العيش على الشاي: اخر صيحات المجاعة العالمية

مروة الاسدي

2017-04-03 07:40

عام بعد عام يزداد الأمن الغذائي سوءًا في معظم دول العالم وخاصة الدول الافريقية، فعلى الرغم من الجهود الدولية لمعالجة قضية انعدام الأمن الغذائي، إلا أن نحو 108 ملايين شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال عام 2016، وهي زيادة كبيرة مقارنةً بنحو 80 مليون شخص عام 2015، حسب تقرير عالمي جديد حول الأمن الغذائي أعلن في مدينة بروكسل، ففي في العصر الراهن، تبرز حدة المشكلة الغذائية ومأساويتها نتيجة لطابعها المتناقض. فمن جهة، يؤدّي الجوع إلى هلاك الملايين: ففي النصف الثاني من القرن العشرين هلكت بسبب الجوع أعداد من الناس، تزيد عن كل الذين هلكوا خلال المئة والخمسين السنة السابقة بسبب الحروب والنزاعات المسلّحة والقلاقل الاجتماعية. ويموت سنويًا بسبب الجوع والأمراض الناجمة عنه في العالم، أعداد من البشر أكثر بعدة مرات من أولئك الذين قتلوا نتيجة انفجار القنبلتين الذريتين، اللتين ألقتهما الولايات المتحدة الأميركية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945. أما من جهة أخرى، فإن مستوى تطوّر القوى المنتجة والتطوّرات العلمية والتكنولوجية المستخدمة في الإنتاج الزراعي، تجعل الإنتاج العالمي من المواد الغذائية قادرًا عمومًا على تلبية الحاجات الغذائية لسكان العالم.

وفي تسع أزمات إنسانية من الأسوأ خلال العام 2017 كانت الحروب الأهلية السبب الأساسي للمجاعة. وهناك عوامل أخرى تدخل في الحساب مثل الأحوال الجوية خصوصا الجفاف والأمطار المفاجئة التي تتسبب بها ظاهرة النينو، وإضافة إلى المناطق المعرضة للمجاعة هناك دول مثل العراق وسوريا (إضافة إلى اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسوريا) ومالاوي وزيمبابوي دخلت حالة انعدام الأمن الغذائي.

على هذا الصعيد، أعلن الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الإغاثة العاجلة للأمم المتحدة ستيفن أوبراين أن العالم يواجه "أسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية" بسبب مواجهة قرابة 20 مليون شخص في كل من الصومال وجنوب السودان ونيجيريا واليمن لخطر المجاعة، إذ يعاني نحو 33 مليون شخص من نقص التغذية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أغلبهم في العراق والسودان وسوريا واليمن، وفق ما أورد تقرير صدر الاثنين عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).

وعليه فإن المشكلة الغذائية هي مشكلة ملحّة متعدّدة الجوانب، يتجاوز حلّها أطر القطاع الزراعي. إن حل المشكلة الغذائية لا يرتبط بزيادة الإنتاج وتخفيض كلفته فقط، بل بوضع استراتيجية للإستخدام العقلاني للموارد الإنتاجية، تقوم على فهم الجوانب النوعية والكمية لحاجة الإنسان في الغذاء. ويبرز إلحاح معالجة المشكلة الغذائية المتفاقمة، ليس فقط نتيجة لعواقبها الكارثية على حياة مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، بل وكذلك لانعكاساتها الخطيرة على الأمن والإستقرار في الكثير من البلدان وعلى المستوى الدولي عمومًا. فالجوع يشكّل تهديدًا لاستقرار الحكومات والمجتمعات والحدود. والأمن الغذائي لا يتعلّق بالغذاء فقط، بل بجميع أشكال الأمن - الأمن الاقتصادي، البيئي، وحتى القومي.

أكثر من مئة مليون شخص في العالم يعانون من المجاعة

ذكر تقرير نشرته الأمم المتحدة بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبي، أن عدد الأشخاص الذين يعانون من خطر المجاعة في العالم بلغ 108 ملايين شخص أي بزيادة تقدر بـ35 بالمئة مقارنة بعدد الجائعين في العام 2015.

أفاد تقرير أعد بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ونشر الجمعة أن النزاعات الدامية والظروف المناخية والارتفاع الحاد في أسعار بعض المواد الغذائية، ساهم العام الماضي في ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم إلى 108 ملايين شخص، ويمثل هذا العدد زيادة بلغت 35% مقارنة بعدد الجائعين في العالم خلال العام 2015 والذي كان 80 مليون نسمة، وتعبير الأشخاص الذين يعانون "من انعدام خطير في الأمن الغذائي" يشمل الذين كانوا يعانون أصلا من نقص حاد في الغذاء وعاجزين عن تلبية حاجاتهم في هذا المجال

بشكل دائم، على غرار الأشخاص الذين يجبرون على ذبح مواشيهم لتجنب الموت جوعا.

ويفيد التقرير أن هذا الانعدام الحاد في الأمن الغذائي يمكن أن يتفاقم هذا العام عبر وصول المجاعة إلى أربعة بلدان هي جنوب السودان والصومال واليمن وشمال شرق نيجيريا، والتقرير الذي يعتمد على أساليب عدة في تحديد مقاييس المجاعة، يأتي ثمرة تعاون بين الاتحاد الأوروبي ووكالات عدة تابعة للأمم المتحدة والوكالة الأمريكية "يو اس ايد" والعديد من الهيئات الإقليمية المتخصصة. بحسب فرانس برس.

وقال خوسيه غرازيانو دي سيلفا المدير العام لمنظمة الفاو (منظمة الأمم المتحدة للزراعة والتغذية) "بإمكاننا الحؤول دون وفاة الناس جوعا عبر حماية سبل العيش في الأرياف والاستثمار فيها"، ومن جهتها قالت أرثاران كوزان مديرة برنامج الغذاء العالمي "إن الجوع يفاقم الأزمات ويدفع نحو مزيد من انعدام الأمن والاستقرار. وما يبدو اليوم تحديا مرتبطا بالأمن الغذائي سيصبح غدا تحديا مرتبطا بالأمن فقط"، وختمت قائلة "إنه سباق مع الوقت، وعلى العالم أن يتحرك الآن لإنقاذ الأرواح وسبل عيش ملايين الأشخاص".

أربع دول تواجه خطر المجاعة مع تفاقم أزمة الغذاء على مستوى العالم

قال تقرير إن أزمات الغذاء على مستوى العالم زادت بشكل كبير في 2016 وإن الأوضاع بصدد التدهور بشكل أكبر هذا العام في بعض المناطق مع تزايد خطر المجاعة، وقالت شبكة معلومات الأمن الغذائي "هناك خطر كبير بحدوث مجاعة في بعض المناطق بشمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن بسبب الصراع المسلح والجفاف وانهيار الاقتصاد الكلي"، وقالت الشبكة، التي يرعاها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ومنظمات أخرى، والمعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية إن الطلب على المساعدات الإنسانية يتزايد، وذكرت الشبكة أن التقارير تفيد بأن 108 ملايين شخص واجهوا انعدام الأمن الغذائي بمستوى أزمة أو أسوأ في 2016 وهي زيادة كبيرة عن العدد الإجمالي خلال العام السابق وهو نحو 80 مليون شخص، وتستخدم الشبكة مقياسا من خمس مراحل تصنف المرحلة الثالثة فيه بأنها أزمة بينما تصنف الرابعة بأنها حالة طوارئ والخامسة بأنها مجاعة أو كارثة، وقال التقرير "في 2017 من المرجح أن يستمر انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع في العراق وسوريا (بما في ذلك بين اللاجئين في دول مجاورة) ومالاوي وزيمبابوي".

العالم يواجه "أسوأ أزمة إنسانية" منذ الحرب العالمية الثانية

حذرت الأمم المتحدة من أن الكرة الأرضية تواجه "أسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، مع احتمال تعرض نحو 20 مليون شخص في ثلاثة بلدان أفريقية وفي اليمن، لسوء التغذية والمجاعة.

فالصومال وجنوب السودان ونيجيريا واليمن، التي تواجه جميعا نزاعات مسلحة، هي البلدان الواردة في الإعلان الذي تلاه الجمعة في مجلس الأمن، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الإغاثة العاجلة للأمم المتحدة، ستيفن أوبراين.

وقد وجه أوبراين الذي زار في بداية الشهر، كلا من اليمن وجنوب السودان والصومال، نداء لقيام تعبئة عاجلة، داعيا المجموعة الدولية إلى تأمين 4,4 مليارات دولار قبل تموز/يوليو المقبل، "لتجنب وقوع كارثة".

وقال إن "الأمم المتحدة تطلق تحذيرا، العالم يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لأن أكثر من 20 مليون شخص يواجهون الجوع والمجاعة في أربعة بلدان"، وأضاف "إذا لم يتأمن المبلغ، نتوقع أن أعدادا كبيرة من الأشخاص سيموتون جوعا، وسيفقدون وسائل العيش المتاحة لهم، وسيرون زوال المكتسبات السياسية التي حصلوا عليها بشق النفس في السنوات الأخيرة".

وحذر الأمين العام المساعد من أن "أشخاصا سيموتون من الجوع بكل بساطة، إذا لم تبذل جهود جماعية على الصعيد العالمي. وسيعاني كثيرون آخرون ويموتون من الأمراض. وسيتأخر نمو أطفال ويتغيبون عن المدرسة. وستتلاشى وسائل العيش والمستقبل والآمال"، وأكد أن اليمن هو في الوقت الراهن مسرح "لأسوأ أزمة إنسانية في العالم". وقال إن ثلثي سكانه الذين يبلغ عددهم 18,8 مليون نسمة، يحتاجون إلى المساعدة، وإن أكثر من سبعة ملايين "لا يعرفون من أين ستصل وجبتهم المقبلة"، مشيرا إلى النزوح الجماعي للسكان الذين هجرتهم المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين.

وقد أسفر النزاع حتى الآن عن 7400 قتيل و40 ألف جريح، منذ آذار/مارس 2015، كما تقول الأمم المتحدة، وأتاحت اتفاقات أخيرة بين أطراف النزاع، إرسال مساعدة غذائية لـ4,9 ملايين شخص في الشهر الماضي. لكن أوبراين قال إن "جميع أطراف النزاع يرفضون بتعسف السماح للعاملين في المجال الإنساني الوصول بصورة دائمة، ويستخدمون المساعدة لأهداف سياسية"، واعتبر أن 2,1 مليار دولار ضرورية لمساعدة 12 مليون شخص، وأعلن أن مؤتمرا على المستوى الوزاري سيعقد في 25 نيسان/أبريل في جنيف، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لجمع الأموال.

33 مليون شخص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعانون من سوء التغذية

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) الاثنين تقريرا يفيد أن 33 مليون شخص يعانون من نقص التغذية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن "أعلى المعدلات" سجلت في العراق والسودان وسوريا واليمن. وتضمن التقرير الذي صدر في القاهرة أنه إلى جانب أفريقيا، فإن إقليم الشـرق الأوسط وشمال أفريقيا "هو الإقليم الآخر الوحيد من أقاليم الفاو الذي شهد زيادة في أعداد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية".

وأوضح التقرير أن أعداد من يعانون من نقص التغذية في الإقليم "تضاعفت بين عامي 1990 و2015" إذ ارتفعت من " 16،5 مليون شخص إلى 33 مليونا في 2015"، وتابع التقرير أن "دول المشرق تصدرت معدل انعدام الأمن الغذائي فـي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكانت دول مثل العـراق والسـودان وسـوريا واليمـن مـن بيـن الـدول التـي سـجلت أعلـى معـدلات في العالم" من جراء النزاعات "المدمرة" التي تشهدها. بحسب فرانس برس.

وأشار التقرير إلى أنه في المقابل انخفضـت نسـبة انتشــار نقـص التغذية "وعــدد الأشـخاص الذين يعانون مــن نقص التغذية بشكل كبير في إقليم المغرب العربي، وهــو الإقليم الوحيد الذي نجح في تحقيق هــدف الحد من الجوع ضمن الأهداف الانمائية للألفية".

الأمم المتحدة تسعى لجمع 4 مليارات دولار لتفادي مجاعة في أفريقيا واليمن

قال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى أكثر من أربعة مليارات دولار بحلول نهاية مارس آذار لمساعدة قرابة 20 مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعا في نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن.

ومشيرا إلى صراعات مسلحة وتغير المناخ بوصفهما من أسباب هذه الحالة الطارئة قاد جوتيريش دعوة لجمع 5.6 مليار دولار للعمليات الإنسانية بالبلدان الأربعة هذا العام منها 4.4 مليار دولار ضرورية بنهاية الشهر القادم "لتفادي كارثة".

وقال جوتيريش "على الرغم من بعض التعهدات السخية لم يُقدم فعليا سوى 90 مليون دولار حتى الآن" أو حوالي سنتين اثنين مقابل كل دولار مطلوب، وأضاف قائلا "نحن في بداية العام لكن هذه الأرقام مقلقة للغاية"، وذكر جوتيريش أن الصراعات المسلحة لها عواقب إنسانية مدمرة كما وصف تغير المناخ بأنه سبب رئيسي في تفاقم المشكلة الإنسانية.

وقال جوتيريش اليوم الأربعاء إن النساء والفتيات يتأثرن بشكل غير متناسب بالأزمة وإن نحو نصف مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد، وأضاف قائلا "المجاعة أمر واقع بالفعل في أجزاء من جنوب السودان. ما لم نتحرك الآن .. فإن تأثر مناطق وبلدان أخرى لا يعدو أن يكون مسألة وقت. نحن نواجه مأساة".

وقال إن اليمن-الذي قتل فيه أكثر من عشرة آلاف شخص في الحرب المستمرة منذ حوالي عامين-يواجه أكبر مشكلة لانعدام الأمن الغذائي في العالم حيث يحتاج نحو 7.3 مليون شخص مساعدة فورية، وفي وقت سابق قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة إن أكثر من سبعة ملايين شخص يواجهون الموت جوعا في منطقة شمال شرق نيجيريا التي تشهد تمردا وحول منطقة بحيرة تشاد.

ملايين الأفارقة معرضون لخطر مجاعة تفاقمه بوكو حرام

أطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع أموال قائلة إن هناك حاجة إلى أن تقوم وكالات الإغاثة بتوصيل الغذاء لقرابة ثلاثة ملايين شخص بحلول يوليو تموز لتفادي مجاعة في منطقة بحيرة تشاد في أفريقيا بسبب الجفاف والفقر المزمن ووجود متمردي جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة، وقال وزير خارجية النرويج بورج برينده إن المانحين الدوليين تعهدوا في مؤتمر في أوسلو بتقديم أموال جديدة تبلغ 672 مليون دولار في السنوات الثلاث المقبلة إضافة إلى 457 مليون دولار كان قد جرى التعهد بها لعام 2017.

وتقول الأمم المتحدة إنها بحاجة لمساعدات إنسانية قيمتها 1.5 مليار دولار للمنطقة هذا العام وسبق أن جمعت 19 مليون دولار لهذا الهدف، ويمنع وجود مسلحي بوكو حرام المزارعين من زراعة المحاصيل أو الوصول إلى بحيرة تشاد لتوفير المياه لحيواناتهم. ويقول خبراء الإغاثة إن الصيادين مُنعوا أيضا من الوصول إلى البحيرة التي تتقاسمها الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد، وقتل مسلحو بوكو حرام زهاء 15 ألف شخص وأجبروا أكثر من مليونين على الفرار من منازلهم أثناء تمردهم المستمر منذ نحو سبع سنوات.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة إن الحاجة الأكثر إلحاحا تتمثل في توصيل الأرز أو السرغوم أو أموال لشراء إمدادات لحوالي 2.8 مليون شخص بحلول يوليو تموز، وقال عبده دينج مدير البرنامج لغرب ووسط أفريقيا لرويترز "نحن في موسم القحط وإمدادات الناس نفدت. يتعين علينا أن نتفادى مجاعة"، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ما إجماليه 10.7 مليون شخص -أو حوالي 2 بين كل 3 من السكان- بحاجة إلى مساعدة إنسانية مثل الغذاء أو المياه أو التعليم أو الحماية، ولم تتعهد الولايات المتحدة -وهي مانح رئيسي للمعونات إلى المنطقة في الأعوام السابقة- بأي أموال، وقال ستيفن أوبراين منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن هذا سببه أن الإدارة الأمريكية ما زالت في الفترة الانتقالية في أعقاب انتخابات الرئاسة التي جرت في نوفمبر تشرين الثاني.

سوء التغذية مرتبط بنحو نصف وفيات أمراض القلب والسكتة والسكري بأمريكا

تشير دراسة جديدة إلى أن توفر الكمية الصحيحة من أطعمة معينة في النظام الغذائي قد يساعد الولايات المتحدة على تقليص الوفيات نتيجة أمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني، وخلص باحثون إلى أن نحو 45 في المئة من الوفيات نتيجة هذه الأسباب في 2012 يمكن أن تُعزى إلى أن الناس يتناولون كميات أقل أو أكثر مما ينبغي من عشرة أنواع من الأطعمة، وقالت كبيرة الباحثين ريناتا ميتشا من كلية فريدمان لعلوم وسياسات التغذية بجامعة تفتس في بوسطن "الأنباء الطيبة هي أننا بتنا نفهم أكثر الآن عن الأطعمة التي ستساعد في الحيلولة دون وفاة الأمريكيين قبل الأوان نتيجة أمراض متلازمة الأيض"، أضافت لخدمة رويترز هيلث في رسالة بالبريد الإلكتروني إن بالإمكان إرسال رسائل للمرضى والعامة وقطاع الأغذية تشدد على زيادة الأطعمة الجيدة بدلا من تقليل الأطعمة والمنتجات الغذائية السيئة، وحددت ميتشا وزملاؤها عشرة مكونات غذائية ترتبط ارتباطا وثيقا بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني وهي الصوديوم والفواكه والخضر والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور واللحوم الحمراء غير المصنعة واللحوم المصنعة والدهون غير المشبعة -مثل فول الصويا و زيت الذرة ودهون أوميجا 3 في المأكولات البحرية- والمشروبات المحلاة بالسكر. بحسب رويترز.

واستنادا إلى الأنظمة الغذائية للمشاركين في البحث فقد قدر الباحثون أن 318656 من بين 702308 حالات وفاة نتيجة أمراض القلب أو السكتة أو النوع الثاني من السكري مرتبطة بتناول الناس كميات أقل أو أكثر مما ينبغي من هذه المكونات الغذائية، فعلى سبيل المثال ارتبطت 66508 من الوفيات بتناول كميات أكثر مما ينبغي من الصوديوم بينما كان عدم تناول ما يكفي من المكسرات والحبوب سببا في 59374 حالة وفاة.

أسر تعيش على الشاي

في مخيم إيواء مؤقت بجوار مطار صغير غير مستخدم في منطقة أرض الصومال (صوماليلاند) الانفصالية في الصومال تجلس نعمة محمد (32 عاما) إلى جانب موقد مكشوف من نيران الحطب وضعت عليه غلاية للشاي.

وما لم تجلب جماعات إغاثة طعاما وماء فإن الشاي هو الوجبة الوحيدة في اليوم لها ولأولادها، وهم ثلاثة صبيان وثلاث وبنات، الذين يرقدون في كوخ مجاور مصنوع من ملاءات سرير قديمة، ونعمة محمد واحدة من مليوني شخص في الجمهورية الانفصالية في القرن الأفريقي التي يواجه نحو نصف سكانها خطر الموت جوعا بعد جفاف حاد قتل ماشيتهم.

وقالت لرويترز "فقدنا كل حيواناتنا"، وأضافت أن الماعز التي كانت لديها والتي نفقت بسبب نقص المرعى والماء كانت تقدم الحليب لأطفالها والزبد الذي كان يستخدم لطهي الأرز.. طعام الأسرة، وتقيم حوالي مئة أسرة أخرى بجوار كوخ نعمة في أكواخ مماثلة مصنوعة من العصي والأكياس البلاستيكية وقماش أكله العث.

واستقر بهم المقام خارج المطار بعد الهجرة من عدة أجزاء ضربها الجفاف في أرض الصومال خصوصا الجزء الشرقي، ووفقا للحكومة فإن 70 بالمئة من اقتصاد أرض الصومال يعتمد على الماشية، وجيف الماعز والأغنام والإبل النافقة المتناثرة حول بوراو وفي الأدغال الترابية الواسعة التي تحيط بالمدينة الصغيرة رسائل تذكير واضحة بحجم الصعوبات، وإلى جانب أرض الصومال تواجه أيضا مناطق أخرى في الصومال جفافا مدمرا أهلك المحاصيل ويهدد بتفشي مجاعة بعد ست سنوات فقط من كارثة إنسانية مماثلة أودت بحياة 260 ألف شخصن وفي أجزاء أخرى من الصومال تفاقم نقص الغذاء والماء بسبب القتال في مناطق يحتلها متشددو حركة الشباب الإسلامية. بحسب رويترز.

وقالت حكومة أرض الصومال في هرجيسا عاصمة المنطقة إن الجفاف أدى أيضا إلى زيادة في أمراض مثل الإسهال وسوء التغذية خصوصا بين الأطفال والمسنين، وفي مخيم مؤقت آخر يؤوي 500 شخص في برديهاهلي على مبعدة 100 كيلومتر من بوراو جلست أمينة حاجي (23 عاما) وهي امرأة حبلى فرت من وارداد في منطقة صنعج الشرقية، إحدى المناطق الأكثر تضررا من الجفاف، في كوخها الصغير في جو شديد الحرارةن وتشعر أمينة، التي تنتظر مولودها في أي يوم، بالقلق بسبب الأوضاع في المخيم الذي يعاني نقصا في الغذاء والماء والرعاية الصحيةن وقالت "ليس لدينا أي نوع من المساعدة وأنا أعيش في هذا المأوى المؤقت... لم يبق لنا أي شيء".

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا