جونسون أند جونسون هل يكون اللقاح الموعود لإنهاء الجائحة؟

وكالات

2021-03-03 08:21

يستعد لقاح ثالث للانضمام إلى المعركة ضد "كوفيد-19"، مع توقع توفر 3.9 مليون جرعة على الفور، بحسب ما قاله مسؤول صحي.

ويمكن أن تزيد هذه الكمية من اللقاحات في الولايات بنسبة 25%، وسيتم تسليمها خلال يوم أو يومين في الأسبوع الأول، بحسب ما ذكرته الرئيسة التنفيذية للرابطة الوطنية لمسؤولي الصحة في المقاطعات، والمدن، لوري تريميل فريمان. بحسب سي ان ان.

وصرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن لقاح "جونسون أند جونسون"، يُعطى عن طريق جرعة واحدة، للاستخدام الطارئ للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً وما فوق، ما يعني أن اللقاح قد يكون متاحاً في وقت مبكر خلال الأسبوع الحالي. وأوصت لجنة استشارية لإدارة الغذاء والدواء بالتصريح.

وازدادت اللقاحات بالفعل، إذ تم الإبلاغ عن 2.2 مليون عملية تطعيم إضافية الجمعة، وذلك مقارنةً باليوم السابق له، إضافةً إلى منح حوالي 70.5 مليون جرعة إجمالاً، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

ولكن، مع انتشار المتغيرات، وتهديدها بزيادة معدلات الحالات الجديدة مرة أخرى، يأمل المسؤولون في استباق الانتشار عن طريق منح اللقاحات بشكل أسرع.

وقال مدير المعاهد الوطنية للصحة، الدكتور فرانسيس كولينز، لمراسل CNN، وولف بليتزر: "لقد حصلنا على لقاحين، والآن، يبدو أننا سنحصل على ثلاثة لقاحات. وهذا يعني أنه يمكننا منح جرعات أكثر، ويمكننا المحاولة وجعل هذه الجائحة الرهيبة وراءنا".

ولا يتطلب اللقاح تخزيناً خاصاً.

وصوت أعضاء اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء، وعددهم 22 عضواً، بالإجماع للتوصية بلقاح "جونسون أند جونسون"، والذي قال أحد الأعضاء إنه كان "قراراً سهلاً".

ولكن، يشعر بعض المسؤولين بالقلق من احتمال اعتبار الأشخاص لقاح "جونسون أند جونسون" لقاحاً "من الدرجة الثانية"، وهي فكرة خاطئة سيحتاج قادة الصحة العامة إلى معالجتها.

وقد يبدو أن لقاح "جونسون أند جونسون" أقل فعالية مقارنةً بغيره من اللقاحات.

ولكن، هذا لا يجعله خياراً أسوأ، إذ يبدو أنه يحمي من بعض المتغيرات، بحسب ما قاله عضو آخر في اللجنة التي أوصت باللقاح.

وقال مستشار اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء، الدكتور بول أوفيت، لمراسل CNN، وولف بليتزر، الجمعة: "ستبقيك جرعة واحدة خارج المستشفى، وخارج وحدة العناية المركزة، وخارج المشرحة".

وقال العديد من خبراء الصحة العامة للكونغرس الجمعة إن الأشخاص الذين يتوفر لهم لقاح "جونسون أند جونسون"، يجب أن يحصلوا عليه.

وقال عميد كلية الصحة العامة بجامعة "براون"، الدكتور أشيش جها: "إذا كان لدي لقاح جونسون أند جونسون متوفراً اليوم، وكان لقاح مودرنا متوفراً غداً، فسأكون سعيداً لأتلقى لقاح جونسون أند جونسون اليوم. ولا أشعر أنني سأحتاج إلى الانتظار".

وصوّت مستشارو اللقاحات في المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، للتوصية بلقاح "جونسون أند جونسون" المضاد لفيروس "كوفيد-19"، ووقعت مديرة الوكالة، الدكتورة روشيل والينسكي، على التوصية بشكل فوري تقريباً.

ويُعد اللقاح الأول من بين لقاحات فيروس كورونا الثلاثة المصرح بها التي تأتي في جرعة واحدة.

وقالت والينسكي في بيان: "لقد ثبت أن لقاح يانسن آمن وفعال في الوقاية من مرض كوفيد-19 الحاد، والذهاب إلى المستشفى، والوفاة"، ثم أضافت: "هذا اللقاح هو أداة مهمة أخرى أيضاً في صندوق أدواتنا لتطعيم أكبر عدد ممكن من الناس بشكل عادل، وبأسرع وقت ممكن".

ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على لقاح "جونسون أند جونسون" يوم السبت.

وتتكون اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين "ACIP " التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من مجموعة من خبراء اللقاحات، والصحة العامة الذين يساعدون في وضع إرشادات للوكالة بشأن أفضل الممارسات المتعلقة باللقاحات.

وصوت الأعضاء بالإجماع، مع تنحي عضو واحد لوجود تضارب محتمل في المصالح، للتوصية باللقاح. ولم تقدم اللجنة أي توصيات حول مجموعات محددة، يجب أن تتلقى اللقاح.

والآن، قد تبدأ الحكومة الفيدرالية في توزيع 3.9 مليون جرعة متاحة من اللقاح قريباً. وتعهدت الشركة بتوفير 20 مليون جرعة بحلول نهاية مارس/آذار، و100 مليون جرعة بحلول الصيف.

وأنتجت شركة "يانسن"، وهي ذراع اللقاح التابع لشركة "جونسون أند جونسون"، هذا اللقاح.

ويمكن الاحتفاظ به في درجات حرارة الثلاجة العادية، وهو أمر سيجعل توزيعه أسهل بكثير من اللقاحات التي صنعتها "مودرنا"، و"فايزر"، بحسب ما قاله الخبراء.

وقالت الدكتورة سارة أوليفر من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في اجتماع خاص باللجنة الاستشارية لممارسات التحصين: "أثناء الجائحة، تُظهر البيانات أن أفضل استغلال للموارد يكون عن طريق استخدام جميع اللقاحات المتاحة ذات فعالية مقبولة. وهذا سيخفض من التكاليف، وينقذ الأرواح".

ولدى اللقاحات التي تتكون من جرعة واحدة ميزة، وخاصة في الأماكن التي يكون فيها الحصول على الجرعة الثانية أمراً صعباً.

وعلى سبيل المثال، يمكن استخدامها للمساعدة في حماية المشردين، وأولئك الذين لديهم وصول محدود إلى الرعاية الصحية، مثل الأشخاص المضطرين لملازمة منازلهم، أو الذين يعيشون في المناطق الريفية، كما قالت أوليفر.

واختُبر اللقاح على أكثر من 44،000 شخص في الولايات المتحدة، وجنوب أفريقيا، وأمريكا اللاتينية.

وعلى الصعيد العالمي، أظهر اللقاح فعالية وصلت نسبتها إلى 66.1% في الوقاية من الأمراض المتوسطة إلى الشديدة بعد أربعة أسابيع على الأقل من التطعيم، وفقاً لتحليل إدارة الغذاء والدواء.

وفي الولايات المتحدة، وصلت الفعالية إلى 72%، وكانت فعالة بنسبة 86% في الوقاية من الأمراض الشديدة.

واللقاح مسموح للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً وما فوق.

ويأتي اللقاح بآثار جانبية قليلة، ومعظمها خفيفة، بما في ذلك الألم في موقع الحقن، والصداع، والإرهاق، وألم في العضلات.

وبشكل عام، كانت الآثار السلبية الخطيرة غير المميتة نادرة، وفقاً لتحليل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ولم يتم الإبلاغ عن حالات من الحساسية المفرطة بعد تلقي التطعيم أثناء التجارب.

وكان هناك عدد قليل من ردود الفعل التحسسية الشديدة مع لقاحي "مودرنا" و"فايزر-بيو إن تك".

وفي الأسبوع الأول من طرح لقاح "فايزر" على سبيل المثال، لم يكن هناك سوى 29 من تلك الحالات من أصل 1.9 مليون جرعة أُعطيت، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

ورغم الحاجة للقيام بالمزيد من الأبحاث، إلا أن تحليل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمح أيضاً إلى أن لقاح "جونسون أند جونسون"، قد يساعد في منع الإصابات عديمة الأعراض.

وأظهرت دراسة من مراكز السيطرة على الأمراض "CDC" في يناير/كانون الثاني أن معظم حالات الإصابة بفيروس كورونا تنتشر من قبل أشخاص دون أعراض.

وإذا كان اللقاح يمنع العدوى عديمة الأعراض، فقد يعني ذلك أنه سيساعد في تقليل فرص نقل المرض، وليس حماية المحصنين من المرض فقط.

ومع وجود الكثير من البيانات الإيجابية، صوتت مجموعة مستقلة من المستشارين بالإجماع الجمعة للتوصية بتصريح الاستخدام الطارئ للقاح "جونسون أند جونسون".

وهناك بعض القلق من اعتقاد البعض أن لقاح "جونسون أند جونسون" يُعد "من الدرجة الثانية"، بسبب وصول فعاليته إلى 72% فقط في الولايات المتحدة، بينما أن لقاحي "فايزر" و"مودرنا" لديهما فعالية بنسبة 95% تقريباً. ولكن، يقول الخبراء أن هذه الأرقام مضللة للغاية.

ويصعب إجراء مقارنة بين اللقاحات المصرحة بناءً على البيانات التي تم جمعها قبل انتشار المتغيرات الجديدة على نطاق واسع، بحسب ما قالته مديرة الدعوة للسياسات في الشبكة الوطنية لصحة المرأة، سارة كريستوفر.

وتحدث كريستوفر خلال قسم التعليقات العامة في الاجتماع الاستشاري لإدارة الغذاء والدواء الجمعة.

وتم اختبار لقاحي "فايزر" و"مودرنا" لفيروس كورونا المستجد خلال وقت سابق في الجائحة، عندما كان هناك عدد أقل من المتغيرات المعروفة.

وبينما أن الدفعة الأولى محدودة، إذ قالت الشركة إن لديها فقط حوالي 4 ملايين جرعة لقاح جاهزة للشحن "على الفور"، إلا أنه من المفترض أن يكون لديها 20 مليون جرعة جاهزة بحلول نهاية مارس/آذار.

كيف يختلف عن لقاحي فايزر ومودرنا؟

يتم بالفعل توزيع لقاحين في الولايات المتحدة، وهما "مودرنا" و"فايزر-بيو ان تك". أما اللقاح الجديد، الذي صنعه قسم لقاحات يانسن للأدوية التابعة لشركة "جونسون آند جونسون"، فيعد مختلفاً قليلاً. بحسب سي ان ان.

فكيف يختلف لقاح "جونسون آند جونسون" عن لقاحي "فايزر" و"مودرنا".

جرعة واحدة

وصُمم لقاح "جونسون آند جونسون" ليُعطى كجرعة وحدة، ما يعني عدم وجود زيارات متابعة، ولا داعي للقلق بشأن التأكد من توفر جرعة ثانية في الوقت المناسب، بينما صمم لقاحي "فايزر" و"مودرنا" على جرعتين.

وكان هناك نقاش حول ما إذا كان من الممكن إعطاء هذه اللقاحات كجرعة واحدة، أو تمديد الوقت بين الجرعات حتى يتمكن المزيد من الناس من الحصول على الجرعة الأولى، وبالتالي الحصول على بعض الحماية على الأقل.

ولكن تصريح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يقول إنه من الضروري الحصول على جرعتين، كما يخشى العديد من خبراء اللقاحات، بما في ذلك كبير المستشارين الطبيين بالبيت الأبيض الدكتور أنتوني فاوتشي، من أن إعطاء جرعة واحدة فقط من لقاحي "فايزر" و"موردرنا" قد يترك الناس بحماية جزئية فقط.

وتشير نتائج اختبار لقاح "جونسون آند جونسون" إلى أنه يحمي الأشخاص بجرعة واحدة.

فعالية مختلفة

وحصل لقاحا "فايزر" و"موردرنا" على معدل فعالية عال خلال التجارب السريرية بنسبة 94% إلى 95%.

وتشير الدراسات الواقعية عن لقاح "فايزر" في إسرائيل إلى استمرار فعاليته. وانخفض خطر الإصابة بأعراض "كوفيد-19" بنسبة 94% لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح.

وفي المقابل، كانت الفعالية العالمية الشاملة للقاح يانسن 66% ضد الأمراض المتوسطة إلى الشديدة، ولكنها كانت فعالة بنسبة 85% ضد الأمراض الشديدة، وفي التجارب، كانت فعالة بنسبة 100% في منع الوفاة، إذ لم تنجم حالة وفاة لأي شخص حصل على اللقاح.

وأُعطي لقاح "جونسون آند جونسون" في مجموعات سكانية مختلفة وفي أوقات مختلفة. وتم اختباره على 44،000 شخص في الولايات المتحدة، وجنوب أفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وتم إجراء معظم الاختبارات بعد أشهر من لقاحي "فايزر" و"مودرنا".

وتم اختبار لقاح "فايزر" على 43،000 شخص في الولايات المتحدة، وألمانيا، وتركيا، وجنوب أفريقيا، والبرازيل، والأرجنتين، بينما تم اختبار لقاح "مودرنا" على 30،000 شخص، جميعهم في الولايات المتحدة.

وتم اختبار لقاح "جونسون آند جونسون" بعد أن بدأت بعض السلالات المتحورة الجديدة من فيروس كورونا في الانتشار، بما في ذلك السلالة التي ظهرت لأول مرة في جنوب أفريقيا، "B.1.351"، والتي يبدو أنها تضعف من إدراك الجسم للفيروس، بما في ذلك بعد التطعيم.

وكانت نسبة فعالية لقاح "جونسون آند جونسون" 57% فقط في جنوب أفريقيا، حيث يعد "B.1.351" الآن سلالة فيروس كورونا السائدة، مقارنة بـ 72% في الولايات المتحدة، حيث "B.1.351" أقل شيوعاً.

ويتفق خبراء اللقاحات على أن جميع اللقاحات توفر حماية جيدة للغاية من خلال الإجراء الأكثر أهمية، وهو أنها تمنع الناس من الإصابة بأمراض خطيرة.

ولكن الفعالية المختلفة تثير احتمال أن يرى بعض الأشخاص لقاح "جونسون آند جونسون" على أنه من الدرجة الثانية، بحسب ما قالته سارة كريستوفر، مديرة الدعوة للسياسة في الشبكة الوطنية لصحة المرأة، في اجتماع للجنة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

تقنية مختلفة

ويستخدم لقاحا "فايزر" و"موردرنا" تقنية جديدة كلياً وهي الحمض النووي الريبوزي المرسال، يرمز له بالرمز "mRNA"، ويحمل المواد الجينية مباشرة إلى الخلايا عبر جزيئات دهنية تمتص هذه الشيفرة الجينية بواسطة خلايا في عضلة الذراع، والتي تتبع بعد ذلك التعليمات الجينية لصنع قطع صغيرة تشبه جزءاً من فيروس كورونا.

وتحفز هذه البروتينات الصغيرة الاستجابة المناعية، وتنتج أجساماً مضادة وخلايا مناعية "تتذكر" شكلها وستكون جاهزة للاستجابة بسرعة في حالة حدوث هجوم جديد.

بينما يستخدم لقاح "جونسون آند جونسون" تقنية ناقلات الفيروس، أي نزلات البرد الشائعة التي تُسمى "Adenovirus 26"، وهو مصمم وراثياً بحيث يمكن أن يصيب الخلايا، ولكنه لن يتكاثر في الجسم، ولن يصيب الناس بنزلة برد. ومثل لقاحي "فايزر" و"موردرنا"، فإنه يقدم تعليمات وراثية.

وبدلاً من حملها في كرات صغيرة من الدهون، يتم حقن التعليمات الجينية بواسطة الفيروس الضعيف في خلايا الذراع، وتصنع القطع التي تبدو وكأنها جزء من الغطاء البروتيني لفيروس كورونا، أي الهيكل الذي يستخدمه الفيروس للالتصاق بالخلايا.

من السهل التعامل معه

ويجب تخزين لقاح "فايزر" وشحنه في درجة حرارة تتراوح بين -80 درجة مئوية إلى -60 درجة مئوية، وهو أمر تسبب في الكثير من المتاعب للولايات الأمريكية في البداية، والتي كان عليها التدافع للحصول على معدات تبريد خاصة.

وقد خففت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الآن من هذه المتطلبات قليلاً، ولكن لا يزال من الممكن الاحتفاظ باللقاح في الثلاجة لمدة خمسة أيام فقط ويجب استخدامه في غضون ست ساعات من إذابته وتخفيفه.

بينما يمكن الاحتفاظ بلقاح "مودرنا" في درجة حرارة -20 درجة مئوية تقريباً، أو في درجة حرارة الثلاجة المنزلية.

وفي المقابل، يمكن الاحتفاظ بلقاح "جونسون آند جونسون" في درجات حرارة بسيطة للثلاجة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، مما يجعل تخزينه وشحنه مهمة أسهل بكثير.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا