مرض بألف وجه: ماذا تعرف عن التصلب المتعدد؟
مروة الاسدي
2023-01-05 04:55
التصلب المتعدد هو مرض طويل الأمد يمكن أن يؤثر على عقلك والنخاع الشوكي والأعصاب البصرية في عينيك، ويمكن أن يسبب مشاكل في الرؤية والتوازن، لا يُعتبر مرض التصلب المتعدد مرضاً معدياً أو موروثاً بشكل مباشر، وهو واحد من أمراض المناعة الذاتية، والتي يهاجم فيها جهاز المناعة أنسجة الجسم نفس.
وقد يكون من الصعب تشخيص هذا المرض نظراً لأن أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، ولأنه لا يوجد اختبار طبي واحد يؤكد على وجود المرض، فهناك عدّة تحاليل وأشعة تُستخدم لتشخيص المرض، ويتم من خلالها استبعاد شبهات الأمراض الأخرى، ستتعرف هنا على بعض المعلومات الأساسية حول مرض التصلب المُتعدد، وما هي أسباب الإصابة به؟ وكيف يمكن التعامل معه؟
التصلب المتعدد، أو مرض التصلب العصبي المتعدد، هو مرض طويل الأمد يمكن أن يؤثر على عقلك والنخاع الشوكي والأعصاب البصرية في عينيك، ويمكن أن يسبب مشاكل في الرؤية والتوازن والسيطرة على العضلات، وغيرها من وظائف الجسم الأساسية.
غالباً ما تكون آثار هذا المرض مختلفة من شخص لآخر، فبعض الناس يكون لديهم أعراض خفيفة ولا يحتاجون إلى علاج، لكن البعض الآخر قد يواجه مشكلة في التحرك والقيام بالمهام اليومية.
يحدث مرض التصلب العصبي المتعدد عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم مادة دهنية تسمى المايلين، والتي تلتف حول ألياف الأعصاب لحمايتها، بدون هذا الغلاف الخارجي فإن الأعصاب تتعرض للتلف، ويمكن تشبيه مادة الميالين بالمادة العازلة التي تُغطي أسلاك الكهرباء.
عند تدمير طبقة الميالين تصبح محاور الخلايا العصبية مكشوفة، وهو ما يؤخر أو يمنع وصول الرسائل العصبية من خلالها، وقد يصبح العصب نفسه تالفاً، مما يجعل العقل، والذي كان يستخدم الأعصاب لإرسال إشاراته إلى أجزاء الجسم المختلفة، لا يتمكن من إرسال هذه الإشارات، وبسبب ذلك لا تعود الأعصاب قادرة على مساعدة الشخص على الحركة والشعور.
نتيجة لذلك، قد تظهر بعض الأعراض، مثل:
1- خدر أو ضعف في واحد أو أكثر من الأطراف ويحدث عادةً في جانب واحد من جسمك في كل مرة أو الساقين والجذع.
2- فقدان جزئي أو كلي للرؤية، يحدث عادةً في نفس العين في كل مرة ويصاحبه الشعور بالألم أثناء تحريك العين في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى الرؤية المزدوجة المطولة.
3- مشكلات في المشي.
4- الشعور بالتعب، وضعف في العضلات وحدوث التشنجات العضلية.
5- ظهور المشكلات الجنسية.
6- ضعف السيطرة على المثانة.
7- الشعور بالألم المتكرر في مختلف أنحاء الجسم.
8- الشعور بالاكتئاب، وحدوث مشاكل في التركيز والذاكرة لدى الشخص، والكلام المتداخل.
تبدأ الأعراض الأولى للمرض في الظهور غالباً ما بين 20 و40 عاماً، معظم المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد، قد تتحسن الأعراض لديهم لبعض الوقت.
لكنهم يصابون بعد ذلك بحالات من الانتكاس، بالنسبة لأشخاص آخرين، قد يستمر تفاقم الحالة للأسوأ مع مرور الوقت، في السنوات الأخيرة، وجد العلماء العديد من العلاجات الجديدة التي يمكن أن تساعد في كثير من الأحيان في منع الانتكاسات وإبطاء آثار المرض.
أسباب الإصابة بالتصلب المتعدد، لا يعرف الأطباء على وجه اليقين أسباب مرض التصلب العصبي المتعدد، ولكن هناك العديد من الأشياء التي تُزيد من احتمالية حدوث المرض، بعض الأشخاص يُصابون بالمرض وراثياً لأنه يكون لديهم جينات معينة تجعلهم أكثر عُرضة للإصابة بالمرض، التدخين أيضاً قد يزيد من خطر الإصابة.
قد يصاب بعض الأشخاص بمرض التصلب العصبي المتعدد بعد إصابتهم بعدوى فيروسية مثل فيروس Epstein-Barr أو فيروس الهربس البشري 6، والذي يجعل جهاز المناعة لديهم يتوقف عن العمل بشكل طبيعي.
حدوث هذه العدوى قد تسبب الإصابة بالمرض أو تتسبب في حدوث الانتكاسات إذا كان الشخص قد أُصيب بالمرض بالفعل، يدرس العلماء العلاقة بين الفيروسات ومرض التصلب العصبي المتعدد، لكن ليس لديهم إجابة واضحة بشأن هذه العلاقة.
كذلك تُشير بعض الدراسات إلى أن فيتامين (د)، والذي يمكنك الحصول عليه من أشعة الشمس، قد يقوي جهاز المناعة لديك ويحميك من مرض التصلب العصبي المتعدد.
كذلك فإن مرض التصلب العصبي المتعدد أكثر شيوعاً في النساء من الرجال، مما يُشير إلى أن الهرمونات قد تلعب أيضاً دوراً هاماً في تحديد مدى التعرض لمرض التصلب العصبي المتعدد، وقد اقترحت بعض الدراسات أن نسبة الإناث إلى الذكور قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة إلى واحد.
كيف يمكن تشخيص مرض التصلب المتعدد؟ قد يكون من الصعب تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد، حيث يمكن أن تكون أعراضه هي نفسها أعراض العديد من الاضطرابات العصبية الأخرى.
إذا اعتقد طبيبك أنك مصاب به، فسوف يريدك أن ترى أخصائي أعصاب مُتخصصاً في علاج الدماغ والجهاز العصبي، والذي سيسألك بدوره عن تاريخك الطبي ويتحقق من وجود علامات رئيسية على تلف الأعصاب في دماغك والحبل الشوكي والأعصاب البصرية.
لا يوجد اختبار واحد يمكن أن يثبت أن لديك مرض التصلب العصبي المتعدد، سيُجري الطبيب عدداً قليلاً من التحاليل للتحقق من ذلك، وتشمل هذه التحاليل:
– اختبارات الدم لاستبعاد الأمراض التي تسبب أعراضاً مماثلة.
– يتحقق من قدرتك على التحرك والشعور والرؤية وغيرها من المهام لمعرفة مدى انضباط أعصابك وقيامها بمهامها.
– أشعة تقوم بعمل صور مفصلة للهياكل في جسمك، تسمى التصوير بالرنين المغناطيسي.
– تحليل السائل النخاعي، فالأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد عادة ما يكون لديهم بروتينات معينة في هذا السائل.
– بالإضافة إلى اختبارات الجهد المُثار وهي اختبارات تسجل الإشارات الكهربائية التي ينتجها الجهاز العصبي لديك استجابة للمحفزات، وقد يؤدي اختبار الجهد المُثار إلى استخدام المحفزات البصرية أو المحفزات الكهربائية.
التي تشاهد فيها نمط بصري متحرك، أو يتم تطبيق نبضات كهربائية قصيرة على الأعصاب في ساقيك أو ذراعيك، تقيس الأقطاب مدى سرعة المعلومات التي تنتقل إلى المسارات العصبية لديك.
كيف تتعامل مع هذا المرض؟ على الرغم من أنه لا يوجد علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد في الوقت الحالي، ولكن هناك عدداً من العلاجات التي يمكن أن تحسن من شعورك وتحافظ على أداء جسمك بشكل جيد.
فيمكن لطبيبك وصف الأدوية التي قد تؤدي إلى إبطاء سير المرض أو منعه أو تخفيف الأعراض أو مساعدتك في معالجة الإجهاد الذي قد يصاحب الحالة.
قد يعطيك الطبيب منشطات لجعل هجمات المرض لديك أقصر وأقل شدة، ويمكن أيضاً تجربة أدوية أخرى تساعد على إرخاء العضلات وتخفيف التشنجات العضلية وعلاج بعض الأعراض الأخرى.
يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي أن يعلمك التمارين التي ستحافظ على قوتك وتوازنك وتساعدك على إدارة التعب والألم، وإذا كنت تواجه مشكلة في الالتفاف، فإن مشاية أو دعامات يمكن أن تساعدك على المشي بسهولة أكبر.
إلى جانب العلاج، يمكنك القيام بأشياء أخرى لتخفيف أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد، مثل الحصول على بعض التمارين المنتظمة لزيادة طاقتك، كاليوغا لتخفيف التعب أو الإجهاد.
عليك الاعتناء بصحتك العاطفية أيضاً، لا بأس أن تطلب المساعدة من الأسرة أو الأصدقاء أو الحصول على مساعدة طبيب نفسي لمواجهة أي توتر أو قلق قد تشعر به، مجموعات الدعم هي أيضاً أماكن جيدة للتواصل مع الأشخاص الآخرين الذين يعيشون مع مرض التصلب العصبي المتعدد.
ما هي العلامات التي تشير إليه وكيف يمكن التعامل معه؟
مع التقدم في حالة المريض بمرض التصلب العصبي المتعدد، قد يتعرض لإرهاق شديد وقصور في الانتباه واضطرابات في التركيز واكتئاب وآلام ودوخة وكذلك ضعف جنسي. لا تزال الأسباب الدقيقة لهذا المرض مجهولة إلى حد كبير. لكن الأمر المعتاد له هو وجود خلل لدى خلايا مناعية فتتحرك بشكل خاطئ مستهدفة الأعصاب وتهاجمها، ما يؤدي إلى الالتهاب والألم في جسم المصاب.
ويوصف هذا المرض بأنه "صاحب الألف وجه"، لأن التصلب المتعدد، يظهر بشكل مختلف من مصاب إلى آخر، وغالبا ما تظهر عدة أعراض مجتمعة. ويحدث التصلب المتعدد نتيجة لوجود التهابات في الدماغ والحبل الشوكي، مما يعطل وظائف الأعصاب في الجسم.
ويمكن القول إنه عند الإصابة بهذا المرض تكون هناك "برمجة خاطئة لأجزاء من جهاز المناعة"، إذا جاز التعبير، بحسب ما يقول موقع (kreiszeitung.de) الألماني.
ولأن خلايا المناعة تتوجه هنا ضد جسم سليم، يوصف مرض التصلب المتعدد بأنه أحد "أمراض المناعة الذاتية". ويفترض الباحثون عمومًا وجود عدوى فيروسية تبدو غير ضارة في البداية في مرحلة الطفولة أو المراهقة وتكون هي السبب الرئيسي للإصابة بالتصلب المتعدد. وبسبب الإصابة الفيروسية يتأثر نشاط الجهاز المناعي بشكل دائم.
وتظهر العلامات الأولى للمرض في الغالب بين سن العشرين والأربعين عاما، لكن في بعض الحالات تظهر أيضًا في مرحلة الطفولة والمراهقة. ومن النادر الإصابة به بعد سن الستين.
وبحسب الموقع الألماني السابق ذكره، فإن أهم العلامات والأعراض المبكرة لمرض التصلب المتعدد هي:
اضطرابات حسية في الذراعين أو الساقين (وخز وتنميل وخدر)
اضطرابات بصرية (عدم وضوح الرؤية، "غشاوة" على العين، ازدواج الرؤية)
اضطرابات في وظيفة العضلات (ضعف القوى، شلل وتصلب عضلي)
أعراض غير محددة (مثل اضطرابات المثانة واضطراب الكلام والمشية غير المستقرة).
ومع تقدم المرض، قد تظهر أعراض أخرى أو قد تتفاقم الأعراض الموجودة بالفعل. ويمكن أن تظهر المزيد من علامات الشلل أو يكون هناك إرهاق شديد وقصور في الانتباه واضطرابات في التركيز واكتئاب وآلام ودوخة وكذلك ضعف جنسي.
لا يوجد حتى الآن علاج لمرض التصلب المتعدد. ومع ذلك، هناك طرق مختلفة لجعل الحياة مع المرض أسهل ما يمكن للمصابين به.
ويعتمد علاج هذا المرض بشكل أساسي على أربع ركائز هي: تثبيط رد الفعل على الالتهابات في حالة وجود نوبات حادة، وقف تطور المرض، إطالة المدة التي تقل فيها أعراض المرض أو الحد من وجودها والتخفيف من أعراض المرض عند وجودها.
الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى حدوث نوبات من الهياج، ولذلك يجب تجنب الإجهاد، وفقًا لما نقله موقع "kreiszeitung.de" عن جمعية التصلب المتعدد في فيينا. ولهذا يجب أن يشمل علاج المرض أيضًا جلسات نفسية واجتماعية، من شأنها أن تساعد المصابين في معرفة كيفية التعامل بشكل أفضل مع المواقف العصيبة.
ولم يتضح بعد كيف يؤثر النظام الغذائي على تطور المرض. ولا يوجد نظام غذائي موصى به بشكل خاص، ولكن يُنصح المصابون بتناول الطعام بشكل متوازن قدر الإمكان. مع اتباع نظام غذائي صحي.
ويجب تجنب الكحول والنيكوتين قدر الإمكان. وفقًا لجمعية التصلب المتعدد في فيينا، فإن التدخين على وجه الخصوص يمكن أن يعزز مسار المرض بشكل أكثر شراسة.
وينبغي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الحياة اليومية، إن كانت هناك قدرة على ذلك، فقد ثبت أن الحركة وممارسة الرياضة لهما أيضًا تأثير إيجابي على نفسية المصابين، حسبما ذكر موقع "kreiszeitung.de".
فيروس شائع سبب مرض التصلب المتعدد
هناك مزيد من الأدلة على أن أحد أكثر فيروسات العالم شيوعا قد يدفع بعض الأشخاص نحو مسار الإصابة بالتصلب المتعدد.
التصلب المتعدد مرض قد يكون معيقا ويحدث عندما تهاجم خلايا جهاز المناعة عن طريق الخطأ الغلاف الحامي للألياف العصبية، ما يقضي عليها في النهاية.
لطالما حامت الشكوك حول فيروس ابشتاين-بار ودوره في الإصابة بالتصلب المتعدد. إنه رابط من الصعب إثباته لأن كل الناس تقريبا يصابون بالفيروس، عادة عندما يكونوا أطفالا أو مراهقين، لكن قلة صغيرة منهم تطور التصلب المتعدد.
تتبع الباحثون عينات دم مخزنة من أكثر من عشرة ملايين شخص في الجيش الأميركي ووجدوا أن خطر الإصابة بالتصلب المتعدد زاد 32 مرة بعد الإصابة بالفيروس.
عادة ما يجري الجيش فحوص دم لأفراده ودرس الباحثون عينات مخزنة من 1993 إلى 2013، متتبعين الأجسام المضادة التي تشير لعدوى فيروسية.
لم يظهر 5.3 بالمائة من المجندين فقط أي علامة على الإصابة بابشتاين - بار عندما انضموا للجيش. قارن الباحثون 801 حالة تصلب متعدد شخصت في النهاية خلال 20 عاما مع 1566 مجندا لم يصابوا أبدا بالمرض.
مريض واحد فقط من مرضى التصلب المتعدد لم يكن لديه أي دليل على الإصابة بفيروس ابشتاين - بار قبل تشخيصه بالمرض. بالرغم من البحث المكثف، لم يجد الباحثون أي أدلة على أن أي عدوى فيروسية أخرى لعبت دورا.
قال د. ألبرتو اشيريو، مؤلف الدراسة من كلية تي إتش تشان للصحة العامة في هارفارد وزملاء في دورية “ساينس” العلمية إن النتائج “تشير بقوة” إلى أن عدوى ابشتاين - بار “سبب لا نتيجة للتصلب المتعدد".
علاج جديد "يبطئ" تطور مرض التصلب المتعدد في مراحله المتأخرة
رغم النتائج الإيجابية للدواء الجديد، لا تزال هناك ضرورة لإجراء المزيد من التجارب، كشفت دراسة حديثة عن دواء جديد لعلاج الحالات المتأخرة من التصلب المتعدد يقلل من تطور المرض على المدى القصير رغم ضآلة تأثيره.
واعتمدت الدراسة، التي نشرت في دورية لانسيت العلمية، على عينة بحثية بلغ عدد المشاركين فيها 1327 من المصابين بالتصلب المتعدد، ووفقا للدراسة، بلغت نسبة من تفاقمت لديهم أعراض المرض بعد تناول عقار سيبونيمود لثلاثة أشهر 26 في المئة، بينما بلغت زادت النسبة من تعاطوا أقراصا أخرى إلى 32 في المئة.
ولا يوجد حتى الآن علاج للتصلب المتعدد الثانوي المترقي، ما دعا أحد الخبراء في هذا المرض إلى التشديد على استمرار الحالة لطرق جديدة لعلاجه، وهناك حوالي مئة ألف في بريطاني يعانون من التصلب المتعدد، وأغلبهم عند درجات إصابة مزمنة وفي حالات متأخرة من المرض، ويؤثر التصلب المتعدد على الجهاز العصبي المركزي للمصابين، وقد تلحق آثاره أضرارا بالرؤية، والتوازن، وقد تكون في شكل إرهاق أو تصلب في بعض مناطق الجسم.
تبدأ الإصابة في شكل انتكاسات عابرة ثم تتطور إلى تصلب متعدد مترقي ثانوي خلال فترة تمتد من 15 إلى 20 سنة، وسجل متوسط وقت الإصابة لدى أفراد العينة البحثية لهذه التجربة، التي مولتها شركة نوفارتس للأدوية، 17 سنة، من بينها أربع سنوات في حالة متأخرة من المرض، وكان أغلب أفراد العينة المفحوصة يحتاجون إلى مساعدة أثناء المشي. لكن بمعايير الإعاقة التي استخدمت في متابعة تقدم المرض، كشفت الدراسة عن أن هناك تراجعا بواقع 21 في المئة في تدهور القدرة على المشي وتحريك الأذرع لدى المرضى الذين يتناولون العلاج الحقيقي مقابل من يتناولون الحبوب الوهمية.
لكن الفريق البحثي الدولي كشف أيضا عن أن الدواء لا يساعد على الاحتفاظ بسرعة المشي علاوة على آثار جانبية تنتج عن تناوله رغم اعتباره علاجا آمنا، وقال لادويغ كابوس، الأستاذ بجامعة بازل ورئيس الفريق البحثي: "رغم أن النتائج لم تأت بالمستوى الذي كنا نأمل في تحقيقها، لكنها دراسة كبيرة وثرية"، وأضاف أن معنى ما توصلت إليه النتائج أن "سيبونيمود ما هو إلا أحد الخيارات لعرقة المرض عن التقدم إلى حالات متأخرة".
وقالت سوزان كوهلهاس، مديرة القسم البحثي بجمعية مكافحة التصلب المتعدد، إن "هذه النتائج تقربنا من أول علاج لمن يعانون من التصلب المتعدد المترقي الثانوي، وهو في حد ذاته خبر جيد"، وأضافت أن "التجربة أظهرت أن سيبونيمود له أثر قوي في الإبطاء من تقدم الإصابة بالإعاقة الناتج عن المرض، وهو أمر يشجع على المزيد من الدراسة".
في المقابل، قالت لوني ميتز، أستاذة الطب بجامعة كالاغاري في كندا، إن هناك ضرورة "لإجراء تجربة ثانية للتأكد من فوائد الدواء وأثره بعد تلقي العلاج لفترة أطول من ثلاثة إلى ستة أشهر"، وأضافت أنه "رغم أن سيبونيمود يقلل الوقت المستغرق في تأكيد الإعاقة بين حالات التصلب المتعدد المترقي، جاء أثره الإيجابي على تلك الحالات محدودا"، وتابعت: "أرى أن غياب الفارق الهام للنتائج السريرية الثانوية الأساسية يمثل نتيجة محبطة، ولا يرجح أن سيبونيمود علاج فعال للتصلب المتعدد المترقي"، كما أكدت على استمرار الحاجة إلى أفكار جديدة لعلاج الآليات غير الالتهابية، يُذكر أن هذا العلاج يحتاج إلى موافقة وكالة الأدوية الأوروبية علاوة على توصية الجهات الطبية في بريطانيا بأنه فعال من حيث التكلفة قبل أن توفره الهيئة الوطنية لخدمات الرعاية الصحية.
اكتشاف سبب غير متوقع للتصلب المتعدد
كشفت نتائج دراسة أجراها علماء جامعة هارفارد، وجود علاقة مؤكدة بين التصلب المتعدد وفيروس الهربس.
وتشير مجلة Science، إلى أنه وفقا لنتائج الدراسة، فإن التصلب المتعدد مرض مجهول السبب، ولكن على الأرجح هو من مضاعفات العدوى التي يسببها فيروس إبشتاين-بار، وهو نوع من الهربس.
ومرض التصلب المتعدد، هو مرض التهابي مزمن في الجهاز العصبي المركزي، يصيب أغشية الميالين التي تحمي الخلايا العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي، ولعدم معرفة سببه لا يوجد لقاح ضده أو دواء لعلاجه.
وتشير إحدى الفرضيات، إلى أن له علاقة بفيروس إبشتاين-بار (EBV)، ولكن حتى الآن لم تكن هذه العلاقة مؤكدة بين فيروس الهربس الذي يصيب حوالي 90 بالمئة من المرضى، ومرض التصلب المتعدد النادر نسبيا.
ومن أجل تحديد هذه العلاقة أجرى علماء كلية الطب بجامعة هارفارد دراسة شملت أكثر من عشرة ملايين عسكري أمريكي واكتشفوا أن 955 منهم شخصت إصابتهم بالتصلب المتعدد خلال الخدمة في الجيش. وبعد تحليل عينات من دم المشتركين في الدراسة، اتضح للباحثين أن خطر الإصابة بالتصلب المتعدد يزداد بنسبة 32 بالمئة لدى من يحملون (EBV) مقارنة بالذين لا يحملون الفيروس في جسمهم.
ولاحظ الباحثون، أن مستويات مصل السلسلة الخفيفة من الخيوط العصبية - وهي علامة حيوية لتنكس الأعصاب النموذجي لمرض التصلب المتعدد - زادت بعد الإصابة بـ EBV ، وظهرت الأعراض الأولى للمرض بعد حوالي عشر سنوات على الإصابة. وهذا وفقًا لهم، يشير بوضوح إلى أن السبب الرئيسي لمرض التصلب المتعدد هو فيروس الهربس، الذي يسبب زيادة الوحيدات الخمجية (Infectious Mononucleosis) وعدوى كامنة مدى الحياة للشخص المضيف.
ووفقا للبروفيسور ألبيرتو أشوريو، أستاذ علم الأوبئة والتغذية، هذه خطوة كبيرة، لأنها تشير إلى إمكانية الوقاية من معظم حالات مرض التصلب العصبي المتعدد عن طريق وقف عدوى EBV، وأن استهداف EBV يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد.
ويعتقد الباحثون، أن التأخير بين الإصابة بـ EBV وبداية التصلب المتعدد قد يكون بسبب عدم ظهور أعراض المرض في المراحل المبكرة، وكذلك بسبب الارتباط المستقر الذي بنشأ بين منظومة المناعة والفيروس نتيجة إعادة تنشيطه المتكرر.
15 علامة مبكرة للإصابة بالتصلب المتعدد
يصيب مرض التصلب العصبي المتعدد (مريض التصلب اللويحي - مرض تصلب لوحي - مرض تصلب اللويحي - مرض تصلب - مرض تصلب لويحي متعدد -
مرض التصلب المتناثر - مرض ms المناعي - Multiple sclerosis) الجهاز العصبي المركزي، والذي يؤثر بدوره على الدماغ والحبل الشوكي. ويقوم هذا المرض بشكل أساسي بحجب الرسائل التي تتدفق بين الدماغ والجسم، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى مشكلات في الرؤية وضعف العضلات والتوازن، والخدر ومشاكل في التفكير أو الذاكرة.
يعاني 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من مرض التصلب العصبي المتعدد، ولا يوجد علاج لهذا المرض، على الرغم من أن العلاجات يمكن أن تبطئ أو تؤخر تطور الأعراض.
قد يستغرق تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد وقتاً طويلاً، إلا أنه ممكن، وذلك لأن أعراض هذا المرض قد يصعب تحسسها، وهذا يعني أن العديد من الأعراض لا تظهر فقط لدى مرضى التصلب المتعدد، وإنما قد تظهر لدى غيرهم، لذلك يمكن أن يخطئ الأطباء في تشخيص المرض، ما يؤدي في النهاية إلى تأخر علاج المرضى.
سنتعرف في ما يأتي على 15 عرضا من الأعراض المتعلقة بالتصلب المتعدد، فإذا وجدت بعضا منها فلا تتهاوني في زيارة الطبيب للتعرف على سبب ما يحدث.
1. خدر القدم
نشعر بالخدر وكأنه وخز دبابيس عندما نقوم بالضغط على الساق لفترة طويلة، ما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم مؤقتاً، ولكن إذا وجدت أن ذراعيك أو ساقيك أو يديك أو قدميك مخدرة وفيها شعور بالحرقة بدون ضغط، فيمكن أن يكون ذلك علامة على مرض التصلب المتعدد.
2. الشعور بالتعب في كل الأوقات
إنّ حدوث نوبات مفاجئة من الإرهاق الشديد التي تستمر لأسابيع وفقد القدرة على العمل بشكل طبيعي ويومي، قد يكون مؤشراً على أن مرض التصلب المتعدد يقوم بتدمير الأعصاب في عمودك الفقري.
3. انقطاع الطمث
أي مرض يؤثر على جهاز المناعة، بما في ذلك التصلب المتعدد، قد يسبب انقطاع الطمث، أو فقدان الدورة الشهرية.
طبعاً عدم وجود الدورة الشهرية في كل مرة وفي كثير من الأحيان ليس مؤشراً كبيراً؛ حيث إن كل شيء من الإجهاد إلى السفر إلى الأنفلونزا يمكن أن يؤثر على إيقاع جهاز المرأة التناسلي، ولكن إذا اختفت الدورة الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية أو أصبحت غير منتظمة، فهذا يعني أنه قد حان الوقت للتحدث مع الطبيب لاكتشاف الأسباب.
4. مشاكل في البلع أو الكلام
عادة ما تكون المشكلات المتعلقة بالكلام والبلع مترافقة مع بعضها، حيث يعد مقدار ما نفقده من القدرة على الكلام بمثابة مؤشر للمناطق المتضررة من الدماغ التي تؤثر على الكلام، الأمر الذي يتسبب في تشويه الصوت، كما أن دماغنا يسيطر بشكل كبير على عملية البلع، لذلك فإن عدم القدرة على البلع بشكل صحيح يجب أن يجعلك ترفع الراية الحمراء بالتأكيد وتتخذ للطبيب سبيلا.
5. فقدان التوازن
مشاكل الأعصاب الحركية تؤدي للضعف في أحد أو كل الأطراف، فإذا وجدت نفسك تتعثرين أو تشعرين بعدم الاستقرار، وتسقطين باستمرار بدون سبب، فاذهبي إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن واخبريه بما يحدث معك.
6. مواجهة مشاكل في القيام بعدة مهام
يعاني حوالي 60 % أو أكثر من المصابين بالتصلب المتعدد من شكل من أشكال الاضطراب المعرفي أو العاطفي، حيث إنهم يعانون من ضعف التذكر، والاكتئاب، والهياج، وتقلبات مزاجية مفاجئة، ونوبات لا يمكن السيطرة عليها من البكاء أو الضحك.
7. الشعور ببعض الأحاسيس الغريبة جداً
القضايا الحسية هي علامات غريبة ولكنها مشتركة للتصلب المتعدد، وغالباً ما يقول المرضى إنهم يشعرون بأن جسدهم مختلف، على المستوى الحسي، ومن جزء إلى آخر، وعلى سبيل المثال، عندما يلبسون قمصانهم يشعرون وكأنه ينزلق على صدورهم بشكل مختلف عما هو عليه على بطونهم.
كما يعاني نصف المصابين بمرض التصلب المتعدد من آلام مزمنة، والتي عادة ما تقترن بتقلصات لا إرادية أو ضعف لا يمكن تفسيره أو تصلب في العضلات، وعادة ما تكون الأرجل هي الطرف الأول الذي يتحمل العبء الأكبر من المشاكل العضلية، لكن الظهر هو أيضاً منطقة مشكلات نموذجية.
8. فقدان القدرة على التمييز بين الألوان
مع الإصابة بالتصلب المتعدد يفقد المصاب القدرة على تمييز الألوان بسبب حدوث التهاب العصب البصري، وذلك بسبب دور المرض في فقدان العزل حول الأعصاب البصرية في الدماغ؛ لذلك فهو أحد الأعراض الرئيسة للتصلب المتعدد.
الأمر لا يتعلق بتغير رؤية الألوان وحسب، إذْ يمكن أن يتسبب التصلب المتعدد أيضاً بعمى جزئي أو عمى ألوان أو بقع عمياء أو عمى في عين واحدة فقط.
عادة ما تكون بداية مشاكل الرؤية المتعلقة بالتصلب المتعدد بطيئة، نظراً لأن تدهور العين يحدث مع مرور الوقت.
يمكن أن يحدث التهاب للعصب البصري أيضاً نفسه - دون أن يرتبط بالضرورة بالتصلب المتعدد - كنتيجة للعدوى، أو نقص الفيتامينات، أو أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
9. النسيان
إذا كنت قد نسيت يوم عيد ميلادك، أو فقدت مفاتيحك خمس مرات في أسبوع واحد، وقمت بإعادة غسل الغسيل نفسه مرتين، فقد تقلقين من أن لديك مرض الزهايمر المبكر، والخبر السار هو أن مرض الزهايمر نادر للغاية لدى النساء الشابات، أما الأخبار السيئة فهي أن النسيان والمشاكل مع الذاكرة قصيرة المدى، أو غيرها من القضايا المعرفية يمكن أن تكون أعراض مرض التصلب المتعدد لدى النساء.
10. شرب الماء بكثرة مع مشاكل في التبول
المصاب بالتصلب المتعدد يشرب الماء طوال اليوم لكن دون زيارة دورة المياه، وهذا ليس جيداً. إنه علامة مميزة لمرض التصلب المتعدد، خاصةً إذا توقفت المريضة عن التبول لأكثر من 24 ساعة.
ومع ذلك، فإن أي تغيير كبير في تواتر البول يمكن أن يكون عرضاً من أعراض مرض التصلب المتعدد لدى النساء، وفي بعض الأحيان يحدث العكس، حيث يتوجب على المصاب أن يتبول في معظم الأوقات.
كثير من الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد يبلِّغون عن شعورهم بإلحاح المثانة، أو قد يحتاجون إلى استخدام المرحاض بشكل أكثر تكراراً، وفي بعض الأحيان يستيقظون أثناء الليل بسبب الرغبة في التبول.
يحدث الاضطراب في التبول لدى حوالي 80% من الأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد، وغالباً ما يصاحب عدم القدرة على التحكم بالتبول الإمساك والإسهال وحركات الأمعاء غير القابلة للسيطرة عليها.
11. الشعور بالدوار أو الغثيان
واحدة من أوائل أعراض مرض التصلب المتعدد لدى النساء هي الدوخة الشديدة، أو الدوار الذي يسببه تلف الأعصاب الذي يعبث بالأنظمة الحركية والحسية والتنسيقية، ما يجعل المصاب يشعر بالارتباك وعدم الارتياح، والدوار، أو حتى الغثيان.
12. صعوبة إرسال رسائل نصية أو الكتابة على لوحة المفاتيح
أحد أول الأشياء التي نراها في كثير من الأحيان لدى مرضى التصلب المتعدد هو عدم القدرة على إرسال رسائل نصية، أو الكتابة على لوحة المفاتيح، أو استخدام الهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي، أو القيام بأشياء أخرى تتطلب التحكم الحركي بشكل جيد.
مع تقدم مرض التصلب المتعدد، يمكن أن يتسبب بإحداث "آفات" أو مناطق ضرر في الجهاز العصبي، فإذا كنت تعاني من آفة في منطقة الظهر في الدماغ، فإنها يمكن أن تؤذي مهارتك اليدوية.
13. مشاكل في الإثارة الجنسية
تبدأ الإثارة الجنسية في الجهاز العصبي المركزي، حيث يتوجب على الدماغ إرسال رسائل إلى الأعضاء الجنسية للحصول عليها، ولكن في مرض التصلب المتعدد، بما أن اتصال الدماغ والجسم لا يعمل بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك لمشاكل في الإثارة الجنسية، والحقيقة أن المشاكل الجنسية شائعة جداً بين النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد، حيث يتأثر 72% منهن بالمشاكل الجنسية بما في ذلك انخفاض الإحساس في المنطقة المهبلية أو البظر (أو أن تكون الأحاسيس مرتفعة بشكل مؤلم)، إلى جانب الجفاف المهبلي.
14. فقدان القدرة على التمييز بين الحار أو البارد
إن عدم القدرة على استشعار تغيرات درجة الحرارة باليد هو عرض آخر لحدوث تلف الأعصاب الناجم عن مرض التصلب المتعدد.
15. الفحوصات سلبية للأمراض، ولكن المصاب لا يزال يشعر بالمرض
يعتبر التصلب المتعدد أحد "المتنكرين الكبار"، إلى جانب مرض الذئبة، لأن أعراضه تنسب بسهولة إلى أسباب أو أمراض أخرى، وبالنسبة للعديد من النساء، هذا يعني أنهن لن يحصلن على تشخيص دقيق لمرض التصلب المتعدد إلا بعد أن يفحص أطبائهن كل الأمراض الأخرى، ولحسن الحظ، يمكن لمسح التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أن يكتشف المرض.
أخيراً، نشير إلى وجود دراستين، الأولى أميركية، والأخرى سويدية شارك فيها آلاف الأشخاص، وقد خلصتا إلى الدور الوقائي لتناول القهوة بشكل معتدل (4 فناجين) يومياً، حيث إنه يساعد في الوقاية من الإصابة بخطر مرض التصلب المتعدد، ويعتقد الباحثون أن سبب التأثير الوقائي للقهوة قد يكون مرتبطاً بالكافيين، فالكافيين له خصائص وقائية للأعصاب، فهو يقوم بتثبيط إنتاج السيتوكينات التي تساعد على ظهور الالتهابات، وهذه الخصائص الوقائية قد تكون المسبب لخاصية الوقاية من مرض التصلب المتعدد، كما ننصح مرضى التصلب المتعدد بالتخفيف من الإجهاد، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة التمارين الرياضية، وأخذ قسط وفير من الراحة.