الاسبرين: عندما ينقلب العلاج سحري على المرضى
مروة الاسدي
2017-06-24 04:30
يعد الأسبرين من أكثر الأدوية استخداما في كثير من الدول، ويستخدم هذا النوع من الدواء لحماية القلب من التجلطات وحدوث الأزمات القلبية عند المرضى المصابين بالجلطات القلبية سابقا، إلا أن له استخدامات اخرى عديدة كعلاج الصداع وآلام الجسم المختلفة منها المفاصل والروماتيزم ولمعالجة نوبات النِّقرس وارتفاع درجات الحرارة.
إذ يلجأ الكثيرون للأسبرين عند الشعور بالصداع أو للحد من آثار نزلات البرد، لكن دراسة حديثة رصدت فوائد جديدة للأسبرين من بينها المساعدة في زيادة فرص نجاة مرضى سرطان الجهاز الهضمي، لاسيما عند تناوله بشكل منتظم.
كذلك كثيرة هي الدراسات التي تحدثت عن دور الأسبرين في الوقاية من سرطان القولون ولكن دون أن يتم تحديد الجرعة ومدة الاستخدام، إلا أن دراسة دنماركية حديثة أظهرت أن الأسبرين يقي من سرطان القولون لو تم تناوله على مدار خمس سنوات!.
لكن الحقيقة في كافة الأحوال لا يفضل تناول الأسبرين، لكن قد ينصحك الطبيب بأخذ جرعة صغيرة يومياً في بعض الحالات. مع أنه من المستبعد أن يضرّ تناول جرعة واحدة من الأسبرين في المرحلتين الأولى أو الثانية من الحمل، إلا أن الدواء قد يتسبب في العديد من المشاكل لك ولطفلك إذا تمّ تناوله بانتظام وبنفس الجرعة المقررة للبالغين وأنت حامل، لذا يستحسن الاستغناء عنه تماماً خلال هذه الفترة. في حال كنت تتناولين جرعة من الأسبرين بناء على وصفة الطبيب، قد تحتاجين إلى الاستمرار في أخذها لكن بعد استشارة طبيبك أولاً وإخباره بأنك حامل أو تحاولين الحمل.
على صعيد اخر، أوصت لجنة طبية أمريكية مستقلة بتناول جرعات منخفضة من الأسبرين بعد سن الخمسين للوقاية من الأزمات القلبية، موضحة أن هذا قد يقي أيضاً من الإصابة بسرطان القولون، فيما أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون هولنديون تضاعف نسبة النجاة لمرضى سرطان الأمعاء الذين يتناولوا جرعات صغيرة من الأسبرين ولكن بشكل منتظم، على الصعيد نفسه، كشفت دراسة طبية بريطانية أن الأسبرين يعتبر أكثر خطورة مما كان يعتقد سابقاً وعلى الأخص بالنسبة لكبار السن، وتوصلت الدراسة إلى أن عقار الأسبرين الذي يساعد على الحد من الإصابة بالسكتات القلبية والجلطات الدماغية، يكون وراء بعض حالات النزيف لدى المرضى، وعلى الأخص في المعدة، بينما قالت دراسة بحثت في معلومات جمعت على مدى 15 عاماً، إن "تناول قرص أسبرين على الأقل أسبوعياً، يرتبط بالإصابة بضعف البصر المرتبط بكبر السن"، وكتب الباحثون في دورية جاما للطب الباطني، أنه يجري حالياً استهلاك أكثر من 100 مليار قرص أسبرين سنوياً. ويشيع استخدام الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
الى ذلك، أشارت نتائج دراسة تعرف باسم "فيزيكانز هيلث ستدادي" إلى إن الرجال الذين يتناولون الأسبرين بشكل منتظم يقل لديهم خطر الإصابة بسرطان بروستاتا قاتل أكثر من الرجال الذين لا يتناولون الأسبرين.
