انه موسم الرقي!
زاهر الزبيدي
2016-04-13 11:47
شوارعنا المتخمة بسوء الخدمات، لديها مواسم تمر بها، مع كل فصل من فصول السنة، فحينما يأتي الربيع لدينا موسم الفراولة ومنها موسم البطاطا وموسم الطماطة وموسمنا اليوم والايام القادمة هو موسم الرقي ليأتي بعده موسم البطيخ وأكثرها أثراً هو موسم عيد الاضحى المبارك حيث تنتشر "جوبات" بيع الأغنام والجزر في الشوارع ومركز المدينة، تلك المسميات ماكانت أن تكون لوكان هناك إحترام للشوارع تفرضه سلطة قانون محدد تمنع إستغلال الشوارع لبيع الخضروات حين تمتد تلال الرقي لمنتصف الشارع ويحتل آخرون الرصيف بأكمله وتأخذ حاويات النفايات المحطمة أكثر من متراً منه فترى العجلات تحاول إجتياز سباق الموانع هذا بشق الانفس.
تنوعت مواسمنا وتنوعت مصائبنا فالحكومة مع ما تفرضه من ضرائب مع كل ما يتم تصديره من النفط غير قادرة على إيجاد الصيغة المناسبة لأولئك الباعة، وتلك مشكلتها أولاً في عدم إمكانيتها إيجاد العمل لهم. النظام هنا نحن بحاجة اليه، في أن نتمكن من مساعدة اولئك الباعة واصحاب المهن البسيطة على إيجاد مناطق مناسبة لهم بعيدة عن تأثيرهم للشوارع لتزيد في زحامها وهي مزحومة أصلاً بعدد العجلات الداخلة لها وضعف بنيتها التحتية.
كان حري بالحكومة أن تجد المناطق المنظمة تنظيماً حضارياً لهم وتوزعهم بطريقة ذكية وتنشأ لهم اسواق واضحة المعالم ومحمية بصورة محكمة، لنلم شتاتهم ونمنحهم فرصة لتقديم جهودهم في المجتمع بطريقة أكثر تحضرا مما يحدث اليوم من عشوائية بالغة السلبية في شوارع المدينة.
لا تتوفر لدينا إحصائية واقعية عن عدد تلك الاكشاك والبسطات التي تشغل أماكن كثيرة من الارصفة في الشوارع ولكن التقديرات تشير الى أنها بعشرات الآلاف تنتشر بتسارع كبير مع الازمة الاقتصادية وعدم وجود فرص العمل في القطاع الحكومي، لذا أصبحت الملاذ الاخير لمجموعة كبيرة من شبابنا الباحثين عن العمل وسط أمواج البطالة.
مهاجمة هذه الاكشاك والبسطات، مع الازمة الاقتصادية الكبيرة، يعتبر إنتهاكاً كبيراً لحقوق الانسان علينا تجنبه فما يعانيه ابناء شعبنا من ويلات تحتم علينا إعادة النظر ألف مرة بكل قرار نتخذه دون دراسة، وحياة ابناء شعبنا أهم من كل الحضارة والتحضر، وعلينا أن نكّون لهم تجمعات حتى لو اضطرت الحكومة الى شراء الاراضي واستملاكها وبناء اسواق حديثة الطراز تلمهم، فأسواق "البسطات" لهاد دور كبير في القيمة المضافة إقتصادياً والعالم يزخر بتلك الاسواق اليومية والاسبوعية وبالامكان إعتبار من يديروها شركاء ستراتيجيون في مشاريع التنمية الاقتصادية وفاتحة لعصر جديد من الاقتصاد الخاص.