الزراعة الذكية وسماد الداب

نوزاد حسن

2022-12-22 05:52

قبل ايام حضرت ندوة في الشركة العامة للتجهيزات الزراعية عن موضوع اثار اهتمامي في الحقيقة, وحين عدت الى الانترنت للاطلاع اكثر على هذا الموضوع وجدت ان العالم يعمل بجهد كبير لمواجهة خطر المستقبل.

الدول الكبرى تحسب للمستقبل الف حساب، لذا هي تفكر جديا في المشاكل التي تواجه كوكب الارض, ومن اهم هذه المشاكل الزيادة السكانية, والاحتباس الحراري, وما سيشكله من تحد خطير لا يمكن الاستهانة به.

ما الحل اذن؟ سؤال مشروع ومهم ولا بد من الاجابة عليه، كيف نواجه عالم الغد بكل صعوبته اذا كان التغير المناخي سيحول اكثر الاراضي الى مساحات غير صالحة للزراعة بسبب الجفاف، وما هو مصير الاف العوائل ان فقدت اراضيها, وهاجرت الى اماكن اخرى لتمارس حياتها بعيدا عن ارض الاجداد.

انا اتحدث عن مستقبل صعب شرس بكل معنى الكلمة، احد الحلول هو الزراعة الذكية، هذا ما تناولته الندوة التي حضرتها في الشركة العامة للتجهيزات الزراعية, والتي قدمها المهندس ولاء كريم الحاصل على درجة الماجستير في الزراعة الذكية.

وعلى الرغم من الجانب الفني التقني لموضوع بحثه الا انه قدم فكرة مبسطة عن بحثه في مجال الزراعة الذكية، حاول الباحث في الندوة ان يقدم موجزا لما توصل اليه من نتائج عملية من خلال تطبيق عملي.

واشار الى ضرورة استغلال الاراضي الزراعية المتاحة لتحقيق اعلى انتاجية, ومن الاساليب التي تحقق ذلك هو استخدام المزارع الذكية حيث التحكم بالظروف البيئية للنباتات وابقائها ضمن المعدلات المطلوبة ضمن حيز معين كالبيوت البلاستيكية المحمية التي تحافظ على درجة حرارة ورطوبة نسبية وتهوية الحيز وتنقية الهواء, وما الى ذلك من شدة الاضاءة وكمية غاز ثاني اوكسيد الكاربون وغيرها موضوع بالغ الاهمية يعتمد على مراقبة كل شيء.

ولا بد من عملية التحكم التي تتم عن طريق استخدام متحسسات يتم من خلالها قياس خصائص الهواء والتربة المطلوبة, ومن ثم ارسال البيانات الى متحكم الكتروني يقوم بالتحكم في عملية تشغيل او اطفاء اجهزة التدفئة والتبريد او التهوية, أضافة الى التحكم بعملية الري وغيرها .تجربة دقيقة في تفاصيلها العلمية قد تقدم حلا جزئيا لمشكلة توفير الغذاء مستقبلا، لذلك انا احيي الباحث واهتمامه الكبير بهذا الموضوع الحيوي, واحيي ايضا قسم الدراسات في الشركة العامة للتجهيزات الزراعية على اتاحته الفرصة لحاملي رسائل الماجستير على تقديم افكارهم في ندوة يحضرها المختصون والمتابعون لمثل هذه الموضوعات المهمة.

على صعيد ذي صلة، وحين يكون الجو السياسي غير هادئ تمر كثير من الاخبار مرا سريعا، ولا ينتبه اليها احد، وكان افتتاح مصنع لصناعة سماد الداب احد هذه الاخبار التي ضاعت تحت تأثير صخب السياسة، وكما اعتقد فان مثل هذه الخطوة ستكون مهمة جدا لأنها في نهاية الامر ستوفر منتجا عراقيا يدخل في زيادة الانتاج الزراعي، وتقلل من فرص استيراد سماد الداب من الخارج.

ما حكاية هذا المصنع؟ تناقلت بعض المواقع بيانا لوزارة الصناعة اشارت فيه الى ان مصنع انتاج سماد الداب الذي افتتح في الشركة العامة لصناعة الاسمدة الجنوبية، هو ”الاول من نوعه، والذي تم انشاؤه بالمشاركة مع شركة تربل أي البريطانية”.

يتألف هذا المصنع من ثلاثة خطوط إنتاجية أوربية المنشأ لإنتاج سماد الداب بطاقة (1500) طن باليوم وبما يُعادل (500) ألف طن ستكون وزارة الزراعة حاضرة لاستلام الكمية المتفق عليها من سماد الداب عبر توقيع عقد بين وزارة الصناعة والزراعة، ثم ستكون الشركة العامة العامة للتجهيزات الزراعية الجهة التي تقوم بتوزيع هذا السماد على الفلاحين والمزارعين ضمن خطة تعدها وزارة الزراعة، كما ان التجهيزات الزراعية توفر سماد اليوريا، وكافة المستلزمات الزراعية للقطاع الزراعي ومن مناشئ عالمية.

لاحقا سيأخذ سماد الداب طريقه الى فروع ومواقع الشركة العامة للتجهيزات الزراعية، وسيصل الى موقع مخازن الشعب هذا الموقع الذي يشكل حلقة من حلقات فروع ومواقع اخرى تقوم بالدور نفسه الذي بينته قبل قليل. التعاون في اي عمل يخلق فرصا جيدة لتطوير مستويات الانتاج، وتقليل المشاكل التي تعترض اية عملية صناعية.

وفي هذه الخطوة اعني خطوة انتاج الداب محليا يوجد نوع من امل اتمنى ان يتسع ليشمل مصانع اخرى، وقطاعات مختلفة، كانت التجهيزات الزراعية حاضرة لأنها معنية بهذا الملف الصناعي الجديد، على امل ان يكون كل ما يحتاجه الفلاحون والمزارعون من اسمدة ومستلزمات زراعية مصنعا داخل حدود الوطن، وكما قلت فهذه امنية الجميع بحيث نحقــــــق الاكتفاء الذي طالما حلمنا به.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

ذات صلة

الإعلام المعادي وتهاون المؤمنينإعادة بناء قبور البقيع.. إشاعة لروح التعايش بين المسلمينمعالم منهجية التوجيه الثقافي في فكر الإمام الشيرازيتداعيات الرد الإيراني على إسرائيلهدم البقيع جريمة لا تنسى