ما هي المهارات التي تبحث عنها؟

دلال العكيلي

2020-01-28 04:00

يتحقق تمكين المجتمع، بتمكين أبنائه، ودعمهم ومساعدتهم لبناء مستقبلهم، تنمیة المھارات الحیاتیة من الضروریات في الحیاة، وذلك لأن المھارات التي یحاول الإنسان تنمیتھا تعمل على التكیف في الحیاة والتمیّز والنجاح وكذلك الترقي في المستقبل، لذلك دائماً ما یعتمد علماء التنمیة البشریة طرقاً لتنمیة بعض المھارات الحیاتیة الضروریة لترقي الإنسان في عمله وحیاته بشكل عام، كيف يمكن الوصول إلى النجاح والتميز؟

يُطلقُ لفظُ المهارة في اللغةِ العربيةِ ويرادُ به الماهِر، وهو الحاذِق، وعُرِّفت "المهاراتُ الحياتية" في القاموس التربوي بأنَّها: "القدرة على أداءِ وظيفةٍ معينة، أو تحقيق هدفٍ معين، وعرفت أيضا بأنَّها أداءٌ تكون على أشكالٍ (لفظية، عقلية، حسية، اجتماعية)، وهذه المهارةُ تحتاجُ إلى وقتٍ وجَهدٍ وتدريب مقصود، وقَبْلَ أنْ نخوضَ في مفهوم المهارات الحياتية كمصطلحٍ تربوي، يمكن استنتاجُ أنَّ المهارة سلوكٌ يُشترطُ له شرطان جوهريان:

أولهما: أنْ يكون موجَّهًا نحو إحرازِ هدفٍ أو غرضٍ معين.

وثانيهما: أنْ يكون منظمًا بحيث يؤدِّي إلى إحرازِ الهدف في أقصر وقت ممكن، وقد اشتملتْ تعريفاتُ المهارة بشكلٍ عام على ثلاثةِ عناصر أساسية لأيِّ مهارةٍ، هي: الجهد، والوقت، والإتقان، كما يسبق القيام بأيِّ مهارةٍ من المهارات قوة الاتِّجاه وضعفه نحو المهارة المقصودة.

فالمتتبعُ للحرفيِّين على سبيلِ المثال يجدُ أنَّهم ينقسِمُون إلى قسمين:

الأول: الحرفي الذي يميلُ إلى حرفةٍ معينة من الحِرَف؛ نجدُه مبدعًا فيها، حتى لو لم يخضعْ لأيِّ دراسةٍ، أو تدريبٍ نظري أكاديمي.

والثاني: ذلك الحرفي الذي يتعلَّم الحرفةَ عن طريق الدِّراسةِ، والدوراتِ الأكاديمية النظرية، والتدريبِ المستمر، فهذا يكونُ أقلَّ كفاءةٍ من الأول وأقلَّ إتقانًا، وأكثر استهلاكًا للوقت، مع أنَّه أكثرُ مثاليةً في ما يلزم لتلك الحرفةِ التي يؤدِّيها من وسائلَ وتجهيزات، والتزامٍ بوسائل السَّلامة، مما ينعكسُ على الإنتاج، وما ذلك إلا لأنَّ تنفيذَ هذه المهارة نابعٌ من اتجاه إيجابي نحو المهارةِ المقصودة، ومع ذلك لا يُمكنُ أنْ ننفي كَوْنَ المهارةِ تتَّصِفُ بأنها تُكتَسَبُ من خلال التدريب والتَّكْرار، حتى مع ضعف الاتجاه والميول.

ومن جهةٍ أخرى، فإنَّ المهارةَ ليست مقتصرةً على العمل المؤدَّى بشكلٍ مهني فقط، بل إنَّها تشمل أيضًا الكفاءةَ التي يمتلكها أيُّ شخصٍ في أيِّ مجال، سواء كانت كفاءةً عقلية، أو بدنية، أو اجتماعية، فعلى سبيل المثال نجدُ أنَّ بعضَ الأشخاص يتميَّزُ عن غيرِه بمهاراتِ القيادة، والآخر بمهاراتِ التفكير، وثالثٌ بمهاراتِ العلاقات الحسنة مع الآخرين، بينما تقل فيمَن عداهم نسبة التقدير.

مهارات مرغوبة

• مهارات التواصل

تعد هذه المهارات مهمة الى حد كبير بالنسبة الى أصحاب العمل، فقد أشار مؤشر فرص العمل في الشرق الأوسط، فبراير 2015، الى أن أكثر المهارات طلباً بالنسبة الى 55% من أصحاب العمل في المنطقة هي مهارات التواصل الجيدة في اللغتين العربية والانجليزية، ومهارات الاستماع الجيدة، بالاضافة الى القدرة على التعبير عن الآراء والأفكار والتواصل بفعالية مع الآخرين والتأثير عليهم.

• المهارات التحليلية والبحثية

وهي عبارة عن المهارات الفكرية التي تساعدك على تحديد المشاكل وتحليلها، وإيجاد حل متميز لها. في الواقع، تعد القدرة على التحليل والتفكير النقدي لأي نوع من المعلومات ضروري الى حد كبير فهو أساس اتخاذ قرارات جيدة، وقد برز التفكير التحليلي كواحد من أكثر ثلاث مهارات يبحث عنها أصحاب العمل في المنطقة.

• الرغبة بالتعلّم

يتعين عليك السعي جاهداً لاكتساب مهارات جديدة، وطرح أسئلة على مديرك وزملائك في العمل، هذا بالإضافة الى اجراء الأبحاث اللازمة حول مجال عملك ومواكبة أحدث التطورات، فالرغبة بالتعلّم هي صفة رئيسية يبحث عنها أصحاب العمل لدى الباحثين عن عمل.

• المرونة والقدرة على إدارة الأولويات

أصبح من الضروري جداً في سوق العمل الحالي التمتع بالمرونة والتكيّف مع كافة التغييرات، حيث يتعين عليك التكيّف والتأقلم مع سوق العمل في جميع الأوقات، واستغلال يومك بفعالية من خلال إعداد قائمة بمهام عملك.

• المهارات الشخصية

أي القدرة على التواصل مع مديرك وزملائك في العمل وكل شخص تتعامل معه في مكان العمل. في الواقع، نحن نقضي معظم وقتنا في العمل، لذا يفضل إقامة علاقات جيدة مع كافة الموظفين والتعامل معهم بلطف ولباقة.

• مهارات قيادية وسلوك ايجابي

القيادة تعني "تمكين" الأشخاص، وليس إداراتهم والسيطرة عليهم، تساعدك المهارات القيادية والنظر إلى الجانب الإيجابي من الأمور بشكل كبير على تعزيز مسيرتك المهنية.

• التخطيط والتنظيم

يتعين عليك التمتع بالقدرة على التنظيم والالتزام بالمواعيد النهائية. وستساعدك مهاراتك في التخطيط والتنظيم بشكل كبير على تعزيز كفائتك المهنية والتقدم في مسيرتك المهنية.

• التمتع بمعرفة حول مختلف الثقافات

أصبح من الضروري جداً في هذه الأيام التمتع بمعرفة واسعة حول الثقافات والأعراق الأخرى، في الواقع، يبحث أصحاب العمل عن الأشخاص الذين يمكنهم التكيّف مع الثقافات والجنسيات المختلفة والتعامل بطريقة عادلة ومتساوية مع كافة الأشخاص.

• التمتع بمهارات ابداعية والقدرة على حل المشاكل

يبحث أصحاب العمل في المنطقة عن الأشخاص المبدعين والذين يفكرون بطريقة متميزة ومبتكرة، وقد برزت المهارات الإبداعية كواحدة من أكثر المهارات طلباً من قبل أصحاب العمل في العام 2015.

• العمل بفعالية ضمن فريق

من الضروري جداً المساهمة بفعالية في كافة المشاريع الخاصة بفريق عملك، فأصحاب العمل يبدون اهتماماً كبيراً بطريقة تفاعلك وتعاملك مع أعضاء فريقك.

فوائد المهارات المتعددة

أصبحت المهارات المتعددة الفوائد في هذه الحقبة التي زادت فيها معدلات ترك الموظفين لأعمالهم و حركتهم في السوق ترسانة أسلحة يجب إمتلاكها حتى يزيد الموظف من رواجه و يضاعف من أفضليته التنافسية و لتسهيل إنتقاله إلى وظيفة جديدة، مهما كنت تظن نفسك محدودا و متختصصا في وظيفتك الماضية أو ستكون في وظيفتك المستقبلية، لا بد من إمتلاكك لمجموعة من المهارات التي يمكن توظيفها في أماكن العمل المختلفة و التي يعد أمتلاكها أمر ضروريا لضمان النجاح في حياتك المهنية، إن المهارات المتعددة الفوائد هي المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل في الشركات عند مقابلتهم لك لذا، يجب عليك إكتساب مجموعة من هذه المهارات لتمنيها إلى جانب إضافتك لها في مقابلتك مع تنمية قدرتك على التحدث عنها بطلاقة و ثقة، وتعرف المهارات المتعددة الفوائد بالمهارات المتنوعة التي يمكن تطبيقها في عدد من الوظائف المختلفة.

إن المهارات المتعددة الفوائد هي مجموعة من الأصول التي تساعد الموظف في إنتقاله من وظيفة إلى آخرى و التفوق فيها، تضمن المهارات المتعددة الفوائد المرونة المهنية للموظف و طول أمد مسيرته المهنية، أيضا، تساعدك هذه المهارات على إكتشاف أبعاد متوازية في حياتك المهنية بكل سهولة و قابلية إلي جانب منحك مهارات و خبرات إضافية، بينما تكون المهارات المتخصصة من المهارات الضرورية لبناء أفضليتك التنافسية الشخصية و لضمان النجاح في وظيفة محددة في الشركة، تكون المهارات المتعددة الفوائد هي التي تضمن لك الديمومة في مسيرتك المهنية و عدم تراجعك فيها في المدى الطويل.

طرق اكتساب المهارات

لدى الجميع هذا النوع من المهارات و نكتسبها في جميع مراحل الحياة، من مرحلة الطفولة و مرحلة إلتحاقنا بمقاعد المدرسة ثم عند إلتحاقنا بالدراسة الجامعية أو بمعنى آخر عبر الدراسة الرسمية أيضا، يمكننا إكتساب هذه المهارت من خلال الدراسة الغير الرسمية و حتى من قراءة الكتب و المشاركة في النشاطات الإجتماعية أو المهنية و من الحياة بشكل عام، بعد قيامك بتحديد مجموعة المهارت الضرورية التي تستطيع تطبيقها في أي وظيفة تشغلها، تستطيع أن تبدأ رحلتك نحو تنمية هذه المهارات و إضافة الجديد منها لمجوعتك الحالية.

ان اهم مفاتيح تغيير الشخصية نحو الافضل هي تنمية المهارات وصقلها، ويجب التركيز على تنمية مهارات اولادنا منذ الصغر لتنمو معهم وتكر وحبذا لو تتعدد المهارات وتتقن.

........................................................................................................................
المصادر وكالات ومواقع (بيت، إيد أرابيا، مشروع)

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي