كيف تحمي نفسك من القلق الأكبر خلال جائحة كورونا؟

مروة الاسدي

2020-04-22 10:05

مع انتشار فيروس كورونا زاد التشديد على النصائح المتعلقة بالنظافة والتعقيم من غسيل الأيدي إلى تطهير الأسطح وارتداء الكمامات. هذه النصائح قد تربك من يعاني أصلاً من الوسواس القهري خاصة وأن الأطباء كانوا ينصحونه بالتخفيف من القلق.

فكيف يتعامل من يعانون من الوسواس القهري مع ما يحصل حولهم بسبب انتشار فيروس كورونا؟

المعروف أن كلاً منا يفعل أفضل ما يمكنه؛ لاعتماد روتين معين، لتمضية الوقت أثناء العزل؛ لكن عندما يتسم هذا الروتين بأفكار غير عقلانية، وأفعال متكررة، ويظهر على أنه هاجس لا يمكن كبته سواء تعلق الأمر بالنظافة أو بالنظام أو بإيجاد التماثل في كل شيء نفعله أو بمخاوف غير عقلانية من التلوث، فحينها يصبح الأمر غير طبيعي، ويتطلب تدخل الأطباء النفسانيين. وفي الحالة الأخيرة؛ أي النظافة المُفرطة، الناتجة عن الخوف من الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، يمكن للأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري، أن يغسلوا أيديهم، وبشكل مهووس لساعات.

مع تفشي فيروس كورونا حالياً، فإن المخاوف المستمرة المتعلقة بالصحة العامة تجعل الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري يعانون من قلق شديد ومحزن جداً.

ونظراً للتغطية الإعلامية المتزايدة المتعلقة بانتشار فيروس كورونا، فإننا سنقدم في هذا المقال بعض الاقتراحات العملية لمساعدة المصابين بالوسواس القهري على التأقلم مع الوضع الحالي والتغلب عليه.

ومن الطبيعي أن يكون هناك قلق من الإصابة ب فيروس كورونا الذي أصبح وباء عالمي يهدد العالم بأكمله، إلا أن هذا القلق وصل إلى حد الهوس وتحولت سلوكيات الناس إلى ما مرض " الوسواس القهري " خلال هذه الفترة لمواجهة هذا الفيروس القاتل التي تبدو النظافة السلاح الأكثر فاعلية للتغلب عليه، والتي قد يتسبب في كثير من المشكلات النفسية، والصحية التي من الممكن أن تؤثر على نسبة الشفاء من الفيروس حال التعرض له، بل وتزيد من احتمالية العدوى.

ويقول الخبراء، إنه على الرغم من ضرورة اتباع القواعد وطرق الوقاية والالتزام بالإرشادات الصحية، ولكن الإفراط في كل شيء أمر سيء، حيث يمكن أن يكون غسل اليدين بكثرة أو تطهير الأشياء مرارا وتكرارا، علامة على أن هذا الشخص أصبح مصاب ب الوسواس القهري ، وبغض النظر عن تصنيف الوضع الحالي، فإن الأمر الوحيد المؤكد هو وباء الخوف الذي ساد الكوكب بأكمله.

وينشأ الهلع والخوف المفزع، بحسب استشاري الصحة النفسية، نتيجة التعرض لكم كبير من الأخبار بشكل يومي، وكثرة التوعية المبالغ فيها في بعض الأوقات، حيث إن السوشيال ميديا خاصة "فيس بوك"، أصبحت من أكبر وسائل تصدير الطاقة السلبية في المجتمع، مما تسبب في تفاقم الأزمة، واستهلاك حيز كبير من التفكير في هذا الفيروس، وكل هذا لا يعكس سوى نتائج سلبية على الصحة النفسية.

ويوضح أن التعرض المكثف بشكل يومي لكم هائل من الأخبار والموضوعات السلبية، وكل ما يخص الوباء العالمي من عدد الإصابات والوفيات وطرق العدوى وأعراض انتشاره، يتسبب بالتوهم بالمرض والإيحاء بالإعياء ويصاب الشخص بالوسواس، وهو الإفراط في الشيء، مثل انتشار وسواس النظافة الذي قد يدفع لغسل اليدين عشرات المرات في فترة قصيرة، وتعقيم كل شيء بالمعقمات بشكل مبالغ في، والتطهير بأدوات مضرة تسبب كوارث.

وهناك بعض العلامات التي تؤكد إصابتك بـ" الوسواس القهري " بسبب فيروس كورونا ، وهي: كثرة غسل اليدين، يعد غسل اليدين في كل مرة تأتي من الخارج أمرا ضروريا، ولكن لا تحتاج إلى غسل يدك كل ساعة إذا كنت في المنزل، وبالنسبة لكثير من الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الوسواس القهري ، فإن غسل اليدين عشرات المرات أمر إلزامي، وهذا أمر يزيد من أعراض الوسواس القهري .

وتوصي منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين لمدة 20 ثانية على الأقل بعد القدوم من الخارج، أو قبل تناول أي شيء وبعد دخول دورة المياه، يجب عليك أيضا غسل يديك إذا لمست أي شيء في الأماكن العامة أو الأشياء التي لمسها الكثير.

الإفراط في تعقيم الأشياء، تصبح عادة تعقيم الأِشياء دليلا على مرض الوسواس القهري ، إذا يقوم الشخص المصاب بتطهير الأشياء المعقمة بالفعل وكل ما يقابله، حتى الأدوات المنزلية التي لا تحتاج إلى تطهير يومي، ودفع الخوف من الإصابة بالفيروس إلى ممارسة الكثير من الأشياء الاندفاعية التي ليست ضرورية.

والطريقة المثلى للوقاية هي نظافة اليدين وليس بكثرة واتباع طرق الوقاية مثل: العمل من المنزل إن أمكن وتجنب الأماكن العامة المزدحمة، اغسل يديك جيدًا وعقمهما، ارتدِ قناعًا إذا كنت مريضًا وتجنبه إذا كنت بصحة جيدة.

شبح كورونا

يعد مرض الوسواس القهري العصبي من أكثر مشاكل الصحة العقلية التي قد يُواجهها الناس أثناء تفشي الفيروسات؛ ومنها: فيروس كورونا، كما أنَّ البعضَ يُعانون من الرهاب الجرثومي، والوضع الحالي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالتهم، وهذا النوع من الحالات يُولد لدى صاحبه أفكارًا متكررة ورغبة جامحة لفعل مُعين وبصورة مُلحَّة جدًّا.

ومع الأسف عادةً ما يتم تشخيص مثل هذه الحالات متأخرا بسبب الخجل عن الإفصاح عن وجود مثل هذه الأعراض لدى الشخص، وأكثر السلوكيات المرتبطة بمرض الوسواس القهري هو الغسل المتكرر لليدين، حيث أشارت الدراسات إلى أنَّ 87% من المرضي لديهم تصرُّفات قهرية بغسل اليدين المتكرر الذي يعتبر الأكثر شيوعا في فئة الأطفال والمراهقين تحديدا. كما أشارت دراسة قامت بها الدكتورة سوسان سويدو، وفريقها البحثي المشارك، أن بعض أنواع الميكروبات لديها القدرة للتأثير على الجهاز العصبي للأطفال؛ مما يؤدي لتطور أعراض الوسواس القهري بشكل مفاجئ

وكما ذكر الدكتور ديفيد فيل في صحيفة "الجارديان" بأن معدل تردد مرضى الوسواس القهري قد زاد، وصادف مقابلته 3 مرضى في يوم واحد، والذين أصبح جل تفكيرهم اليومي الدائم هو كورونا، ويعتبر هذا الجزء من العلاج لهذه الفئة من المرضى هو الاستغناء عن غسل اليدين والخروج من المنزل، وهذا بالطبع يتعارض مع إرشادات الوقاية من كورونا الموصَى بها عالميًّا من منظمة الصحة العالمية.

إنَّ مرض الوسواس القهري مرتبط منذ زمن طويل بعدة أمراض سببها العدوى الفيروسية؛ مثل: مرض نقص المناعة المكتسب، ومرض الزهري على سبيل المثال لا الحصر، ويتوقع الباحثون زيادة ملحوظة في حالات ارتباط كورونا بالوسواس القهري إذا ما تم السيطرة عليه، ولقد أوصت المعالجة النفسية فيرونيكا لاكس، مُنتسبِي برنامج نقطة تحول في مملكة السويد بتدوين قائمة بالأشياء التي تسبِّب لهم القلق، وتحديدا التي تسبِّب القلق الخارج عن سيطرتهم؛ حيث إنَّ هذا سيُساعدهم كثيرا لتجنب مُسبِّبات القلق في المستقبل.

والتكيف مع الوضع الحالي؛ حيث إنَّ القلق والتوتر يرفَع من مُستويات هرمون الكورتيزول والأدرينالين في الجسم، والتي أكدت الدراسات على علاقة قوية بين المشاعر السلبية ومستويات الأدرينالين في الدم، إضافة إلى ذلك فإنَّ التنفُّس العميق ببطء، أو التأمل، أو ممارسة الرياضة يمكن أن تساعدهم في تنظيم مستويات الكورتيزول في الدم؛ وبالتالي التخفيف من حدة القلق المرتبط بزخم الأخبار اليومية.

لذلك؛ من المهم أن يتواصل مرضى الوسواس القهري مع الطبيب المعالج والاستشاري النفسي إذا كانوا يكافحون من أجل التأقلم مع هذه الجائحة الفيروسية؛ حيث إن فهم كيفية التعامل مع هذا القلق أو الرهاب الجرثومي والتغلب عليه هو العلاج الوحيد لمثل هذه الحالات، وبلا شك يتحتَّم على المريض في هذه الفترة بالتزام إرشادات المعالج النفسي الخاص به، وأعتقد شخصيا أنَّ القلق بشكل عام ظاهرة طبيعية تساعدنا في السيطرة على وضعنا ولكن بنسبة مقبولة، كما أنَّ من سلبيات العالم الرقمي كمية المعلومات المتاحة يوميًّا؛ حيث تتغير النصيحة من بلد لآخر وداخل البلدان أنفسها أحيانا، وبذلك نُوصِي الجميع -وعلى وجه التحديد مرضى الوسواس القهري- عدم الإفراط في متابعة الاخبار، وكذلك اعتماد الاخبار من المصادر الموثوقة فقط.

جحيم غسل الأيادي

بالنسبة لبعض مرضى الوسواس القهري، فإن عدم غسلهم لأيديهم باستمرار جزء من علاجهم، لذلك فإن توجيهات الغسيل الدائم للأيدي ما هي إلا إحياء لمخاوفهم وإثارة قلقهم! فتلك الخطوة هي خطوة للخلف في صحة مريض الوسواس، ومرضى الوسواس ليسوا أقلية، فحسب إحصاءات مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان، فإن من بين كل 20 شخصًا هناك شخص واحد على الأقل مصاب بمرض الوسواس القهري.

يقول اطباء استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان: "الوسواس القهري أحد الأمراض النفسية الموجودة داخل المجتمعات بنسب مرتفعة، ولكن للأسف يتم تشخيصه متأخرًا، وبالتالي يحتاج إلى وقت طويل لعلاجه، ويتكون هذا المرض من أفكار وسواسية وأعمال قهرية، والأفكار الوسواسية عبارة عن أفكار متكررة تأتي للإنسان، منها مخاوف من النظافة، الأمراض، التعاملات، أو شكوك في كل ما حول الشخص".

إن انتشار الفيروس يؤثر بشكل كبير على المصابين بالوسواس القهري، ففي المقام الأول قد يؤدي إلى تصاعد القلق وتعزيز المخاوف السائدة من التلوث، وقد يؤدي إلى إجراءات وقائية مدمرة، فبالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض قد يصبح فيروس الكورونا كل ما يفكرون به.

الوسواس القهري يمثل تحديًّا طوال الوقت، غالبًا ما يُصور على أنه غرابة سلوكية لأنه عبارة عن تكرار لأفكار وأفعال غير عقلانية. إن اضطراب الوسواس القهري الذي يتربت على فيروس كورونا لن يكون الأول، فهناك الوسواس القهري الخاص بالإصابة بمرض الإيدز، الذي انتشر في الثمانينات، فهناك جيل كامل أصيب بصدمة نفسية.

فقد كتبت الطبيبة النفسية الأمريكية جوديث رابوبورت Judith L. Rapoport في كتابها "الصبي الذي لا يستطيع التوقف عن الاغتسال: التجربة والعلاج لاضطراب الوسواس القهري"، وهي رئيسة فرع الطب النفسي للأطفال في المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH): "بحلول عام 1989 أصبح تركيز ثُلث مرضى الوسواس القهري على فيروس نقص المناعة، وأن المرض بدا مرعبًا لغاية وغير منطقي لدرجة أنه من الممكن أن يكون قد خلق أسوأ الخيالات لدى مرضى الوسواس القهري"!.

كذلك في العشرينيات من القرن الماضي، الكثير من أطباء الولايات المتحدة أبلغوا عن زيادة ما سموه "رهاب مرض الزهري"، الذي تزامن مع حملة تسليط الضوء على مخاطر المرض، بينما في الستينيات والسبعينيات كان هناك ارتفاع حاد ومخاوف غير منطقية من مادة الأسبستوس، كذلك عام 2009 كان هناك خوف شديد من إنفلونزا الخنازير.

كيف تتغلب على القلق الكبير؟

يصاب أناس كثيرون بالهلع من جراء التدفق الهائل لأخبار فيروس كورونا (كوفيد 19)، فيما تتوالى الإجراءات المشددة من الحكومات لأجل كبح انتشار الوباء العالمي، وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن الإنسان مطالبٌ فعلا بأن يعي خطورة الوضع، من خلال الامتثال للإرشادات الصحية، لكن من الممكن أيضا أن يتفادى الإصابة بقلق "مرضي".

ويقول الخبراء إنه من الطبيعي أن يشعر الناس بالقلق، نظرا إلى عدد ضحايا الفيروس، لكن هذه الحالة النفسية تصبحُ خطرا، في حال تحولت إلى هوس، وتوصي التوجيهات الصحية بتفادي الأماكن المزدحمة، فضلا عن المواظبة على غسل اليدين أو تعقيمها عقب ملامسة أسطح أو أشياء في الخارج، والتغطية بمنديل عند السعال أو العطس.

وبحسب الكاتبة ريانون لوسي كاتليت، فإن الشخص المصاب بقلق من جراء الفيروس يحتاج إلى التوقف لفترة عن تلقي أخبار الفيروس المتواترة على مدار الساعة، وبما أن الإنسان يحتاجُ إلى المعلومة، فبإمكانه أن يطلب من أصدقائه أو أهله أن يحيطوه علما في حال كان ثمة إجراء مهم للغاية يعنيه بشكل مباشر، أي مثل صدور قرار ذي صلة بالعدوى في البلد الذي يعيش فيه، أما الأمر الثاني المهم للسيطرة على القلق، فهو التوقف عن طلب الدعم النفسي من المقربين في كل حين، حتى تتأكد بأن الأمور على ما يرام، لأن هذا السلوك سيوقعك في دوامة شبيهة بالوسواس.

وحينما تعاني هذا القلق، فمن الأفضل ألا تلجأ إلى محرك البحث "غوغل" بين الفينة والأخرى حتى تطلع على أعراض المرض، لاسيما أن المعلومات التي ستحصل عليها، قد تكون من مواقع غير متخصصة وغير موثوقة، أو أنك لا تعاني ما يستوجب القلق.

وينصحُ أيضا بالابتعاد عن الأفكار السلبية، كأن تفكر في أن أفراد عائلتك قد يرحلون عن هذه الحياة بسبب الفيروس، في حين يمكنك أن تتحلى بجرعة تفاؤل وتتذكر أن مصابين كثيرين يتماثلون للشفاء، حتى إذا أصيبوا بفيروس كورونا.

وسيكون من المفيد جدا، لو حاول الشخص أن يمارس بعض التمارين الرياضية، حتى وإن قام بالقفز وبعض الحركات البسيطة في البيت أو داخل غرفة النوم، نظرا لإغلاق قاعات الرياضة في كثير من البلدان.

ويجدرُ بمن ينتابه هذا القلق، أن يتذكر أن هذه الفترة الحرجة مؤقتة وزائلة، أي أنها لن تدوم طويلا، لأن البشرية سبق لها أن اجتازت محطات أشد وطأة في ماضيها البعيد والقريب.

خطوات للوقاية من الإصابة بالوسواس القهري

تنصح منظمة الصحة العالمية بغسيل الأيدي حتى 20 ثانية كلما لمسنا الأسطح في أماكن يشاركنا فيها الغير، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أصاب عشرات الآلاف حول العالم، وعادة ما يتعجب الناس من مرضى الوسواس القهري لتكرارهم سلوكيات معينة، لكن هؤلاء المرضى يعانون من حالة نفسية شائعة.

ويتوقع الخبراء ارتفاع حالات الاضطراب إذا استمر فيروس كورونا، وتحول عملية غسل اليدين من وسيلة لحماية نفسك إلى رغبة ملحة غير مبررة، وأن يصبح فيروس كورونا هو كل ما نفكر فيه.

وتتكرر أزمات الوسواس القهري في الأوقات الصعبة كالحروب والأوبئة، ففي الثمانينيات كان الخوف في ذروته من الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية "الإيدز"، وكتبت الطبيبة النفسية الأميركية جوديث رابوبورت في كتابها "الصبي الذي لا يستطيع التوقف عن الغسيل" أنه بحلول عام 1989 ركز ثلث مرضى الوسواس القهري على فيروس نقص المناعة البشرية، وخلق أسوأ خيالاتهم.

كما أبلغ الأطباء في الولايات المتحدة عن زيادة ما سموه مرض "رهاب الزهري" الذي تزامن مع حملة لتسليط الضوء على مخاطر المرض، وفي العام 2012 أبلغ العلماء الأستراليون عن الحالات الأولى للوسواس القهري لدى الأشخاص الذين يركزون على الأفكار المتعلقة بتغير المناخ.

هكذا تحمي نفسك

1- إن غسل اليدين لتقليل خطر انتشار فيروس كورونا هو استجابة عقلانية لتهديد حقيقي، ولكن إذا تمزق جلدك والتهب أو احمرت يداك فأنت مبالغ في تنظيفهما، فاغسل يديك لكن ليس بصورة مفرطة، واتبع توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن غسيل الأيدي جيدا، وتنظيف بين الأصابع بالماء والصابون لمدة 20 ثانية والتي تعد كافية لحمايتك من فيروس كورونا.

اعلان

ويمكن استخدام عبوة صغيرة إلى متوسطة من غسول الأيدي لمتابعة استهلاكك بدلا من العبوات الكبيرة، لتتفادى إدمان المطهرات والصابون.

2- إن علامات الوسواس القهري واضحة ومختلفة عن الاستجابة "الطبيعية" لفيروس كورونا، فالشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري سوف يغسل حتى يشعر بالراحة وليس النظافة.

لذا، تابع عدد المرات التي قمت فيها بغسل يديك، وهل سبق ذلك لمس أسطح يشاركك فيها غرباء؟ أم أنك في غرفتك وعلى مكتبك الذي قمت بتطهيره منذ دقائق؟

3- في بعض الحالات قد يكون الاطمئنان كافيا للتوقف عن السلوكيات القهرية، كأن تتواصل مع منظمة الصحة العالمية على رقم واتساب (0041225017023)، للتأكد من أن الطعام الصيني لا ينقل فيروس كورونا بالضرورة، أو أن زجاجة كحول بنسبة 60% كافية للتطهير، وأن فيروس كورونا لا ينتقل عبر الهواء، ولا تهزأ بأفكارك إذا كانت هناك طريقة لاختبار مدى صحتها.

4- أوقعنا فيروس كورونا في حالة من عدم اليقين، بسبب كثرة الأخبار المتضاربة حولنا، والخوف وعدم القدرة على تحمل عدم اليقين هما من الخصائص شائعة للعديد من اضطرابات القلق، لذلك من المفهوم أن العديد من الأفراد الذين يعانون من القلق الموجود مسبقا يواجهون تحديات في الوقت الحالي.

لذلك نصحت المتحدثة باسم جمعية الصحة العقلية البريطانية روزي ويذرتلي بتقليل الوقت الذي تقضيه في متابعة الأخبار، واختيار مصادر معلوماتك الموثوق بها مثل منظمة الصحة العالمية، حتى لا تصيبك نوبات ذعر، وتبدأ بالتفكير في سيناريوهات كابوسية.

5- احصل على استراحة من متابعة فزع العالم من فيروس كورونا على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تشعرك بأنك مضطر للبقاء على اطلاع والبحث عن كل الإشاعات، ويمكنك أيضا إلغاء متابعة الحسابات التي ينشر أصحابها تخمينات سلبية بشأن المستقبل، أو ينتقدون المنظومات الصحية، وتعامل المسؤولين والحكومات، والخروج من مجموعات كورونا التي انتشرت الأيام الماضية على فيسبوك وواتساب، واستعض عن هذا كله بقراءة كتاب ومشاهدة أفلام كوميدية.

6- يمكن للعزل الذاتي الذي نفرضه على أنفسنا أن يفسح المجال أكثر للملل والوساوس والكثير من الوقت لغسيل الأيدي، وتخيل سيناريوهات مظلمة، والخوف والبكاء على الأقارب، لذا ابق على اتصال بمن تحب.

قم بسؤالهم عن أرقام هواتفهم أو حساباتهم على فيسبوك أو بريدهم الإلكتروني، وأعد الحياة لعلاقاتك مع أشخاص يبهجك وجودهم.

7- إذا اخترت عزل نفسك حتى وأنت بعيد عن الخطر تحسبا لأي تهديد فإنه يمكنك تحقيق توازن بين وجود روتين والتأكد من وجود تنوع في كل يوم، فيمكنك تنظيم مواعيد ثابتة للعمل وتناول الطعام، ولكن جرب القيام بأنشطة لم تعتد عليها من قبل كالطبخ، أو زراعة نباتات ظل، أو البحث عن طريقة تحضير مشروباتك المفضلة في المقهى لتعدها بنفسك.

8- إذا لم تكن مطالبا بالعمل من المنزل وأصبحت في إجازة لا تعلم لها نهاية فإن عليك نجدة نفسك قبل أن تتحول لشخص بلا هدف ومتوتر ومدمن على التفكير بسلبية.

يمكنك خلق روتين جديد وعادات جديدة والالتزام بها بمكافأة نفسك كلما أنجزتها، استيقظ كل يوم واستحم ونظف غرفتك، والتزم بدراسة برنامج تعليمي جديد، أو ممارسة تمارين رياضية، أو تنمية مهاراتك في وظيفتك الحالية.

9- يوصي الأطباء النفسيون دوما مرضاهم بالخروج نهارا والتعرض للشمس والتنزه في الحدائق، ولكن هل تسري تلك النصيحة في هذه الأيام؟

وترى مديرة الأبحاث في مركز الصحة العامة الأميركي كارولين كانوسيسيو أن سلامة العالم في حفاظك على مسافة متر بينك وبين الآخرين، ولكن ما زال يمكنك الخروج والالتقاء بالأصدقاء والمشي قليلا، فيمكن الاتفاق مع صديق أو أسرة على تقليل الاتصال الخارجي بشكل صارم، ثم التواصل مع بعضهما لدعم كل منكما الآخر.

كما يمكن الخروج في شوارع رئيسية غير مزدحمة، والبقاء على مسافة كافية من الآخرين وتكرار ذلك كلما شعرت بالحاجة، أما إذا كنت مريضا بأعراض برد أو إنفلونزا فالعزلة هي الأفضل حتى شفائك، وفق إرشادات مركز السيطرة على الأمراض.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا