نفوق غابات الأمازون
وكالات
2021-12-15 06:32
ارتفعت نسبة إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية حوالى 22 في المئة في عام واحد، متجاوزة مساحة 13 ألف كيلومتر مربع، وهو رقم قياسي خلال 15 عاما، ما يدعو إلى التشكيك في الإرادة المعلنة لحكومة جايير بولسونارو لاتخاذ مزيد من الإجراءات "الصارمة".
بين آب/أغسطس 2020 وتموز/يوليو 2021، امتدت إزالة الغابات في أكبر غابة مدارية في العالم لأكثر من 13,235 كيلومترا مربعا، وهي أكبر مساحة منذ 2005-2006 (14,286 كيلومترا مربعا) وفقا لبيانات نظام مراقبة إزالة الغابات "بروديس" التابع للمعهد الوطني لبحوث الفضاء في البرازيل. بحسب فرانس برس.
وهي السنة الثالثة على التوالي التي تزداد فيها إزالة الغابات منذ وصول الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو إلى السلطة، وهو عرضة لانتقادات دولية بعدما أضعف مراقبة الوحدة الإحيائية في منطقة الامازون وشجّع نشاطات التعدين في مناطق محمية.
وقال وزير البيئة البرازيلي جواكيم ليتي في مؤتمر صحافي في برازيليا عقد بعيد نشر البيانات، إن هذه الأرقام تمثل "تحديا بالنسبة إلينا وبالتالي علينا أن نكون أكثر حزما في مواجهة الجرائم البيئية"، لكنه أضاف أن هذه المعطيات "لا تعكس بدقة واقع الأشهر الأخيرة".
غير أنه بحسب البيانات الصادرة عن المعهد الوطني لبحوث الفضاء في البرازيل الأسبوع الماضي، وصلت إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية إلى 877 كيلومترا مربعا في تشرين الاول/أكتوبر، وهو رقم قياسي لهذا الشهر من العام منذ خمس سنوات.
وتقول الحكومة البرازيلية إنها كثفت جهودها لمكافحة إزالة الغابات من خلال زيادة عدد الجنود منذ ثلاثة أشهر في المناطق الأكثر تضررا، وتعزى إزالة الغابات خصوصا إلى نشاطات التعدين غير القانونية وتربية الماشية.
وصرّح وزير العدل والسلامة العامة أندرسون توريس "إلى من يصرون على ارتكاب هذه الجرائم البيئية، نحذرهم أن الدولة البرازيلية ستستخدم كامل قوتها في منطقة الأمازون"، وعند توليه السلطة عام 2019، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى دعم مجموعات الأعمال الزراعية النافذة، أعلن بولسونارو أنه يريد إتاحة الأراضي المحمية والمحميات الأصلية للزراعة والتعدين، ومنذ ثلاث سنوات، وصل معدل إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية إلى متوسط سنوي يبلغ نحو 10 آلاف كيلومتر مربع، مقابل حوالى 6500 كيلومتر مربع خلال العقد الماضي.
أهداف مؤتمر الأطراف للمناخ
من جانبه، قال مارسيو أستريني المدير التنفيذي لمرصد المناخ الذي يضم المنظمات البيئية غير حكومية الرئيسية والمعاهد النشطة في البرازيل بما في ذلك الصندوق العالمي للطبيعة ومنظمة غرينبيس "هذه النتيجة هي ثمرة جهود دؤوبة ومخططة ومتواصلة لتدمير سياسات حماية البيئة" في ظل حكومة بولسونارو.
كذلك، اتهم المرصد الحكومة بالتحفظ عن نشر البيانات إلى ما بعد مؤتمر الاطراف (كوب26) إذ إن الوثيقة التي نشرها المعهد الخميس والمرتبطة بوزارة العلوم والتكنولوجيا والابتكار، مؤرخة في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وأضاف "كان لدى الحكومة بيانات إزالة الغابات وقت انعقاد مؤتمر المناخ في غلاسكو وتكتّمت عليها عمدا".
لكن وزير البيئة رد على ذلك بالقول "المعلومات التي لدي تفيد بأنها نشرت اليوم"، وخلال مؤتمر الأطراف للمناخ الذي عقد في غلاسكو، تعهدت البرازيل أن تقدم لعامين الموعد النهائي للقضاء على إزالة الغابات التابعة لأراضيها التي تضم 60 في المئة من منطقة الأمازون، من 2030 إلى 2028، وقال ليتي "سنكون بالتأكيد أكثر حزما لعكس الاتجاه المتصاعد لإزالة الغابات وتحقيق الهدف الذي أعلن في المؤتمر".
أعلى مستوى في 15 عاما
كشف تقرير سنوي تصدره الحكومة البرازيلية أن إزالة غابات الأمازون المطيرة قفزت 22 في المئة خلال عام، في أعلى مستوى منذ 2006، مما يدحض تأكيدات الرئيس جايير بولسونارو بأن السلطات تحد من هذه الممارسة غير القانونية. بحسب رويترز.
وسجلت وكالة أبحاث الفضاء البرازيلية إزالة 13235 كيلومترا مربعا من أكبر غابة مطيرة في العالم في بياناتها التي تجمعها عبر الأقمار الصناعية، وهي مساحة تزيد 17 مرة تقريبا عن مساحة مدينة نيويورك. وتغطي البيانات الرسمية الفترة من أغسطس آب 2020 حتى يوليو تموز 2021، وتأتي الزيادة على الرغم من جهود بولسونارو لإظهار أن حكومته جادة في الحفاظ على غابات الأمازون، التي تعد حصنا لا غنى عنه في مواجهة تغير المناخ. غير أن بولسونارو الذي ينتمي لليمين المتطرف لا يزال يدعو إلى زيادة التعدين والزراعة لأغراض تجارية في أجزاء محمية من الأمازون.
وفي قمة الأمم المتحدة للمناخ في جلاسجو (كوب26)، قدمت الحكومة البرازيلية الموعد الذي تعهدت أن تنهي إزالة الغابات بحلوله عامين إلى 2028، وهو هدف سيتطلب خفضا سنويا كبيرا في هذه الممارسة غير القانونية.