العقل هبة إلهيّة
السيد جعفر الشيرازي
2024-02-03 05:16
قال اللّه سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ}(1).
لقد ميّز اللّه سبحانه وتعالى الإنسان عن غيره من الموجودات بالعقل، وبه يُثيب الإنسان ويعاقبه، وقد ورد في الحديث الشريف: «لمّا خلق اللّه العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إليّ منك، ولا أكملتك إلّا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك أعاقب، وإياك أثيب»(2). فإن يُثاب الإنسان فبعقله، وإن يعاقب فبعقله أيضاً، فالذي لا عقل له ـ كالحيوانات ـ لا يُثاب ولا يُعاقب.
ثم بعث اللّه الأنبياء (عليهم السلام) وجعل لهم أوصياء، ووظيفة هؤلاء هي إثارة دفائن العقول، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «ويثيروا لهم دفائن العقول»(3)، فالعقل قد يدفن تحت تأثير الأجواء التي تحيط بالإنسان من العادات ومما فعله الآباء، وغير ذلك.
إن العقل كالمصباح والنور، به يرى الإنسان الصحيح والسقيم، فإذا دخل الإنسان في غرفة مظلمة لا يرى شيئاً، وقد يصطدم بالجدار، وإذا مشى في الظلمة فقد يسقط في حفرة، ولكن لو كان معه مصباح ينير له الدرب فسوف يرى الجدار والحفرة، فيبتعد عنهما، ومَثَل العقل كمثل المصباح.
وهكذا القرآن والأنبياء والأئمة (عليهم السلام) هم النور الذي يرى به الإنسان طريقه في ظلمات الجهل والحيرة، ولذا شبّهوا بالنور قال تعالى: {وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ}(4) وقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «إنّ الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة»(5).
ثم إن هناك حكومات وأناساً يدّعون التدين والإيمان، فكيف نكتشف أن ادّعاءهم صحيح أو سقيم؟
كما أن للإنسان غرائز وشهوات إذا تجاوزت حدّها كانت ضرراً عليه، وإن جُعلت ضمن إطارها الصحيح كانت خيراً، وذلك لأنّ اللّه تعالى قدّرها لأجل مصلحة الإنسان، مثلاً: جعل اللّه تعالى الغضب في الإنسان ليدافع عن نفسه، وجعل فيه غريزة الجوع لأنه إذا لم يأكل يموت، وهكذا... فجميع الصفات النفسية والجسمية جعلها اللّه لخير الإنسان، لكن الشر يبدأ عندما يخرج الإنسان عن حده، فإذا تجاوز الحد انقلب إلى الضد.
مثلاً: إذا كان الإنسان يسير في سيارة بسرعة 100 كم في الساعة، وكانت هناك استدارة في الطريق، وتشير علامات المرور بأنه لا يسمح السير أكثر من 30 كم، فإذا تجاوز الإنسان الحد وبقى يسير بسرعة 100 كم، فإن احتمال الاصطدام هنا أقوى، ولكن هل إن الخطأ في قوة السيارة؟ الجواب: كلا، بل الإشكال حدث بسبب سوء الاستعمال، وهكذا جميع الغرائز والميول الموجودة في الإنسان، سواء كانت نفسية أم جسمية هي لمصلحته، لكن ينبغي أن لا يتعدى حدوده فيها، لا أكثر ولا أقل من اللازم.
ولكن ما الذي يبيّن الميزان الصحيح للإنسان؟
الجواب: العقل، والأنبياء والأئمة (عليهم السلام).
فالعقل ـ مثلاً ـ يبيّن للإنسان أن هذا هو مقدار الغضب المطلوب، وهذا محل الخوف وبهذا المقدار، فإذا تجاوز الإنسان الحد المطلوب إلى الأكثر أو الأقل فسيكون هناك ضرر عليه.
لقد خلق اللّه سبحانه وتعالى ما لا يُعد ولا يُحصى من الموجودات، ومن بينها جميعاً كرّم الإنسان وجعله الأفضل، فهل هذا التفضيل بسبب جسم الإنسان أو غير ذلك؟
إن اللّه سبحانه وتعالى صوّر الإنسان فأحسن صورته، قال تعالى: {وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ}(6)، لكن الإنسان كُرِّم بسبب العقل الذي وهبه اللّه تعالى له، ولأن الإنسان كُرِّم بالعقل فقد أمره اللّه سبحانه وتعالى بوظائف تتناسب مع عقله؛ ولذا كلّما كان العقل أكبر كانت الوظائف والتكاليف أشد، وهكذا في جانب القدرة المالية أو البدنية، فكلّما كان المال أكثر كانت التكاليف المالية أكثر، وكلّما كانت القدرة البدنية أشد كان التكليف أكثر.
كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) جالساً في المسجد يجمع التبرعات تحضيراً لإحدى الغزوات، لكي يشجع المسلمين للإقدام على الجهاد، فقد كان الكثير من المسلمين فقراء لا يملكون الدابة أو الرمح أو السيف؛ لذا كان الرسول يوفر لبعضهم هذه الأمور، وبعضهم لم يكن يصله شيء من رسول اللّه بسبب عدم وجود المال الكافي، فيعود الرجل وعينه تفيض دموعاً، قال اللّه تعالى: {وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ}(7)، فبادر رجل وتبرع بعشر أواقي ذهب، وتبرع آخر بعشرة دنانير، وتبرع ثالث بدينار واحد، فقال الرسول: «كلّكم في الأجر سواء كلّكم تصدّق بعُشر ماله»(8).
وقد يقوم اثنان بعمل واحد، لكن يكون من أحدهم جيداً وحسناً لأنه كان بمقدار طاقته، ويكون من الآخر سيئاً لأنه كان دون طاقته فالغني إذا دعا الناس وجاء بطعام الفقراء في ضيافته كان ملوماً مع أنه الفقير لو جاء بنفس الطعام في ضيافته كان ممدوحاً.
وهكذا عمل الأبرار يكون حسنة، وإذا قام به من هو دون الأبرار فيكون فوق الحسنة؛ لأن عمل الإنسان يكون بمقدار ما آتاه اللّه سبحانه وتعالى.
إن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) معصومون، ومع ذلك كانوا أعبد الناس وأكثرهم خوفاً من ربّهم تعالى.
فعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول اللّه، لم تتعب نفسك وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة، ألا أكون عبداً شكوراً»(9).
إن من المعلوم أن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) معصوم فالمقصود بقول اللّه سبحانه: {لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}(10)، هو ما كان يتصوره الناس ذنباً، حيث رفض آلهتهم ودعاهم إلى التوحيد كما أن المسلمين في معركة بدر وأحد والخندق وغيرها قتلوا الكثير من المشركين، وهذا ذنب كبير عند الناس(11).
والحاصل: أنه كلّما أصبح عقل الإنسان أكبر ومداركه وعلمه وفهمه أكثر شعر بعظمة هذه النعمة؛ لذا يقول اللّه تعالى: {إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ}(12).
من هنا فإن المتوقع من الإنسان أكثر مما هو متوقع من الحيوانات، لأنه يملك العقل، بينما هَمُّ البهيمة علفها، وهل يلوم أحدنا البهيمة على ذلك؟ كلا، فعلى الإنسان أن لا يكون كالبهيمة، لأن اللّه سبحانه وتعالى لم يخلقنا كما خلق البهيمة، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها»(13).
ثم إن هناك تحدّياً كبيراً للعقل يتمثل في أمرين:
الأمر الأوّل: أعداء العقل، كالنفس والهوى وشياطين الإنس والجن، وذلك لأن الامتحان يقتضي أن تكون هناك صعوبة في الأمر؛ إذ لو كان سهلاً لما أصبح امتحاناً، فهل يمتحن الإنسان في أكل الطعام اللذيذ؟ وهل يمتحن في فعل يرغب فيه؟
يسأل بعض الناس عن أحد الأحكام، فيقول: لماذا جعل اللّه سبحانه وتعالى هذا الحكم؟
والجواب: إن اللّه تعالى لم يجعل حكماً إلّا لحكمة قد نُدركها وربما لا نُدركها، وقد نعرفها وقد لا نعرفها، بسبب قلة معلوماتنا؛ لأن اللّه سبحانه وتعالى يقول: {وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا}(14).
فقد يحرّم اللّه سبحانه وتعالى بعض الأمور على الإنسان من أجل امتحانه مضافاً إلى أضرارها، مثلاً: حرّم تعالى المعازف والغناء، مع أن طبيعة الإنسان ترغب إلى الغناء والصوت الجميل والمعازف حيث تستهوي الإنسان.
قيل لأحد الزهاد: إن فلاناً يقول إني أكره الغناء، فقال: يبدو أن في ذوق هذا الرجل خللاً، إذ السمع يهوى الغناء لكن لأن اللّه تعالى حرمه فلا نستمع إليه، قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ وَٱلۡقَنَٰطِيرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَٰلِكَ مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ}(15).
كذلك يحب الإنسان المناظر الجميلة، ويحب أن يتمتع برؤيتها، لكن إذا كان المنظر محرماً فعليه أن لا ينظر إليه، امتثالاً لأمر اللّه.
فهناك امتحان دائم في الأمور الصعبة، فإذا حكّم الإنسان عقله علم أن التمتع بالحرام سينتهي خلال فترة قصيرة، فاللذة محدودة، وسوف تنتهي، فإذا استمع الإنسان إلى الغناء فسوف تنتهي لذته خلال دقائق، وإذا تناول الطعام الحرام ستنتهي لذته بعد دقائق أيضاً، وتبقى تبعته عليه.
إن هذا النوع من الامتحانات يتعلق بالبدن، فيمتحن اللّه سبحانه وتعالى الإنسان ببعض الأمور التي يرغب فيها، لكي يرقى إلى مستوى عالٍ؛ لذا نجد أن الطالب يحرم نفسه في وقت الامتحانات من مشاهدة التلفاز ومجالسة الأصحاب والذهاب معهم، كي يطالع ويدرس، فهو يدرك أن مشاهدة بعض البرامج قد تكون عملاً حلالاً، لكن هناك أمر مهم يمنعه من ذلك لكي لا يضيع مستقبله؛ لذا يحكّم عقله ويمنع نفسه عن هذه الرغبات لكي يضمن المستقبل الأفضل. هذا ما يتعلق بلذات البدن.
وهناك نوع آخر من الامتحان يرتبط بفكر الإنسان، فإن اللّه سبحانه وتعالى هو الحق المبين، وقد رسّخ هذا في فطرة كل إنسان، ثم أرسل الأنبياء لتركيز هذه الفطرة وإثارة دفائن العقول، لكن المجتمع المنحرف الذي يتبع آبائه في الضلال يرفض ذلك إلّا القليل منهم، وهنا امتحان فكري.
الأمر الثاني: الشبهات التي تثار حول كل شيء من العقائد والأحكام وغيرهما مما يرتبط بالدين.
فهناك العديد من الجهات في العالم تثير الشبهات حول اللّه سبحانه وتعالى، وكذلك تثار الشبهات حول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، نقل لي أحد الأخوة إحصائية بأنه خلال ثلاثين سنة من السنوات الماضية كُتب في بعض الدول ما يقارب من (عشرة آلاف) كتاب ضد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والقرآن وذلك للخوف من الإسلام (لأنه يناسب الفطرة؛ لذا فهو أسرع الأديان انتشاراً رغم بعض التصرفات التي يقوم بها بعض المسلمون، مما يؤدّي إلى تشويه صورة الإسلام، وذلك من خلال التفجيرات والقتل والممارسات السيئة جداً، لكن مع ذلك يبقى الإسلام دين اللّه سبحانه وتعالى) فللحدّ من انتشار الإسلام يستخدم الأعداء كل الوسائل، فمن جملتها: تشويه القرآن الكريم والرسول (صلى الله عليه وآله) بشبهات باطلة.
وهناك شبهات تثار حول أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وحول الدين وأحكامه.
فإذا كان الإنسان يعاني من خواء فكري وكان ضعيفاً في عقائده فسوف يتأثر بذلك؛ لذا يوجد الآن أناس منحرفون في المجتمع، بالرغم من أن آباءهم وأمهاتهم متدينون، وقد تربوا في مجتمع ملتزم ومتدين.
والكثير من هذه الشبهات أكاذيب تنطلي على الجهال دون أصحاب الفكر والعقيدة السليمة، وبعض هذه الشبهات تحريف للكلام واتباع المتشابهات وترك المحكمات، قال اللّه تعالى: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ}(16)، والمحكمات هي الواضحة التي لا تخفى، لكن الذي في قلبه انحراف يحاول إخراج الآيات عن مسارها ومعناها، وينحرف بها انحرافاً كبيراً.
الحق والفكر الصحيح
إن الفكر الصحيح يتطلب أن يعتقد الإنسان بأن ما يقوله اللّه سبحانه وتعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) هو الحق وأن يعمل به عن قناعة تامة، قال اللّه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا}(17).
ومن المعلوم أن الإنسان لا يصل لذلك دفعةً، بل يحتاج إلى مثابرة وجهد، قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ}(18)، فاللّه سبحانه وتعالى يهيئ الأمور للإنسان بشرط أن يبدأ بالخطوة الأولى، وسيكملها اللّه سبحانه وتعالى، أمّا إذا لم يبدأ بالخطوة فلا ينصره سبحانه؛ فهو القائل: {إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ}(19)، لذا ينبغي علينا أن نهذب أعمالنا وأفكارنا واعتقادنا، لكي نكون على المسار الصحيح.