هذا ما يحدث لجسمك إذا نقص فيه الحديد

مروة الاسدي

2022-03-24 01:43

يتمتع الحديد بفوائد صحية عديدة، لذا ينبغي مواجهة نقصه بالجسم على وجه السرعة من خلال التغذية الصحية، مع مراعاة عدم تناول مكملات الحديد إلا تحت إشراف الطبيب لتجنب العواقب الوخيمة، التي قد تترتب على ذلك.

وبحسب الاطباء فإن الحديد يحظى بأهمية كبيرة للصحة، حيث إنه يلعب دورا محوريا في بناء الدم ويسهم في التطور العصبي ويشترك في العديد من عمليات الأيض، ويقول المتخصصون في علم الدم وعلم الأورام، أن نقص الحديد في الجسم يعد أكثر أنواع نقص التغذية شيوعا في العالم، مشيرين إلى أنه يهاجم بصفة خاصة المراهقين والفتيات في سن الإنجاب والحوامل.

وإلى جانب التغذية غير السليمة قد يرجع نقص الحديد إلى بعض الأمراض مثل الأمراض المصحوبة بنزيف مزمن كالتهاب المعدة، وسوء امتصاص الحديد الناجم عن قلة إنتاج العصارة الهضمية أو تعاطي أدوية معينة.

وتتمثل أعراض نقص الحديد في شحوب الوجه وجفاف البشرة وتقصف وتساقط الشعر وتقصف الأظافر وتشقق زوايا الفم والتعب المستمر وقلة التركيز والضعف العام واختلال التحكم في درجة حرارة الجسم.

ويشير خبراء التغذية، إلى أنه يمكن مواجهة نقص الحديد من خلال التغذية الصحية المتوازنة، موضحة أن الرجل يحتاج إلى 10 ميليغرامات من الحديد يوميا، في حين تحتاج المرأة إلى 15 ميليغراما، وتتمثل المصادر الغذائية الغنية بالحديد في اللحوم الحمراء ومنتجات القمح والسبانخ والعدس ورقائق الشوفان، علما بأن الجسم يمتص الحديد من المصادر الحيوانية بصورة أفضل، وحذر الخبراء من تناول مكملات الحديد دون استشارة الطبيب، حيث قد يرفع ذلك على المدى الطويل خطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والسرطان.

ماذا يسبب نقص الحديد في جسم الإنسان؟

الحديد من العناصر المعدنية المفيدة والضرورية لجسم الإنسان، لأنه يدخل في تركيب الهيموغلوبين الذي يساعد على نقل الأكسجين إلى جميع مناطق الجسم، وبالإضافة إلى هذا، يساهم الحديد في عملية تبادل الكوليسترول وعمل الجهاز الهضمي وتنظيم درجة حرارة الجسم ويدعم منظومة المناعة. كما أنه يؤثر في حالة الجلد والشعر والأظافر.

ولكن الجسم لا يتمكن من إنتاج هذا العنصر المهم بنفسه، لذلك تبقى المواد الغذائية أهم مصدر للحصول عليه. وحاجة الجسم اليومية إلى الحديد تعتمد على عمر الإنسان وجنسه. فالأطفال يحتاجون من 8 إلى 10 مليغرامات في اليوم، والرجال الذين تتراوح أعمارهم 19-50 عاما يحتاجون إلى 8 مليغرامات منه في اليوم، ولكن النساء يحتجن إلى 18 مليغراما في اليوم، لأن مستواه في فترة الدورة الشهرية ينخفض ويجب تعويضه.

وعند نقص الحديد في الجسم لا تعمل عضلات وأنسجة الجسم بصورة طبيعية، ما قد يؤدي إلى فقر الدم، الذي يعد من بين أسبابه- فقدان الدم بكثرة، سوء التغذية وعدم انتظامها، سوء امتصاص الحديد.

ومن أعراض فقر الدم - التعب والارهاق الشديد، الصداع، الدوخة، ومضة في العين، تسارع ضربات القلب، شحوب السطح الداخلي للجفون السفلى، هشاشة الأظافر والشعر، وضيق التنفس عند بذل جهد بدني، برودة اليدين والقدمين، ضعف المناعة والإصابة بأمراض معدية. كما أن فقر الدم يسبب اضطراب عمل القلب والأوعية الدموية والجهازين الهضمي والحركي، ولتجنب الإصابة بفقر الدم، يجب تناول مواد غذائية حيوانية الأصل أو نباتية، تحتوي على نسبة جيدة من عنصر الحديد. والمواد الغذائية الحيوانية الأصل هي: الكبد والكلى والدماغ والقلب ولحم البقر الخالي من الدهون والأسماك البحرية وبلح البحر والمحار ولحم الديك الرومي وسمك التونة المعلب والبيض الذي يحتوي على نسبة عالية من الحديد.

وأعلى نسبة للحديد توجد في اللحوم الداكنة (لحم البقر يحتل المرتبة الأولى). كما أن كبد البقر يحتوي بالإضافة إلى الحديد على مواد مغذية عديدة ذات سعرات حرارية منخفضة. أما لحم الدواجن فيحتوي على البروتينات والسيلينيوم والزنك التي تساعد على الحفاظ على الكتلة العضلية.

وأما المواد الغذائية ذات الأصل النباتي، فهي- البذور والمكسرات والشوكولاتة الداكنة والبروكلي والسبانخ والرمان وكينوا والبقوليات. فمثلا بذور السمسم واليقطين غنية بالحديد وذات سعرات حرارية منخفضة. كما أن المكسرات من ناحية فائدتها تشبه اللحوم، فهي تحتوي على نسبة عالية من الحديد وذات سعرات حرارية عالية، وخاصة اللوز والفول السوداني والفستق. كما أن بذور الكاكاو غنية بالحديد، لذلك إذا كانت الشوكولاتة تحتوي على 70 بالمئة من الكاكاو وأكثر فيمكن تناولها لتعويض نقص الحديد في الجسم. وبالإضافة إلى الحديد تحتوي على المغنيسيوم الضروري لعمل القلب.

أعراضه والأغذية المفيدة لتعويضه

قد تشعر باستمرار بالتعب والدوار وأعراض غيرها دون أن تعرف السبب. الأمر قد يكون مرتبطا بنقص الحديد. فما هي الأعراض الأخرى لهذا المرض؟ وما هي الكمية التي نحتاجها يوميا من الحديد وما أفضل الأطعمة التي تزودنا بهذا المعدن؟

عند نقص الحديد يقل عدد كريات الدم الحمراء في الجسم، اللازمة لنقل الأكسجين، ما يمكن أن يؤدي إلى شعور بالتعب الشديد والدوار، كما توضح الباحثية جوليا زومبانو من مستشفى كليفلاند الأمريكي، كما ينقل موقع "هايل براكسيس" الطبي، ولذلك فإن الحديد هو من أهم المعادن للجسم، ويمكن أن يؤدي نقص الحديد للإصابة بمرض "فقر الدم"، وهو مرض واسع الانتشار عالميا، مرتبط بسوء التغذية.

أبرز أعراض مرض فقر الدم هي الشعور بالإرهاق بالوهن، وصعوبة في الحفاظ على حرارة الجسم، شحوب في مظهر الجلد، الشعور بالدوار، ألم في الرأس وأحيانا التهاب اللسان، وفق موقع أبوتيكن أومشاو.

كمية الحديد التي يحتاجها الجسم، بالنسبة للبالغين بين سن 19 و50 عاما، فإن الكمية اليومية هي:

18 ميلليغراما للنساء.

27 ميلليغراما للحوامل.

9 ميلليغرامات للنساء المرضعات.

8 ميلليغرامات للرجال.

ويفسر العلماء ذلك بأن النساء يحتجن كمية أكبر لتعويض ما يفقدنه خلال الدورة الشهرية. ولذلك فإن النساء المتقدمات في السن اللواتي تتوقف عندهن الدورة الشهرية، لا يحتجن سوى لثمانية ميلليغرامات يوميا.

أما عند الأطفال فالأمر مختلف بحسب العمر. وتكون الكمية اليومية التي يحتاجونها كالتالي:

0.27 ميلليغراما حتى سن 6 أشهر.

11 ميلليغراما لعمر 7 إلى 12 شهرا.

7 ميلليغرامات لعمر سنة حتى 3 سنوات.

10 ميلليغرامات لسن 4 إلى 8 سنوات.

8 ميلليغرامات لعمر 9 إلى 13 سنة.

11 ميلليغراما للأطفال الذكور في سن 14 وحتى 18 عاما.

15 ميلليغراما للفتيات منذ بدء العادة الشهرية وحتى سن 18 عاما.

أطعمة تزودك بالحديد، البقوليات بمختلف أنواعها، والحبوب: سواء القمح أو الرز أو الشعير وغير ذلك، ومن الفواكه الغنية بالحديد يبرز التين والتمر والعنب والبرقوق، أما من اللحوم فيعتبر الكبد أبرز مصدر للحديد. كما أن اللحم العادي فيه كميات جيدة منه. وكذلك البيض والمحار وسمك التونة والجمبري، ومن الخضروات يبرز البروكلي والسبانخ والبطاطا والكرنب، وهناك الفستق الحلبي وبذور اليقطين وبذور السمسم والدخن واللوز والكاجو والصنوبر وغيرها من المكسرات.

10 علامات وأعراض.. جرس إنذار لـ"حالة مرضية خطيرة"

إذا كنت ممن يعانون من أحد 10 أعراض مرضية، فعليك زيارة الطبيب فورا كونك بحاجة إلى مساعدة عاجلة كي لا تتفاقم الحالة وتتحول إلى خطيرة مع مرور الوقت، فعند ظهور أي من أعراض الإرهاق غير العادي أو الشحوب أو الضيق في التنفس، فهذا مؤشر على نقص الحديد، مما يؤثر على إنتاج الهيموغلوبين في جسمك، وهو بروتين في خلايا الدم الحمراء، التي يمكّنها حمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، وإذا لم يكن لدى جسمك ما يكفي من الهيموغلوبين، فلن تحصل أنسجتك وعضلاتك على ما يكفي من الأكسجين لتتمكن من العمل بفعالية. وهذا يؤدي إلى حالة فقر الدم.

ومن الأسباب الشائعة لنقص الحديد تناول كمية غير كافية من الحديد بسبب نظام غذائي لا يوفر الاحتياجات الغذائية اليومية أو يكون مقيدًا بشدة، ومرض التهاب الأمعاء، وزيادة متطلبات الحديد أثناء الحمل، وفقدان الدم من خلال فترات غزيرة أو نزيف داخلي، ويمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى أعراض يمكن أن تؤثر على نوعية حياتك، نستعرض هنا 10 علامات منها.

إرهاق غير عادي، التعب هو أحد أكثر أعراض نقص الحديد شيوعا، وذلك بسبب قلة وصول الأكسجين إلى أنسجة الجسم، مما يحرمها من الطاقة.

الشحوب، قد يكون الشحوب في مناطق مثل الوجه أو الجفون الداخلية السفلية أو الأظافر علامة على نقص متوسط أو شديد في الحديد. يحدث هذا بسبب انخفاض مستويات الهيموغلوبين، والذي يعطي الدم لونه الأحمر.

ضيق في التنفس، يعد ضيق التنفس أحد أعراض نقص الحديد، حيث أن انخفاض مستويات الهيموغلوبين يعني أن الجسم غير قادر على نقل الأكسجين إلى العضلات والأنسجة بشكل فعال.

الصداع والدوخة، قد يكون الصداع والدوخة علامة على نقص الحديد. قد يعني نقص الهيموغلوبين عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ، مما قد يؤدي إلى تضخم الأوعية الدموية وخلق الضغط.

خفقان القلب، في حالات نقص الحديد، يجب على القلب أن يعمل بجهد إضافي لنقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم انتظام ضربات القلب أو تسارعها وحتى نفخات القلب أو تضخم القلب أو قصور القلب.

الجلد والشعر الجاف والتالف، قد يتلقى الجلد والشعر كمية أقل من الأكسجين من الدم أثناء نقص الحديد، مما يؤدي إلى جفافهما وتلفهما. في الحالات الأكثر شدة، قد يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر.

7 مشاكل صحية سببها نقص الحديد في الدم

يؤدي نقص الحديد في الدم إلى ظهور عدة مشاكل صحية عند الإنسان، وذلك بسبب انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء، ومن الأسباب الشائعة لنقص الحديد في الدم سوء التغذية وعدم الحصول على العناصر الغذائية الهامة، كما أن بعض الأمراض يمكن أن تساهم في الإصابة بنقص الحديد مثل التهاب الأمعاء أو فقدان الدم خلال الدورة الشهرية أو بسبب حدوث نزيف.

وفيما يلي بعض المشاكل الصحية التي ينتج عنها نقص الحديد في الدم:

1- ضيق التنفس: يؤدي نقص الحديد في الدم إلى انخفاض مستويات الأوكسجين في جسم الإنسان، وهذا يعني أن العضلات لن تحصل على الكمية الكافية من الأوكسجين للقيام بأنشطتها الطبيعية. ونتيجة لذلك، سوف يزيد معدل التنفس بينما يحاول الجسم الحصول على المزيد من الأوكسجين.

2- الصداع والدوار: يتسبب نقص الحديد في عدم وصول كمية كافية من الأوكسجين إلى الدماغ، وبالتالي تتضخم الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى الشعور بالصداع، وفق ما ذكر موقع "ويب طبي".

3- خفقان القلب: المستويات المنخفضة من الأوكسجين تعني أن القلب يجب أن يعمل بجهد أكبر، مما يؤدي إلى عدم انتظام ضرباته.

4- تورم ووجع اللسان والفم: لمن يعاني من هذا المرض، غالبا ما يلاحظ انتفاخ لسانه والتهابه والشعور بألم في الفم.

5- تململ الساقين: يؤدي نقص الحديد إلى متلازمة تململ الساق، التي يقصد بها، رغبة قوية لتحريك الساقين عند البقاء في وضعية ثابتة، ويمكن أن تسبب شعورا بالحكة وخاصة في الليل.

6- الشعور بالتعب: عندما لا يحتوي الجسم على كمية كافية من الحديد والأوكسجين، فإن الجسم يفقد الطاقة ويزداد الشعور بالتعب.

7- برودة الأطراف: انخفاض كمية الأوكسجين في اليدين والقدمين، يتسبب في شعور المريض ببرودة أطرافه حتى خلال الأجواء الحارة.

حبوب الحديد.. متى تكون ضرورية أو ممنوعة؟

تعج الصيدليات بحبوب الحديد، والتي يحرص كثيرون عن تناولها بشكل عشوائي دون استشارة الطبيب، ومعرفة فيما إذا كانت هذه المكملات ضرورية أو أن لها أعراضا جانبية، يحتاج الجسم للحديد بشكل خاص للقيام بالعديد من الوظائف الحيوية، وأهمها إنتاج كميات كافية من خلايا الدم الحمراء يوميا، والتي تتكفل بحمل الأكسجين إلى كافة أجزاء الجسم.

ويلعب الحديد دورا هاما في تحويل العناصر الغذائية المختلفة إلى طاقة، والحفاظ على صحة النواقل العصبية والتنسيق العضلي العصبي في الجسم، وفق ما ذكر موقع "ويب طب"، والذي أشار إلى الحالات التي تستوجب تناول حبوب الحديد.

الإصابة بفقر الدم، عندما تنخفض نسبة الحديد في الجسم، فإن هذا يعني أن كميات الأكسجين الواصلة للخلايا تقل بسبب نقص الخلايا الحمراء، أو ما يسمى بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، من أهم أعراض الأنيميا المتوقع ظهورها لدى المريض: التعب والإرهاق والضعف العام والدوخة والدوار وصعوبات في التركيز وضعف وتساقط الشعر وشحوب البشرة، وقد يتسبب فقر الدم من هذا النوع بعدد من الأمراض مثل: سرطانات الجهاز الهضمي وفقدان الدم بسبب نزيف حاد.

المرأة أثناء الطمث، بسبب الدورة الشهرية، تكون النساء عامة أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم مقارنة بالرجال، خاصة إذا ما كانت الدورة حادة وشديدة.

الحمل، تحتاج الحوامل لأخذ العديد من العناصر الغذائية يوميا لحمل صحي، وهذا يشمل الحديد، وتحتاج الحوامل عموما كمية أكبر من المعتاد من الحديد، ما قد يجعل تناولها ضروريا أثناء الحمل.

الأطفال، يحتاج الطفل في فترة نموه، وحال تخطيه للشهر السادس من العمر، للحديد بشكل خاص، وذلك لأن مخزون الطفل من الحديد الذي حصل عليه من الأم أثناء وجوده في الرحم، ينتهي خلال الستة أشهر الأولى من عمره.

حالات أخرى، ينصح بتناول مكملات الحديد في الحالات التالية: الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، والمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى بشكل دوري، والمصابون بقصور الانتباه وفرط الحركة، ويوصي الأطباء بتناول مكملات الحديد للأشخاص الذين يتناولون أدوية تسبب خللا في امتصاص الحديد، حالات المنع، يفضل تجنب تناول حبوب الحديد للمصابين بمرض اكتناز الحديد، والأشخاص فوق عمر 50 عاما، لأن احتياجاتهم من الحديد تكون أقل، وكذلك الذين يتبعون حمية غذائية غنية بالحديد.

وتجدر الإشارة إلى إن تناول حبوب الحديد يتبعه مضاعفات منها الإمساك والغثيان وعدم راحة في المعدة ورغبة في التقيؤ وبراز أسود اللون، وعلى كل الأحوال ينصح باستشارة طبيب لتعرف إن كنت بحاجة لتناول حبوب الحديد أم لا، وكذلك معرفة الجرعة المناسبة لك، ولأي فترة زمنية عليها تناولها.

نقص الحديد يؤخر النمو العقلي عند الأطفال

أكدت الأبحاث العلمية خطورة نقص الحديد على صحة الإنسان عامة، وعلى الأم والطفل بشكل خاص، فهو يؤدي إلى سرعة التعب، وضعف عام بالعضلات، وصداع ودوار، مع الشعور بعدم الثبات وطنين الأذنين. وخلصت دراسة أجراها علماء بجامعة بنسلفانيا الأمريكية إلى أن نقص الحديد ولو بصورة بسيطة يضعف تفكير السيدات وقدراتهن على التذكر والتعلم.

أوضحت النتائج أن إعطاء النساء المريضات 60 ملليغراماً من مكملات الحديد يومياً يحسن الأداء، موضحين أن الحديد يساعد على تحسين إنتاج الكيماويات العصبية في المخ، وحذروا من تناول أقراص الحديد بمفردها لزيادة الحديد في الجسم لأنه يؤدي إلى مشكلات صحية أهمها تليف الكبد.

وأظهرت دراسة أخرى أن نقص الحديد لدى الأم يؤثر في علاقتها العاطفية بأولادها ويؤدي إلى التبلد في مشاعرها تجاه طفلها، وتكشف منظمة الصحة العالمية أن ربع أطفال العالم مصابون بنقص الحديد الأنيميا ويعاني ثلثا الأطفال نقص الحديد من دون الإصابة بالأنيميا، وأن الطفل يحصل على الحديد من أمه أثناء مدة الحمل ومن الرضاعة الطبيعية ومن تناول الفواكه المجففة والحبوب حيث يعد الحديد عنصراً قوياً في نمو مخ الطفل.

ما أضرار نقص الحديد على الأم والطفل، وطرق العلاج والوقاية وهل هناك علاقة بينه وبين الدورة الشهرية عند الفتيات والأنيميا؟ وكيف يمكن محاربة نقص الحديد بالغذاء؟ ويقول الدكتور محمد يوسف، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب عين شمس، إن نقص الحديد يعرف على أنه نقص في نسبة الهيموغلوبين في الدم عن المعدلات الطبيعية، وتصل نسبة الحديد في الجسم ما بين 5 .3 و5 .4 غرام منها 70%، تذهب إلى الكرات الحمراء في الجسم وهي مسؤولة عن الأنيميا، كما أن 25% يذهب الجهاز يصنع كرات الدم الحمراء كالنخاع العظمى أو الكبد أو الطحال، و5% في العضلات، ويحتاج الجسم من 10 13 ملليغرام هيموغلوبين في اليوم.

أما الحامل فتحتاج إلى 1225 ملليغراماً طوال فترة الحمل بما يوازي ما بين 30 و60 ملليغراماً في اليوم من الهيموغلوبين، والأنيمياء لها أربعة أنواع:

- النوع الأول: هو نقص عناصر تكوين كرات الدم الحمراء وهو نقص أكثر من عنصر وليس الحديد فقط، ولكن منها الحديد وفيتامين و12 حمض الفوليك وفيتامين سي والبروتين ونقص المركبات الثلاثة الأخيرة يؤدي إلى الأنيميا الخبيثة.

- النوع الثاني: هو فشل النخاع العظمي، وقد يأتي ذلك نتيجة للمضادات الحيوية أو الإصابة بالفيروسات أو التعرض للأشعة أو حالات السرطان، حيث تستبدل مادة النخاع بأمراض خبيثة.

- النوع الثالث: هو تكسير كرات الدم الحمراء وقد يكون داخل الأوعية الدموية بسبب أنيميا البحر المتوسط عيب في الهيموغلوبين داخل الخلية نفسها.

- النوع الرابع: هو فقد كرات الدم عن طريق النزف المفاجئ أو أثناء الولادة أو الإجهاض أو عن طريق النزف الهضمي الذي قد يكون متقطعاً وغير مستمر، ما يستلزم فحص الدم الخفي في البراز، والدال على النزف، وأهم البؤر النازفة في الجهاز الهضمي والمسبب لنقص الحديد فقر الدم البواسير وقرحة المعدة والاثني عشر والمعالجة الطويلة بالأسبرين ودوالي المريء وسرطان القولون والمعدة والإصابة بالديدان.

ويشير الدكتور محمود يوسف إلى أن نقص الحديد الأنيميا يؤدي إلى التعب الدائم وفقدان الشهية ويقلل مناعة الجسم ما يزيد من التعرض للالتهابات في أي مكان بالجسم، وتعمل الأنيميا الشديدة للحامل على الفشل في القلب، كما أنها تزيد من نسبة الإصابة بالنزف بعد الولادة أو الفشل في رضاعة الجنين، كما أن لها تأثيراً ضاراً في الجنين، حيث يولد الطفل وهو يعاني نقص التغذية ونقص النمو والحجم.

وتظهر أعراض الأنيميا في عدم القدرة على بذل مجهود وزيادة في ضربات القلب، ونهجان مستمر، وشحوب الوجه. والأنيميا تزيد في فترة الحمل، ويمكن الوقاية منها بالاختيار الصحي للأطعمة وتناولها بكميات مناسبة، خاصة البروتين وفيتامين سي، والتركيز على الكبد واللحوم والخضروات بكميات كبيرة أثناء الأكل، وخلال اليوم وعدم تناول أشياء تمنع امتصاص الحديد بعد الأكل.

ويرى الدكتور سمير فهمي استشاري طب أمراض النساء والتوليد أن نقص الحديد يصيب جميع الأعمار والأجناس وهو يحدث نتيجة لضعف نسبة الهيموغلوبين ويؤدي إلى فقر الدم أو الأنيميا في حالات الطفولة والحمل وسن النمو عند الأطفال، وبعض الحالات التي يضطرب فيها امتصاص الحديد في الجسم مثل الالتهاب الشحمي والإسهال والبرد، وهو التهاب مزمن بالغشاء المخاطي للقناة الهضمية وإسهال المناطق الحارة، وتؤدي الأنيميا عند الحامل إلى التعب وعدم التركيز وتحدث المشكلات في أثناء الولادة وقد تؤدي إلى ولادة غير طبيعية، كما قد تؤدي إلى حدوث عيوب خلقية عند الأطفال.

ويضيف: عادة ما يصيب نقص الحديد الأطفال ما بين 2 3 سنوات من العمر، وقد يحدث في أي عمر مسببا الشعور بالعصبية والتعب وشحوب الوجه وعدم الانتباه، وفي حالاته القصوى يسبب قصراً في القامة والنمو وقصور الإنتاج الذهني، ويحدث نقص الحديد في هذه السن نتيجة لنمو الجسم السريع الذي يتطلب نسبة أكبر من الحديد وتناول الحليب كوجبة طعام أساسية تقل فيها نسبة الحديد، ورفض الأطفال تناول الخضر واللحوم أو تناولها بكميات كبيرة من الطعام يصعب معها توفير احتياجاتهم من الحديد.

كما أن الدورة الشهرية عند الفتيات إذا حدث بها زيادة في معدلات النزف تسبب الأنيميا، وهنا يجب التدخل بالعلاج لوقف النزف ومعرفة السبب وراءه والفحص الجيد لاستبعاد ما إذا كانت هناك أورام على المبيض أو جدار الرحم أو وجود سيولة بالدم.

ومن جانبه يؤكد الدكتور علاء المسلمي استشاري الأطفال أن أسباب نقص الحديد تتمثل في سوء التغذية نتيجة تكسير كرات الدم الحمراء والأمراض الوراثية وأنيميا البحر المتوسط، حيث يؤدي تكسير كرات الدم الحمراء إلى حدوث الأنيميا بدرجاتها الحادة التي تصيب الأطفال عند سن 7 أشهر نتيجة تناول الطفل الفول والبقوليات، ويشكل نقص الحديد عن الأطفال خطورة كبيرة، حيث يصبح الأطفال أكثر عرضة للأمراض ويؤدي لتأخر النمو العقلي والتعب وفقد الشهية.

أما العلاج فإنه يتوقف على حسب نوع الأنيميا، فهناك ما ينتج عن نقص فيتامين ب ،12 أو عيوب في تكوين الهيموغلوبين، والوقاية تتحقق بإجراء الفحوص الطبية للأبوين وعدم تشجيع زواج الأقارب، ويمكن تعويض نقص الحديد فقط عن طريق الغذاء يتناول اللحوم الحمراء، والكبد والخضروات والسبانخ والحبوب. وتعديل العدات الغذائية السيئة كتناول الشاي بعد الغذاء.

كيف تحصل على الحديد في طعامك؟

هل ينتابك شعور بالتعب وضيق في التنفس؟ وهل تشعر بأن ضربات قلبك قوية داخل صدرك؟ هل قال لك أصدقاؤك إنك تبدو شاحبا بطريقة غير معتادة؟ إن حدث معك كل هذا فاعلم أنك ربما تعاني من الأنيميا بسبب نقص عنصر الحديد في الجسم، وهو أكثر الأمراض الشائعة في العالم بسبب سوء التغذية، ويشيع ذلك على وجه الخصوص بين الفتيات.

وأشارت دراسة أجرتها اللجنة الاستشارية العلمية للغذاء في بريطانيا، تناولت عنصر الحديد والصحة في عام 2011، إلى أن 21 في المائة من السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 19 و 34 عاما يعانين من مستويات أقل من الحد الأدنى الموصى به لبروتين "الفيريتين"، (المسؤول عن التحكم في تخزين وإطلاق عنصر الحديد في الجسم)، وكنتُ قد اقترحتُ على صديقة تعاني من هذه الأعراض أنها ربما تحتاج لاستشارة طبيبها. وأظهرت تحاليل الدم أنها تعاني من الأنيميا، واندهش الطبيب من أنها مازال تصعد السلم حتى الآن، وكانت بعض أقراص الحديد كفيلة بمعالجة المشكلة، وإن كنت تفكر في تناول الأقراص فينبغي عليك استشارة الطبيب، لأنه ربما لم تكن بحاجة إليها وربما كان سبب الأعراض التي تعاني منها ناتجا عن شيء آخر.

من أين تحصل على الحديد اللازم للجسم؟ أجسامنا لا تستطيع أن تنتج الحديد، لذا يتعين عليك أن تحصل عليه من مصدر غذائك، سواء عن طريق الأغذية الذي تحتوي بطبيعتها على الحديد أو عن طريق الأغذية المضاف إليها الحديد مثل الخبز الأبيض وحبوب الإفطار، وتكمن المشكلة في أن كل هذا الحديد ليس في هيئة تسمح بامتصاصه بالفعل، وطلب برنامج "ثق بي فأنا طبيب" لبي بي سي من عالم التغذية بول شاريب، من كلية كينغز كوليدج لندن، أن يحدد الأغذية التي ينبغي تناولها لزيادة مستويات الحديد على نحو طبيعي.

وقال إن اللحوم الحمراء غنية على نحو خاص بالحديد الذي يسهل امتصاصه، لكن في هذه الأيام يقلل كثيرون من استهلاكهم للحوم الحمراء أو منع تناولها، كما توجد مصادر جيدة للحديد في الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، مثل الكرنب والسبانخ والبازلاء والعدس. وتكمن المشكلة في أن الجسم لا يمتص كما كبيرا من الحديد من المصادر النباتية مقارنة باللحوم الحمراء، ويمكن الحصول على الحديد أيضا من الخبز المضاف إليه الحديد أو حبوب الإفطار، على الرغم من أنها أيضا أقل في معدلات الامتصاص.

وكانت التجربة محاكية لتأثير الإنزيمات الموجودة في الغذاء المهضوم والتفاعل الكيميائي الذي يحدث في خلايا الأمعاء في الإنسان لمعرفة كمية الحديد، وأظهر شاريب أنه في حالة تناول عصير برتقال مع حبوب إفطار أضيف إليها الحديد، يمكنك امتصاص كمية كبيرة من الحديد مقارنة بتناول الحبوب بمفردها، لأن عصير البرتقال يحتوي على فيتامين سي، الذي يجعل من السهل امتصاص الحديد في الطعام، بيد أنه للأسف إذا تناولت القهوة مع وجبة حبوب الإفطار صباحا، فذلك يعني أن عملية امتصاص الحديد ستكون أقل بكثير.

لماذا؟ يقول شاريب إن ذلك يرجع إلى أن القهوة غنية بالمواد الكيميائية التي يُطلق عليها اسم "بوليفينول" وهي تعلق بفعالية شديدة بعنصر الحديد في الجسم وتجعله أقل من حيث معدلات الذوبان، لذا إن كانت حبوب الإفطار هي المفضلة بالنسبة لك، فتناول كوب صغير من عصير البرتقال أو ثمرة برتقالة يساعد في زيادة امتصاص الحديد. وقد ترغب أيضا في تأجيل تناول فنجان القهوة الصباحي لمدة تصل إلى 30 دقيقة على الأقل بعد تناول الإفطار.

لكن ماذا إن كنت ترغب في الحصول على الحديد من مصادر طبيعية؟ يعتبر الملفوف النيء مصدرا جيدا للحديد، لكن طهيه على البخار يقلل كمية الحديد المتاحة كما أن الغليان يقلل الحديد أكثر، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الملفوف مثل البرتقال غني بفيتامين سي، وعندما يتعرض للغليان، يذوب فيتامين سي في مياه الطهي، لذا إن كنت ترغب في الحصول على أقصى حد من المواد الغذائية من الملفوف، فعليك أن تتناوله نيئا، وينطبق نفس الشيء على الخضراوات الأخرى التي تحتوي على الحديد وفيتامين سي، مثل الكرنب والقنبيط، بيد أن الأمر يختلف كليا بالنسبة للسبانخ. فقد وجدنا أن غلي السبانخ، يفقدها بالفعل 55 في المئة من الحديد "الحيوي" مقارنة بتناولها نيئة، وقال شاريب :"تحتوي السبانخ على مركبات يطلق عليها (أوكزالات) وهي تجذب الحديد أساسا"، وأخيرا ماذا عن الخبز؟ وجدنا أن أفضل خبز يحتوي على عنصر الحديد هو الخبز المصنوع من العجين المتخمر. لأن القمح يحتوي على مادة كيميائية يطلق عليها اسم حمض "الفيتيك" الذي يقلل عملية امتصاص الحديد بالجسم، وتؤدي عملية التخمير، في صناعة الخبز، إلى تكسير حمض "الفيتيك" بحيث يصبح الحديد المتبقي متاحا للامتصاص.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي