ماذا يعني النجاح بالنسبة لك؟

فهيمة رضا

2017-11-01 04:00

"النجاح" حلم الجميع ولكن مفهومه يتغير حسب تربية الأشخاص، ومبادئهم ومعتقداتهم ومحتوى أفكارهم، تارة تكون عوامل النجاح لبعض الأشخاص بمثابة الأشياء والأولويات مهملة عند أشخاص آخرين، وتارة يكون نجاح بعضهم بمثابة "الفشل" عند الآخرين، لذلك لا يمكن أن نحدد معنى النجاح بسهولة لأنه من الممكن أن لا يعني هذا المعنى "النجاح" لدى شخص آخر أو لا يناسب طموح الآخرين، ولكن بشكل العام عُرِف النجاح بتحقُّق نَتيجة حسنة لشَيْء ما.

النجاح المشروع

من هذا العنوان حاولنا معرفة ماذا يعني النجاح لدى بعض المهتمين والعارفين، وبحثنا معهم كيف ينظرون لهذه المفردة وماذا تعني لهم؟.

رجل الأعمال المهندس قاسم الموسوي من بريطانيا يقول حول النجاح:

النجاح هو السعادة وهو الأمل والتفوق والاستمرار بالعمل والارتقاء نحو القمة، والنجاح هو المودة والتالف والمحبة والتقدم والصعود المستمر إلى رأس الهرم، وهو الطمأنينة والاستقرار كذلك هو الأمنية والطموح والسعي المستدام نحو الهدف.

ولكن مروة ناهض وهي كاتبة وخريجة (كلية الصيدلة) من العراق، ترى النجاح بمحاربة العوائق وتخطي التحديات وتقول: قد يكون للنجاح عدة تعاريف ومعاني ولكن حسب تجاربي القليلة في الحياة، يمكنني القول إن النجاح هو قدرتي على الوقوف من بعد التعثر في قضية أو هدف ما، وتشبثي بأهدافي والعمل على تحقيقها في بيئة لا تُؤمن بتحقيق الأهداف التي أسعى إليها، فحين تقف بعد معركة قاسية على قدميك وأنت تستلذُ بطعم الفوز هذا يعني إنك قد نجحت وقد تمكنت وإن كان الطريق شائكاً وليس سهلاً.

النجاح هو السبب الذي يجعلنا نستيقظ على يوم جديد دون ملل بعد ليل طويل.

ولكن علي عبد الرزاق (عامل) من سوريا يرى النجاح في تطور الإنسان على الصعيد العائلي ويقول: النجاح بالنسبة لي يعني نجاحي في كل المجالات في المجتمع، بأن أكون إنسانا بارعا ومتفوقا في عملي، وفي العائلة أكون ذا أخلاق عالية وأن أكون صاحب عشرة حسنة نتيجتها السعادة لأن هناك من يهتم بنجاحه في عمله وينسى عائلته، وهذا الشيء بالنسبة لي يعني الخسارة بعينها، ومهما بلغ عدد المعجبين بهذا الشخص سيظل إنسانا ضعيفاً في قرارة نفسه مهما علا شأنه ومهما أراد أن يخدع نفسه.

الارتقاء قرين المثابرة والطموح

ويتساءل السيد نصير (بكالوريوس هندسة زراعة)، كيف للارتقاء أن يحدث دون النجاح، فالأخير له عدة أنواع، منها المادي الملموس، والمجتمعي، والمعنوي، والروحي الغيبي.

النجاح ليس محض صدفه او كما يعتقد بعضهم بأنه ما ينسب للحظ، بل هو ارتكاز على مراحل أعدت مسبقا للوصول الى الهدف المنشود، كما وتحدد نقاط الضعف ويتم ذلك بحكمه تامة تتحول الى مصدر للقوة.

بمختصر العبارة النجاح ثقة وكفاح وإرادة وحكمة وتخطيط فكري مستمر لا يعرف التوقف أو التراجع.

وترى السيدة (سارة أحمد) علوم دينية وربة بيت من العراق: بأن النجاح هو الوقوف مع الحق وتربية الأطفال تربية صالحة لإنشاء جيل متفوق وخلوق.

هناك نظرة أخرى من رالف والدو إمرسون، وهو فيلسوف وشاعر أمريكي حيث ينظر إلى النجاح من زاويته ويقول: إن النجاح هو أن تضحك كثيراً وتفوز باحترام الأذكياء وحب الأطفال وأن تحظى بتقدير النقاد الأمناء، وتتحمل خيانة الأصدقاء وأن تقدر الجمال، وترى الأفضل في الآخرين، وترغب في تحسين صورة العالم ولو قليلا، سواء بتنشئة طفل صحيح أو زراعة حديقة ولو صغيرة، أو تصحح أوضاعاً اجتماعية أو أن تعرف إن حياة فرد قد سارت سهلة بسبب وجودك، هذا هو النجاح.

ولكن قد يكون النجاح على مستوى أكبر من نجاح الإنسان في المجتمع من حيث حصوله على الشهادات أو ارتقائه إلى مناصب أعلى، أو اعتمادا على الشركات التجارية، وقد ينجح الإنسان في علاقته مع الناس والمخلوقات وفوق هؤلاء ينجح بكسب رضا ربه ويرجع إليه بنفس راضية مرضية.

ولا يخفى على أي أحد إن الحصول على "نفس" بهذه المواصفات ليس بعمل سهل، ولا هو بسيط، بل يحتاج ذلك بالتأكيد إلى المثابرة والصبر والذكاء، والتخطيط، ثم يكون العون من الله تعالى، بإتيان الواجبات الفردية الاجتماعية والاهتمام بطريقة التعامل مع الآخرين برفق، وعدم إيذائهم والابتعاد عن المحرمات، لذلك قول الخير وعمل الخير يقرب الإنسان إلى النجاح.

كما قالَ أمير المؤمنين علي {عليه السلام}: ما مِنْ يوْم يمُرُّ عَلَى ابْنِ آدَم إلاّ قالَ لَهُ ذلِكَ الْيوْمُ: يابْنَ آدَم أنَا يوُمٌ

جَديدٌ وَأناَ عَلَيكَ شَهيدٌ.

فَقُلْ فیَّ خَيراً، وَ اعْمَلْ فیَّ خَيرَاً، أشْهَدُ لَكَ بِهِ فِى الْقِيامَهِ، فَإنَّكَ لَنْ تَرانى بَعْدَهُ أبَداً..

وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد يستحق الثناء والشكر وهو بمثابة نجاح حقيقي للإنسان.

إذن:

لا تحقرن من المعروف أصغره

أحسن فعاقبة الإحسان حسناه

وأخيرا.. هل فكرت أنت في "ماذا يعني النجاح" بالنسبة لك؟!.

يُقال إذا أردت أن تحقق النجاح في حياتك القصيرة، عليك أن تنظر لها بالفعل قصيرة، وأن تنتهز جميع الفرص التي تظهر لك في مسيرتك، وأن لا تتردد في استثمار الفرصة، على أن يتم ذلك وفق السبل والطرق الصحيحة، فلا يصح التسلق على أكتاف الآخرين لكي تنجح، لأن الانتهازية والزيف، والخداع، سوف ينتهي بالإنسان الى الفشل الذريع، أما النجاح فهو دائما من نصيب الأناس الصادقين الأوفياء الأمناء أولئك الذين يحافظون على حقوق الآخرين قبل حقوقهم.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا