حوار مع الخبير الأمني علي الطالقاني: لا عودة لداعش والوعي الأمني الحاضر الغائب في حياتنا!

مروة الاسدي

2019-02-26 05:33

باتت خطر الارهاب أشهر من نار على علم في اغلب دول العالم، حيث يشكل تهديدا داهما لمعظم دول العالم سواء المستقرة امنيا او المضطربة، إذ بدأ عالم اليوم يخوض حربا جديدة اكثر شراسة وخطورة، مع انتشار الارهاب واستخدامه كأسلوب دعائي لغرز براثن العنف والكراهية بالمجتمعات بهدف تحقيق مآرب من اهمها تشويه الاسلام، وثمة صفقات سياسية تقودها دول ذات دهاء سياسي تحارب التطرف والارهاب في الظاهر وتدعمه وتذكيه في الخفاء.

المستجدات الأمنية خلال الفترة الأخيرة في الساحة الإقليمية والدولية أظهرت مؤشرات متفاوت بين النهاية الفعلية للتنظيمات الإرهابية وبين احتمالية عودتها مرة أخرى، للإجابة على هذه التساؤلات الجوهرية اجرت شبكة النبأ حوارا صحفيا مع الخبير الامني والباحث في شؤون الارهاب الأستاذ علي الطالقاني لقراءة وتحليل التطورات الاخيرة على الصعيدين السياسي والامني ومدى تأثيرها على منطقة الشرق الأوسط والعراق خلال المستقبل القريب.

• لماذا تصر الولايات المتحدة الامريكية بشدة بأن تنظيم داعش لازال يشكل خطرا كبيرا؟

- التحذيرات التي اطلقتها تقارير امنية امريكية بخصوص تهديدات داعش للعراق لم تأتي من فراغ ويؤيد هذه التهديدات جملة من الاحداث، المطلوب عدم تخفيف الضغط عن ملاحقة التنظيم وتفكيك خلاياه، ومن احداث الماضي عندما انخفظت هجمات تنظيم القاعدة في عام 2010 و2011 استغل التنظيم المناطق الصحراوية والنائية من اجل تنفيذ هجماته فان هذه المناطق بعيدة عن الاعين ومعلومات المخبرين والمصادر الأمنية.

ماهو مطلوب ايضا ايجاد تدابير يتم اعتماد الهجوم بدلا من الدفاع في مجال مكافحة الارهاب وهو الامر الذي سيحد من هجمات التنظمات الارهابية.

لقد راهن المسؤولون الامريكيون على ان داعش يحتفظ بمساحة 1% من الاراضي في سوريا، لكنهم وقعوا في الفخ عندما قرر ترمب بانسحاب قواته من هناك.

الاراضي السورية ليست دليلا على انتهاء الارهاب وتفكك داعش ومايدل على ذلك حجم الهجمات التي يقوم بها تنظيم داعش في العراق وسوريا.

فهناك تقارير دولية تؤكد وجود الالاف من مقاتلي التنظيم في غرب سوريا واراضي اخرى مثل هجين تنظم قرابة 2000 مسلح. في العراق استطاع تنظيم داعش ان ينفذ 1271 هجوماً خلال عشرة اشهر عام 2018 وقام ب 762 تفجير و250 هجوم و270 عملية تفجير بواسطة عبوات 148 عملية قتل.

• كم يبلغ عدد المقاتلون الأجانب؟

- منذ عام 2013 بلغ عدد المقاتلين الاجانب نحو 40،000 مقاتل من 110 دولة، اغلبهم من فرنسا وبلجيكا والمانيا، يضاف الى ذلك عدد كبير من المقاتلين المحليين في العراق وسوريا البلدان الذين شهدا مواجهات دموية، كما الى الى الان لم تتضح الارقام بعدد المقاتلين منذ عام 2003، الغرب متخوف من عودة هؤلاء وهناك صراع يدور بين اجهزة الامن الاوروبية والامريكية حول مصير هؤلاء. ويبقى السؤال الأهم يخص المقاتلون المحليين فما هو مصيرهم ان لم يندمجوا وماهو مصير اولئك الذين في السجون دون تأهيل اومحاكمات، انها ملفات لمشاكل مؤجلة!!.

• هل يشكل التنظيم خطرا كبيرا على العراق الآن؟

- مايروج له من خطر تنظيم داعش وارجاع سيطرته على مدن هذا غير معقول، وهناك عدة مؤشرات لذلك منها ان الظروف التي كانت عليها عام 2014 وماقبلها غير متوفرة حاليا، وشكل الحكومة اختلف وامكانيات القوات الامنية مع وجود الحشد بمختلف مسمياته اضافة الى السخط الجماهيري في تلك المدن التي احتلها داعش من قبل.. مانتخوف منه ان وجود خلايا التنظيم في القرى النائية والبساتين والصحاري ربما تكون منطلق لتنفيذ العمليات في المدن...

• ماهي حقيقة المعتقلين من تنظيم داعش الذين كانوا بيد قوات سوريا الديمقراطية؟

- ماقام به جهاز المخابرات العراقية وعمليات الجزيرة والفرقة السابعة في الجيش العراقي يعد أكبر عملية من نوعها بالتنسيق مع "قسد" في اعتقال 151 من داعش بينهم قيادات. وتفكيك شبكة مالية تستحوذ على 500 مليون دولار.

• كيف ترى أهمية الوعي الأمني بشكل عام؟

- يبقى عدم التفريط بالوعي الامني لدى المواطن ومن هو في السلك الامني، الهدف الأساسي للوعي الأمني وبدلا من سيادة المفاهيم التي اعتاد عليها المواطن ينبغي تهذيبها خارج عن اطار الخوف من العقاب وتعزيز الانصياع الذاتي من خلال القناعة بان الوعي الأمني يقلل الخسائر ويحافظ على حياة عامة الناس وان عكس ذلك فهو مخالف للسلوك القويم...

• من خلال حواراتكم واللقاءات ماهي انطباعات الغرب عن عودة من هم ينتمون لداعش الى بلدانهم؟

- عالميا فعندما نحاور محاورة المواطنين الغربيين عن عودة المنتمين لداعش الذين هاجروا من بلدانهم نرى انها ردود قاسية جدا والمواطن الغربي ممتعض جدا من عودتهم، كما ان الكثير من الدول مثل بريطانيا وغيرها اسقطت الجنسية عن اولئك المنتمين لداعش.. من بين ردود الافعال قال احدهم بمجرد أن تخون بلدك هذا لا يوجد ولاءبينما قال آخر اننا لانريد ان نعيش الفوضى في بلادن، وفي ردود أيضا لاتدعوها تعود، إذا حالفها الحظ فإنها ستفعل الشيء نفسه مرة أخرى. بينما يرى مواطن امريكي لا ينبغي إعادة تأهيل الجهاديين الجهاديين الإسلاميين في الولايات المتحدة، واكد آخر بالتأكيد سنسمح لك بالعودة إلى الولايات المتحدة. مرحبًا بك في خليج غوانتانامو بينما يقول مواطن فرنسي رأيي هو أنها لا يجب أن تعود. إن أفعالها مناف للعقل والتشهير، مما يعني أنه لا ينبغي السماح لها بدخول البلاد. إذا لم يقبل ترامب الأقليات الأبرياء من المكسيك ، لا أعتقد أنه سيقبلها. اما في الولايات المتحدة فقال احدهم عذرًا، لا يعود امثال هؤلاء إلى الولايات المتحدة، لكنني متأكد من أن كندا ستقبل بكل سرور إرهابي آخر في "برامج إعادة التأهيل. ومن بين الردود الأخرى للناس الذين يقولون يجب السماح لهم بالعودة، هل أنت مجنون؟ لقد التزمت هذه المرأة بهذا البلد وانضمت إلى مجموعة الناس.

• هل تؤثر النزاعات الداخلية على الوضع الأمني خصوصا بين الفصائل المسلحة؟

- عندما يحدث شرخ في اي علاقة بين المكونات السياسية هناك جهات تبسط سلطتها لملء الفراغ، على سبيل المثال فقد خرجت علينا بيانات ورسائل في كروبات الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي من جهات واسماء غير معروفة تحاول تأجيج الصراع بين تيار الحكمة وعصائب أهل الحق. لم يكن كلا الفريقين في السنوات الماضية يصوران اتجاهات أو العقيدة السياسية والاتجاهات الفكرية بأن أحدهما غير وطني بل كان كلاهما يقاتلان في معترك واحد ضد داعش واتفقا سابقا تحت سقف واحد في إدارة العملية السياسية. أن واجبنا اليوم في الدفاع عن بعضنا البعض ضد اي هجوم وهو لب عقيدة ذات صدقية للامن. نحن بحاجة إلى طريقة فطنة لإدارة الأزمة من أجل أن تنتفي الحاجة إلى هيمنة أو دخول اي خط على الأزمة قد يساهم في استغلال ذلك.

أن نقطة الانطلاق لإعادة النظر في العلاقة هو سجل النجاح الكبير الذي حققه في حربنا على الإرهاب وعلى المشتركات الأخرى المذهبية والقومية والإسلامية وحتى الاجتماعية. واهم من ذلك الحفاظ على مشروع الديمقراطية والحريات العامة. تتجذر هنا حجة الدفاع عن الالتزام بالمشروع السياسي. وهي تهدف إلى الحفاظ مستقبلا على الحياة السياسية باحتواء مايواجهها من تهديدات.

تقتضي الخطوة الأولى في احتواء الأزمة بالتعامل مع إدارتها بشكل شفاف بعيدا عن الخسارة والربح، وفوق ذلك كله أن نتجنب توحيد الخصوم ضدنا.

يجب علينا أن نتجنب دعم التشدد في المواقف لأن التشدد ينشئ أرضية صالحة وملجأ للتطرف الذي يرجح أن يرتد على الجميع.

أننا مؤمنون بفتح حوار مستمر واحتواء الأزمة أن الإيجابية الكبرى أن الطرفان يمتلكان رموز ومرجعيات دينية متفاهمة أكثر من أي جماعات أخرى مما يمكن أن يتحول ذلك إلى قوة للقيم التي تعزز الحوار والتفاهم.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا