التغير المناخي.. يتسبب بربيع مبكر وازمات دولية
مروة الاسدي
2015-11-09 12:13
هل يمكن لتغير المناخي ان يؤجج الازمات الدولية؟ سؤال مثير ومهم في ذات الوقت، اجابة عليه بعض المعنيين بهذا الشأن بان التغير المناخي هو التهديد الاخطر على الامن الغذائي اليوم، واذا لم نخطئ فإن آثاره تتخطى ازمة الجوع، كونه يشكل بات تهديدا للامن العالمي ويؤجج الاوضاع المضطربة في العالم بدءا بازمة الهجرة في اوروبا وصولا الى النزاع في سوريا بسبب تصاعد الاحتباس الحراري وموجات الجفاف وتلوث البيئة، وهو ما قد تؤديه التغيرات المناخية من كوراث طبيعية خطيرة، لذا شدد المتخصصون على ان هذا التغيرات سيكون لها انعكاسات على المدى الطويل، على الثروة الحيوانية والنباتية.
كما نشرت دراسة حديثا اظهرت ان الاحتباس الحراري الناجم عن التغير المناخي سيؤدي الى حلول فصل الربيع قبل ثلاثة سابيع من موعده الاعتيادي في العقود المقبلة في الولايات المتحدة، من الجانب نفسه قال مكتب الأرصاد الجوية البريطاني في تقرير إن درجات الحرارة القياسية وتغير الأنماط المناخية في محيطات العالم من بين المؤشرات التي تؤكد انتهاء فترة هدوء في الاحترار العالمي.
فيما قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إن العام الماضي كان الأكثر حرارة منذ بدء تدوين مثل هذه السجلات في القرن التاسع عشر وشهدت دول منها صربيا وبنجلادش وباكستان وجنوب افريقيا والمغرب والبرازيل فيضانات عارمة.
بينما راى بعض علماء المناخ ان ظاهرة النينيو قد تسهم في عام آخر من درجات الحرارة القياسية. والنينيو ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادي وتحدث كل ما يتراوح بين أربعة و12 عاما. ويتسبب النينيو في ارتفاع درجة حرارة سطح المياه في المحيط الهادي مما قد يتمخض عن موجات جفاف في بعض بقاع العالم وفيضانات في البعض الآخر.
وأضافوا ان من المتوقع ان يسهم الاحترار في "زيادة جديدة في احتمالات حدوث جفاف شديد".
في القرن الافريقي اعتبر علماء الجيوفيزياء ان هذا الجزء من افريقيا يعاني من قحولة متزايدة مع الاحترار المناخي الذي سجل في القرن الماضي، بوتيرة غير مسبوقة.
وتعاني هذه المنطقة بانتظام من مراحل جفاف هائلة منذ عقود على ما اكد العلماء. وسيتراجع مستوى المتساقطات في الجزء الشرقي من القرن الافريقي الذي يضم الصومال وجيبوتي واثيوبيا، تدريجا خلال موسم الامطار الهام جدا بين اذار/مارس وايار/مايو، وتتناقض هذه التوقعات مع نماذج مناخية تفيد ان الاحترار سيؤدي على العكس الى مزيد من المتساقطات في الربيع.
فكما يبدو ان التغيرات المناخية باتت تمثل كارثة كامنة تهدد استقرار العالم، كونها أصبحت من أهم واخطر المشاكل التي باتت تهدد البيئة ومستقبل الحياة على كوكب الارض.
فيما يلي مجموعة من ابرز الاخبار والتقارير والدراسات رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول التغير المناخي حول العالم.
يؤجج الازمات
في سياق متصل حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري من ان التغير المناخي يشكل تهديدا للامن العالمي ويؤجج الاوضاع المضطربة في العالم بدءا بازمة الهجرة في اوروبا وصولا الى النزاع في سوريا، واضاف خلال كلمة القاها في "اكسبو 2015" في ميلانو الايطالية ان "الامر لا يتعلق بالامن الغذائي فقط، بل بالامن العالمي". بحسب فرانس برس.
واعتبر وزير الخارجية الاميركي انه "لم تكن صدفة ان تشهد سوريا، تماما قبل الحرب الاهلية، اسوأ موجة جفاف على الاطلاق"، ما ادى الى فرار نحو 1,5 مليون شخص، "وساهم في تصعيد حدة الاضطرابات السياسية التي كانت بداية هذا الصراع".
وتابع "لا اقول ان الازمة في سوريا سببها تغير المناخ، من الواضح ان الامر ليس هكذا. الازمة سببها الديكتاتور الوحشي الذي قصف شعبه بالبراميل المتفجرة وجوعه وعذبه، وقصفه بقنابل الغاز"، وتدارك "لكن الجفاف القاسي حول الوضع بأكمله من سيء الى اسوأ".
ولفت كيري الى ان التغير المناخي "يضاعف الخطر"، وقال "حتى لو انه لا يشعل صراعا، لكن لديه القدرة على تأجيج النيران وجعل الاوضاع اكثر تعقيدا بحيث يصعب على القادة السياسيين التعامل معها".
واشار كيري الى ازمة الهجرة نحو اوروبا كمثال على ازمة كان التغير المناخي جزءا من حدوثها، محذرا من انها ستصبح اسوأ بكثير اذا اصبح العالم غير صالح للسكن بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وقال "نحن هنا في اوروبا وسط اسوأ ازمة للاجئين منذ عقود".
واضاف "اذا اجمع العالم على الضرورة الملحة لمواجهة هذه الظاهرة، فإن الوضع المروع للاجئين الذي نواجهه اليوم سيتراجع مقارنة بالهجرة الجماعية التي تؤدي الى اشتداد الجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، وآثار اخرى من المرجح ان ينتجها تغير المناخ"، وتأتي دعوة كيري قبيل مؤتمر الامم المتحدة الـ21 للمناخ المرتقب في تشرين الثاني/نوفمبر والذي يرمي الى ايجاد حلول للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
الربيع سيحل قبل 3 أسابيع
من جهته اوضح اندرو ألشتاد من جامعة ويسكنسن-ماديسن الاميركية احد معدي الدراسة التي نشرتها مجلة "إنفايرمنتل ريسيرتس ليترز"، "تظهر توقعاتنا ان الشتاء سيكون اقصر"، وسيحل الربيع قبل ثلاثة اسابيع من الموعد الاعتيادي بمعدل وسطي خلال القرن المقبل على ما اظهرت حسابات الباحثين. بحسب فرانس برس.
وقال اندرو ألشتاد "تختار الطيور المهاجرة التي تطير لمسافات طويلة موعد مغادرتها وفقا لطول ايام الشتاء"، وفي حال حل الربيع قبل ثلاثة اسابيع فان الطيور التي تبقي على مواعيد الهجرة نفسها بالاستناد الى طول اليوم ستواجه "خطر اندثار النبتات التي تحتاجها في مواقع تكاثرها"، وستطال ظاهرة الربيع المبكر خصوصا ساحل المحيط الهادئ في شمال غرب الولايات المتحدة فضلا عن مناطق غرب البلاد الجبلية. ولن يكون هذا التغير كبيرا في الجنوب حيث يحل الربيع في الاساس في وقت ابكر، وبدأ النبات الربيعي ينمو في وقت ابكر خلال العقود الاخيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة على ما اكد الباحثون.
ارتفاع وتيرة الاحتباس الحراري مجرد وهم
فيما كشفت دراسة علمية اعدها باحثون في جامعة ستانفورد الاميركية ان الاحتباس الحراري لم يتباطأ بين العامين 1998 و2013، بخلاف ما تحدثت عنه دراسات سابقة اثارت نقاشات كبيرة، وقال نواه ديفنبوغ احد معدي الدراسة "ان نتائجنا تظهر انه (...) لم يكن هناك ثبات او تراجع في وتيرة الاحترار المناخي". بحسب فرانس برس.
واضاف "ان التوقف الظاهر في وتيرة الاحترار الذي اعتبر حقيقة علمية على نطاق واسع، ليس في الحقيقة سوى مؤشر غير حقيقي ناتج عن الوسائل الاحصائية المستخدمة"، وكانت دراسات ظهرت في السنوات الماضية تحدثت ليس فقط عن توقف في وتيرة الاحترار المناخي منذ العام 1998، وانما ايضا عن تراجع في هذه الوتيرة، رغم ان نسبة تركزات غازات الدفيئة في الجو لا تكف عن الارتفاع.
وساد الاعتقاد ايضا ان ارتفاع الحرارة في العالم بلغ 0,05 درجة في العقد الواحد منذ العام 1998، فيما كان 0,12 درجة منذ العام 1951، وادى ذلك الى تعزيز رأي المشككين بمسؤولية الانشطة البشرية عن ارتفاع حرارة الارض، ويتساءل علماء المناخ عن السبب المقنع لتفسير ما كان يعتقد انه تباطؤ في وتيرة الاحترار، مقدمين فرضيات عدة منها الانخفاض في النشاط الشمسي، وازدياد عناصر الهباء الجوي من انبعاثات البراكين، وامتصاص المحيطات بشكل متزايد للحرارة.
وفي حديث لوكالة فرانس برس، علق جان باسكال فان يبرسل رئيس الهيئة الحكومية الدولية للتغير المناخي على هذه الدراسة بالقول "ان التغيرات الطبيعية للمناخ تخفي في بعض الاحيان جزءا من الاحترار بشكل مؤقت".
ورأى ان دراسة احصائية دقيقة للمناخ تتطلب العمل على هامش بحث من ثلاثين عاما وليس 15 عاما، كما فعلت الدراسات التي اتخذت من العام 1998 نقطة ارتكاز، واضاف "هذه الدراسة تدق المسمار الاخير في نعش فرضية توقف وتيرة الاحترار عن الارتفاع التي يروج لها البعض".
انتهاء فترة هدوء في آثار التغير المناخي
قال مكتب الأرصاد الجوية البريطاني في تقرير إن درجات الحرارة القياسية وتغير الأنماط المناخية في محيطات العالم من بين المؤشرات التي تؤكد انتهاء فترة هدوء في الاحترار العالمي، يجئ هذا التقرير قبل أكثر من شهرين من التقاء مفاوضين من نحو 200 دولة في باريس لوضع اتفاق للأمم المتحدة بشأن الحد من التغيرات المناخية. بحسب رويترز.
وفي 2013 تضمن تقرير للأمم المتحدة عن علوم المناخ مشاهدة تقول إن درجات الحرارة ترتفع بمعدلات أبطأ منذ عام 1998 عما كان عليه الحال خلال السنوات الخمسين السابقة، لكن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني قال في تقريره يوم الاثنين إن المشاهدات الخاصة بأنماط المناخ في المحيطين الهادي والأطلسي والمقترنة بدرجات حرارة قياسية عالميا العام الماضي وتوقعات بأن عامي 2015 و2016 سيكونان ضمن الحدود القصوى القياسية كلها أمور تشير الى تغير الاتجاه وانتهاء فترة هدوء في تغير المناخ.
وقال آدم سكيف أحد واضعي التقرير في بيان صحفي "كل من هذه المؤشرات يتسق مع ما نتوقعه من انتهاء فترة هدوء الاحترار"، وقالت اللجنة الحكومية بشأن التغير المناخي التابعة للامم المتحدة هذا العام إن الاحتباس الحراري لا لبس فيه وحددت العديد من اهداف تقليص الانبعاثات وبعضها اكثر صرامة من الآخر لمكافحة ارتفاع درجة الحرارة.
ظاهرة النينيو تبلغ ذروتها بنهاية 2015 ثم تتلاشى
أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الاسترالية ان النماذج المناخية تشير إلى أن ظاهرة النينيو ستبلغ ذروتها قرب نهاية العام الجاري ثم تبدأ في التلاشي سريعا في غضون ثلاثة أشهر، كان المكتب قد أعلن في وقت سابق أن ظاهرة النينيو ستكون الأشد منذ نحو 20 عاما.
والنينيو ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادي وتحدث كل ما يتراوح بين أربعة و12 عاما ما قد يتمخض عن موجات جفاف وحر لافح في آسيا وشرق افريقيا وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أمريكا الجنوبية، وستجلب النينيو أحوال طقس جافة دافئة لمعظم مناطق الساحل الشرقي لاستراليا وستزيد من حدة أحوال تقترب من الجفاف لبعض المناطق الشمالية الشرقية للساحل. بحسب رويترز.
وفي حالة حدوث ظاهرة النينيو يكون الشتاء أقل برودة من المعتاد والأمطار أقل أيضا في فصل الربيع على شرق أستراليا وستكون درجة الحرارة أعلى من المعتاد في النصف الجنوبي من أستراليا، وهذه الاحوال لن تكون مواتية لزراعة القمح في استراليا وإنتاج السكر على مستوى العالم وهو ما قد يدعم الأسعار التي انخفضت في الاسابيع القليلة الماضية.
تراجع كتل الجليد بجبال سييرا نيفادا بكاليفورنيا لادنى مستوى منذ 500 عام
أشارت نتائج دراسة أمريكية إلى أن الكتل الجليدية التي تغلف قمم جبال سييرا نيفادا بكاليفورنيا هذا العام هي الأقل خلال خمسة قرون فيما يهدد تغير المناخ بمزيد من تراجع الجليد ما يفاقم من أزمة نقص المياه بالولاية التي ابتليت بالجفاف.
يمثل حجم الكتل الجليدية على قمم سلاسل سييرا نيفادا هذا الربيع تراجعا بنسبة خمسة في المئة عن متوسط النصف الثاني من القرن العشرين فيما قال العلماء إن هذه النتائج توضح ان "عام 2015 يمثل تراجعا لم يسبقه مثيل خلال القرون الخمسة الماضية".
ويتم تسجيل هذا التراجع على أساس سجلات تساقط الثلوج ورصد درجات الحرارة وحلقات النمو السنوية على جذوع أشجار البلوط الأزرق وغيرها ما يدلل على الظروف القاسية التي مرت بها المنطقة خلال القرون الماضية. بحسب رويترز.
وكتب العلماء يقولون في دورية التغير المناخي والطبيعة إن هذا التراجع "نذير سوء" ينبئ عن مدى حدة وقسوة موجات الجفاف في الولاية منذ عام 2012 ما يؤثر سلبا على عدة نواح من قطاع الزراعة وحتى توليد الكهرباء من السدود والخزانات.
وأعلن حاكم كاليفورنيا جيري براون يوم الاحد حالة الطواريء في مناطق احتدم فيها حرائق الغابات ووسع المسؤولون أوامر الإجلاء الإجباري للسكان بسبب الرياح التي تغير اتجاهها وتقذف ألسنة اللهب والرماد في اتجاه عدد من البلدات.
وقالت الدراسة التي جرت تحت اشراف جامعة اريززونا "تلعب الكتل الجليدية فوق قمم سييرا نيفادا دورا رئيسيا في تعويص نقص المياه بالولاية وهي تمد الولاية بنحو 30 في المئة من احتياجاتها المائية".
البعوض هو المستفيد من ارتفاع درجة حرارة
على صعيد مختلف، ارتفاع درجة حرارة قمم الجبال في العالم قد يكون بمثابة أنباء سيئة لقاطني المنطقة القطبية الشمالية مثل الدببة لكنه أنباء طيبة للبعوض الذي يعيش هناك ويتغذى على الدماء ويسعد بالطقس الدافيء.
وقال باحثون إن ارتفاع درجة الحرارة تمكن البعوض القطبي من النمو أسرع والخروج من مرحلة الشرنقة التي تعقب اليرقة وهو ما يزيد من أعداده بدرجة كبيرة ليتغذى على دماء حيوان الرنة أو الايل الأمريكي. بحسب رويترز.
ويقول الباحثون إن هذه النتائج تبرز الطبيعة المعقدة وغير المتوقعة في أحيان كثيرة لتغير المناخ خاصة في المناطق الحساسة مثل المنطقة القطبية الشمالية، وينمو البعوض القطبي في الينابيع والبرك الضحلة التي تتشكل من ذوبان القمم الجليدية. ودرس الباحثون أسراب البعوض التي تعيش في بحيرات وبرك جرينلاند.
وتابع الباحثون أعداد البعوض ومراحل تطورها. كما أجروا تجارب معملية لقياس تأثير الحرارة على فترة نموها، وخلصوا الى انه اذا ارتفعت درجة حرارة المنطقة القطبية الشمالية درجتين مئويتين وهو متوسط ما تتوقعه لجنة تابعة للامم المتحدة للمنطقة في هذا القرن سيكون أمام البعوض فرصة أفضل بنسبة 53 في المئة للنمو والوصول الى فترة البلوغ.
منطقة القرن الافريقي تزداد قحولة مع الاحترار المناخي
اعتبرت دراسة اميركية ان القرن الافريقي يزداد قحولة بسبب الاحترار المناخي ما يتناقض مع توقعات سابقة بحلول مناخ اكثر رطوبة في هذه المنطقة غير المستقرة التي تعاني من ازمات مزمنة مرتبطة بالجفاف، واوضحت جيسكيا تييرني استاذة علم الجيوفيزياء في جامعة اريزونا ان "بيانات علم المناخ القديم في اخر الفيتين تظهر ان القرن الافريقي يصبح اكثر قحولة عندما تكون حرارة الارض اعلى ، واكثر رطوبة عندما تكون الارض اكثر بردا".
وحلل العلماء عينات من رواسب بحرية قديمة اخذت من خليج عدن وتعود الى اربعين الف سنة، واظهر تحليلها ان الطبقات الرسوبية محفوظة بشكل ممتاز، ما سمح للباحثين بالعودة بالزمن عقدا بعد عقد، واحتسب هؤلاء درجات الحرارة مع تحليلهم للمواد الكيميائية التي خلفتها بكتيريا بحرية قديمة في الرواسب. بحسب رويترز.
ومن اجل معرفة مستويات القحولة حلل الباحثون الاحماض الدهنية الاتية من زيت اوراق اشجار النبات الارضي، وعندما يكون المناخ اكثر جفافا يكون محتوى الديوتيريوم وهو هيدروجين ثقيل اكبر في هذه الاحماض.
ومع ان القرن الافريقي عرف مرحلة طويلة من الرطوبة خلال العصر الجليدي الصغير من 1450 الى 1850، وجد العلماء ارتفاعا كبيرا في نسبة الديوتيريوم في القرن العشرين، ما يشير بوضوح الى ان المناخ اصبح اكثر قحولة.
العوالق والهائمات البحرية قد تساعد في التنبؤ بتغير المناخ
الى ذلك وضع العلماء بالمركز القومي البريطاني للمحيطات نصب أعينهم إماطة اللثام عن منطقة في مياه المحيطات يصل عمقها من مئة الى ألف متر ولا تنفذ إليها سوى كمية لا تذكر من أشعة الشمس، وقد تأكد أن دراسة هذه المنطقة تمثل صعوبة بالغة بالنسبة إلى العلماء لأن المعدات العلمية مجهزة خصيصا إما للغوص في قاع المحيط وإما الطفو على سطحه، غير أن الدراسة أوضحت أن هذه المنطقة تزخر بالحياة النباتية والحيوانية المساة بالهائمات أو العوالق البحرية الطافية (البلانكتون) التي تلعب دورا رئيسيا في التحكم في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. بحسب رويترز.
وقالت ستيفاني هانسون عالمة الكيمياء الحيوية للمحيطات لرويترز "مثل نباتات حديقتك فإن البلانكتون النباتي يمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ويمكن ان تغوص هذه الهائمات في قاع المحيط الذي لا يحتوي على الهواء لذا فإن البلانكتون يقوم بتخزين الكربون لفترات طويلة".
وقالت إن فهم عمليات نقل الكربون في عمق المحيط قد يؤدي الى استنتاج توقعات أفضل للتغير البيئي في العالم، ويقود الاستاذ الجامعي ريتشارد ساندرز مشروعا لابتكار معدات علمية يمكنها جمع عينات من هذه الكائنات ويقوم هو وزملاؤه في مقر المركز بساوثامبتون بإجراء اختبارات على جهاز لجمع عينات من البلانكتون النباتي الذي لا ينفذ اليه إلا قدر ضئيل من الضوء على أعماق تتراوح بين 50 و500 متر من سطح مياه المحيط لدراسة هذه العينات.
وسيساعد هذا الابتكار العلماء على حساب كميات الكربون التي تدخل المحيطات، ويمثل هذا الجهاز تحديا للعلماء نظرا لوزنه الذي يقدر بنحو 100 كيلوجرام فضلا عن ضرورة الحفاظ عليه على أعماق معينة بحيث لا يغوص في قاع المحيط أو يطفو على سطح الماء ما يستلزم حساب كثافته أو وزنه النوعي بكل دقة.
يعتزم الفريق البحثي الشروع في مهمتين في جنوب المحيط الأطلسي للتعرف على تباين تركيز ثاني أكسيد الكربون في مياه المحيطات علاوة على ابتكار نموذج كمبيوتر متطور للتنبؤ بتغير المناخ في المستقبل بدقة بالغة.