ما مخاطر نقص هرمون التستوستيرون وعلاجه؟

أوس ستار الغانمي

2024-05-19 05:09

التستوستيرون هو هرمون جنسي يعد هرمون الذكورة الرئيسي لدى الرجل، لكن المرأة أيضا تفرزه، وهو يلعب دورا مهما في الخصوبة وكتلة العضلات وتوزيع الدهون وإنتاج خلايا الدم الحمراء، والتستوستيرون نوع من الأندروجين ينتج بشكل أساسي من الخصيتين في خلايا تسمى "خلايا ليديغ" (Leydig cells)، أما لدى المرأة فينتجه المبيضان ولكن بكمية أقل.

ما أعراض نقص هرمون؟

- التعب.

- الخمول.

- الكآبة.

- القلق.

- التهيج.

- انخفاض الرغبة الجنسية.

- الضعف الجنسي لدى الرجال.

- انخفاض القدرة على التحمل والقوة.

- التعرق المفرط والتعرق الليلي.

- ضعف التركيز أو الذاكرة.

- الحاجة إلى حلاقة أقل.

وقد تكون بعض هذه الأعراض ناتجة عن عدد من الأشياء، لذلك ستحتاج إلى فحص دم لتأكيد نقص هرمون التستوستيرون.

وعلى الرغم من أن أعراض نقص هرمون التستوستيرون لا تعتبر بالضرورة خطيرة، إلا أنها قد تكون مزعجة وتؤثر على صحة الشخص العقلية ورفاهيته بشكل عام.

ويمكن أن تساعد مناقشة علاج نقص هرمون التستوستيرون مع طبيبك في تخفيف بعض الأعراض.

وحتى إذا لم يكن انخفاض هرمون التستوستيرون هو سبب الأعراض، فقد يظل الطبيب قادرا على المساعدة في الفحص والمساعدة.

من أسباب نقص هرمون التستوستيرون:

- الأمراض المزمنة، كالسكري وأمراض الكلى والكبد.

- مشاكل في الغدة النخامية.

- خمول الغدة الدرقية المنخفضة.

- مشاكل الخصيتين مثل التعرض لإصابة أو سرطان أو عدوى.

- السمنة.

كيف يتم اكتشاف؟

يتم اكتشاف نقص هرمون التستوستيرون عند الرجال، عبر إجراء تحليل الدم الذي يساعد على تحديد نسبته في الدم.

وتؤثر مستويات هرمون التستوستيرون على كل شيء لدى الرجال، مثل القدرة الجنسية والكتلة العضلية وكثافة العظام وإنتاج كريات الدم الحمراء.

كما تزداد فرص تساقط الشعر وإصابة الرجال بالصلع، واضطرابات في النوم والإصابة بالأرق، كما أنه يلعب دورا في سلوكيات معينة وتقلبات نفسية، بحسب تقرير في دويتشه فيله.

وعبر دورية "مايو كلينيك" (Mayo Clinic)، يشجع طبيب المسالك البولية الدكتور غريغوري بروديريك الرجال الذين يعانون من أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون على التحدث إلى أخصائي حول هذه المشكلات. ففي معظم الحالات، يمكن علاج انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عن طريق تناول الأدوية البديلة.

يعزز السلوك الودي لدى الذكور

الهرمون الذكوري يعزز "السلوك الودي" و"التفاعلات الاجتماعية الإيجابية" ساد اعتقاد لوقت طويل أن التستوستيرون يزيد من الرغبة الجنسية والعدوانية لدى الرجال، لكن دراسة جديدة أظهرت أن له جانبًا محبوبًا أيضًا.

وخلال التجارب المعملية، حقن باحثون هرمون التستوستيرون في ذكور الجربوع وراقبوا كيف ستتصرف تلك الحيوانات مع شركائها. ولدهشتهم وجد هؤلاء أن الحقن بالهرمون عزز "السلوك الودي" ومهد لحدوث "تفاعلات اجتماعية إيجابية" بين الحيوانات.

يقول الباحثون إن هرمون التستوستيرون يؤثر على نشاط الأوكسيتوسين - ما يسمى بهرمون "الاحتضان" أو "الحب" المرتبط بالترابط الاجتماعي - على الرغم من أنهم وحتى الآن لا يعرفون كيف يحدث الأمر، بحسب ما نشر موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية.