لذا ينبغي التفكير في تناول الأسبرين فور التعرض لجلطة دماغية خفيفة لمنع، أو الحد من ضرر، الجلطات الأخرى، فعلى العلى الرغم من أن الأطباء يُنصحون بتوجيه مرضاهم لتناول الأسبرين، فإن فوائد تناوله في وقت مبكرة أمر "يستهان به بدرجة كبيرة" إضافة إلى تأخر العلاج به، لكن لا يزال الباحثون يصفون الاسبرين باسمه التاريخي "العقار السحري" الذي ابتكره منذ قرن باحث بشركة باير للمستحضرات الدوائية ويستخدم حتى الآن في الوقاية من الاصابة بالأزمات القلبية فيما أشارت ابحاث الى اهميته في الحد من مخاطر اورام الامعاء وغيرها، ويقول خبراء في مجال الصحة إنه لا يمكن للشخص تناول الأسبرين بصورة عامة دون استشارة الطبيب، وعليه تبقى نوعية الاستخدام وعدم الافراط في تناول هذا "العلاج السحري" لبعض الامراض اكسيرا صحيا وعلاجا فعالة لأعتى داء كالسرطان.
الأسبرين أكثر خطورة مما كان يعتقد
كشفت دراسة طبية بريطانية أن الأسبرين يعتبر أكثر خطورة مما كان يعتقد سابقاً وعلى الأخص بالنسبة لكبار السن، وتوصلت الدراسة إلى أن عقار الأسبرين الذي يساعد على الحد من الإصابة بالسكتات القلبية والجلطات الدماغية، يكون وراء بعض حالات النزيف لدى المرضى، وعلى الأخص في المعدة، وقال الباحثون المشاركون في الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة " لانست" الطبية إن "خطورة الإصابة بالنزيف تكون أكبر عند الأشخاص فوق 74 عاما"، وأوضحت الدراسة أن "الأشخاص فوق سن 75 الذين يتناولون الأسبرين بصورة يومية للحماية من الإصابة من السكتات القلبية، تزيد لديهم نسبة الإصابة بنزيف حاد وخطير"، مضيفة أنه يتوجب تعاطي الأدوية المعالجة للحرقة مع الأسبرين لتفادي خطر الإصابة بالنزيف.
واستمرت الدراسة على مدى عشر سنوات، وافاد الباحثون أن دراسات طبية سابقة ألمحت لمخاطر تناول الأسبرين لدى المسنين، إلا أن الأمر لم يكن واضحاً، وبحسب دراسة سابقة، فإن نحو 40 إلى 60 في المئة من الأشخاص فوق سن 75 في أوروبا والولايات المتحدة يتناولون الأسبرين بصورة يومية، إلا أن مضاعفاته لم تكن واضحة، لأن أغلبية التجارب الطبية كانت تجرى على المرضى تحت سن 75. بحسب البي بي سي.
وشارك في الدراسة الطبية 3.166 بريطانياً، وقسموا إلى فريقين أحدهما فوق سن 75 عاماً والآخر لمرضى اصغر سناً، وجميعهم عانوا من سكتات قلبية أو جلطات دماغية، وكانوا يتناولون أدوية مسيلة للدم لضمان عدم الإصابة بأي جلطات أو سكتات قلبية مرة أخرى، وشدد الباحثون على أن نتائج هذه الدراسة لا تعني بأنه يتوجب على المرضى من كبار السن التوقف عن تناول الأسبرين، بل عليهم تناول عقار "أومبرزول" لمعالجة حرقة المعدة ولتفادي حصول نزيف في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي.
وقال بيتر روثويل، أحد المشاركين في الدراسة، إن "تناول الأدوية المسيلة للدم مثل الأسبرين يحد من الإصابة بالسكتات القلبية والجلطات الدماغية المتكررة، إلا أنها تؤدي إلى وفاة 3000 ومريض سنوياً في بريطانيا جراء النزيف، وأضاف أن " أغلبية المرضى الذين يصابون بالنزيف هم فوق سن 75 من العمر"، مضيفاً أن خطر إصابتهم بنزيف حاد يعد أعلى بكثير، إلا في حال تناول مثبطات المضخة البروتونية إلى جانب الأسبرين".
الأسبرين يضاعف فرص نجاة مرضى سرطان القولون
أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون هولنديون تضاعف نسبة النجاة لمرضى سرطان الأمعاء الذين يتناولوا جرعات صغيرة من الأسبرين ولكن بشكل منتظم، وأوضحت الباحثة مارتينا فورفس من جامعة لايدن لوكالة "إي بي إيه" للأنباء، نتائج الدراسة بقولها: "تم طرح الأسبرين في الأسواق عام 1897 كمسكن للألم، وفي ثمانينات القرن الماضي أظهرت الدراسات تأثيره الوقائي للحماية من السكتات القلبية والدماغية، ولاحقا تم رصد خصائصه الوقائية لمرضى السرطان من خلال دراسات علمية". بحسب d.w.
واعتمدت الدراسة على بيانات نحو 14 ألف من مرضى سرطان الجهاز الهضمي (تتنوع بين سرطان القولون والمستقيم والأمعاء) في الفترة بين عامي 1998 و 2011، ممن تناولوا جرعات بسيطة من الأسبرين بهدف الوقاية من السكتات الدماغية والقلبية على سبيل المثال.
ووفقا لبيانات المرضى فإن 5ر30 بالمئة منهم تناولوا الأسبرين قبل تشخيص إصابتهم بالسرطان و 3ر8 بدأوا بعد التشخيص في حين لم تتناول نسبة 1ر61 بالمئة منهم الأسبرين على الإطلاق. وبالنسبة للمرضى الذين تناولوا الأسبرين بعد تشخيص إصابتهم بالسرطان فقد ارتفعت نسبة بقاءهم على قيد الحياة لمدة خمسة أعوام بعد التشخيص بنسبة 75 بالمئة، فيما بلغت النسبة 42 بالمئة فقط بين المرضى الذين لم يتناولوا الأسبرين على الإطلاق، وفقا لصحيفة "أوسبورغر ألغماينه" الألمانية.
ويرجع الخبراء الأثر الإيجابي للأسبرين على مرضى السرطان، إلى تأثيره على الصفائح الدموية، التي تقوم بدور في منع النزف في حال انسداد الأوردة. ويعتقد الخبراء أن الصفائح الدموية المحيطة بالورم تخفيه عن جهاز المناعة. ويعمل الأسبرين على عرقلة هذه الوظيفة لدى الصفائح الدموية.
قرص أسبرين في اليوم يقيك من سرطان القولون
أظهرت دراسة دنماركية جديدة أن الحرص على تناول قرص أسبرين أو قرصين في اليوم على مدى خمس سنوات قلص مخاطر الإصابة بسرطان القولون، ووفقا لدراسات سابقة فإن الأسبرين ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية يمكن أن تحمي من سرطان القولون، لكنها لم تكن واضحة بشأن الجرعة ولا مدة الاستخدام لتحقيق الفوائد، لكن الآن، وباستخدام بيانات أكثر من 113 ألف شخص، حاول الباحثون تحديد العلاقة بين الأسبرين ومضادات الالتهاب الأخرى ومدة التداوي بها وبين معدلات الإصابة بسرطان القولون.
بالتعاون مع صديقه يوهان فيسكوت، أنشأ فريرديش باير في مدينة فوبرتال مصنعا صغيراً لإنتاج الأصباغ، تحول مع مرور الزمن إلى واحد من أكبر مصانع الأدوية في العالم، وبشكل عام تفاوتت مخاطر الإصابة بسرطان القولون بناء على السن والعرق وأسلوب الحياة. وقال المعهد الوطني للسرطان إن أكثر من 90 في المئة من الحالات هي لأشخاص تزيد أعمارهم على 50 عاما. بحسب رويترز.
وتشير الدراسة الدنماركية الجديدة إلى أن أخذ جرعة صغيرة من الأسبرين بشكل دائم على مدى خمس سنوات على الأقل قلص فيما يبدو خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 27 في المئة، وكتب الباحثون في دورية حوليات الطب الباطني أنه على العكس من ذلك فان تناول الأسبرين بشكل غير مستمر لم يغير من مخاطر الإصابة بسرطان القولون، وقال الدكتور سورين فريس من المركز الدنماركي لأبحاث جمعية السرطان في كوبنهاغن "ما لم يؤخذ الأسبرين بجرعات صغيرة مستمرة لن تتحقق حماية تذكر من سرطان القولون".
تناول الأسبرين المنتظم يضعف البصر
قالت دراسة أسترالية بحثت في معلومات جمعت على مدى 15 عاماً، إن «تناول قرص أسبرين على الأقل أسبوعياً، يرتبط بالإصابة بضعف البصر المرتبط بكبر السن». وكتب الباحثون في دورية جاما للطب الباطني، أنه يجري حالياً استهلاك أكثر من 100 مليار قرص أسبرين سنوياً. ويشيع استخدام الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. بحسب رويترز.
وفي وقت سابق خلصت دراسة أوروبية إلى أن كبار السن الذين تناولوا الأسبرين يومياً أكثر عرضة بمقدار الضعفين للإصابة بضعف البصر، مثل الضمور البقعي، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك، ما دفع المشرفة على الدراسة الجديدة، جي جين وانغ، إلى محاولة تأكيد هذه النتائج، وحصلت وانغ من جامعة سيدني وزملاؤها على معلومات عن 2389 شخصاً تتجاوز أعمارهم 45 عاماً، ومن بين هؤلاء قال 257 شخصاً إنهم تناولوا الأسبرين مرة أسبوعياً على الأقل. وفي نهاية الدراسة أصيب 63 شخصاً بما يسمى الضمور البقعي الرطب، وهو النوع الأكثر حدة. وأصيب 5.8٪ من مستخدمي الأسبرين بانتظام بفقدان الرؤية مقارنة بإصابة 2.3٪ من الأشخاص الذين لم يتناولوا الأسبرين بشكل منتظم.
هل من الآمن تناول الأسبرين أثناء الحمل؟
ربطت الدراسات بين الأسبرين والعديد من المضاعفات أثناء الحمل، وأظهر البعض منها أن تناول الأسبرين خلال فترة حدوث الحمل أو قبل الإخصاب بقليل يزيد من خطر الإجهاض، كما يعتقد بعض الباحثين أن تناول الأسبرين وفق الجرعات المخصصة للبالغين في الحمل، قد يؤثر سلباً على نمو الطفل، وربما يزيد قليلاً من خطر انقطاع المشيمة المفاجئ فينفصل جزء منها عن الرحم. باختصار، إن تناول جرعات كاملة من الأسبرين قد يؤدي إلى تأخر موعد الولادة أو زيادة خطورة إصابة المولود بأمراض القلب والرئة، بالإضافة إلى خطر إصابتك وإصابة مولودك بالنزيف.
في بعض الحالات المحددة، قد ينصحك طبيبك بتناول جرعة صغيرة من الأسبرين يومياً (عادة لا تزيد على ربع الجرعة العادية التي يتناولها الشخص البالغ)، ويعتقد معظم الخبراء أن هذه الجرعة الخفيفة من الأسبرين آمنة. ويظنون أن النساء المصابات بما يعرف بمتلازمة هيوز والمعروفة أيضاً بحالة "تجلط أو تخثّر الدم" قد يفيدهن تناول جرعات خفيفة من الأسبرين بدءاً من أولى مراحل الحمل. في حين تنطبق هذه الحالة بنسبة أعلى على النساء اللاتي تعرضن للإجهاض أكثر من مرة. وهي من الحالات التي تحارب فيها مناعة الجسم إحدى خلاياه أو أنسجته فتفرز أجساماً مضادة لها.
وتبيّن دراسات أخرى أن بعض النساء المعرضات لخطر تسمّم الحمل (بما في ذلك اللواتي يعانين من ارتفاع مزمن في ضغط الدم، ومرض السكري الحاد، أو أمراض الكلى، أو من أصبن سابقاً بحالة تسمّم حمل حادة) يستفدن من العلاج بجرعات خفيفة من الأسبرين، من دون الإجماع على الحالة التي تتطلب علاجاً أكثر.
ما لم يصف لك الطبيب الأسبرين لعلاج حالة بعينها، امتنعي تماماً عنه وعن مسكنات الألم التي لا تحتوي على الكورتيزون مثل الأيبوبروفين (نيروفين) الذي يمتلك نفس التأثير. راجعي طبيبك دائماً قبل تناول أي دواء أثناء الحمل. ولو احتجت مسكناً للألم أو خافضاً للحرارة، استخدمي البراسيتامول الذي يعد آمناً لو اتبعت معه الإرشادات والتعليمات الموجودة في نشرة الدواء الطبية.
قليل من الأسبرين يقي من الأزمات القلبية
أشارت توصيات -أصدرتها لجنة مستقلة من الخبراء في مجال الطب- إلى أن الأشخاص بين سن 50 و59 عاما من المعرضين بصورة أكبر للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ينصحون بتناول جرعة يومية من الأسبرين المنخفض الجرعة. وقالت قوة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية التي تحظى بمساندة الحكومة الأمريكية إنه علاوة على الحيلولة دون الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، فإن من يتبعون هذا النظام تقل لديهم فرص الإصابة بسرطان القولون إذا داوموا على جرعات الأسبرين هذه لمدة عشر سنوات على الأقل.
تأتي هذه التوصيات على نحو أضيق نطاقا من توصيات سابقة أصدرتها قوة العمل وربطت مقترحاتها بالنوع وبشريحة عمرية مختلفة. وتستند تعديلات التوصيات إلى إضافة مخاطر الإصابة بسرطان القولون وإضافة نتائج أربع تجارب إكلينيكية بشأن الأسبرين منذ 2009. وقال دوج أوينز عضو اللجنة: "من نوصي بأن يتناولوا الأسبرين هم الذين يتعرضون لمخاطر متزايدة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومن هم ليسوا عرضة لمضاعفات النزيف". ورفضت الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء العام الماضي وصف الأسبرين لمنع الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية. بحسب رويترز.
من جهة أخرى أوضحت نتائج دراسات أجريت على حيوانات التجارب أن تناول مرضى السرطان للأسبرين العادي الزهيد الثمن يمكن أن يقوي فاعلية العقاقير الحديثة الباهظة التكلفة التي تساعد جهاز المناعة لديهم لمكافحة الأورام.
الأسبرين مرتبط بزيادة خطر النزيف الحاد لدى كبار السن
أفادت دراسة أجريت على مدى عشر سنوات أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عاما أو أكثر ويتناولون الأسبرين يوميا لتجنب الأزمات القلبية يواجهون خطر النزيف الحاد أو حتى المميت ويتعين أن يتناولوا عقاقير الحموضة المعوية للحد من الخطر، وأوضحت دراسات سابقة أن ما بين 40 في المئة و60 في المئة ممن هم فوق الخامسة والسبعين في أوروبا والولايات المتحدة يتناولون الأسبرين يوميا لكن تأثير الاستخدام على المدى الطويل في الأشخاص الأكبر عمرا ما زال غير واضح حتى الآن لأن معظم التجارب السريرية تشمل المرضى دون الخامسة والسبعين. بحسب رويترز.
لكن الدراسة التي نشرت انقسمت بالتساوي بين المرضى فوق الخامسة والسبعين والمرضى الأصغر سنا حيث فحصت في المجمل 3166 بريطانيا تعرضوا لأزمات قلبية أو جلطات ويتناولون أدوية لمنع التجلط للحيلولة دون تكرارها.
وأكد الباحثون أن النتائج لا تعني أن المرضى الأكبر سنا يجب أن يكفوا عن تناول الأسبرين بل ينصحون باستخدام أوسع لعقاقير الحموضة المعوية التي تسمى مثبطات مضخة البروتون مثل أوميبرازول التي يمكن أن تقلص خطر نزيف الجهاز الهضمي العلوي بما بين 70 و90 في المئة، وفي حين أن الأسبرين الذي تم اكتشافه في معامل شركة باير باي في 1897 ومتاح الآن على نطاق واسع في الصيدليات يعد بوجه عام غير ضار فإن النزيف يعتبر منذ فترة طويلة خطرا قائما.
وقال بيتر روثويل أحد المشاركين في الدراسة إن تناول عقاقير مضادة للصفائح الدموية مثل الأسبرين منع عودة خمس الأزمات القلبية والجلطات لكنه أدى أيضا إلى حدوث نحو ثلاثة آلاف حالة وفاة سنويا في بريطانيا وحدها بسبب النزيف، وكان أغلب هؤلاء الأشخاص ممن هم فوق سن الخامسة والسبعين.
الرجال الذين يتناولون الأسبرين بانتظام يقل لديهم خطر الإصابة بسرطان بروستاتا قاتل
أشارت نتائج دراسة تعرف باسم "فيزيكانز هيلث ستدادي" إلى إن الرجال الذين يتناولون الأسبرين بشكل منتظم يقل لديهم خطر الإصابة بسرطان بروستاتا قاتل أكثر من الرجال الذين لا يتناولون الأسبرين.
وقال الطبيبة ماري كيه.داونر من كلية هارفارد تي.إتش. تشان للصحة العامة في بوسطن "يبدو أن هناك صلة أقوى بين الاستخدام المنتظم للأسبرين وتقلص خطر الإصابة بسرطان بروستاتا قاتل في مراحل متأخرة من تقدم السرطان"، وأضافت لرويترز هيلث عبر البريد الالكتروني "إذا كانت هذه الصلة بمثابة علاقة سببية فعلا ’وهو مالا نعرفه بعد’ فهذا قد تكون له انطباعات مهمة على معالجة المراحل المتأخرة من المرض، "وسيعني ذلك أن الأسبرين قد يمنع انتشار الورم الخبيث إلى أعضاء أخرى وليس بدء الورم وهو ما يمكن القول إنه أكثر أهمية من الناحية الإكلينيكية"، وأعطت دراسات سابقة نتائج متضاربة بشأن الصلة بين تناول الأسبرين بشكل منتظم وسرطان البروستاتا بشكل عام. ولا توجد معلومات تذكر بشأن الصلة بين استخدام الأسبرين وسرطان البروستاتا القاتل.
واستخدم فريق الطبيبة داونر بيانات من أكثر من 22 ألف مشارك في دراسة فيزيكانز هيلث للبحث عن الصلة المحتملة بين استخدام الأسبرين بشكل منتظم (أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة عام على الأقل) وسرطان البروستاتا القاتل، وقال الباحثون في دورية "يوروبيان يورولوجي" إنه بالمقارنة مع عدم تعاطيه مطلقا تم الربط بين الاستخدام المنتظم سابقا للأسبرين وتقلص خطر الإصابة بسرطان البروستاتا القاتل بنسبة 46 بالمئة وتم الربط بين الاستخدام الحالي للأسبرين وتقلص خطر الإصابة بسرطان البروستاتا القاتل بنسبة 32 بالمئة.
وقالت داونر إن "الأدلة على وجود صلة بين الأسبرين والبدء الفعلي لأورام سرطان البروستاتا متأرجحة ونتائجنا تشير إلى عدم وجود صلة بين الاستخدام المنتظم للأسبرين وحدوث سرطان البروستاتا في المجمل". بحسب رويترز.
وقالت "التساؤل الأكثر أهمية هو ما إذا كان الأسبرين يمنع تقدم سرطان البروستاتا إلى مرض مؤذي (ينتشر في الجسم أو يصبح قاتلا)". وأضافت "بينما تشير نتائجنا إلى أنه ربما يقوم بذلك فلا ينبغي بعد أن يؤثر في خطط العلاج لمرضى سرطان البروستاتا. فحتى الآن يجب أن تستخدم نتائجنا لتوجيه البحث في المستقبل في هذا المجال".
وقالت "نحن نجري تحليلا مماثلا بين أفراد مستقلين (دراسة متابعة لمهنيين في الصحة). فإذا ثبتت صحة نتائجنا هنا سيعزز ذلك أيضا من هذا الدليل. وسيكون إجراء تجربة بشكل عشوائي على الأسبرين بين مرضى سرطان البروستاتا دليلا قويا على المزايا المحتملة للأسبرين (أو ضده) ونتائجنا تشير إلى أن إجراء تجربة مثل هذه ربما تكون مبررة"، وأضافت "من الجدير بالذكر أن فريق خدمات العمل الوقائي في الولايات المتحدة يوصي باستخدام الأسبرين للرجال والنساء في الفئة من 55 إلى 79 بسبب التأثير الوقائي المحتمل ضد إحتشاء عضلة القلب وهناك دراسات أخرى عديدة تشير إلى أن الأسبرين ربما يقلل من مخاطر أنوع أخرى من السرطان".