دور الأنماط الغذائية الصحية في صحتنا ونظم مناعتنا
اتباع أنماط صحية قبل جائحة كوفيد-19 وخلالها وبعدها
وكالات
2021-04-10 04:00
تشكّل فترة جائحة كوفيد-19 إحدى الفترات القليلة التي اعتنينا خلالها بصحتنا. وقد أوضحت هذه السنة أيضًا أنّه لا يمكننا التحكّم بجميع العناصر في مجال الصحة. ولكن، يُعدّ الكثيرون منّا محظوظين لأنّهم يتحكّمون بعنصر مهمّ واحد وهو ما نأكله. فالأنماط الغذائية الصحية تؤدّي دورًا هامًا في صحتنا ونظم مناعتنا عمومًا. وتؤثر الأغذية التي ندخلها إلى أجسامنا بشكل مباشر في وضعنا الصحي والطريقة التي تعمل بها أجسامنا. وهذا صحيح في فترة المرض وكذلك قبله أو بعد التعافي منه.
وتتباين الأنماط الغذائية بشكل كبير في العالم، وتتأثر بالقدرة على الحصول على الأغذية والمداخيل والعادات والثقافات. ولكن، هناك بعض الحقائق المشتركة في ما يخصّ سبل المحافظة على نمط غذائي صحي بمعزل عن المكان الذي نعيش فيه.
6 عادات غذائية صحية
في ما يلي 6 عادات غذائية صحية وموارد من منظمة الأغذية والزراعة لمساعدتكم:
1- تناولوا مزيجًا منها! تناولوا أغذية متنوعة ضمن كل مجموعة من المجموعات الغذائية وفي ما بينها لضمان الحصول على كميات كافية من المغذيات الهامة. ويمكن للخطوط الخطوط التوجيهية الوطنية بشأن النظم الغذائية القائمة على الأغذية أن تساعدكم في ذلك. وتوفّر المنظمة المساعدة للبلدان الأعضاء في وضع وتنفيذ الخطوط التوجيهية بشأن النظم الغذائية القائمة على الأغذية المتماشية مع الأدلة العلمية المتوافرة حاليًا. وقد وضع أكثر من مائة بلد في جميع أنحاء العالم خطوطًا توجيهية بشأن النظم الغذائية القائمة على الأغذية متكيفة مع الأوضاع الصحية للسكان، وتوافر الأغذية، وثقافات الطهي والعادات الغذائية.
2- تناولوا الكثير من الفواكه والخضروات. توفّر الفواكه والخضراوات كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن بالإضافة إلى الألياف التي نحتاج إليها لنمط غذائي صحي. وتمثل الفواكه والخضراوات المجهّزة بشكل بسيط والمجمَّدة أو المعلَّبة خيارًا جيدًا للحد من ذهابكم إلى الأسواق أو المحال التجارية. ولكن، لا بدّ لكم من التنبّه إلى المكونات. فقد يُضاف أحيانًا إلى هذه المنتجات عند تجهيزها، أو تعبئتها، السكر أو الملح أو المواد الحافظة. في الواقع، يُحتفل في عام 2021 بالسنة الدولية للفواكه والخضروات.
توفّر الفواكه والخضراوات كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن والألياف التي نحتاج إليها لنمط غذائي صحي. بينما تدعم الحبوب الكاملة والجوزيات والدهون الصحية، مثل الزيوت غير المشبعة، جهاز مناعتكم وتساعدكم على الحد من الالتهابات.
3- أكثروا من البقول والحبوب الكاملة والجوزيات! يمكن للبقول والحبوب الكاملة والجوزيات والدهون الصحية مثل الزيتون والسمسم والفول السوداني، وغيرها من الزيوت غير المشبعة، أن تدعم جهاز مناعتكم وتساعدكم على الحد من الالتهابات. وتشكّل البقول، بالتحديد، أغذية صديقة للبيئة ومصدرًا غير مكلف للبروتينات بوجه عام حيث تحتوي الفاصوليا والبازلاء وغيرها من البقول على كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي بإمكانها أن تحد من خطر الإصابة بأمراض مثل داء السكّري وأمراض شرايين القلب، عندما تكون جزءًا من نمط غذائي صحي شامل.
4- قللوا من الدهون والسكر والملح. عند التعرّض للإجهاد بشكل كبير، قد يلجأ الكثيرون إلى الأغذية "المريحة". لكن لسوء الحظ، غالبًا ما تحتوي هذه الأغذية على كميات كبيرة من الدهون والسكر والملح والسعرات الحرارية التي قد تؤثر مع الوقت على صحتكم بشكل عام كونها تشكّل جزءًا من نمط غذائي غير متوازن. وسيكون من الجيد التحقق دومًا من بطاقات توسيم جميع الأغذية التي تتناولونها للاطلاع عن مكوناتها وقيمتها التغذوية. فبطاقات التوسيم موجودة لمساعدتكم على الحد من كمية بعض المكونات أو زيادة تناولكم للمكونات المفيدة لكم.
5- اتّبعوا ممارسات النظافة الغذائية الجيّدة. تكتسي النظافة بجميع أشكالها أهمية خاصة خلال هذه الجائحة. ولكن، تجدر الإشارة إلى أنّ فيروس كوفيد-19 يصيب الجهاز التنفسي وهو ليس مرضًا ينتقل عن طريق الأغذية. ومع ذلك، من المهم دائمًا اتّباع ممارسات النظافة الجيّدة وسلامة الأغذية. لذا، تذكّروا هذه النصائح الخمس:
(1) حافظوا على نظافة أيديكم والمعدّات والأماكن المخصصة للطهي؛ (2) وافصلوا الأغذية النيئة عن المطبوخة؛ (3) واطهوا الطعام جيدًا؛ (4) وحافظوا على الأغذية عند درجة حرارة آمنة؛ (5) واستخدموا المياه النظيفة.
6- مارسوا نشاطًا بدنيًا واشربوا الكثير من المياه. التمارين الرياضية مهمة لصحتنا الجسدية والنفسية على السواء. ولقد ارتفعت معدّلات السمنة والوزن الزائد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. وبات من المهم اليوم بوجه خاص، في ظلّ مكوث السكان في بيوتهم لفترة أطول بسبب القيود المفروضة بفعل جائحة كوفيد-19، إيجاد سبل أخرى لممارسة نشاط بدني. ولا بدّ أن تمارسوا تمارين رياضية لمدة تتراوح بين 30 و60 دقيقة يوميًا على الأقل بحسب عمركم ونمط حياتكم.
لقد غيّرت جائحة كوفيد-19 الحياة اليومية للسكان في جميع أنحاء العالم، فعانى الكثيرون منهم من الإجهاد والمرض والألم. وفي ظلّ هذه الصعوبات والتغيرات، من المهم للغاية الحفاظ على نمط حياة صحي. أولاً، ومن أجل حماية أنفسكم وحماية الآخرين من الإصابة بفيروس كوفيد-19، وانتقاله، يتعيّن علينا جميعًا اتّباع القواعد الوطنية ونصائح منظمة الصحة العالمية. وحتى مع توافر لقاح، تبقى هذه القواعد أساسية للمساعدة في وضع حد لهذه الجائحة. ولكن، من المهم بالقدر نفسه أن نعتني بأنفسنا حيث يشكّل اتباع نمط غذائي صحي طريقة رائعة لتحقيق هذه الغاية.
ما مدى معرفتك عن الأكل الصحي؟
تختلف أنماط التغذية اختلافًا كبيرًا من مكان لآخر، بناءً على توافر الطعام وعادات الأكل والثقافة. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالطعام، نعرف الكثير عن ما هو جيد وما هو غير صالح لنا وهذا صحيح بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه. بيد أن التغيرات المجتمعية تجعل هذه الخيارات أكثر تعقيدًا. وباستمرار العديد من البلدان في التعامل مع نقص التغذية، يزداد عدد الأشخاص حول العالم الذين يتناولون أغذية كثيفة الطاقة ومرتفعة الدهون والسكر والملح. إن التحضر وأنماط العمل المستقرة وأنماط النقل المتغيرة تؤدي إلى انخفاض مستويات النشاط الفيزيائي لدى الناس، مما يخلق مجتمعات سكانية كاملة معرضة لخطر السمنة وزيادة الوزن والأمراض ذات الصلة.
لقد تضاعف عدد حالات السمنة في جميع أنحاء العالم ثلاثة أضعافاً تقريباً منذ عام1975، ومعها زيادة المشاكل الصحة مثل السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان. ولا يقتصر هذا الاتجاه على البلدان المرتفعة الدخل. في الواقع، يرتفع معدّل عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة والسمنة المفرطة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بوتيرة أسرع. وفي نفس الوقت، في العديد من الحالات، يتعين على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط أن تتعامل أيضاً مع معدلات عالية من التقزم والهزال ونقص المغذيات الدقيقة.
وفي وقت تتزايد فيه البدانة، تتزايد أهمية الخطوط التوجيهية الغذائية بكثير. واستناداً إلى أحدث الأدلة المتاحة، فإن هذه الخطوط التوجيهية هي توصيات البلد لسكانه من أجل تناول طعام أفضل لأجل صحة أفضل.
ستّ طرق تساعدك بها علامات المُنتَجات الغذائية على تحسين حالك
قرّرتَ أن تعيش حياة صحّية. فتذهب إلى المتجر للاختيار بين مُنتَجَين اثنين، وتبحث عن الخيار الأفضل. لكن ماذا بعد ذلك؟ كيف تختار؟ فأنت تقرأ التسمية بالطبع!
هناك أشياء تبدو بديهية، لكنها مهمة للغاية لصحتنا ورفاهنا. وتضمن ملصقات الطعام أن الغذاء هو ما نعتقده، وأن المنتجات مغذية كما نعتقد ذلك. وتفيدنا العلامات بالمكونات والمواد التغذوية.
بزيادة التجارة الدولية، أصبح من الصعب علينا أن نعرف من هم منتجي الأغذية ومن أين تأتي هذه الأغذية. فتساعد العلامات الموثوقة في سدّ هذه الفجوة. وتعمل منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية معاً من خلال هيئة الدستور الغذائي لوضع المعايير العالمية لتوسيم المُنتَجات الغذائية. ويجب على الدول الالتزام بهذه المعايير عند توسيم عبوات الأغذية، خاصة تلك التي يتم بيعها في الأسواق العالمية.
في ما يلي 6 سمات تساعدك بها علامات المُنتَجات الغذائية:
1- حافظ على صحتك - تساعدك علامات المُنتَجات الغذائيةعلى فهم تركيبة أغذيتك: الفيتامينات، المعادن، السعرات الحرارية، الدهون، إلخ. وتعدّ هذه المعلومات أساسية في ضمان تناولك أنواع الطعام التي تناسبك. وباستخدام العلامات، يمكنك مراقبة المغذيات الدقيقة التي تستهلكها لتلافي النقائص، خاصة تلك الشائعة منها مثل الحديد وفيتامين د. ويمكنك مراقبة وزنك بمراقبة السعرات الحرارية والدهون المشبّعة؛ ويمكنك الحدّ من تناول السكّر والملح والتأكد من أنك تتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا. يمكن أن تساعد كل هذه الترتيبات في الوقاية من الأمراض، مثل مرض السكري وأنواع معيّنة من أمراض القلب.
2 - حافظ على سلامتك – يمرض سنوياًّ أكثر من 600 مليون شخص، ويموت 420 ألف نتيجة تناول الطعام الملوث بالبكتيريا والفيروسات والطفيليات والسموم والمواد الكيميائية. وتوفر العلامات إنذارات ومعلومات مهمة حول طرق استخدام المنتج (إرشادات التخزين والطهي، مثلاً)، تُعتبر ضرورية لحفظ الأغذية آمنة.
3- تمنعك من شراء المنتجات المقلّدة - يعدّ منع الاحتيال أحد الأهداف الرئيسية لتوسيم المُنتَجات الغذائية. من دون تسميات مضمونة دوليًا، يمكن لباعة الأغذية تضليل المستهلكين عمداً من خلال صور زائفة على العبوات. فعندما تشتري الشوكولاتة، أنت تريد أن تتأكد من أنها حقيقة شوكولاتة أو عندما تشتري سمكاً، أنت تريد أن يكون هو نوع السمك المعروض.
4- تكشف عن المكونات التي يمكن أن تسبب لك ردود فعل ضارة - يعاني 10-25 في المائة من سكان البلدان المتقدمة من الحساسية المتعلّقة بالمواد الغذائية. وتشمل أكثر الأغذية المسببة للحساسية شيوعا الفول السوداني وفول الصويا والحليب والبيض والأسماك والقشريات والقمح وشجرة الجوز. إذا كنت لا تعرف مكونات منتوج ما، قد تتناول خطأً شيئًا من شأنه أن يسبب أزمة حساسية، وقد تكون شديدة جدًا. إن توسيم المُنتَجات الغذائية يسمح بمعرفة ما يجب تجنبه.
5 - تمنعك من هدر الطعام - يمكن لعلامات الموادّ الغذائية (عند قراءتها بشكل صحيح!) منعك من هدر الأغذية الجيدة. إذ يبيّن التاريخ على ملصقات الأغذية المدة التي يكون فيها المنتج صالحاً للأكل. وهذا أمر مهم لتجنب المرض من الأغذية التي لم تعد صالحة للاستعمال. ومع ذلك، من الصحيح أيضًا أن الخلط بين مصطلحي "من الأفضل استخدامه قبل" و"الاستخدام حتى تاريخ" قد يؤدي إلى هدر مزيد من الطعام. ففي الاتحاد الأوروبي، يرتبط ما يقرب من 10 في المائة من الأغذية المهدورة بعلامات التاريخ. يمكن أن يساعد تثقيف المستهلكين وأصحاب سلاسل التوريد على منع هذه المخلفات الغذائية وجعل التاريخ يتطابق مع هدفه المتمثل في جعل الأغذية مأمونة للأكل.
6- عليك دعم منتجي الأغذية المحليين – من شأن بعض التوسيمات التي تشير إلى أصل الطعام، على سبيل المثال القهوة الكولومبية (كولومبيا)، أو جبن مانشيجو (إسبانيا)، أو شاي دارجيلنغ (الهند) أو قهوة كونا (الولايات المتحدة الأمريكية)، جذب انتباه الزبناء وإضافة قيمة إلى المنتَج، وبالتالي للمنتِج. يحدّد المستهلكون عادة المنتجات الغذائية المحلية والنموذجية بحسب مكان معين وتُعزى خصائص مميزة -مثل الطعم والجودة- إلى مواقع جغرافية. وفي دراسة أجراها البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير ومنظمة الأغذية والزراعة، ارتفع سعر المنتج النهائي بنسبة 20 إلى 50 في المائة بالنسبة لتسعة منتوجات بفضل التوسيمات التي تتضمّن بيانات جغرافية. واليوم، أصبح المستهلكون يربطون بشكل متزايد بين الجودة والأصول الجغرافية والتقاليد.
من السهل تجاهل ملصقات الأغذية عندما تقتني منتجك أو وجبتك الخفيفة المفضلة. فهي ليست إلا مجرد واحدة من العديد من القطع المملّة التي تتنافس على اجتذاب اهتمامك. ومع ذلك، فإن المعلومات قوة ويمكن أن تساعدك هذه القوة في مراقبة صحتك. قد لا تحب أن يطلق عليك اسم "مجنون الصحة" أو "مدمن الطعام غير المفيد"، لكنك بالتأكيد تريد أن تسمى طماطمك، طماطم والفول السوداني، فولاً سودانياً! نحن نسعى جاهدين من أجل عالم يوجد فيه الغذاء للجميع ولكل شخص أن يطمئن إلى أن غذائه آمن، هذا هو الأساس المحوري لبناء عالم خال من الجوع.