التعليم الالكتروني ومشكلة الوقت

مسلم عباس

2021-03-15 04:50

يقول العرب إن "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، كما يقول العرب إن "الوقت معلم من لا معلم له". وهذا الوقت توجد له أربعة طرق لإضاعته، "الفراغ، والإهمال، وإساءة العمل، والعمل في غير وقته".

عند الحديث عن العلاقة بين الوقت والتعليم الالكتروني نتيقن أن سيف الوقت صار سيفاً وقطع شرايين التعليم في العراق، فهناك غلاف للدراسة خطه فنان سيء السمعة على رمال متحركة وسط رياح عاصفة، نعم ما نزال في عاصفة وباء كورونا، وما تزال وزارة التعليم ومعها رفيقتها التربية تتخبطان ولا تعرفان ما تريدان.

تعليم الكتروني بأي طريقة كانت، المهم أن تضع الهيكل العام الذي يشبه التعليم، أما حقيقة ما يجري فلا يهم، نستطيع التغلب عليها عبر بيانات صحفية رنانة نؤكد فيها على رصانة التعليم وإنهاء العام الدراسي بطريقة صحيحة، مع الإلتزام بقرارات خلية الازمة.. هذه لغة البيانات الرسمية.

الحكاية بدأت عندما استخدمت شماعة تعطيل المدارس والجامعات لأغراض سياسية بهدف التخلص من الضغط الذي سببه الطلاب على الحكومة، بعدها انطلقت المكرمات الرسمية على الطلاب، فلا يجوز للأستاذ أن يعطي الطالب درجة أقل من النصف، (بمعنى نجاح إجباري)، ولا يجوز فرض وقت محدد حتى لا ينزعج الطالب، فبدأ الأستاذ يعمل مفاوضات مع الطلبة لتحديد الوقت المناسب للمحاضرات.

التنظيم الوهمي

بعد اكتشاف اللعبة السياسية ارادت وزارتي التعليم والتربية تصحيح المسار، فوضعت جداول محددة للدراسة، لكنها غير محكمة، أي أن نسبة الالتزام بالوقت غير واضحة، فلا توجد عقوبات للطالب المتسرب عن المحاضرة، بل يجب على الأستاذ إعادة المحاضرة بطريقة مسجلة، حتى يشاهدها الطالب، ففتحت النافذة لكل من يريد التسرب من الحضور بحجج كثيرة أبرزها ضعف الانترنت.

أما على صعيد التعليمات الرسمية وطرق استلامها والإجابة عنها، فهي لا تراعي أي حرمة لوقت الأستاذ، يمكن أن يأتي القرار بعد العاشرة ليلاً، وعلى رئيس القسم العلمي الرد على هذا الكتاب الرسمي الصادر من الوزارة خلال ساعات قليلة وإلا سيعتبر مذنبا.

ومنذ بداية تجربة التعليم الالكتروني كتبنا عن المعوقات التعليمية الالكترونية في العراق بعضها تتعلق بأسباب تقنية وأخرى إدارية، فضلاً عن أسباب تتعلق بالاساتذة والطلبة، وحداثة النظام الذي لم يتعاملوا معه سابقا، وما تزال الوزارات المختصة تخلط بين التعليم الالكتروني الجامعي القائم على التنظيم، والتعلم الذاتي المنتشر حاليا في مواقع الانترنت، ونحن بامس الحاجة الى التعليم الجامعي الإلكتروني لأنه يفترض أن يبنى على أسس علمية وخطة مدروسة توصل الطلبة إلى اهداف محددة تقدم في النهاية خدمة عامة للبلد.

دفاع غير منطقي

قد تعترض الجهات المسؤولة عن فوضى ضياع الوقت والجهد بدون فائدة علمية تنفع الطلبة والتلاميذ، بكون فيروس كورونا حالة طارئة ولا يمكن تنظيم أوقات الدوام، وهي حجة غير مقنعة، لانه حتى بعد اصدار قرار فرض حظر التجوال لم تصدر الجهات التعليمية قرارات واضحة بتنظيم الوقت.

وحتى الجداول الموجودة في الكثير من المدارس والجامعات، لا يتم الالتزام بها، وبعضها لا يتوافق مع أوقات التدريس، لك أن تتصور محاضرة تجري في الساعة الثامنة مساء، وأخرى في العاشرة، ما يتيح للطلبة التعذر بحلول وقت النوم، وحدث هذا مع العديد من الطلبة، فهم لا يتحملون محاضرة تمتد من الساعة العاشرة مساء وحتى الحادية عشرة.

مقترحات وحلول

للتخلص من العشوائية والتخبط نضع المقترحات الآتية:

1- تحديد موعد واحد لجميع المدارس والجامعات يبدأ من الساعة الثامنة والنصف كما معمول به في الدوام الصفي.

2- وضع عقوبات رادعة للطلبة المتسربين عن الدرس تصل إلى الفصل من الدراسة.

3- إعادة هيبة الأستاذ المدرسي والجامعي بإلغاء جميع القرارات ذات الصبغة السياسية التي قللت من قيمة الأستاذ.

4- منع إجراء أي اختبار أو واجب تعليمي خارج أوقات الدوام الرسمي.

5- عدم إرسال أي كتاب رسمي خارج أوقات الدوام الرسمي حتى يعرف الأساتذة والهيئات التدريسية أوقاتهم المخصصة للدوام وتلك المتعلقة بحياتهم الخاصة.

ذات صلة

كيف سترسم الانتخابات الأمريكية ملامح الحرب الإسرائيلية متعددة الجبهات في الشرق الأوسط؟الخطوط الساخنة والجهل المطبقجون لوك ورسالة التسامح.. فحص وتحليلحرب استنزاف مفتوحةالمخالفات الجلية في تعديل قانون الأحوال الشخصية