محاربو السرطان: قصص مقاومة لمحتل لا يرحم

ضحى جمال

2017-11-23 05:17

السرطان محتل عاشق للسيطرة على ابدان البشرية بصورة مبتذلة جدا يسير على الجدران كسلاح منظم في زمن افتكاك النظام ما السبيل إلى مقاومة السرطان والجسد هش وحيلة الأطباء قاصرة. (تلوث البيئة، عامل وراثي، حياة غير صحية، دخان، اتربة، ...الخ) اسباب كثيرة كانت وراء زيادة انتشار هذا المحتل وخصوصا في الآونة الاخيرة لاحظنا ظهور وتمركز شاسع في محافظة البصرة. لكن وسط هذا الخراب هناك ابدان انتفضت مطالبة بحق الحياة، ولم يقتصر على نفسها فقط بل كانت يدا بيضاء لغيرها.

المحاربة اناهيتا (يتيمة الام والاب عمري اكتشفت اصابتها بسرطان الدماغ (بين المخ والمخيخ) وهي طالبة مرحلة ثانية في المعهد التقني تعالجت لكن في مرحلة علاجها خسرت اخيها الذي كان سندها بحادث مؤسف تركت العلاج واهملته تماما الحزن والاهمال لحد التعب جدا اصابها الم في كليتها و بمراجعة كثير من الاطباء كان المحتل قد اصيب (سرطان) الكلية اليسار لكنها قررت العلاج من جديد وفي هذه المرة أقسمت أن لا تهمل نفسها ستئصلت الكلية وتحسنت تقريبآ مع العلاج والكيماوي على الرغم من خسارتها هذه المرة لجدتها تخرجت وتوظفت ورغم كل شيء والان هي تملك قناة على احد مواقع التواصل الاجتماعي تبث الامل والنصائح لمن يحتاجها).

اما محاربتنا الاخرى من لبنان وسن (وسن فقدت أمها في سن في حادث مرور في بيروت عام . أصيبت بسرطان الدم قبل شهر رمضان 2017 بالبصرة، والاصعب ان قلبها مريض لا يتحمل العلاج الكيميائي. لكنها لم تقف مكتوفة الايدي رغم تلك المعانة هي تحارب .وسن كاتبة متواضعة تبعث كل يوم رسائل امل للجميع من دون ملل كما انها كانت المشجع والملهم لأحد الكتاب).

والمحارب مصطفى نادر (خاض تجربة فريدة في عام 2014 ممزوجة بالالم والدموع ورحلة شاقة مع العلاج الكيميائي رفض ان يكون مريضا فاطلق على نفسه لقب "محارب السرطان " فانتصر عام 2015 ليلقب ب "قاهر السرطان" ليصبح مثال يقتدي به كل مرضى السرطان اليوم مصطفى مصور صحفي و مدون ساخر حاصل على جوائز كثيرة منها في روسيا يساعد المرضى ويحولهم من محاربين الى محتلين محاول ان يغير مفهوم الموت وينهي كل خيوط اليأس معلما اياهم مفهوم الابتسامة والطاقة الايجابية).

الشجاعة والثبات والحب والامل هو معنى اخر للوصول، اما السقوط في الالم يجب ان لا يخلو من امل لان المريض يسقط في القنوط مرات عدة قبل الشفاء ان هذه الفلسفة موجهة لمريض السرطان قبل غيره اذ عليه ان يحصن نفسه بالشجاعة والامل والثبات كي يستطيع اكمال علاجه، فالرواسب النفسية نتيجة مرض السرطان اكبر من المعاناة الجسدية، والامل هو الشعور الايجابي الوحيد الذي يستطيع مريض السرطان ان يتقدم.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي