حصاد الكوارث الطبيعة في عام 2016
مروة الاسدي
2017-01-09 06:34
بحديث الأرقام شهد العالم في عام 2016 كوارث طبيعية عديدة تسبب في مقتل 8700 شخص وهو ما يقل بكثير عن 25 ألفا و400 شخص ماتوا بسبب كوارث طبيعية في 2015 وعن متوسط عشرة عند 60 ألفا و600 شخص، كما أدت الكوارث الطبيعية إلى انتقال 26 مليون شخص إلى ما دون عتبة الفقر المحددة ب1,90 دولارا في اليوم.
ومن ابرز المناطق التي شهدت كوراث هائلة كانت اسيا حيث ضربت الزلازل اليابان والفيضانات المدمرة في الصين -التي غطى التأمين اثنين بالمئة فقط من خسائرها- أعلى الكوارث الطبيعية تكلفة من حيث قيمة التأمين خلال عام 2016. لكن العام الماضي شهد ثاني أقل معدل وفيات نتيجة الكوارث الطبيعية خلال 30 عاما، ولم يشمل التأمين خسائر بلغت قيمتها نحو 125 مليار دولار، وكان هذا العام الأعلى تكلفة في تعويض الضرر الناتج عن الكوارث الطبيعية بعد ثلاث سنوات من الخسائر القليلة نسبيا كما يزيد عن متوسط عشرة أعوام عند 45.1 مليار دولار، ومنطقة آسيا والمحيط الهادي معرضة بشكل خاص للكوارث ومن أسباب ذلك حد الزيادة السكانية السريعة والعدد الكبير من الفقراء في المدن والذين يميلون للعيش في مناطق معرضة للخطر مثل المناطق العشوائية وعلى ضفاف الأنهار.
لذا يرى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إنه يجب على الدول الآسيوية زيادة الاستثمار في مجال تقليص خطر الكوارث قبل "فوات الآوان بالنسبة لكثيرين " في منطقة تشهد كوارث متكررة من أعاصير وزلازل إلي فيضانات.
اما في أوروبا ضرب زلزال قوته 7.8 درجة وسط نيوزيلندا فقتل شخصين على الأقل وألحق أضرارا بطرق ومبان وخلفته المئات من التوابع القوية، في حين تسببت عاصفة هبت على مدينة ملبورن الأسترالية في إصابة الآلاف بأزمات صدرية مما أسفر عن وفاة أربعة على الأقل وأعلنت السلطات حالة طوارئ صحية "على نطاق غير مسبوق"، ونظرا للخسائر الجسيمة التي تسببها الكوارث الطبيعية يرى الخبراء والباحثون إن من الضروري الاستعداد لمواجهتها والتقليل من الخسائر الاقتصادية والاجتماعية من خلال تعزيز ثقافة الحد من الكوارث الطبيعية بما في ذلك محاولة منع الكوارث إن أمكن والتخفيف منها والتأهب لها والتصدي والإنقاذ، التركيز الشديد على الوقاية من أخطار الكوارث، التركيز على أهمية نظم الإنذار المبكر، عمل البحوث العلمية ذات العلاقة بالموضوع والتعلم من الدروس السابقة للكوارث، تقوية البنى الأساسية، وجود خطط طوارئ على المستوى الوطني والمستوى المنزلي وحتى المستوى الشخصي قابلة للتطبيق في الوقت المناسب، والعمل على قيام تعاون دولي وعالمي.
خسائر الكوارث عشرة آلاف قتيل و158 مليار دولار
قالت شركة سويس ري لإعادة التأمين إن أكثر من عشرة آلاف شخص فقدوا أرواحهم نتيجة لكوارث طبيعية أو كوارث من صنع الإنسان خلال 2016 وإن القيمة الإجمالية للخسائر المالية لا تقل عن 158 مليار دولار، وزادت قيمة الخسائر الخاضعة للتأمين بما يقرب من الثلث لتصل إلى ما يقدر بمبلغ 49 مليار دولار ارتفاعا من 37 مليارا في عام 2015 لكن هذا المبلغ لا يغطي سوى أقل من ثلث تكاليف الكوارث على مدار العام.
وقالت الشركة في بيان "الفجوة بين الخسائر الإجمالية والخسائر الخاضعة للتأمين في 2016 تبين أن الكثير من الحوادث وقعت في مناطق ينخفض فيها معدل التغطية التأمينية"، وأضافت أن أكثر الكوارث فتكا في 2016 كان الإعصار ماثيو الذي راح ضحيته 733 قتيلا الغالبية العظمى منهم في هايتي. بحسب رويترز.
وتسبب الإعصار في دمار شديد في هايتي وعلى امتداد شرق الكاريبي في أكتوبر تشرين الأول قبل أن يتجه إلى الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة مخلفا وراءه خسائر قيمتها ثمانية مليارات دولار يغطي التأمين أربعة مليارات منها.
وذكرت تقديرات أخرى أن الخسائر التي يشملها التأمين تصل إلى ثمانية مليارات دولار، وسقط 137 قتيلا في سلسلة من الهزات الأرضية التي وقعت في مقاطعة كوماموتو اليابانية من بينها زلزال بلغت قوته سبع درجات في ابريل نيسان وكان أشد الكوارث من حيث الكلفة المالية في 2016 إذ بلغت خسائره 20 مليار دولار لا يغطي التأمين سوى ربعها.
وقدرت سويس ري كلفة حرائق الغابات في منطقة فورت مكموري بكندا بمبلغ 3.9 مليار دولار على المستوى الاقتصادي و2.8 مليار دولار لشركات التأمين. وتمثل تلك أسوأ كلفة تكبدتها شركات التأمين في البلاد.
الكوارث الطبيعية تتسبب بخسائر تقارب 520 مليار دولار سنويا
على هامش مؤتمر "الأطراف" المنعقد في مدينة مراكش بالمغرب، نشر البنك الدولي تقريرا يفيد بأن الكوارث الطبيعية تتسبب بخسائر تقدر بـ 520 مليار دولار، وتدفع 26 مليون شخص إلى الفقر سنويا، أفاد البنك الدولي أن الكوارث الطبيعية تتسبب بخسائر تقارب 520 مليار دولار في السنة، وتدفع 26 مليون شخص إلى الفقر، في تقرير نشر الإثنين على هامش مؤتمر الأطراف المنعقد في مدينة مراكش بالمغرب.
وأوضح البنك الدولي أن هذه التقديرات للخسائر تزيد بـ60% عن تقديرات الأمم المتحدة، موضحا أنه أخذ في أرقامه بالأضرار التي يتكبدها الأكثر فقرا، وجاء في التقرير أن "العواقب الاقتصادية والإنسانية المترتبة على الكوارث الطبيعية أكبر بكثير مما كنا نعتقد". ولم يقتصر معدو التقرير في تقديراتهم على الخسائر المادية وحدها (مبان ومنازل وطرقات وغيرها)، بل أيضا على خسائر "رفاه" السكان (العجز عن تأمين نفقات الصحة والغذاء والتعليم وغيرها)، من جانبه، صرح ستيفان هالغات منسق التقرير لوكالة فرانس برس، أن "الخسائر المادية ليست مؤشرا جديا لأنها لا تأخذ في الاعتبار بشكل كاف الأكثر فقرا".
شركات التأمين دفعت 50 مليار دولار تعويضات عن كوارث طبيعية في عام 2016
قالت ميونيخ ري لإعادة التأمين في تقريرها السنوي عن الكوارث الطبيعية إن شركات التأمين دفعت نحو 50 مليار دولار في مطالبات تعويضات لأضرار الكوارث الطبيعية وهو ما يصل تقريبا لمثلي المبلغ المدفوع في عام 2015 وبلغ 27 مليار دولار.
وقال تورستن جيورك عضو مجلس الإدارة بالشركة "الخسائر التي حدثت خلال عام واحد عابرة بشكل واضح ولا يمكن اعتبارها اتجاها. النسبة المئوية المرتفعة للخسائر التي لا يشملها التأمين خاصة في الأسواق الناشئة والدول النامية لا تزال مبعث قلق"، وتعمل شركات إعادة التأمين كداعم مالي لشركات التأمين حيث تدفع جزءا كبيرا من مطالبات التعويضات الكبيرة عن أضرار كوارث مثل العواصف والزلازل مقابل جزء من الأقساط التأمينية.
وبلغت قيمة الخسائر الناتجة عن زلزالين في جزيرة كيوشو جنوب اليابان في أبريل نيسان 31 مليار دولار فيما تسببت الفيضانات في الصين في شهري يونيو حزيران ويوليو تموز في خسائر قدرها 20 مليار دولار.
وتضررت أمريكا الشمالية بمزيد من الكوارث الطبيعية عن أي عام مضى منذ 1980 حيث بلغت الخسائر الإجمالية 10.2 مليار دولار. وكان الإعصار ماثيو أخطر كارثة طبيعية. وتركز معظم تأثيره في هايتي حيث تسبب في مقتل نحو 550 شخصا.
على آسيا زيادة الاستثمار في تقليص خطر وقوع كوارث
قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إنه يجب على الدول الآسيوية زيادة الاستثمار في مجال تقليص خطر الكوارث قبل "فوات الآوان بالنسبة لكثيرين " في منطقة تشهد كوارث متكررة من أعاصير وزلازل إلي فيضانات.
وتقول الأمم المتحدة إن منطقة آسيا والمحيط الهادي أكثر المناطق في العالم تعرضا للكوارث إذ بلغ نصيبها أكثر من نصف 344 كارثة وقعت العام الماضي أدت إلى مقتل ما يربو على 16 ألف شخص وتأثر 59 مليون شخص بها في المنطقة وحدها.
وقال الحاج آسي سي الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن المنطقة حققت تحسنا في معالجة الكوارث ولكن بوسع آسيا أن تفعل المزيد من خلال زيادة استثماراتها في مجال تقليص الخطر. بحسب رويترز.
وأردف قائلا لمؤسسة تومسون رويترز خلال زيارة قام بها لجاكرتا في الآونة الأخيرة "إذا أجريتم مقارنة ما كان موجودا قبل خمس أو عشر سنوات فإن الدول أصبحت مجهزة بشكل أفضل ومستعدة بشكل أفضل، وقالت أحدث بيانات للأمم المتحدة في مارس آذار إن أكثر من 700 مليون شخص يعيشون حاليا في مناطق تعتبر معرضة لخطر كوارث "بالغ" أو"مرتفع" وإن هذا العدد قد يصل إلى مليار نسمة بحلول 2030.
"دمار هائل" بعد زلزال قوي وتوابع في نيوزيلندا
ضرب زلزال قوته 7.8 درجة وسط نيوزيلندا فقتل شخصين على الأقل وألحق أضرارا بطرق ومبان وخلفته المئات من التوابع القوية، وانتقلت فرق الطوارئ في طائرات هليكوبتر إلى منطقة مركز الزلزال الذي وقع بعد منتصف الليل على بعد نحو 91 كيلومترا شمال شرقي مدينة كرايستشيرش بجزيرة ساوث أيلاند وسط تقارير عن إصابات وانهيار مبان، وقال وزير الدفاع المدني جيري براونلي عبر تويتر إن رئيس الوزراء جون كي قال له بعدما حلق جوا فوق بلدة كايكورا الساحلية "إنه دمار هائل. لا أعلم ... يتطلب شهورا من العمل".
ووصف الانهيارات الأرضية في المنطقة بأنها "بشعة". وقال كي في بيان اطلعت عليه رويترز عن تكلفة إعادة الإعمار "نعتقد أن الأمر يتطلب مليارات الدولارات"، وانقطعت الكهرباء والاتصالات فيما جعلت الشقوق الكبيرة في الطرق والانهيارات الأرضية والأضرار الأخرى التي لحقت بالبنية التحتية من الصعب الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا، وتسبب تحذير من أمواج مد عاتية (تسونامي) في عمليات إجلاء جماعي بعد الزلزال الأول لكن جرى خفض التحذير بعدما ضربت أمواج كبيرة ولنجتون عاصمة نيوزيلندا الواقعة في جزيرة نورث أيلاند ومدينة كرايستشيرش. بحسب رويترز.
وأصبحت ولنجتون فعليا مدينة أشباح إذ تلقى العاملون فيها تعليمات بالابتعاد إلى أن يقيم مجلس المدينة المخاطر على المباني التي تضررت من الزلزال، ووقعت مئات التوابع وبلغت قوة أشدها 6.2 درجة في حوالي الساعة 1.45 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (0045 بتوقيت جرينتش) في نيوزيلندا حيث لا تزال ذكريات زلزال عنيف في 2011 حية في الأذهان، ولا زالت كرايستشيرش كبرى مدن جزيرة ساوث أيلاند تتعافى من الزلزال الذي وقع في 2011 وبلغت قوته 6.3 درجة وأسفر عن مقتل 185 شخصا.
وأعلن الدفاع المدني في نيوزيلندا حالة الطوارئ في منطقة كايكورا بعد وقت قصير من وقوع أكبر التوابع، وذكر موقع جيونت النيوزيلندي لقياس الزلازل أن الزلزال الأول يوم الاثنين كان بقوة 7.5 درجة لكن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قالت إنه كان بقوة 7.8 درجة. وهزت الزلازل والتوابع المباني وأيقظت السكان في أنحاء متفرقة من البلاد على بعد مئات الكيلومترات عن المركز.
عاصفة تصيب الآلاف بأزمات صدرية في أستراليا
تسببت عاصفة هبت على مدينة ملبورن الأسترالية في إصابة الآلاف بأزمات صدرية مما أسفر عن وفاة أربعة على الأقل وأعلنت السلطات حالة طوارئ صحية "على نطاق غير مسبوق"، وسقطت أمطار غزيرة وهبت الرياح مع بلوغ موسم الربيع ذروته في ولاية فكتوريا الجنوبية مما سمح بزيادة عدد حبوب اللقاح في الجو الأمر الذي يسبب حساسية لدى البعض، وذكرت السلطات الصحية في فكتوريا أن مستشفيات ملبورن عالجت أكثر من 8500 مريض بينما سعت أجهزة الطوارئ جاهدة لتوفير الرعاية اللازمة للمرضى، وقالت السلطات الصحية في بيان يوم الخميس "لا يزال هناك مرضى في وحدات العناية المركزة في ملبورن العاصمة بسبب هذا الحدث (العاصفة) وهناك ثلاثة في حالة حرجة"، وتابع البيان "كانت هذه حوادث غير متوقعة ومحزنة..نتابع حالات المرضى الذين يتلقون الرعاية في مستشفياتنا"، وقالت تقارير إعلامية إن أجهزة الطوارئ تتلقى مكالمات على مدار الساعة وجرى استدعاء العاملين من عطلاتهم.
مقتل ما يقرب من 100 وإصابة المئات جراء زلزال في إندونيسيا
قتل ما يقرب من مئة شخص وأصيب مئات آخرون في إندونيسيا يوم الأربعاء عندما ضرب زلزال قوي إقليم اتشيه واضطر رجال الإنقاذ بعده لاستخدام الجرافات والأيدي بحثا عن ناجين تحت أنقاض عشرات المباني التي تهدمت.
وقالت حكومة إقليم اتشيه إن عدد القتلى من جراء زلزال بقوة 6.5 درجة ضرب الإقليم بلغ 93 قتيلا في حين أصيب 500 آخرين، وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال وقع بعد الخامسة صباحا مباشرة (2200 بتوقيت جرينتش) على عمق 17 كيلومترا على الساحل الشمالي الشرقي لاتشيه. ولم يصدر أي تحذير من وقوع موجات مد (تسونامي) بعد الزلزال، وقالت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث إن رجال الإنقاذ ما زالوا يفتشون أنقاض عشرات المباني المنهارة بحثا عن ناجين. بحسب رويترز.
وقال سوتوبو نوجروهو المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث إن حالة الطوارئ أعلنت في اتشيه، وأضاف "نركز الآن في البحث عن الضحايا والناجين المحتملين"، وقال الرئيس جوكو ويدودو إنه كلف كبير موظفي الرئاسة بالتوجه إلى المنطقة التي ضربها الزلزال، وقال نوجروهو "إن كثيرا من الضحايا قتلوا أو أصيبوا ليس بسبب الزلزال ذاته لكن بسبب انهيار المباني"ن ونقلت فرق المتطوعين السكان المصابين إلى مستشفيات محلية لم تعد لديها قدرة على استقبال المزيد. وقال شاهد من رويترز إن كثيرا منهم حصلوا على العلاج في ممرات المستشفيات أو في خيام طوارئ نصبت على عجل وإن معظم الإصابات كسور في العظام وخدوش، وقال خير النوفا المسؤول في وكالة البحث والإنقاذ في اتشيه إن عشرات السكان ما زالوا مفقودين، وقالت وكالة إدارة الكوارث إن الناس شعروا بما لا يقل عن خمسة توابع للزلزال الأساسي، وشهدت تلك المنطقة دمارا هائلا في 2004 عندما سبب زلزال بلغت قوته 9.2 درجة موجات مد عملاقة أزالت بلدات بأكملها في إندونيسيا ودول أخرى مطلة على المحيط الهندي، وكانت إندونيسيا أكثر الدول نكبة إذ قُتل أكثر من 120 ألف شخص في أتشيه وحدها.