من أنواع الرذائل.. صغر النفس، دناءة الهمة، عدم الغيرة والحمية
جامع السعادات
2024-10-20 05:09
ومن أنواع الرذائل ولوازمها المتعلقة بالقوة الغضبية:
صغر النفس
وهو ملكة العجز عن تحمل الواردات، وهو من نتائج الجبن، ومن خبائث الصفات. وتلزمه الذلة والمهانة، وعدم الاقتحام في معالي الأمور، والمسامحة في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف، والاضطراب بعروض أدنى شيء من البلايا والمخاوف. وقد ورد في الأخبار بأن المؤمن بريء عن ذلة النفس، قال الصادق عليه السلام: (إن الله عز وجل فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا: أما تسمع الله تعالى يقول: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا، إن المؤمن أعز من الجبل، الجبل يستقل منه بالمعاول والمؤمن لا يستقل من دينه شيء. وقال عليه السلام: (إن الله فوض إلى المؤمن كل شيء إلا إذلال نفسه). وقد وردت بهذا المضمون أخبار أخر. وعلاجه ما تقدم في معالجة الجبن.
كبر النفس وصلابتها
وضده (كبر النفس وصلابتها)، وقد عرفت أنه ملكة التحمل لما يرد عليه كائنا ما كان. وقد دلت الأخبار على أن المؤمن ذو صلابة وعزة ومهابة، وكل ذلك فرع كبر النفس. قال الباقر عليه السلام: (المؤمن أصلب من الجبل)، وقال عليه السلام: (إن الله تعالى أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا والآخرة، والفلح في الدنيا والآخرة: والمهابة في صدور الظالمين).
وصاحب هذه الملكة لا يبالي بالكرامة والهوان، ويتساوى عنده الفقر واليسار والغنى والإعسار، بل الصحة والمرض والمدح والذم، ولا يتأثر بتقلب الأمور والأحوال. وهي ملكة شريفة ليست شريعة لكل وارد، ولا يصل إليها إلا واحد بعد واحد، بل لا يحوم حولها إلا أوحدي من أفاضل الحكماء، أو ألمعي قوي القلب من أماثل العرفاء. وطريق تحصيلها -بعد تذكر شرافتها- أن يتكلف في المواظبة على آثارها والاجتناب عما ينافيها، حتى تحصل بالتدريج.
الثبات أخص من كبر النفس
قد عرفت أن الثبات أخص من كبر النفس، وهو ملكة التحمل على الخوض في الأهوال، وقوة المقاومة مع الشدائد والآلام، بحيث لا يعتريه الانكسار، وإن زادت وكثرت. وضده الاضطراب في الأهوال والشدائد، ومن جملة الثبات الثبات في الإيمان، وهو اطمئنان النفس في عقائدها، بحيث لا يتزلزل فيها بالشبهات، قال الله تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة) إبراهيم 27.
وهذا الاطمئنان من شرائط كسب الكمال وفضائل الأعمال، إذ ما لم تستقر النفس على معتقداتها في المبدأ والمعاد لم يحصل لها العزم البالغ على تحصيل ما يتوقف فائدته عليها، فمن ليس له هذا الثبات لا تجده ثابتا ومواظبا على شيء من الأعمال الفاضلة، بل هو: (كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران) الأنعام 71، والمتصف به مواظب لها دائما من غير فتور. وعدم هذا الثبات لعدم البصيرة الباطنة أو لضعف في النفس. فوجوده يحصل من المعرفة وقوة النفس، فهو من فضائل العاقلة وقوة الغضب، وعدمه من رذائل إحداهما أو كليهما.
دناءة الهمة
ومن أنواع الرذائل ولوازمها المتعلقة بالقوة الغضبية: دناءة الهمة، وهو قصور النفس عن طلب معالي الأمور وقناعتها بأدانيها، وهو من نتائج ضعف النفس وصغرها. وضده (علو الهمة)، وهو ملكة السعي في تحصيل السعادة والكمال وطلب معالي الأمور، من دون ملاحظة منافع الدنيا ومضارها، حتى لا يعتريه السرور بالوجدان ولا الحزن بالفقدان، بل لا يبالي في طريق الطلب بالموت والقتل وأمثالهما. وصاحب هذه الملكة هو المؤمن الحقيقي الشائق للموت، والموت تحفة له، وأعظم سرور يصل إليه، كما ورد في الأخبار.
وهذه الملكة من نتائج كبر النفس وشجاعتها، وهي أعظم الفضائل النفسانية، إذ كل من وصل إلى المراتب العظيمة والأمور العالية فإنما وصل إليها لأجلها، إذ صاحبها لا يرضى بالمراتب الدنية، ويشمر لتحصيل المراتب العالية والأمور المتعالية، وفي جوهر الإنسان وجبلته أن يصل إلى كل ما يجتهد في طلبه: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت 69. من طلب الشيء وجد وجد. ومن أفراد علو الهمة الشهامة، وهو الحرص على اقتناء عظائم الأمور توقعا لجميل الذكر على مر الدهور.
عدم الغيرة والحمية
ومن أنواع الرذائل ولوازمها المتعلقة بالقوة الغضبية: عدم الغيرة والحمية، وهو الإهمال في محافظة ما يلزم محافظته: من الدين، والعرض، والأولاد، والأموال. وهو من نتائج صغر النفس وضعفها، ومن المهلكات العظيمة، وربما يؤدي إلى الدياثة والقيادة. قال رسول الله (ص): (إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب). وقال (ص): (إذا غير الرجل في أهله أو بعض مناكحه من مملوكته فلم يغر، بعث الله إليه طائرا يقال له (القندر) حتى يسقط على عارضة بابه، ثم يمهله أربعين يوما، ثم يهتف به: إن الله غيور يحب كل غيور، قال هو غار وغير وأنكر ذلك فأكبره، وإلا طار حتى يسقط على رأسه فيخفق بجناحيه على عينيه ثم يطير عنه، فينزع الله منه بعد ذلك روح الإيمان، وتسميه الملائكة: الديوث. وقال (ص): (كان إبراهيم غيورا وأنا أغير منه، وجدع الله أنف من لا يغار على المؤمنين والمسلمين). وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (يا أهل العراق ! نبئت أن نساءكم يدافعن الرجال في الطريق، أما تستحيون؟). وقال (ع): (أما تستحيون ولا تغارون، نساؤكم يخرجن إلى الأسواق ويزاحمن العلوج؟).
وضده (الغيرة والحمية)
وهو السعي في محافظة ما يلزم محافظته، وهو من نتائج الشجاعة وكبر النفس وقوتها، وهي شرائف الملكات، وبها تتحقق الرجولية والفحلية، والفاقد لها غير معدود من الرجال. قال رسول الله (ص): (إن سعدا لغيور، وأنا أغير من سعد، والله أغير مني). وقال (ص): (إن الله لغيور، ولأجل غيرته حرم الفواحش)، وقال: (إن الله يغار، والمؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي الرجل المؤمن ما حرم الله عليه). وقال الصادق عليه السلام: (إن الله تعالى غيور ويحب الغيرة، ولغيرته حرم الفواحش ظاهرها وباطنها).
الغيرة على الدين والحريم والأولاد
مقتضى الغيرة والحمية في (الدين) أن يجتهد في حفظه عن بدع المبتدعين، وانتحال المبطلين، وقصاص المرتدين وإهانة من يستخف به من المخالفين، ورد شبه الجاحدين، ويسعى في ترويجه ونشر أحكامه، ويبالغ في تبيين حلاله وحرامه، ولا يتسامح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومقتضى الغيرة على (الحريم) ألا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها، فيحفظهن عن أجانب الرجال، ويمنعهن عن الدخول في الأسواق قال رسول الله (ص) لفاطمة (ع): أي شيء خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل. فضمها إليه، وقال: ذرية بعضها من بعض.
وأما مقتضى الغيرة على (الأولاد): إن تراقبهم من أول أمرهم، فاستعمل في حضانة كل مولود له وإرضاعه امرأة صالحة تأكل الحلال، إذ الصبي الذي تتكون أعضاؤه من اللبن الحاصل من غذاء حرام يميل طبعه إلى الخبائث، لأن طينته انعجنت من الخبث. وإذا بدأت فيه مخائل التمييز فينبغي أن يؤدب بآداب الأخيار. ولما كان أول ما يغلب عليه من الصفات شره الطعام، فينبغي أن يؤدب فيه بأن يؤمر بألا يأخذ إلا بيمينه، ويقول (باسم الله) عند أكله، ويأكل مما يليه، ولا يبادر إلى الطعام قبل غيره، ولا يحدق إلى الطعام ولا إلى من يأكل، ولا يسرع في الأكل، ويمضغ الطعام مضغا جيدا، ولا يلطخ ثوبه ولا يده. ويقبح عنده كثرة الأكل بأن يذم كثير الأكل ويشبه بالبهائم، ويمدح الصبي الذي يقنع بالقليل، ويحبب إليه الإيثار بالطعام وقلة المبالاة به، والقناعة بأي طعام اتفق. ثم يؤدب في أمر اللباس، حتى لا يخرج فيه عن زي الأبرار وأهل الورع، فيحبب إليه ثياب القطن والبيض، دون الإبريسم الملون، ويقرر عنده بأن ذلك شأن النساء والمخنثين، والرجال يستنكفون منه، ويحفظ من الصبيان الذين تعودوا التنعم والترفه والزينة. ثم يؤدب في الأخلاق والأفعال ويبالغ في ذلك، لأن الصبي إذا أهمل في أول نشوه خرج في الأكثر ردي الأخلاق والأفعال، فيكون كذابا، حسودا، لجوجا، عنودا سارقا، خائفا، ذا ضحك وفضول، وربما صار مخنثا مائلا إلى الفسوق والفجور، فينبغي أن يحفظ من قرناء السوء، وهو الأصل في تأديبه. يسلم إلى معلم دين صالح، يعلمه القرآن وأحاديث الأخبار وحكايات الأبرار، لينغرس في نفسه حب الصالحين. ويحفظ عن الأشعار التي فيها ذكر الفسوق وأهله، إذ ذلك يغرس في قلبه بذر الفساد.
وينبغي أن يؤذن له بعد الفراغ من المكتب باللعب المباح الجميل حتى يستريح من تعب الأدب، ولا يموت قلبه، ولا ينقص ذكاه. ويعلم محاسن الأخلاق والأفعال، ويجنب عن خبائث الصفات ورذائل الأعمال فيخوف من الحسد، والعداوة، والجبن، والبخل، والكبر، والعجب ويحذر من السرقة، وأكل الحرام، والكذب، والغيبة، والخيانة، والفحش واللعن، والسب، ولغو الكلام.. وغير ذلك. ويرغب في الصبر، والشكر، والتوكل، والرضا، والشجاعة، والسخاء، والصدق، والنصيحة... وغير ذلك من محاسن الأخلاق وفضائلها. ويمدح عنده الأخيار ويذم الأشرار، حتى يصير الخير عنده محبوبا، ويصير الشر عنده مبغوضا. وإذا بلغ سن التمييز، يؤمر بالطهارة والصلاة، وبالصوم في بعض الأيام من شهر رمضان، ويعلم أصول العقائد وكل ما يحتاج إليه من حدود الشرع. ومهما ظهر منه خلق جميل أو فعل محمود، فينبغي أن يكرم عليه ويجازى لأجله بما يفرح به، ويمدح بين أظهر الناس. وإن ظهر منه فعل قبيح مرة واحدة ينبغي أن يتغافل عنه ولا يهتك سره، ولا يظهر له أنه يتصور أن يتجاسر أحد على مثله، (لا) سيما إذا ستره الصبي واجتهد في إخفائه، فإن إظهار ذلك ربما يفيده جسارة حتى لا يبالي بالمكاشفة بعد ذلك، فإن عاد ثانيا إلى مثله، فينبغي أن يعاتب عليه سرا ويعظم الأمر فيه، ويقال له: إياك أن يطلع على فعلك هذا أحد فتفتضح عند الناس. ولا يكثر العتاب عليه حتى يسقط وقع الكلام من قلبه. وليكن الأب حافظا هيبته في الكلام والحركات معه. وينبغي للأم أن تخوفه بالأب. وينبغي أن يمنع من كل ما يفعله خفية، فإنه لا يخفيه إلا وهو يعتقد أنه قبيح، فإذا ترك يعود فعل القبيح. ويعود الوقار والطمأنينة في المشي وسائر الحركات والأفعال وعدم كشف أطرافه، والتواضع والاكرام لكل من عاشره، والتلطف معه في الكلام، ويعلم طاعة والديه، ومعلمه، ومؤدبه، وكل من هو أكبر سنا منه، من قريب وبعيد، ويعود النظر إليهم بعين التعظيم والجلالة وترك اللعب بين أيديهم.
ويمنع من الفخر على أقرانه بشيء مما تملكه نفسه أو والده. ويخوف من أخذ شيء من الصبيان أو الرجال، أو يذكر له أن الرفعة في العطاء، والأخذ لؤم وخسة ومهانة وذلة، فإنه دأب الكلب، إذ هو يتبصبص في انتظار لقمة، ويقبح عنده حب الذهب والفضة، ويحذر منهما أكثر مما يحذر من الحيات والعقارب، إذ آفة حبهما أكثر من آفة السموم وقد هلك لأجله كل من هلك العالم. ويعود ألا يبصق في مجلسه، ولا يتمخط، ولا يتمطط، ولا يتثاءب بحضرة غيره، ولا يستدبر غيره، ولا يضع رجلا على رجل، ولا يضرب كفه تحت ذقنه، لأنه دليل الكسل. ويعلم كيفية الجلوس والحركة والسكون. ويمنع من النوم في النهار، ومن التنعم في المفرش والملبس والمطعم، بل يعود الخشونة فيها حتى تتصلب أعضاؤه، ولا يستخف بدنه، يذكر له أنها خلقت لدفع الضرر والألم لا لأجل اللذة الأطعمة. وإن أدوية يتقوى الإنسان بها على عبادة الله، وإن الدنيا كلها لا أصل لها ولا بقاء لها، وإن الموت يقطع نعيمها، وإنها دار ممر لا دار مقر. وإن الآخرة هي دار القرار ومحل الراحة واللذات، والكيس العاقل من تزود من الدنيا للآخرة.
وينبغي أن يمنع من كثرة الكلام، ومن الكذب، واليمين ولو كان صدقا، ومن اللهو واللعب والسخرية وكثرة المزاح، ومن أن يبتدئ بالكلام، ويعود ألا يتكلم إلا جوابا وبقدر السؤال، وأن يحسن الاستماع مهما تكلم غيره ممن هو أكبر سنا منه، وأن يقوم لمن هو أكبر منه، ويوسع له المكان ويجلس بين يديه. فإذا تأدب الصبي بهذه الآداب في صغره صارت له بعد بلوغه ملكات راسخة، فيكون خيرا صالحا. وإن نشأ على خلاف ذلك، حتى ألف اللعب والفحش، والوقاحة، والخرق، وشره الطعام، واللباس، والتزين والتفاخر بلغ وهو خبيث النفس كثيف الجوهر، وكان وبالا لوالديه، وصدر منه ما يوجب الفضيحة والعار.
فيجب على كل والد ألا يتسامح في تأديب ولده في حالة الصبا، لأنه أمانة الله عنده، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة عن كل نقش وصورة، وقابل للخير والشر، وأبواه يميلان به إلى أحدهما، فإن عود الخير نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل شقى وهلك، وكان الوزر في رقبة أبيه أو من كان فيما ووليا له. ثم الصبية تؤدب بمثل ما مر، إلا فيما يتفاوت به الصبي والصبية، فيستعمل ما يليق بها، ويجب السعي في جعلها ملازمة للبيت، والحجاب، والوقار، والعفة، والحياء، وسائر الخصال التي ينبغي أن تتصف بها النساء. ثم ينبغي أن يتفرس من حال الصبي أنه مستعد لأي علم وصناعة، فيجعل مشغولا باكتسابه ويمنع من اكتساب غيره، لئلا يضيع عمره ولا تترتب عليه فائدة، إذ كل أحد ليس مستعدا لكل صناعة، وإلا لاشتغل الجميع بأشرف الصناعات، واختلاف الناس وتفاوتهم في هذا الاستعداد لتوقف قوام النوع وانتظام العالم عليه.
وأما الغيرة على (المال)، فلا تظن أنها ليست ممدوحة لسرعة فناء المال وعدم اعتناء الأخيار، إذ كل إنسان ما دام في دار الدنيا محتاج إليه، وتحصيل الآخرة أيضا يتوقف عليه. إذ كسب العلم والعمل موقوف على بقاء البدن وهو موقوف على بدل مما يتحلل عنه من الأغذية والأقوات. فلا بد لكل عاقل أن يعتني بالمال ويجتهد في حفظه وضبطه، بعد تحصيله من المداخل الطيبة والمكاسب المحمودة، ومقتضى السعي في حفظه المعبر عنه بالغيرة عليه ألايصرفها في مصرف لا تترتب عليه فائدة لآخرته أو دنياه، كإنفاقه للرياء والمفاخرة والتضيف، أو بذله على غير المستحقين بلا داع ديني أو دنيوي أو عادي، أو تمكينه الظلمة والسارقين وأهل الخيانة من أخذه علانية أو سرا، أو عدم مبالاته بتضييعه من غير أن يصل نفعه إلى أحد، أو إسرافه في بذله، أو غير ذلك من المصارف التي ليست راجحة بحسب العقل والشرع ولا يعود إليه عوض في الآخرة والدنيا. بل مقتضى الغيرة عليه أن يصرف جميع أمواله في حياته في المصارف التي تعود فائدتها إلى نفسه، ولا يترك شيئا منها لوراثه إلا للأخيار من أولاده، إذ بقاؤهم بمنزلة بقائه، ويترتب على وجودهم -مع حسن حالهم وعيشهم- جميل الذكر وجزيل الثواب له بعد موته.