الزهايمر: معلومات يجب ان تعرفها عن داء القرن

مروة الاسدي

2022-12-21 06:17

يعد مرض الزهايمر من اكثر الامراض شيوعا وخطورة في عالمنا المعاصر، فلا يزال القضاء على هذا الداء الفتاك مستعصيا حتى اليوم، فبعد اكثر من مئة عام على اكتشاف الزهايمر، لا يوجد اي علاج حاليا يسمح بالشفاء منه او الحد من تطوره. كذلك لا تزال اسباب المرض موضع جدل بين العلماء، حتى ان دراسة نشرت نتائجها اخيرا عزت الاصابة به الى عوامل عدة ابرزها التلوث، وبحسب هؤلاء العلماء يؤدي مرض الزهايمر الى تدهور في الذاكرة وغيرها من القدرات الفكرية اضافة الى تراجع تدريجي في الاستقلالية.

في هذا التقرير نستعرض لكم مرض القرن من الالف الى الياء:

ما سبب مرض الزهايمر؟ يعتقد ان مرض الزهايمر ناتج عن تراكم غير طبيعي للبروتينات في خلايا الدماغ وحولها، وذلك وفقا لخدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS)، ويطلق على احد البروتينات المعنية اسم "الاميلويد" (Amyloid)، الذي تشكل رواسبه لويحات حول خلايا الدماغ، ويطلق على البروتين الاخر اسم "تاو" (TAU)، وتشكل رواسبه تشابكا داخل خلايا الدماغ، على الرغم من عدم معرفة سبب بدء هذه العملية بالضبط، يعرف العلماء الان انها تبدا قبل ظهور الاعراض بسنوات عديدة.

هل يمكن الشفاء من مرض الزهايمر؟ لا يوجد علاج حاليا لمرض الزهايمر. ولكن هناك علاجا يمكنه تقليل الاعراض مؤقتا، وفقا لخدمة الصحة الوطنية البريطانية، يتوفر الدعم ايضا لمساعدة شخص مصاب بهذه الحالة وعائلته على التعامل مع الحياة اليومية.

كيف يبدا مرض الزهايمر؟ يبدا مرض الزهايمر كالتالي: التغيرات في الدماغ تبدا قبل عقد او اكثر من بدء ظهور الاعراض على المصاب، يبدا تجمع تكتلات غير طبيعية من بروتين يسمى "بيتا اميلويد" والياف مكونة من "بروتين تاو" في الدماغ، مع هذه التجمعات والتراكمات غير الطبيعية، تتراجع وظائف الخلايا العصبية في الدماغ، مع الوقت تفقد الخلايا قدرتها على الاتصال والعمل، في النهاية تموت الخلايا، مع ازدياد الخلايا الميتة، ينكمش دماغ الشخص.

تشخيص مرض الزهايمر، وفقا لموقع مايوكلينيك، لتشخيص خرف داء الزهايمر، يجري الاطباء اختبارات لتقييم ضعف الذاكرة ومهارات التفكير الاخرى، والحكم على القدرات الوظيفية، وتحديد التغيرات السلوكية. كما يقومون باجراء سلسلة من الاختبارات لاستبعاد الاسباب المحتملة الاخرى للضعف.

تصرفات مريض الزهايمر، ووفقا لعضوة الجمعية ‫الالمانية لعلاج الزهايمر، سوزانا زاكسل، فانه يمكن الاستدلال على الاصابة بالزهايمر من خلال ملاحظة بعض العلامات، مثل اضطرابات الذاكرة واللغة والتوجه ‫المكاني، بالاضافة الى التغيرات التي تطرا على الشخصية، ‫ومن الاعراض الدالة على ذلك نسيان الاسماء والعناوين والاتيان ببعض ‫التصرفات الغريبة كوضع حافظة النقود في الثلاجة مثلا، ‫وعادة ما يكون مريض الزهايمر شارد الذهن وعصبيا، وسرعان ما يشعر بانه ‫مُثقل الكاهل او انه يتعرض للهجوم، كما يصير المريض عدوانيا بسبب ‫المؤثرات الخارجية كالاصوات العالية، وفي المواقف التي تسبب له الشعور ‫بالقلق والخوف، ويمكن تجنب السلوك العدواني للمريض من خلال توفير بيئة ‫محيطة يسودها الهدوء والود، ‫وفي حال ملاحظة هذه الاعراض، ينبغي على الاقارب عرض المريض على اختصاصي ‫اعصاب فورا للخضوع للعلاج في الوقت المناسب.

مدة حياة مريض الزهايمر، في المتوسط، يعيش الشخص المصاب بمرض الزهايمر من 4 الى 8 سنوات بعد التشخيص، ولكن يمكن ان يعيش ما يصل الى 20 عاما، اعتمادا على عوامل اخرى. تبدا التغييرات في الدماغ المتعلقة بمرض الزهايمر قبل ظهور اي علامات للمرض بسنوات، وذلك وفقا لرابطة مرض الزهايمر (Alzheimer’s Association).

كيف يشعر مريض الزهايمر؟ قد يعاني مرضى الزهايمر من فقدان الذاكرة وصعوبة التفكير او التركيز والتهيج وتقلب المزاج ونوبات الغضب، وتغيرات اخرى مرتبطة بالتغيرات في الدماغ، انواع الزهايمر، هناك نوعان من مرض الزهايمر، وذلك وفقا لـ"المعهد الوطني للشيخوخة" (National Institute on Aging) الاميركي، الزهايمر المبكر (Early-Onset Alzheimer’s)، تظهر العلامات لاول مرة بين الثلاثينيات ومنتصف الستينيات، نادر جدا، قد يتضمن جينا يسمى "ايه بي او اي" (APOE ɛ4)، الزهايمر المتاخر (Late-Onset Alzheimer’s)، تظهر العلامات لاول مرة في منتصف الستينيات لدى الشخص، النوع الاكثر شيوعا، يحدث عادة بسبب تغيرات جينية تنتقل من الوالد الى الطفل.

هل مرض الزهايمر مميت؟ وفقا للمراكز الاميركية للتحكم بالامراض والوقاية (CDC)، فان مرض الزهايمر شكل مميت من الخرف. انه سادس سبب رئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، حيث مثّل 3.6% من جميع الوفيات عام 2014. وهو خامس سبب رئيسي للوفاة بين الاشخاص الذين تبلغ اعمارهم 65 عاما او اكثر في الولايات المتحدة.

اسم مرض الزهايمر، اخذ المرض اسمه من الدكتور الالماني الويس التسهايمر (Alois Alzheimer)، الذي وصف المرض عام 1906، بعدما لاحظ تغيرات تشريحية في مخ امراة توفيت بمرض عقلي غير معتاد، وشملت الاعراض فقدان الذاكرة ومشاكل في النطق.

اليوم العالمي لمرض الزهايمر، يحتفل العالم يوم 21 سبتمبر/ايلول من كل عام باليوم العالمي لمرض الزهايمر، ويهدف لزيادة الوعي بالمرض والسعي لتخفيف اثاره الاجتماعية.

كيف تحارب مرض الزهايمر في منتصف الثلاثينات من العمر

اظهرت دراسة جديدة ان ارتفاع نسبة الكوليسترول والسكر في الدم في الثلاثينيات من العمر قد يزيد من خطر الاصابة بمرض الزهايمر بعد عقود من العمر.

قال كبير مؤلفي الدراسة، ليندسي فارير، رئيس قسم علم الوراثة الطبية الحيوية في جامعة بوسطن للوراثة الطبية الحيوية، لشبكة CNN "لقد اظهرنا لاول مرة ان الارتباط بين مستويات الكوليسترول والجلوكوز والخطر المستقبلي للاصابة بمرض الزهايمر يمتد في وقت ابكر بكثير مما كان يعتقد سابقًا".

من جهته، قال الدكتور ريتشارد ايزاكسون، مدير عيادة الوقاية من مرض الزهايمر لدى مركز صحة الدماغ في كلية شميدت للطب بجامعة فلوريدا اتلانتيك، والذي لم يشارك في الدراسة: "تمنحنا هذه الدراسة مزيدًا من الوقود للحريق الذي نحتاجه للبدء في مكافحة مرض الزهايمر في اقرب وقت ممكن".

وجدت الدراسة ان الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 35 و50 عامًا، والذين لديهم مستويات عالية من الدهون الثلاثية، وهو نوع من الكوليسترول الموجود في الدم، ومستويات منخفضة من "الكوليسترول الجيد" المسمى بالبروتين الدهني عالي الكثافة، كانوا اكثر عرضة للاصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة.

واوضح فارير عبر البريد الالكتروني انه "في الفئة العمرية المبكرة (35-50 عامًا) فقط، ارتبطت زيادة قدرها 15 مليغرام لكل ديسيلتر في الدهون الثلاثية بزيادة تقريبية بنسبة 5% في مخاطر الاصابة بمرض الزهايمر"، واشار الى ان الارتباط لم يظهر بالنسبة الى الفئات العمرية الاكبر سنًا، ربما لان كبار السن يعالجون من الكوليسترول بشكل اكبر.

وقال فارير: "يمكن ان يعكس ذلك ان ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في بداية مرحلة البلوغ قد يثير سلسلة من الاحداث الايضية التي تبدا مع مرور الوقت عمليات تؤدي مباشرة الى مرض الزهايمر"، وفقًا للدراسة، كان ارتفاع مستويات السكر في الدم، لدى الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 51 و60 عامًا، هو الذي زاد من خطر الاصابة بمرض الزهايمر، ولفت فارير الى انه مقابل كل 15 نقطة يرتفع فيها السكر في الدم، يزداد خطر الاصابة بمرض الزهايمر بنسبة 14.5% في وقت لاحق من الحياة، وقد لا يسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم مرض الزهايمر، لكنه يحفز التدهور المعرفي، حسبما ذكره ايزاكسون، واضاف: "هناك ايضًا علاقة بين مرض السكري وتطور الداء النشواني".

وتُعد لويحات بيتا اميلويد في الدماغ احدى العلامات المميزة لمرض الزهايمر ، الى جانب تشابك بروتين يسمى تاو، وقال ايزاكسون: "مثل اي مرض مزمن للشيخوخة - ارتفاع الكوليسترول والنوبات القلبية والسكتات - تبدا جميعها في صمت قبل عقود من ظهورها"، وتابع: "مرض الزهايمر لا يختلف عن تلك الامراض "استهدافه مبكرًا يعد افضل وصفة لصحة الدماغ المثلى مع تقدمنا في العمر"، وتابعت الدراسة التي نشرت الاربعاء في مجلة جمعية الزهايمر لاشخاص المسجلين في دراسة فارمينغهام للقلب ، وهي دراسة مدعومة من الحكومة في عامها الرابع والسبعين.

اشار فارير الى ان الدراسة تتفرد بالعينة الكبيرة من الافراد التي يتم فحصها كل اربع سنوات او نحو ذلك، بدءًا من سن 35، ويتم متابعتها في العمر الذي قد يحدث فيه تشخيص مرض الزهايمر، وكانت هناك بعض الاخبار السارة من الدراسة، على سبيل المثال، يمكن للاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 35 و 50 عامًا تقليل خطر الاصابة بمرض الزهايمر بنسبة 15.4% اذا رفعوا البروتين الدهني عالي الكثافة، بمقدار 15 ملليغرام لكل ديسيلتر، وبعد ان رفعوا مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة، قلل الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 51 و 60 عامًا من مخاطر الاصابة بالزهايمر بنسبة 17.9%، ويُطلق على البروتين الدهني عالي الكثافة اسم "الكوليسترول الجيد" لانه يجمع المواد السيئة العائمة في مجرى الدم وياخذها الى الكبد، حيث يتم طردها من الجسم.

تنص المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها على ان المستويات العالية من البروتين الدهني عالي الكثافة يمكن ان تحمي من امراض القلب والسكتة الدماغية، ويجب ان تكون مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة على الاقل 40 ملليغرام لكل ديسيلتر لدى الرجال و50 ملليغرام لكل ديسيلتر لدى النساء، وفقًا لعيادة كليفلاند.

وبالنسبة للاشخاص الذين يرغبون في معالجة الكوليسترول لديهم، قال ايزاكسون انه يجب ان يعملوا بعناية مع طبيب القلب الوقائي وطبيب الاعصاب، حيث توجد العديد من الفروق الدقيقة في كيفية قياس نسبة الدهون في الدم والادوية الافضل.

وقال فارير ان الدرس المستفاد هو ان الاشخاص في الثلاثينيات واوائل الاربعينيات من العمر يحتاجون الى قياس نسبة الدهون في الدم لديهم، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي سيكشفون بها عن اي مشاكل صحية، مضيفًا "يجب ان تشجع هذا الدراسة الاشخاص في اجراء فحوصات منتظمة في تلك الفترة من الحياة.

هذه هي العلامات المبكرة لمرض الزهايمر

اذا لم تكن متالفًا مع تعبير "الاختلال المعرفي المعتدل" (MCI)، لا تقلق فانت لست وحيدًا، لانّ اكثر من 80% من الامريكيين لا يعلمون بهذا المرض الذي يصيب 18% ممّن يبلغون الـ60 عامًا وما فوق، وقد يتطوّر الى مرض الزهايمر، وفقًا لاستطلاع جديد.

ويُعد الضعف الادراكي الخفيف مرحلة مبكرة من فقدان الذاكرة الخفيف او فقدان القدرة الادراكية، مثل اللغة او الادراك البصري / المكاني، وفقًا لبحث نُشر يوم الثلاثاء في تقرير حقائق وارقام عن مرض الزهايمر لعام 2022 الصادر عن جمعية الزهايمر.

ويمكن ان تكون العلامات خطيرة بما يكفي لملاحظتها من قبل الشخص المصاب والاحباء، لكنها خفيفة بدرجة كافية بحيث يتمكن الشخص المصاب من الحفاظ على قدرته على القيام بغالبية انشطة الحياة اليومية.

ويخلط الكثير من الناس بين هذا الضعف الذي يُطلق عليه غالبًا "MCI"، والشيخوخة الطبيعية. ولكن يكمن الاختلاف بان حوالي ثلث الاشخاص الذين يعانون من ضعف ادراكي خفيف يُصابون بالخرف بسبب مرض الزهايمر في غضون خمس سنوات، وفقًا للبحث.

وبالاستناد الى نوع الاختلال المعرفي المعتدل الذي يعاني منه الناس، فقد يواجهون مشاكل بتذكر المحادثات، او تتبّع الامور، او المحافظة على تسلسل افكارهم خلال محادثة، والمشي في مكان مالوف عادة، او انهاء المهام اليومية، مثل دفع فاتورة. ولا تزداد حالة بعض الافراد سوءًا، حتى انّ بعضهم قد يعودون الى وظيفتهم الطبيعية، بحسب ما جاء في التقرير.

ومن اجل فهم افضل للوعي حول "الاختلال المعرفي المعتدل" وتشخيصه، وعلاجه في الولايات المتحدة الامريكية، اجرت جمعية الزهايمر استطلاعًا شمل اكثر من 2400 بالغ، و801 طبيب رعاية اولية في نهاية السنة الماضية. واجاب الجميع على الاسئلة عبر الانترنت او على الهاتف. واظهرت الاجابات انّ اكثر من 80% من المشاركين لديهم معلومات قليلة او لا يعرفون بمرض الاختلال المعرفي المعتدل. وعندما شُرح لهم ما هو، فقد اعرب اكثر من 40% عن قلقهم من تطور هذه الحالة لديهم مستقبلًا.

وقال مورغن دايفن، نائب رئيس الانظمة الصحية في جمعية الزهايمر لـCNN: "كان مفاجئًا بالنسبة الينا ادراك انّ عامة الناس واطباء الرعاية الاولية على حد سواء لا يميزون بين الاختلال المعرفي المعتدل، والانخفاض المعرفي الطبيعي المتعلق بالشيخوخة"، مضيفًا: "هذه النتائج تلقي الضوء على كم يلزمنا من العمل لمواصلة التثقيف والتوعية حول هذا الامر".

وترغب نسبة 85% من البالغين بمعرفة ما اذا كانوا سيُصابون بمرض الزهايمر مسبقًا، ما يفسح لهم المجال للتخطيط، ومعالجة الاعراض باكرًا، واتخاذ خطوات لحماية وظيفة الادراك المعرفي، او فهم ما يجري، بحسب ما كشفت الدراسة.

لكن، رغم هذا الحس الطارئ، اظهر هؤلاء البالغون تقاعسًا للحصول على نصيحة اختصاصي، في حال بداوا باختبار هذه الاعراض. وقال 40% منهم فقط انهم سيتواصلون مع طبيب فور ملاحظتهم الاصابة باعراض الاختلال المعرفي المعتدل، وتشمل المخاوف من الحصول على المساعدة احتمال تلقي تشخيص او علاج خاطئ، او اكتشاف مشكلة صحية خطيرة، او الاعتقاد بان الاعراض قد تختفي.

لماذا نصاب بالاختلال المعرفي المعتدل؟ وتساهم العديد من العوامل بالاصابة بالاختلال المعرفي المعتدل، لذا يشكل مصطلح هذا المرض مظلة نوعًا ما لاسباب عدة عوضًا ان يكون سببًا واحدًا، وفقًا لما ورد في التقرير.

واوضح الدكتور ريتشارد ايزاكسون، مدير الوقاية السريرية للزهايمر بمركز صحة الدماغ في كلية شميدت للطب بجامعة فلوريدا اتلانتيك، انه "ممكن ان ينتج عن امور قابلة للعلاج، مثل نقص في الفيتامينات، او ظروف صحية كخلل في عمل الغدة الدرقية، على سبيل المثال"، وتابع: "بعض الاسباب تتحسن وبعضها الاخر يسوء. وحين يشخّص بعض الناس بمعاناتهم من خرف ناجم عن التحلّل العصبي، فالاكيد انّ وضعهم سيتدهور".

وثمة اسباب اخرى تشمل الاعراض الجانبية للادوية، ونقص النوم، والقلق، والاختلال العصبي او النفسي، والوراثة، واضطرابات جهازية مثل ارتفاع بضغط الدم، والسكتة الدماغية، وامراض الاوعية الدموية، واصابات الدماغ الرضية.

وعندما يُشخص الاطباء مرض الاختلال المعرفي المعتدل لدى المرضى، يوصون عادة بتغيير نمط الحياة، والخضوع لفحوصات مخبرية، وفقًا لما كتب المؤلفون، واوضح ايزاكسون انّ "الناس في وسعها السيطرة على صحة دماغها من خلال الاقدام على تغييرات حقيقية في حياتهم اليومية"، مضيفًا: "لا يتعلّق الامر فقط بالتمارين الرياضية، والحمية الغذائية، والنوم والاجهاد، لكن ايضًا بالظروف الطبية التي في وسع اطباء الرعاية الاولية المساعدة في تحسينها وعلاجها، مثل ضغط الدم، والكوليستيرول المرتفع، والسكري".

الزهايمر طريقة جديدة لعلاج النسيان بـ"التحفيز العميق" للدماغ

بمحض الصدفة، حدد باحثون من مشفى شاريته في برلين منطقة في الدماغ يمكن استهدافها لعلاج الزهايمر بطريقة "التحفيز العميق للدماغ" (TSH). حدد باحثون في مشفى شاريته الجامعي في العاصمة الالمانية برلين منطقة من الدماغ تستجيب على ما يبدو للتحفيز الكهربائي، وذلك لعلاج المصابين بمرض الزهايمر، حسب ما اوردت صحيفة "كورير" النمساوية.

هذه الطريقة معروفة في علاج اضطرابات الحركة العصبية مثل مرض باركنسون والاضطرابات العصبية والنفسية (مثل اضطرابات الوسواس القهري)، وتدعى الطريقة "التحفيز العميق للدماغ" (TSH). وتقوم على زرع اقطاب كهربائية دقيقة في دماغ المصابين، تبعث باستمرار نبضات كهربائية ضعيفة وقصيرة الى مناطق الدماغ المعنية. وسجلت الطرقة نجاحا جيدا عند مرضى باركنسون.

تتصل الاقطاب الكهربائية المزروعة في الدماغ بجهاز تنظيم في الصدر عن طريق اسلاك تمر تحت الجلد. يمكن استخدامه لضبط التيار والتردد، وافادت انا صوفيا من مشفى شاريته ان نقطة البداية في الدراسة التي نشرت في مجلة "Nature Communications" "عند علاج مريض مصاب بالسمنة، ادى التحفيز العميق للدماغ الى استرجاع ذكريات الماضي، اي ذكريات مفاجئة من الطفولة والمراهقة. لذلك كان من المعقول ان نفترض ان منطقة الدماغ المحفزة، والتي تقع في منطقة ما يسمى فورنيكس (قبو الدماغ)، يمكن ان تكون مناسبة ايضا لعلاج مرض الزهايمر".

فورنيكس هو نسيج من الالياف العصبية يقع في الجهاز الحوفي (النطاقي) في نصفي الدماغ. يلعب نسيج ليف الخلايا العصبية هذا دورًا في تحويل الذاكرة قصيرة المدى الى ذاكرة طويلة المدى، وبالتالي حدوث عمليات التعلم، ويلزم اجراء مزيد من الدراسات السريرية قبل الموافقة على استخدام طريقة "التحفيز العميق للدماغ" في علاج مرض الزهايمر، وقال الباحث اندرياس هورن من قسم طب الاعصاب وطب الاعصاب التجريبي في شاريته برلين ان الطريقة "واعدة" في علاج والتخفيف من اعراض الزهايمر.

وبلغ عدد المصابين بالخرف في جميع انحاء العالم عام 2019 حوالي 55 مليون شخص. تتزايد الارقام باستمرار بسبب التطور العمري. وبلغت التكاليف الناجمة عن المرض باكثر من 800 مليار يورو كل سنة.

خطوة تاريخية

وصف باحثون اجروا تجارب سريرية على عقار جديد لمحاربة مرض الزهايمر، الموافقة على هذا الدواء الذي يبطئ من تطور المرض بانه "خطوة تاريخية"، جاء هذا الانجاز بعد عقود من المحاولات الفاشلة، وادى الى امل بين الخبراء بان يمهد الطريق امام علاجات يمكن ان تؤدى في النهاية الى الشفاء من هذا الذي يعتبر من اهم مشاكل الصحة العامة، اذ يصيب اكثر من 40 مليون شخص في كل انحاء العالم.

وجاءت التجارب السريرية لعقار "ليكانيماب" المطور عبر شركتين اميركية ويابانية مشجعة للباحثين، كما اظهر هذا الدواء قدرته على الحد من تراجع المهارات العقلية العامة لمرضى الزهايمر بنسبة 27% على مدار 18 شهرا - وهي نتيجة متواضعة، ولكنها مهمة، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية، وعقار "ليكانيماب" هو علاج بالاجسام المضادة يزيل كتل البروتين "بيتا اميلويد" والتي تتراكم في الدماغ.

من جانبه، قال مدير معهد ابحاث الخرف في كلية لندن الجامعية، بارت دي ستروبر، "هذا هو الدواء الاول الذي يوفر خيارًا علاجيًا حقيقيًا لمرضى الزهايمر"، كما اضاف ستروبر انه "بينما تبدو الفوائد السريرية محدودة نوعًا ما، فمن المتوقع ان تصبح اكثر وضوحًا بمرور الوقت"، ونشرت نتائج التجارب السريرية التي شملت 1800 مريض، بالمجلة الطبية "نيو انغلاند جورنال اوف ميديسين"، كما وجد العلماء ان ليكانماب، عندما يتم تعاطيه بالتنقيط فى الوريد كل اسبوعين، يبطئ من تدهور الذاكرة بنسبة 27% على مدار 18 شهرا.

بدوره، قال استاذ علم الاعصاب السريري مدير مركز ابحاث الخرف بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس، نيك فوكس، "اعتقد انه يؤكد حقبة جديدة لمرض الزهايمر". واشار الى ان هذه الحقبة تاتي بعد 20 عاما من العمل الجاد على العلاجات المناعية المضادة للاميلويد من قبل العلماء، الى ذلك، فمن المتوقع ان تؤدي النتائج الايجابية لهذا العقار الى جيل جديد من الادوية التي توفر سيطرة افضل على مرض الزهايمر.

وقال الدكتور ريتشارد اوكلي، من جمعية الزهايمر بالمملكة المتحدة ان النتائج يمكن ان "تغير اللعبة"، كما تابع: "لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه قبل ان نتمكن من رؤية ليكانيماب متاحا ... يجب الا ننسى انه لا يمكن اعطاء ليكانيماب الا للاشخاص المصابين بمرض الزهايمر المبكر والذين لديهم اميلويد في دماغهم، وهذا يعني ان الاشخاص المصابين بانواع اخرى من الخرف، او في المراحل المتاخرة من مرض الزهايمر، لا يمكنهم الاستفادة من هذا الدواء".

تاتي هذه النتيجة بعد عقود من الفشل في هذا المجال وشجعت الخبراء على القول ان مرض الزهايمر - الذي يصيب 30 مليون شخص في جميع انحاء العالم - يمكن علاجه، وكان دواء اخر توصلت اليه شركة "بايوجين" سمّي Aduhelm ويستهدف ايضا لويحات الاميلويد، اثار الكثير من الامال عام 2021 من خلال كونه اول دواء معتمد في الولايات المتحدة ضد المرض منذ عام 2003، لكنه تسبب ايضا في جدل، اذ عارضت وكالة الادوية الاميركية راي لجنة خبراء اعتبروا ان العلاج لم يثبت فاعليته بشكل كافٍ خلال التجارب السريرية. وقيّدت الوكالة في وقت لاحق استخدامه، حاصرة اياه بالاشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من المرض.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي