ثروة البحار والانهار.. بين الهدر والاستثمار

مروة الاسدي

2015-11-24 05:43

تحظى البيئة المائية بشكل عام لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان، عن طريق استثمار الانهار والبحار لما فيه صالح البشرية منذ عصور قديمة، وتكمن أهمية البيئة المائية من خلال تحقيق التوازن المناخي حيث تتسم البحار والمحيطات بارتفاع درجة حرارتها النوعية مما يتيح لها امتصاص كميات كبيرة من الحرارة الواصلة إليها من الطاقة الشمسية، وهذا التعرض للأشعة الشمسية ودرجات الحرارة المرتفعة يؤدي إلى تبخر مياه البحار وارتفاع ذراتها إلى الأعلى بفعل الرياح الصاعدة حيث تتجمع على هيئة سحب تندفع باتجاه اليابسة تحت تأثير الرياح والعوامل الجوية الأخرى مكونة الأمطار مصدر الماء العذب وتبدو أيضاً أهمية البيئة البحرية من خلال قدرة البحار والمحيطات على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو، وذلك من خلال عملية التمثيل الكلوروفيلي التي تقوم بها النباتات البحرية فتحول ذرات الكربون إلى نباتية وينطلق غاز الأوكسجين ليذوب في الماء ويتيح التنفس للكائنات الحية في البيئة البحرية.

وإضافة لما للبيئة من أهمية حيوية فإن لها أيضاً أهميتها الاقتصادية التي تنفرد بها عن غيرها من البيئات الأخرى من حيث كونها مصدراً للغذاء، فالأسماك البحرية تشكل مصدراً رئيسياً للغذاء لدى عدد كبير من الشعوب البحرية كما تذخر البيئة البحرية بالموارد الحية الأخرى بخلاف الأسماك التي تأتي في مقدمة الموارد الحية للبيئة البحرية، فهناك الحيوانات البحرية الأخرى المعروفة لنا مثل القشريات واللؤلؤ والمرجان إضافة للنباتات البحرية ونذخر البيئة البحرية أيضاً بمصادر هائلة من الموارد المعدنية والنفط والغاز وغيرها من الثروات المعدنية.

وتكمن أهمية البيئة البحرية أيضاً من حيث كونها طريقاً للمواصلات، ويقوم البحر أيضاً بدور الوسيط في تبادل السلع حيث يعتبر النقل البحري أفضل وسائل النقل في تبادل كميات كبيرة من السلع عبر المسافات الطويلة.

ويرى بعض المتخصصين بهذا الشأن انه مع انحسار الجليد في السنوات الماضية، بات عبور السفن التجارية الممر الشمالي الغربي الواصل بين آسيا واوروبا أمرا ممكنا، بعدما كان من المستحيلات في السابق.

بينما يعيش اكثر من نصف سكان هولندا في مناطق ادنى من سطح البحر كان من شأنها أن تبقى مناطق مستنقعات غير صالحة للاستغلال، لكن شبكة السدود في هذا البلد حولته الى خامس اقتصاد في منطقة اليورو، فقد كللت هولندا قرونا من العمل على منع مياه البحر من ان تغرق اراضيها بأن أصبحت الدلتا الأكثر أمنا في العالم، والرائدة في مجال التقنيات اللازمة لذلك وتصديرها الى انحاء العالم كلها، من نيو اورلينز في الولايات المتحدة الى استراليا مرورا بدلتا الميكونغ في جنوب شرق اسيا.

وفي الوقت الذي يتخوف العالم من ارتفاع منسوب البحار واشتداد وتيرة العواصف المدمرة بسبب الاحترار المناخي، اصبح البحث عن وسائل لحماية المناطق الساحلية ضرورة لدى العديد من الدول، وهو مجال صارت هولندا في موقع الريادة فيه.

من جهتهم تقدم مدافعون استراليون عن البيئة بشكوى جديدة امام القضاء ضد الضوء لاخضر الذذي منحته السلطات الاسترالية لمشروع منجم ضخم مثير للجدل معتبرين ان تأثيره على الحاجز المرجاني الكبير لم يؤخذ بالاعتبار كما يجب، ويثير مشروع كارمايكل للمجموعة الهندية اداني البالغة قيمته 16,5 مليار دولار استرالي (1,45 مليارات يورو) حفيظة المدافعين عن البيئة.

أما في المكسيك يقول المنتقدون إن تحويل المنطقة على شاطئ البحر الكاريبي في سبعينات القرن الماضي من مجرد قرية صغيرة للصيد الى سلسلة من الملاهي الليلية والفنادق الفاخرة أدى الى تراجع التنوع البيئي والى تلويث مصادر المياه فيما تسعى البنية الأساسية للصمود أمام هذه التحديات.

ويرى الخبراء البيئة المائية إن المسطحات المائية خاصة منها مجاري الأنهار والبحيرات أكثر عرضة للتلوث من مصادر المياه الأخرى لأنها على تماس مباشر مع النشاطات المختلفة للإنسان تحديداً منها الزراعية والصناعية، فالقطاع الزراعي يعد من أكثر القطاعات الأخرى استهلاكاً للماء. وبالتالي فإن مياه صرفه ( بالضرورة ) تكون أكبر حيث لا تقتصر ملوثاتها على الأملاح المنحلة من التربة وإنما على ما تحمله من ملوثات ناتجة عن استخدام الأسمدة والمبيدات، ومياه الصرف للقطاع الصناعي تتسرب هي الأخرى إلى مجاري الأنهار.

وعليه فان مما لاشك فيه أن الماء هو عصب الحياة وأهم مكون من مكوناتها وصدق الله عز وجل إذ يقول فى كتابه العزيز (وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يؤمنون).(الانبياء/30) ويوجد الماء فى الخلية الحية بنسبة تتراوح بين 50-60 % من وزن الخلية كما يوجد بنسبة 70 % من الوزن الكلى للخضروات وتزيد النسبة الى أكثر من 90 % من وزن الفاكهة ، وهو العنصر الاساسى لاستقرار الانسان وازدهار حضارته وأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة.

فيما يلي مجموعة من الاخبار والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول البيئة المائية للبحار والانهار حول العالم.

القطب الشمالي

في سياق متصل بات من الممكن للبحارة العاملين على متن كاسحة الجليد الكندية اموندسن ان يروا سفنا وناقلات تعبر خليج الملكة مود في اقصى الشمال الكندي، بين المحيطين الهادئ والاطلسي. بحسب فرانس برس.

وتعود الخرائط المستخدمة لهذه المنطقة الى الخمسينيات من القرن العشرين، وهي ليست عالية الدقة، بل انها قد تظهر هامش خطأ ببضع مئات من الامتار عن تلك الخرائط الحديثة التي ترسمها اجهزة تحديد المواقع الجغرافية (جي بي اس)، ويقول قائد كاسحة الجليد الكندية الان لاسيرت "حين يكون لون الخريطة ابيض، يعني ذلك ان هذه المنطقة لم تمسح، كثير من المناطق لم تمسح في هذه الخريطة".

ومع تقدم الكاسحة في المياه، يواصل البحارة اعمال الرصد والمسح لاعداد الخرائط، توازي مساحة المناطق القطبية في شمال كندا مساحة الاتحاد الاوروبي باسره، لكنها مناطق غير ممسوحة بشكل كاف، ويمكن ان يكون الابتعاد عن المسارات الاساسية للملاحة امرا شديد الخطورة، فحتى في الصيف، يبقي اجتياز هذا الممر محفوفا بالمخاطر، وهو بات مقصدا للسفن التجارية الراغبة بتوفير شهر من الابحار ووقود بقيمة عشرات الالاف من الدولارات، اذ انه يختصر سبعة الاف كيلومتر بين لندن وطوكيو.

اجتيزت هذه الطريق البحرية المختصرة اول مرة في العام 1906، على متن المركب الشراعي النروجي غيوا، علما ان البحث عن هذا الممر كان غاية الرحالة والمستكشفين منذ اكتشاف القارة الاميركية، في القرن العشرين، كان الممر خاليا من حركة الملاحة، سوى ما معدله سفينة واحدة في السنة، لكن في السنوات الخمس الماضية باتت مئات السفن تجتازه.

وتفرض كندا منذ العام 2010 على الناقلات الكبرى تقديم خريطة عن مسار الرحلة قبل الشروع في هذه المغامرة، حتى وان كان الاميركيون والاوروبيون يصنفون هذه المناطق البحرية على انها دولية، وقليلة هي السفن التي تجتاز المضيق كاملا من المحيط الهادئ الى المحيط الاطلسي او العكس، بل ان معظمها من سفن شحن وناقلات ترسو في المرافئ الكندية الشمالية لتفريغ حمولاتها لدى قرى الاسكيمو ومواقع الاستخراج المنجمي.

ويقول عالم المناخ روجر بوفوست العامل على متن كاسحة الجليد "لا يوجد في جوارنا اي اثر للجليد، هؤلاء الذي يشككون بالاحترار المناخي يدفنون رؤسهم بالتراب"، بعد 37 عاما امضاها هذا العالم في دراسة الجزر الكندية الشمالية الواقعة قرب القطب الشمالي، لم يكن يتوقع ان يرى هذا المشهد ابدا. ومع توالي اعداد الخرائط يبدو ان طريق الملاحة البحرية في خليج الملكة مود وقناة ماكلينتوك مفتوح تماما.

قبل 112 عاما، علق قبطان المركب النروجي "غيوا" للمستكشف رونالد اموندسن، الذي تحمل كاسحة الجليد اسمه، في هذا المكان لمدة عامين، وفي العام 1979 اضطرت كاسحة جليد تابعة لخفر السواحل ان تقطع رحلتها وان تعود ادراجها بعدما حال الجليد دون متابعتها طريقها، لكن الجليد ينحسر منذ عقود، وهذه السنة هي الاكثر حرا منذ البدء بتسجيل درجات الحرارة في العام 1880.

وتقول عالمة الجليد لورن كاندليش التي تعمل على متن كاسحة الجليد منذ العام 2008 "لقد دخلنا في مرحلة انتقالية، كان الجليد يستمر في فصول الصيف الماضية، اما في هذا الفصل فقد خلا القطب منه"، مضيفة ان الاحترار في المناطق القطبية لم يكن كما هو عليه الآن منذ الحقبة السابقة على العصر الجليدي الاخير الذي بدأ قبل 110 الاف عام وانتهى قبل عشرة الاف عام من الميلاد.

ويتخوف العلماء من ان تؤدي حركة الملاحة في القطب الشمالي الى الإضرار ببيئته. ويقول روجر بروفوست "حين كان الجليد يغطي المنطقة لم يكن هناك تهديد لهذه البيئة" التي تعيش فيها الحيتان والفقمات والدببة القطبية والطيور المتنوعة في ما يشبه المحمية الطبيعية، ويضيف "نخشى ان يتكرر هنا التسرب النفطي الذي وقع في خليج المكسيك عام 2010، ان وقع شيء كهذا هنا ستكون العواقب وخيمة".

كاليفورنيا

من جهتها قالت سلطات اتحادية إن أعداد أسماك زريعة السلمون الشتوية من نوع تشينوك بنهر سكرامنتو تراجعت بدرجة كبيرة حتي الآن هذا العام عما كان عليه الحال عام 2014 ما يثير القلق بأن الجفاف قد يؤدي إلى صعوبة تعافي هذه الأسماك المهددة بالانقراض، وقال خبراء الحياة البرية الاتحاديون إنه حتى الآن فقد تراجعت أعداد الزريعة هذا العام بنسبة 22 في المئة بالنهر بالمقارنة بالعام الماضي بالنسبة لهذه الأسماك التي تتمتع بالحماية بموجب القانون الأمريكي لحماية الأنواع المهددة بالانقراض. بحسب رويترز.

وقال جاروين يب رئيس العمليات المائية وفرع المشاورات بالدلتا بالادارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي في سكرامنتو "كان العام الماضي يمثل مشكلة وبدا أن المشكلة استمرت في العام الحالي إنه أمر يدعو إلى القلق"، وقال يب إن أسماك زريعة السلمون الشتوية تسبح من المحيط الهادي عبر دلتا نهر سكرامنتو-سان جواكين لتتجه في نهاية الأمر إلى منطقة جولدن جيت بريدج خلال الأشهر القادمة.

وقال إن مديري الحياة البرية يأملون بأن تسهم العواصف الشتوية في تحسين الظروف وأن تبدأ اعداد كبيرة من الزريعة رحلتها خلال شهري نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول القادمين، لكن كاليفورنيا تشهد رابع عام على التوالي من الجفاف المدمر الذي تسبب في ارتفاع درجة حرارة المياه فيما من المتوقع ان تتسبب ظاهرة النينيو المناخية وأنماط درجة الحرارة في المحيط في سقوط أمطار بكاليفورنيا في وقت لاحق من هذا العام.

وقال يب "تسبب المياه الدافئة الكثير من نفوق هذه الأسماك" وذلك بسبب ضعف جسمها ما يجعلها عرضة لافتراسها إلى جانب العدوى المرضية، وارتفعت درجة حرارة المسطحات المائية هذا الصيف بسبب كتل الهواء الساخنة والتراجع التاريخي لكميات الجليد التي كانت تتراكم على قمم الجبال في منطقة شمال غرب المحيط الهادي ما أدى الى نفوق آلاف الاسماك.

في حين قال مسؤولون إن سلطات كاليفورنيا بصدد وقف موسم صيد سرطان البحر (الكابوريا) بسبب ارتفاع مستوى السميات الموجودة في هذه القشريات البحرية التي تسبب الأمراض وربما الوفاة لمن يتناولونها، كانت إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا قد نصحت المستهلكين الماضي بعدم تناول سرطان البحر الذي يتم صيده على طول المنطقة الممتدة من سواحل الحدود الشمالية للولاية وحتى مقاطعة سانتا باربره. بحسب رويترز.

نشأت المستويات المرتفعة من حمض دومويك السام للاعصاب الذي تفرزه طحالب مجهرية والذي تراكم داخل القشريات فيما ازدهرت هذه الطحالب بصورة غير مسبوقة بسبب دفء مناطق واسعة من مياه المحيط الهادي، وقال العلماء إن انتشار هذه الطحالب -التي نشأت في مايو ايار وانتشرت في مياه وسواحل المحيط الهادي من الاسكا وحتى جنوب كاليفورنيا- بدأ يتراجع لكنه قد ينشط من جديد بفعل ظاهرة النينيو المناخية التي تسهم في زيادة درجة حرارة سطح المياه.

وقالت ادارة الصحة في كاليفورنيا إنه لم يتضح بعد حتى متى يظل تركيز حمض دومويك مرتفعا في سرطان البحر. ويقول الباحثون إن هذا الحمض يتراكم في معظم الكائنات البحرية ويصل الى مخ الانسان ويحدث اضطرابا في فسيولوجيا نقل الاشارات العصبية كما يتسبب في القئ والدوار وضيق التنفس، وبلغ حجم تجارة سرطان البحر في كاليفورنيا العام الماضي 60 مليون دولار، وفي ضوء التحذير الذي صدر فان لجنة الأسماك والصيد بكاليفورنيا ستقترع يوم الخميس بشأن اقتراح لارجاء موسم الصيد الترفيهي لسرطان البحر الذي كان مقررا ان يبدأ يوم السبت القادم، ويشعر الباحثون بقلق من احتمال وجود تركيزات عالية من حمض الدومويك السام في العديد من الأحياء البحرية ومنها الأصداف والمحار (الجندوفلي) وأسماك النازلي وسردين الساحل الغربي.

هولندا

من جهة أخرى تقول ميلاني شولتز فان هيغين وزيرة البنى التحتية في حديث لوكالة فرانس برس "لقد مضت قرون ونحن نكافح تمدد المياه"، وتفوز الشركات الهولندية بما نسبته 40 % من استدراجات العروض في هذا المجال في العالم، ويرى هينك اوفينك الموفد الخاص لهولندا حول القضايا المائية ان "الماء ليس خطرا فقط، بل يمكن ان يكون فرصة، يمكن ان نجد صيغة تجمع بين الاقتصاد والبيئة"، وتنتج هولندا 70 % من اجمالي ناتجها المحلي في مناطق يمكن نظريا ان تغمرها المياه، لكن هذا الاحتمال مستبعد جدا. وعلى سبيل المثال يقع خامس مطارات اوروبا في منطقة تحت مستوى البحر في اراضيها.

من اهوال العام 1953 الى اعصار كاترينا، شهدت هولندا نقطة تحول في ادارتها لملف المياه في العام 1953، ففي ذلك العام اسفرت فيضانات عن مقتل الف و835 شخصا، وتشريد 72 الفا في جنوب غرب البلد، ومنذ ذلك الحين، قرر الهولنديون حسن ادارة هذا الامر، ويقول بارت شولتز الباحث في معهد منظمة اليونسكو حول المياه "يزيد مستوى الامان في هولندا اليوم بما بين مئة الى الف ضعف عما هو عليه في بلدان اخرى". بحسب فرانس برس.

ولم يكتف الهولنديون بان شيدوا سدودا لحجب المياه عن اراضيهم، بل انهم اقاموا مثلا نظاما طوله تسعة كيلومترات يستخدم عند وقوع العواصف بحيث يغلق المنفذ المهدد، ولا تخلو الابتكارات الهولندية من البساطة، مثل الحاجز الترابي الاصطناعي المشيد في كانون الاول/ديسمبر من العام 2011 في جنوب لاهاي، وهو اكبر من 200 ملعب كرة قدم، وتضرب الرياح هذا الحاجز، وكذلك الامواج والتيارات، فيعزز رمل الشاطئ بشكل طبيعي.

ويقول خبراء المناخ ان مستوى البحار ارتفع 19 سنتيمترا بين العامين 1901 و2010، وقد يرتفع بين 26 و82 سنتيمترا بحلول آخر القرن الحالي، ويهدد ذلك خصوصا مناطق الدلتا التي تعد رئات اقتصادية للعالم والتي يعيش فيها 10 % من سكان الارض، يعمل في مجال المياه في هولندا 2500 شركة، تحقق رقم اعمال سنوي بقيمة 17 مليار يورو، وحين ضرب الاعصار كاترينا السواحل الاميركية في العام 2005 ساهمت هولندا في بناء السدود والحواجز في نيو اورلينز.

ثم تعزز التعاون مع الولايات المتحدة في هذا المجال بعد الاعصار ساندي الذي ضرب السواحل الاميركية الشمالية الشرقية في العام 2012 موقعا 200 قتيل، وفي جنوب شرق آسيا، حيث تقع فيضانات مدمرة، تشارك هولندا ايضا في التخطيط العمراني الطويل الامد، ولاسيما في جاكرتا ودلتا ميكونغ، واذا كانت حماية الاراضي من الفيضانات هي الاساس، الا ان التخطيط العمراني هذا يلحظ امورا اخرى منها الحصول على مياه الشرب وانشاء البنى التحتية للطرقات.

وفي كينيا واوغندا لا تقتصر الجهود الهولندية على حماية الاراضي، بل تتعداها الى استصلاح الاراضي الرطبة هناك، وفي الفيليبين، تتركز اعمال الهولنديين على بناء منصات عائمة، الى كل ذلك، تنفذ الشركات الهولندية ابحاثا حول الزراعة بمياه البحر، وانتاج الطاقة بفضل مزج مياه البحر مع المياه العذبة.

استراليا

من جهتهم تقدم مدافعون استراليون عن البيئة بشكوى جديدة امام القضاء ضد الضوء لاخضر الذذي منحته السلطات الاسترالية لمشروع منجم ضخم مثير للجدل معتبرين ان تأثيره على الحاجز المرجاني الكبير لم يؤخذ بالاعتبار كما يجب، ويثير مشروع كارمايكل للمجموعة الهندية اداني البالغة قيمته 16,5 مليار دولار استرالي (1,45 مليارات يورو) حفيظة المدافعين عن البيئة. بحسب فرانس برس.

ويؤكد هؤلاء ان الفحم الذي سينتجه المنجم سيساهم في الاحترار المناخي العالمي. يضاف الى ذلك ان الانتاج سيمر عبر مرفأ قريب من اكبر حيض مرجاني في العالم مدرج في قائمة التراث العالمي للبشرية، وينص المشروع الذي وافقت عليه الحكومة الاسترالية للمرة الثانية عليه في 15 تشرين الاول/اكتوبر بعدما رفض القضاء الضوء الاخضر الاول، على استغلال منجم للفحم في مقاطعة كوينزلاند سيكون من الاكبر في العالم.

واعلنت المؤسسة الاسترالية لحفظ الطبيعة انها تقدمت بشكوى لدى المحكمة الفدرالية ضد قرار الموافقة الجديد الصادر عن وزير البيئة غريغ هانت، وتقول شركة اداني في المقابل انها احترمت التزاماتها في ما يتعلق بحماية الاجناس المختلفة متهمة المنظمات غير الحكومية بمحاولة المماطلة، ويتوقع ان ينتج المنجم سنويا 60 مليون طن من الفحم الحراري. وينص المشروع ايضا على بناء خط للسكك الحديد يمتد على 189 كيلومترا لنقل الانتاج.

وستعمد اداني ايضا الى توسيع مرفأ الفحم في آبوت بوينت من اجل تصدير الانتاج، ويشدد المدافعون عن البيئة على ان الحاجز المرجاني الكبير المدرج على قائمة اليونسكو للتراث البشري العالمي منذ العام 1981، مهدد بالاساس بالاحترار المناخي والتنمية الاقتصادية وانتشار كثيف لنجمات البحر التي تقضي على المرجان، وافلت الموقع الممتد على 345 الف كيلومتر مربع من ادراجه في قائمة اليونسكو للمواقع المهددة بالخطر بعدما عرضت كانبيرا خطة للحفاظ عليه تمتد على 35 عاما.

وحذر باحثون الشهر الماضي من ان ظاهرة "ايل نينيو" التي تخلف تيارا استوائيا ساخنا في المحيط الهادئ، قد تؤدي في العام 2016 الى اسوأ ظاهرة ابيضاض للشعب المرجانية مسجلة حتى الان، وكانت المحكمة الفدرالية جمدت المشروع في آب/اغسطس الماضي بناء على شكوى حول حماية نوعين ضعيفين من من العظايات والافاعي، ويسعى مقدمو الشكوى هذه المرة الى الحصول على تقييم مستقل من قبل المحكمة الفدرالية حول شرعية الضوء الاخضر الجديد الذي اعطته كانبيرا.

المكسيك

على صعيد اخر يجتذب منتجع كانكون بالمكسيك أكثر من ثلاثة ملايين سائح سنويا بفضل شواطئه ذات الرمال البيضاء وانتشار الشعب المرجانية به علاوة على الملاهي الليلية الباذخة، يقول المنتقدون إن تحويل المنطقة في سبعينات القرن الماضي من مجرد قرية صغيرة للصيد على شاطئ البحر الكاريبي الى سلسلة من الملاهي الليلية والفنادق الفاخرة أدى الى تراجع التنوع البيئي والى تلويث مصادر المياه فيما تسعى البنية الأساسية للصمود أمام هذه التحديات. بحسب رويترز.

قال أنصار الحفاظ على البيئة إنه علاوة على ذلك فقد أزيلت المستنقعات -التي تنمو بها أشجار المنجروف الاستوائية التي كانت تمثل حائلا طبيعيا لمواجهة الأعاصير- وذلك لاقامة الفنادق والمنشآت الأخرى ما ضاعف من المخاطر في حالة وقوع كوارث طبيعية، وخلال ذروة الموسم السياحي الذي يمتد من ديسمبر كانون الأول وحتى أوائل ابريل نيسان يتدفق السائحون من الولايات المتحدة وأوروبا والمكسيك نفسها ومن بقاع أخرى على منتجع كانكون للسباحة وممارسة رياضة الغوص على الشواطئ وارتياد الملاهي الليلية وممارسة رياضة الجولف.

وقال انريكى دي لا مدريد كورديرو وزير السياحة المكسيكي الشهر الماضي خلال معرض للسفر في كانكون "السياحة الآن أحد المصادر الرئيسية للنمو الاقتصادي في البلاد"، تقول الحكومة إن المكسيك ستجتذب عموما نحو 30 مليون سائح هذا العام ما يعود على اقتصاد البلاد بعائدات تتجاوز 17 مليار دولار لارتياد منتجعات مثل كانكون وريفييرا مايا القريبة وبويرتو فالارتا على شاطئ المحيط الهادي.

وفي أعقاب فورة اقامة الفنادق زاد عدد سكان كانكون ليتجاوز 600 ألف نسمة في عام 2010، وقالت جماعة السلام الأخضر (جرينبيس) المدافعة عن البيئة إن تزايد أنشطة السياحة بالمكسيك أدى الى تغيير التضاريس الطبيعية للبلاد بعد ان فقدت 65 في المئة من أشجار المنجروف فيما يختفي المزيد منها كل عام، وقال المركز المكسيكي للقوانين البيئية إن تناقص مساحات المنجروف يؤدي الى تآكل الشواطئ والسواحل مع تزايد المخاطر عند وقوع الأعاصير وأشار المركز الى ان السائحين يفدون الى كانكون ليس لمشاهدة مباني الفنادق بل لرؤية البحار وارتياد الشواطئ.

ويواجه رواد الشواطئ هذا الموسم تحديا بيئيا آخر في الآونة الاخيرة يتمثل في تراكم أطنان من الطحالب والأعشاب البحرية البنية على شواطئ المنتجعات بطول سواحل البلاد المطلة على الكاريني بما في ذلك منتجع كانكون ما دفع السلطات المحلية الى القيام بحملة شاملة لتطهير الشواطئ من آثار الطحالب المتعفنة التي تنبعث منها روائح كريهة علاوة على تكاثر الحشرات بها.

وتتباين تفسيرات تراكم الطحالب والأعشاب على الشواطئ من ارتفاع درجات حرارة مياه البحار الى تغير أنماط التيارات البحرية، وبعد مرور أربعين عاما على تحول المنطقة الى منتجع وتطويرها سياحيا لا تزال المباني والفنادق الفاخرة والمكاتب الادرارية والمنازل تقام بالمنطقة.

البرازيل

من جانبه قال فرناندو بيمنتل حاكم ولاية ميناس خيريس بالبرازيل إن مسؤولي البلاد يتفقدون منظومة السدود في منطقة مناجم ساماركو بعد انهيار سد بالمنطقة منذ 12 يوما ما أدى إلى وقوع انهيارات طينية دفنت قرية قريبة علاوة على احداث تلوث على مسافة 500 من أحد الأنهار. بحسب رويترز.

وقالت منطقة مناجم ساماركو إنها تجري عمليات تفتيش واصلاحات طارئة لسدين يتعرضان لمزيد من مخاطر الانهيارات في شبكة الخزانات، كان انهيار سدين في منطقة المناجم بالبرازيل أدى إلى قطع مياه الشرب عن ربع مليون نسمة فضلا عن تراكم رواسب برتقالية كثيفة بالمسطحات المائية قد تؤدي الى الاضرار بالمنظومة البيئية عدة سنوات قادمة.

وأدى انهيار السدين في الخامس من الشهر الجاري في منجم لاستخراج خام الحديد بجنوب شرق البلاد إلى مقتل تسعة أشخاص فيما لايزال 19 آخرون في عداد المفقودين علاوة على نزوح 500 شخص عن ديارهم، وأدى انفجار السدين إلى تدفق كميات هائلة من المياه المحملة بنفايات معدنية حجمها 60 مليون متر مكعب -أي ما يعادل ملء 25 ألف حمام سباحة اولمبي بالمياه- وانتشارها لمسافة نحو 500 كيلومتر.

وقارنت رئيسة البرازيل هذه الكارثة بحادثة التسرب النفطي الذي حدث في خليج المكسيك عام 2010 ووصفتها وزيرة البيئة البرازيلية ايزابيلا تيكسييرا بانها "كارثة بيئية"، يقول العلماء إن المترسبات -التي قد تحتوي على مواد كيميائية تستخدم في المنجم لتنقية شوائب خام الحديد- قد تؤدي إلى تغيير مسار القنوات المائية مع زيادة كثافة المياه فضلا عن تراجع المحتوى الاكسجيني في المياه مع خفض خصوبة ضفاف الأنهار والرقعة الزراعية التي تمر بها المياه الملوثة المتدفقة وذلك فيما يؤكد ملاك المنجم مرارا بان هذا التدفق ليس ساما.

لكن علماء البيولوجيا وخبراء البيئة لا يوافقون على ذلك فيما أمرت السلطات المحلية العائلات التي نزحت عن المنطقة بالاغتسال جيدا والتخلص من الملابس التي التصقت بها الأوحال الناتجة عن التدفق، وقال مسؤولون إن كثافة تدفق الأوحال ستؤدي الى صعوبة العمليات الزراعية مع تراكم مزيد من الطمي على قيعان الأنهار والقنوات ما يغير من تركيبة المياه فيما يقوم الباحثون بتحليل هذه المياه ومن المقرر ظهور النتائج في غضون الاسابيع القادمة، ومن بين المواد المحتمل وجودها ايثير الأمين التي يشيع استخدامها في مناجم البرازيل لفصل السيلكا عن خام الحديد وهي مادة لا تتحلل بسهولة وذات سمية للكائنات البحرية مع قدرتها على رفع درجة حموضة المياه الضارة بالبيئة.

فيما أدى انهيار سدين في منطقة مناجم بالبرازيل الى قطع مياه الشرب عن ربع مليون نسمة فضلا عن تراكم رواسب برتقالية كثيفة بالمسطحات المائية قد تؤدي الى الاضرار بالمنظومة البيئية عدة سنوات قادمة، وأدى انهيار السدين في الخامس من الشهر الجاري في منجم لاستخراج خام الحديد بجنوب شرق البلاد الى مقتل تسعة أشخاص فيما لايزال 19 آخرون في عداد المفقودين علاوة على نزوح 500 شخص عن ديارهم. بحسب رويترز.

وأدى انفجار السدين الى تدفق كميات هائلة من المياه المحملة بنفايات معدنية حجمها 60 مليون متر مكعب -أي ما يعادل ملء 25 ألف حمام سباحة اولمبي بالمياه- وانتشارها لمسافة نحو 500 كيلومتر، وقارنت رئيسة البرازيل هذه الكارثة بحادثة التسرب النفطي الذي حدث في خليج المكسيك عام 2010 ووصفتها وزيرة البيئة البرازيلية ايزابيلا تيكسييرا بانها "كارثة بيئية".

يقول العلماء إن المترسبات -التي قد تحتوي على مواد كيميائية تستخدم في المنجم لتنقية شوائب خام الحديد- قد تؤدي الى تغيير مسار القنوات المائية مع زيادة كثافة المياه فضلا عن تراجع المحتوى الاكسجيني في المياه مع خفض خصوبة ضفاف الأنهار والرقعة الزراعية التي تمر بها المياه الملوثة المتدفقة وذلك فيما يؤكد ملاك المنجم مرارا بان هذا التدفق ليس ساما.

لكن علماء البيولوجيا وخبراء البيئة لا يوافقون على ذلك فيما أمرت السلطات المحلية العائلات التي نزحت عن المنطقة بالاغتسال جيدا والتخلص من الملابس التي التصقت بها الأوحال الناتجة عن التدفق، وقال كليمنس لاشيسفكي استاذ علوم الجيولوجيا بجامعة ميناس جيريس الاتحادية "قتلت هذه الأوحال بالفعل الحياة البرية ومن قبيل تبسيط الأمور القول إن الاوحال لا تمثل مخاطر بيئية".

وقال إنه مع كثافة تدفق الأوحال فانها ستؤدي الى صعوبة عمليات الزراعة مع تراكم مزيد من الطمي على قيعان الأنهار والقنوات ما يغير من تركيبة المياه فيما يقوم الباحثون بتحليل هذه المياه ومن المقرر ظهور النتائج في غضون الاسابيع القادمة، ومن بين المواد المحتمل وجودها ايثير الأمين التي يشيع استخدامها في مناجم البرازيل لفصل السيلكا من خام الحديد وهي مادة لا تتحلل بسهولة وذات سمية للكائنات البحرية مع قدرتها على رفع درجة حموضة المياه الضارة بالبيئة.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي