الفشل الكلوي: لماذا لا نعرفه عن الكثير؟
مروة الاسدي
2023-02-11 05:21
الكلى لديها وظائف عديدة أهمها مساعدة الجسم على التخلص من السموم، إذ تقوم الكليتان بترشيح الدم وإرسال الفضلات من الجسم إلى البول، ليتخلص منها الجسم خلال التبول، وعندما لا تعمل الكليتان بشكل صحيح، تتراكم الفضلات في الجسم مما تنتج عنه أمراض قد تؤدي إلى الوفاة في حالة عدم تلقي العلاج سريعاً.
والفشل الكلوى، هو حالة صحية تعني أن إحدى كليتيكِ أو كليهما لم تعد تعمل بشكل جيد، وهو أخطر مراحل مرض الكلى، وأحياناً يكون الفشل الكلوي مؤقتاً ويتطور بسرعة، وفي أحيان أخرى تكون حالة مزمنة طويلة الأمد تزداد سوءاً ببطء. إليك أسباب الفشل الكلوي في الآتي:
أسباب فشل عمل الكلى، يصيب الفشل الكلوي حوالي 2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يصيب أي شخص، ولكنكِ قد تكونين أكثر عرضة للإصابة بالفشل الكلوي إذا كنتِ:
مصابة بداء السكري، مصابة بارتفاع في ضغط الدم، مصابة بأمراض القلب، لديكِ تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى، لديكِ بنية غير طبيعية في الكلى، تجاوزتِ الستين من العمر، لديكِ تاريخ طويل في تناول مسكنات الألم، بما في ذلك المنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
الأعراض الأولى للفشل الكلوي، التعب الشديد والجلد الجاف وكثرة التبول من الأعراض الأولى للإصابة بالفشل الكلوي، يعاني العديد من الأشخاص من أعراض قليلة أو معدومة في المراحل المبكرة من مرض الكُلى، ومع ذلك قد يتسبب مرض الكُلى المزمن (CKD) في حدوث تلف بالرغم من شعورك بالتحسن.
وتختلف أعراض مرض الكُلى المزمن والفشل الكلوي بين الأشخاص، فإذا كانت الكليتان لا تعملان بشكل صحيح، ستلاحظين واحدة أو أكثر من العلامات التالية: التعب الشديد، الغثيان والقيء، ارتباك أو صعوبة في التركيز، تورم خاصة حول اليدين أو الكاحلين أو الوجه، كثرة التبول، تشنجات خاصة في القدمين، جلد جاف أو حكة، ضعف الشهية.
يعدُّ مرض السكري وارتفاع ضغط الدم من أكثر أسباب الإصابة بأمراض الكلى المزمنة والفشل الكلوي شيوعاً، إذ يمكن أن يؤدي مرض السكري (في حالة عدم تلقي العلاج) إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، كما يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم باستمرار إلى تلف الكُلى والأعضاء الأخرى، وارتفاع ضغط الدم يعني أن الدم ينتقل بقوة عبر الأوعية الدموية في الجسم، وبمرور الوقت وبدون علاج، يمكن أن تدمر القوة الزائدة للدم أنسجة الكُلى.
عادة لا يحدث الفشل الكلوى بسرعة، وتشمل الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي، ما يلي: أمراض مزمنة غير معالجة، مثل أمراض القلب أو أمراض الكبد، مرض الكلى المتعدد الكيسات، وهي حالة وراثية تتسبب في نمو الأكياس المملوءة بالسوائل داخل الكلى، أمراض الكبيبات وهي تؤثر على مدى جودة تنقية الكُلى للفضلات، الذئبة وهي أحد أمراض المناعة الذاتية التي يمكن أن تسبب تلف الأعضاء وآلام المفاصل والحمى والطفح الجلدي.
طرق الوقاية من أمراض الكُلى والفشل الكلوي، الحفاظ على مستويات السكر في الدم ومتابعة وظائف الكُلى من أفضل طرق الوقاية من الفشل الكلوي، رغم أن الفشل الكلوي ومرض الكلى المزمن غير قابلين للشفاء، إلا أنه يمكن اتخاذ خطوات للمساعدة في الحفاظ على وظائف الكلى، حيث تؤدي العادات والروتين الصحي إلى إبطاء سرعة فقدان الكليتين لقدرتهما على العمل. وإذا كنتِ مصابة بمرض الكلى المزمن أو الفشل الكلوي، فمن الجيد القيام بما يلي: مراقبة وظائف الكلى، الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي إذا كنتِ مصابة بداء السكري، الحفاظ على مستويات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، تجنّب استهلاك التبغ، تجنّب الأطعمة الغنية بالبروتينات والصوديوم.
أسباب الفشل الكلوي وأعراضه
يحدث الفشل الكلوي عندما يصل مرض الكلى المزمن - الفقدان التدريجي لوظائف الكلى - إلى حالة متقدمة. ففي الداء الكلوي في المرحلة النهائية، تعجز الكليتان عن أداء وظائفهما بصورة طبيعية تلبي احتياجات الجسم.
وظيفة الكلى، ترشح الكليتان السموم والسوائل الزائدة من دمك، والتي تفرَز بعد ذلك في البول وعندما تفقد الكليتان القدرة على الترشيح، تتراكم مستويات خطيرة من السوائل والكهارل والفضلات داخل جسمك.
الفشل الكلوي، مع الإصابة بالداء الكلوي في المرحلة النهائية (الفشل الكلوي) تحتاج إلى الغسيل الكلوي أو عملية زراعة الكلى للبقاء على قيد الحياة، و لكن يمكن أيضًا اختيار الرعاية التحفُّظية للتحكم في الأعراض لديك، بهدف الوصول إلى أفضل جودة حياة ممكنة خلال الوقت المتبقي من عمرك.
قد لا تظهر أي مؤشرات أو أعراض في بداية الإصابة بداء الكلى المزمن وبعد تفاقم المرض ليصل إلى مرحلته النهائية، تظهر علامات وأعراض.
أعراض الإصابة بالفشل الكلوي
-الغثيان
-القيء
-فقدان الشهية
-الإرهاق والوهن
-تغيرات في كمية البول
-ألم في الصدر، إذا تراكمت السوائل حول بطانة القلب
-ضيق النفس، إذا تراكمت السوائل في الرئتين
-تورم القدمين والكاحلين
-ارتفاع ضغط الدم بدرجة يصعب السيطرة عليها
-الصداع
-صعوبة النوم
-انخفاض النشاط الذهني
-انتفاض العضلات وتشنجها
-الحكة المتواصلة
-الإحساس بطعم معدني.
غالبًا ما تكون مؤشرات وأعراض داء الكلى غير محددة، ويعني هذا أنها يمكن أن تكون أيضًا بسبب أمراض أخرى ونظرًا لقدرة الكلى على تعويض بعض الوظائف المفقودة، فقد لا تظهر مؤشرات وأعراض المرض حتى حدوث أضرار لا يمكن معالجتها.
تحدث الإصابة بمرض الكلى عندما يتسبب مرض أو حالة طبية في إضعاف وظيفة الكلى، ومن ثم التسبب في تفاقم حالة تلف الكلى على مدى شهور أو سنوات وقد يستمر تلف الكلى لدى البعض في التفاقم حتى بعد علاج الحالة الكامنة.
الأمراض والحالات التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض الكلى
-داء السكري من النوع الأول أو الثاني
-ارتفاع ضغط الدم
-التهاب كبيبات الكلى، وهو التهاب في وحدات الترشيح الموجودة في الكلى (الكبيبات)
-التهاب الكلية الخلالي هو التهاب في الأنابيب الصغيرة بالكلى والهياكل المحيطة بها
-مرض الكلية متعددة الكيسات أو غيره من أمراض الكلى الموروثة
-انسداد طويل المدى في المسالك البولية بسبب حالات مثل تضخم البروستاتا وحصوات الكلى وبعض أنواع السرطان
-الجزر المثاني الحالبي، وهو حالة تسبب رجوع البول إلى داخل الكليتين.
-عدوى الكلى المتكررة، التي يُطلق عليها أيضًا التهاب الحويضة والكلية
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر تطور مرض الكلى المزمن بسرعة أكبر إلى الداء الكلوي في المرحلة النهائية، وتتضمن هذه العوامل ما يلي:
داء السكري مع ضعف التحكم في مستوى السكر في الدم
مرض الكلى الذي يؤثر على الكبيبات، وهي الجزء الذي يرشح الفضلات من الدم في الكلى
-داء الكلية متعددة الكيسات
-ارتفاع ضغط الدم
-استخدام منتجات التبغ
-أن يكون الشخص منحدرًا من أصول سوداء أو إسبانية أو آسيوية، أو الأصول الهندية الأمريكية أو سكان جزر المحيط الهادي
-وجود تاريخ عائلي للإصابة بفشل الكلى
-التقدم في العمر
-كثرة استخدام الأدوية التي قد تضر بالكلى.
لا يمكن علاج تلف الكلى علاجًا شافيًا عند حدوثه ويمكن أن تصيب المضاعفات أي جزء من الجسم تقريبًا، وقد تشمل:
-احتباس السوائل الذي قد يؤدي إلى تورم الذراعين والساقين، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تجمع السوائل في الرئتين (وذمة رئوية)
-ارتفاع مفاجئ في مستويات البوتاسيوم في الدم (فرط بوتاسيوم الدم)، ما قد يضعف قدرة قلبك على العمل، وقد يكون ذلك مهددًا للحياة
-مرض القلب
-ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام
-فقر الدم
-تلف الجهاز العصبي المركزي، والذي قد ينتج عنه صعوبة في التركيز، أو تغيرات في الشخصية، أو تشنجات
-انخفاض الاستجابة المناعية، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى
-التهاب التأمور، وهو التهاب في الغشاء الشبيه بالكيس الذي يغلف قلبك (التأمور)
-مضاعفات الحمل التي تنطوي على مخاطر تهدد الأم والجنين أثناء نموه
-سوء التغذية
-تلف الكلى غير القابل للعلاج (المرحلة الأخيرة من الداء الكلوي)، الذي يستلزم في النهاية إما الديلزة (غسيل الكلى) أو زرع كلية للبقاء على قيد الحياة
خيارات صحية لإبطاء تفاقم مرض الكلى
-تحقيق وزن صحي وتثبيته
-ممارسة النشاط البدني والحركة في معظم الأيام
-تقليل البروتين والالتزام بنظام غذائي متوازن يشتمل على الأطعمة المغذية قليلة الملح
-التحكم في ضغط الدم
-تناول الأدوية حسب الوصفات الطبية
-فحص مستويات الكوليسترول بشكل سنوي
-التحكم في مستوى سكر الدم
-الابتعاد عن التدخين أو منتجات التبغ
-إجراء فحوص دورية.
خروج رائحة البول من الفم
قالت الجمعية الألمانية للمسالك البولية إن انبعاث رائحة البول أو الأمونيا من الفم أو الجسم ينذر بالإصابة بفشل كلوي؛ حيث إن الكليتين بهذه الحالة تكونان عاجزتين عن تأدية وظيفتهما، ولا يمكنهما تفكيك منتجات الأيض المختلفة.
ونتيجة لذلك، تنتج الكلى كمية أقل من البول ويتراكم الماء بالجسم (وذمة) وبالإضافة إلى ذلك تدخل المواد البولية في الدم (اليوريميا) وتنبعث الرائحة الكريهة.
وقد شددت الجمعية على ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الرائحة الكريهة، لا سيما إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل تورم الساقين والوجه وارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس والحمى وشحوب الجلد والشعور بحكة، بالإضافة إلى الغثيان والقيء والإسهال والشعور بالضعف العام وقلة التركيز واضطرابات الوعي.
متوسط عمر مرضى الفشل الكلوي؟ الفشل الكلوي أخطر مراحل مرض الكلى، ويقال إنه قاتل بدون علاج. فإذا كان أحدنا مصابا بالفشل الكلوي، فقد يعيش بضعة أيام أو أسابيع فقط دون علاج، حسب رأي المتخصصين.
ويقول المتخصصون أيضا: إذا كان الشخص يجري غسل الكلى، فإن متوسط العمر المتوقع هو من 5 إلى 10 سنوات، ويمكن للبعض أن يعيشوا حتى 30 عاما على غسل الكلى.
ويضيفون: عند خضوع المريض لزراعة كلى، فإن متوسط العمر المتوقع إذا تلقى الكلية من متبرع حي هو 12 إلى 20 عاما، أما متوسط العمر المتوقع إذا تلقى الكلية من متبرع متوفى فهو من 8 إلى 12 عاما.
هل يمكن الشفاء من مرض الفشل الكلوي؟ لا يوجد علاج للفشل الكلوي، ولكن يمكن أن تعيش حياة طويلة مع العلاج. والإصابة بالفشل الكلوي ليست حكما بالإعدام، إذ يعيش المصابون بالفشل الكلوي حياة نشطة ويستمرون في فعل الأشياء التي يحبونها، وذلك وفق المؤسسة الوطنية للكلى بالولايات المتحدة.
مراحل ما قبل الفشل الكلوي؟
هناك 5 مراحل لمرض الكلى المزمن، أول أربعة تسبق الفشل الكلوي، وهي:
تعني المرحلة الأولى من مرض الكلى المزمن أن لدى الشخص معدل ترشيح كبيبيا طبيعيا يبلغ 90 ملليلتر/دقيقة أو أكثر وضررا خفيفا بالكلى. في هذه الحالة تكون الكليتان ما تزالان تعملان بشكل جيد، لذلك قد لا تظهر أي أعراض على المريض، وقد تكون لديه علامات أخرى لتلف الكلى، مثل وجود البروتين في البول.
و"معدل الترشيح الكبيبي" (Glomerular filtration rate GFR) يقيس كمية الدم التي تصفيها الكلى كل دقيقة، ويقاس بوحدة ملليلتر بالدقيقة (مل/دقيقة) وكلما انخفض معدل الترشيح الكبيبي، ينخفض مستوى وظائف الكلى، وفق مايو كلينيك.
تعني المرحلة الثانية من مرض الكلى المزمن أن معدل الترشيح الكبيبي قد انخفض إلى ما بين 60 و89، وأن لدى الشخص تلفا خفيفا بالكلى. وفي معظم الأوقات، تكون الكليتان ما تزالان تعملان بشكل جيد، لذلك قد لا تكون لدى المريض أي أعراض، وقد تكون لديه علامات أخرى لتلف الكلى، مثل البروتين في البول.
تعني المرحلة الثالثة من مرض الكلى المزمن أن معدل الترشيح الكبيبي يتراوح بين 30 و59 مع ضرر خفيف إلى متوسط بالكليتين. في هذه الحالة غالبا لا تعمل الكليتان كما ينبغي لتصفية الفضلات والسوائل الزائدة من الدم، ويمكن أن تتراكم هذه النفايات بالجسم وتبدأ في التسبب بمشاكل صحية أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض العظام. قد يبدأ الشخص في الشعور بأعراض، مثل الضعف والتعب أو تورم اليدين أو القدمين.
تعني المرحلة الرابعة من مرض الكلى المزمن أن معدل الترشيح الكبيبي يتراوح بين 15 و29، مع وجود ضرر متوسط إلى شديد في الكلى.
وفي هذه المرحلة فإن الكليتين لا تعملان كما ينبغي لتصفية الفضلات من الدم، ويمكن أن تتراكم هذه النفايات بالجسم وتسبب مشاكل صحية أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض العظام وأمراض القلب. من المحتمل أن تكون لدى الشخص أعراض مثل تورم اليدين والقدمين والألم أسفل الظهر.
والمرحلة الرابعة هي الأخيرة قبل الفشل الكلوي. ومن المهم أن يزور المريض الطبيب بشكل منتظم لاتخاذ خطوات لإبطاء تلف الكلى، والتخطيط المسبق للعلاجات المحتملة للفشل الكلوي.
تعني المرحلة الخامسة من مرض الكلى المزمن أن معدل الترشيح الكبيبي أقل من 15 مع وجود ضرر شديد للكليتين. وتقترب الكلى من الفشل أو تكون قد فشلت بالفعل وتوقفت عن العمل، ونتيجة لذلك تتراكم الفضلات في الجسم.
علاج الفشل الكلوي
عندما تفشل الكلى فإن خيارات العلاج للبقاء على قيد الحياة تشمل غسل الكلى أو زرعها.
ويساعد غسل الكلى الجسم على تنقية الدم. وهناك نوعان من غسل الكلى:
الغسل الكلوي Hemodialysis
في هذا النوع تقوم آلة بتنظيف دمك بانتظام. ويخضع معظم المرضى المحتاجين لهذا النوع من العلاج لغسل الكلى من 3-4 أيام في الأسبوع.
غسل الكلى البريتوني "Peritoneal dialysis"
في هذا النوع من غسل الكلى تحل الأوعية الدموية الموجودة بالغشاء الصفاقي الموجود في جدار البطن (يسمى أيضا "البريتوان") محل الكليتين في تصفية الدم. ويتم الغسل عبر تركيب كيس على البطن به محلول يَدخُل ويَخرُج مع الفضلات من الحيز الصفاقي.
ويمكن إجراء غسل الكلى الصفاقي في المنزل أو أثناء السفر، شريطة أن يكون من يفعل ذلك مدربا عليه ويتقن مهاراته.
زرع الكلى
وهي عملية يضع خلالها الجراح كلية سليمة بالجسم تقوم بمهام الكلية التالفة. وقد تأتي الكلى السليمة من متبرع متوفى أو حي، ويمكن العيش بشكل جيد مع كلية واحدة سليمة.
احذروا هذه العوامل الستة المؤذية التي قد تُسبب الفشل الكلوي!
تتعرّض الكلى إلى العديد من الهجمات، ويخسر الملايين في كلّ سنة حياتهم نتيجة مضاعفات مرتبطة بأمراض الكلى المزمنة، في الوقت الذي يدرون أو لا يدرون أنّه يُمكن تفادي وتجنّب الكثير من العوامل المؤذية، وتعزيز حماية الكلى من مخاطر عدّة.
يتمثّل الفشل الكلوي المزمن بفقدان تدريجيّ لوظائف الكلى على مدار شهور أو سنين. فكلّ كلية تحتوي على نحو مليون نفرون. وعندما تتضرّر هذه الأخيرة تتوقّف عن العمل. يعمل النفرون الصحيّ على تعويض هذا الضرر لبعض الوقت، إلا إذا كان الضرر كبيراً فلن يتمكّن الباقي من النفرون من تنقية وتصفية الدّم للحفاظ على صحة جيّدة.
ماذا علينا أن نعرف؟ يعاني نحو 10 في المئة من السكّان البالغين من أمراض الكلى، وسنوياً يتوفّى ملايين الأشخاص بسبب مضاعفات مرتبطة بأمراض الكلى المزمنة. في الحقيقة، من أبرز العواقب والنتائج الخطيرة الناجمة عن الفشل الكلويّ ازدياد خطر الإصابة بالسكتة الدماغيّة أو أمراض القلب والأوعية الدموية، حسب ما نشر موقع topsante.
* لا توجد عوارض مبكرة لمرض الكلى المزمن
* لا يمكن الشفاء من الفشل الكلويّ
* أمراض الكلى يُمكن أن تتطوّر إلى فشل كلويّ مزمن.
وعليه، تكمن أهمية الكشف المبكر للمرض في تفادي المضاعفات. ويعتبر المؤشر الرئيسيّ لوظيفة الكلى مستوى الكرياتينين في الدم. يُعرف الكرياتينين بأنه المركّب الناتج من عمليّات الأيض في العضلات، والذي عادة ما تتمّ تصفيته من الدّم والتخلّص منه عن طريق الكلى، فيما ارتفاعه في الدم يدلّ على وجود خلل في وظائف الكلى.
ما هي العوامل المؤذية للكلى؟
1- السكّري
إن ارتفاع نسبة السكّر في الدم من دون السيطرة عليه يؤدّي إلى اتلاف جدار الأوعية الصغيرة في الكلى وتغيير وظائفها. وهنا نتحدّث عن اعتلال الكلية السكريّ، وهو أحد المضاعفات الشائعة التي تحدث للمصابين بالسكّري. يُصبح صعباً على كُبَيبات الكُلْيَة التصفية الصحيحة، فتسمح للبروتين بالمرور في البول. لذلك، عندما يتمّ تشخيص السكّري، يوصى بإجراء فحص للكلية مرّة على الأقلّ سنوياً مع مراقبة موازية للهيموغلوبين السكريّ كلّ 3 أشهر.
2- ارتفاع ضغط الدم
يؤدّي تأثير ضغط الدم إلى تصلّب جدران الشرايين الكبيرة، وبالتالي تفقد الشرايين الصغيرة قدرتها على التمدّد لتلبية كلّ الاحتياجات. عليه، إن تضييق الشرايين الصغيرة يؤثر على عمل الأعضاء بما فيها الكلى كما أن الفشل الكلويّ المزمن ناتج من المضاعفات الأربعة الرئيسيّة الناتجة من ارتفاع ضغط الدم الشريانيّ الحادّ في حال لم تتمّ معالجته. لذلك، إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم فيجب عليك المواظبة على العلاج.
3- الخمول البدنيّ
نكرّر دائماً أنّ الخمول البدنيّ هو عدو الصحّة، ولا يمكن للكلى أن تكون استثناءً. في حال عدم القيام بنشاط بدنيّ، يضطر الجسم إلى الراحة ممّا يؤدّي إلى حدوث خلل وظيفيّ يُسبّب أمراضاً عديدة مزمنة مثل السّمنة، السكريّ، التي تؤدّي بدورها إلى تلف الكلى. لذلك، تبقى ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوريّ وقاية من الإصابة بأمراض الكلى.
4- زيادة الوزن والسّمنة
تُعدّ زيادة الوزن والسّمنة من الأسباب الرئيسيّة للإصابة بالسكّري من النوع الثاني الذي يزيد بدوره مخاطر الإصابة بالفشل الكلويّ. كلما زاد وزننا تعمل الكلى بشكل أسرع، وتصبح فرصة إتلافها قبل أوانها أكبر. ونلاحظ أنه قبل ظهور السكريّ أو ارتفاع الضغط، نشهد زيادة في حجم كُبَيبات الكُلْيَة التي تعمل على تصفية الدم، وكأنّ عليها أن تعمل أكثر. ستؤدّي هذه الزيادة في كبيبات الكلية إلى تدمير الكلى بشكل تدريجيّ بعد عشرات السنوات. لذلك من المهم تجنّب الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين التي تزيد من خطر تلف الكلى.
5- التدخين
وفق الدكتور لاتنز فإنّ نسبة 80 في المئة من سرطان الكلى مرتبطة بالتدخين وبالجزيئات التي يحتويها التبغ مثل النيكوتين والرّصاص والكاديوم... التي لها دور سامّ في الأوعية الدموية الكلويّة. لا يُسبّب التدخين ظهور سرطان الكلى فقط بل يعزّز أيضاً ظهور أورام أو لحميّات في المثانة، ويؤدّي إلى تفاقم أمراض الكلى.
6- التعرّض لحرارة عالية
تؤدّي موجة الحرّ المنتظمة إلى جفاف كبير يُمكن أن يُسبّب الفشل الكلوي، وهي حال الأطفال الصّغار الذين يتركون في السيارات تحت أشعة الشّمس لوقت طويل، أو كبار السّن الذين لا يشربون الماء بشكل كاف في ظلّ الطقس الحارّ.
10 نصائح للمحافظة على الكلية والوقاية من الفشل
يعد اضطراب وظائف الكلى والحصوات الكلوية والفشل الكلوي من أكثر الأمراض شيوعاً فى الآونة الأخيرة. وتلك الأمراض عادة ما تنتج عن الكثير من العادات الخاطئة التي يمارسها الإنسان خلال يومه، ما يؤدي إلى ظهور الأمراض المتعلقة بالكلى.
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن استشاري مصري في المسالك البولية، الدكتور محمد زكي، قوله إن هناك 10 نصائح إذا اتبعها الإنسان في حياته اليومية قد تجنبه إلى حد كبير كثيراً من الأمراض والمشاكل المتعلقة بالكلى.
وأوضح هذه النصائح في النقاط التالية:
1- الامتناع عن شرب المياه الغازية، فهي من أخطر المشروبات التي تسبب الفشل الكلوي وتضر كلى الأطفال بالأخص.
2- التوقف عن تناول رقائق البطاطس المقلية المنكهة بأنواعها، ومنع الأطفال منها واستبدالها بالبطاطس الطازجة المقلية في المنزل.
3- تجنب اللحوم المدخنة والمصنعة بكل أنواعها.
4- التقليل التدريجي للملح في مختلف الأطعمة، حيث إن ذلك يحمي الكلى من أخطار عديدة.
5- تجنب الإفراط في تناول الموالح والمخللات لأنها تزيد نسب الأملاح والصديد في الجسم، مما ينعكس بالسلب على الكلى.
6- الاهتمام بشرب المياه باستمرار، لأنها تعادل نسب الأملاح والصديد إذا زادت في الجسم.
7- التوقف عن الإفراط في تعاطي مسكنات الآلام لأنها السبب الرئيسي لتلف الكلى.
8- النوم العميق والكافي أثناء الليل وأخذ قسط واف من الراحة الجسدية.
9- الاهتمام بتنظيم الحركة وجعل الرياضة من الطقوس التي تمارس يومياً.
10- عدم الإسراف في التركيز على تناول البروتينات، وإعطاء مساحة أكبر للخضراوات والسلاطات على المائدة بصفة يومية.
الفشل الكلوي في العالم العربي: معاناة لا تنتهي
يرتفع ضغط الدم، ويرتفع السكر، ثم يخبرونك أنك في حاجة إلى جلسة غسيل كلوي.. تذهب للجلسة الأولى .. ثم بمرور الوقت، تدرك أن هذه أصبحت حياتك، وتبدأ أن تتخلى عن طموحاتك وأحلامك"، هكذا تقول التونسية ألفة معَّلَى وهي تستعد لبدء رحلة المعاناة من منزلها إلى مستشفى أمراض الكلى بتونس العاصمة.
تقطع ألفة الرحلة من بيتها إلى المشفى 3 مرات أسبوعيا منذ 30 عاما. وتقضي ما بين 4 و 5 ساعات في كل زيارة. وباستخدام مهارات الحساب، يتبين أن ألفة قضت أكثر من 20 ألف ساعة على أجهزة الغسيل الكلوي.
ألفة هي واحدة من مئات الآلاف الذين يعانون من مرض الفشل الكلوي في العالم العربي وتعتمد حياتهم على أجهزة تصفية الدم.
تقول ألفة: "تقابل العديد من الناس في جلسات الغسيل الكلوي، هناك المتشائم والمتفائل، ولكن في العموم، عندما نسمع عن وفاة شخص منهم، نتفق جميعنا على أنه قد ارتاح من هذه المعاناة".
القصور الكلوي في تونس
وفقًا لآخر إحصاءات وزارة الصحة التونسية يبلغ عدد المصابين بالفشل الكلوي نحو 10 آلاف مريض، وتتزايد أعداد هؤلاء بنحو 1500 مريض سنويا. وهي زيادة لا تتناسب مع عدد أجهزة الغسيل الكلوي المتوفرة؛ حيث تمتلك تونس حوالي 100 وحدة لغسيل الكلى فقط، بمعدل 4 أجهزة لكل محافظة، ويقتصر توفرها غالبا على مراكز المدن، ما يعني اضطرار كثير من المرضى للسفر من أجل جهاز يعتمد عليه بقاؤهم على قيد الحياة، أما ألفة فازدادت معاناتها بعدما فقدت بصرها.
وعن ذلك تقول ألفة، وهي تدعو الله أن تسامحها أمها على إشراكها في معاناتها: "بعدما فقدتُ بصري منذ 4 سنوات، أصبحت أعتمد على أمي في كل شيء، أصبحت هي عيني".
تقول ألفة: "بعدما فقدتُ بصري منذ 4 سنوات، أصبحت أعتمد على أمي في كل شيء، أصبحت هي عيني".
ويكلف علاج مرض الفشل الكلوي خزينة الدولة التونسية حوالي 30 مليون دولار، أما بالنسبة للمريض، فالتكلفة تتجاوز ثمن جلسات العلاج، وتقول ألفة أنه بعد "مصروفات الجلسات وثمن الأدوية التي لا يمكن الاستغناء عنها، مثل أدوية الضغط والسكر وتكلفة العمليات المتكررة الناتجة عن تعب الجسم من الغسيل"، لا يتبقى لها ما يكفي من المال لتعيش حياة طبيعية.
ويأتي الإنهاك النفسي ليزيد على المادي، وعن ذلك تقول ألفة: "يصيبني الاكتئاب بشكل دوري، ثم أحاول التغلب عليه وأستعيد الأمل لإكمال الطريق".
القصور الكلوي في الأردن
تتشابه معاناة مرضى الفشل الكلوي في المنطقة العربية، حيث الهوة واسعة بين أعداد المرضى وما يتوفر من تجهيزات؛ ففي الأردن يتزايد عدد من يحتاجون لتصفية الدم بنحو ستمائة مريض سنويا.
تغيرت حياة محمد، الذي يعمل مهندسا معماريا في الأردن، بشكل جذري، منذ سنتين حينما اكتشف إصابته بالفشل الكلوي، ويقول محمد : إن "غسيل الكلى يحد من وقتك اليومي بشكل كبير، ما يؤثر على عملك، وهواياتك، وحياتك الاجتماعية، فيصبح الغسيل الكلوي هو الأساس، ويتمحور حوله كل شيء آخر في حياتك".
وفي ظل صعوبة إجراءات عملية زراعة الكلى في الأردن، يتقلص أمل محمد في العثور على مخرج من المعاناة، فأمل محمد هو أن تتبنى الأردن سياسية قائمة الانتظار، وأن يتم رفع الوصم عن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، فقد يكون ذلك "نهاية لمعاناة الكثيرين"، على حد قوله.
وحتى حين انفراج أزمة محمد، لا سبيل أمامه سوى للتحمل والمثابرة، ولذلك تبنى روتينا طبيعيا أثناء جلساته، وبدأ العمل على تصاميمه الهندسية من سرير الغسل الكلوي.
الفشل الكلوي في مصر
وفي مصر، تزداد أعداد الإصابة بالفشل الكلوي مقارنة بالنسب العالمية، فوفقا للجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى تصل نسبة من هم في احتياج للغسيل الكلوي إلى 650 حالة لكل مليون، وهو أكثر من ضعف النسبة العالمية. وتصل نسبة الوفاة لأكثر من 25 في المئة من المصابين مقارنة بالنسبة العالمية والتي تبلغ نحو 10 في المئة، ولكن هل تعكس هذه الأرقام واقع الحال؟
يقول أستاذ الباطنة وأمراض الكلى بكلية طب سوهاج وعضو مجلس الإدارة بالجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى، علي القرياتي، إن "الدول العربية لا تتوافر فيها الأدوات والإمكانيات للوصول إلى أرقام فعلية صحيحة، لكن الجهود الحكومية مستمرة للوصول لإحصائيات أكثر دقة"."
يجيب أستاذ أمراض الكلى، علي القرياتي، عن ذلك السؤال بالقول إن "الأسباب الثلاثة الرئيسية للإصابة بالفشل الكلوي هي: ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بمرض السكري، والإفراط في تناول المسكنات والمضادات الحيوية".
ويوضح أن ارتفاع ضغط الدم هو مرض "قد يأتي بدون أي أعراض"، مشيرا إلى أن الثقافة العلاجية في العالم العربي تتعلق دائما بالأعراض، "فلا يذهب مريض الضغط إلى الطبيب لانعدام شعوره بأعراض، وبالتالي لا يحصل على علاج، ما يؤدي إلى تداعيات صحية خطيرة، من أهمها الفشل الكلوي، وهي مشكلة تظهر بشكل أكبر في المناطق الأكثر فقرا"، حيث تزداد نسب الإصابة بذلك المرض.
ويأثر ارتفاع نسبة السكر في الدم عند المصابين بمرض السكري سلبا على وظائف الكلى، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالقصور الكلوي إذا لم تتم معالجته.
ويقول د. القرياتي، إن الإفراط في تناول المسكنات والمضادات الحيوية أصبح سببا من الأسباب الأساسية للإصابة بالفشل الكلوي في الفترة الأخيرة. وهو ينصح بعدم تعاطي المسكنات والمضادات الحيويةمن دون استشارة طبيب، وهو الأمر الذي يرى أستاذ الكلى أنه "يحتاج إلى تقنين" لتقليل أعداد الإصابة.
وأضاف القرياتي أن الفترة الأخيرة شهدت تفشي حالات الإصابة بالفشل الكلوي بين شباب أصحاء في مصر لا يعانون من أمراض أخرى كالضغط والسكر، ولكن "بعد بحث الأطباء تبين أن تلك الحالات أصيبت بسبب تعاطي المخدرات المختلفة المنتشرة الآن في شوارع مصر مثل الترامادول وغيره"، قد تكون مشقة الغسيل الكلوي الخيار الوحيد أمام كثيرين، لكن هناك حاجة لمزيد من الجهود لتخفيف معاناة مرضى الفشل الكلوي وتقليل أعداد الإصابة في مختلف الدول العربية.