مع بداية موسم الإنفلونزا: كيف تكتشف الفرق بين كورونا والإنفلونزا ونزلات البرد؟
مروة الاسدي
2021-11-16 05:30
مع دخول فصل الشتاء، تبدأ المواسم التقليدية لنزلات البرد والإنفلونزا في معظم دول العالم، ولكن الأمر يزداد خطورة بسبب تداخل أعراضهما مع أعراض مرضى كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، وفي محاولة للتميز بين الأمراض الثلاث، أنتجت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية دليلا للتمييز بين الأنواع الثلاثة، والتي يأمل خبراء الصحة أن توضح للناس ما المرض الذي يعانون منه.
يعاني مريض فيروس كورونا من الحمى حيث تبلغ درجة حرارة 37.8 درجة مئوية (100 فهرنهايت)، وسعال مستمر جاف، وفقدان حاسة التذوق والشم.
وقد يعاني المريض أحيانا أيضا من التعب والأوجاع والآلام والتهاب الحلق والصداع وضيق التنفس، ومن النادر حدوث إسهال وسيلان أو انسداد في الأنف، وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن الأعراض يمكن أن تتراوح من خفيفة إلى شديدة.
أما نزلات البرد، فيعاني المصابون بها من العطس والأوجاع والآلام وسيلان الأنف أو انسدادها والتهاب الحلق، ويمكن الشعور بسعال خفيف، وأحيانا يكون هناك إجهاد، ومن النادر الشعور بالحمى أو الصداع.
ولا تسبب نزلات البرد الإسهال، وأشارت الهيئة إلى أنه في حالة نزلة البرد عادة ما يكون هناك ظهور تدريجي للأعراض.
بينما تشمل أعراض الإنفلونزا الحمى والتعب والسعال الجاف والأوجاع والآلام والصداع، كما يعاني المرضى أحيانا من سيلان أو انسداد في الأنف أو التهاب في الحلق.
ويمكن أن يحدث الإسهال أحيانًا عند الأطفال، ولا يوجد عطس أو ضيق في التنفس مع الأنفلونزا، وتلاحظ هيئة الخدمات الصحية الوطنية ظهورا سريعا للأعراض في الغالب.
ما الفرق بين كورونا ونزلات البرد أو الإنفلونزا؟
رشح وسعال وآلام في البلعوم ترافقها حمى، يبدو أنها أعراض الإنفلونزا، ويأمل الناس غالبا أن تكون نزلة برد عابرة، لكنها اليوم قد تكون إصابة بفيروس كورونا. الصعوبة تكمن في تشخيص سبب الإصابة هل هو فيروسي أم جرثومي.
يشيع بين الناس وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي استعمال الكمامات للوقاية من المرض
تكشف النظرة الأولى لأي مصاب بفيروس كورونا الجديد "COVID-19" وجود علائم فيروس الإنفلونزا المألوف، لكن ما هي علامات كورونا تحديدا؟
في العادة تنحصر هذه الأعراض في التالي: حمى، سعال جاف، ضيق التنفس، آلام في العضلات، إرهاق وإعياء ظاهر، كما أن هناك أعراضاً نادرة قد تظهر لدى بعض المصابين ومنها: بلغم في الصدر، صداع، سعال دموي، واسهال، ولكن تشخيص الفرق بسهولة بين المرضين عسير جدا حتى على الأطباء لشدة التشابه بين الأعراض.
ولدى أغلب المصابين بفيروس كورونا، تظهر أعراض خفيفة أخرى، وأحيانا لا تظهر أي أعراض في البداية، لاسيما وأن الفيروس بنسخته الجديدة يمر بمرحلة كمون (سبات) قد تصل إلى اسبوعين طبقا لتقرير صدر عن معهد روبرت كوخ الطبي الألماني.
وحسب بعض الأطباء ومنهم طبيب ألماني تحدث إلى معد هذا التقرير، فإنّ الفرق الجوهري بين الأنفلونزا وبين فيروس كورونا الجديد، يكمن في أن الكادر الطبي والتمريضي يملك كل عام نسخاً من اللقاحات الواقية من إصابات الانفلونزا، تمكنه من علاج المصابين بهذا الفيروس دون أن ينتقل إليهم من المصابين، أما في حال فيروس كورونا، فلا تملك الكوادر الطبية أي لقاح وقاية، واذا أصاب الفيروس مؤسسة طبية بمستوى مشفى على سبيل المثال فسوف يستوجب ذلك إغلاق المشفى وإيداع كل كادره في الحجر الصحي ما سيؤدي إلى حرمان ’لاف الناس من خدماته.
ويشيع بين الناس وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي استعمال الكمامات للوقاية من المرض، وقد شاع مؤخرا أن استخدام هذه الكمامات ملزم للمصاب بالفيروس كي يحد من انتقاله إلى الآخرين، ومع ذلك هناك ظلال حول هذا الاستخدام، لاسيما أن الخبراء يؤكدون أن الفيروس لا يطير عبر الهواء، ولكنه ينتقل عن طريق الرذاذ، أو لمس السطوح الملوثة كمقابض الأبواب والشبابيك وأبواب السيارات.
ويؤكد الأطباء والمختصين على ضرورة عدم استخدام المضادات الحيوية عند الإصابة بأي أعراض يشتبه في أنها أعراض كورونا لأن "الأنتي بيوتيك" لا يؤثر في الفيروسات، بل يقتل الجراثيم فحسب، وله تأثيرات جانبية ضارة كثيرة على نظام المناعة في الجسم وعلى البكتريا المفيدة في بدن الإنسان.
رغم تشابه الأعراض.. "اختلاف جذري" بين كورونا والإنفلونزا
مع التشابه الكبير في الأعراض بين الإنفلونزا و"كوفيد 19"، رصد باحثون اختلافا جوهريا بين المرضين، إلا أنه لا يظهر سوى بعد فترة من الإصابة.
فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد ومركز أكسفورد للأبحاث الطبية الحيوية والمعهد الوطني للبحوث الصحية في بريطانيا، أن هناك أعراضا قد تستمر بعد تعافي المصابين بكلا المرضين.
لكن الفارق الجذري، هو أن استمرار أعراض كورونا مع المرضى يدوم لمدة أطول بكثير مقارنة بمرضى الإنفلونزا، وفق الدراسة التي أشارت لها صحيفة "غارديان" البريطانية.
وقدر الباحثون أن الأعراض المرتبطة بما يعرف باسم "كوفيد الممتد" كانت أكثر شيوعا بنسبة 50 بالمئة، مقارنة بأولئك الذين أصيبوا بالأنفلونزا، وقال البروفيسور أميتافا بانيرجي أستاذ علوم البيانات السريرية واستشاري أمراض القلب البريطاني، والذي لم يشارك في البحث، إن "الدراسة كبيرة وجيدة التنفيذ وشاملة".
وأضاف أن "الأعراض الممتدة كانت أكثر شيوعا بعد كورونا مقارنة بالأنفلونزا"، وحسب الدراسة، كانت الأعراض الممتدة الأكثر شيوعا مشاكل التنفس والجهاز الهضمي والإرهاق وآلام الجسم، وأحيانا القلق والاكتئاب، وقد تستمر مع مرضى كورونا لمدة تصل إلى 6 أشهر.
"ضربة مزدوجة كارثية".. ماذا لو أُصبت بالأنفلونزا وكورونا معاً؟
بدأنا رسميا في فصل الشتاء وبدأ معه برودة في الجو إلى حد ما، إلا أن الكثيرين يتعرضون لنزلات البرد في فترات تغيير الفصول. وبزمن كورونا، يراود الكثيرين هاجس الإصابة بالفيروس المستجد، وقد يختلط الأمر وتختلط الأعراض، ويصبح المريض لا يعرف إذا كان مصاباً بالأنفلونزا أم بكوفيد-19.
وقد شرح الأطباء مرارا وتكرارا الفرق بين أعراض المرضين. لكن يبقى السؤال الأهم: ماذا لو أُصبت بالأنفلونزا وبفيروس كورونا في آن واحد؟ ماذا يحدث في جسمك عندئذ؟
يقول الدكتور أدريان بوروز، طبيب الأسرة في فلوريدا، بحسب ما نقل عنه موقع شبكة "سي ان ان" CNN: "يمكنك بالتأكيد أن تصاب بالأنفلونزا وفيروس كورونا في نفس الوقت، مما قد يكون كارثيًا على جهاز المناعة لديك".
وتقول عالمة الأوبئة الدكتورة سيما ياسمين، مديرة مبادرة التواصل الصحي في ستانفورد، إن الإصابة بأحدهما قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالآخر.
وتضيف بالقول: "بمجرد إصابتك بالإنفلونزا وبعض فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، فإنها تضعف جسمك.. فتنخفض دفاعاتك، وهذا يجعلك عرضة للإصابة بعدوى ثانية".
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC الأميركية، فإن كلاً من فيروس كورونا والإنفلونزا بمفردهما يمكن أن يهاجموا الرئتين، مما قد يتسبب في التهاب رئوي أو سوائل في الرئتين أو فشل تنفسي، ويمكن أن يتسبب كل مرض أيضًا في تعفن الدم وإصابة القلب والتهاب القلب أو الدماغ أو أنسجة العضلات.
ويقول الدكتور مايكل ماثي، أستاذ الطب وأخصائي الرعاية الحرجة في جامعة كاليفورنيا الأميركية، بحسب ما نقلت عنه "سي ان ان"، فإن الإصابة بالمرضين في وقت واحد "من شأنه أن يزيد من مخاطر الآثار طويلة المدى لأجهزة الجسم لكن من السابق لأوانه معرفة مدى سوء هذه الضربة المزدوجة بالضبط، مقارنة بامتلاك كل فيروس بمفرده.
ويوضح ماثي أنه ليس هناك الكثير من البيانات حتى الآن عن الأشخاص الذين أصيبوا بالمرضين في نفس الوقت.
ويتابع بالقول إن احتمال الإصابة بالالتهاب الرئوي سيكون أكبر إذا أصيب الجسم بالإنفلونزا وفيروس كورونا معا، مضيفاً أن "الفيروسين معا يمكن بالتأكيد أن يكونا أكثر ضررا للرئتين ويسببان مزيدا من الفشل التنفسي".
ولا يعني فشل الجهاز التنفسي بالضرورة توقف رئتيك عن العمل، بل يعني أن الرئتين لا تستطيعان الحصول على ما يكفي من الأكسجين في الدم.
ويقول المعهد الوطني الأميركي للقلب والرئة والدم: "يمكن أن يكون الفشل التنفسي الحاد حالة طارئة تهدد الحياة.. وقد يتسبب فشل الجهاز التنفسي في تلف الرئتين والأعضاء الأخرى، لذلك من المهم أن يتم علاجك بسرعة".
ويقول الدكتور ليونارد ميرميل، المدير الطبي لقسم علم الأوبئة ومكافحة العدوى في مستشفى "رود آيلاند" إن "أعراض الأنفلونزا وفيروس كورونا متشابهة إلى حد كبير، لذلك من الصعب التمييز بين الاثنين".
ويؤكد مركز السيطرة على الأمراض أن كلا من الأنفلونزا وفيروس كورونا يمكن أن يسبب الحمى والسعال وضيق التنفس والتعب والتهاب الحلق وآلام الجسم وسيلان أو انسداد الأنف.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: "قد يعاني بعض الأشخاص من القيء والإسهال، على الرغم من أن هذا أكثر شيوعًا عند الأطفال منه لدى البالغين، ولكن على عكس الأنفلونزا، يمكن أن يتسبب فيروس كورونا في فقدان حاسة التذوق أو الشم.
وحوالي نصف حالات انتقال فيروس كورونا تحدث بين أشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض، كما أن العديد من هؤلاء الأشخاص هم مرضى ما قبل الأعراض حيث يكونون أكثر عدوى قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور.
لذا فإن أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بفيروس كورونا الجديد أو الأنفلونزا (أو كليهما) هي الخضوع للاختبار.
فقدان حاسة الشم
يمكن إجراء اختبارات الشم والتذوق في المنزل باستخدام منتجات مثل القهوة والثوم والبرتقال والليمون والسكر، قال باحثون أوروبيون قاموا بدراسة تجارب المرضى، إن فقدان حاسة الشم الذي يمكن أن يصاحب فيروس كورونا فريد ومختلف عن ذلك الذي يعاني منه شخص مصاب بنزلة برد أو بإنفلونزا.
عندما يعاني مرضى "كوفيد-19" من فقدان الشم، يكون ذلك مفاجئاً وشديدا، ومعظم المصابين بفيروس كورونا يمكنهم التنفس بحرية، حيث لا يعانون في العادة أنفاً مسدوداً أو مزكوماً أو سائلاً.
الشيء الآخر الذي يميزهم عن غيرهم هو فقدانهم "الحقيقي" للتذوق، ويقول الباحثون في مجلة Rhinology، إن الأمر ليس أن حاسة التذوق لديهم ضعيفة إلى حد ما، ولكنها معطلة تماما.
إن مرضى فيروس كورونا الذين فقدوا حاسة التذوق لا يمكنهم التمييز بين المر أو الحلو.، ويعتقد الخبراء أن السبب في ذلك هو أن الفيروس الوبائي يؤثر على الخلايا العصبية المرتبطة مباشرة بحاسة الشم والتذوق.
الأعراض الرئيسية لفيروس كورونا هي:ارتفاع في درجة الحرارة، سعال جديد ومستمر وفقدان حاسة الشم أو التذوق ويجب على أي شخص يعاني هذه الأعراض عزل نفسه والترتيب لإجراء اختبار المسحة للتحقق مما إذا كان مصاباً بالفيروس، كما يجب عزل أفراد أسرهم والمخالطين أيضاً لمنع الانتشار المحتمل.
أبحاث حول الشم، أجرى الباحث الرئيسي، البروفيسور كارل فيلبوت، من جامعة إيست أنغليا، اختبارات الشم والتذوق على 30 متطوعاً: عشر مصابين بـ"كوفيد-19" وعشر مصابين بنزلات البرد وعشر أشخاص أصحاء لا يعانون من أعراض البرد أو الأنفلونزا، وكان فقدان حاسة الشم أكثر عمقًا لدى المصابين بفيروس كورونا.
كانوا أقل قدرة على التعرف إلى الروائح، ولم يكونوا قادرين على تمييز المذاق المر أو الحلو على الإطلاق، وقال البروفيسور فيلبوت الذي يعمل مع مؤسسة "فيفث سانس" الخيرية التي تم إنشاؤها لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشم والتذوق: "يبدو أن هناك بالفعل سمات مميزة تميز فيروس كورونا عن فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى".
وأضاف "هذا مثير للغاية لأنه يعني أنه يمكن استخدام اختبارات الشم والتذوق للتمييز بين مرضى "كوفيد-19" والأشخاص المصابين بنزلات البرد أو الأنفلونزا العادية"، وقال إنه يمكن للناس إجراء اختبارات الشم والتذوق بأنفسهم في المنزل باستخدام منتجات مثل القهوة والثوم والبرتقال والليمون والسكر.
وشدد على أن اختبارات تشخيص الحلق ومسحة الأنف لا تزال ضرورية إذا اعتقد شخص ما أنه مصاب بفيروس كورونا، وأضاف أن حاستي الشم والذوق تعود في غضون أسابيع قليلة لدى معظم الأشخاص الذين يتعافون من فيروس كورونا.
البروفيسور أندرو لين خبير في مشاكل الأنف والجيوب الأنفية في جامعة "جونز هوبكنز" في الولايات المتحدة كان هو وفريقه يدرسون عينات الأنسجة من الجهة الخلفية للأنف لفهم كيف يمكن أن يتسبب فيروس كورونا بفقدان حاسة الشم، وقد نشروا النتائج في مجلة (European Respiratory Journal) وحددوا مستويات عالية للغاية من الإنزيم الذي كان موجوداً فقط في منطقة الأنف المسؤولة عن الشم.
ويُعتقد أن هذا الإنزيم ، المسمى (ACE-2 ) الإنزيم المحول لأنجيوتنسين II، هو "نقطة الدخول" التي تسمح لفيروس كورونا بالدخول إلى خلايا الجسم والتسبب في حدوث عدوى الأنف هو أحد الأماكن التي يدخل فيها الفيروس "سارس-كوف-2" المسبب لـ"كوفيد-19" إلى الجسم، قال البروفيسور لين: "نقوم الآن بإجراء المزيد من التجارب في المختبر لمعرفة ما إذا كان الفيروس يستخدم بالفعل هذه الخلايا للوصول إلى الجسم وإصابته"، "إذا كان الأمر كذلك، فقد نكون قادرين على معالجة العدوى بعلاجات مضادة للفيروسات يتم توصيلها مباشرة من خلال الأنف."
كيف نهزمهما؟
الوقاية من نزلات البرد، هناك العديد من الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بنزلات البرد، مثل:
الحصول على قسط جيد من النوم ليلا، ووفقا لتقرير في دويتشه فيله فإن المرء يحتاج ما بين 7 و9 ساعات من النوم في فصل الخريف. وأكد خبراء ألمان أن النساء يحتجن لساعات نوم أطول من الرجال.
اتباع نظام غذائي متوازن غني بفيتامين "سي"، وفقا لخبير العلاج الطبيعي أوليفيه بانيسيه في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" (le figaro) الفرنسية. ويعتبر هذا الفيتامين مثاليا لمحاربة الفيروسات، وهو موجود في العديد من الأطعمة، وخاصة الفواكه والخضروات. ويوضح بانيسيه أن "الكزبرة والكيوي والبقدونس تحتوي على نسبة عالية جدا من فيتامين سي".
شرب الماء بكميات كافية.
تهوية الغرف حتى في فصل الشتاء، حتى لا تبقى الفيروسات في مكان حار ورطب، مما يساعدها على التكاثر، وفقا لبانيسيه.
غسل اليدين بانتظام لتجنب انتقال العدوى، ويجب فعل ذلك عدة مرات على مدار اليوم للتخلص من مختلف البكتيريا. ووفقا لدراسة قامت بها جامعة "ريغنسبورغ" (University of Regensburg) الألمانية، يجب علينا غسل اليدين بالصابون لمدة 30 ثانية على الأقل للتخلص من تلك البكتيريا.
الوقاية من الإنفلونزا، الحصول على اللقاح، فاللقاح السنوي ضد الإنفلونزا هو الوسيلة الأكثر فعالية لحماية نفسك من هذا المرض ومضاعفاته الخطرة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
اغسل يديك بانتظام، فنظافة اليدين تحمي من معظم الالتهابات، بما فيها الإنفلونزا. الحفاظ على نظافة اليدين طريقة سهلة لحماية صحتك وصحة أسرتك.
اغسل يديك بالصابون والمياه الجارية بانتظام، وجففهما جيدا بواسطة منشفة تستخدم مرة واحدة. يمكنك أيضا استخدام مطهر كحولي لليدين إذا لم يتوفر الماء والصابون.
تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك، إذ تنتقل الجراثيم إلى الجسم من خلال العينين والأنف والفم على الأرجح. وفي حين لا يمكنك التحكم في كل ما تستنشقه، فإن بإمكانك الحد من مخاطر العدوى بإبعاد يديك عن وجهك. إذا اضطررت للمس عينيك أو أنفك أو فمك، فاستخدم منديلا نظيفا أو اغسل يديك أولا.
تجنب مجاورة المرضى، فالإنفلونزا معدية وتنتشر بسهولة في الأماكن المكتظة، مثل المواصلات العامة والمدارس ودور الرعاية وفي المحافل الاجتماعية.
إذا كنت مريضا، ابق في المنزل، إذا كنت مصابا بالإنفلونزا فإن وجودك بمقربة من الآخرين يعرضهم لخطر العدوى.
هل نشهد عودة الفيروسات الموسمية هذا الشتاء؟ يعتبر تغيّر الطقس والانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة أرضية خصبة لظهور الفيروسات وانتشار العدوى الموسمية، وقد عادت نزلات البرد والتهابات الحلق إلى الظهور بكثافة هذا العام.
في تقرير نشرته مجلة "لوبوان" (le point) الفرنسية، تقول الكاتبة جوانا أمسيلم إن هذه الأمراض اختفت بشكل كبير العام الماضي بفضل إجراءات الوقاية من جائحة كورونا وعمليات إغلاق واسعة النطاق، لكن من الواضح أننا سنشهد عودتها للظهور بقوة هذا العام.
وفي هذا الشأن، يقول الدكتور غيوم دارماياك، نائب الأمين العام لنقابة الأطباء العامين في فرنسا، "نلاحظ ارتفاعا مطردا في وتيرة انتشار هذه الفيروسات لدى عموم الناس. تعد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي (على غرار نزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب اللوزتين وما إلى ذلك) أو جدري الماء من الأمراض التي تتطلب زيارة الطبيب. لكن حتى الآن، لم يبلغ مستوى انتشارها ما كانت عليه قبل وباء كوفيد-19".
وتشير شبكة "سنتينال" (Sentinelles) في نشرة إحصائية جديدة، إلى أنه "في الأسبوع الماضي (الأسبوع 38 من 2021)، قدر معدل انتشار حالات عدوى الجهاز التنفسي الحادة التي تمت ملاحظتها من خلال زيارات الأطباء (أو الاستشارات عن بعد) بحوالي 76 حالة لكل 100 ألف نسمة. وقد كان هذا أعلى من الأسبوع الـ37 لعام 2021".