الى محبي القهوة..! ترشفوا باعتدال وحافظوا على البيئة

مروة الاسدي

2015-11-18 06:29

باتت القهوة من اسلوب من اساليب الحياة العصرية في الكثير من بلدان العالم، كونها تعد من أكثر المشروبات الساخنة المفضلة للكثيريين وخاصة في الصباح فهي ذو الرائحة والنكهة المميزة، فيما يختلف الاعتقاد عند غالبية الناس حول مضار ومنافع شرب القهوة، يرى الكثير من الباحثين ان فوائد القهوة تتمثل فيما يلي، تحسن القهوة صحة الأوعية الدموية تزيد القهوة من إنتاج أكسيد النيتريك في البطانة "الطبقة الرقيقة من الخلايا التي تبطن السطح الداخلي للأوعية الدموية، مما تحسن من قوة العضلات في الأوعية الدموية"، تحسن القهوة مستوى الكولسترول في الدم تعتبر القهوة مثل الشاي ، يحتوى على الكثير من المواد المضادة للأكسدة والتي تساعد في تحسين مستوى الكولسترول في الدم، و بالتالي تساعد في الحماية من امراض القلب،

القهوة تقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد وتليف الكبد، القهوة تقلل من خطر السكري القهوة لها تأثير كابح بشكل خاص على hIAPP السامة (اميلويد جزيرة الإنسان ببتيد) الذي تم العثور عليه عادة في البنكرياس، القهوة تمنع مرض باركنسون وقد وجد الباحثون أن استهلاك أكواب من القهوة يوميا يقلل من معدلات الإصابة بمرض باركنسون.

القهوة تمنع تسوس الأسنان مادة تسمى العفص في القهوة تقلل من تشكيل الرواسب، كذلك تمنع الصداع تؤثر القهوة على الأعصاب في الدماغ حيث يساعد في تقليل حجم الأوعية الدموية وبالتالي فإن شرب القهوة في المراحل المبكرة من الصداع يقلل من فرص حدوث الصداع الشديد. كمان أن تناول القهوة يقي من الأكتئاب لدى النساء .

كما انها تقلل من الشعور بالتعب والألم استهلاك القهوة التي تحتوي على الكافيين قبل ساعة من التمارين الرياضية القاسية قد يساعد في منع الشعور بالتعب، واخيرا تحافظ القهوة على البشرة صحية ويعتقد أن القهوة تساعد في الحفاظ على صحة الجلد.

أما مخاطر القهوة فتتمثل بما يلي: الكافيين يشكل خطرا على الصحة، فعلى الرغم من أن شرب 2-3 أكواب يوميا تعطيك النتيجة المرجوة من التركيز، فان أكثر من 3 فناجين من القهوة تجلب لعقلك الاجهاد والارهاق، التعب النفسي هناك أشخاص مدمنين للقهوة غالبا ما يشعرون بالتعب والارتباك عندما لا يملكون الإصلاح لحياتهم اليومية.

الادمان يجب أن نذكركم بأن الكافيين هو عنصر الادمان في القهوة. والاعتماد على القهوة العقلي يحدث إذا كان لدينا عادة استهلاك الكثير جدا من القهوة.

الأرق استهلاك الكثير من القهوة، وخصوصا في المساء، يزعج النوم المنتظم. وسوف تجد نفسك مستيقظا لفترات طويلة من الليل أو تستيقظ باستمرار في منتصف الليل لأن مكونات القهوة لا تزال تعمل في جسمك.

تزيد من مستوى الكوليسترول في الدم Cafestol وقهويول، اثنين من المواد الكيميائية في القهوة، التي تزيد من الدهون ومستوى الكوليسترول في الدم على الرغم من تصفية القهوة ولكنها تظل غير آمنة ، التهيج القهوة في حد ذاتها لا تسبب التهيج، ولكن أعراض الانسحاب تفعل ذلك. مثل الصداع، ونوبات الهلع، وزيادة معدل ضربات القلب كلها عوامل تساهم في المزاج الشخصي، كما انها تشكل خطرا على الحوامل تشير الدراسات إلى أن النساء اللاتي يشربن كميات كبيرة من القهوة أثناء الحمل من المحتمل أن تلدن أطفال أضعف جسديا، القهوة تسبب اضطراب في المعدة الجفاف، أمراض القلب والأوعية الدموية.

فيما تواصل الدراسات حول هذا المشروب العالمية الجذاب، فقد اظهرت دراسة اميركية حديثة أن الاشخاص الذين يتناولون ما بين ثلاثة وخمسة اكواب من القهوة يوميا يواجهون على ما يبدو مخاطر أقل للوفاة المبكرة جراء امراض القلب والسكري او باركنسون كما أن نسب الانتحار في صفوفهم تكون ادنى.

بينما اظهرت دراسة حديثة ان تناول قهوة مضاعفة التركيز او ما يوازيها لناحية كمية الكافيين قبل ثلاث ساعات من موعد النوم الاعتيادي يؤخر الدورة الطبيعية للنوم اربعين دقيقة، وهذه المرة الاولى التي تكشف فيها دراسة مدى تأثير كمية الكافيين التي يتم تناولها مساء في تأخير الدورة الطبيعية للنوم التي ترسل اشارات على مستوى الخلايا في الجسم عن مواعيد النوم والاستيقاظ.

وبحسب المعنيين يسجل استهلاك القهوة ارتفاعا حول العالم وقد بلغ الضعف خلال عشرين عاما، ورغم الامطار الغزيرة التي هطلت في البرازيل اول منتج للبن في العالم، والجفاف في كولومبيا، والامراض التي تضرب مزارع البن في عدد من دول اميركا الوسطى، يبدو المعنييون متفائلون حول مستقبل انتاج القهوة في العالم، ولا سيما بفضل الطلب المتنامي بنسبة 2,5 % سنويا، ويعود الارتفاع في الطلب الى النمو السكاني من جهة، وايضا الى نمو الاقبال على القهوة من جهة اخرى.

لكن، عندما نرتشف قهوتنا ونحن نقرأ صحف الصباح، لا يخطر ببالنا تأثير التغير المناخي على سطح الأرض على محصول البن، لكن على بعد عدة آلاف من الأميال حيث تنتج القهوة، يكمن تهديد حقيقي لهذا المحصول، فهل سنشهد قريبا نهاية مشروبنا المفضل؟.

فيما يلي احدث الدراسات والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول القهوة المشرب الاشهر حول العالم.

استهلاك القهوة في العالم

بحسب اوليفيرا مدير المنظمة الدولية للقهوة الذي يتوقع ارتفاعا في الطلب في السنوات العشر المقبلة قدره 25 مليون كيس، علما ان الكيس الواحد يحتوي على ستين كيلوغراما، ويرفض اوليفيرا الذي تضم منظمته مستوردي القهوة ومصدريها في العالم، الخوض في التوقعات حول واقع الانتاج الذي يتأثر "بالظروف التي تواجه المزارعين".

ففيما يعاني مزارعو البرازيل من الامطار الغزيرة التي تسبب الاضرار، يعاني اقرانهم في كولومبيا من التكاليف الناتجة عن الجفاف وعن انتشار الامراض بين المزروعات بسببه، فظاهرة ال نينيو المناخية، وهي ارتفاع حرارة المياه في المناطق الاستوائية من المحيط الاطلسي، تؤدي الى امطار غزيرة في بعض المناطق، وجفاف في مناطق اخرى، ويزيد من حدتها الاحترار المناخي، ويلقي كل ذلك بثقله السلبي على زراعة البن. بحسب فرانس برس.

ويقول اوليفيرا "امطار البرازيل تثير القلق، لانها قد تضر بانتاج القهوة" متخوفا من امكانية ان يؤدي ذلك الى نقص في العرض في الاسواق العالمية، بحسب التقرير الاخير للمنظمة الدولية للقهوة، فان موسم 2014-2015 اقفل مع اسعار هي الادنى في الاشهر العشرين الاخيرة، وذلك بسبب تدني قيمة العملة في كل من البرازيل وكولومبيا.

يأمل اوليفيرا ان "يتفاعل السوق وان يفهم ان هناك القليل من القهوة المتوافرة في هذه الاثناء" بسبب الاحوال الجوية السيئة، وهو يتوقع ان يرتفع الانتاج في اميركا الوسطى ما ان تجري السيطرة على الفطريات التي تجتاح المزروعات في هذه المنطقة في السنوات الثلاث الماضية، لكنه يشير الى ان المحاصيل في اميركا اللاتينية "لا تكفي لتلبية حاجات السوق"، ويتوقع اوليفيرا ان يؤثر الارتفاع في الطلب على القهوة على الاسعار، ولا سيما بتاثير الطلب المتنامي في بلاد مثل الصين وروسيا لم تكن تعد من قبل من المستهلكين الكبار للقهوة، ويقول "سيكون قطاع القهوة اكثر حيوية على صعيد الاقتصاد العالمي".

انشئت المنظمة الدولية للقهوة في لندن العام 1963 تحت رعاية الامم المتحدة، وهي تضم الدول المستوردة والمصدرة للقهوة، بهدف التعاون على مواجهة المشكلات التي قد تضرب القطاع، وتشكل الدول الاعضاء في المنظمة 95 % من انتاج القهوة في العالم و83 % من الاستهلاك، بحسب البيانات المنشورة على موقع المنظمة على شبكة الانترنت.

الجفاف يهدد احد اجود انواع البن في العالم

يثير الجفاف الكبير الذي تخلفه ظاهرة "ايل نينيو" المناخية مخاوف مزارعي البن في مقاطعة نارينيو في جبال الانديس الكولومبية مهد احد اجود انواع البن في العالم، ويقول راول فاخاردو منتج البن في لا تولا قرب ايل تامبو على ارتفاع 1800 متر على منحدرات بركان غاليراس في شمال نارينيو (جنوب غرب) "قد نخسر المحصول بكامله. نشعر باليأس"، ويزرع فاخاردو اربعة هكتارات بالبن الذي يحمل شهادة منشأ. ويشكل نقص المياه "َضغطا" على النبتات التي ازهرت اكثر من العادة. وقد تعطي تاليا محصولا استثنائيا من هذه الحبوب التي تعرف بسلاستها ونكهتها اللذيذة. الا انه ينبغي لحصول ذلك ان تمطر. بحسب فرانس برس.

ويضيف المزارع الذي اسمرت سحنته جراء الشمس القوية "الجفاف مستمر منذ ستة اشهر والتوقعات تشير الى استمراره لخمسة اشهر اضافية. هذا الامر سيقضي علينا"، وهو فخور شأنه في ذلك شأن مزارعي البن الاخرين في نارينيو بانتاجه "افضل بن في كولومبيا"، ويوضح جاره المزارع ادواردو سالاس "نتمتع بساعات شمس اطول مما يمسح بتركز السكر في الحبوب بكميات اكبر"، الا ان الظروف المناخية تعقد بعد اكثر من مهمة زارعي البن اذ تواجه كولومبيا جفافا حادا. وتفيد السلطات ان هذا الجفاف سيتفاقم اعتبارا من كانون الاول/ديسمبر ليستمر حتى حزيران/يونيو بسبب "ايل نينيو" الذي يؤدي الى ارتفاع في حرارة مياه المحيط الهادئ الاستوائي والى تراجع في المتساقطات في اميركا الجنوبية.

ويحذر وزير البيئة غابرييل فاييخو ان "الاتي اعظم. الاشهر الاخطر ستكون كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير وشباط/فبراير"، ويفيد معهد الامطار والاحوال الجوية والدراسات البيئية ان الانحسار في المتساقطات بلغ 60 % في بعض المناطق من بينها منطقة جبال الانديس في البلاد، ويقول خيلبرتو دياس مزارع البن منذ ثلاثين عاما في ايل تامبو "لقد تأثرنا كثيرا بهذا الصيف الطويل، المزارع هنا صغيرة وتمتد على هكتارات قليلة. وينجز كل شيء تقريبا يدويا. فليس لدينا نظام ري، ويجب علينا ان نجر مياه السيول غير المتوافرة كثيرا على اي حال"، اما نوري دياس فهي من بين مزارعات كثيرات للبن في نارينيو. وتقول باسف "اذا لم يهطل المطر ستكون سنة سيئة جدا".

وهي تهتم شأنها في ذلك شأن مزارعات اخريات للبن وربات عائلة بكل شاردة وواردة في مزرعتها من نثر البذور ورش الاسمدة وقطف الحبوب وغسلها وتجفيفها بغية توضيبها وبيعها، وتعتبر ماييرلي دييس ان "زراعة البن عبودية" مدركة كالاخرين غياب الحلول "لان لا مستقبل في الريف"، ويوضح فاخاردو "الشباب لا يريدون خوض هذا المجال وقلة من الناس تبقى هنا والغالبية تنتقل الى المدن لكسب المال"، وفي الجوار تنتشر زراعة اوراق الكوكا غير الشرعية وهي المكون الرئيسي لكوكايين . وزراعة البن تدر اقل بكثير من زراعة اوراق الكوكا...الا ان عنصر المجازفة اقل ايضا، ويقول فلاديمير اسبانيا واقفا في مزرعته المتواضعة "مع البن نستعيد استثمارنا فقط، الا اننا مرتاحو البال".

التغيرات المناخية قد تقرب نهاية مشروبنا المفضل

أجرت الباحثة إليسا فرانك من جامعة كاليفورنيا لقاءات مع مزارعي البن في تشيباس في المكسيك، وعرفت منهم أن زخات المطر المعتدلة التي اعتادوا عليها قد تحولت الآن إلى هطول أمطار غزيرة تهدد نبات البن الذي يزرعونه، أحد المزارعين أخبر فرانك قائلاً: "في الماضي، لم تهطل الأمطار بهذه الغزارة، أما الآن فالأشجار تنتج محصولاً أقل لأن المطر يؤدي إلى تساقط الأوراق والثمار"، في وقت من الأوقات، حظي المزارعون بأحوال جوية مستقرة ومعتدلة، لكن حالياً تتراوح درجات الحرارة بين البرد الشديد الذي يعيق النمو والحرارة الشديدة التي تؤدي إلى جفاف البذور قبل أن تنضج. بحسب البي بي سي.

كما أن هناك أعاصير وانزلاقات للتربة. أحياناً تغرق النباتات في الوحل. وقد عبر أحد المزارعين قائلا: "الأحوال الجوية غريبة جداً. أمور غريبة تحدث لم نألفها من قبل".

هذه المشاكل ليست مقصورة على المكسيك وحدها. فالمزارعون في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا يشاهدون أشجار القهوة تذوي حيث تجتاح مزارعهم الأمطار الغزيرة أو الجفاف أو الآفات التي تهاجم محاصيلهم نتيجة الانحباس الحراري الذي تعاني منه الكرة الأرضية، نتائج هذا الاضطراب يمكن أن تؤثر قريبا على الامدادات التي تزود المقاهي المحلية إذ يستهلك العالم حالياً ملياري فنجان من القهوة يومياً.

كيف يمكننا ضمان تدفق إمدادات القهوة بينما تتعرض المحاصيل لكل هذه الظروف الجوية الصعبة؟ وإذا لم يتمكن المزارعون من تغطية هذه الحاجة فهل نحن على أبواب الوصول إلى قمة عصر القهوة الذي يبشر ببدء الانهيار؟، ويساور البعض القلق من أن جهودنا في مواجهة هذه التحديات ستفاقم من الخراب الذي تتعرض له البيئة. آخرون يرون أن الحل الوحيد يكمن في تغيير النكهة المحببة لمشروب القهوة. ومهما كانت الإجابة، تذوق قهوتك المركزة (الاسبريسو) بقدر ما تستطيع، فربما نكون على أعتاب مرحلة نهاية القهوة كما نعرفها.

وتنشأ المشكلة جزئياً من طبيعة اختيارنا لنوع القهوة التي نستهلكها. يوجد نوعان من القهوة التي تنتج تجارياً: القهوة ذات الرائحة القوية "أرابيكا"، والقهوة التي تميل إلى الطعم المر، وهي تشكيلة "روباستا"، وتعد قهوة "أرابيكا" هي النوع المفضل في العالم، إذ تشكل ما نسبته 70 في المئة من القهوة التي نشربها. هذه النوعيات الراقية التي نفضلها تأتي على حساب قوة النبات، فأشجار القهوة التي تنتج أرابيكا أكثر حساسية للعوامل الجوية من شقيقتها روباست.

فكما ورد في على موقع "بي بي سي ماجزين" مؤخراً، استنبتت جميع نباتات أرابيكا التجارية كلها من كمية قليلة أخذت من جبال أثيوبيا، مما أثر على قوتها الجينية، وبالتالي جعلها عرضة للتأثر بالعوامل المناخية.

فنبتة بن أرابيكا تنمو على النحو الأفضل في أجواء تتراوح حرارتها بين 18 و22 درجة مئوية، وتحتاج إلى هطول أمطار خفيفة ومنتظمة، يقول كريستيان بون من جامعة برلين: "تحتاج إلى مناخ خاص جداً لا يمكن أن يتوفر إلا في أماكن قليلة على سطح الأرض". وهو ما يجعلها مختلفة عن بقية المحاصيل كالذرة مثلاً، والتي زرعت لآلاف السنين وتأقلمت مع ظروف مختلفة من المناخ.

نباتات أرابيكا الحساسة لا تستطيع التأقلم مع الظروف الجديدة المتقلبة التي أحدثها الانحباس الحراري. في المكسيك على سبيل المثال، يبدو أن ارتفاع درجات الحرارة هو السبب في هطول أمطار أكثر غزارة؛ الأمر الذي ينتج عنه الإضرار بالأشجار قبل أن تحمل بذور البن.

وتشرح اينهوا ماغراش من معهد النظم الايكولوجية في زيوريخ ما يمكن أن يحدث قائلاً: "نبات البن يزهر فقط لمدة 24 ساعة، لهذا إن حدث شيء أثناء فترة الازهار، كهبوب عاصفة قوية مثلاً، فإنها تقضي على جميع المحصول".

في أماكن أخرى توجد مشكلة مغايرة تماماً. عندما طرحت مؤسسة "أوكسفام" أسئلة على مزارعي البن في جبال أوغندا، اشتكوا من أن المواسم الأكثر حرارة وجفافاً تتسبب في سقوط الحبوب عن الشجر قبل أن تتحول إلى ثمار يانعة. حتى عندما تحمل الزهور ثماراً تكون الحبوب صغيرة ومنكمشة.

ضغوط أخرى تأتي من حقيقة أن أعداء نبات البن من الكائنات الحية يعيشون على الطقس الحار، بما في ذلك الحشرات الزراعية والديدان، فضلا عن الآفات مثل صدأ الأوراق، والتي تدمر النبات، وخلال انتشار عدوى أحد الأمراض في الآونة الأخيرة، انخفض إنتاج أمريكا الجنوبية من البن بنسبة 20 في المئة عام 2013، بعد انتشار مرض صدأ الأوراق، وهذه العدوى يمكن أن يتكرر حدوثها كلما استمر الانحباس الحراري.

لكن حساب التكلفة على المدى الطويل ليس عملية سهلة، حيث يصعب فصل الأحداث المنفردة عن الاتجاهات العامة، لكن فريقاً من الباحثين درس إنتاج البن في تنزانيا منذ الستينات، فوجد أن إنتاجية المحصول انخفضت من 500 كيلو للهكتار الواحد إلى حوالي 300 كيلو في الوقت الراهن، المثير للانتباه هو أن هذا الانخفاض تواكب مع ارتفاع مضطرد في درجة الحرارة بمعدل 0.3 درجة مئوية كل عشر سنوات، وكذلك مع تراجع في هطول الأمطار.

كل هذه المعطيات ترسم صورة قاتمة للمستقبل. وباستخدام أحدث الاحصائيات المتعلقة بالتغير المناخي الذي تشهده الأرض، تنبأ الباحثون بأن الأراضي الزراعية التي يمكن أن تستخدم لزراعة بن أرابيكا ستنخفض بنسبة 50 في المئة عام 2050.

وستكون أكثر المناطق تأثراً بهذا الانخفاض فيتنام والهند ومعظم وسط أفريقيا، وسوف تكون النتائج خطيرة لكل من المنتجين والمستهلكين للقهوة على حد سواء. فبالإمكان توقع ارتفاع أسعار القهوة بشكل كبير مما يجعل تناولها نوعاً من الترف الذي لا يطيقه كل الناس، ويقول كريستيان بون في أطروحته للدكتوراة إن الأسعار سترتفع بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2050، وسيكون ذلك ملاحظاً مع انخفاض أسعار بقية المحاصيل بسبب تطور التكنولوجيا المستخدمة في الزراعة، ويقول بون إنه عندما يؤخذ ذلك بعين الاعتبار، فإن القهوة سترتفغ بنسبة 50 في المئة عن سعرها الأصلي لو لم يضرب التغير المناخي الكرة الأرضية.

من المرجح أن يتحول المزارعون إلى محاصيل أكثر استقراراً، تلك التي تدر عليهم أرباحاً أكثر من البن، يقول بون: "عندما نواجه منتجي البن بالنتائج التي حصلنا عليها في أبحاثنا، يعترف الجميع بما نعرضه من حقائق، وقد بدأ المزارعون بالفعل في وسط أمريكا الجنوبية بالاتجاه نحو زراعة محاصيل أخرى".

وإذا أخذنا بعين الاعتبار ما هو متوفر من مال، سيتحرك آخرون بالتأكيد لملء الفناجين الفارغة لدينا، وهو ما سيكلف البيئة ثمناً فادحاُ، فقد عمدت الباحثة ماغراش في الآونة الأخيرة إلى تحديد المناطق الملائمة لزراعة بن أرابيكا، وقارنتها بالمناطق الطبيعية، وقد توصلت إلى أننا في أسوأ الحالات سنحتاج إلى إزالة 2.2 مليون هكتار من الغابات لتلبية حاجاتنا من البن، وهي منطقة بحجم مقاطعة ويلز في المملكة المتحدة. وستكون النتيجة خسارة كبيرة للتنوع في الحياة الطبيعية.

لعل هناك حلولاً أفضل. فنظرا لصلابتها، تعتبر بذور بن روباستا أكثر تحملاً للظروف الجوية. وتقول ماغراش إنها تفضل التوسع في زراعة هذا النوع من البن نظرا لاستمرار ارتفاع درجات الحرارة

إذا كان الأمر كذلك، فإن تغييرا بسيطاً في مذاق القهوة من شأنه أن يحل المشكلة، ومن ثم نتعود على زيادة المرارة في طعمها بالتدريج، وهذا من شأنه أن ينقذ الغابات من التهديد بالإزالة. وتأمل ماغراش في أن وسم منتج القهوة عند بيعه بعبارة توضح أنه زرع على حساب الغابات الطبيعية، سيجعل المستهلكين أكثر وعياً بالأضرار البيئية الناتجة عن ذلك، وبالتالي يحكمون ضمائرهم ويظهرون حرصهم على البيئة عندما يفكرون في شراء القهوة أو استهلاكها.

ويأمل آخرون في أن تطور التقنيات الزراعية سيعمل على استمرار أشجار البن في النمو والإنتاج، في هذا السياق تهدف مبادرة باسم (القهوة والمناخ) إلى مساعدة أكثر من 12 شركة منتجة للقهوة على التعاون فيما بينها لمواجهة التحديات التي تهدد زراعة البن.

ويتمثل أحد الخيارات في تركيب وغرس عيدان بن أرابيكا في جذور بن روباستا، لإنتاج خليط يكون أكثر قدرة على مقاومة الجفاف بينما نحافظ على المذاق الطيب ذاته لبن أرابيكا.

كما يمكن تطوير نوع من النبات يجمع بين الصفات الحسنة في بن أرابيكا مع الصفات الحسنة في بن روباستا، وهو ما يعمل الباحثون على التوصل إليه، لكن ليس معروفاً بعد متى ستكون ذلك المنتج الجديدة جاهز، كما تقول ماغراش.

ويعتمد دخل مزارعي القهوة وغيرهم ممن لهم علاقة بصناعة البن، والبالغ عددهم 25 مليون نسمة، حسب بعض التقديرات، أساساً على عثورنا على إجابة سريعة.

في الوقت الراهن، يواجه المزارعون حالة من الارتباك وعدم اليقين كما تقول أليسا فرانك من خلال زيارتها للمكسيك، وعلى الرغم من أن كثيرا من المزارعين يتابعون النشرات الجوية في التلفزيون ويحاولون أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الأمطار الغزيرة المتوقعة، إلا أنهم يشعرون بأنه لا حيلة لهم في مواجهة ظروف تتعدى قدراتهم وإمكانياتهم، بعض المزارعين يشعر أن الحديث في الموضوع بات محظوراً، ونقلت فرانك عن أحدهم قوله: "قليلاً ما نتحدث عن المناخ، ونحن نعلم الأحوال المناخية هنا، وكيف تؤثر على زراعتنا للبن، لكننا عاجزون عن فعل أي شيء إزاء ذلك".

تناول القهوة مساء يؤخر دورة النوم 40 دقيقة

أوضح استاذ الفيزيولوجيا في جامعة كولورادو كينيث رايت وهو احد المشرفين الرئيسيين على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "ساينس ترانسلايشنل ميديسين" الطبية "أنها الدراسة الأولى التي تظهر ان الكافيين، وهي اكثر مادة ذات تأثير نفساني استخداما في العالم، تؤثر على ايقاع الساعة البيولوجية لدى البشر"، وأشار الى ان "هذا البحث يعطي اضاءات جديدة مذهلة على اثر الكافيين في الحالة الفيزيولوجية البشرية".

واستعان الباحثون في هذه الدراسة بخمسة اشخاص هم ثلاث نساء ورجلان، اخضعوا لتجارب مختلفة مع الكافيين على مدى 49 يوما في مختبر متخصص في بحوث النوم وعلم الأحياء الزمني في جامعة كولورادو بإشراف البروفسور رايت، وأخضع المشاركون لأربعة اوضاع تجمع مستويات مختلفة من الاضاءة وجرعات متنوعة من الكافيين.

وبالتالي تناول الأشخاص الذين وضعوا في جو من الاضاءة الضعيفة قرصا يحوي 200 ميليغرام من الكافيين تم تكييفه تبعا لأوزانهم. كما جرى تعريضهم لمستويات اضاءة قوية وتناولوا دواء وهميا أو قرصا من الكافيين، وسحب الباحثون عينات من اللعاب أخضعوها دوريا لفحوص بهدف قياس مستويات هرمون الميلاتونين الذي تخزنه الغدة الصنوبرية للتحفيز على النوم، وأوضح العلماء أن الساعة البيولوجية المركزية تتكيف مع مستويات الضوء وتنسق ساعات الخلايا في كل الجسم، وخلال دورة كاملة من 24 ساعة للساعة البيولوجية، ترتفع مستويات الميلاتونين في الدم للإشارة الى انطلاق مرحلة النوم البيولوجية قبل التراجع عند بزوغ الفجر للدلالة الى بدء مرحلة الاستيقاظ.

وشهد المشاركون في الدراسة الذين تناولوا قرصا من الكافيين مع مستويات اضاءة ضعيفة تأخيرا بحوالى اربعين دقيقة في انطلاق مرحلة النوم في ايقاع الساعة البيولوجية مقارنة مع الاشخاص الذين تناولوا دواء وهميا، وكان التأخير الناجم عن جرعة الكافيين يقارب نصف ذلك المتأتي جراء التعرض لمستويات اضاءة قوية لثلاث ساعات عند وقت النوم، كما أظهرت الدراسة ان مستويات الاضاءة القوية، لوحدها او مرفقة بتناول الكافيين، تؤخر الساعة البيولوجية لدى الاشخاص بواقع 85 دقيقة و105 دقائق على التوالي، ولفت الباحثون الى ان نتائج دراستهم من شأنها مساعدة المسافرين على التكيف في شكل أفضل مع التفاوت في التوقيت بحسب مواعيد تناولهم الكافيين.

استراحة "فيكا"

يشتهر السويديون بفترات الاستراحة اليومية المعروفة بـ"فيكا" والتي يتناولون خلالها القهوة والحلوى ولها طقوس خاصة ترافق كل المراحل العمرية للسكان، ففي السويد، يتم تناول القهوة في مناسبات عدة من الفطور الى فترات الوجبات الخفيفة خلال النهار. ويبلغ حيز السويديين لوحدهم من الاستهلاك العالمي للقهوة ما نسبته 1 %، ما يجعلهم بالتالي ثاني أكبر الشعوب المستهلكة للقهوة في العالم بعد الفنلنديين.

ومن المستحيل الافلات من استراحات "فيكا". هذه المحطات البالغة الأهمية في يوميات السويديين والتي غالبا ما يتم التحضير لها مسبقا تحصل عموما في وسط النهار وفي فترات بعد الظهر، سواء أكان المرء عازبا او مرتبطا، في منزله او في مقهى، في الطبيعة او في المكتب، "لا يمكن تخيل الحياة من دون استراحة فيكا"، على ما ورد في كتاب مخصص للموضوع بعنوان "فيكا: فن استراحة تناول القهوة السويدية" من تأليف انا برونز ويوانا كيندفال والمنشور في الولايات المتحدة في نيسان/ابريل، وقد ظهرت كلمة "فيكا"، وهي فعل وإسم في آن معا، للمرة الاولى سنة 1913. أصلها غير معروف تحديدا لكن السويديين يتفقون على القول انها مشتقة من الكلمة العامية "كافي" مع قلب مقاطعها لتصبح "فيكا". بحسب فرانس برس.

كما أن اللغة السويدية لم تكتف بهذا الحد بل تعدته لتشمل مشتقات لكلمة "فيكا" من بينها "فيكاسوغن" والتي تعني الشخص الراغب باستراحة "فيكا" او "فيك" وتعني المقهى الذي تقدم فيه الـ"فيكا"، وأيضا "فيكاريوم" التي تعني موقع تجمع الموظفين في الشركة خلال استراحة "فيكا"، وتقول برونز لوكالة فرانس برس ان استراحة "فيكا" تمثل في معنى اوسع "فن الاستفادة من الوقت"، مضيفة "في الولايات المتحدة على سبيل المثال، يجري تناول القهوة خلال التنقل على الطريق. لكن في السويد، يقوم المرء بالراحة والاستفادة من اللحظة، وهو ما يسعى اليه الناس بشكل متزايد"، في العمل، يبدو التأثير ايجابيا. وفي هذا الاطار تشدد فيفيكا اديلسوورد الاستاذة الفخرية في الاتصالات في جامعة لينكوبينغ على أن "الدراسات تظهر ان التوقف الموقت عن العمل لا يعني انتاجية اقل. العكس هو الصحيح. الانتاجية في العمل تصبح اكبر بفضل هذه اللقاءات غير الرسمية".

بوتيرة مرتين يوميا، عند التاسعة والنصف صباحا والثانية والنصف بعد الظهر، يلتقي موظفو الاتحاد السويدي لكرة اليد في المطبخ لحوالى ربع ساعة لتناول القهوة مع وجبة خفيفة، هذه العادة منتشرة في سائر انحاء السويد، في الشركات العامة كما الخاصة، حتى لو كان بعض مدراء الشركات يختارون حصر استراحات "فيكا" بمرة واحدة اسبوعيا.

ويقول الامين العام لاتحاد كرة اليد كريستر تيلين إن "هذا الامر يسمح لنا بالتحدث عما نقوم به، الأمور تأخذ اشكالها وهذا الامر يجنبنا عقد اجتماعات كثيرة"، ويصرح زميله لاسي تييرنبرغ "قانونيا، يحق لنا بخمس دقائق استراحة لكل ساعة عمل. مع +فيكا+، نجمع هذه الدقائق الخمس في ربع ساعة، نلبي حاجتنا بتناول القهوة ونتحدث عن كل شيء: حيز كبير يكون مخصصا للعمل، لكن ايضا يتطرق الحديث الى المستجدات والقليل من الحياة الشخصية"، وعادة ما تمثل استراحات الـ"فيكا" مفاجأة للاشخاص الاحانب الذين يتعرفون على هذا التقليد في المكتب. وتتذكر اودري لوبيودا الفرنسية البالغة 37 عاما "خلال عملي الاول (...) كانوا يتصلون بي قبل خمس دقائق من موعد الاستراحة لتذكيري بها، كنت اجد الامر مبالغا فيه بعض الشيء"، وفي السنوات الاخيرة، بدأت عادة "فيكا" بالانتشار في غير بلد من العالم. وتقول برونز مبتسمة "السويد بلد رائج جدا في هذه المرحلة...". وقد افتتح سويديون او محبون للثقافة السويدية عددا من المقاهي التي تقدم استراحات الـ"فيكا" في نيويورك وسنغافورة مرورا بكندا واستراليا وأيضا بريطانيا.

تقليص مخاطر الوفاة

الى ذلك أشارت دراسة حديثة اعدها باحثون من معهد هارفرد تشان سكول اوف بابلك هلث ونشرت نتائجها مجلة "سيركوليشن" الطبية الى ان القهوة، سواء كانت تحوي مادة الكافيين او لا، لها منافع صحية على ما يبدو، وقارن العلماء بين اشخاص لا يتناولون القهوة بتاتا او يحتسونها بكميات قليلة لا تتعدى الكوبين يوميا، وآخرين يتناولون كميات اكبر تصل الى خمسة اكواب يوميا، ولم تخلص الدراسة الى اي رابط سببي واضح بين القهوة وتراجع خطر الاصابة ببعض الامراض الا انها وجدت رابطا ظاهريا في هذا المجال يتماشى مع نتائج دراسات سابقة. ويؤكد العلماء الحاجة للتعمق بدرجة اكبر في الموضوع. بحسب فرانس برس.

وأوضح مينغ دينغ المعد الرئيسي للدراسة وطالب الدكتوراه في قسم التغذية أن "مكونات حيوية فاعلة في القهوة تقلص المقاومة على الانسولين والالتهابات"، مضيفا "هذا الامر قد يفسر بعض اكتشافاتنا لكن يتعين اجراء دراسات اكثر للتحقيق في شأن الاليات الحيوية التي تنتج مثل هذه المفاعيل".

في المقابل، وخلافا لما اظهرته دراسات سابقة، لم تخلص هذه الدراسة الى وجود اثار حمائية للقهوة ضد مرض السرطان، هذه الاعمال تستند الى جمع بيانات من ثلاثة استطلاعات كبرى شملت ثلاثمئة الف ممرض واخصائي في الصحة اجابوا على اسئلة تتعلق بوضعهم الصحي وعاداتهم الحياتية في مراحل زمنية محددة امتدت على ثلاثين عاما.

وفي مجمل العينة التي شملتها الدراسة، ادى الاستهلاك المعتدل للقهوة الى تقليص خطر الوفاة جراء الامراض القلبية الوعائية والسكري والامراض العصبية مثل باركنسون والانتحار، وفق ما خلصت اليه الدراسة، إلا أن اعتماد هذه الدراسة على استبيانات لأشخاص يدونون بأنفسهم ملاحظات عن عاداتهم الحياتية من شأنه طرح تساؤلات بشأن مدى دقة الاجابات.

ويحذر الخبراء من محاذير تناول القهوة لدى بعض الاشخاص، ولفت فرانك هو المشارك في اعداد الدراسة وأستاذ التغذية وعلم الاوبئة في جامعة هارفرد الى ان "المواظبة على تناول القهوة قد تكون جزءا من نظام غذائي متوازن وسليم"، لكنه لفت الى ان "بعض الاشخاص مثل النساء الحوامل والاطفال عليهم الحذر من تناول مادة الكافيين".

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا