العام الأسوأ في تاريخها: تفاصيل خسائر شركات الطيران بسبب كورونا
دلال العكيلي
2020-06-16 07:14
كان عام 2020 يحمل نبأ سيئا لقطاع الطيران في العالم، فبعد انتشار فيروس كورونا المستجد وفرض الدول قيودا على إجراءات السفر لاحتوائه، أصبحت العديد من شركات الطيران العالمية تواجه انخفاضًا شديدًا في عملياتها، والذي نتج عنه خسائر فادحة لها ما عرض بعضها للإفلاس وتسريح موظفيها.
وهذه الخسائر الفادحة لشركات الطيران جراء كورونا أدت الإجراءات التي اتخذتها الدول لتقييد حركة الطيران بسبب فيروس كورونا إلى خسائر كبيرة في قطاع الطيران والوظائف، واليوم تواجه الشركات صعوبات في استئناف عملها بعدما شلّها فيروس كورونا المستجد، بين طواقم لا تتبلّغ وجهتها إلا قبل ساعات من الإقلاع، وطيارين يحافظون على مستوى أدائهم من خلال رحلات بلا ركّاب أو أجهزة لمحاكاة الطيران، وقد تستغرق العودة إلى الوضع الطبيعي للملاحة الجوية عدة سنوات، وأوضح رئيس شركة لوفتهانزا، أكبر مجموعة طيران أوروبية، كارستن شبور "لم يعد هناك عمليا جداول عمل ثابتة، بل مجرّد جهوزية" من جانب الطواقم.
وقال "يعلمون متى ينبغي أن يحضروا إلى المطار، ويتم إبلاغهم بالوجهة قبل بضع ساعات" فقط، مشيرا إلى أن هذه الوسائل المستخدمة حتى الآن في حالات استثنائية "باتت هي القاعدة"، ويواجه هذا القطاع تحديا هائلا في وقت يعاود نشاطه، فقد توقف بشكل شبه تام لأكثر من شهرين، مع برنامج رحلات مشابه لما كان عليه في الخمسينات، أي بالنسبة للوفتهانزا بمعدل ثلاثة آلاف راكب يومي عوضا عن 350 ألفا.
منى قطاع الطيران والنقل الجوى بخسائر لا حصر بسبب كورونا، قدرها الاتحاد الدولي للنقل الجوي IATA فى آخر تقرير له أنه من المتوقع أن تخسر شركات الطيران 84,3 مليار دولار في عام 2020 بهامش صافي ربح ناقص 20,1%، وستنخفض الإيرادات بنسبة 50% لتصل إلى 419 مليار دولار مقارنة بـ 838 مليار دولار في 2019، والخسائر على مستوى المناطق، والتوقعات خلال 2020 كما يلي:
منطقة أمريكا الشمالية: انخفاض في الطلب بنسبة 52,6%، وانخفاض في سعة الركاب بنسبة 35,2%، وخسارة إجمالية قدرها 23,1 مليار دولار أمريكي.
منطقة أوروبا: انخفاض في الطلب بنسبة 56,4%، وانخفاض في سعة الركاب بنسبة 42,9%، وخسارة إجمالية قدرها 21,1 مليار دولار أمريكي.
منطقة آسيا والباسيفيك: انخفاض في الطلب بنسبة 53,8%، وانخفاض في سعة الركاب بنسبة 39,2%، وخسارة إجمالية قدرها 29 مليار دولار أمريكي.
منطقة الشرق الأوسط: انخفاض في الطلب بنسبة 56,1%، وانخفاض في سعة الركاب بنسبة 46,1%، وخسارة إجمالية قدرها 4,8 مليار دولار أمريكي.
منطقة أمريكا اللاتينية: انخفاض في الطلب بنسبة 57,4%، وانخفاض في سعة الركاب بنسبة 43,3%، وخسارة إجمالية قدرها 4 مليار دولار أمريكي.
منطقة أفريقيا: انخفاض في الطلب بنسبة 58,5%، وانخفاض في سعة الركاب بنسبة 50,4%، وخسارة إجمالية قدرها 2 مليار دولار أمريكي.
العالم: انخفاض في الطلب بنسبة 54,7%، وانخفاض في سعة الركاب بنسبة 40,4%، وخسارة إجمالية قدرها 84,3 مليار دولار أمريكي
آفاق غامضة
المشكلة بحسب ما أفاد متحدث باسم شركة الاتحاد التابعة لأبوظبي أن "إمكانية التكهن بالطلب أدنى بكثير من العادة في الوقت الحاضر"، الأمر الذي يمنع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الذي كان يعوَّل عليه قبل الأزمة لجدولة الرحلات، وأوضح المدير المالي لشركة لوفتهانزا تورستن ديركس أن "البيانات التي تم جمعها على مدى عقود لم يعد يمكن استخدامها، أقلّه في مستقبل قريب" و"ينبغي إعادة تلقين كل شيء" للخوارزميّة المطبقة، وفي انتظار تحقيق ذلك يبقى الذكاء البشري "أسرع وأكثر مرونة" بحسب ديركس.
ويتم إلغاء بعض الرحلات عشية موعدها لعدم الحصول على إذن بالهبوط، وهو ما حصل لأول رحلة كانت تعتزم لوفتهانزا تسييرها إلى الهند، في المقابل، يتبيّن في اللحظة الأخيرة أن الطلب على رحلات أخرى أكبر مما كان متوقعا ففي نهاية آخر أسبوع من أيار/مايو، حجز مدير شركة لوفتهانزا على رحلة لقضاء عطلة مع عائلته، غير أنه وجد نفسه على لائحة انتظار تضم سبعين شخصا، وأوضح أنه تحتّم "إضافة طائرة ثانية فجأة بموازاة" الرحلة المقررة، وفي أشدّ الأزمة، كانت 700 طائرة من أصل أسطول لوفتهانزا المؤلف من 763 طائرة مسمرة أرضا، مصفوفة بالعشرات على مدرج مطار فرانكفورت وحتى على مدرج هبوط.
وقالت المتحدثة باسم المجموعة لارا ماتوشيك لوكالة فرانس برس إن الطائرات المتوقفة منذ أقل من ثلاثة أشهر "يمكن تحريكها في يوم أو يومين"، أما الطائرات المتوقفة منذ فترة أطول، فتكون محركاتها في "التخزين العميق" بحسب التعبير المستخدم وقالت المتحدثة إن "آلية إعادة تحريكها أكثر تعقيدا وتستغرق أحيانا فترة تصل إلى أربعة أسابيع".
كذلك يتحتّم الحفاظ على مستوى أداء الطواقم لذلك يقوم طيارو شركتي ترانس إير في السنغال برحلات بدون ركاب للحفاظ على تراخيصهم، أما شركة الاتحاد ، فتنظم لطياريها دورات تدريب على أجهزة لمحاكاة الطيران "كل 45 يوما" لـ"ضمان الحفاظ على مهارة التشغيل طوال فترة الجمود المطولة هذه"، واغتنمت الشركة توقف طائراتها للقيام بـ"برنامج صيانة لطائراتها هو الأكثر شمولا في تاريخها" في وقت كان 80% من أسطولها مسمّرا أرضا في نيسان/أبريل.
عودة الوضع إلى طبيعته خلال أربع سنوات
وتبقى عودة النشاط بطيئة في باقي العالم ويتوقع رئيس مجلس إدارة طيران الإمارات، أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، تيم كلارك أن يستغرق الأمر أربع سنوات لعودة الأوضاع إلى طبيعتها، وتعتزم الخطوط الجوية السنغافورية التي يستغرق إعادة تنشيط أسطولها "ما بين بضعة أيام وأسبوع بحسب طراز الطائرة"، اقتراح 12 وجهة إضافية اعتبارا من حزيران/يونيو وتموز/يوليو لكن مع تسيير رحلات إلى 32 وجهة فقط من أصل 135 وجهة في الأوضاع الطبيعية، فإن المجموعة الآسيوية لا تعمل سوى بـ6% من طاقاتها.
وفي اليابان، تستأنف شركتا "الخطوط الجوية اليابانية" و"خطوط أول نيبون الجوية" نشاطهما بصورة "تدريجية"، فتعرضا 30% من رحلاتهما الاعتيادية في حزيران/يونيو مقابل 15% فقط في أيار/مايو، أما لوفتهانزا، فسوف تستأنف رحلات بحلول أيلول/سبتمبر إلى 91% من وجهاتها للرحلات القصيرة و70% للرحلات الطويلة، لكن حجم العرض لن يتخطى بمجمله 40% من الرحلات الاعتيادية، ومع إبلاغ الركاب بإلغاء رحلات قبل أسابيع قليلة من موعدها، يواجه جهاز خدمة الزبائن على الهاتف سيلا من الاتصالات وقال شبور إن الشركة تنفق حاليا مئات ملايين اليورو في الشهر لإعادة تسديد ثمن البطاقات، ويعمل النظام المعتمد في هذه المرحلة بشكل جيد، لكن شبور قال "حين نحاول إدارة شركة مثل شركتنا لتحقيق أرباح، فليس هذا نهجا مستديما".
خسارة 84 مليار دولار هذا العام
توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن تؤدي أزمة فيروس كورونا إلى تكبد شركات الطيران خسائر قدرها 84 مليار دولار وتقليص الإيرادات إلى النصف، وهو ما سيكون أسوأ عام في تاريخ القطاع، وقال الاتحاد إن من المرجح أن تنخفض الإيرادات إلى 419 مليار دولار من 838 مليار دولار في العام الماضي مع توقف معظم الرحلات الجوية حول العالم في الوقت الحالي.
وقال المدير العام للاتحاد ألكسندر دو جونياك "كل يوم يمر هذا العام يضيف للصناعة خسائر تصل إلى 230 مليون دولار"، ويبلغ متوسط الخسارة حوالي 38 دولارا لكل راكب وحذر الاتحاد من أن الخسائر قد تصل إلى 100 مليار دولار في عام 2021 مع مواجهة حركة السفر الجوي صعوبة في التعافي وتخفيض شركات الطيران أسعارها لتستأنف أنشطتها.
وقال دو جونياك "ستظل الخطوط الجوية هشة ماليا في عام 2021"، وتنبأ بأن تكون المنافسة "أكثر حدة" وأضاف قائلا "هذا سيُترجم إلى حوافز قوية للمسافرين حتى يعودوا لركوب الطائرات مرة أخرى"، وتوقع الاتحاد زيادة في الإيرادات للعام 2021 لتصل إلى 598 مليار دولار، ومن المتوقع أن تنخفض أعداد الركاب إلى 2.25 مليار هذا العام قبل أن ترتفع إلى 3.38 مليار في عام 2021، ومع هذا فإنها ستظل منخفضة بأكثر من 25 بالمئة عن مستويات عام 2019.
تراجع أعداد المسافرين
قالت وزارة النقل الأمريكية إن شركات الطيران بالولايات المتحدة نقلت ثلاثة ملايين مسافر في أبريل نيسان، بانخفاض شديد بلغ 96 بالمئة في ظل جائحة فيروس كورونا والقيود المفروضة على حركة السفر، وقالت الوزارة إن شركات الطيران في الولايات المتحدة نقلت نحو 2.8 مليون مسافر محلي و132 ألفا من المسافرين الدوليين وهبط عدد المسافرين الدوليين بنسبة 99 بالمئة مقارنة مع أبريل نيسان 2019، إذ فرضت الولايات المتحدة قيودا على السفر الجوي للكثير من الزائرين الدوليين.
لوفتهانزا تريد 9 مليارات يورو لإنقاذها
قالت لوفتهانزا إنها تتفاوض مع صندوق الاستقرار الاقتصادي الألماني للحصول على تسعة مليارات يورو (9.71 مليار دولار) لإنقاذها، مؤكدة بذلك فحوى تقرير سابق من رويترز، أوضحت شركة الطيران أن "حزمة الاستقرار" تتضمن مساهمة رأسمالية عارية عن حقوق التصويت وقرضا مضمونا وزيادة لرأسمال الشركة بما قد يُملك الحكومة حتى 25 بالمئة زائد سهم واحد.
وقالت الشركة في بيان للجهات التنظيمية "يواصل المجلس التنفيذي لشركة دويتشه لوفتهانزا المفاوضات بهدف ضمان الجدوى الاقتصادية للشركة في المستقبل بما يعود بالنفع على عملائها وموظفيها"، وأضافت أن بدائل شتى لزيادة رأس المال تخضع للنقاش، بما في ذلك زيادة القيمة الاسمية للأسهم، إذا اقتضت الضرورة بعد إجراء خفض لرأس المال.
تبلغ القيمة الاسمية لسهم لوفتهانزا 2.56 يورو وستبلغ تكلفة حصة قدرها 25 بالمئة أقل من 500 مليون يورو عند هذا السعر وإذا عمدت لوفتهانزا إلى خفض رأس المال فإن هذا سيمكن الدولة من شراء 25 بالمئة بسعر أقل من ذلك، أغلقت أسهم لوفتهانزا مرتفعة 0.5 بالمئة إلى 7.86 يورو، وسيتيح السعر الرخيص للأسهم الجديدة الصادرة لصالح الدولة أن تبيع ألمانيا حصتها سريعا مع تحقيق ربح — فور استقرار أوضاع لوفتهانزا.
ريان إير ستخفض 3000 وظيفة
قالت ريان إير إنها تعتزم خفض ثلاثة آلاف وظيفة وتجري محادثات مع بوينج بشأن تأجيل تسلم طائرات إذ أنها لا تتوقع أن يتعافى السفر الجوي الأوروبي بشكل كامل من أزمة فيروس كورونا حتى 2022، وقالت أكبر شركة للطيران الاقتصادي في أوروبا إنها قد تحقق أرباحا وفيرة في 2021 وإنها لا تنوي تأجيل طلبيات شراء طائرات.
لكن في تحديث غير مخطط، أجلت شركة الطيران الإيرلندية بدء العودة إلى الرحلات المنتظمة إلى يوليو تموز من يونيو حزيران وقالت إنها ستسير 50 بالمئة فقط من قدرتها المخططة للرحلات الجوية في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر أيلول، وهو أكثر المواسم ازدحاما في المعتاد، وقالت شركة الطيران إنها تراجع الآن خطط النمو وطلبيات الطائرات وتجري محادثات مع بوينج وشركات تأجير طائرات لخفض عدد التسليمات على مدى 24 شهرا قادما.
وقال الرئيس التنفيذي مايكل أوليري في التحديث للمستثمرين "تتوقع ريان إير حاليا أن يستغرق تعافي طلب الركاب والتسعير (إلى مستويات 2019) عامين على الأقل، حتى صيف 2022 على أقرب تقدير"، وقالت ريان إير إنها تتوقع خسارة 100 مليون يورو (110 ملايين دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في نهاية يونيو حزيران، إذ قال أوريلي إنها المرة الأولى التي تتكبد فيها شركة الطيران خسارة في ذلك الربع.
جنرال إلكتريك للطيران تخفض 13 ألف وظيفة
قالت شركة جنرال إلكتريك إنها تعتزم خفض قوتها العاملة حول العالم في وحدتها للطيران هذا العام بما يصل إلى 25 بالمئة، أو حوالي 13 ألف وظيفة، بما يشمل عمليات تسريح طوعية وغير طوعية، عازية ذلك إلى مد فترة برامج تقليل الطائرات بسبب جائحة فيروس كورونا، وتخفيضات الوظائف هي أحدث صور المتاعب المتزايدة لقطاع الطيران التي من المتوقع الآن أن تستمر حتى 2021، إذ هبط الطلب على السفر جوا للركاب في الولايات المتحدة بنسبة 95 بالمئة.
وقالت شركة بوينج إنها ستقلص عشرة بالمئة من قوتها العاملة حول العالم، أو ما يعادل 16 ألف وظيفة، إذ أبطأت بعض معدلات الإنتاج، في حين قالت شركة سبيريت إيرو سيستمز هولدينجز، وهي مورد لبوينج، يوم الجمعة إنها ستخفض 1450 وظيفة أخرى، ونزل سهم جنرال إلكتريك أربعة بالمئة على خلفية انباء خفض العمالة ليسجل 6.23 دولار.
يأتي خفض الوظائف في جنرال إلكتريك للطيران في إطار وفورات في التكاليف والسيولة بقيمة ثلاثة مليارات دولار أعلنت عنها الشركة، وتشمل تخفيضات وظائف سبق الإعلان عنها، بما في ذلك خفض عشرة بالمئة من قوتها العاملة في الولايات المتحدة جرى الإعلان عنه في مارس آذار.
4 سنوات لإعادة بناء شبكة طيران الإمارات
قال تيم كلارك رئيس طيران الإمارات إن إعادة بناء شبكة رحلات الشركة التي عصفت بها جائحة فيروس كورونا قد تستغرق أربع سنوات، كانت الشركة التي مقرها دبي تسير رحلات إلى 157 وجهة في 83 بلدا قبل أن تعلق رحلات نقل الركاب في مارس آذار لتكتفي بخدمات محدودة منذ ذلك الحين، وقال في مقابلة عبر الإنترنت مع جون سترايكلاند المستشار في قطاع الطيران "أعتقد أنه على الأرجح بحلول 2022\2023 أو 2023\2024 سنشهد عودة الأوضاع إلى طبيعتها بدرجة ما وستشغل طيران الإمارات شبكتها كما كانت من قبل ومن المأمول أن يكون ذلك بنفس النجاح السابق".
وحذرت الشركة من أن الفترة الحالية قد تكون الأصعب في تاريخها الذي يمتد إلى 35 عاما وقالت يوم الأحد إنها استغنت عن بعض العاملين بسبب الجائحة، وقال كلارك الذي سيغادر منصبه ويصبح مستشارا للشركة وإن القطاع قد يبدأ التعافي في صيف العام المقبل في حالة التطوير الناجح للقاح للفيروس يتاح على نطاق واسع
وتابع "سنبدأ نشهد زيادة، زيادة كبيرة للطلب على السفر"، مضيفا أن الشركة يمكنها تجهيز أسطولها في غضون 48 ساعة إذا تعين ذلك.
وأضاف أن من المرجح أن يواصل الطلب النمو في 2023 و2024 إذا لم يتعرض الاقتصاد العالمي لأي صدمة كبيرة أخرى، لكنه حذر من أن التباعد الاجتماعي على الطائرات ليس عمليا من الناحية الاقتصادية والبيئية لأنه يعني أن تحلق الطائرة بنصف سعتها، وقال إن طيران الإمارات ستظل تطلب من الركاب وضع أقنعة الوجه والقفازات على متن طائراتها.
ثاني أكبر شركة طيران تطلب إشهار إفلاسها
قدمت شركة أفيانكا القابضة، ثاني أكبر شركة طيران في أمريكا اللاتينية، طلبا لإشهار إفلاسها مع اقتراب الموعد النهائي لسداد سندات مستحقة وبعد سعيها دون جدوى للحصول على مساعدة عاجلة من حكومة كولومبيا من أجل النجاة من آثار أزمة فيروس كورونا، وقدرت أفيانكا قيمة التزاماتها المالية بين مليار وعشرة مليارات دولار في طلبها الذي أودعته لدى محكمة الإفلاس الأمريكية للمنطقة الجنوبية في نيويورك.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة أنكو فان دير ويرف في بيان صحفي "أفيانكا تواجه أكثر الأزمات صعوبة في تاريخها الممتد إلى 100 عام"، وإذا فشلت في الخروج من الإفلاس، فإن أفيانكا ستكون واحدة من أولى شركات الطيران الكبرى في العالم التي تفشل نتيجة لأزمة فيروس كورونا التي أدت إلى انخفاض بنسبة 90 بالمئة في حركة الطيران العالمية.
ولم تنفذ أفيانكا أي جدول منتظم لرحلات ركاب منذ أواخر مارس آذار كما تخلفت عند دفع رواتب معظم موظفيها البالغ عددهم 20 ألفا طوال الأزمة، وكانت أفيانكا تعاني بالفعل قبل اندلاع وباء كورونا لكن طلبها لإشهار الإفلاس يبرز التحديات التي تواجه شركات الطيران التي لا تستطيع الاعتماد على إجراءات إنقاذ حكومية وقال ممثل للشركة لرويترز إن أفيانكا لا تزال تحاول تأمين الحصول على قروض من الحكومة، وقال خوان ديفيد بالين الخبير الاقتصادي في شركة كاسا دي بولسا للسمسرة في بوجوتا "ليست مفاجأة على الإطلاق...كانت الشركة مثقلة بالديون رغم أنها حاولت إعادة جدولة ديونها العام الماضي".
شركات الطيران ومراجعة درجات حرارة المسافرين
قالت مجموعة تجارية تمثل أكبر شركات طيران في الولايات المتحدة إنها تؤيد إدارة أمن النقل الأمريكية في مراجعة درجات حرارة المسافرين والموظفين الذين يواجهون الزبائن خلال جائحة انتشار فيروس كورونا، وقالت مجموعة (أيرلاينز فور أمريكا) إن هذه المراجعات "ستضيف حماية إضافية للركاب إلى جانب موظفي شركات الطيران والمطار، وستوفر أيضا مراجعة درجات الحرارة ثقة إضافية مهمة من قبل الناس لإعادة إطلاق السفر جوا واقتصاد بلادنا".
وقال مسؤول أمريكي إنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم إجراء هذه المراجعات ولكنه قال إن هذه القضية قيد مباحثات مكثفة بين الوكالات الحكومية وشركات الطيران الأمريكية وأضاف أن من المحتمل اتخاذ قرار، وقال مسؤولون أمريكيون إن مراجعة درجات الحرارة لن تقضي على خطر حالات الإصابة بفيروس كورونا ولكنها يمكن أن تكون رادعا لمنع الناس الذين ليسوا على ما يرام من السفر.
ركاب كيه.إل.إم يجب أن يحضروا كماماتهم
قالت شركة طيران كيه.إل.إم الفرع الهولندي لشركة اير فرانس كيه.إل.إم في بيان إنه يتعين على ركاب جميع الرحلات ارتداء الكمامات الواقية أثناء، وأوقفت كيه.إل.إم، مثل أغلب شركات الطيران الكبرى، كل رحلاتها تقريبا بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا لكنها ما زالت تسير عددا محدودا من الرحلات، وقالت الشركة "ارتداء واق للوجه أثناء الصعود إلى الطائرة وعلى متنها إجباري لركاب كيه.إل.إم. وعلى الركاب التأكد من أن بحوزتهم الكمامة الواقية المطلوبة".
وسيطبق هذا الإجراء حتى 31 أغسطس آب 2020 والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات غير ملزمين بذلك، وأيد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) ارتداء الركاب للكمامة الواقية مع احتدام المناقشات بشأن كيفية إعادة شركات الطيران للعمل مع احترام قواعد التباعد الاجتماعي بعد أزمة كورونا، وأعلنت إير فرانس الفرع الفرنسي لشركة اير فرانس كي.إل.إم الإجراءات نفسها يوم الخامس من مايو أيار، وكانت شركة طيران لوفتهانزا الألمانية وويز اير المجرية للطيران منخفض التكلفة قد أعلنتا بالفعل إلزام الركاب بارتداء الكمامات.
اصطفاف في المطار وتجاهل لقواعد التباعد الاجتماعي
احتشد آلاف المسافرين دون مراعاة لوجود مسافات فاصلة بينهم في مطار بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا متجاهلين قواعد التباعد الاجتماعي، وذلك على الرغم من إجراءات العزل العام الرسمية، وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي اصطفاف المسافرين لدخول المطار واحتشادهم داخل الصالة، وذلك بعد أيام من إعلان الحكومة أن بإمكان عدة شركات طيران استئناف نشاطها تحت شروط.
وقالت مؤسسة أنكاسا بورا الحكومية التي تشغل المطار في بيان إن الصفوف تراجعت بعد الظهيرة وإن جهودا جارية لضمان التباعد ووجود مسافات، ورغم قيود التباعد الاجتماعي وحظر عودة ملايين الإندونيسيين إلى بلداتهم وقراهم، وأعلنت الحكومة أن بإمكان العمالة الوافدة والعاملين في قطاعات معينة السفر جوا.
وحذر الاتحاد من أن الخسائر قد تصل إلى 100 مليار دولار في عام 2021 مع مواجهة حركة السفر الجوي صعوبة في التعافي وتخفيض شركات الطيران أسعارها لتستأنف أنشطتها.