ما لا تعرفه عن الميركوسور؟
دلال العكيلي
2019-07-01 04:00
السوق المشتركة الجنوبية، وتعرف باختصار ميركوسور هو اسم تجمع لدول المخروط الجنوبي بأميركا اللاتينية في إطار اقتصادي أو بمعنى أصح تكتل اقتصادي تمثل تلك الدول شأنها بذلك شأن رابطة آسيان وتتألف هذه الرابطة من الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وباراغواي أما فنزويلا فليست عضواً كاملاً كذلك بوليفيا ودولاً كثر في أمريكا اللاتينية تضم 250 مليون نسمة مع ناتج محلي إجمالي يبلغ تريليون دولار أمريكي أو نحو 76 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في أميركا اللاتينية.
التأسيس والاعضاء
تأسست المجموعة الاقتصادية بأميركا الجنوبية "ميركوسور" يوم 26 مارس/آذار 1991 بموجب معاهدة أسونسيون التي دخلت حيز النفاذ بعد توقيع الدول الأعضاء على بروتوكول "أورو بريتو" الذي وضع الهيكل المؤسسي المالي للمنظمة، والدول المؤسسة للمجموعة "ميركوسور" هي: البرازيل، والأرجنتين، وأورغواي، وباراغواي.
تضم المجموعة في عضويتها الدول الأربع المؤسسة لها والتي يبلغ مجموع سكانها أكثر من مئتي مليون نسمة، واللغة المستعملة داخل المجموعة هي البرتغالية والإسبانية، وانضمت كل من تشيلي وبوليفيا بصفة شريكة إلى المجموعة عام 1996، ثم انضمت بيرو بصفة شريكة في 2003، ثم الإكوادور، فكولومبيا
وتحالفت فنزويلا رسميا في يوليو/تموز 2006 مع البرازيل والأرجنتين وباراغواي وأورغواي كجزء من كتلة ميركوسور، غير أن الدول المؤسسة للسوق المشتركة لأميركا الجنوبية ألغت عضوية كراكاس في ديسمبر/كانون الأول 2016 بتهمة انتهاك المبادئ الديمقراطية للمجموعة.
الهيكل التنظيمي
مجلس السوق المشتركة: وهو أعلى مستوى رئاسي للتكتل، ويتشكل من وزراء خارجية واقتصاد الدول الأعضاء، وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسة المجلس كل ستة أشهر بالترتيب الأبجدي.
مجموعة السوق المشتركة، وهي الجهاز التنفيذي لـ"ميركوسور"، وتتولى متابعة تنفيذ بنود معاهدة "أسونسيون"، واتخاذ إجراءات تنفيذية لتحرير التجارة وتنسيق السياسات الاقتصادية، وتتشكل من عضوية وزيري الخارجية والاقتصاد ومحافظ البنك المركزي.
السكرتارية العامة، وتتولى إصدار البيانات الرسمية عن المجموعة، وكذلك الاتصال بمجموعة السوق المشتركة في اتخاذ القرارات وتطبيقها.
وهناك أيضا هياكل أخرى، منها المنتدى الاقتصادي والاجتماعي، ومجموعات عمل فردية، والمحكمة الدائمة لمراجعة سياسات "ميركوسور" ومقرها في أسونسيون، والمحكمة الإدارية لشؤون العمالة الخاصة بدول "ميركوسور".
اهداف ميركوسور
تهدف مجموعة "ميركوسور" إلى تحقيق نوع من التكامل الاقتصادي بين أعضائها من خلال تعزيز التجارة الحرة وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، وحققت منذ تأسيسها إنجازات ملحوظة، حيث زاد حجم التجارة البينية، وأصبحت ضمن أكبر القوى الاقتصادية في العالم، وعلى المستوى السياسي التزمت "ميركوسور" بالعمل على تثبيت دعائم الحكم الديمقراطي في أميركا اللاتينية، فقد لعبت على سبيل المثال دورا مهما عام 1999 في حماية النظام الديمقراطي البرلماني في باراغواي من المحاولات التي قام بها بعض السياسيين والعسكريين للاستيلاء على السلطة، ولا يقتصر التعاون بين دول المجموعة، فقد أبرمت ميركوسور اتفاقيات اقتصادية مع عدد من الدول بما فيها الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى دول عربية على غرار مصر والمغرب ودول الخليج.
دول ميركوسور
ترتبط جميع بلدان أمريكا الجنوبية بميركوسور ، إما كأعضاء فعالين أو كشركاء، من عام 2012 الأعضاء الذين تم اعتبارهم دولًا منتسبة للكتلة هم: البرازيل، الأرجنتين، أوروغواي، باراجواي (منذ 26 مارس 1991)، انضمت فنزويلا إلى الكتلة في 7 ديسمبر 2012 ، لكن تم تعليقها منذ عام 2016 بسبب انتهاكها لبروتوكول الانضمام وبسبب عدم احترامها للمادة الديمقراطية للكتلة.
البلدان المصنفة كدول مرتبطة هي شيلي (منذ عام 1996)، وبيرو (منذ عام 2003)، وكولومبيا، والإكوادور (منذ عام 2004)، وغيانا، وسورينام (منذ 2013) وبوليفيا، يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الدول الأطراف والدول المرتبطة في سلطة اتخاذ القرار الأول فيما يتعلق بالمواضيع المهمة للكتلة لا يحق للأعضاء، على سبيل المثال، التصويت لصالح موافقة الدول الأعضاء الجديدة على المنظمة.
لا تستفيد الدول المرتبطة أيضًا من التعريفة الخارجية المشتركة (CET) وهي نسبة قياسية على المنتجات التي يتم تصديرها إلى دول خارج الكتلة يساعد المجلس التنفيذي الانتقالي على تجنب المنافسة التجارية الدولية ويمنح الأعضاء الفعالين في هذه الاتفاقية.
الدول المراقبة
هناك أيضًا دول تُدعى مراقبون، ولهم الحق في حضور اجتماعات الكتلة، للمتابعة فقط، ولكن دون أي حق التصويت أو سلطة صنع القرار، حاليا البلدان المراقبة هي المكسيك (منذ عام 2016) ونيوزيلندا (منذ عام 2010)، انظر أيضًا معنى المجموعات الاقتصادية الأخرى ، مثل نافتا وبريكس.
تحالف المحيط الهادئ يسعى إلى التقارب مع "ميركوسور"
اتفقت المكسيك وتشيلي وكولومبيا والبيرو، وهي الدول الأربع الأعضاء في تحالف المحيط الهادئ، على السعي إلى تكامل أفضل مع السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية (ميركوسور)، وذلك في خضم التوترات التجارية العالمية، وقال الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو "قررنا استكشاف طرق جديدة للتعاون، من أجل تعزيز علاقتنا الاقتصادية والتجارية".
تم الإعلان عن التقارب مع ميركوسور (البرازيل والأوروغواي والأرجنتين والباراغواي) في اليوم الثاني من قمة تحالف المحيط الهادئ في منتجع بويرتو فالارتا (غرب) على الساحل المكسيكي، وأشار بينيا نييتو إلى أن هناك خطة عمل تم اعتمادها "تسهيلًا لتجارة السلع وتدويل الشركات الصغيرة والمتوسطة وتطوير اقتصاد المعرفة وتحقيق مزيد من التقدم في مجال السياحة والثقافة (...)" بين الكيانين.
وكان ميركوسور ممثّلًا في رئيسَي الأوروغواي تاباري فاسكيز والبرازيل ميشال تامر، وكذلك بوزير الخارجية الأرجنتيني دانييل رايموندي ونائب وزير خارجية باراغواي فيديريكو غونزالس وقال فاسكيز الذي يرأس حاليًا ميركوسور: "نحن هنا لإعادة تأكيد التزامنا بتعميق الروابط التجارية والاستثمار والتعاون بين هذين المشروعين".
وقد بدأ الكيانان تقوية تعاونهما في عام 2017 بمواجهة التهديدات الحمائية، الآتية خصوصًا من الولايات المتحدة ويتطلع ميركوسور أيضًا إلى الانفتاح على الاتحاد الأوروبي الذي بدأ يجري معه منذ حوالى عقدين مفاوضات قد تسفر عن اتفاق تجاري خلال هذا العام.