الحب والحرب لابد ان ينتصر بهما الإنسان

مصطفى ملا هذال

2020-07-07 09:24

لو نحاول ان نضع تفسير مبسط لمفهوم الحب، نجده ببساطة تامة، انه الشعور بسعادة دائمة، ويمكن ان يكون الشعور بالطرف المقابل وكأنه مكمل لروحك، وأصبح جزء مهم من أشياءك، وبذلك فان الحب اشبه بالكيمياء تحدث بين شخصين تجعل منهم شخصا واحداً في التفكير والتطلع للمستقبل، لكنهم بجسدين مختلفين في البنية الجسمانية وهذا الاختلاف قد يكون كبير نسبيا لكنه تلاشى بحكم التقارب الروحي والاندماج الكامل.

بعض الظواهر يكون من الصعب جدا وضع تعريف لها، فلا يعقل ان نترجم جميع التصرفات الى كلمات منطوقة او مقروءة، وهنا لابد من طرح السؤال التالي، لماذا نحب؟ وهل للحب وقت محدد او عمر معين؟

هنا لا اقصد الحب الذي عادة ما يكون بين شخصين وينتهي بالزواج بصورة خاصة، فلكل شخص انسان قريب من روحه، ويستأنس بالوجود الى جانبه، يستثمر هذا الوجود للغوص في بحر الحياة المتلاطم، اذ يعتبر الشخص القريب بمثابة المجاديف التي يجتاز بواسطتها صاحب الزورق الامواج المتلاطمة.

قد يقلل آخرون من أهمية وجود شريك حياة يتقاسم معك الهموم والأوجاع، ويضع هذا الكلام في خانة الخيال، ولم يُعر له أهمية تذكر، والسبب يعود بذلك الى تجربة الشخص الفردية، فلربما كانت تجربة قاسية لم يشعر بها بمذاق الحب الحقيقي الذي يختلف من تجربة الى اخرى، وقد يكون صاحب هذا الرأي او وجهة النظر ممن عانى من قساوة التجربة.

بالحب يكون للشخص نظرة مختلفة للحياة، فالحب يجعل الفرد يعيش حالة فريدة من نوعها، يحاول ان يتجاوز المشاكل التي تعترض يومه، ولم يعطي الفرصة للون الاسود ان يقترب من حياته ليحولها الى رمادية بعدما اختار لها اللون البنفسجي او الوردي الذي تتطلبه المرحلة الآنية.

الفرد بحاجة للحب في جميع الأوقات وبكل الظروف، فإذا كنت عاملا في مكان ما او موظفا في دائرة معينة، لابد من تواجد الحب لكي تعم السعادة والمحبة في المكان الذي يقضي فيه اغلب وقته بعيدا عن أسرته وأقرباءه، ففي حال لم يتمكن الفرد من غرس هذه الحبة لم يعش حالة استقرار ويقطف الثمرة فيما بعد.

يقول بعض المختصين ان الحياة الزوجية الناجحة تتوقف على مدى الحب الذي يكتنف الطرفين، فإذا كان اعتبر الشخصين ان العلاقة بينهما تكاملية، هنا ستكون الحياة الزوجية مختلفة بصورة تامة، ويصبح المنزل بمثابة جنة مملوءة بالسعادة ومحاطة بالسكينة.

ويرى بعض آخر ان الفرد الذي أنهى مشوارا كبيرا من حياته دون المرور بقافلة الحب، فانه أفنى ذلك الجزء كمن يأكل طعاما دون تذوق، فلكل مرحلة لونها الذي يميزها، ولا يصح ان نهمل جزئية وشيئا أساسياً من اساسيات الحياة، فبالحب تكون الأسرة قوية متماسكة قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات، وبالحب ايضا نهزم التعاسة ونحجم دورها وقد تتلاشى الى الأبد.

الحب كما الحرب فالأخير يحتاج الى أدوات وأكثر ذكاء لتنتصر فيه على عدوك، وكذلك الحب هو فن لا يتمكن منه الا من يمتلك قلبا ينبض بحب الخير للجميع، ويطرد الأفكار السوداوية عن خياله ولم يسمح لها ان تخيم عليه بكل الظروف.

اذا تمكنا من غرس هذه المبادئ في نفوس الآخرين، عندئذ نكون نجحنا في خلق مجتمع متحاب قوي قائم على الاحترام المتبادل، والمحبة المطلقة بين ابناءه.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي