لماذا تقضم أظافرك؟

أوس ستار الغانمي

2024-09-29 05:14

قضم الأظافر عادة لا تؤثر فقط على الأطفال. فالعديد من البالغين يعانون أيضا من هذا السلوك غير المرغوب فيه. ولكن ما السبب الحقيقي وراء قضم الأظافر وما هي الحلول التي يمكن أن تساعدك على التخلص من هذه العادة السيئة؟

من المألوف أن يطور الناس عادات غير صحية للتعامل مع التوتر والقلق نتيجة عدة عوامل متعلقة بحياتنا العصرية. ومن أكثر هذه العادات شيوعا هي قضم الأظافر، وهي عادة عصبية لا تؤثر على جمالية اليدين فحسب، بل يمكن أن تؤدي أيضا إلى الألم والعدوى، يقول علماء النفس أن "الإجراء الأكثر فعالية هو القيام بما يسمى بالحركة العدائية بمجرد بدء قضم الأظافر. هذا يعني: جمع اليد على شكل قبضة أو طيها أو الجلوس عليها أو شيء مشابه". 

ويرى يرون أنه بهذه الطريقة يمكن إيقاف هذا السلوك. ومع ذلك، هناك العديد من الأشخاص المتأثرين الذين لا ينجحون في ذلك، لأنهم لا يلاحظون أنهم بدؤوا في هذا السلوك". 

كما أن صباغة الأظافر يمكن أن تساعد على التخلص بالفعل من هذه العادة السيئة.

وحسب الموقع الصحي "تيشنيكر" يقوم حوالي شحص من بين كل ستة أشخاص بقضم أظافره، كما أن الأطفال والشباب أكثر عرضة لهذه العادة خاصة تحت الضغط. بعض الأشخاص يقضمون أظافرهم بشكل كبير ما يؤدي إلى الإصابة بجروح وفي بعض الأحيان بعدوى. ورغم أن الأمر مؤلم لكن الرغبة في قضم الأظافر لا يمكن مقاومتها وفي غالب الأحيان التغلب عليها.

هناك العديد من الطرق لوقف قضم الأظافر، ومن يرغب في ذلك، فعليه طلاء الأظافر بصباغ ذي طعم مر، ويبقى هذا هو الخيار الأنسب. ويعتمد تأثير طلاء الأظافر ضد قضم الأظافر على رد فعل نفسي بسيط. في تجربة الطعم المر لطلاء الأظافر يربط الدماغ تدريجيا الطعم المر بقضم الأظافر، وبمرور الوقت، يبدأ الدماغ في استيعاب هذا الارتباط وتقل على إثره الرغبة في قضم الأظافر.

كذلك العديد من النجوم والشخصيات لم يسلموا من هذه العادة السيئة. ويمكن أن تكون حالتهم مؤقتة تزول نسبيا، لكنها قد تتطور لتصبح مشكلة طويلة الأمد وتتحول لعادة فموية مرضية. بحسب ما نشره موقع “DW”.

حدد علماء مستشفى هامبورغ إيندروف الجامعي استراتيجية فعالة لمكافحة الرغبة في قرض الأظافر والحك ونتف الشعر أثناء الانفعالات النفسية.

وتشير مجلة JAMA Dermatology، إلى أن 268 شخصا شاركوا في هذه الدراسة بعضهم يعاني من هوس نتف الشعر أو قضم الأظافر أو عض منطقة الخد داخل الفم. وأعلن أفراد المجموعة الضابطة أنهم في قائمة انتظار دورهم في العلاج (حصلوا عليه في نهاية التجربة). أما بقية المشاركين فقد تم تعليمهم عادة بديلة بمساعدة تعليمات وفيديو.

وقد أظهرت النتائج أن حوالي 80 بالمئة من مجموعة العلاج كانوا راضين عن الطريقة المستخدمة، و86 بالمئة اقترحوا نقلها إلى آخرين. وكانت أفضل النتائج في المشاركين الذين يعانون من مشكلة قضم الأظافر، حيث تضمنت استبدال عادة قضم الأظافر برفع اليد إلى الوجه ومن ثم لمس شحمة الأذن.

ويمكن أن يكون البديل أيضا لمس الجلد مثل فرك نهايات الأصابع أو راحة اليد برفق. أما بالنسبة للذين يعانون من نتف الشعر وخدش الجلد فإن أفضل خيار كان شد قبضة اليد بقوة. كما نصح الباحثون في حالة التوتر الشديد بعمل التمارين بصورة سريعة ولكن من دون توتر شديد.

 أسباب قضم الأظافر

أعلنت الدكتورة يكاتيرينا ديميانوفسكايا، أن الحاجة إلى قضم الأظافر أو أقلام الرصاص أو غير ذلك، قد تكون علامة تشير إلى تشوهات جسدية ونفسية.

وتقول في مقابلة مع صحيفة "إزفيستيا" موضحة: "غالبا ما تظهر هذه العادة عند اختلال وظيفة المفصل الصدغي الفكي، والاضطراب الوسواسي القهري، وفقر الدم الناجم عن نقص فيتامين В12".

وتضيف، إن اختلال وظيفة المفصل الصدغي الفكي، بالإضافة إلى الرغبة في مضغ الأقلام وأقلام الرصاص، تظهر رغبة في مضغ اللسان وصرير الأسنان -صرير الأسنان يحدث ليلاً أو عندما يتشتت انتباه الشخص ويفكر في شيء ما، حيث يحاول الإنسان بمساعدة هذه العمليات إرخاء عضلات المضغ المتوترة وتقليل الانزعاج في منطقة المفصل الصدغي الفكي.

ووفقا لها، يمكن كشف اختلال وظيفة المفصل الصدغي الفكي من خلال الوقوف أمام المرآة وفتح الفم جيدا، حيث سيرى الشخص الفك السفلي لا يتحرك بصورة مستقيمة تماما، بل يتحرك بشكل جانبي. ويمكن لطبيب الأسنان أن يحل هذه المشكلة بوصف واقي الأسنان وممارسة تمارين خاصة.

وهناك عادة أخرى شائعة، هي الرغبة في قضم الأظافر. وغالبا ما تعتبر هذه العادة نوعا من التشنجات اللاإرادية. ونادرا ما تكون مظهرا من مظاهر الاضطراب الوسواسي القهري. كقاعدة عامة، تلاحظ هذه العادة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، ومستوى توتر مرتفع، ومن سوء التكيف الاجتماعي. وغالبا ما تتطور عادة قضم الأظافر في مرحلة الطفولة وتزول في معظم الحالات مع التقدم في العمر.

وتضيف الطبيبة، لم تحدد طبيعة هذه العادة بصورة تامة. فوفقا للدراسات هناك 36-63 بالمئة من الحالات أسبابها عائلية، ولكن فقط ربع الذين يعانون من هذه المشكلة يراجعون الأطباء.

ووفقا لها قد تكون عادة قضم الطباشير والفحم والرمل والجليد من أعراض فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين В12. ويمكن تحديد ذلك بمساعدة التشخيصات المخبرية. كما يجب بالإضافة إلى ذلك إجراء تحليل دم عام لتحديد مستوى كريات الدم الحمراء والهيموغلوبين، وكذلك مؤشر ارتباط مصل الحديد بالترانسفرين. وفق ما نقله موقع “RT”.

حيرة الآباء

غالبًا ما يكون الآباء في حيرة من أمرهم بشأن طريقة إيقاف هذه العادة. التهديدات والعقوبات ليست أمرا صائبا، حيث يمكن أن تجعل عضة الأظافر أسوأ.

لا يعمل دائمًا طلاء الأظافر المرير الطعم الذي يمنع العض. والإستراتيجية أفضل هي تشجيع الطفل على التوقف ومرافقته خلال هذه الإستراتيجية. إليك فكرة واحدة: ضع ملصقًا على شكل نجمة في التقويم لكل يوم لا يقضم فيه الطفل أظافره. عندما تتراكم لمدة أسبوعين، يحصل الطفل على مكافأة.

يسهل إقلاع طفلك عن عضة الأظافر إذا كنت تعرف المواقف التي تحدث فيها عادةً. ثم يمكنك التخلص من بعض المحفزات، ربما البرامج التلفزيونية التي تهيج الطفل.

يمكن المساعدة أيضًا في تقليم وتسوية أظافر الطفل بانتظام. تقول نيهاوس "قد يكون قضم الأظافر أقل إغراءً إذا كان هناك قليل من الظفر للعض".

إذا فشلت كل هذه الجهود، يجب أن تأخذ الطفل إلى طبيب الأطفال. الأمر نفسه ينطبق على البشرة حول الظفر المصابة بالعدوى أو نزف سرير الظفر.

يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي علاجًا فعالا. بمساعدة معالج نفسي، يتعلم الطفل كيفية التعامل بشكل أفضل مع الإجهاد وتجنب عضة الأظافر.

طرق لمنع الظاهرة وعلاجها

وتحذر الاختصاصية جبور من اتباع أساليب التوبيخ اللامتناهي للطفل، والمحاضرات الطويلة والصراخ عليه واللجوء للعقوبات، فهذه الأساليب لن تشجع الطفل على التوقف عن قضم أظافره. وفي الواقع، قد يؤدي الاهتمام السلبي إلى جعل الطفل أكثر تصميما على القيام بهذه العادة، وتدني شعوره باحترام الذات.

وبحسب جبور، يوجد عدة طرق لعلاج ومنع هذه الظاهرة، لكنها تحذر من أنه لا يمكن التعامل مع هذه العادة بالعنف، لأن هذا يسبب مشاكل نفسية عديدة، وهذا يتطلب إستراتيجيات خاصة، مع مستوى عال من ضبط النفس لحل هذه المشكلة، ومنها:

ـ تقليم وقص الأظافر: من الضروري الحرص على تقليم أظافر الطفل بشكل مستمر، وهذا الأمر يجعله يمل، لأنه لا يجد ما يقضمه. وهذا يضمن عدم وصول الجراثيم والفطريات لجسمه.

ـ الأمان وتنبيه الطفل: يجب التحدث مع الطفل -من عمر 4 سنوات- أن هذه العادة لها أضرار صحية، ويجب حضنه والتكلم معه بلطف وود، وليتقبل النصيحة يجب أن يشعر الطفل أن أهله إلى جانبه ليحس بالأمان. وفي كل مرة يرى الأهل الطفل يعض أظافره، يجب تذكيره بأفعاله ليتوقف، ويمكن استخدام رمز سري أو إجراء، مثل صافرة، لتنبيهه، مما يجعل الطفل الصغير يدرك أفعاله إذا كان يميل لقضم أظافره.

ـ تشجيع التواصل: إذا شعر الأهل أن الطفل يعض أظافره بسبب القلق، فيجب التحدث معه وتعليمه كيف يتواصل مع والديه متى شعر بالقلق. كما يمكن الحصول على مساعدة أفراد الأسرة، أو إشراك خبير لتحقيق نتائج أفضل.

ـ المدح والمكافأة: من المعروف أن الأطفال يحبون المدح والمكافأة، وهذه حيلة يمكن استخدامها، فعندما يتوقف عن قضم أظافره لفترة من اليوم يمكن منحه بعض قطع الحلوى أو اصطحابه إلى مكان يحبه.

ـ تقديم أنشطة بديلة: يجب كسر حاجز الملل عند الطفل بجعله ينغمس بأنشطة مختلفة وممتعة مثل التلوين والرسم أو المعجون أو المكعبات.

طلاء الأظافر الرادع لقضم الأظافر: هناك بعض أنواع طلاء الأظافر غير السامة، التي تمنع قضم الأظافر بسبب طعمها غير المستساغ. ويجب التحدث مع الطبيب قبل تجربة طلاء الأظافر، فقد لا تكون جميعها مناسبة للأطفال. بحسب ما نشره موقع “الجزيرة نت”.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي