال الطعام الصحي وزيادة التمارين الرياضية لان معدل الأيض يقل مع زيادة عمر المرأة.

الثقافة قد تؤثر على تجربة النساء مع انقطاع الطمث

تشير دراسة الى أنه على الرغم من أن التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الطمث تصيب الكثير من النساء بأعراض متشابهة فإن الاختلافات الثقافية يمكن أن تؤثر على ما يشعرن به في هذه المرحلة من العمر.

وفحص الباحثون نتائج مسح على الانترنت سأل 8200 من الرجال والنساء المتقدمين في العمر في امريكا الشمالية واوروبا كيف أثر انقطاع الطمث على حياتهم الجنسية وعلاقاتهم فوجدوا شكاوى متشابهة في دول مختلفة. لكن حجم المعاناة من نفس الأعراض مثل الهبات الساخنة التي تسبب الشعور بالحرارة والجفاف المهبلي وزيادة الوزن يتفاوت تبعا للجنسية.

وقالت ماري جين مينكين استاذة أمراض النساء والتوليد والصحة الإنجابية بكلية الطب في جامعة ييل الأمريكية التي قادت فريق البحث في رسالة بالبريد الالكتروني "في المجتمعات التي تحترم السن حيث تعتبر النساء الأكبر سنا أفضل وأكثر حكمة تكون أعراض انقطاع الطمث أقل إزعاجا بدرجة ملحوظة"، وأضافت "في الأماكن التي لا يكون فيها التقدم في العمر ميزة تربط الكثير من النساء انقطاع الطمث الكبر ويمكن أن تكون الأعراض أكثر ضررا بكثير". بحسب رويترز.

وركزت مينكين وزملاؤها على نساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث تتراوح أعمارهن بين 55 و65 عاما ورجال في علاقات مع نساء في هذا السن في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا والسويد والدنمرك وفنلندا والنرويج وفرنسا وايطاليا.

وكان الهدف من المسح في الأساس تقييم مدى تأثير الضمور المهبلي الذي قد يشمل الجفاف والحكة أو الألم على علاقات المشاركين. لكن الاستبيان الذي أجري على الانترنت تناول أعراضا أخرى لانقطاع الطمث وبحث ما اذا كانت حدة هذه المصاعب تضاهي ما كان يتوقع المشاركون أن يمروا به.

وقال الباحثون في دورية انقطاع الطمث إنه ربما ليست مفاجأة -نظرا للهدف الرئيسي للدراسة- أن الشكوى الرئيسية من الرجال والنساء كانت الجفاف المهبلي بغض النظر عن جنسياتهم، وفي مختلف الدول التي شملتها الدراسة كان هذا العرض اكثر شيوعا في كندا حيث ذكر 85 في المئة من النساء و81 في المئة من الرجال هذا العرض باعتباره مصدر قلق. وكان الإيطاليون الأقل شكوى منه فذكرته 65 في المئة من النساء و61 في المئة من الرجال، ووجدت الدراسة أن الكثير من الأعراض كانت اكثر شيوعا بين النساء من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأقل انتشارا بين النساء من السويد وايطاليا. وكان الرجال من الولايات المتحدة اكثر من تحدثوا عن أعراض تعاني منها شريكاتهم.

وفي العموم ذكر الرجال تقلب المزاج والألم المهبلي أثناء الجماع بين أبرز خمس شكاوى مرتبطة بانقطاع الطمث بينما ذكرت النساء أن عدم انتظام النوم وزيادة الوزن اكثر أهمية، وذكرت معظم النساء المقيمات في الدنمرك والسويد والنرويج أنهن وجدن أن انقطاع الطمث أفضل من توقعاتهن بينما ذكرت أغلب المشاركات المقيمات في بريطانيا وفرنسا وكندا أن انقطاع الطمث كان أسوأ من توقعاتهن، وقالت ميليسا ميلبي عالمة الانثروبولجيا بجامعة ديلاوير الأمريكية والتي لم تشترك بالدراسة في رسالة بالبريد الالكتروني إن الاختلافات الثقافية التي تبرزها إجابات المشاركين في المسح تسلط الضوء على تأثير الاختلافات الإقليمية من حيث الحمية الغذائية والنشاط البدني والتعامل مع التقدم في السن والتوقعات بشأن انقطاع الطمث على تجربة الناس مع الأعراض.

التوت الأزرق قد يساعد على خفض ضغط الدم

قالت سارة جونسون وهي باحثة في مجال التغذية والتمرينات الرياضية بجامعة فلوريدا في تالاهاسي والتي قادت الدراسة "يخبرنا هذا أن التوت الأزرق يمكن أن يحسن صحة الأوعية الدموية بالإضافة إلى خفض ضغط الدم"، ولا تقول جونسون وزملاؤها المشاركون في الدراسة إن التوت الأزرق يمكن أن يحل محل أدوية ضغط الدم. لكنهم يقولون إنه يمكن أن يساعد على الحد من القابلية لارتفاع ضغط الدم وتصلب الأوعية الدموية بعد انقطاع الطمث إذ تتزايد مخاطر إصابة النساء بمرض القلب. بحسب رويترز.

وقال الباحثون في دورية أكاديمية التغذية والغذائيات ‭Journal of the Academy of Nutrition and Dietetics‬ إن أبحاثا سابقة أشارت إلى أن التوت الأزرق يمكن أن يساعد على خفض ضغط الدم. وكانت بعض الدراسات ذكرت أيضا أن مادة الفلافونويد الموجودة في التوت الأزرق وغيرها من المركبات النباتية الصحية يمكن أن تساعد على زيادة كمية مادة أكسيد النيتريك التي تؤثر على خلايا جدران الأوعية الدموية، وشاركت في الدراسة 48 امرأة تخطت كلهن مرحلة انقطاع الطمث. وبلغ متوسط أعمار المشاركات 55 عاما وكن جميعا يعانين من ضغط الدم المرتفع.

اضطرابات ما بعد الصدمة تزيد مخاطر إصابة النساء بأمراض القلب

ذكرت دراسة جديدة أن النساء اللواتي يعانين من اضطرابات نفسية بعد تعرضهن لصدمة قد تزيد مخاطر إصابتهن بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية، وذكر الباحثون في دورية جمعية أمراض القلب الأمريكية أن النساء اللواتي يعانين من معظم أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة كن أكثر عرضة بنسبة 60 في المئة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بنساء لم يتعرضن أبدا لصدمة.

وقالت جنيفر سامنر رئيسة فريق الباحثين في الدراسة وهي من كلية مايلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا بنيويورك إنه "يجب على النساء اللواتي يعانين من اضطرابات نفسية تلي الصدمة أن يدركن أن مخاطر إصابتهن بأمراض القلب والأوعية الدموية أو جلطة في المخ أكبر"، ونصحت بأن يأخذ الأطباء الذين يعالجون المصابات بهذا النوع من الاضطرابات النفسية هذا العامل في الاعتبار، وقد يعاني المصابون من اضطرابات ما بعد الصدمة من تكرار معايشة التجربة ويتجنبون مواجهة مواقف معينة ويصبحون بالغي الحساسية في أوضاع محددة أو متبلدي الإحساس.

وذكر الباحثون أنه يعتقد أن حوالي عشرة في المئة من النساء يعانين من اضطرابات ما بعد الصدمة مقارنة بخمسة في المئة من الرجال، وقالت سامنر لنشرة رويترز هيلث إنه تم الربط من قبل بين الاضطرابات النفسية بعد الصدمة وبين أمراض القلب لكن معظم الدراسات كانت تركز على المحاربين القدامى من الذكور.

وفي الدراسة الجديدة تم تتبع الحالة الصحية لما يقارب من 50 ألف ممرضة على مدى عشرين عاما بدءا من عام 1989 عندما كن في الخامسة والعشرين من أعمارهن وحتى بلغن 42، وخلال تلك الفترة عانت هذه الفئة من النساء من 277 أزمة قلبية و71 جلطة في المخ، وقال الباحثون إن التعرض لحدث سبب صدمة عنيفة من دون المعاناة من أعراض الاضطرابات النفسية ارتبط بتزايد خطر الإصابة بأزمة قلبية أو جلطة في المخ بنسبة 45 في المئة مقارنة بنساء لم يتعرضن لصدمة.

وقالت سامنر "في الوقت الحالي لا يدخل فحص مخاطر الإصابة بأمراض القلب ضمن الفحوص الروتينية التي يخضع لها المصابون باضطرابات ما بعد الصدمة ونحن نأمل أن يتغير هذا الأمر"، وأشارت إلى أن الاضطرابات قد تؤدي إلى تغيرات في جسد الإنسان مما يضع النساء في خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب.

ارتباط التدخين  بالعقم وانقطاع الطمث

قال اندرو هايلاند من معهد روزويل بارك لعلاج السرطان في بافالو بنيويورك والمشرف على هذا البحث إن نتائج دراسات سابقة ربطت بين التدخين ومشاكل في الصحة الانجابية لدى السيدات لكن دراسات قليلة بحثت في العلاقة بين التدخين السلبي والاصابة بالعقم وانقطاع الطمث المبكر، وقال هايلاند "لم تكن العلاقة واضحة في تلك الدراسات لا سيما فيما يتعلق بالتدخين السلبي".

وقام هايلاند وفريقه البحثي بتحليل بيانات من 88732 امرأة ممن شاركنْ في بحث جرى بين عامي 1993 و1998 عندما كنْ في عمر بين 50 و79 عاما، وبناء على استبيان قامت المشاركات باستيفائه في مستهل الدراسة عانت 15 في المئة من العقم -وهو عبارة عن عدم الحمل لمدة سنة واحدة على الأقل- وعانت نحو 45 في المئة منهن من انقطاع الطمث المبكر قبل سن الخمسين.

وبالمقارنة بمن لم يدخنْ قط وجد الباحثون ان المدخنات الشرهات خلال فترة من حياتهن كنْ أكثر عرضة بنسبة 14 في المئة للتعرض للعقم و26 في المئة تعرضنْ لانقطاع الطمث المبكر، ووجد الباحثون ان المدخنات الشرهات تعرضنْ لانقطاع الطمث بواقع سنتين قبل من لم يدخنْ، أما النساء اللائي لم يدخن ْلكن تعرضنْ للتدخين السلبي المكثف كنْ أكثر احتمالا بنسبة 18 في المئة لعدم الحمل ودخول مرحلة انقطاع الطمث مبكرا.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا