مدن تتصارع من اجل الاستقطاب وأخرى طاردة
عبد الامير رويح
2015-05-11 06:04
لاتزال العديد من مدن العالم محط اهتمام وسائل الاعلام بمختلف انواعها، كونها مراكز جذب للكثير من الناس لما تتمتع به من ميزات سياحية واقتصادية مهمة كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على ان العديد من الحكومات وقد سعت وبشكل جاد الى اعتماد خطط ودراسات خاصة، لتنمية المدن وتطويرها لتصبح واجهة عالمية، والمدينة وكما تشير بعض المصادر هي مستوطنة حضرية ذات كثافة سكانية كبيرة ولها أهمية معينة تميزها عن المستوطنات الأخرى. من جانب اخر يرى بعض المراقبين ان هذه المدن وعلى الرغم من اهميتها الكبيرة فهي تعاني ايضاً العديد من المشاكل والتحديات تشمل الزحام المروري والتلوث البيئي وظهور العشوائيات وغيرها من المشكلات الاخرى، حتى ان بعض المدن وبسبب اهميتها الكبيرة قد اصبحت طاردة لسكانها الذين فضلوا الابتعاد عنها بسبب غلاء المعيشة وارتفاع اسعار الايجارات وقلة فرص العمل.
وفيما يخص بعض اخبار هذه المدن فقد أظهر مسح أن مدينة نيويورك الأمريكية هي الأكثر شعبية بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما لأسباب أهمها العروض الموسيقية والسينمائية وعروض الأزياء التي تذخر بها. وذكر المسح الذي أجرته مبادرة (مدن شابة-يوثفول سيتيز) ومقرها تورنتو أن العاصمة البريطانية لندن حلت في المركز الثاني بفضل جودة الرعاية الصحية والرحلات وجاءت العاصمة الالمانية برلين في المركز التالي لتوفر الأجهزة الرقمية فيها. وشارك في المسح عشرة آلاف شاب من مختلف أنحاء العالم.
ورتبت يوثفول سيتيز هذا العام 55 مدينة في العالم باستخدام 101 مؤشر مختلف من وجهة نظر الشبان ومنها الثقافة ووسائل التنقل والوظائف والرياضات. وأطلق المسح العام الماضي عندما فازت تورنتو بالمركز الأول بفضل ارتفاع مستويات توظيف الشبان وتوفر الأجهزة الرقمية وارتفاع مستويات المعيشة وغيرها لكن المدينة الكندية تراجعت إلى المركز السادس هذا العام. بحسب رويترز.
وتقول يوثفول سيتيز إن المبادرة هي أول محاولة لتحديد المدن الأكثر جذبا للشبان والمناسبة لمن تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما. وقالت سونيا ميوكوفيتش أحد مؤسسي المبادرة في بيان صحفي "تقل أعمار نصف سكان العالم عن 30 عاما ويعيش نصفهم الآن في المدن." وأضافت "الشبان والمدن -خاصة المدن الأكبر- سيرسمون مستقبل الكوكب. لذا من الضروري أن تجذب المدن الشبان وتبحث بجدية عن سبل إطلاق إمكاناتهم."
سكان لندن يغادرونها
على صعيد متل فمن أسعار العقارات الخيالية إلى وسائل النقل المكتظة، كثيرة هي العوامل التي تدفع سكان لندن إلى مغادرة العاصمة البريطانية، لكن الريف المجاور لم يعد يجذبهم كما كانت الحال سابقا وهم باتوا يقصدون مدنا كبيرة أخرى، على رأسها برمنغهام. وفي حين تعد أزمة السكن من المحاور الرئيسية لحملة الانتخابات التشريعية، كشف المكتب الوطني للإحصاءات أن نحو 60 ألف شخص تراوح أعمارهم بين 30 و39 عاما، غادروا لندن بين حزيران/يونيو 2012 والشهر عينه من العام 2013. وكثيرون منهم قرروا الاستقرار في برمنغهام (الوسط-الغربي) وبريستول ومانشستر (شمال).
وقالت كيلي كونفاي التي تكتب في موقع "إكسبيديا" أن "أسعار الإيجارات (في برمنغهام) هي أقل بنسبة 50% من تلك السائدة في لندن حيث باتت المعيشة باهظة جدا". أما شراء شقة، فيكلف بشكل وسطي 500 ألف جنيه استرليني (حوالى 700 ألف يورو) تقريبا في لندن، في مقابل 120 ألف جنيه (167 ألف يورو) في برمنغهام. وكيلي كونفاي مستعدة لدفع كل ما تملك للبقاء في لندن، لكن آخرين لا يؤيدونها الرأي. فقد فضل الصحافي توم كولن الذي أمضى 12 عاما في لندن الانتقال إلى برمنغهام حيث فتح موقعه الخاص لأفضل الأماكن والمتاجر والمطاعم في المدينة.
وكتب في مقال نشر في صحيفة "ذي إنديبندنت" أن "برمنغهام قدمت لي أفضل عرض ... من حيث أسعار العقارات والثقافة والمطاعم ... والمدارس والتكاليف المتدنية لإطلاق شركة ناشئة". وقد حذا حذوه كريس بيات (29 عاما) وفتح في برمنغهام شركته المتخصصة في التصاميم الإلكترونية "لأنها أرخص من لندن". وشرح "ثمة ايجابيات كثيرة ففيها جامعات جيدة ويد عاملة أقل كلفة وهي في وسط البلاد".
ولطالما عرفت برمنغهام التي تضم 1,2 مليون نسمة بأجوائها الضبابية والحزينة لكنها خاضت عملية تحول كبير زاد من عامل الجذب اليها. ولفتت كيلي كونفاي إلى أنها "ليست المدينة الأجمل في البلاد ... لكنها تشهد تحولا وأصبحت أكثر جاذبية". وقد أعيد بناء وسط المدينة الذي دمرته غارات النازيين، غداة الحرب مع ابنية اسمنتية ضخمة وطرقات سريعة لا يمكن للمشاة عبروها الا عبر ممرات ارضية معتمة. وتجري المدينة حاليا أعمال ترميم واسعة النطاق مع إغلاق عدة طرقات سريعة وتشييد مبان جديدة حديثة التصاميم (مثل المكتبة الجديدة ومركز بولرينغ التجاري ومعرض "ذي ميلبوكس")، فضلا عن ترميم المحطة الرئيسية وازدهار المباني المخصصة للمكاتب. بحسب فرانس برس.
وكشف نيل رامي المدير العام لهيئة "ماركيتينغ برمنغهام"، "استحدثنا العام الماضي 6 آلاف وظيفة واستقطبنا 77 مشروعا واستثمارات عقارية". لكن ما سر اختيار برمنغهام وغيرها من المدن المتوسطة في حين كان العيش في ضواحي العاصمة البريطانية لا يزال رائجا قبل بضعة سنوات؟ وبحسب نيل رامي، إن الجيل الجديد "يحب العيش في المدن حيث تتوافر جميع البنى التحتية وليس في الريف".
وتقدم برمنغهام لسكانها مطاعم فاخرة، من بينها أربعة مدرجة في دليل ميشلان، ومتاجر ومدارس ونوادي رياضية، فضلا عن مساحات خضراء. وتتميز كذلك بقصر مسافاتها، في حين باتت وسائل النقل العام في لندن تعاني من التخمة وعدد السكان يزداد تزايدا شديدا. وغالبا ما تشتكي المؤسسات من الفوضى التي تعم القطارات صباحا وتؤدي إلى حالات تأخر أو تغيب الموظفين.
المدن الأكثر ازدحاما
من جانب اخر تصدرت إسطنبول قائمة أكثر المدن التي تشهد ازدحاما مروريا في العالم، في حين احتلت بوخارست ووارسو وروما صدارة هذا الترتيب على صعيد الاتحاد الأوروبي، وفق دراسة لشركة "توم توم" المصنعة لأنظمة تحديد المواقع العالمي "جي بي إس". فقد حازت مدينة إسطنبول التركية لقب أكثر المدن ازدحاما في العالم إذ أن مدة الرحلات داخل المدينة تكون عادة أطول بمعدل 58% خلال فترات الاختناق المروري مقارنة مع المدة التي تستغرقها هذه الرحلات عندما تكون حركة السير طبيعية. كما أن هذه الزيادة في المدة قد تصل إلى 109% في ساعات الذروة في المساء.
وتلتها في المراتب اللاحقة كل من مكسيكو (55%) وريو دي جانيرو البرازيلية (51%) وموسكو (50%). أما في الاتحاد الأوروبي، فقد تصدرت بوخارست هذا الترتيب مع مدة رحلة أعلى بمعدل 41% خلال فترات الازدحام المروري (وصولا إلى 89% خلال ساعات الذروة في الصباح). وتلتها أرسو (40%) وروما (38%) وبعدها لندن (37%) ومرسيليا الفرنسية (36%). بحسب فرانس برس.
وفي الولايات المتحدة، تصدرت مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا غرب البلاد صدارة ترتيب أكثر المدن ازدحاما إذ بلغ معدل الوقت الإضافي الذي يمضيه السائقون على الطرقات خلال فترات الاختناق المروري 39%. ومن بين المدن الأمريكية الأخرى الأكثر ازدحاما هناك سان فرانسيسكو (34%) وهونولولو (32%) ونيويورك وسياتل (31%) وسان خوسيه (30%) وميامي وشيكاغو وواشنطن العاصمة (27%). هذا التصنيف يستند إلى بيانات مستخدمي أجهزة "توم توم" العاملة بنظام التموضع العالمي (جي بي إس) والتي بيع منها أكثر من 75 مليون جهاز في العالم.
عاصمة ادارية
في السياق ذاته اعلنت مصر عزمها انشاء عاصمة ادارية جديدة شرق القاهرة قالت انها ضرورية "للارتقاء بجود الحياة" للمواطن المصري وقال وزير الاسكان المصري مصطفى مدبولي في منتجع شرم الشيخ ان "مشروع العاصمة الادارية الجديدة سيكون المركز الاداري الجديد لمصر" لتحل محل القاهرة التي اسست قبل اكثر من الف عام. واشار مدبولي ان العاصمة الادارية الجديدة سيتم تشييدها "شرق القاهرة في موقع وسيط بين قلب القاهرة القديم ومشروع قناة السويس" موضحا انها "ستتضمن "قصر الرئاسة ومقر البرلمان والسفارات والقنصليات الدولية" كما ستضمن مطارا دوليا.
ويعيش المصريون على 6% من اراضي البلاد وتأمل الحكومة ان تتضاعف المساحة المأهولة الى 12% خلال الاربعين عام القادمة، بحسب مدبولي. وقال مدبولي ان مشروع العاصمة الادارية الجديدة "يبدا من ادراكنا انه من المتوقع ان يتضاعف عدد سكان القاهرة الكبرى خلال السنوات الاربعين المقبلة اذا لم نبدأ من الان في البناء لهم سيكون البديل هو مزيد من انتشار المناطق العشوائية".
واضاف ان "هدف هذا المخطط الارتقاء بجودة الحياة للمواطن المصري". ولفت مدبولي الى ان تنفيذ مشروعات "مركز جديد للقاهرة العاصمة والحي الحكومي وقصر الرئاسة والبرلمان وحي دبلوماسي (...) مقدر لها اننا ننفذها في اطار زمني من خمس الى سبع سنوات". وكشفت صور عرضت خلال كلمة الوزير مخطط العاصمة الجديدة الذي شمل ناطحات سحاب ومباني اخرى اصغر ذات واجهات زجاجية ومساحات خضراء كبيرة وهو ما تفتقد اليه العاصمة الحالية.
ومن المقرر ان تستوعب العاصمة الادارية الجديدة 5 ملايين مواطن سيعيشون في 25 حيا سكنيا على مساحة 160 الف فدان على بعد 45 كلم من وسط القاهرة و32 كلم من مطار القاهرة. وسيتم ربط العاصمة الجديدة بالقاهرة عبر وسائل نقل سريع منها قطار فائق السرعة وقطار كهربائي وشبكة نقل ومواصلات سريعة. وتعاني العاصمة المصرية القاهرة من تضخم سكاني كبير حيث يعيش فيها 20% تقريبا من المصريين البالغ عددهم 85 مليون نسمة كما تشهد اختناقات مرورية طوال ساعات النهار كما تنتشر احياء سكانية عشوائية كبيرة حولها في معظم الاتجاهات. بحسب فرانس برس.
وما يعقد من هذا الوضع دخول ملايين المصريين يوميا لها لانهاء مصالحهم اليومية في مقار الوزارات المختلفة. واعلنت ثلاث دول خليجية هي السعودية والكويت والامارات عن تقديم 12 مليار دولار امريكي مساعدات واستثمارات لمصر بواقع اربعة مليارات لكل منها، بالاضافة الى سلطنة عمان التي اعلنت تقديم 500 مليون دولار امريكي على خمسة سنوات.
دبي والعالم العربي
من جانب اخر آن الآوان كي تتنحى القاهرة وبيروت والدار البيضاء جانبا. فها هي دبي تطلق مساعيها لتصبح من أهم مراكز العالم العربي للفن والتصميم والأزياء وهي المجالات التي ظلت تقليديا خاضعة لهيمنة المدن العربية القديمة خارج منطقة الخليج. لكن نجاح هذه الجهود ليس مضمونا. فالإمارة الغنية معروفة أكثر بكونها مركزا تجاريا ومصرفيا ومقصدا للتسوق الفاخر أكثر منها مركزا للفنون حيث تفتقر للتاريخ العريق وثقافة المدن الأخرى.
لكن لدبي مقومات تجد المدن الأقدم صعوبة في توفيرها مثل الأمن وأسلوب الحياة العالمي وخطوط السفر الشاملة مع بقية العالم العربي. وتنفق دبي مئات الملايين من الدولارات وتستخدم أحدث التقنيات في جهودها عبر شركات شبه حكومية معتمدة الأسلوب نفسه الذي اتبعته بنجاح لإعطاء دفعة للقطاعات الأخرى. وقالت أمينة الرستماني الرئيسة التنفيذية لمجموعة تيكوم للاستثمارات المتخصصة في إدارة مناطق الشركات ويملكها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "نريد أن نشجع المواهب المحلية والصاعدة من المنطقة."
وأتاحت مدن أخرى بناء أحياء يسكنها الفنانون والمصممون على مر العقود غير أن دبي لا تترك الأمر للصدفة إذ تنشئ تيكوم حاليا حي دبي للتصميم وهو "حي إبداعي تم إنشاؤه خصيصا لتعزيز نمو قطاع التصميم والموضة والصناعات الفاخرة في إمارة دبي" تبلغ مساحته مليوني متر مربع. ومن المفترض أن يضم الحي قاعات للعرض واستديوهات وورش عمل ومتاجر فخمة ومتاحف فضلا عن مساحات مخصصة للمكاتب والسكن.
ويتوقع افتتاح المرحلة الأولى من المشروع الذي ستبلغ تكلفته أربعة مليارات درهم (1.1 مليار دولار) هذا العام. وقالت تيكوم إن نحو 220 شركة وافقت على المشاركة في المشروع. ويسعى مجلس دبي للتصميم والأزياء التابع لحكومة الإمارة لإنشاء مدرسة للتصميم للطلبة من جميع أنحاء العالم على أن تكون إحدى مجالات الدراسة فيها هي التصميم الإسلامي. ويتطلع المجلس إلى ان يكون حاضنا للشركات الجديدة العاملة في مجال التصميم على أن يوفر لها الدعم التقني والمشورة. وفي النهاية قد يجري استثمار الأموال الحكومية بدبي في عدد من المشاريع جنبا إلى جنب مع أموال القطاع الخاص.
لكن بالنسبة للعديد من الخبراء يبدو المسار الفوقي الذي تعتمده دبي في مجال الثقافة خانقا أو عقيما لكن المديرين التنفيذيين للشركات لا يرون أنه يتناقض مع الهدف بل يعتبرون أن دبي قادرة بهذه الطريقة على استقطاب الفنانين والمصممين وصناع الأفلام كما اجتذبت التجار والمصرفيين من قبلهم بتوفير البيئة التي يمكن لأعمالهم أن تزدهر فيها. وقال مالك سلطان آل مالك المدير التنفيذي لمدينة دبي للإنترنت إن رحلة دبي في مجال التصميم هي التطور الطبيعي لنموها في مجالات أخرى مثل تقنية المعلومات والإعلام والذي أوجد الحاجة إلى المصممين.
وقالت ناز جبريل الرئيس التنفيذي لمجلس دبي للتصميم والأزياء - والتي أسهمت في إدارة اعمال ديفيد وفكتوريا بيكام لست سنوات قبل الانتقال إلى دبي - إن "مكونات خلطة النجاح تنبع من الجذور." وأضافت "نوفر الظروف التي تتيح للناس الازدهار والتي لا تتوفر بالضرورة في أماكن أخرى بالمنطقة." كان أحد أول مشاريع التصميم المبكرة في دبي مشروع "بالعربي" لتصميم الحلي الذي افتتحته المصممة اللبنانية نادين قانصو قبل تسع سنوات. وباع متجر "بالعربي" نحو 1500 قطعة مصممة بالخط العربي مقابل 810 آلاف دولار في العام الماضي.
ووصفت قانصو قطع الحلي بأنها "فاخرة وبلمسة شرق أوسطية" لكن لغاية جادة هي سبر أغوار الثقافة العربية. وأوضحت أن الاستقرار السياسي والأمني كانا عاملين أساسيين في قرارها إطلاق مشروعها في دبي إذ أن التوتر الاجتماعي والأمني صعبا الأمور في بيروت. وقال ثلاثة أخوة بريطانيين من أصل إيراني في العشرينيات والثلاثينيات من العمر - هم هامان وباباك وفرحان جولكار - إنهم أطلقوا علامتهم التجارية في مجال الأزياء الفاخرة للرجال في دبي قبل خمس سنوات لأسباب منها حداثة المدينة قياسا إلى عواصم الأزياء العالمية مما يتيح المجال أمام الوافدين الجدد على المجال.
وبلغت مبيعات علامة إمبرور 1688 للأزياء الرجالي 3.5 مليون دولار عام 2014 وهي تنمو بمعدلات في خانة العشرات فضلا عن إطلاق خط الأزياء النسائية في العام الماضي. وقال باباك إن دبي تطور تدريجيا خط الأزياء الخاص بها الذي يتضمن لمسات باذخة مثل البزات الرجالية ذات الأزرار المطلية بالذهب. وتباع منتجات إمبرور 1688 بشكل خاص في دول الخليج ويخطط الأخوة الثلاث لتطوير خط مبيعات في أوروبا.
وأوضح باباك أن قطاع السياحة الذي يجذب ملايين الزوار كل عام إلى دبي ربما يساعد المدينة على تطوير علامات تجارية عالمية مع قيام السياح بالترويج لهذه السلع الفاخرة في بلدانهم. وقال "على صعيد قوة مبيعات التجزئة تعد دبي في مصاف أي مدينة في العالم وهذا عامل هام بالنسبة إلى أي علامة تجارية." أما في مجال صناعة الأفلام فقد دفعت موجة اضطرابات الربيع العربي شركات الإنتاج نحو دبي حيث تصوير الأفلام والمسلسلات أكثر أمانا من القاهرة أو دمشق مع إمكانية استخدام تقنيات الكمبيوتر لوضع الخلفيات اللازمة للمشاهد. بحسب رويترز.
غير أن المخرجين في دبي لا يعملون دائما في ظل الحرية الفنية التي كانوا يتمتعون بها في بلدانهم الأم إذ يتعين على المنتج الفني في الإمارات العربية المتحدة احترام الثقافة المحلية والحساسيات الدينية. فعلى سبيل المثال رفضت دبي طلبا لتصوير فيلم من سلسلة "الجنس والمدينة" هناك فانتقل المشروع إلى المغرب الأكثر تحررا وجرى تصويره هناك.
لكن مثل هذه الاعتبارات لا تعد عائقا لمعظم الأفلام إذ تلقت الجهات المختصة في دبي 777 طلبا لتصوير أفلام قصيرة أو مسلسلات تلفزيونية أو إعلانات في العام الماضي مقارنة مع 741 في 2013. وتبث 146 قناة تلفزيونية برامجها من دبي على الرغم من مواجهتها منافسة حامية من جارتها أبوظبي. وقال جمال الشريف المدير الإداري لمدينة دبي للاستديوهات التابعة لشركة تيكوم "يبلغ عمر صناعة الأفلام في المغرب نحو 50 عاما وفي مصر 80 عاما. لا يمكننا أن نضاهي هذا الأمر لكن يمكننا المنافسة في توفير الظروف المواتية للعمل والتقنيات والتكلفة المنخفضة."