لتحمي صحتك!.. تعرّف على أخطر الأمراض في القرن الحادي والعشرين

مروة الاسدي

2015-10-28 01:37

تعددت الأمراض في الوقت الراهن في مختلف البلدان، مما أدى إلى إصابة أعداد كبيرة من الأشخاص بهذه الأمراض كــ مرض الأنفلونزا، الكوليرا، الملاريا، الطاعون، حمى الأرانب، ومرض المحاربين القدماء، وغيرها الكثير، حيث باتت الأمراض الراهنة أبرز وأخطر تحديات القرن الحادي والعشرين.

إذ تمثل صحة سكان العالم أجمع من ابرز الاهتمامات لكل دولة أو قارة على حدة، وذلك لأن المشكلات الصحية لسكان المعمورة ذات تأثير سياسي واقتصادي عالمي، لذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا فعندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، وبالتالي تحسِّن حياة الإنسان.

ففي الولايات المتحدة سجلت السلطات الأميركية إصابات بمرض الطاعون لدى البشر تزيد عن المستوى الاعتيادي منذ نيسان/ابريل في البلاد مع 11 حالة أدت إلى ثلاث وفيات، وقالت مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) "السبب الكامن وراء هذا العدد الذي يفوق المستوى العادي في العام 2015 ليس واضحا.

والطاعون تنقله القوارض والبراغيث فيما تم التنبيه على مرتادي المتنزهات بعدم إطعام السناجب والقوارض الأخرى وعدم لمس الحيوانات النافقة وعدم السير قرب جحور هذه القوارض وانتعال الأحذية ذات الرقبة في المعسكرات ورش المبيدات الحشرية لتجنب البراغيث، ومن بين الاعراض الأولية للإصابة بالطاعون ارتفاع درجة حرارة الجسم والقشعريرة والغثيان والضعف العام وتضخم العقد الليمفاوية في الرقبة والإبطين وأصل الفخذين.

على صعيد اخر قال مسؤولون في مجال الصحة إنهم باتوا في حيرة من أمرهم في أعقاب تزايد أعداد المصابين بمرض حمى الأرانب وهو مرض بكتيري نادر يصيب الثدييات بما فيها الإنسان وتسببه بكتريا (فرانسيسيلا تولارانسيس) وتصيب جميع الأعمار وتنتقل إلى الإنسان أثناء التعامل مع الحيوانات المصابة مثل السنجاب والأرانب والجرذان وكذلك لسعة القراد أو حشرات أخرى وقد تنتقل الإصابة من خلال الماء والأغذية الملوّثة ولا ينتقل المرض من إنسان إلى آخر، ومن بين أعراضها ارتفاع درجة الحرارة واحتقان الزور وآلام العضلات.

بينما قال مسؤولون في مجال الصحة إن عدد حالات الإصابة بمرض المحاربين القدماء يتصاعد في الولايات المتحدة بعد أن تضاعفت حالات الإصابة في شهر اغسطس آب مقارنة بالمستويات المتوقعة لهذا الوقت من العام، ويقول خبراء المرض المعدي إنهم لا يستطيعون تحديد سبب واحد لهذه الزيادة لكنهم يعتقدون أن مجموعة من العوامل هي السبب منها ارتفاع عدد المسنين بين السكان وهم أكثر عرضة للمرض وتطور وسائل التشخيص وزيادة الوعي بالمرض وربما أيضا عوامل بيئية.

وتسبب مرض المحاربين القدماء -وهو نوع حاد من الالتهاب الرئوي- بكتريا (ليجيونيلا) التي توجد في بعض شبكات الصرف الصحي والحمامات العامة وحمامات البخار وصهاريج المياه الساخنة وأبراج التبريد وغيرها، وينتشر المرض من خلال استنشاق بخار ماء ملوث بالبكتريا ولا ينتقل من شخص لآخر، وتتضمن أعراض المرض ارتفاع درجة الحرارة والسعال والصداع والقشعريرة وآلام العضلات وتصل فترة حضانة المرض الى عشرة أيام وظهرت أول حالة اصابة به في فيلادلفيا عام 1976 ويمكن ان يؤدي الى التهاب رئوي وفشل رئوي وفشل كلوي وحمى عفنية.

الى ذلك حذّرَ مختصون أن أعظم التحديات التي تواجه العالم مستقبلاً لا تقتصر على الكوارث الطبيعية أو الاحتباس الحراري، بل في خطر صامت قد يتسلل كوباء يفتك على ملايين البشر بضربة واحدة.

الكوليرا

من جهتها أعلنت وزارة الصحة العراقية أنها رصدت نحو 1200 حالة إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا، ناجمة عن تناول أطعمة أو مياه ملوثة، قالت وزارة الصحة العراقية إن عدد الحالات المؤكدة بالكوليرا في العراق ارتفع إلى 1201 بعد أن تفشى الوباء في هذا البلد قبل شهر، وتضمن بيان للوزارة "حتى السابع من تشرين الأول/أكتوبر سجلت 1201 إصابة مؤكدة بالكوليرا" موضحا أن غالبية المرضى تماثلوا إلى الشفاء. بحسب فرانس برس.

وتابع بيان الوزارة أن حالة وفاة واحدة سجلت في محافظة بابل جنوب بغداد، وكان مسؤولون في القطاع الصحي تحدثوا عن أربع وفيات في غرب بغداد في أيلول/سبتمبر على الأرجح بسبب الكوليرا، وأضاف البيان أن وزيرة الصحة عديلة حمود حسين العبودي على اتصال بمنظمة الصحة العالمية لتعزيز التعاون للتصدي للوباء.

وذكر مسؤولون في القطاع الصحي أن الوباء تفشى بسبب المياه الملوثة في نهر الفرات التي تراجع منسوبها كثيرا، وكانت آخر مرة تفشى فيها وباء الكوليرا في العراق في 2012 وتسبب بوفاة أربعة أشخاص في منطقة كردستان (شمال)، والكوليرا من أمراض الإسهال الحادة الناجمة عن تناول أطعمة أو مياه ملوثة. وينتقل المرض بسهولة في المناطق المحرومة من البنى التحتية الأساسية كالمياه النظيفة والمراحيض وتجهيزات الصرف الصحي.

الطاعون

في السياق ذاته أعلن الجيش الأمريكي انه يجري التحقيق مع معامل عسكرية لاحتمال حدوث سوء تداول لكائنات منها البكتريا المسببة لمرض الطاعون وذلك بعد ان ابتلي هذا العام بنقل عينات حية من الجمرة الخبيثة عن طريق الخطأ، يجئ ذلك بعد أسبوع من إعلان الجيش وقف إنتاج وتداول واختبار وشحن المواد البيولوجية والسموم. بحسب رويترز.

وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في بيان إنها تسعى للوقوف على ما إذا كانت هناك مشاكل تتعلق بحفظ السجلات والإدارة أو اتمام عمليات شحن دون الحصول على موافقات، وقال الجيش إن أحدث تحقيق يرجع إلى 17 أغسطس آب الماضي في مركز للكيمياء الحيوية في ماريلاند حيث أثارت المراكز اسئلة بشأن سلالة من بكتريا (يرسينيا بيستيس) الفتاكة المسببة للطاعون.

وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن العينة "لم تكن في المنطقة المحظورة ولكن في مبرد خارج هذه المنطقة مشيرا إلى أن الاختبارات التي اجراها الجيش حتى الآن أظهرت ان العينة غير معدية على الرغم من ان الأمر يستلزم إجراء مزيد من الفحوص، وقال الجيش إن المراكز أثارت أسئلة بشأن وضع ملصقات لمواد أخرى منها عينات فيروسية.

وقالت المراكز إنها تتحرى عن مسائل منها الكائنات الممرضة الموجودة في أربعة اقسام بوزارة الدفاع، وفي أواخر مايو أيار اكتشف مسؤولون انه تم شحن جمرة خبيثة حية إلى باحثين في الولايات المتحدة وعدة دول أخرى وفي يوليو تموز قال البنتاجون إن هذا الخطأ يكشف عن مشاكل كبيرة في كيفية تعامله مع البكتيريا القاتلة.

وقال مسؤولون إنه على الرغم من علامات التحذير فان مختبرا في قاعدة للجيش الامريكي في داجواي بروفينج جراوند بولاية يوتا ظل يتبع نفس الأسلوب الخاص بتثبيط نشاط عينات من الجراثيم المخصصة للباحثين ما أسفر عن إرسال جراثيم حية للبكتريا الفتاكة دونما قصد الى 192 مختبرا في الولايات المتحدة وخارجها.

من جهتهم قال مسؤولو صحة بولاية ميشيجان الأمريكية إن رجلا يتماثل للشفاء في أعقاب أول اصابة مؤكدة في الولاية بمرض طاعون الغدد الليمفاوية، وقالت ادارة الصحة بالولاية إن الرجل الذي يقيم بمقاطعة ماركيت عاد في الآونة الاخيرة من منطقة كولورادو مصابا بالمرض مشيرة الى انه ليس ثمة ما يدعو الى القلق بشأن انتقال المرض من شخص لآخر. بحسب رويترز.

وقال مسؤولو الصحة بالولاية إن هذه هي الحالة رقم 14 للاصابة بالطاعون في البلاد خلال العام الجاري والتي تزيد بواقع أربعة أمثال عن المتوسط العام السنوي للاصابة بالمرض والبالغ ثلاث حالات اصابة، وتوفي مسن من ولاية يوتا بالطاعون في أغسطس آب الماضي في أول حالة رصد للمرض بالولاية منذ 2009، واصيب شخصان بالمرض هذا العام بولاية كولورادو.

وتقول السلطات الصحية الأمريكية إن الطاعون ينتشر سنويا في مناطق البراري في البلاد بين الكلاب فيما تحوم الشكوك حول السناجب وحيوانات النمس والأرانب، وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الطاعون انتقل الى الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين من خلال الفئران من على البواخر القادمة من عدة مناطق لاسيما آسيا.

من جانبها سجلت السلطات الاميركية اصابات بمرض الطاعون لدى البشر تزيد عن المستوى الاعتيادي منذ نيسان/ابريل في البلاد مع 11 حالة ادت الى ثلاث وفيات، وقالت مراكز مراقبة الامراض والوقاية منها (سي دي سي) "السبب الكامن وراء هذا العدد الذي يفوق المستوى العادي في العام 2015 ليس واضحا". بحسب فرانس برس.

وجاء في بيان لهذه المراكز "بين عامي 2011 و2012 كان عدد الاصابات البشرية بمرض الطاعون في الولايات المتحدة يراوح بين حالة و17 حالة"، وكان المعدل السنوي يصل في العقد الاخير الى ثلاث اصابات، والطاعون مرض نادر تسببه باكتيريا تنقلها القوارض كان يشكل رعبا في الماضي، لكن الان يمكن علاجه بسهولة عبر تناول المضادات الحيوية.

ويمكن ان تنتقل ايضا من خلال الاتصال بشخص او حيوان مصاب بما في ذلك الكلاب والهررة على ما اوضحت مراكز "سي دي سي"، وقد سجلت غالبية الحالات في غرب الولايات المتحدة هذه السنة فاربع منها حصلت في كولورادو واثنتان في اريزونا وفي نيومكسيكو وكاليفورنيا واوريغون، واصيب سائحان في متنزه يوسيميتي الوطني في كاليفورنيا احد اكثر المواقع جذبا للزوار في الولايات المتحدة مع اربعة ملايين شخص سنويا، وقد توفي ثلاثة مصابين في السادسة عشرة والثانية والخمسين والتاسعة والسبعين.

حمى الأرانب

على صعيد اخر قال مسؤولون أمريكيون في مجال الصحة إنهم باتوا في حيرة من أمرهم في أعقاب تزايد أعداد المصابين بمرض حمى الأرانب وهو مرض بكتيري نادر قتل رجلا في ولاية وايومنج وأصاب العشرات في ولايات كولورادو وساوث داكوتا ونبراسكا هذا العام، وقال مسؤولو الصحة في وايومنج إن تزايد أعداد المصابين بالمرض تركز في شمال شرق وايومنج ومناطق مجاورة من ساوث داكوتا ونبراسكا وفي كولورادو جنوبا حيث وردت تقارير عن نفوق جماعي لحيوانات مثل الأرانب وفئران الحقل التي يمكن ان تنقل هذا المرض المعدي. بحسب رويترز.

وقال مسؤولو الصحة إنه في حين ان حمى الأرانب -التي تسمى ايضا تولاريميا والتي من بين اعراضها ارتفاع درجة الحرارة واحتقان الزور وآلام العضلات- منتشرة في البيئة إلا انها قلما تصيب الناس في وايومنج وكولورادو وساوث داكوتا، وقال مسؤولو الاوبئة إنه تم تسجيل 41 حالة إصابة مؤكدة بالمرض في هذا العام في كولورادو و14 في وايومنج -وهو أعلى رقم خلال ربع قرن منذ بدء التسجيل بيانات موثقة- و19 في ساوث داكوتا وهو الأعلى منذ اصابة 34 شخصا بالمرض عام 1984 .

وقال لون كايتلينجر المتخصص في علوم الاوبئة في ساوث داكوتا "إنه أمر غير عادي" فيما تبحث المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها هذه الحالات للوقوف على مصدرها، ويعالج المرض بالمضادات الحيوية لكنه قد يكون فتاكا وقتل رجلا مسنا في وايومنج في وقت سابق من العام الجاري بعد ان تسبب له في اصابة خطيرة في الجهاز العصبي المركزي.

وحمى الأرانب مرض معدٍ يصيب الثدييات بما فيها الإنسان وتسببه بكتريا (فرانسيسيلا تولارانسيس) وتصيب جميع الأعمار وتنتقل إلى الإنسان أثناء التعامل مع الحيوانات المصابة مثل السنجاب والأرانب والجرذان وكذلك لسعة القراد أو حشرات أخرى وقد تنتقل الاصابة من خلال الماء والأغذية الملوّثة ولا ينتقل المرض من إنسان إلى آخر.

مرض المحاربين القدماء

في حين قال مسؤولون أمريكيون في مجال الصحة إن عدد حالات الاصابة بمرض المحاربين القدماء يتصاعد في الولايات المتحدة بعد أن تضاعفت حالات الاصابة في شهر اغسطس آب مقارنة بالمستويات المتوقعة لهذا الوقت من العام، ويقول خبراء المرض المعدي إنهم لا يستطيعون تحديد سبب واحد لهذه الزيادة لكنهم يعتقدون أن مجموعة من العوامل هي السبب منها ارتفاع عدد المسنين بين السكان وهم أكثر عرضة للمرض وتطور وسائل التشخيص وزيادة الوعي بالمرض وربما أيضا عوامل بيئية. بحسب رويترز.

وتسبب مرض المحاربين القدماء -وهو نوع حاد من الالتهاب الرئوي- بكتريا (ليجيونيلا) التي توجد في بعض شبكات الصرف الصحي والحمامات العامة وحمامات البخار وصهاريج المياه الساخنة وأبراج التبريد وغيرها، وينتشر المرض من خلال استنشاق بخار ماء ملوث بالبكتريا ولا ينتقل من شخص لآخر.

وقتلت هذه البكتريا حتى الان خلال فصل الصيف 12 شخصا في نيويورك وثمانية بدار للمحاربين القدماء في ولاية ايلينوي. كما أصابت عشرات السجناء في سجن سان كوينتين في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وتمثل أحدث الارقام زيادة كبيرة عن أحدث البيانات الاجمالية المتاحة التي أظهرت أن عدد الحالات التي اخطرت بها الجهات الصحية زادت ثلاثة امثال في الفترة من عام 2001 الى 2012.

وقال الدكتور ماثيو مور خبير الاوبئة في المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها في مقابلة جرت معه هاتفيا "لم نفهم تماما بعد ما اذا كانت هذه الزيادة تمثل زيادة حقيقية في المرض ام شيء آخر"، وطبقا لما اعلنته المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها في الرابع من سبتمبر ايلول كان هناك 404 حالات خلال أربعة اسابيع انتهت في 29 اغسطس آب، وقال ديفيد ديجل المتحدث باسم المراكز ان هذا اكثر من ضعف المتوقع في هذه الفترة خلال الخمس سنوات الماضية.

وتتضمن أعراض المرض ارتفاع درجة الحرارة والسعال والصداع والقشعريرة وآلام العضلات وتصل فترة حضانة المرض الى عشرة أيام وظهرت أول حالة اصابة به في فيلادلفيا عام 1976 ويمكن ان يؤدي الى التهاب رئوي وفشل رئوي وفشل كلوي وحمى عفنية.

فيما أشارت احصائيات نشرها مكتب رئيس بلدية مدينة نيويورك بيل دي بلازيو الى ان عدد الوفيات الناجم عن التفشي الفتاك لداء المحاربين القدماء في نيويورك ارتفع الى ثمانية مع اصابة 97 شخصا، وقال مكتب دي بلازيو إن أكثر من نصف 92 شخصا نقلوا الى المستشفيات عولجوا وخرجوا، وقال دي بلازيو هذا الاسبوع إن التفشي دفع السلطات الى التفويض بعمليات تفتيش واسعة النطاق لتطهير أبراج التبريد الخاصة بشبكات التكييف المركزي. بحسب رويترز.

وقال دي بلازيو في مؤتمر صحفي بنيويورك ومعه ماري باسيت مفوضة الصحة بالمدينة إنه منذ العاشر من يوليو تموز الماضي تركز المرض -وهو نوع حاد من الالتهاب الرئوي- في ساوث برونكس وهي واحدة ضمن أفقر الضواحي في الولايات المتحدة، وقال مسؤولو الصحة بالمدينة إن شبكة مياه الشرب لم تتأثر بالتفشي، وجميع من توفوا بالمرض كانوا من كبار السن او يعانون من مشاكل صحية منها أمراض الرئة المزمنة والربو وانتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي المزمن.

وتسبب المرض بكتريا (ليجيونيلا) التي توجد في بعض شبكات الصرف الصحي والمراحيض العامة وحمامات البخار وصهاريج المياه الساخنة وأبراج التبريد وغيرها. وينتشر المرض من خلال استنشاق بخار ماء ملوث بالبكتريا ولا ينتقل من شخص لآخر وتصل فترة حضانة المرض الى عشرة أيام، وشرعت إدارة الصحة بالمدينة في التفتيش على 22 مبنى في برونكس منها 17 بها أبراج تبريد وتم رصد البكتريا في خمسة مبان فيما تجري عمليات التطهير في المباني الخمسة جميعها في ضاحية ساوث برونكس.

والموجة الحالية من المرض -التي يصفها المسؤولون بانها غير معهودة- تزيد بواقع خمس مرات عن عدد الحالات التي سجلت في آخر موجة إصابات أسفرت عن إصابة 12 شخصا في برونكس في ديسمبر كانون الأول عام 2014، وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الإصابة بالمرض تشيع في فصل الصيف ومطلع الخريف وتتضمن أعراضه ارتفاع درجة الحرارة والسعال والصداع وآلام العضلات.

التهاب القولون الغشائي الكاذب

بينما أفاد تقرير حكومي نشر ان تعزيز التنسيق بين منشآت الرعاية الصحية وإدارات الصحة العامة قد ينقذ حياة 37 ألف أمريكي على مدى خمس سنوات بمنع الإصابة بالجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية والاصابة بمرض معوي يعرف باسم التهاب القولون الغشائي الكاذب. بحسب رويترز.

وقال التقرير الذي أصدرته المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ان الجراثيم التي لا تستجيب للمضادات الحيوية تصيب أكثر من مليونين بامراض وتؤدي إلى 23 ألف حالة وفاة كل عام في الولايات المتحدة، وتظهر هذه الجراثيم بشكل نمطي عند تناول كميات كبيرة من الأدوية.

والجراثيم التي تنشأ من بكتيريا التهاب القولون الغشائي الكاذب والتي تنتشر بشكل سريع في المستشفيات ودور التمريض وتسبب إسهالا شديدا مسؤولة عما يقرب من 500 ألف حالة إصابة أخرى بامراض وحوالي 15 ألف حالة وفاة سنويا. وتنظيف الغرف بعناية باستخدام منظفات قوية يمكن أن يقتل الجراثيم كما ان غسل اليدين يمكن ان يساعد في منع انتشارها.

وقالت المراكز الأمريكية إن الجراثيم والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تنتشر داخل منشآت الرعاية الصحية عندما تكون إجراءات السيطرة على العدوى غير كافية وخصوصا عندما ينتقل المرضى من منشأة الي اخرى، وقال التقرير إنه يمكن تفادي 619 ألف إصابة بالجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية والتهاب القولون الغشائي الكاذب وتفادي 37 ألف حالة وفاة على مدى خمس سنوات إذا توفرت اجراءات افضل للرقابة او الاشراف على استخدام المضادات الحيوية وتعزيز التنسيق بين الإدارات الصحية ومنشآت الرعاية الصحية، وقال توم فريدن مدير المراكز الأمريكية في مؤتمر صحفي عبر الهاتف "المنشآت التي تعمل بمفردها لا يمكنها أن تحمي مرضاها بشكل كاف"، واضاف قائلا "يمكن منع عشرات آلاف الوفيات" من خلال تعزيز التنسيق.

بكتريا نادرة تأكل خلايا المخ

في سياق متصل قال والدا فتي عمره 14 عاما من تكساس لمحطة اذاعة محلية إنه يصارع الموت إثر اصابته بمرض نادر يؤدي الى تآكل خلايا المخ في اعقاب السباحة في بحيرة تبعد نحو 70 ميلا الى الشمال من هيوستون، وقال والده مايك رايلي لمحطة اذاعة هيوستون إنه يبدو ان الفتى - وهو لاعب اوليمبي - اصيب بالمرض عندما كان يسبح مع فريقه في 13 اغسطس آب الماضي. بحسب رويترز.

وقال في مقابلة حصرية "لا يمكن ان تصدق ان تتوجه الى مكتب طبيب ليقولوا لك إنه لم يتبق في عمر ابنك سوى يومين"، ويسبب هذا المرض كائن دقيق وحيد الخلية اسمه العلمي (نايجليريا فاوليري) ويوصف عادة باسم الأميبا الآكلة لخلايا المخ، وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن هذه الأميبا تعيش في المياه العذبة الدافئة مثل البحيرات والأنهار والينابيع الحارة وأيضا في التربة وعادة ما تصيب الإنسان عند دخول المياه الملوثة الى الجسم من خلال الأنف.

وقالت المراكز إن انتقال المرض من شخص لآخر أمر نادر، وأضافت انه عادة ما ينتشر هذا الكائن الوحيد الخلية في المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة صيفا مع ارتفاع درجات الحرارة، ومضت تقول إنه من بين 133 شخصا يعرف انهم اصيبوا بهذه الأميبا بالولايات المتحدة منذ عام 1962 لم ينج منهم سوى ثلاثة فقط.

الملاريا

بينما أشارت نتائج دراسة الى ان مليون افريقي أصيبوا بالملاريا هذا العام بسبب اقامتهم قرب مواقع بناء سدود ضخمة مشيرة الى ضرورة بذل مزيد من الجهد لحماية السكان من هذا المرض الفتاك لاسيما اثناء اقامة مثل هذه السدود، وقالت الدراسة التي وردت في دورية الملاريا إن من المقرر إقامة نحو 80 سدا جديدا خلال السنوات القليلة القادمة في منطقة افريقيا جنوب الصحراء الكبرى ما يشير الى احتمال ظهور 56 ألف حالة إصابة أخرى بالمرض سنويا. بحسب رويترز.

وقال سولومون كيبرت كبير المشرفين على الدراسة من جامعة نيو انجلاند الاسترالية في بيان "فيما تعود السدود بالكثير من المنافع وتسهم في النمو الاقتصادي وفي التخفيف من أعباء الفقر وتحقيق الأمن الغذائي إلا ان الآثار العكسية المتمثلة في الملاريا يتعين علاجها وإلا قوضت الحملة المتواصلة التي تقوم بها افريقيا من اجل التنمية".

وطالب الباحثون بسن اجراءات لمكافحة الملاريا اثناء التخطيط لاقامة السدود بما في ذلك تجفيف الحدود الساحلية مع توزيع الناموسيات على السكان واقامة مزارع سمكية لأنواع من الاسماك المتخصصة في التغذية على يرقات البعوض عند مواقع تشييد السدود، وقال الباحثون إنها المرة الأولى التي يقيس فيها الباحثون آثار السدود على انتشار الملاريا في القارة الافريقية.

وتوصل الباحثون الى ان أكثر من 15 مليون افريقي يعيشون على مسافة خمسة كيلومترات من السدود والخزانات وذلك بعد دراسة 1300 سد ثلثاها في مناطق تنتشر بها الملاريا، وتشهد القارة الافريقية طفرة في بناء السدود بغرض توليد الكهرباء وري المحاصيل وتخزين المياه لسد حاجة السكان الذين تتزايد اعدادهم بمعدلات متسارعة.

وقال ماثيو مكارتني المشارك في هذه الدراسة من المعهد الدولي لادارة المياه وهو مركز بحثي "السدود خيار مهم للحكومات التي تسعى الى التنمية .. لكن من غير الملائم ان يدفع من يسكنون قرب هذه السدود ثمن هذه التنمية من خلال مضاعفة المعاناة وربما فقدان الحياة في الظروف القاسية"، وتصيب الملاريا نحو 200 مليون شخص سنويا وقتلت 584 ألفا عام 2013 معظمهم في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بافريقيا وأكثر من 80 في المئة من وفيات الملاريا من الاطفال دون سن الخامسة.

وتحدث معظم حالات الاصابة بالملاريا بطفيل (بلازموديوم فالسيبارم) الذي ينتقل من لعاب أنثى البعوض ليدخل مجرى الدم للانسان عندما تلسعه ويمر الطفيل عبر الكبد ويصيب كرات الدم الحمراء حيث يتكاثر فيها بأعداد هائلة ما يؤدي الى انفجارها وانتاج المزيد والمزيد من الطفيل داخل جسم المصاب، وتنتشر الملاريا ايضا في آسيا وامريكا الجنوبية حيث تكون أقل خطورة وتنقلها بعوضة اخرى هي (بلازموديوم فيفاكس) الأكثر شيوعا.

الانفلونزا

لا يزال العلماء يجهلون ما اذا كان عقاران شائعان لعلاج الانفلونزا -هما تاميفلو الذي تنتجه شركة روش وريلينزا من إنتاج جلاكسو سميثكلاين- ينجحان في علاج النزلات الموسمية أو الصور الوبائية للمرض مطالبين باجراء تجارب اكلينيكية عاجلة نشطة لحسم الأمر، وفي حين عمدت الحكومات في شتى أرجاء العالم إلى تخزين العقارين واستخدامهما خلال تفشي السلالة الفيروسية اتش1ان1 من وباء انفلونزا الخنازير في عام 2009-2010 لم يتم اجراء تجارب عشوائية وقتئذ لذا فان الادلة الموجودة عن فعاليتهما غير كافية. بحسب رويترز.

ونشر الخبراء تقريرا تحت اشراف جيريمي فارار مدير صندوق ولكام عن استخدام العقاقير المضادة للفيروسات المعروفة باسم مثبطات النيروامينيديز لعلاج الانفلونزا وقالوا إنها كانت فرصة مهدرة ويتعين عدم تكرارها، وقال كريس بالتر خبير التجارب الاكلينيكية بجامعة اكسفورد البريطانية الذي شارك في الدراسة "في وباء اتش1ان1 تم توزيع واستهلاك كميات كبيرة من التاميفلو لكن ليست لدينا أي فكرة عما اذا كان ذلك كان موفقا"، وقال "أهدرنا فرصا كبيرة في الماضي بعدم اجراء تجارب عشوائية في مستهل الوباء".

وقال الخبراء في تقريرهم بشأن الأدلة الخاصة باستخدام المضادات الفيروسية في الانفلونزا الموسمية إن العقارين خفضا بدرجة ملحوظة من الوفيات في الحالات المحجوزة بالمستشفيات لاسيما بالنسبة إلى من بدأوا العلاج في غضون 48 ساعة من بدء ظهور الأعراض، وتشير الأدلة إلى ان مضادات الفيروسات يمكن ان تخفف من الأعراض في الانفلونزا الموسمية بواقع 14 الى 17 ساعة لكنها لم تعضد الاستخدام الروتيني لهذه العقاقير لجميع المرضى.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا