شركات الطيران: من يستطيع السيطرة على اقتصاد السماء؟

دلال العكيلي

2020-03-04 04:10

تضم الكثير من البلدان خطوط طيران وطنية مملوكة ومشغلة من قبل الحكومة وشركات الطيران المملوكة من القطاع الخاص تخضع لقدر كبير من التشريعات الحكومية من أجل مراعاة اعتبارات اقتصادية وسياسية وظروف السلامة فعلى سبيل المثال، يمكن للحكومات أن تتدخل من أجل إيقاف تحركات عمال قطاع الطيران من أجل ضمان حركة المسافرين والبضائع بشكل آمن بين المناطق.

فلسفة الطيران مبنية على التهديد والمخاطر ولا بد من سياسات لإدارة تلك التهديدات تنفيذ رحلات آمنة للمحافظة على الراكب أهم لدى الشركات من الربح المادي اذ هناك 8.2 بليون مسافر سنويًا حجم حركة الركاب المتوقعة يتطلب زيادة سعة المجالات الجوية ومع التوترات يزداد التهديد المباشر وغير المباشر.

خلافات التجارة والنفط ومشاكل بوينج

من المقرر أن يلتقي ممثلون عن شركات الطيران العالمية في ظل توترات تجارية وارتفاع في أسعار النفط ومنع تحليق الطائرة بوينج 737 ماكس المستمر منذ شهرين، مما يهدد بوقف مسيرة الأرباح القوية التي دامت لخمس سنوات في قطاع النقل الجوي المتسم بحدة المنافسة، ويتوافد رؤساء أبرز شركات القطاع إلى سول لحضور القمة السنوية للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) ويضم الاتحاد 290 شركة طيران تمثل أكثر من 80 بالمئة من عمليات النقل الجوي في العالم.

وقال الرئيس التنفيذي للاتحاد ألكسندر دي جونياك ”الأشهر الستة الأخيرة كانت عصيبة جدا على شركات الطيران.

"ارتفاع التكلفة والحروب التجارية وأوجه عدم التيقن الأخرى من المرجح أن يكون لها تأثير على الأرباح" تُعقد القمة في الفترة من الأول وحتى الثالث من يونيو حزيران وتشكل فرصة لاختبار التيارات السائدة في قطاع نقل الركاب والشحن الجوي، التي تشكل بدورها مقاييس مهمة لثقة المستهلكين والشركات وسط اضطرابات اقتصادية عالمية، وتبدو أحدث توقعات الاتحاد بتحقيق القطاع 35.5 مليار دولار من الأرباح هذا العام غير واقعية حاليا، بسبب هبوط في سوق الشحن وضعف النمو في قطاع نقل الركاب ولمح دي جونياك بقوة إلى أن الاتحاد سيخفض تلك التوقعات خلال قمة سول.

وتراجع حركة الشحن، حيث انخفضت الأحجام 3.7 بالمئة في أبريل نيسان بما يشمل هبوطا بنسبة 7.4 بالمئة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، مبعث قلق لكبرى شركات الشحن الجوي مثل كاثي باسيفيك والخطوط الجوية الكورية التي تستضيف قمة إياتا، وقال برايان بيرس كبير اقتصاديي إياتا "شهدنا حقا منذ نهاية العام الماضي تدهورا كبيرا في حركة التجارة العابرة للحدود بعد جولة زيادات الرسوم الجمركية التي حدثت في وقت سابق".

تضم الاجتماعات نحو 200 رئيس تنفيذي في أكبر تجمع لقادة القطاع منذ أزمة منع 737 ماكس من التحليق في مارس آذار بعد تحطم طائرتين واستثمرت شركات تنتمي للاتحاد مئات المليارات في الطراز وتتطلع بشغف لاحتواء أي عواقب تنظيمية أو جماهيرية بسبب الأزمة، ويقول قادة القطاع إن السفر جوا يظل آمنا بدرجة ملحوظة قياسا إلى وسائل النقل الأخرى، لكن قرار الصين والاتحاد الأوروبي وآخرين وقف تشغيل الطائرة ماكس قبل الولايات المتحدة أحدث انقساما تنظيميا غير معهود، مما يثير قلق شركات الطيران وصناع الطائرات.

يعتقد إياتا، الذي يضطلع بدور محوري متزايد في الأزمة من خلال استضافة محادثات لزبائن الطائرة ماكس، أن الطائرة ربما تعود إلى الخدمة في أغسطس آب لكن ذلك أبعد من أن يحول دون اضطراب كبير في جداول رحلات الصيف، وتنامت الضغوط على بوينج قبيل اجتماع إياتا، حيث يُقدر اتحاد النقل الجوي في الصين خسائر شركات الطيران الصينية بنحو أربعة مليارات يوان (579 مليون دولار).

تأسس إياتا في 1945 كشبه مُنظم ومحدد أسعار لكن الاتحاد تحول الآن بشكل رئيسي إلى جماعة ضغط، وإن كان قد احتفظ لنفسه بدور خاص كدار مقاصة للمعاملات المالية والمعايير المشتركة، ومن بين بواعث قلقه الدائمة الرسوم المرتفعة في المطارات، وتأخيرات الرحلات في أوروبا التي يصفها الاتحاد "بالمخزية" ويواجه إياتا أيضا تناميا سريعا في المشاعر المناوئة للقطاع في أنحاء من أوروبا، ومطالبات في هولندا وأنحاء أخرى بفرض ضرائب جديدة للحد من انبعاثات الطائرات.

ويقول قطاع النقل الجوي إن لديه خططا للمساهمة في جهود مكافحة تغير المناخ من خلال برنامج لتعويض انبعاثات الكربون يطلق عليه "كورسيا"، لكن منتقدين يقولون إن تلك المباردة محدودة للغاية، ويبدو أن شركات الطيران المحلية تجسد ضعف الأداء الذي يتسم به هذا العام، فالخطوط الكورية في حداد على وفاة رئيسها المخضرم تشو يانج-هو بسبب مرض مزمن في أبريل نيسان، بعد أسابيع من قيام المساهمين بإقصاء رجل الأعمال الكبير من مجلس إدارة أكبر ناقلة في كوريا الجنوبية.

وتلقى الشركة، التي يقودها الآن نجله والتر، تغطية سلبية من وسائل الإعلام منذ "حادثة الجوز" في 2014 التي أثارت سخرية وغضبا، حينما فقدت هيذر الابنة الكبرى لتشو أعصابها بسبب طريقة تقديم الجوز لها على متن الدرجة الأولى وأمرت الطائرة بالعودة إلى بوابتها في مطار نيويورك، وقالت كومهو الصناعية، أكبر مساهم في آسيانا المنافسة، إنها تبيع حصتها في الناقلة المثقلة بالديون والتي ألغت مسارات لتحسين الربحية، وقال كيم إك-سانج المحلل في بي.إن.كيه للأوراق المالية "الأجواء الاحتفالية غائبة تقريبا نظرا للظروف التي تمر بها ناقلاتنا الرئيسية".

تكلفة مرتفعة لشركات النقل الجوي الأميركية

أظهرت حصيلة شركتي "أميركان ايرلاينز" و"ساوث وست" بعد أكثر من شهر على منع تشغيل طائرات بوينغ من طراز 737 ماكس أنهما اضطرتا إلى إلغاء آلاف الرحلات وإعادة ترتيب برامج الخدمات، فضلاً عن أنّ عائداتهما عانت جراء ذلك، والتكلفة مرتفعة ومن المتوقع أن تبلغ، في أفضل الحالات، 350 مليون دولار لهذا العام بالنسبة إلى شركة "اميركان ايرلاينز" التي أجبِرت على خفض طموحاتها المالية لعام 2019، وقال المدير العام داوغ باركر "تأثرت توقعاتنا على المدى القصير بسبب منع طائرات 737 ماكس من التحليق، وقد ألغيناها من برامج رحلاتنا حتى 19 آب/اغسطس".

وكررت "اميركان ايرلاينز" رغم ذلك مساندتها لبوينغ، إذ استبعدت أي فكرة لاستبدال طائرات 737 ماكس بأخرى من نوع ايرباص، والحال مماثلة بالنسبة إلى "ساوث وست" التي تستخدم 34 طائرة من هذا الطراز وتنتظر استلام 41 إضافية من نفس النوع خلال العام الجاري، وأشار مدراء الشركة إلى أنّ الزيارة الأخيرة إلى أوروبا للاضطلاع على طائرة "اي 220" التي تصنعها ايرباص وهي أصغر من 737 ماكس، كانت "مقررة منذ وقت طويل".

وقال المدير غاري كيلي للصحافيين خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، "استنتاج أنّ هذه الزيارة توحي بأننا نريد الاستغناء عن بوينغ وطراز ماكس لصالح (ايرباص) ليس صحيحاً" وأضاف "ليس بين مشاريعنا إلا توسعة أسطولنا بطائرات ماكس"، وبخلاف نظيرهما اوسكار مونوز، مدير عام "يونايتد ايرلاينز"، فإنّ باركر وكيلي لا يخفيان مع ذلك خيبة املهما ازاء بوينغ، وقال كيلي "لسنا مسرورين بهذا الوضع من سيكون مسروراً؟" كما أكد باركر "بالطبع لسنا سعداء".

جت ايروايز توقف تحليق 75% من طائراتها

اضطرت شركة الطيران الهندية جت ايروايز لوقف تحليق أكثر من 75 بالمئة من طائراتها بعد عجزها عن سداد مستحقات شركات التأجير، في الوقت الذي تواجه فيه الناقلة المثقلة بالدين صعوبة في الحصول على تمويل إنقاذ وعدت به بنوك تديرها الدولة، وكانت جت أبرمت اتفاقا في وقت سابق هذا العام لتفادي إعلان إفلاسها، ويضخ بموجبه بنك الدولة الهندي وبنوك أخرى 218 مليون دولار في الشركة على أن تمتلك البنوك مؤقتا حصة أغلبية في الناقلة، وقال مصدر مطلع علي الأمر إن جت إيروايز لم تحصل بعد على أي أموال، ولم تصرف أجور عامليها لشهر مارس آذار.

وذكر مصدران أن عدد الطائرات التي تعمل في جت اليوم يبلغ 28 طائرة، مقارنة مع 119 طائرة العام الماضي، وصرح أحد المصادر بأنه جرى وقف تحليق 69 طائرة على الأقل بسبب الأموال التي تدين بها جت لشركات التأجير، حسبما أظهرت إفصاحات الشركة للبورصة، بينما أوقفت الباقي بسبب أعمال الصيانة، وقال عدد من المؤجرين على دراية مباشرة بالأمر إن جت أبلغتهم أنها ستسدد إيجار شهر واحد وتكلفة الصيانة بنهاية الأسبوع الماضي، لكنهم لم يتلقوا أي مدفوعات، وقال مصدر رفض الإفصاح عن هويته بسبب حساسية الأمر "لدينا بالفعل تأخيرات لخمسة أو ستة أشهر، ووُعدنا بشهر واحد فقط، وحتى ذلك (المبلغ) لم يُسدد الأمر محبط جدا" ولم ترد جت على استفسارات خاصة بمدفوعات شركات التأجير والأجور، لكنها أوضحت في بيان أن الشركة أبلغت الجهة التنظيمية المعنية بالطيران أنها تعمل وفق جدول رحلات مقلص.

طيارو جت إيروايز يرجئون إضرابهم

ذكرت وكالة أنباء آسيا الدولية أن طياري شركة الطيران الهندية جت إيروايز أبلغوا نقابتهم بإرجاء إضراب مزمع لإتاحة مزيد من الوقت لإدارة الناقلة وبنك الدولة الهندي للتوصل إلى اتفاق يبقي على استمرار عمل الشركة المثقلة بالديون، وأوردت الوكالة خبر الإرجاء على موقع تويتر نقلا عن رسالة للعاملين في جت من نقابة الطيارين، التي أوصت في وقت سابق ما يزيد على ألف طيار لم يتلقوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر بالتوقف عن الطيران.

وفي ظل ديون للبنوك تتجاوز 1.2 مليار دولار، تكافح الناقلة للبقاء على قيد الحياة، ولم تتلق بعد قرضا بقيمة نحو 217 مليون دولار في إطار صفقة إنقاذ تم الاتفاق عليها في مارس آذار، وتفاقمت أزمة جت في الأسابيع الأخيرة، مع بدء المؤجرين في إجراءات إلغاء تسجيل طائرات، وهو ما يشير إلى أن خطة الإنقاذ المزمعة لم تهدئ مخاوفهم، وتم عقد اجتماع طارئ لمناقشة وضع الناقلة في مكتب رئيس الوزراء، حضره أيضا وزير الطيران المدني براديب سينغ كارولا.

مؤجرون يستعدون لإنهاء اتفاقيات تأجير طائرات مع جت

قالت خمسة مصادر مطلعة إن بعض مؤجري الطائرات لشركة جت إيروايز الهندية بدأوا إلغاء صفقات التأجير بسبب عدم سداد مستحقات ويستعدون لنقل الطائرات المؤجرة إلى الخارج، في تصعيد للأزمة التي تواجهها الناقلة، وأشارت ثلاثة مصادر إلى أن المؤجرين تقدموا بطلب للمديرية العامة للطيران المدني، المعنية بتنظيم سوق الطيران في الهند، لإلغاء تسجيل خمس طائرات على الأقل لجت التي تواجه أزمة سيولة.

ومن المعتاد أن يكون إلغاء اتفاقيات التأجير سابقا على تقديم الطلبات للمديرية العامة للطيران المدني، وأجلت جت مدفوعات لطياريها ومورديها والمؤجرين لأشهر وتخلفت عن سداد قروض بعد أن وصل حجما ديونها إلى أكثر من مليار دولار، وبينما تسدد الشركة حاليا بعض المدفوعات المستحقة عليها، فإن بقاءها معقود على تمويل طارئ من البنوك الرئيسية المدعومة من الدولة، وقالت المصادر إن مؤجرين دفعهم الإحباط من عدم سداد جت لمدفوعات، ومن بينهم الكثير من الشركات الكبرى حول العالم مثل جي.إي كابيتال لخدمات الطيران، وإيركاب القابضة وبي.أو.سي، سيطروا بالفعل على بعض طائراتهم، وتسبب هذا في وقف عمل نحو ثلث أسطول جت الذي يتألف من 119 طائرة، وحالما يتم إلغاء تسجيل الطائرات، يمكن نقلها إلى خارج البلاد وتأجيرها إلى شركات طيران أخرى.

وقال مصدر مطلع بشكل مباشر على الموضوع إن من بين الطائرات التي يجري إلغاء تسجيلها، هناك اثنتان من المحتمل نقلهما إلى الصين وواحدة إلى أيرلندا، وقال مصدر آخر في القطاع إن جي.إي كابيتال لخدمات الطيران وإيركاب تقدمتا بطلب لإلغاء تسجيل خمس طائرات، وقد تتضرر ثقة شركاء أعمال جت الهشة بالفعل جراء إلغاء عقود التأجير، وقال متحدث باسم جت في بيان إن الشركة ليست على دراية بالتطورات السالف ذكرها، مشيرا إلى أن إضافة طائرات أو خروجها من الخدمة في أسطول الشركة ممارسة مستمرة وتعتمد على طبيعة اتفاق التأجير، أضاف أن الناقلة تُطلع المؤجرين على ما يستجد في جهودها لتحسين السيولة وأن المؤجرين يساندونها، وأشار إلى أن الناقلة لا تعلق على علاقات محددة، وأحجمت إيركاب عن التعليق، بينما لم ترد جي.إي كابيتال لخدمات الطيران على الفور على طلب للتعقيب خارج أوقات العمل المعتادة.

الخطوط التركية تتطلع لنشر أجنحتها في مطار اسطنبول العملاق الجديد

بعد ثلاث بدايات كاذبة واحتجاج عمالي على قسوة ظروف العمل، تفتتح تركيا بالكامل هذا مطارا جديدا في اسطنبول سيتيح لشركة الطيران الرئيسية سريعة النمو فيها قاعدة لتحدي منافسيها الخليجيين في الهيمنة على المنطقة، تعتزم السلطات تحويل الرحلات من مطار أتاتورك في المدينة على ساحل بحر مرمرة إلى المطار الجديد الواقع على مسافة 30 كيلومترا في اتجاه الشمال على البحر الأسود وذلك من خلال عملية نقل هائلة تستغرق 45 ساعة.

والمطار الذي بلغت كلفته ثمانية مليارات دولار واحد من عدة مشروعات عملاقة في البنية التحتية أيدها الرئيس رجب طيب أردوغان وسيمكن للمطار أن يستقبل في البداية 90 مليون مسافر سنويا وهو عدد تأمل تركيا أن تتجاوز مثليه بحلول عام 2027، وهذا سيجعله أكبر مطار في العالم قياسا بالعمليات الحالية في المطارات القائمة على مستوى العالم، وقال وزير النقل التركي جاهد طورهان للصحفيين في صالة السفر التي يتلألأ كل شيء فيها "مطار اسطنبول سيرتقي إلى المرتبة الثانية من حيث أعداد المسافرين الذين يخدمهم في غضون حوالي خمس سنوات".

وأضاف "عندما تكتمل كل المراحل سيكون مطار اسطنبول في مقعد القيادة" ومن المفترض أن يعمل المطار بالكامل بعد أن تنقل السلطات عشرة آلاف قطعة من المعدات، من عربات قطر الطائرات العملاقة إلى أجهزة الفحص الأمني الحساسة، عبر المدينة في عملية معقدة تستغرق يومين سيُغلق بعدها مطار أتاتورك أمام رحلات الركاب، وستدعم هذه الخطوة طموح تركيا في أن تجعل من اسطنبول مركزا عالميا لحركة الطيران وستتيح للخطوط الجوية التركية فرصة النمو بما يتجاوز قيود المساحة المحدودة في مطار أتاتورك.

فبعد 15 عاما من النمو السريع، أصبحت طائرات الشركة تصل إلى عدد أكبر من الدول من أي شركة منافسة لها بفضل قاعدتها في اسطنبول القريبة من وجهات السفر في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وهذا الموقع يعني أن مدنا كثيرة تقع داخل دائرة تتراوح فيها ساعات الطيران إليها بين أربع وخمس ساعات بالطائرات ذات الممر الواحد في الوسط والتي تتميز بكفاءة استهلاك الوقود وساعد الانخفاض النسبي في التكاليف الشركة في تحقيق أرباح قدرها 4.05 مليار ليرة (716 مليون دولار) في العام الماضي.

ومع تزايد المساحات المتاحة، تعتزم الشركة زيادة إجمالي حجم أسطولها من 338 طائرة إلى 476 طائرة خلال السنوات الأربع المقبلة، ويقول محللون إنها ستتحدى الشركات الثلاث الكبرى المنافسة لها على المستوى الإقليمي وهي طيران الإمارات والخطوط القطرية والاتحاد للطيران، وقال خبير الطيران جون ستريكلاند "هذا يضعها على قدم المساواة في ساحة المنافسة مع شركات الطيران الخليجية"، غير أن المستقبل يحمل في طياته مخاطر محتملة فالمطار يفتح أبوابه في وقت بدأت تتوقف فيه عجلة النمو الاقتصادي القوي الذي شهدته تركيا على مدار سنوات وأي ضعف في السوق المحلية قد يصبح عبئا على نشاط شركة الخطوط الجوية التركية.

شركة طيران كانتاس الأسترالية تختبر أطول رحلة طيران في العالم

استكملت الخطوط الجوية الأسترالية (كانتاس) رحلة طيران بدون توقف من نيويورك إلى سيدني لدراسة كيف ستؤثر أطول رحلة طيران تجارية في العالم والتي تستغرق نحو 20 ساعة على الطيارين وأفراد الطاقم والركاب، وهبطت الرحلة رقم 7879 التي شملت 50 من الركاب وأفراد الطاقم على متن طائرة بوينج 787/9 دريملاينر في سيدن بعد أن قطعت 16200 كيلومتر في 19 ساعة و16 دقيقة، وقال آلان جويس الرئيس التنفيذي لكانتاس الذي شارك في الرحلة "هذه لحظة تاريخية حقا بالنسبة لقطاع الطيران الأسترالي ولحظة تاريخية لقطاع الطيران على مستوى العالم" ومع تنامي الطلب على النقل الجوي وتحسن أداء الطائرات تتطلع شركات الطيران بشكل متزايد إلى رحلات طيران أطول وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن ينمو عدد المسافرين جوا على مستوى العالم من 4.6 مليار هذا العام إلى 8.2 مليار في عام 2037.

رئيس شركة رايان اير الايرلندية يثير الغضب في بريطانيا

تعرض رئيس شركة الطيران الايرلندية منخفضة التكاليف، رايان إير، إلى انتقادات واسعة بعد تصريحات دعا فيها إلى تشديد الإجراءات الأمنية على المسلمين الرجال في المطارات، وكان مايكل أوليري قال في تصريح لصحيفة التايمز إن "المسلمين الرجال" الذي يسافرون بمفردهم يشكلون أكبر تهديد لشركات الطيران، ووصف المجلس الإسلامي في بريطانيا تصريحات أوليري بأنها "عنصرية".

وقالت "رايان إير" إن كل ما دعا إليه أوليري هو "تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات"، وجاء في حوار أوليري المطول: "من يضع القنابل؟ إنهم رجال غير متزوجين يسافرون بمفردهم إذا كنت مسافرا رفقة عائلة وأولاد، فإن نسبة إقدامك على تفجيرهم، منعدمة"، وأضاف "لا يمكن أن تقول بعض الأمور لأنها عنصرية، ولكنهم عموما رجال مسلمون قبل ثلاثين سنة كان الأيرلنديون هم من يضعون القنابل وإذا هؤلاء هم من يشكلون التهديد، فعلينا أن نتعامل معهم"، ووصف المجلس الإسلامي في بريطانيا تصريحات أوليري بأنها "معاداة السامية بعينها"، وإن المسلمين يتعرضون للتمييز في العديد من مظاهر الحياة"، وأضاف: "من المؤسف أن تصدر مثل هذه التصريحات العنصرية علنا، وأن يدعو رئيس شركة طيران كبيرة إلى التمييز ضد زبائنه بهذه الطريقة الشائنة".

"تشديد الإجراءات الأمنية"

أصدرت شركة رايان إير بيانا تقول فيه إن مايكل أوليري "لم يدع إلى تشديد الإجراءات الأمنية على أي مجموعة معينة من المسافرين"، في حواره مع صحيفة التايمز، الذي نشر بعنوان "مدير شركة طيران يدعو إلى تشديد الإجراءات الأمنية على المسلمين الرجال"، وأضاف المتحدث باسم الشركة: "كل ما دعا إليه مايكل هو إجرءات أمنية أكثر فاعلية تقلل من الطوابير غير الضرورية في المطارات لجميع المسافرين ويعتذر عن أي إساءة لأي مجموعة جاء في العنوان غير الدقيق".

وترى منظمات الحقوق المدنية إن تشديد الإجراءات الأمنية على مجموعة من الناس على أساس العرق أو الدين أو الجنس انتهاك لحقوقهم، واستغل أوليري، الذي يعمل في رايان إير منذ 30 عاما، الحوار لانتقاد قوانين جديد تطالب الشركة بتوفير تجهيزات للموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ووصف الأشخاص البدناء بأنهم "وحوش" ربما عليهم "حجز مقعدين"، وأشار إلى أن رايان إير ستعرض تخفيضات للمسافرين على طائرة بوينغ 737 ماكس بعد عودتها للطيران بعد منعها منذ مارس/ آذار 2019، بسبب حادثين، قائلا إنها ستكون الطائرة "الأكثر أمانا"، وقال العام الماضي في تصريح لصحيفة الاندبندنت إن رايان إير لن ترد ثمن التذاكر للمسافرين الذين يرفضون السفر على متن طائرة بوينغ 737 ماكس.

اتهامات تتعلق بالدعم القطري والإماراتي

اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المسؤولين التنفيذيين بكبرى شركات الطيران الأمريكية لمناقشة ما يرددونه من أن الدعم الذي تقدمه قطر والإمارات لشركتي طيرانهما الوطنيتين يتسبب في فقد وظائف بالولايات المتحدة، وقال البيت الأبيض إن مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي حضر أيضا اجتماع ترامب مع الرؤساء التنفيذيين لشركات أمريكان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز وجيت بلو إيروايز وفيدكس كورب وأطلاس إير، وضم الاجتماع أيضا أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية والذي كان في البيت الأبيض للتحدث عن قرار الشركة في يونيو حزيران شراء خمس طائرات شحن جديدة من طراز بوينج 777.

ولم يقدم البيت الأبيض تفاصيل عن الاجتماع، ومنذ عام 2015 تشكو أكبر شركات الطيران الأمريكية، متمثلة في دلتا إيرلاينز وأمريكان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز، من أن منافساتها في الخليج تتلقى دعما من حكوماتها على نحو غير عادل يؤثر على القدرة على المنافسة ويكلفها وظائف، وهو ما تنفيه شركات الطيران الخليجية، وقالت مجموعة أوبن اند فير سكايز التي تمثل شركات دلتا وأمريكان ويونايتد ونقابات العاملين بالطيران إنها عقدت "اجتماعا مثمرا" مع ترامب، وقال سكوت ريد الشريك الإداري بالمجموعة في بيان "الرئيس يشاطرنا القلق وطلب منا مواصلة العمل مع وزارة النقل الأمريكية، وهو ما نعتزم فعله".

كان المسؤولون التنفيذيون لشركات جيت بلو وفيدكس وأطلاس إير قد حذروا من أن تقييد حقوق الخطوط الجوية القطرية قد يؤدي إلى إجراء انتقامي يستهدف شركات الطيران الأمريكية، وأضافوا في خطاب أرسلوه في أبريل نيسان أن هذا قد يؤدي إلى "فتح الباب أمام حقوق طيران صعبة المنال في أنحاء العالم في حين تتخذ حكومات أخرى إجراء مثيلا لحماية شركاتها الوطنية من المنافسة".

ذات صلة

بين موت الغرب ونهضة الشرقالبنية الحجاجية.. خطبة الزهراء (ع) مثالامتى يحق للمواطن المشاركة في القرارات الحكومية؟الإدارة الأمريكية الجديدة وتصوّرات الصدام والتوتر والوفاقالحياة المشتركة في الشرق الأوسط