تقلبات العملات العالمية.. بؤرة الحرب الاقتصادية
ندى علي
2016-05-08 05:59
عالم العملات النقدي فيه الكثير من الغرائب، من بينها على سبيل المثال عمليات التزوير التي تطال بعض الاوراق النقدية وخاصة الفئات الكبيرة مثل (500) يورو او (1000) فرنك، فقد قال توماس جوردان رئيس البنك المركزي السويسري إن البنك ليس لديه أي خطط لأن يسحب من التداول ورقة البنكنوت فئة 1000 فرنك سويسري وهي واحدة من أوراق البنكنوت الأعلى قيمة في العالم وتعادل الآن حوالي 1041 دولارا أمريكيا. ودعا وزراء المالية الاوروبيون البنك المركزي الاوروبي إلى دراسة سبل لاستخدام أكثر آمانا لورقة البنكنوت فئة 500 يورو (567.40 دولار) وسط مخاوف من أن مثل هذه الفئة المرتفعة القيمة تجعل من الأسهل على الارهابيين والمجرمين حمل أموال نقدية.
في المقابل بدأت تحضر في عالم التداول المالي عملات كانت ضعيفة حتى وقت قريب، ولكنها اليوم بفعل قوة اقتصاد بلدانها، باتت من العملات القوية، وإن لم تصل الى المستوى المطلوب، فقد قرر صندوق النقد الدولي ادخال اليوان الصيني في سلة عملاته الرئيسية، وفق ما اعلنت مديرة الصندوق كريستين لاغارد. وقالت لاغارد في تصريح في مقر الصندوق بواشنطن ان هذا القرار يعكس خصوصا "التقدم الذي احرزته السلطات الصينية في الاعوام الاخيرة لاصلاح نظامها النقدي والمالي". واضافت ان "استمرار هذه الجهود وتعزيزها سيؤديان الى نظام نقدي ومالي دولي اكثر متانة، سيدعم بدوره نمو واستقرار الصين والاقتصاد العالمي".
وفي مجال تصميم الأوراق النقدية هناك مسألة اختيار الشخصيات المهمة التي تستحق أن توضع صورها في العملات والاوراق النقدية تقديرا لجهودها العلمية او الابداعية، حيث أعلن بنك اسكتلندا الملكي أسماء ثلاثة علماء اسكتلنديين وهما رجلان وامرأة ضمن قائمة صغيرة من المرشحين لظهور صورهم على أول أوراق بنكنوت بلاستيكية من فئة عشرة جنيهات (14 دولارا." والثلاثة هم الفيزيائي جيمس كلارك ماكسويل وماري سمرفيل وهي أول امرأة عضو في الجمعية الفلكية الملكية الاسكتلندية والمهندس المدني توماس تيلفورد المعروف باسم "عملاق الطرق." وشارك أكثر من 400 شخص في اختيار المرشحين الذين بلغ عددهم 128 شخصا والذين كان يتعين أن يكونوا شخصيات تاريخية اسكتلندية أو أشخاص قدموا إسهاما كبيرا لاسكتلندا في مجال العلم والاختراع.
ومن الغرائب في هذا المجال، أن تكون قيمة بنس واحد بمليوني دولار، حيث قال مدع اتحادي إن أمريكيا من سان دييجو سلم بنسا من الألمنيوم من عام 1974 ورثه عن والده وتقدر قيمته بمليوني دولار إلى إدارة سك العملة الأمريكية لتسوية دعوى قضائية حول ملكية العملة النادرة. وقاضى راندال لورنس وهو ابن مسؤول سابق في سك العملة ومايكل ماكونيل مالك متجر عملات بمنطقة سان دييجو الحكومة الاتحادية في 2014 بعد أن طالبت بإعادة البنس. وكان لورنس وماكنويل يعتزمان عرض العملة في معارض في أنحاء البلاد قبل بيعها في مزاد بقيمة قد تصل لمليوني دولار
ومن الخطوات المهمة في مجال تصميم الاوراق النقدية، ان توضع صورة امرأة امريكية في ورقة نقدية فئة (20) دولارا تقديرا لكونها مناضلة من اجل الحرية، فقد قررت الولايات المتحدة الأمريكية وضع صورة هارييت تابمان، المناضلة السوداء في سبيل الحرية، على ورقة العشرين دولارا أمريكيا بدلا من الرئيس الأمريكي السابع آندرو جاكسون، لتكون بذلك أو امرأة تظهر صورتها على العملة الأمريكية منذ أكثر من قرن. وتعتزم وزارة الخزانة الأمريكية إصدار أوراق نقدية جديدة من فئة عشرين دولارا تظهر عليها صورة الناشطة الأمريكية السوداء هارييت تابمان الضحية السابقة للاستعباد، لتصبح بذلك أول امرأة منذ أكثر من قرن تطبع صورها على أوراق نقدية أمريكية، في حين هناك عمليات تزوير تطال بعض الاوراق المالية، ولكن سرعان ما تتم معالجة مثل هذه الاختراقات المحدودة.
ورقة 500 يورو مزورة تُسحب من التداول
في هذا السياق يحتمل أن تختفي ورقة فئة الخمسمئة يورو التي يشتبه بدورها في تمويل الارهاب من التداول بعد ان دعا القادة الاوروبيون الجمعة البنك المركزي الاوروبي الى اتخاذ قرار بشأنها.
وقال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان امام صحافيين في بروكسل حيث شارك في اجتماع مع نظرائه في الدول ال27 الاخرى في الاتحاد الاوروبي، ان هذه الورقة "تستخدم للتمويه اكثر من الشراء". واضاف ان اكبر اوراق العملة الاوروبية الموحدة تستخدم "لتسهيل الصفقات غير المشبوهة اكثر من ان تسمح لك ولي بشراء ما نحتاجه للغذاء".
وفي ختام هذا الاجتماع طالب وزراء مالية الدول ال28 البنك المركزي الاوروبي باتخاذ قرار حول هذه الورقة مشيدين في الوقت نفسه ب"خطة العمل" التي قدمتها المفوضية الاوروبية لمكافحة تمويل الارهاب في الثاني من شباط/فبراير. وكانت فرنسا طالبت بالحاح بخطة العمل لمكافحة الارهاب بعد موجة الاعتداءات التي ضربت باريس في 2015. ودعا الوزراء ال28 المفوضية الاوروبية الى "استنباط القيود المناسبة حول المدفوعات العينية التي تتجاوز بعض العتبات والبدء بالتفكير مع البنك المركزي الاوروبي بشأن تدابير تتعلق بالاوراق المالية ذات القيمة الكبيرة خصوصا اوراق الخمسمئة يورو اخذا بالاعتبار تحليلات اليوروبول".
فهذه الاوراق النقدية البنفسجية اللون التي تمثل 3% فقط من اوراق اليورو المتداولة بحسب احصاءات البنك المركزي الاوروبي، تسمح بنقل كميات هائلة منها خلسة. وكان مدير المكتب الاوروبي لحملة مكافحة التزوير الايطالي جوفاني كيسلر الذي كان يحقق من قبل بصفته مدعيا عاما بشأن المافيا في بلاده، عبر مؤخرا عن تأييده لسحبها من التداول. ودعا وزير الاقتصاد الاسباني لويس دي غيندوس من جهته الجمعة في بروكسل الى الغائها. وقال "سيكون من الضروري سحب ورقة فئة 500 يورو في اطار التزامنا مكافحة تبييض الاموال ومحاربة الارهاب" بحسب فرانس برس.
اما نظيره الالماني فولفغانغ شويبله فلم يعبر عن اي موقف بشأن فائدة "الورقة البنفسجية" او عدم سحبها من التداول، معيدا القرار الى البنك المركزي الاوروبي. واكتفى بالقول "يعود القرار الى البنك المركزي ولن اعلق". وعند ولادة اليورو -القطع والاوراق اعتمدت في الاول من كانون الثاني/يناير 2002- ظهرت قطع من فئة 500 يورو تحت الضغط لاسيما من قبل المانيا التي كان لديها من قبل ورقة الالف مارك الماني بقيمة موازية تقريبا. لكن دولا اخرى مثل فرنسا كانت تعارض هذا الامر، وكانت اعلى ورقة لديها حينذاك الخمسمئة فرنك فرنسي، اي ما يعادل ال76 يورو تقريبا. وفي مقابلة مع صحيفة لوباريزيان الخميس صرح بونوا كوريه من مجلس ادارة البنك المركزي الاوروبي ان مؤسسته ستتخذ "قريبا" قرارا بشأن احتمال الغاء ورقة فئة الخمسمئة يورو.
واقر بان "السلطات المختصة تشكك اكثر فاكثر باستخدامها لغايات غير مشروعة، وهي حجة لا يمكن تغافلها". وتابع "من وجهة نظري فان الذرائع للاحتفاظ بورقة الخمسمئة يورو باتت غير مقنعة اكثر فاكثر". لكن القرار النهائي سيعود الى مجلس حكام البنك المركزي الاوروبي الذي يضم الاعضاء الستة في مجلس الادارة وحكام المصارف المركزية الوطنية ال19. وبالنسبة للبنك المركزي الاوروبي فان الغاء ورقة فئة الخمسمئة يورو سيكون لها وقع ثانوي مفيد برأي بعض المعلقين. فمن خلال الحد من امكانية الاحتفاظ بمبالغ كبيرة خلال مدد قصيرة يمكن تحفيز حركة انتقال المال في منطقة اليورو ودفع دينامية الاسعار الواهنة التي تسعى المؤسسة المالية بشتى الوسائل الى معادودة اطلاقها.
التمسك بورقة البنكنوت فئة 1000 فرنك
من جهته قال توماس جوردان رئيس البنك المركزي السويسري إن البنك ليس لديه أي خطط لأن يسحب من التداول ورقة البنكنوت فئة 1000 فرنك سويسري وهي واحدة من أوراق البنكنوت الأعلى قيمة في العالم وتعادل الآن حوالي 1041 دولارا أمريكيا. ودعا وزراء المالية الاوروبيون البنك المركزي الاوروبي إلى دراسة سبل لاستخدام أكثر آمانا لورقة البنكنوت فئة 500 يورو (567.40 دولار) وسط مخاوف من أن مثل هذه الفئة المرتفعة القيمة تجعل من الأسهل على الارهابيين والمجرمين حمل أموال نقدية. لكن جوردان قال إن سويسرا ستتمسك بورقتها النقدية المرتفعة القيمة في المستقبل القريب لأنها مازالت الأكثر استخداما في البلاد مقارنة ببطاقات الائتمان أو التعاملات عبر الهاتف المحمول بحسب رويترز.
وأضاف قائلا لتلفزيون رويترز بعد أن طرح البنك المركزي السويسري ورقته النقدية الجديدة فئة 50 فرنكا "ورقة البنكنوت 1000 فرنك سويسري مازالت مستخدمة بشكل كثيف في سويسرا وذلك هو السبب الرئيسي في أننا نبقي عليها." وقال "الناس في سويسرا يحبونها ويريدون الاستمرار في استخدامها."
اليوان الصيني في سلة العملات الرئيسية
من ناحيته قرر صندوق النقد الدولي ادخال اليوان الصيني في سلة عملاته الرئيسية، وفق ما اعلنت مديرة الصندوق كريستين لاغارد. وقالت لاغارد في تصريح في مقر الصندوق بواشنطن ان هذا القرار يعكس خصوصا "التقدم الذي احرزته السلطات الصينية في الاعوام الاخيرة لاصلاح نظامها النقدي والمالي". واضافت ان "استمرار هذه الجهود وتعزيزها سيؤديان الى نظام نقدي ومالي دولي اكثر متانة، سيدعم بدوره نمو واستقرار الصين والاقتصاد العالمي".
وترى بكين ان ادخال عملتها في السلة الرئيسية لصندوق النقد يشكل نجاحا سياسيا رئيسيا في سعيها لاعتراف اقتصادي دولي بها. لكن هذا القرار لن ينفذ قبل نهاية ايلول/سبتمبر 2016 لافساح المجال امام افرقاء الاسواق المالية التكيف معه. وينضم اليوان بذلك الى الدولار الاميركي والجنيه الاسترليني والين الياباني واليورو.
في سياق مقارب يساهم اقرار صندوق النقد الدولي اعتماد اليوان كعملة احتياط في تشجيع التداول به خارج الصين ويعزز موقعه ضمن احتياطات المصارف المركزية، الا ان انطلاقته ستستغرق وقتا طويلا مع انعدام امكانية تحويله بحرية، وستبقى مرهونة بالاصلاحات المالية المنتظرة من بكين. واكد صندوق النقد الدولي في واشنطن الاثنين ضم اليوان الى سلة العملات الرئيسية التي تحدد الوحدة الحسابية للمؤسسة المالية، معترفا به كعملة احتياط الى جانب الدولار الاميركي والجنيه الاسترليني والين الياباني واليورو.
وبذلك، تكون بكين حققت انتصارا رمزيا كبيرا، لا سيما انها تواصل الجهود لتعزيز مكانة عملتها الوطنية في العالم لتوازي مستوى قوتها الاقتصادية. الا ان عددا من الخبراء يستبعدون ان تجني الصين على الفور فوائد قرار صندوق النقد الدولي، ولو انه سيشجع حتما المصارف المركزية الكبرى على تسريع عملية تنويع احتياطاتها من العملات. وقال الخبير الاستراتيجي لدى مصرف كريدي اغريكول داريوش كوفالسكي ان "المصارف المركزية غير ملزمة باعتماد تشكيلة حقوق السحب الخاصة، غير انها عمليا تاخذها بالاعتبار. ومن المفترض ان ينطبق الامر على اليوان" نظرا الى وزن الصين الاقتصادي كثاني قوة في العالم.
وراى ان "حصة الرنمينبي (اليوان) في احتياطات هذه المصارف قد يرتفع خلال ست سنوات من 1,4% حاليا الى ما بين 4,7% و10%"، ما يترجم اقبالا على شراء اليوان قد يصل الى 110 مليارات دولار في السنة. غير ان الخبير الاقتصادي لدى مجموعة ايه ان زد المصرفية ريموند يونغ يحذر بان هذا التطور "لن يتم بين ليلة وضحاها"، مشيرا الى ان الامر يتوقف على مستوى ثقة المؤسسات المالية.
ويقول اندرو كينينغهام من مكتب كابيتال ايكونوميكس ان "المصارف المركزية على غرار سائر الشركات التي تدير اموالا، تفضل التعاطي بالعملات القابلة للتحويل بشكل تام والتي لها اسواق صرف واسواق سندات واسعة" يمكن التداول بها بسهولة بحسب فرانس برس. وهنا تحديدا تكمن المشكلة. اذ يوضح الخبير ان "جاذبية اليوان كعملة احتياط ستصطدم بانعدام قابليتها للصرف وبمحدودية +السيولة+" فضلا عن المخاوف الناجمة عن تباطؤ الاقتصاد الصيني.
ويحتم اندماج عملة في سلة صندوق النقد الدولي عليها ان تكون "مستخدمة بشكل واسعة" و"مستخدمة بشكل حر". ولم يطرح الشرط الاول اي مشكلة على صندوق النقد، اذ كان اليوان في ايلول/سبتمبر خامس عملة للمدفوعات الدولية، وسجل 2,45% من التعاملات ولو ان الفرق يبقى شاسعا مع الدولار الاميركي (43,3%) واليورو (28,6%)، بحسب شركة سويفت المالية.
اما الشرط الثاني، فاثار جدلا اذ ان اليوان يفتقد الى حرية التحويل وتبقى تقلبات سعره محدودة ضمن هامش يتراوح حول سعر محوري يحدد يوميا.
وحرصا منها على تفادي هروب الرساميل، تواصل بكين فرض قيود شديدة على حركة الاموال خارج البلاد، وفي دليل على تشدد السلطات في هذا الصدد قامت مؤخرا بتفكيك شبكات متهمة بتحويل مئات مليارات اليوان بصفة غير شرعية الى الخارج. ويقول اندرو كولكوهون، المحلل في شركة فيتش ريتينغز، ان "ضم (اليوان) الى حقوق السحب الخاصة لم يعوض عن الاصلاحات الهيكلية العميقة" التي لا بد منها لفتح النظام المالي الصيني. ويشدد على ان "الصين وعدت برفع الرقابة عن الرساميل بحلول 2020، ما يعني اننا ما زلنا بعيدين عن قابلية التحويل الحر" للعملة الصينية.
وضاعفت الصين اشارات حسن النية، فباشرت تحرير معدلات فائدتها الاساسية وسمحت للعديد من المصارف المركزية والصناديق السيادية الاجنبية بالوصول الى سوقها الداخلية لصرف العملات. واعلن البنك المركزي الصيني في اب/اغسطس تخفيض بحوالى 5% في سعر العملة الصينية، موضحا انه عدل نظام احتساب السعر المرجعي لليوان ليكون اقرب الى قيمته "الفعلية"، في خطوة لقيت ترحيبا من صندوق النقد الدولي. كذلك ابرم البنك المركزي الصيني اتفاقات مع حوالى ثلاثين من المصارف المركزية الكبرى لتبادل عملات. غير انه سيترتب على بكين تكثيف جهودها ان ارادت التغلب على تشكيك المستثمرين من مؤسسات وجهات خاصة بحسب فرانس برس.
وقال مارك وليامز، الخبير في شركة كابيتال ايكونوميكس، ان سياسة بكين الاقتصادية "التي لا يمكن التكهن بها" وتدخلها بشكل عشوائي في الاسواق لدى انهيار البوصة خلال الصيف "يشكلان عوامل قوية تدفع الى الابتعاد" عن اليوان. ومن غير المتوقع ان يؤدي قرار صندوق النقد الدولي الى الحد من حركة تدفق الرساميل خارج الصين والتي تسارعت على الرغم من القيود المفروضة، يغذيها تراجع الظروف الاقتصادية والمخاوف من استمرار في تدني سعر العملة الصينية. وفي هذا السياق، يتوقع ان يستمر البنك المركزي في التدخل بصورة مكثفة من اجل ضمان استقرار اليوان، اذ ان اي تليين سريع في سياسة ضبط العملة سينعكس تراجعا كبيرا في سعرها في ظل تراجع اسس الاقتصاد الجوهرية، وهو ما يعلق عليه خبراء مصرف باركليز بالقول انها "مشكلة مستعصية".
التوصل لمخترع عملة بيتكوين
في سياق آخر بعد سنوات من التكهنات والغموض، كشف مبتكر عملة بيتكوين الرقمية نفسه لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ومجلتي "ذي إيكونوميست" و "جي كيو" وهو رجل الأعمال الأسترالي كريغ رايت. وقدم رايت وثائق من المعلوم أنها ليست سوى بحوزة مخترع هذه العملة الافتراضية، على ما أفادت "بي بي سي". وخلال لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية وقع رقميا على رسائل من خلال استخدام مفاتيح تشفير استحدثت عند ابتكار هذه العملة الرقمية.
وهذه المفاتيح "مرتبطة ارتباطا وثيقا" بقطع بيتكوين التي يعرف أن ساتوشي ناكاموتو اخترعها وهو اسم مستعار اختاره رجل الأعمال الاسترالي. وتبحث وسائل الإعلام منذ عدة سنوات عن مهندس المعلوماتية أو مجموعة المهندسين الذين وضعوا سنة 2009 برمجية بيتكوين تحت هذا الاسم المستعار. وقال كريغ خلال العرض الذي قام به أمام وسائل الإعلام الثلاث "هي الدفعات المستخدمة لإرسال 10 قطع بيتكوين إلى هال فيني في كانون الثاني/يناير (2009) في إطار أول صفقة تجرى بهذه العملة".
وخلافا للعملات المادية، مثل اليورو والدولار، لا تخضع عملة بيتكوين لأي نظام مصرفي وتدرها آلاف الكمبيوترات في أنحاء العالم أجمع. وباتت هذه العملة تستخدم اليوم في آلاف المواقع الإلكترونية وحتى في متاجر فعلية ويمكن دفعها مقابل خدمات (رحلة بسيارة الأجرة مثلا) أو بضائع أو حتى مقايضتها بعملات أخرى في حال وافق الطرفان على ذلك بحسب فرانس برس. وتشكل هذه العملة أداة لتيسير عمليات الاتجار غير القانونية نظرا لسرية المدفوعات، على ما يؤكد معارضو هذا الابتكار.
من جهته أعلن بنك اسكتلندا الملكي أسماء ثلاثة علماء اسكتلندنيين وهما رجلان وامرأة ضمن قائمة صغيرة من المرشحين لظهور صورهم على أول أوراق بنكنوت بلاستيكية من فئة عشرة جنيهات (14 دولارا." والثلاثة هم الفيزيائي جيمس كلارك ماكسويل وماري سمرفيل وهي أول امرأة عضو في الجمعية الفلكية الملكية الاسكتلندية والمهندس المدني توماس تيلفورد المعروف باسم "عملاق الطرق." وشارك أكثر من 400 شخص في اختيار المرشحين الذين بلغ عددهم 128 شخصا والذين كان يتعين أن يكونوا شخصيات تاريخية اسكتلندية أو أشخاص قدموا إسهاما كبيرا لاسكتلندا في مجال العلم والاختراع بحسب رويترز.
واكتشف ماكسويل (1831-1879) النظرية الموحدة للكهرباء والمغناطيسية. وكانت سمرفيل (1780-1872) إحدى الرائدات كعالمة عندما لم يكن هناك تشجيع لمشاركة النساء. وأدت كتاباتها في نهاية الأمر إلى اكتشاف كوكب نيبتون. وبنى تيلفورد (1780-1843) أكثر من ألف ميل من الطرق خلال حياته كما صمم موانئ وأنفاق وقناة كالدونيان في اسكتلندا. وبوسع الناس التصويت لواحد من الثلاثة للظهور على أوراق البنكنوت التي سيتم إصدارها في 2017.
بنس قيمته مليوني دولار
من جهته قال مدع اتحادي إن أمريكيا من سان دييجو سلم بنسا من الألمنيوم من عام 1974 ورثه عن والده وتقدر قيمته بمليوني دولار إلى إدارة سك العملة الأمريكية لتسوية دعوى قضائية حول ملكية العملة النادرة. وقاضى راندال لورنس وهو ابن مسؤول سابق في سك العملة ومايكل ماكونيل مالك متجر عملات بمنطقة سان دييجو الحكومة الاتحادية في 2014 بعد أن طالبت بإعادة البنس. وكان لورنس وماكنويل يعتزمان عرض العملة في معارض في أنحاء البلاد قبل بيعها في مزاد بقيمة قد تصل لمليوني دولار.
وقالت لورا دافي وكيلة وزارة العدل الأمريكية للمنطقة الجنوبية بكاليفورنيا في بيان إنهما أعادا العملة إلى إدارة سك العملة وتنازلا عن المطالبة بملكيتها في إطار تسوية. وأضافت أن "التسوية تبرر موقف الحكومة بأن العملات التي تصنعها مؤسسات سك العملة الأمريكية ... تظل مملوكة للحكومة وليست تذكارات يمكن للموظفين الحكوميين نقلها أو توريثها لغيرهم." ويقول معهد سميثسونيان إن اقتراحا بسك السنت المصنوع من الألمنيوم عُرض على الكونجرس في 1973 في وقت ارتفعت فيه أسعار النحاس كثيرا بحسب رويترز.
وتم سك حوالي 1.6 مليون عملة من الألمنيوم ووزعت بالكونجرس مع توقعات بالموافقة على استخدامها ولكن عندما رفض النواب العملة استعادتها إدارة سك العملة ودمرت معظمها وتبقت واحدة في سميثسونيان بواشنطن. وقال موقع (ذا بروفشنال كوين جاردينج سيرفيز) إن لورنس ورث واحدة من تلك العملات وإن عملة ثالثة ظهرت في حوزة ضابط شرطة بمبنى الكابيتول قال إن عضوا بالكونجرس أعطاه إياها.
صورة امرأة سوداء على أوراق نقدية أميركية
في سياق مقارب قررت الولايات المتحدة الأمريكية وضع صورة هارييت تابمان، المناضلة السوداء في سبيل الحرية، على ورقة العشرين دولارا أمريكيا بدلا من الرئيس الأمريكي السابع آندرو جاكسون، لتكون بذلك أو امرأة تظهر صورتها على العملة الأمريكية منذ أكثر من قرن.
وتعتزم وزارة الخزانة الأمريكية إصدار أوراق نقدية جديدة من فئة عشرين دولارا تظهر عليها صورة الناشطة الأمريكية السوداء هارييت تابمان الضحية السابقة للاستعباد، لتصبح بذلك أول امرأة منذ أكثر من قرن تطبع صورها على أوراق نقدية أمريكية. غير أنه من غير المتوقع طبع الأوراق النقدية الجديدة قبل حلول سنة 2030 وفق وسائل إعلامية أمريكية عدة.
وكان وزير الخزانة الأمريكي جاك ليو قد أعلن أن الورقة النقدية الجديدة ستحمل صورة هارييت تابمان (1822 - 1913)، منهيا بذلك حالة ترقب سادت لدى الأمريكيين منذ ما يقرب من عام، بعد أن سبق وأعلنت وزارة الخزانة عزمها استبدال صورة أول وزير خزانة في الولايات المتحدة ألكسندر هاملتون (1789 - 1795)، الموجودة على الأوراق النقدية من فئة 10 دولارات، بأخرى لامرأة.
وأثار هذا القرار حينها سخط محبي هاملتون، عراب الدستور الأمريكي، وقد طالب هؤلاء حينها التخلي بدل ذلك عن الصورة المطبوعة على الأوراق النقدية من فئة 20 دولارا، وهي للرئيس الأمريكي السابع آندرو جاكسون، الذي يحظى بشعبية متدنية بسبب دوره في طرد الأمريكيين الأصليين من أراضيهم وإفشاله أولى المحاولات لإنشاء بنك مركزي. غير أنه بحسب جاك ليو، فإن صورة لتمثال جاكسون ستبقى موجودة على الجهة الخلفية لهذه الورقة النقدية الجديدة.
من جهتها، كتبت المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون في تغريدة عبر تويتر "امرأة وقائدة ومحاربة في سبيل الحرية! لا يمكنني تصور أي خيار للأوراق النقدية من فئة 20 دولارا أفضل من هارييت تابمان". يذكر أن الإدارة الأمريكية سبق وأطلقت استطلاع رأي واسع النطاق لمعرفة المرأة التي سيتم اختيارها لوضع صورتها على عملة نقدية للمرة الأولى منذ مئة عام. ويذكر أن من بين الشخصيات التي تم تداول أسمائها على نطاق واسع في هذا المجال، زوجة الرئيس الأمريكي السابق فرانكلين روزفلت، إليانور، التي كان لها نفوذ كبير في السياسة الأمريكية، والناشطة ضد التمييز العرقي روزا باركس بحسب فرانس برس.
وقد ولدت هارييت تابمان في ولاية ميريلاند (شرق)، وعرف عنها شجاعتها خصوصا من خلال مساعدتها في تحرير عدد كبير من العبيد عبر نقلهم إلى كندا قبل الحرب الأهلية الأمريكية، وانضمامها بعد ذلك إلى جيش الاتحاد كطباخة وممرضة من ثم كجاسوسة. إضافة إلى مشاركتها فيما بعد في النضال الحقوقي من أجل تمكين المرأة من حق الانتخاب، قبل أن تتوفى عن عمر يناهز 91 عاما. وقال جاك ليو "أبعد من كونها شخصية تاريخية، لقد أدت دورا نموذجيا وقياديا لديموقراطيتنا"، مكررا عبارتها الشهيرة "سأحارب من أجل الحرية حتى الرمق الأخير".
الرسام البريطاني ترنر على اوراق نقدية جديدة
من جهته اعلن حاكم بنك انكلترا المركزي أن صورة الرسام الانكليزي ترنر ستوضع على الاوراق النقدية الجديدة من فئة 20 جنيها استرلينيا. وستحمل هذه الاوراق النقدية الجديدة رسم البورتريه الذاتي للرسام جوزف مالورد ترنر اضافة الى صورة عن لوحة "ذي فايتنغ تيميرير" الزيتية العائدة الى سنة 1838. وقال حاكم البنك المركزي مارك كارني خلال الكشف عن الورقة النقدية الجديدة في دار "ترنر كونتمبراري" للمعارض الفنية في مدينة مارغايت الساحلية جنوب شرق بريطانيا إن "ترنر بلا شك اكثر الرسامين البريطانيين تأثيرا على الاطلاق".
وأضاف "نتاجه احدث تحولات على الرسم وجمع العالم الكلاسيكي بالعالم المعاصر. وقد ظهر اثره طوال حياته ولا يزال ظاهرا اليوم". كذلك ستحمل الورقة النقدية عبارة "لايت ايز ذيرفور كولور" المأخوذة من حصة تعليمية لترنر مخصصة لاستخدام الضوء والظلال والفروق الدقيقة بين الالوان. ويظهر على الورقة النقدية الحالية من فئة 20 جنيها استرلينيا والتي طبعت للمرة الاولى سنة 2007، رسم الاقتصادي الليبرالي ادم سميث بحسب فرانس برس. كذلك فإن الورقة النقدية الجديدة التي يبدأ التداول بها سنة 2020 ستكون الثالثة من سلسلة اوراق نقدية تطبع للمرة الاولى من مادة بلاستيكية مرنة وليس من الورق. أما الاوراق النقدية الجديدة من فئتي 5 و10 جنيهات فستحملان على التوالي صورتي رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل والروائية جاين اوستن.