انتصاراتنا على داعش وفساد السياسيين!!
علي حسين عبيد
2015-08-01 10:48
على مدار الساعة، تصل إلينا الأخبار والبيانات السارّة الني يحققها أبناء القوات العراقية المسلحة بكل تشكيلاتها، فكما نعرف هنالك قوات الجيش، وتشكيلات الحشد الشعبي، والشرطة الاتحادية، وقوات العشائر العراقية، وغيرها من التشكيلات الساندة، وقد استعادت هذه القوات كافة، زمام المبادرة، وباتت تكبّد فلول الارهاب الدواعش خسائر كبيرة وفادحة، قصمت ظهر هذا التنظيم الارهابي، واصبحت فلوله تتخبط تحت الضربات القاصمة التي تتلقاها يوميا في قواطع المواجهة الممتدة على آلاف الكيلومترات.
هذه الانتصارات المتميزة ما كان لها أن تتحقق من دون الجهود القتالية الكبيرة التي يبذلها الجنود وافراد التشكيلات القتالية وقادتها في المواجهات اليومية مع عصابات داعش، المنتشرة في مساحات واسعة من محافظة الانبار والفلوجة وما يتبع لها اداريا وجغرافيا، وعلى الرغم من الظروف الجوية القاسية، وارتفاع درجات الحرارة على نحو غير مسبوق، مع وجود العواصف المغبرة، إلا ان القوات العراقية وتشكيلات الحشد الشعبي البطلة، تتحلى بإصرار منقطع النظير لدحر الارهاب وحسم المعركة لصالح العراق.
يتضح ذلك على نحو جلي بالنتائج التي تصل إلينا من الارض، فالبيانات العسكرية الرسمية تعلن بصورة مستمرة انتصارات كبيرة للقوات العراقية على الدواعش في الانبار والفلوجة والصقلاوية وحصيبة وغيرها من المناطق التي تدور فيها عمليات القتال المتواصلة ليلا ونهارا، وهذه الاخبار الواردة للشعب العراقي من جبهات القتال تثلج الصدر، وترفع من معنويات الشعب عاليا، فيكون خير سند للقوات القتالية المنتشرة في مناطق المواجهات كافة.
مؤازرة القوات العراقية
هذه الانتصارات الكبيرة، لم تخفف من ظاهرة الفساد السياسي والاداري والمالي التي تدور رحاها في العراق منذ سنوات متواصلة، ويرى المراقبون أن وتيرة الانتصارات الكبيرة التي تتحقق ضد داعش والارهاب والتطرف، يتزامن معها انتشار فساد واضح بين المسؤولين الذين يديرون المؤسسات الحكومية في معظم الوزارات، بما فيها وزارة الدفاع نفسها.
إن المتوقَّع من قادة البلد والمسؤولين كافة، أن يؤازروا القوات العراقية البطلة التي باتت تزف الانتصارات يوميا للعراقيين، ويُقال أن الازمات تجعل الناس جميعا اكثر حرصا على ببعضهم واكثر تقاربا بينهم لمواجهة الازمات، فما بالك عندما يتعلق الامر بتهديد الوجود والارض والتاريخ، كما تهدف إليه العصابات الاجرامية لداعش، فكان المتوقّع أن يتم دعم المقاتلين معنويا وماديا، من خلال تقليص حالات الفساد الى اقصى حد ممكن، وخاصة ما يتعلق بالفساد الاداري والمالي، حتى يتم توفير المبالغ المالية الطائلة التي يحتاجها المقاتلون على الارض، في جانب التسليح والتموين الغذائي والمائي وشراء الاسلحة المتطورة وما شابه.
ولكن في حقيقة الامير تشير أدلة كثيرة، الى تفشي فساد عدد من مؤسسات الدولة العراقية، وتورط بعض المسؤولين والقادة في هذا الجانب، الامر الذي يتعارض على نحو تام مع ما تقدمه القوات العراقية بتشكيلاتها البطلة كافة، من انتصارات كبيرة في مواقع القتال، وهذا في الحقيقة ام يثير الاستغراب حقا، ففي الوقت الذي يقدم فيه آلاف العراقيين ارواحهم ودماءهم في سبيل الوقف بوجه داعش والحفاظ على وحدة البلاد والشعب وحماية العرض.
نلاحظ في هذا الوقت بالذات استمرار ظاهرة الفساد، بل وظهور حالات فساد كبيرة، وكأنها محاولات تقف الى جانب الارهاب ضد ما يتحقق من انتصارات لقوتنا البطلة؟، انه فعلا أمر يثير الغرابة، وينشر العديد من التساؤلات بشأن انتشار الفساد في مقابل الانتصارات على داعش؟!.
إن جميع العراقيين يتساءلون اليوم، كيف للقادة السياسيين والطبقة السياسية كافة، واصحاب القرار، والتنفيذ في المؤسسات الادارية والاقتصادية وغيرها، كيف لهؤلاء أن يسمحوا للفساد بالانتشار في وقت يقدم فيه مقاتلونا الابطال أروع صور التضحية، في سبيل الارض والعرض والمقدسات؟؟، إنها اسئلة تطرح نفسها بقوة على المعنيين.
إجراءات مبتكرة لمكافحة الفساد
إن ظاهرة الفساد تتناقض على نحو واضح وكبير، مع المعنويات الكبيرة التي تتحلى بها قواتنا البطلة في تشكيلاتها كافة، لاسيما في الحشد الشعبي وأبناء العشائر وباقي الصنوف والتشكيلات المقاتلة، لهذا ينبغي التصدي على وجه السرعة الى هذا التناقض الغريب بين الحالتين، (الانتصارات تقابلها ظاهرة الفساد)، ومن الواجب أن تتحرك الجهات الرسمية المعنية في الحكومة العراقية وفي مؤسسات الدولة أيضا للتصدي لهذا التناقض الغريب، من خلال القيام بما يلي:
- الوقوف الفعلي الى جانب قواتنا البطلة، ليس بالقول فقط وانما بالفعل المشهود.
- أن يتم الشروع الفوري المدروس والمنظّم باتخاذ الاجراءات الرادعة لمظاهر الفساد كافة، خاصة في المؤسسات المالية والاقتصادية الانتاجية والخدمية.
- أن تقوم الجهات ذات العلاقة، لاسيما الحكومية منها ومؤسسات الدولة، بإيصال الرسائل الداعمة للقوات القتالية، وذلك من خلال كبح جماح الفساد واصحابه بقوة.
- استخدام سبل ووسائل نوعية وطرق مبتكرة في مكافحة الفساد بكل اشكاله.
- نشر ثقافة الشعور بالمسؤولية بين جميع المسؤولين والموظفين الذين تسنح لهم الفرصة بالتجاوز على المال العام.
- أن تعمل الجهات المعنية كافة على ترسيخ شعور قوي بين المسؤولين، مفاده أن الوطن اذا ضاع، لا يمكن تعويضه بأموال الفساد وصفقاته.
- ان تقوم المؤسسات الدينية بدورها في جانب التوعية والردع الشرعي، من اجل الحفاظ على الانتصارات الكبيرة المتحققة على داعش.
- أن يتم الاحتفال بالانتصارات المستمرة لقواتنا بطرق مبتكرة لا تنهك المال العام.
- التأكيد على الوسائل الاعلامية بكل انواعها على مؤازرة قواتنا البطلة، ومواكبة الاحداث على مدار الساعة في ساحات القتال.
- توفير الدعم المادي والمعنوي للمقاتلين، من خلال اجراءات حكومية، تقلل رواتب المسؤولين الكبار واصحاب الدرجات الخاصة، وتضيفها على ميزانية التشكيلات المقاتلة وافرادها.