أجرى الدراسة الجديدة باحثون في جامعة إيموري في أتلانتا بولاية جورجيا، بقيادة الأستاذة المساعدة في علم النفس أوبري كيلي وزوجها ريتشموند طومسون، عالم الأعصاب.

وقالت كيلي: "للمرة الأولى أثبتنا أن هرمون التستوستيرون يمكن أن يعزز بشكل مباشر السلوك غير الجنسي، والسلوك الاجتماعي، بالإضافة إلى العدوانية كما هو معروف، وذلك لدى الفرد نفسه".

وتضيف: "يعد الأمر مثيرا للدهشة لأننا عادة ما نفكر في هرمون التستوستيرون على أنه السبب زيادة في السلوكيات الجنسية والعدوانية، لكننا أظهرنا أنه يمكن أن يكون لها تأثيرات أكثر دقة، اعتمادًا على السياق الاجتماعي".

تضمنت الدراسة، التي نُشرت في دورية Proceedings of the Royal Society B، تجارب على الجربوع المنغولي، وهو نوع من القوارض الصغيرة، التي استخدمت في التجارب العلمية منذ القرن التاسع عشر، وتعرف بأنها تشكل روابط زوجية دائمة وتربي صغارها معًا.

وتشير الدراسة إلى أنه يمكن للذكور أن يصبحوا عدوانيين أثناء التزاوج وعند الدفاع عن أراضيهم، لكنهم يظهرون أيضًا سلوكًا حميمياً كالعناق والاحتضان بعد أن تصبح الأنثى حاملاً، كما يظهرون سلوكًا وقائيًا تجاه صغارهم.

في إحدى التجارب، تم تقديم ذكر إلى أنثى من هذه الحيوانات، وبعد أن شكلوا زوجًا وأصبحت الأنثى حاملاً، أظهر الذكور سلوكاً رقيقاً كان منه احتضان شركائهم. ولمعرفة أثر الهرمون أعطى الباحثون الذكور حقنة من التستوستيرون، معتقدين أن زيادة مستوياته في الجسم سيقلل من السلوكيات الرقيقة لدى الذكور.

تقول البروفيسورة كيلي: "بدلاً من ذلك، فوجئنا بأن ذكر الجربوع أصبح محبوبًا وأكثر إيجابية مع شريكته".

وفي تجربة لاحقة، قام الباحثون بإخراج الإناث من الأقفاص بحيث يكون كل ذكر من الجربوع تلقى حقنة التستوستيرون يقبع بمفرده، بعدها تم إدخال ذكر غير معروف إلى القفص، مما قد يعزز إمكانية بدء القتال بين الخصمين.

قالت كيلي: "في العادة، يطارد الذكر ذكرًا آخر يدخل قفصه، أو يحاول تجنبه". لكن بدلاً من ذلك، كان الذكور الذين يقيمون بمفردهم في الأقفاص وتم حقنهم سابقًا بهرمون التستوستيرون أكثر صداقة مع الوافد الجديد.

غير أن السلوك الودود تغير فجأة عندما أُعطي الذكور حقنة أخرى إضافية من هرمون التستوستيرون. وبسبب الحقن الإضافي، بدأ الذكر في مطاردة الجروع الذكر المنافس أو تجنبه تمامًا، وفق ما ذكر موقع نيوروساينس.

وعلقت كيلي: "كان الأمر كما لو أنهم استيقظوا فجأة وأدركوا أنه لم يكن من المفترض أن يكونوا ودودين في هذا السياق". وتوضح أن التستوستيرون "يعزز السلوك المناسب للسياق الذي يوجد فيه الحيوان"، بل إنه يمكن أن يلعب دورًا في "تضخيم الميل إلى أن يكون محبوبًا ووقائيًا أو عدوانيًا".

ووجد الباحثون أن الذكور الذين يتلقون حقن التستوستيرون أظهروا نشاطًا أكثر للأوكسيتوسين في أدمغتهم أثناء التفاعل مع شريك أنثى مقارنة بالذكور الذين لم يتلقوا الحقن، ما يعني أنه من المحتمل أن يؤثر التستوستيرون على نشاط الأوكسيتوسين، لكن الباحثين لا يعرفون بالضبط كيف يحدث ذلك.

قالت كيلي: "نحن نعلم أن أنظمة الأوكسيتوسين والتستوستيرون تتداخل في الدماغ ولكننا لا نفهم حقًا السبب".

وتؤكد الدراسة على أنها لم تستخدم سوى حيوان الجربوع، ولذلك يجب تطبيق النتائج بحذر شديد على الحيوانات الأخرى، وأن هذا قد لا يعد مقياساً لما يمكن أن يحدث مع البشر.

ويقول العلماء إن السلوكيات البشرية أكثر تعقيدًا بكثير من سلوكيات الجربوع، لكن النتائج قد توفر أساسًا للدراسات في الأنواع الأخرى، بما في ذلك البشر. وفقًا لموقع “دويتشه فيله”.

الوباء الصامت.. كيف يؤثر انخفاضه؟

وجد باحثون من أستراليا وأوروبا أن خطر الوفاة نتيجة أي سبب صحي يزداد بنسبة 10% لدى الرجال الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون (أقل من الحدود الطبيعية).

ولطالما لفت الأطباء الانتباه إلى "الوباء الصامت" الذي يصيب الرجال الذين يعانون من انخفاض شديد في هرمون التستوستيرون (أو ما يسمى بسن اليأس لدى الرجال)، ما يؤدي إلى أعراض منهكة، مثل ضعف الانتصاب والاكتئاب والقلق وزيادة الدهون في الجسم.

والآن، أظهرت مراجعة لـ11 دراسة شملت أكثر من 24000 رجل، كيف يؤثر انخفاض هرمون التستوستيرون على حياة الرجال.

وأوضح فريق البحث أن المعدل الطبيعي لهرمون التستوستيرون لدى الرجال يتراوح بين 300 إلى 1000 نانوغرام لكل ديسيلتر.

ووجد الباحثون أن الرجال الذين لديهم أقل من 213 نانوغرام/ديسيلتر من هرمون التستوستيرون، قد يزيد لديهم خطر الوفاة بسبب أي مشكلة صحية، كما يزيد خطر وفاة الرجال، الذين لديهم أقل من 153 نانوغرام/ديسيلتر، بسبب أمراض القلب.

وأضاف الفريق أن تركيزات هرمون التستوستيرون المنخفضة جدا قد تشير أيضا إلى أن الشخص يعاني من مشكلة صحية أخرى، مثل مرض السكري أو فيروس نقص المناعة البشرية أو أمراض المناعة الذاتية أو الإفراط في استهلاك الكحول، ما يؤدي إلى ارتفاع خطر الوفاة.

ويعرف التستوستيرون بأنه هرمون جنسي ذكري يتم إنتاجه في الخصيتين، وهو مسؤول عن تطوير والحفاظ على الخصائص الجنسية الذكرية، مثل البروستات والخصيتين والرغبة الجنسية، بالإضافة إلى زيادة كتلة العضلات والعظام ونمو شعر الجسم.

وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الرجل يعاني من انخفاض مستوى هذا الهرمون، بما في ذلك تلف الخصيتين أو الغدة النخامية أو السمنة أو الاضطرابات الوراثية أو مرض السكري أو الشيخوخة الطبيعية.

ويمكن أن يعكس علاج التستوستيرون هذه الأعراض جزئيا.

نشرت الدراسة في مجلة حوليات الطب الباطني. نقلاً من المصدر "ديلي ميل".

العلاج بهرمون الذكورة وأمراض القلب

كشفت دراسة طبية حديثة أن علاج القصور بالأجهزة التناسلية باستخدام هرمون التستوستيرون، آمن لأغلب الرجال المصابين باضطرابات في القلب، فيما كانت تقارير سابقة تتحدث عن مضاعفات مؤذية.

وبحسب وكالة أنباء "يونايتد برس إنترناشونال"، فإن إخضاع الرجال الذين يعانون انخفاضا في هرمون التستوستيرون المعروف أيضا باسم "هرمون الذكورة" للعلاج التعويضي، لم يجعلهم أكثر عرضة لأن يصابوا بنوبة قلبية أو بسكتة أو بوفاة ناجمة عن مرض في القلب.

وشملت الدراسة مجموعة من الرجال الذين يعانون أمراضا في القلب وقصور الغدد التناسلية في الوقت نفسه.

وقال الخبير في طب القلب بمجموعة "كليفلاند كلينيك" الطبية المرموقة في الولايات المتحدة، ستيفن نيسن: "بالنسبة للرجال الذين يعانون مرضا في القلب، ليست هناك خطورة في تناول التستوستيرون في حال جرى إعطاؤه بعناية وتحت المراقبة".

لكن الباحثين نبهوا إلى أن هذه الدراسة يجب ألا تكون بمثابة ضوء أخضر للمبالغة في العلاج بهرمون التستوستيرون، لا سيما حين يكون الرجال في صحة جيدة، ومن بينهم الأشخاص الذين يتراجع لديهم الهرمون مع التقدم في العمر.

وصرح نيسن بأن "ما يخشاه هو أن يتحول الأمر إلى رواج تجاري، كأن يشغل التلفزيون ويجد إعلانا يقول: لقد قالت كليفلاند كلينك إن التستوستيرون آمن، فتعالوا وخذوا جرعة منه".

وأضاف أن الرجال الذين يعانون بعض الأمراض لا يُنصحون بتناول التستوستيرون، مثل المصابين بالرجفان الأذيني في القلب وتجلط الدم.

وجرت التجربة السريرية بدعم من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، بينما نشرت النتائج في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أو ميديسن". نقلاً من “سكاي نيوز عربية”.

العلاج التعويضي بالتستوستيرون

إذا بقيت الأعراض المزعجة وانخفاض هرمون التستوستيرون بعد استكشاف هذه الاحتمالات، فقد يصف لك طبيبك العلاج بالتستوستيرون التعويضي قصير المدى. عادة ما يعطى العلاج في صورة دهان أو كريم يومي، أو كلصقة على الجلد (عادة على الكتف أو الفخذ، وهي أماكن يسهل الوصول إليها). ويمكن أن تؤخذ علاجات التستوستيرون أيضاً عن طريق الفم يومياً أو الحقن أسبوعياً أو كل أسبوعين. هناك أيضاً خيار آخر هو الكرّيات المزروعة في الأرداف التي تطلق هرمون التستوستيرون ببطء على مدى أسابيع. أضاف الدكتور أوليري: «لا توجد ميزة لتطبيق دون آخر، لكن الحقن قد يكون له مفعول أسرع».

بعد الانتظام في العلاج بالتستوستيرون لمدة شهرين تقريباً، سيقوم الطبيب بتقييم أعراضك. إذا لم يكن هناك تحسن ملحوظ، حينها يمكن زيادة الجرعة، أو الاستمرار في الجرعة بمقدارها الحالي لفترة أطول قليلاً، أو التوقف.

في هذا الصدد، ينصح الدكتور أوليري بالتالي: «ضع في اعتبارك أن العلاج بالتستوستيرون قد لا يؤتي ثماره مع الجميع أو قد يكون لها تأثير ضئيل فقط».

ثمة جانب آخر يجب النظر إليه، أنه إذا كان لديك استجابة جيدة، قد تحتاج إلى الإبقاء على العلاج بالتستوستيرون إلى أجل غير مسمى للحفاظ على الفائدة؛ وذلك لأن جسمك يتوقف عن إفراز التستوستيرون الخاص به أثناء انتظامك في العلاج.

يمكن أن يكون للعلاج بالتستوستيرون آثار جانبية قصيرة الأجل، مثل ظهور حب الشباب، واضطراب التنفس أثناء النوم، وتورم أو ترهل الثديين، أو تورم الكاحلين. عن ذلك، يوضح الدكتور أوليري: «إلا أنه فيما يتعلق غالبية الرجال المؤهلين للعلاج، فإن فوائد العلاج ببدائل التستوستيرون عادة ما تفوق هذه المخاطر المحتملة».

ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن الاستخدام طويل الأجل من العلاج ببدائل التستوستيرون، ويعكف علماء على استكشاف ما إذا كان يحفز نمو خلايا سرطان البروستاتا. وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أنه قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والوفاة من أمراض القلب.

قد تأتي إجابة أكثر دقة في هذا المجال من تجربة «TRAVERSE» التي اكتملت أخيراً، والتي نظرت في العلاقة بين العلاج بالتستوستيرون ومشكلات القلب والأوعية الدموية الخطيرة بين أكثر من 5000 رجل على مدى خمس سنوات.

من المقرر إعلان النتائج قريباً. أما في الوقت الحالي، فلا تزال الأدلة مختلطة فيما يتعلق بهذه المخاطر المحتملة. لذا؛ فإن الخيار الأكثر أماناً للرجال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب أو الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان البروستاتا هو تجنب العلاج بالتستوستيرون التعويضي. وفقًا لصحيفة “الشرق الأوسط”.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا